الصفحة الرئيسية
الأمراض السارية PDF طباعة

إن الأمراض السارية، وفقاً للتقديرات، هي المسؤولة عن حوالي ثلث جميع الوفيات، وكذلك ثلث جميع الأمراض التي يشهدها الإقليم. فعلى الرغم من النجاحات التي تحققت في مجال التخلص من بعض الأمراض، بل واستئصالها في بعض البلدان، إلا أن الإقليم لايزال يعاني من عبء كبير للأمراض السارية مما يعرقل التنمية الاجتماعية والاقتصادية. ولقد زادت أهمية مكافحة الأمراض السارية في السنوات الأخيرة بسبب زيادة السفر، والتجارة، والهجرة، وظهور أنواع جديدة من العدوى. فبالإضافة إلى التحديات المزمنة المرتبطة بضعف النُظُم الصحية، أدى قصور الالتزام والتمويل المخصص لمكافحة الأمراض السارية إلى التباطؤ في تحقيق الأهداف الإقليمية المتوخّاة. والعديد من البلدان تواجه قلاقل سياسية واضطرابات اجتماعية، وصراعات متواصلة، وانعداماً للأمن، وهي كلها من الأمور التي تؤثر لا محالة على مكافحة الأمراض السارية. ومن ثمَّ، سنقوم في هذا القسم بمناقشة القضايا الرئيسية الأربع ألا وهي: استئصال شلل الأطفال؛ وفيروس الإيدز والسل والملاريا والأمراض المدارية؛ والتمنيع واللقاحات؛ والأمن الصحي واللوائح الصحية.

استئصال شلل الأطفال

يُعتبر برنامج استئصال شلل الأطفال من المبادرات التي تحظى بالأولوية الشديدة والتي تخضع للإشراف المباشر للمدير الإقليمي. وتعد جميع بلدان الإقليم خالية من شلل الأطفال باستثناء أفغانستان وباكستان، حيث لم تتوقف فيهما سراية فيروس شلل الأطفال أبداً. وتظل مستودعات فيروس شلل الأطفال المعروفة في باكستان في منطقة كويتا (بشين، كيلا عبد الله، وكويتا) في بلوشستان، وفي بلدة جاداب في كاراتشي، ومنطقة خيبر في المناطق القبلية الخاضعة للإدارة الفيدرالية، وفي أفغانستان تعد ولايتا قندهار وهلمند في الإقليم الجنوبي بمثابة المستودعات الرئيسية. وقد أدى انتقال العدوى المستمر في باكستان وأفغانستان إلى إعاقة الاستئصال العالمي لشلل الأطفال، كما أنه يشكِّل تهديداً للبلدان الخالية منه. وتتعرض الصومال واليَمَن لمخاطر شديدة لأن انعدام الأمن أدّى إلى انخفاض مناعة السكان مما نتَج عنه سراية فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح. أما جيبوتي، وجنوب السودان، والجمهورية العربية السورية فجميعها يخضع لعملية ترصد عن كثب.

شهد عام 2012 إنجازات مهمّة، فقد أبلَغَت باكستان عن 58 حالة شلل الأطفال في عام 2012 مقارنةً بنحو 198 حالة في عام 2011، في حين أبلَغَت أفغانستان في عام 2012 عن 37 حالة مقارنةً بنحو 80 حالة في 2011. ولقد أعدَّت باكستان ونفَّذَت خطة عمل وطنية معزَّزة للتصدِّي للطوارئ، وتعاطت فيها مع مختلف التحدّيات، بما في ذلك، اتّساق نظام الإشراف الحكومي، والشعور بالملكية أو السيطرة على المقدّرات، والمساءلة على كل مستوى إداري. وبـَذَل البرنامج جهوداً كبيرة وطرح مبادرات مؤثرة خاصة في ما يتعلق بالاستخدام الكافي والمناسب للقاح شلل الأطفال الفموي الثنائي التكافؤ، وإدخال جرعات إضافية على فترات قصيرة، وإعداد خطط شاملة للمناطق الفرعية، وتوظيف عددٍ كبيرٍ من موظفي الدعم الاحتياطيين من قِبَل منظمة الصحة العالمية واليونيسف في مستوى التنفيذ، وإدخال تحسينات في نظام الترصُّد من خلال استخدام عيِّنات ضمان الجودة من تشغيلات اللقاح، والحفاظ على نظام ترصُّد حساس للغاية، يدعمه مختبر مرجعي إقليمي يعمَل على نحو جيِّد. وقد أعدَّت حكومة أفغانستان أيضاً خطة عمل وطنية للتصدِّي للطوارئ والتي تضمَّنَت تحسين الإدارة والمساءلة، والحدّ من تعذر الوصول إلى الخدمات، وزيادة الطلب في المجتمع، وتعزيز التمنيع الروتيني. وأنشئت الفرَق الدائمة للتطعيم ضد شلل الأطفال، والفرَق المعنية بإدارة التطعيم في المناطق، وذلك في المناطق المتدنّية الأداء لتحسين خدمات التمنيع الروتيني في 28 منطقة. وهنالك حاجة لتقوية التنسيق عبر الحدود بين البلدان من أجل التعرُّف على الوضع الراهن للأطفال الذين فاتهم التطعيم وتحديد السبب في ذلك؛ والوصول إلى كل طفل عبر الحدود وتطعيمه؛ وضمان التواصل المستمر على المستوى الميداني وبين الحكومتين. وقد تم إدخال إطار الإدارة والمساءلة في المناطق ذات المخاطر العالية في كلا البلدين.

وعلى الرغم من هذا، فإن البرنامج يواجه العديد من التحدّيات الجديدة في باكستان، بما في ذلك حظر التلقيح في شمال وجنوب وزيرستان، والمقاومة التي تبديها الفصائل المسلحة في كراتشي، وخيبر وباخوتنخوا وأجزاء من المناطق القبلية الخاضعة للإدارة الفيدرالية. وهنالك حاجة إلى بذل الجهود لتبرئة ساحة البرنامج من المعلومات المغلوطة التي يتم ترويجها حوله، ولتقديم وجه حيادي له. أما في أفغانستان، فالحاصل أن الصراع، وعدم قدرة السكان على الوصول إلى الخدمات يعرقل إحراز التقدم. ويتم التصدي حالياً لهذه التحديات من خلال تعزيز عنصر التواصل في البرنامج، وتشكيل فريق تشاوري إسلامي، وتقوية الشعور بالملكية الإقليمية لبرنامج شلل الأطفال. وإذا ما استمرت السراية في أفغانستان وباكستان، فلن يبقى أي بلد عصياً وممنّعاً تماماً ضد خطر معاودة وفادة شلل الأطفال إليه. ومما لاشك فيه أن دعم سائر بلدان الإقليم هو أمر أساسي للنجاح. ولقد تعهدت اللجنة الإقليمية بالتضافر والاتحاد لجعل الإقليم خالياً من شلل الأطفال، وبالتالي فقد تتمثل أحد التحديات الماثلة في عام 2013 في ترجمة هذا التعهد إلى واقع ملموس.

ولايزال الصومال معرَّضاً لخطر كبير باندلاع فاشية فيروس شلل الأطفال البرّي إذا ما حدثت وفادة للفيروس، نظراً لوجود مجموعة كبيرة من الأطفال الذين تعذر الوصول إليهم وتمنيعهم. ويتمثل التحدّي الرئيسي في الوصول إلى تطعيم وتمنيع ما يقدَّر بحوالي 800 ألف طفل مستهدَف في المناطق التي لا يمكن الوصول إليها بسبب انعدام الأمن. وتَدُل فاشية فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح والتي ظهرَت في اليمن على وجود فجوة كبيرة في مناعة السكان نتجَت عن انخفاض مُزمِن في التغطية بالتمنيع الروتيني، وعدم وجود أنشطة تمنيع تكميلي عالية الجودة. واستجابة للفاشية، أجرَى اليمن ثلاثة أيام وطنية للتمنيع، ويوماً واحداً للتمنيع على المستوى دون الوطني. وأضيف أيضاً التمنيع باللقاح الفموي ضد شلل الأطفال إلى حملة التمنيع التدارُكي ضد الحصبة.

أجرَت عشرة بلدان خالية من شلل الأطفال ومعرَّضة لخطر وفادته إليها (وهي: الأردن، وجمهورية إيران الإسلامية، والجمهورية العربية السورية، وجنوب السودان، وجيبوتي، والسودان، والعراق، وليبيا، ومصر، والمملكة العربية السعودية) أيام التمنيع دون الوطنية، مع التركيز على المناطق الجغرافية ذات السكان المعرَّضين لمخاطر مرتفعة، وذات التغطية المنخفضة بالتمنيع الروتيني، وذلك في محاولة لتعزيز مناعة السكان من الفئات المعرَّضة لخطر شديد. ويُستفاد من فُرَص التطعيم الأخرى، مثل حملات الحصبة وأيام صحة الطفل، لتقديم جرعات إضافية من لقاح شلل الأطفال الفموي للمساعدة في تعزيز مناعة السكان.

إن المؤشرات الرئيسية لترصُّد الشلل الرَخو الحاد (AFP) (أي معدّل الشلل الرَخو الحاد غير الناجم عن شلل الأطفال، ونسبة عيّنات البراز الكافية) على المستوى الوطني، تصل إلى معايير الإشهاد الدولية. ولكن على المستوى دون الوطني هناك ثَغَرات، وهي أكثر خطورة بالنسبة للبلدان التي كانت خالية من شلل الأطفال لسنوات عديدة. ولقد حافَظَت جميع بلدان الإقليم على المعدّل المتوقَّع للشلل الرخو الحاد غير الناجم عن شلل الأطفال لكل 100 ألف طفل دون سن 15، عاماً باستثناء المغرب الذي يقترب من المعدّل المتوقّع. إن النسبة المئوية لحالات الشلل الرَخو الحاد التي تعتمد على جمع عينات البراز الكافية أعلى من المعدّل المستهدَف وهو %80، إلا في تونس، وجيبوتي، ولبنان.

فيروس العوز المناعي البشري، والسل، والملاريا، وأمراض المناطق المدارية

استمر وباء فيروس العوز المناعي البشري في الانتشار السريع في الإقليم. وتُظهر آخر التقديرات أن حوالي 560 ألف شخص يتعايشون مع فيروس العوَز المناعي البشري في الإقليم. ومع أن مجمل مُعدَّل انتشار الفيروس بين عامة السكان مازال منخفضاً، إلا أن نسبة المصابين الجدد بالعدوى من بين جميع الأفراد المتعايشين مع الفيروس، هي الأعلى عالمياً. وقد تضاعفت تقريباً الوفيات بسبب الإيدز في العقد الماضي بين كل من البالغين والأطفال، ووصل إجمالي الوفيات إلى 400 38 في عام 2011. والحاصل أن نسبة التغطية بمعالجة فيروس الإيدز لا تتجاوز

%13، وهي أقل نسبة تغطية بين جميع أقاليم المنظمة. ومازال هناك تحديات أمام المكافحة الفعَّالة وتقديم الرعاية من قبيل ضعف الالتزام السياسي، وعدم كفاية الحصول على الخدمات الصحية للسكان المعرّضين للخطر، والوصمة والتمييز الشديدين، وضعف النُظُم الصحية.

وقد ركَّزت المنظمة دعمها على مساعدة الدول الأعضاء في تطوير الدلائل الإرشادية الخاصة باختبار فيروس الإيدز ومعالجته، وعلى بناء القدرات في مجال تقديم الخدمات. وقدمت توجيهات للسكان المعرّضين لمخاطر عالية والذين يصعب الوصول إليهم بالخدمات الصحية التقليدية حول سُبُل تقديم الخدمات، كما دعمت البلدان لمساعدتها في إعداد نهج مبتكرة لإتاحة الخدمات، بما في ذلك إتاحتها عبر المنظمات المجتمعية. وتواصل التعاون مع المركز الإقليمي للمعلومات المعني بترصُّد فيروس الإيدز في جمهورية إيران الإسلامية من أجل تقوية الدور المؤسسي للمركز بوصفه مركزاً تدريبياً، ومرجعاً إقليمياً.

ونظراً لما ساور المنظمة من قلق إزاء عدم التقدُّم في الوقاية من انتقال العدوى بفيروس الإيدز من الأم إلى الطفل في الإقليم، فقد قامت المنظمة بالاشتراك مع اليونيسف، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وبرنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز، بإطلاق مبادرة إقليمية للتخلص من انتقال فيروس الإيدز من الأم إلى الطفل. وقد تبنّت هذه المبادرة الأهداف العالمية العامة الخاصة بتقليص عدد حالات العدوى الجديدة بفيروس الإيدز بين الأطفال بنحو %90 بحلول عام 2015، فضلاً عن تقليص عدد وفيات الأمهات الناجمة عن مرض الإيدز بنحو %50 بحلول العام نفسه. وقد عززت المبادرة اتباع أسلوب شامل، بما فيه الوقاية من حالات الحمل غير المقصودة بين النساء المتعايشات مع فيروس الإيدز؛ والوقاية من انتقال فيروس الإيدز من الحوامل المصابات بفيروس الإيدز لأطفالهن؛ وتوفير المعالجة والرعاية والدعم للأمهات والأطفال والأسر المتعايشين مع فيروس الإيدز.

في عام 2011 ، حقق 11 بلداً في الإقليم معدّل اكتشاف لحالات السل بَلَغ %70، وحقق 13 بلداً معدّل نجاح للعلاج بلغ %85، وأعدّ 12 بلداً خططاً استراتيجية وطنية للفترة 2015-2011. وجرَى توسيع شبكة المختبرات، ولاسيَّما في مجال الزرع واختبار الحساسية للأدوية. وتم توسيع الدعم التقني ليشمل إدارة الدواء وتعزيز الاختبار المسبَق للصلاحية في الشركات الصيدلانية. ويستخدم حالياً النظام الإلكتروني للتسجيل الاسمي وإعداد التقارير في خمسة بلدان، وأدخل نظام الترصُّد المرتَكِز على الإنترنت في عدّة بلدان. وتلقَّى أحد عشر بلداً دعماً لإجراء المسوحات من أجل تقييم عبء مقاومة السل للأدوية. ونُفِّذَت بعثات للمراجعة في خمسة بلدان. وتلقَّى العديد من البلدان دعماً تقنياً لإجراء المسوحات والدراسات لتقدير مدى قصور التبليغ عن حالات السل وعبئه.

ويُقدَّر أن %46 من السكان كانوا يعيشون في مناطق معرَّضَة لخطر سراية الملاريا المحلية في عام 2011. وأبلغت البلدان عن اكتشاف إجمالي 460 789 6 حالة ملاريا (انظر الجدول 2 والجدول 3)، منها %16.8 فقط حالات مؤكَّدة باكتشاف الطفيليات، بينما عولجت الحالات الباقية استنادا إلى التشخيص السريري. وكانت ستة بلدان مسؤولة عن أكثر من %99.5 من الحالات المؤكَّدة في عام 2011 (أفغانستان، وباكستان، والجمهورية اليمنية، وجنوب السودان، والسودان، والصومال). ووفقاً لبيانات عام 2010، بلَغ العدد التقديري لوفيات الملاريا 000 15 وفاة. ومازال التخلص من الملاريا ومكافحتها يواجه عدّة تحديات. فالقدرة على الوصول إلى المرافق التي تُجري التشخيص باكتشاف الطفيليات في البلدان التي تعاني من عبء مرتفع للملاريا، محدودة، فضلاً عن تردي مستوى الجودة. وتتفاقم مقاومة الطفيليات لمضادات الملاريا في البلدان الموطونة بالملاريا الناجمة عن "المتصوّرة المنجلية". وهناك ضعف في ترصُّد ورصد وتقييم الملاريا، إلى جانب ضعف امتثال مقدِّمي الرعاية في القطاع الخاص للدلائل الإرشادية الوطنية للمعالجة. ويُعَدُّ انعدام الأمن، والتغيُّر المناخي، والكوارث الطبيعية تحديات إضافية أمام مكافحة الملاريا؛ فعلى سبيل المثال تفاقَم وضع الملاريا في باكستان بعد الفيضانات الشديدة التي وقَعَت في عام 2010. كما تواجه البلدان الخالية من الملاريا تحدياً بسبب زيادة الملاريا الوافدة مع التحرُّكات الهائلة للسكان، سواء كانت تحركات قانونية أو غير قانونية.

ومن بين الإنجازات التي تحقَّقت إدراج العراق بين الدول غير الموطونة بالملاريا بعد ثلاث سنوات من عدم التبليغ عن أي سراية محلية للعدوى. وحققت جمهورية إيران الإسلامية والمملكة العربية السعودية أكثر من %80 من أهداف التغطية بالتدخلات الخاصة بمكافحة الملاريا والتخلص منها. وأظهَرَت بلدان أخرى تقدُّماً طيباً في التغطية بتدخُّلات الملاريا مثل الناموسيات المعالجة بالمبيدات الحشرية الطويلة الأمَد، ولكنها لم تحقق بعد هدف الزيادة على %80. وبنهاية عام 2012، زاد معدّل التغطية الميدانية بالناموسيات المعالجة بالمبيدات الحشرية الطويلة الأمَد في السودان ليتجاوز %50. وفي أفغانستان، زادت نسبة الأسر التي تمتلك على الأقل، ناموسية واحدة، معالجة بالمبيدات الحشرية الطويلة الأمد من %9.9 في عام 2009 لتصل إلى %43.4 في عام 2011. وفي الفترة نفسها، زادت نسبة الأطفال دون سن الخامسة ممن ناموا الليلة التي سبقت المسح تحت ناموسيات معالجة بالمبيدات الحشرية الطويلة الأمد من %2 إلى %32.

وقد واصلت المنظمة تقديم الدعم لبناء قدرات البرامج الوطنية من خلال التدريب الإقليمي على التخطيط في مجال الملاريا، والمعالجة والفحص المجهري وضمان الجودة وتفاعل البوليميراز التسلسلي، والتخلص من الملاريا. وانتهت جيبوتي من مراجعة البرنامج، في حين تمرّ جمهورية إيران الإسلامية، والجمهورية اليمنية، وجنوب السودان، والسودان بمراحل مختلفة من هذه المراجعة. وتم كذلك دعم إجراء مراجعات للبرنامج في عُمان، وقَطَر، والمملكة العربية السعودية. ومن خلال الدعم التقني المقدَّم من المنظمة على الصعيدين القُطري والإقليمي، نجحت البلدان في توقيع اتفاقيات لمدّ فترة الـمِنَح المقدَّمَة من الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا.

ولقد تم تنفيذ العديد من الأنشطة للتصدّي للأمراض المنقولة بالنواقل في الإقليم، وركّزت المنظمة دعمها على تنفيذ إطار العمل الإقليمي حول إدارة مبيدات الحشرات المرتبطة بالصحة العمومية بشكل سليم، وعلى إجراء الدراسات الإيضاحية للبدائل المضمونة الاستمرار "للدي دي تي"، وعلى تقوية القدرات الوطنية الخاصة بمكافحة النواقل في الدول الأعضاء. وتم الاشتراك في العمل مع البلدان لإعداد قاعدة بيانات إقليمية تعنى بمقاومة مبيدات الحشرات. وأُجريَت مشاورة إقليمية حول إدارة المقاومة لمبيدات الحشرات، ووافقت البلدان المشاركة على إدماج العنصر الخاص بإدارة المقاومة لمبيدات الحشرات في الاستراتيجيات الوطنية للإدارة المتكاملة للنواقل، وعلى مواصلة تعزيز الترصُّد باستخدام علم الحشرات.

وفي ما يخص أمراض المناطق المدارية المهمَلَة، مازال داء المثقبيات الأفريقي البشري يشكِّل تحدّياً في جنوب السودان. وأدى التراجع المحرَز في عدد الحالات طوال الأعوام الأخيرة، وبالتالي ارتفاع التكلفة النسبية لعلاج كل مريض، إلى صعوبة الحصول على شركاء يساهمون في أنشطة المكافحة. وتشكِّل القدرة على الوصول أثناء المواسم الممطرة مشكلة كبرى أمام العديد من برامج مكافحة أمراض المناطق المدارية في جنوب السودان، والسودان.

ولوحظ انخفاض قدره %50 في عدد حالات مرض الدودة الغينية في جنوب السودان في عام 2012 مقارنةً بعام 2011، ولا تزال 179 قرية فقط يتوطَّن فيها المرض. وأكملت برامج التخلص من داء الفيلاريات اللمفية (داء الفيل) في اليمن ومصر مرحلة التخلص من هذا الداء، وجرَى بناء القدرات لتقييم انتقال العدوى والتأكُّد من التخلص منها. وقد تم الإشهاد على التخلص من داء العمى النهري "داء كلابيات الذنب" من منطقة أبو حمد، وهي أكبر بؤرة يتوطَّنها المرض في السودان. وزاد توزيع دواء برازيكوانتيل في البلدان الثلاثة التي يتوطّنها داء البلهارسيا (اليمن، السودان، الصومال) بمقدار

%70 برغم تحديات انعدام الأمن. وجَرَت ترجمة الاستراتيجية العالمية المحسَّنة للأعوام 2011-2015 حول التخلص من الجذام ودلائلها الإرشادات التشغيلية إلى اللغة العربية، ويجري الآن تنفيذ الاستراتيجية. وأصبح اختبار التشخيص الميداني السريع لداء الليشمانيا الحشوية متاحاً في الوقت الراهن على نطاق واسع، وأدَّى إلى تقليص فترة العلاج من 30 إلى 15 يوماً.

الجدول 2 . حالات الملاريا المُبلَّغ عنها في البلدان ذات العبء المرتفع من الملاريا

الجدول 2. حالات الملاريا المُبلَّغ عنها في البلدان ذات العبء المرتفع من الملاريا

البلد

2010

2011

2012

إجمالي الحالات المُبلَّغ عنها

إجمالي الحالات المؤكدة

إجمالي الحالات المُبلَّغ عنها

إجمالي الحالات المؤكدة

إجمالي الحالات المُبلَّغ عنها

إجمالي الحالات المؤكدة

أفغانستان

392 463

69 397

482 748

77 549

391 365

54 840

جيبوتي

3 962

1 019

624

لا يوجد

لا يوجد

لا يوجد

باكستان

4 281 356

240 591

334 589أ

334 589

289 759أ

289 759

الصومال

24 553

24 553

41 167

3 351

لا يوجد

لا يوجد

جنوب السودان

900 283

900 283

795 784

112 024

1 198 358

لا يوجد

السودان

1 465 496

720 557

1 246 833

506 806

لا يوجد

لا يوجد

الجمهورية اليمنية

198 963

106 697

142 147

90 410

153 981

105 066

(أ) الحالات المؤكَّدة فقط

الجدول 3. الحالات المؤكَّدة بتحليل الطفيلي في البلدان التي تعاني من سراية متقطعة للملاريا أو لا توجد بها سراية أصلاً، والبلدان التي ينخفض فيها توطن الملاريا

الجدول 3. الحالات المؤكَّدة بتحليل الطفيلي في البلدان التي تعاني من سراية متقطعة للملاريا أو لا توجد بها سراية أصلاً، والبلدان التي ينخفض فيها توطن الملاريا

البلد

2010

2011

2012

إجمالي الحالات المُبلَّغ عنها

عدد الحالات المحلية الأصل

إجمالي الحالات المُبلَّغ عنها

عدد الحالات المحلية الأصل

إجمالي الحالات المُبلَّغ عنها

عدد الحالات المحلية الأصل

البحرين

 90

 0

 186

 0

 لا يوجد

 لا يوجد

مصر

 85

 0

 116

 0

 206

 0

العراق

 7

 0

 11

 0

 لا يوجد

 NA

جمهورية إيران الإسلامية

 3 031

 1 847

 3 239

 1 710

 لا يوجد

 532

الأردن

 61

 2

 58

 0

 117

 0

الكويت

 343

 0

 476

 0

 لا يوجد

 لا يوجد

لبنان

 لا يوجد

 لا يوجد

 لا يوجد

 لا يوجد

 115

 0

ليبيا

 لا يوجد

 لا يوجد

 لا يوجد

 لا يوجد

 88

 0

المغرب

 218

 0

 312

 0

 359

 0

عُمان

 1 193

 24

 1 531

 13

 لا يوجد

 لا يوجد

فلسطين

 لا يوجد

 لا يوجد

 لا يوجد

 لا يوجد

 لا يوجد

 لا يوجد

قطر

 440

 0

 673

 0

 لا يوجد

 لا يوجد

المملكة العربية السعودية

 1 941

 29

 2 788

 69

 3 406

 83

الجمهورية العربية السورية

 23

 0

 48

 0

 42

 0

تونس

 72

 0

 67

 0

 79

 0

الإمارات العربية المتحدة

 3 264

 0

 5 242

 0

 5 165

 0

التمنيع واللقاحات

هناك عدة تحدّيات تُواجِه برامج التمنيع في الإقليم. ولا يزال الوضع الأمني، لاسيَّما في أفغانستان، وباكستان، والجمهورية العربية السورية، واليمن، يُؤثِّر على إحراز التقدُّم نحو بُلوغ أهداف التغطية بالتمنيع. كما أثَّر النقص العالمي في اللقاح الثلاثي (الخُناق، والكُزاز، والشاهوق) واللقاح الثلاثي مع الالتهاب الكبدي "البائي"، واللقاح الخماسي التكافؤ على كل من جمهورية إيران الإسلامية، وليبيا، مصر. واستمرّ عدم كفاية القُدرات الإدارية وضعف الالتزام بالتمنيع الروتيني، في تمثيل تحديات ملحوظة في بعض البلدان في عام 2012. وهناك حاجة ماسَّة إلى توفير دعم رفيع المستوى للتمنيع الروتيني لاسيَّما في أفغانستان وباكستان. ومن القضايا التي لا تزال محل اهتمام: عدم كفاية الموارد المالية ولاسيَّما اللازمة لتنفيذ التمنيع التكميلي ضد الحصبة والكزاز، وإدخال لقاحات جديدة في البلدان المتوسطة الدخل، والمساهمة في تمويل البلدان المُؤهَّلَة للانضمام إلى التحالف العالمي للقاحات والتمنيع، وتنفيذ الأنشطة المتعلقة بتحسين التغطية بالتطعيم في البلدان التي تعاني من معدّلات منخفضة من التغطية. وتدعو الحاجَة إلى تخصيص الموارد الحكومية، وحشد دعم الشركاء من أجل تعزيز الاستجابة لمواجهة الأمراض التي يمكن توقّيها باللقاحات. وفي هذا الصدد، يُقدِّم عِقْد اللقاحات وخطة العمل العالمية المعنية باللقاحات فرصاً سانحة لحشد الموارد التي تستطيع البلدان الإفادة منها.

وتم مد نطاق الدعم التقني المقدم إلى البلدان في عدد من المجالات شملت: تقييم المجالات المختلفة للبرنامج المُوسَّع للتمنيع، ووضع الخطط الرامية إلى تحسين هذا البرنامج؛ والتأكُّد من تطبيق نظام لوجستي مناسب؛ وإدخال لقاحات جديدة؛ وإعداد طلبات للحصول على الدعم من التحالف العالمي للقاحات والتمنيع؛ وتقوية الترصُّد؛ ورصد وتقييم البرنامج المُوسَّع للتمنيع. ولم تتوافر بعدُ بيانات التغطية بالتطعيم عن العام 2012، إلا أن التقارير الأولية تشير إلى أن 15 بلداً في الإقليم قد حافظَت على ما حققَته من هدف التغطية بالتطعيم الروتيني بواقع %90، في الوقت الذي اقتربَت فيه جيبوتي من بلوغ هذا الهدف. واستطاعت تونس ومصر، رغم ما يواجهانه من تحديات، المحافظة على مستوى عالٍ من التغطية بالتطعيم الروتيني تجاوَز %95، كما شهد جنوب السودان والصومال زيادة في التغطية بالتمنيع. بَيْدَ أن الوضع في الجمهورية العربية السورية يَبعَث على القلق، حيث انخفضت التغطية بالتطعيم انخفاضاً كبيراً. وقد تم تنفيذ الأسبوع الإقليمي الثالث للتطعيم بنجاح في نيسان/أبريل 2012، تحت شعار "الوصول إلى كل مجتمع محلي".

وأبلغ تسعة بلدان عن معدّل منخفض للغاية لوقوع الحصبة (أقل من 5 حالات لكل مليون نسمة). وهذه البلدان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق التخلص من الحصبة. أما في ما يتعلق بتنفيذ الاستراتيجية الإقليمية للتخلص من الحصبة، فقد حقق أربعة عشر بلداً معدّل تغطية بالجرعة الأولى من لقاحٍ يتضمن الحصبة يتجاوز %95، كما يتم الآن إعطاء الجرعة الثانية من لقاحٍ يتضمّن الحصبة في 21 بلداً بعد النجاح في إدخاله في جيبوتي والسودان. أما في ما يتعلق بالترصُّد، فقد نجح جميع البلدان في تنفيذ الترصُّد المختبري للحصبة المرتكز على الحالات، إما بتنفيذه في كافة أرجاء البلاد (20 بلداً) أو من خلال الترصُّد المخفري (كما هو الحال في جيبوتي وجنوب السودان والصومال). وتم التعرف على أنماط جينية محلية للحصبة في 22 بلداً، ويعتبر ذلك من الأمور الضرورية للتحقق من التخلص من الحصبة.

الشكل 4  معدل وقوع الحالات/لكل مليون نسمة من المصابين بالحصبة المؤكَّدة في إقليم شرق المتوسط، 2012

الشكل 4 معدل وقوع الحالات/لكل مليون نسمة من المصابين بالحصبة المؤكَّدة في إقليم شرق المتوسط، 2012

شهد عام 2012 مزيداً من التقدم في إدخال لقاحات جديدة منقذة للحياة، حيث يستخدم لقاح المستدمية النزلية من النمط "بي" في 20 بلداً، ومن المتوقع إدخاله إلى بقية البلدان قريباً. ويستخدم الآن اللقاح المتقارن المضاد للمكورات الرئوية في 11 بلداً، ولقاح الفيروسة العَجَلية في 7 بلدان. وانطلقت المرحلة الأولى من حملة إدخال لقاح المكورات السحائية المتقارن (أ) في السودان. ويُتوقع إدخال اللقاح المتقارن المضاد للمكورات الرئوية واللقاح المضاد للفيروسة العَجَلية قريباً في المزيد من البلدان بفضل الدعم الذي يقدمه التحالف العالمي للقاحات والتمنيع. ويتمثل التحدي الأساسي الذي يجابه إدخال لقاحات جديدة في عدم قدرة البلدان المتوسطة الدخل على تحمل تكلفة هذه اللقاحات الجديدة. وتسعى المنظمة إلى تعزيز إدخال لقاحات جديدة، ولاسيما في البلدان المتوسطة الدخل من خلال إنشاء نظام إقليمي للشراء المجمَّع للقاحات، والدعوة إلى تخصيص المزيد من الموارد الوطنية، وتعزيز اتخاذ القرار المسند بالبينات، وإنشاء الفرق الاستشارية التقنية المعنية بالتمنيع على الصعيد الوطني.

الأمن الصحي واللوائح الصحية

شهد عام 2012 زيادة غير مسبوقة في معدّل وقوع الأمراض السارية، سواء الـمُستَجدَّة أو المـُنبَعِثة، الأمر الذي شكَّل تهديدات مستمرّة على الأمن الصحي في الإقليم. فطيلة هذا العام حدَثَت الفاشيات على نحو دوري، وأثَّرت على عدد كبير من البلدان، وتسببت في أسوأ حالات البؤس البشري التي شهدها الإقليم على مر التاريخ. إذْ حدَثَت فاشية إنفلونزا الطيور (H5N1) A في مصر، والكوليرا في العراق والصومال، وحمى القرم الكونغولية النـزفية في أفغانستان وباكستان، والخُناق في السودان، والحصبة في أفغانستان وباكستان والصومال، ومتلازمة الإيماء بالرأس والالتهاب الكبدي "اليائي" في جنوب السودان، والحمى الصفراء في السودان، وعدوى فيروس غرب النيل في تونس، كما تسبب فيروس الإنفلونزا

(H5N1) A في حدوث فاشية إنفلونزا في نهاية العام في اليمن وفلسطين. وكان على رأس هذه الفاشيات ظهور نوع جديد من الفيروس التاجي (كورونا) الذي يسبِّب متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS-CoV) في الأردن، وقَطَر، والمملكة العربية السعودية، بمعدّل إماتة مرتفع للحالات، وكان ظهوره بمثابة رسالة تذكير مُدوِّية بزيادة الأمراض الـمُستَجدَّة التي قد تتفاقم إلى أوبئة في الإقليم. وبينما لا يزال خَطَر وقوع جائحة إنفلونزا الطيور يُخيِّم على الإقليم، سلَّط ظهور الفيروس التاجي (كورونا) الذي يسبب متلازمة الشرق الأوسط التنفسية مزيداً من الضوء على تعرُّض الإقليم لخطر الأمراض الـمُستَجدَّة. فهناك عوامل خطر رئيسية تُسهِم في انتشار أمراض جديدة منها الصراعات الدائرة وحالات الطوارئ الإنسانية المزمنة التي يعاني منها الكثير من البلدان، وما يترتب عليها من تشريد أعداد ضخمة من السكان.

ولايزال الاكتشاف المبكّر والاستجابة السريعة بغرض احتواء التهديدات الوبائية المترتبة على الأمراض المستجدة، هو التحدّي الأكبر أمامنا. وقد استمرت المنظمة في تقديم الدعم الاستراتيجي التقني للبلدان بغية تطوير وتحديث والحفاظ على قدرات كافية على الترصد والاستجابة من أجل اكتشاف وتقييم أحداث الصحة العمومية التي تبعث على القلق على الصعيدين الوطني والدولي والتصدي لها. وكجزء من الجهود المبذولة للارتقاء بالقدرات الجماعية للإقليم على التأهُّب والاستجابة، عملت المنظمة على الاستثمار في تحسين القدرات دون الإقليمية والمحلية، وتجميع المعلومات عن الوبائيات، وتقييم المخاطر بهدف اتخاذ إجراءات مستنيرة في مجال الصحة العمومية لاحتواء التهديدات الوبائية. وقد تلقت باكستان الدعم لتنظيم مؤتمر دولي حول حمى الضنك، والذي تمخض عن توصيات تتعلق بترصُّد الفاشيات والكشف عنها ومعالجتها، ومكافحة النواقل، والتدخلات السلوكية، والاستجابة للطوارئ إبان الفاشيات.

قامَت المنظمة بالتنسيق مع المؤسسات الشريكة للشبكة العالمية للإنذار بحدوث فاشيات الأمراض ومواجهتها، ومع المراكز المتعاونة مع المنظمة من أجل توفير الخبراء والموارد المختبرية اللازمة للتصدّي للفاشيات، ولعمليات احتوائها في عدد من البلدان المعرّضة لخطر الانتشار العالمي للأوبئة، وذلك في حالة عدم كفاية العمليات الوطنية للاستجابة للفاشيات، لاحتواء التهديد بالانتشار العالمي، مع أخذ حجم هذه الفاشيات ومداها بعين الاعتبار. وتتضمّن هذه الفاشيات الحمى الصفراء في السودان، ومتلازمة الإيماء بالرأس في جنوب السودان، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية التي يسببها الفيروس التاجي (كورونا) في الأردن وقَطَر والمملكة العربية السعودية، والإنفلونزا الوخيمة في فلسطين. وتم عَقد مشاورات لإعداد الأدوات اللازمة لترصُّد العدوى المصاحبة للرعاية الصحية، وتوفير الدلائل الإرشادية المتعلقة بالعدوى المصاحبة للرعاية الصحية والناجمة عن أنواع الحمى النـزفية الفيروسية الحادة، وذلك من أجل زيادة تعزيز برامج الوقاية من العدوى ومكافحتها في الإقليم.

إن اللوائح الصحية الدولية (2005) هي اتفاق قانوني دولي مُلزِم لجميع الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية. وعانت جميع الدول الأعضاء في الإقليم، خَلا جمهورية إيران الإسلامية، من قصور في تحقيق أهداف تنفيذ اللوائح الصحية الدولية في حزيران/يونيو 2012. وقدَّم 17 من الدول الأعضاء طلبات لمدّ مهلة تنفيذ اللوائح الصحية الدولية لمدة عامَيْن، مشفوعة بخطط هذه البلدان لتنفيذ اللوائح. واقتصرَت ثلاثة بلدان على تقديم طلبات لمد مهلة التنفيذ؛ وهذه البلدان هي: الإمارات العربية المتحدة، وباكستان، وليبيا، ولم يستَوفِ بلد واحد (وهو الصومال) متطلبات مَدِّ مهلة التنفيذ. وقد واجَهَت البلدان عدداً من التحدّيات في سبيل تنفيذ اللوائح الصحية الدولية، وشملت هذه التحديات ما يلي: غياب قوانين الصحة العمومية الداعمة وغيرها من الوثائق القانونية والإدارية اللازمة؛ وقصور التنسيق فيما بين أصحاب الشأن المعنيين على المستوى القُطري ومع البلدان المجاورة؛ وارتفاع معدّل تنقُّل العاملين المؤهلين؛ وعدم كفاية القُدُرات المالية اللازمة لتغطية نفقات الأنشطة الموضوعة والمُخَطط لها.

وشَهد الإقليم تقدُّماً ملحوظ في إعداد العديد من المتطلبات اللازمة لتنفيذ اللوائح الصحية في الإقليم، ودعمها، حيث بلغ معدّل التنفيذ الإقليمي للمتطلبات نحو %67 وفقاً للبيانات التي تم جمعها في عام 2011 من خلال استبيان الرَصْد. ولا يزال الكثير من المتطلبات يمثِّل تحدِّياً يستلزم المزيد من العمل، مثل: تنفيذ تشريعات جديدة والعمل بسياسات وطنية من شأنها تيسير تنفيذ اللوائح؛ واختبار آليات التنسيق القائمة بين مختلف أصحاب الشأن المعنيين؛ وتقييم أداء الإنذار المبكر للترصُّد القائم على المؤشرات؛ وتوطيد الترصُّد الذي يستند إلى الأحداث؛ وتقوية الترصُّد عبر الحدود بين البلدان. وعلاوة على ما سبق، هناك حاجة إلى وضع برامج لحماية العاملين في مجال الرعاية الصحية، وإنشاء أنظمة لرَصد المقاومة لمضادات الميكروبات. ويجب اختبار الخطط الوطنية للتأهُّب والاستجابة. كما يجب الوفاء بالكثير من المتطلبات المنصوص عليها في الالتزامات العامة بالإضافة إلى فعالية الترصُّد والاستجابة في نقاط الدخول. وهناك مجالات أخرى تسترعي الاهتمام مثل الوفاء بمتطلبات الكشف عن الأمراض المنقولة عن طريق الغذاء وتلوث الأغذية والتصدِّي لها، وكذلك الكشف عن الطوارئ الكيميائية والإشعاعية النووية والتصدِّي لها. وتُعَدُّ الاتصالات الفعالة والتنسيق والتعاون فيما بين القطاعات المختلفة، وتعزيز الموارد البشرية من الأمور البالغة الأهمية لتنفيذ اللوائح بكفاءة.


1  بالنسبة لاكتشاف حالات السل، فإن المنظمة تتلقى البيانات عن السنة التي انقضت، ولهذا فإن البيانات حول اكتشاف حالات السل تعود لعام 2011، بينما تعود حصائل المعالجة إلى 2012.

 
الأمراض السارية PDF طباعة

استئصال شلل الأطفال

لقد كان التقدُّم الذي أُحرز صَوْب استئصال شلل الأطفال على الصعيد العالمي، في عام 2014، تقدُّماً كبيراً، بَيْد أن هذا المرض يظل متوطناً في هذا الإقليم. فمِن بين 215 حالة إصابة بشلل الأطفال تم الإبلاغ عنها على مستوى العالم في النصف الثاني من 2014، جاءت 213 حالة منها (99%) من إقليم شرق المتوسط (باكستان 192 حالة، وأفغانستان 20 حالة، والصومال حالة واحدة)، كما أبلغَت الجمهورية العربية السورية والعراق أيضاً عن حالات لشلل الأطفال خلال النصف الأول من 2014 (حالة واحدة وحالتان، على التوالي).

وتعاني باكستان، منذ ما يزيد على العقد من الزمان، من أعلى مستويات السراية لفيروس شلل الأطفال البرّي. وهي تواجه تحدّيات كبيرة، بَل وفريدة في هذا الشأن، والتي من بينها الحظر الذي تفرضه الجماعات المسلحة على التمنيع في بعض أجزاء المناطق القبلية الخاضعة للإدارة الاتحادية. فهذه الجماعات تمنع الوصول إلى الأطفال، بل وتشن العديد من الهجمات المميتة على العاملين الميدانيين أثناء حملات التمنيع في العديد من المناطق في البلاد. وقد واصل العاملون الصحيون والمتطوعون في هذه الحملات إظهار شجاعة كبيرة وهم يزاولون أنشطة التمنيع. وإلى جانب قضايا الوصول إلى الأطفال والقضايا الأمنية، هناك قضايا أخرى، كالإدارة والقضايا الميدانية والاتصالات تعيق جهود الاستئصال في المناطق التي يتوطّن فيها هذا المرض بالبلاد.

وفي أفغانستان، هناك سراية لفيروس شلل الأطفال البرّي المتوطِّن، وحالات وافدة من باكستان. كما أن القيود المتعلقة بالوصول إلى الأطفال، وتلك المتعلقة بالجودة غير الملائمة في بعض الحملات، تعرقل إمكانية الوصول باللقاح إلى كل طفل، ولاسيَّما في المناطق الشرقية والجنوبية من البلاد. وعلى الرغم من ذلك، فقد واصل البرنامج الوطني، بعزم وتصميم أكيدَيْن، تنفيذ الأنشطة المنوطة به.

وهناك احتمال كبير لأن تكون أفغانستان وباكستان البلدَيْن الوحيدَيْن في العالم اللذَيْن تحدُث فيهما سراية نشطة لفيروس شلل الأطفال البرّي في عام 2015، إذا ما استمر هذا الاتجاه على ما هو عليه. وتشكِّل هذه السراية، حالياً، التهديد الأكبر لتحقيق الإنجاز المتمثِّل في استئصال شلل الأطفال على مستوى العالم، كما أن انتشار الفيروس من هذه المستودعات يشكِّل مخاطر كبيرة على البلدان الخالية من هذا المرض في الإقليم.

وتنفِّذ باكستان خطة عمل مفصَّلة لموسم السراية المنخفضة (كانون الأول/ديسمبر 2014 حتى أيار/مايو 2015)، يتم التركيز فيها على اعتماد استراتيجيات مبتكرة، وعلى مناطق السراية الموطونة داخل البلاد. ولدى أفغانستان أيضاً خطة عمل للطوارئ تهدف إلى ضمان مستويات مناعة مرتفعة لدى جميع السكان، بينما يتم وقف سراية الفيروس في بقية المناطق الموبوءة. وسيمثِّل التنفيذ الكامل لهذه الخطط خطوة حاسمة للتقدُّم على درب استئصال شلل الأطفال في عام 2015. وتُظهر مراجعة الوضع الوبائي خلال النصف الأول من عام 2015، بالفعل، اتجاهاً إيجابياً، في ظل الانخفاض الكبير لعدد الحالات بالمقارنة مع عام 2014.

وأدى التحدِّي المتمثِّل في انتشار شلل الأطفال في الإقليم إلى حدوث استجابة غير مسبوقة من جانب الدول الأعضاء، حيث جاءت الاستجابة المتعددة القطاعات لفاشية الشرق الأوسط، التي بدأت في أواخر عام 2013، سريعة ومنسَّقة ورفيعة الجودة، وذلك على الرغم من النزاعات الدائرة، ونزوح السكان من البلدان المتضرِّرة والمجاورة لها، وهو الأمر الذي أدَّى إلى تلافي وقوع وباء كبير. ولم تؤكِّد الجمهورية العربية السورية وقوع أي حالة فيها منذ كانون الثاني/يناير 2014، كما لم يؤكِّد العراق وقوع أي حالة أيضاً منذ نسيان/أبريل 2014. أما في القرن الأفريقي، وفي أعقاب استجابة مستدامة متعددة البلدان لمقتضيات الفاشيات، فإن هناك بينِّات وبراهين أيضاً على أن سراية هذا المرض في الصومال باتت تخضع للسيطرة، حيث لم يبلَّغ سوى عن 5 حالات فقط في عام 2014، والتي بدأ ظهور الأعراض على آخر هذه الحالات في آب/أغسطس 2014.

وتعزِّز الشراكة في مجال شلل الأطفال دعمها لكلا البلدين الموطونين من خلال تدخُّلات متعددة تشمل: نشر أفضل المهنيين المتاحين؛ وحشد الموارد اللازمة للتنفيذ الشامل لجميع الأنشطة المقررة؛ وتطوير آليات تنسيق قوية تحت مظلة مراكز عمليات الطوارئ، على المستويين الاتحادي والمحلي؛ والرَصْد عن كَثْب للتقدُّم المحرَز من خلال وضع إطار شامل للرَصْد، مع إجراء مراجعة منتظمة للبرنامج من قِبَل الفريق الاستشاري التقني؛ وتنفيذ إطار صارم للمساءلة لضمان مستوى أداء عال من جانب الموظفين.

وستزيد المنظمة، خلال 2015، من دعمها للحكومتين الأفغانية والباكستانية من أجل وقف انتشار فيروس شلل الأطفال المتوطِّن. وستواصل المنظمة دعمها للبلدان الأخرى في الإقليم من أجل زيادة حساسية نظام الترصُّد، وتحسين قدرات الاكتشاف المبكِّر للحالات الوافدة من شلل الأطفال والاستجابة الفعّالة لها. وتتم الاستفادة من آليات اللوائح الصحية الدولية (2005)، بغَرَض تقليل خطر انتشار فيروس شلل الأطفال البرّي على المستوى الدولي، ولضمان وجود استجابة قوية لظهور فاشيات جديدة لشلل الأطفال في البلدان الخالية من هذا الداء. وسيتم تقديم الدعم للدول الأعضاء في مجال وضع خطط السحب التدريجي للقاح شلل الأطفال الفموي، واحتواء الفيروس البرّي لشلل الأطفال، والفيروس المشتَق من اللقاح.

وفي غضون ذلك، يقوم الفريق الاستشاري الإسلامي الذي تم تشكيله على المستوى الإقليمي، وفريق استشاري وطني من باكستان، بالدعوة إلى استئصال شلل الأطفال، وإلى التمنيع على وجه العموم. وسيجرى توسيع نطاق عمل الفريق الاستشاري الإسلامي من أجل المساعدة في معالجة قضايا صحية رئيسية أخرى في هذا الإقليم

فيروس نقص المناعة البشرية والسل والملاريا وأمراض المناطق المدارية

ما يزال وباء فيروس نقص المناعة البشرية يواصِل تفاقمه، على الرغم من بقاء معدَّل الانتشار العام لهذا المرض منخفضاً. وقد ارتفع، على المستوى الإقليمي، عدد الأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية الذين يتلقّون العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية من 32.000 في عام 2013 إلى 38.000 في عام 2014. وعلى الرغم من هذا التقدُّم، فإن التغطية بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية لم تزد زيادة كبيرة إذ تستقر عند نسبة 10%، ومن ثَمَّ، تظل بعيدة عن الأهداف العالمية.

وقامَت المنظمة، في إطار المبادرة الإقليمية لوضع نهاية لأزمة علاج فيروس نقص المناعة البشرية، بتقديم الدعم التقني والمالي للبلدان ذات الأولوية، بغَرَض تنقيح دلائلها الإرشادية حول علاج فيروس نقص المناعة البشرية، وتدريب القائمين على تقديم الرعاية الصحية في هذا المجال. وأصبح لدى ثلاثة عشر بلداً الآن دلائل إرشادية وطنية تتماشى مع التوصيات الحالية للمنظمة. وتلقَّت خمسة بلدان الدعم لإجراء التحليل التسلسلي لاختبار وعلاج واستبقاء المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية، وذلك لوضع أهداف مسنَدَة بالبيِّنات لخدمات اختبار وعلاج فيروس نقص المناعة البشرية، وإعداد خطط لتسريع وتيرة العلاج. وقد أعد ستة من البلدان خططاً واستراتيجيات وطنية وميدانية في هذا المجال.

ووُضِعت، في عام 2014، خطة إقليمية لأمراض التهاب الكبد الفيروسي للفترة 2014– 2015، ويجري البحث حالياً عن التمويل اللازم لتنفيذها. وتتركَّز الأنشطة في هذه الخطة على البلدين اللذين ينوءان بالعبء الأكبر من هذه الأمراض، واللَّذين قاما بوضع استراتيجيات وطنية لمجابهتها.

وتقوم المنظمة بإعداد ثلاث استراتيجيات ذات صلة، خاصة بالقطاع الصحي العالمي، بشأن فيروس نقص المناعة البشرية، والتهاب الكبد الفيروسي، والأمراض المنقولة جنسياً. وسيجرى، في النصف الأول من 2015، عَقْد اجتماعين تشاوريين إقليميين، لتقديم الإسهامات الإقليمية في استراتيجيتَي فيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد الفيروسي.

وجرى، خلال 2013(1)، التبليغ بما يزيد على 448,000 حالة للسُل بجميع أشكاله، في الإقليم، جاء ما يقرب من نصفها من بلدين اثنين من التي تنوء بعبء كبير لهذ الداء؛ أفغانستان وباكستان. وما يزال 40% من الحالات المقدَّرة في الإقليم، إما لم تُكتَشَف أو لم يبلَّغ عنها. وقد بلغ معدّل نجاح العلاج 87% وهو أعلى قليلاً من المعدّل العالمي البالغ 85%، وتم الحفاظ على هذا المعدّل على مدى عامين. وأدركَت 10 بلدان، أو تجاوزت، هدف الـ 70% لمعدّل اكتشاف الحالات، ووصلت 9 بلدان إلى الهدف العالمي البالغ 85% لمعدّل العلاج الناجح للحالات، أو تجاوزته. وكان هناك تحسُّن بطيء، لكنه ثابت، في ما يتعلق بالتدبير العلاجي للسل المقاوم للأدوية المتعددة. فمن بين ما يقدَّر بـ 17.000 حالة، لم تكتشَف سوى 3.687، خضع 2.013 حالة منها للعلاج، وبلغ معدّل نجاح العلاج 64%.

وكان للأزمات الحالية تأثير على أنشطة مكافحة السل، فقد أثّرت التحرُّكات السكانية، وتدمير العديد من المرافق الصحية، بما فيها مرافق علاج السل، وتدهور الوضع الاقتصادي، على كل من موارد المرضى، والموارد البشريةة. ومن بين تداعيات الوضع الحالي، الانخفاض الحاصل في معدّل اكتشاف الحالات (58% مقارنة بـ 63% في عام 2012). وفي غضون ذلك، يعيق غياب البنية الأساسية المناسبة، والقيود المالية، تحقيق مزيد من التوسُّع في علاج حالات السل المقاوم للأدوية المتعددة.

وقد أعدَّت المنظمة، في إطار مواجهة التحدّيات الإقليمية، توجيهات وإرشادات حول مكافحة السل في حالات الطوارئ المعقّدة، إضافة إلى حزمة من الخدمات لمرضى السل العابر للحدود، والسل المقاوم للأدوية المتعددة. وقدَّمَت لجنة الضوء الأخضر الدعم للبلدان لتحسين القدرات التشخيصية، وتوسيع نطاق علاج السل المقاوم للأدوية المتعددة. واستعرضت بعثات الرَصد، التي أُرسلت إلى سبعة بلدان، الموقف في ما يتعلق بعلاج السل المقاوم للأدوية المتعددة وقدَّمت المشورة حول التحدّيات في هذا الخصوص. وتوَاصَلت زيادة فُرَص الحصول على أجهزة تشخيصية جديدة في الإقليم، حيث أصبح 4% من مختبرات السل تستخدم الآن أجهزة التنظير المجهري الفلوري ذي الصمام الثنائي الباعث للضوء. ومع ذلك، فقد ظلت نسبة التمويل المحلي لأنشطة مكافحة السل تَقِل عن 30%.

وفي إطار التوجُّه الاستراتيجي لتوسيع نطاق التخطيط لمكافحة السل، أُرسلت، خلال 2014، بعثات المراجعة المشتركة إلى عدة بلدان، حيث قُدِّم الدعم التقني لهذه البلدان لضمان حصولها، بشكل سلس، على تمويل أفضل من الصندوق العالمي.

وكان لدى ستة من البلدان، في عام 2014، مناطق سراية مرتفعة للملاريا (أنظر الجدول 1)، في حين تتركَّز السراية في بؤر محددة في كل من جمهورية إيران الإسلامية والمملكة العربية السعودية. وانخفض عدد الوفيات الناجمة عن الملاريا في هذا الإقليم بأكثر من النصف، منذ عام 2000 (من 2.166 وفاة، مقارنةً بـ 1.027 في عام 2013). وفي عام 2014، كانت باكستان والسودان مسؤولتَيْن عن ما يزيد على 90% من تلك الوفيات (67% و 24% على التوالي). وقد انخفض عدد حالات الملاريا المؤكَّدة المبلَّغ عنها في الإقليم من مليونَي حالة في عام 2000 إلى مليون حالة في عام 2013، مع مسؤولية السودان وباكستان عن 84% من هذه الحالات (57% و27% على التوالي).

وتمكَّنت سبعة بلدان (أفغانستان، وجمهورية إيران الإسلامية، والجمهورية العربية السورية، والعراق، وعُمان، والمغرب، والمملكة العربية السعودية) من بلوغ الهدف السادس من الأهداف الإنمائية للألفية، والأهداف المحددة في القرار ج ص ع 58-2، في ما يتعلق بالملاريا، حيث يُجرى بنجاح تنفيذ برامج التخلص من الملاريا في كل من جمهورية إيران الإسلامية، والمملكة العربية السعودية، إذ أبلغَتا عن 370 و51 حالة محلية فقط على التوالي في عام 2014 (الجدول 2). ولم يبلِّغ العراق عن أي حالات محلية منذ عام 2009. ومع ذلك، فإن هناك صعوبة في قياس التقدُّم المحرَز صَوْب بلوغ الهدف السادس من الأهداف الإنمائية للألفية في خمسة من البلدان التي تنوء بعبء مرتفع للملاريا، وذلك بسبب ضعف النُظُم التشخيصية ونُظُم الترصُّد. ومن بين العوامل التي أثّرت أيضاً على التقدُّم في هذا المجال، القدرات المحدودة للمنظمة، على المستوى القُطري، لضمان استمرار تقديم الدعم التقني، وكذلك عدم تخصيص اعتمادات مالية كافية من الموارد الوطنية في البلدان الموطونة ذات الأولوية، والاعتماد على الأموال الخارجية في هذا المجال.

الجدول 1 حالات الملاريا المُبلَّغ عنها في البلدان ذات العبء المرتفع من الملاريا

الجدول 1 حالات الملاريا المبلغ عنها في البلدان ذات العبء المرتفع من الملاريا

البلد

2012

2013

2014

إجمالي الحالات المُبلَّغ عنها

إجمالي الحالات المؤكدة

إجمالي الحالات المُبلَّغ عنها

إجمالي الحالات المؤكدة

إجمالي الحالات المُبلَّغ عنها

إجمالي الحالات المؤكدة

أفغانستان

391365

54840

319742

46114

290079

83920

جيبوتي

25

25

1684

1684

غير متوافر

غير متوافر

باكستان

4285449

290781

3472727

281755

3666257

270156

الصومال

59709

18842

60199

43317

غير متوافر

غير متوافر

السودان

1001571

526931

989946

592383

1207771

غير متوافر

اليمن*

165678

109908

149451

102778

70679

49336

* تقدير اكتمال التبليغ 30% في عام 2014 بسبب الوضع الحالي في اليمن

الجدول 2: الحالات المؤكَّدة بتحليل الطفيلي في البلدان التي تعاني من سراية متقطعة للملاريا أو لا توجد بها سراية أصلاً، والبلدان التي ينخفض فيها توطن الملاريا

الجدول 2: الحالات المؤكَّدة بتحليل الطفيلي في البلدان التي تعاني من سراية متقطعة للملاريا أو لا توجد بها سراية أصلاً، والبلدان التي ينخفض فيها توطن الملاريا

البلد

2012

2013

2014

إجمالي الحالات المُبلَّغ عنها

عدد الحالات المحلية الأصل

إجمالي الحالات المُبلَّغ عنها

عدد الحالات المحلية الأصل

إجمالي الحالات المُبلَّغ عنها

عدد الحالات المحلية الأصل

البحرين

233

0 غير متوافر

غير متوافر

غير متوافر

غير متوافر

مصر

206

0 262 0 313 22

جمهورية إيران الإسلامية

1629

787 1373 519 138 370
العراق

8

0 8 0 2 0

الأردن

117

0 56 0 102 0

الكويت

358

0 291 0 268 0

لبنان

115 0 133 0 119 0

ليبيا

88 0 غير متوافر غير متوافر غير متوافر غير متوافر

المغرب

364 0 314 0 493 0

فلسطين

0 0 0 0 غير متوافر غير متوافر

عُمان

2051 22 1451 11 1001 15

قطر

708 0 728 0 643 0

المملكة العربية السعودية

3406 82 2513 34 2305 51

الجمهورية العربية السورية

42 0 22 0 21 0

تونس

70 0 68 4 98 0

الإمارات العربية المتحدة

5165 0 4380 0 4575 0

وتم أيضاً، في عام 2014، دعم إجراء مراجعات متعمِّقة للبرامج، وتحديث للخطط الاستراتيجية الوطنية، ووضع استراتيجيات لتدبير مقاومة نواقل الملاريا للمبيدات الحشرية، وذلك في مختلف البلدان. كما تم إعداد الاستراتيجية التقنية العالمية 2016-2030، من خلال عملية تشاورية شاملة تمَّت مع جميع البلدان. فقد عُقدت في هذا الخصوص، سبعة اجتماعات تشاورية إقليمية، خلال عام 2014. وسيتم عرض خطة عمل إقليمية لتنفيذ هذه الاستراتيجية، على اللجنة الإقليمية في عام 2015. والغَرَض من هذه الخطة هو وقف سراية الملاريا في المناطق التي يمكن تحقيق ذلك فيها، وتخفيف العبء بأكثر من 90% في المناطق التي لا يمكن التخلص فيها من الملاريا بشكل فوري، حتى لا تعود الملاريا تمثِّل مشكلة من مشاكل الصحة العمومية أو تقف عائقاً أمام التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

وتم تحقيق إنجازات واعدة في مجال مكافحة داء البلهارسيات والتخلص منه، حيث ضَرَب اليمن مثالاً رائعاً حول الكيفية التي يمكن بها لشراكة قوية بين المؤسسات الوطنية والدولية أن تسهم في التغلب على أصعب التحدّيات. فقد قام اليمن، في عام 2014، بعلاج ما يربو على 7.2 مليون طفل وبالغ بعقاري برازيكوانتيل، وألبندازول، على الرغم من الوضع الأمني الصعب. وقد أظهرَت نتائج مسوحات وطنية شاملة، حدوث انخفاض حادّ في مؤشرات العدوى، وأشارت إلى إمكانية التخلص من داء البلهارسيات كمشكلة صحية عامة. وأيضاً في السودان، تم علاج 2.4 مليون شخص بعقار برازيكوانتيل بعد زيادة الالتزام المالي من جانب الحكومة وإقامة شراكات جديدة.

التمنيع واللقاحات

واصَل أربعة عشر بلداً تحقيق هدف التغطية بنسبه 90%، بالتطعيم بالجرعة الثالثة من اللقاح المضاد للدفتريا والتيتانوس والسعال الديكي، غير أن نحو ثلاثة ملايين طفل لم يتلقّوا هذا التطعيم، يوجد نحو 90% منهم في أربعة بلدان فقط (أفغانستان، وباكستان، والجمهورية العربية السورية، والصومال). وعلى جانب آخر، حقق ثلاثة عشر بلداً تغطية تجاوزت نسبتها 95%، بالجرعة الأولى من اللقاح المحتوي على لقاح الحصبة، وذلك على المستوى الوطني، وفي غالبية المناطق، في حين وفَّر 21 بلدا الجرعة الروتينية الثانية من لقاح الحصبة بمعدّلات تغطية متفاوتة. وسعياً إلى تعزيز المناعة لدى السكان، أجريَت أنشطة التمنيع التكميلي ضد الحصبة، على المستوى الوطني أو دون الوطني، في كل من أفغانستان، وباكستان، والجمهورية العربية السورية، والعراق. ويتم تنفيذ الترصُّد المختبري المستنِد إلى الحالات الخاصة بالحصبة في جميع البلدان، في ظل إجراء 20 بلداً للترصُّد على المستوى الوطني وإجراء بلدين للترصُّد الخافر. ونتيجة لذلك، جاء معدّل الإصابة بالحصبة منخفضاً انخفاضاً كبيراً عما كان عليه في عام 2013، وأبلغ ثمانية بلدان عن معدّلات إصابة منخفضة جداً بالحصبة (أقل من خمس حالات لكل مليون من السكان)، من بينها بلَدَان يواصلان الحفاظ على المعدّل الصفري، ومن المقرر تأكيد تخلصهما نهائياً من الحصبة في عام 2015.

وتميَّز عام 2014 بتحقق الإنجاز المتمثِّل في اكتمال إدخال اللقاح المضاد للمستدمية النزلية من النمط "ب" في جميع البلدان. كما أُدخل اللقاح المضاد للفيروسات العَجلية في الإمارات العربية المتحدة، واللقاح المضاد للحصبة الألمانية في اليمن، في إطار حملة التطعيم ضد الحصبة/ الحصبة الألمانية. ومن المنتظر إدخال اليمن للِّقاح المضاد للحصبة والحصبة الألمانية ضِمن أنشطة التمنيع الروتيني في عام 2015. وقام السودان بتنفيذ المرحلة الأولى من حملة للتطعيم ضد الحمّى الصفراء. وأُدخل لقاح شلل الأطفال المعطَّل في كل من تونس وليبيا، كما أن جميع البلدان التي تستخدم لقاح شلل الأطفال الفموي فقط في طريقها حالياً لإدخال لقاح شلل الأطفال المعطَّل في عام 2015. ويُستخدم اللقاح المضاد للمكورات الرئوية حالياً في 14 بلداً، واللقاح المضاد للفيروسات العَجلية في 9 بلدان، ولقاح شلل الأطفال المعطَّل في 12 بلداً في الإقليم.

وفي غضون ذلك، أعاق العديد من التحدّيات تحقيق الأهداف المختلفة للبرنامج. ومن بين تلك التحدّيات، الأوضاع الأمنية الراهنة التي تعرقل الوصول إلى الفئات السكانية المستهدَفة، إلى جانب الوضوح غير الكافي في الرؤية بالنسبة لأهداف التطعيم في كثير من البلدان، وعدم كفاية القدرات الإدارية والالتزام بالتمنيع الروتيني، وشُحّ الموارد المالية. وحتى يمكن التغلب على هذه التحدّيات، كثَّفت المنظمة من دعمها للبلدان في هذا المجال، من خلال المراجعات الشاملة لبرامج التمنيع، وتقييم إدارة اللقاحات الفعَّالة ، والتي أجريَت في العديد من البلدان. كما قُدِّم الدعم أيضاً في مجالات إعداد وتحديث الخطط المتعددة السنوات، وحشد الموارد، وحملات التمنيع ضد الحصبة، وترصُّد الأمراض التي يمكن توقّيها باللقاحات، وجودة البيانات ورصدها وتقييمها، وإدخال لقاحات جديدة. وتم إيلاء اهتمام خاص لإنشاء وتعزيز الفِرَق الاستشارية التقنية الوطنية، التي أصبحت الآن متوافرة في 21 بلداً. وواصَل المكتب الإقليمي تقديم الدعم التقني والمالي لشبكات الترصُّد الإقليمية من أجل إدخال لقاحات جديدة، وترصُّد الحصبة/ الحصبة الألمانية، في معظم البلدان.

وستواصِّل المنظمة تقديم الدعم التقني اللازم، وحشد الموارد المطلوبة لتعزيز برامج التمنيع وتحقيق الأهداف المتوخّاة منها. وتتضمَّن الأنشطة ذات الأولوية لعام 2015، ضمان الحصول على لقاحات رفيعة الجودة ومأمونة، من خلال تحسين نُظُم الشراء، ودعم إجراء المراجعات الشاملة للبرنامج الموسَّع للتمنيع، وتحديث الخطط الشاملة المتعددة السنوات في العديد من البلدان، ودعم التخطيط السليم، وتطبيق نَهْج الوصول إلى كل منطقة صحية، وذلك في جميع المناطق التي تقل فيها معدّلات التغطية بالتمنيع عن 80% في البلدان ذات معدّلات التغطية المنخفضة، وإدخال لقاح شلل الأطفال المعطل في البلدان العشرة المتبقية، وتنفيذ أنشطة التمنيع التكميلي ضد الحصبة، وإجراء المسوحات السيرولوجية للالتهاب الكبدي “B” لتوثيق التقدُّم المحرَز صَوْب بلوغ الهدف الإقليمي في هذا المجال، وتعزيز أنشطة الرَصْد والتقييم في ما يتعلق بالبرنامج الموسَّع للتمنيع. وستكون الدعوة إلى رفع مستوى الوضوح في الرؤية بالنسبة لأهداف البرنامج الموسَّع للتمنيع، ولاسيَّما ما يتعلق بالتخلص من الحصبة، وحشد الدعم والالتزام الحكومي على أرفع المستويات، بأنشطة التمنيع الروتيني، ستكون إجراءات أساسية بالغة الأهمية.

الأمن الصحي واللوائح الصحية

ما يزال وقوع الأمراض المستجدَّة، وتلك التي تُعاود الظهور، يتصاعد في هذا الإقليم، الأمر الذي تؤكِّده حقيقة أن نصف عدد بلدان الإقليم قد أبلغ عن انتشار واسع للأمراض المُعدية المستجدَّة خلال العام المنصرم، مع وصول ذلك في بعض الأحيان إلى حد وقوع فاشيات انفجارية. ومن بين هذه الأمراض إنفلونزا الطيور (H5N1)Aفي مصر، وحمى القرم – الكونغو النزفية في أفغانستان وباكستان وعُمان، وحمّى الضنك في باكستان والسودان وعُمان، والالتهاب الكبدي الحاد “A” و “E”في الأردن والسودان ولبنان، والعدوى التنفسية الحادة الوخيمة التي يسببها فيروس جائحة الإنفلونزا A(H1N1) 2009، في باكستان ومصر. وهذه الأحداث، فضلاً عما تحصده من أعداد ضخمة من الأرواح، فإنها تُضعف النُظُم الصحية بصورة كبيرة. فحالات العدوى التي تسببها متلازمة الشرق الأوسط التنفسية الناجمة عن الفيروس التاجي "كورونا" (MERS-CoV)، التي ظهرت في عام 2012، تَواصَلَ انتشارها جغرافيا وبسراية مستمرّة، حتى إن عشرة بلدان في الإقليم أبلغت الآن عن وقوع حالات إصابة بها. وشهد هذا المرض ارتفاعاً كبيراً في حالات الإصابة العام الماضي في بلدين اثنين لأسباب ترجع بشكل أساسي إلى العدوى الثانوية، وعدوى المستشفيات داخل مرافق الرعاية الصحية، الأمر الذي أثار قلقاً دولياً بالغاً لظهور طارئة تهدد الصحة العمومية على الصعيد العالمي.

وقد أدَّت أيضاً الأزمة الإنسانية المستمرّة في عدد من البلدان إلى إضعاف النُظُم الصحية فيها، ونزوح أعداد ضخمة من السكان وتعرُّضهم لأوضاع صحية وبيئية سيئة، مع محدودية فرص الحصول على خدمات الرعاية الصحية. وهذه الأوضاع توفِّر، كما هو معروف، بيئة خصبة لانتشار الأمراض. وتَرد تقارير من هذه البلدان التي تمرّ بأزمات عن تكرار ظهور فاشيات لأمراض قابلة للتحول إلى أوبئة.

وعلى صعيد آخر، ازداد بشكل كبير، مع أواخر العام، التهديد المتمثِّل في إمكانية دخول مرض فيروس الإيبولا إلى الإقليم، في ضوء الاتصال القائم بين الإقليم وبين بلدان غرب أفريقيا. وهناك تهديد قائم لوفادة فيروس مرض الإيبولا إلى النُظُم الصحية التي باتت بالفعل ضعيفة وهشة في البلدان المتأثرة بفعل الأزمة الإنسانية أو الأوبئة المتكرِّرة، وما يمكن أن ينجم عن ذلك من آثار على الصحة العمومية. وقد استوجَب هذا التهديد رفع درجات التأهُّب في مجال الصحة العمومية، واتخاذ تدابير استعداد في جميع البلدان لمنع أي دخول لهذا المرض أو انتشاره في الإقليم.

وفي إطار استجابتها لمثل هذه التهديدات المتكرِّرة للأمن الصحي في الإقليم، واصلَت المنظمة العمل مع البلدان من أجل بناء نظام مستدام للصحة العمومية وتعزيزه وتوسيع نطاقه، على النحو الذي تتطلبه اللوائح الصحية الدولية (2005)، وذلك لرَصْد واكتشاف التهديدات الصحية القوية والمستجدَّة في هذا الإقليم وتقييمها واحتوائها.

واستجابة لقرار اللجنة الإقليمية (ش م/ل إ 61/ق-2)، أجريَت تقييمات سريعة في 20 بلداً من البلدان الـ 22 بالإقليم، لتقييم قدرتها على التعامل مع الوفادة المحتملة لفيروس الإيبولا. وتم من خلال التقييم، مراجعة مستوى التأهُّب والاستعداد، وتحديد الثغرات الرئيسية أو الجوانب التي قد تثير قلقاً، والتوصية بتدابير عاجلة للتخفيف من خطر وفادة الفيروس وانتشاره. واستناداً إلى هذه التقييمات، تَمّ، خلال النصف الأول من 2015، وضع وتنفيذ خطة عمل إقليمية لمدة 90 يوماً لمساعدة البلدان على معالجة الثغرات المهمّة التي تم تحديدها في مجالات الترصُّد والاستجابة، حتى يمكنها منع التهديدات التي يمثلها مرض فيروس الإيبولا، واكتشافه واتخاذ تدابير الاحتواء الفعّالة من أجل مكافحته.

وبالنظر إلى التهديد الواسع والسريع لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية الناجمة عن فيروس كورونا، تَواصَل بذل الجهود لدعم البلدان لتعزيز تدابير الاستعداد في مجال الصحة العمومية، ولاسيَّما ما يختص بالوقاية من العدوى ومكافحتها في محيط الرعاية الصحية. وفي ضوء الفجوات المعرفية الحالية بشأن طريقة انتقال فيروس كورونا المسبِّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، قدَّمَت المنظمة الدعم لاستكمال وتنفيذ بروتوكول بحثي في مجال الصحة العمومية لتفهُّم عوامل الخطر التي تؤدِّي إلى العدوى البشريةة. ومن المنتظَر أن تقود نتائج هذه المبادرة البحثية، ليس فقط إلى كشف الغموض حول مصدر هذا الفيروس، بل أيضاً لتمهيد الطريق لتوقّي العدوى البشريةة، التي يفترض حالياً أنها حيوانية المنشأ.

وفي ضوء الحاجة إلى الاكتشاف المبكر للتهديدات الصحية الوبائية في البلدان المتضرِّرة من الأزمة المستمرّة، تَواصَل تقديم الدعم من أجل تعزيز نُظُم الإنذار المبكِّر من الأمراض، وتوسيع نطاقها، وتحسين تدابير الاستعداد للاستجابة السريعة من أجل احتواء الأوبئة في الوقت المناسب. وقد أسهمَت الأنشطة التي قامت بها المنظمة في مجال الأمن الصحي إسهاماً كبيراً في تسريع وتيرة التقدُّم نحو تنفيذ القدرات الأساسية المطلوبة بموجَب اللوائح الصحية الدولية (2005). غير أنه ما تزال هناك مخاوف بشأن البلدان التي لم تتمكَّن بعد من الوفاء بالموعد النهائي أو تحقيق الامتثال للشروط المطلوبة. وبحلول حزيران/يونيو 2014، الذي صادف الموعد النهائي لفترة التمديد الأول المحددة بسنتين لتنفيذ اللوائح الصحية الدولية، كان ثماني دول أطراف فقط في هذا الإقليم قد أعلنت امتثالها للمتطلبات، في حين طلبت الدول الـ 14 المتبقية تمديداً ثانياً للموعد النهائي، وتم منحها إياه. ومع انتهاء مدّة التمديد الثاني، المقرَّرة في حزيران/يونيو 2016، وفي ضوء التهديدات المتكرِّرة للأمن الصحي في الإقليم، فإن استدامة وفعالية وجَودة القدرات الأساسية التي تحققها البلدان بمقتضى اللوائح الصحية الدولية تكتسب أهمية متزايدة.

واستجابةً أيضاً لقرار اللجنة الإقليمية (ش م/ل إ 61/ق-2)، وكذلك التوصيات الصادرة عن لجان الطوارئ والمراجعة المعنية باللوائح الصحية الدولية، يُجرى حالياً وضع مجموعة من الأولويات الاستراتيجية على مستوى الإقليم، وخطة تنفيذ مناظرة لها، من أجل سَدّ الثغرات المهمّة التي تم تحديدها من خلال تقييم تدابير التأهُّب والاستعداد لمواجهة مرض فيروس الإيبولا، وتعزيز القدرات المطلوبة. وكان الاجتماع السنوي الثالث للأطراف المعنية باللوائح الصحية الدولية قد أجرى استعراضاً نقدياً للثغرات الموجودة وللتقدُّم المحرَز حتى الآن، وقدَّم توصيات عملية ومحددة الأهداف من منظور استراتيجي، للدفع قُدُماً باللوائح الصحية الدولية وجدول أعمال الأمن الصحي العالمي. والتركيز على نحو استراتيجي للدعم القُطري، في إطار اللوائح الصحية الدولية، يستهدف الآن التنسيق المتعدد القطاعات، والاكتفاء التشريعي، والترصُّد، والاستجابة، ومكافحة العدوى، والأمراض الحيوانية المنشأ، وسلامة الغذاء، وهي جميعاً نقائص رئيسية في القدرات الأساسية يشيع وجودها في الدول الأطراف.

واتُخذت، في عام 2014، خطوات مهمّة لاحتواء التهديد الذي تشكله المقاومة لمضادات الميكروبات، حيث تم الانتهاء من التقييم البلداني السريع الذي كان قد أُطلق في عام 2013، والذي نُشرت نتائجه في تقرير المنظمة العالمي في عام 2015. وشُكلت لجنة توجيهية إقليمية لتقديم المشورة السياساتية والاستراتيجية للمدير الإقليمي بشأن احتواء التهديد الذي تشكِّله المقاومة لمضادات الميكروبات، وكذلك لوضع إطار عمل إقليمي، تمشّياً مع نهج "الصحة الواحدة" الذي تم الاتفاق عليه بين المنظمة ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) والمنظمة العالمية لصحة الحيوان. وسيتم تقديم الدعم للبلدان الآن من أجل إعداد وتنفيذ الخطط الوطنية للحدّ من التهديدات التي تشكِّلها المقاومة لمضادات الميكروبات استناداً إلى النُظُم الصحية للبلدان، في إطار دعم خطة العمل العالمية وإطار العمل الإقليمي في هذا المجال.

وقد تم إحراز تقدُّم في مجال تعزيز قدرات المختبرات الوطنية لدعم البرامج المخصصة لمكافحة أمراض محددة، إلا أنه لا تزال هناك تحدّيات كبيرة ماثلة، من أهمها ضرورة وضع سياسة وطنية شاملة للمختبرات تشمل قضايا مثل التمويل والموارد البشريةة وضمان الجودة، فضلاً عن إدارة المخاطر البيولوجية. وقد أبرَزَت التقييمات التي أجريَت بشأن مرض فيروس الإيبولا، وجود ثغرات في مجال المخاطر البيولوجية وإدارة الجودة، ومن ثَمَّ فإن جهوداً مكثّفة تُبْذَل في عدد من البلدان في ما يتعلق بشحن المواد البيولوجية وكذلك الإجراءات الفعَّالة للسلامة البيولوجية لدى تداول مسبِّبات الأمراض الخطرة. وتم وضع استراتيجيات إقليمية للخدمات المختبرية ومأمونية الدم من خلال عملية تشاورية، بالتعاون مع خبراء في المجالات ذات الصلة، من الدول الأعضاء ومن عدد من المعاهد والوزارات في الإقليم، ومن المقرّ الرئيسي للمنظمة، والأقاليم الأخرى.


1 بالنسبة لاكتشاف حالات السل، تتلقى المنظمة البيانات بعد عام من وقوع الحالات، ولذلك تتعلق بيانات اكتشاف الحالات بعام 2013، وبيانات نتائج العلاج بعام 2014.

 
الأمراض السارية PDF طباعة

استئصال شلل الأطفال

اندلعَت فاشيات شلل الأطفال في الجمهورية العربية السورية وفي الصومال، وقد كان ذلك بمثابة ضربة خطيرة لما حققه البرنامج العالمي لاستئصال شلل الأطفال من تقدم، وتهديد يتربص بجميع البلدان. وفي واقع الحال، فإن فاشية شلل الأطفال في الصومال، والتي نجمَت عن وفادة الفيروس من نيجيريا، قد ضربت أيضاً جارتيها كينيا وأوغندا. واستجابةً لهذه الأوضاع، اعتمدَت اللجنة الإقليمية قراراً حول تكثيف الجهود المبذولة لاستئصال شلل الأطفال في الإقليم؛ وهو القرار الذي أعلن انتشار الفيروس البري طارئة لجميع الدول الأعضاء في الإقليم، وأعاد التأكيد على الأهمية البالغة لإيقاف السراية المتواصلة للفيروس في باكستان وأفغانستان.

وتماشياً مع هذا القرار، فقد أُعدَّت خطط استراتيجية شاملة بالتنسيق مع الحكومات الوطنية والشركاء من أجل مكافحة الفاشيات. وقد تم مراجعة الاستجابات لهذه الفاشية المتعددة البلدان، وأُعدَّت خطط الاستجابة للمرحلة الثانية استناداً إلى تطوُّر الخصائص الوبائية للمرض وإلى الدروس المستفادة.

وشهد كل من الصومال والجمهورية العربية السورية تفعيل عدد من الاستراتيجيات التي تستهدف رفع مستوى مناعة السكان المباشرة، ومكافحة الفاشيات، بما في ذلك استخدام اللقاح الثنائي التكافؤ، وإعطاء جرعات إضافية بفواصل زمنية قصيرة، وإنشاء نقاط دائمة للتطعيم في مناطق العبور الحدودية، وفرق التطعيم التي تعمل دون لفت الأنظار إليها، والتجهيز المسبق للقاح، وتوسيع نطاق الفئات العمرية التي تتلقَّى التطعيم. وقد كانت الشراكة القوية في العمل بين جميع الشركاء أمراً مهماً في التصدِّي للتطورات الوبائية المستجدَّة والمتغيرة. كما كان للتنسيق بين المكتبين الإقليميين للمنظمة لشرق المتوسط ولأفريقيا أثر إيجابي في مكافحة الفاشية. وتم تنفيذ حملات تطعيم وقائية في البلدان المعرضة لمخاطر خاصة، ومنها مصر والأردن والعراق ولبنان وفلسطين واليمن، مع التركيز بشكل خاص على اللاجئين والمهاجرين النازحين داخلياً.

أما في ما يتعلق بالبلدَيْن اللذَيْن تتواصل فيهما سراية فيروس شلل الأطفال، فقد تحقَّق تقدُّم واضح في أفغانستان الذي أضحت السراية تخضع لسيطرة جيدة في الجزء الجنوبي الموطون في البلاد. ولم يتم الإبلاغ إلا عن حالة واحدة من الجزء الموطون في المنطقة الجنوبية؛ أما الحالات الأخرى فقد أبلغ عنها في المنطقة الشرقية للبلاد، وأظهر تحليل االتسلسل الوراثي وجود رابطٍ قوي مع فيروس شلل الأطفال في باكستان. ولا يزال التحدِّي الرئيسي يتمثَّل في تعذُّر الحفاظ على معدل مرتفع للتغطية بلقاح شلل الأطفال الفموي في الأقاليم الشرقية، ولاسيّما كونار. أما في باكستان، فقد تدهور الوضع، ويعود ذلك بصورة كبيرة إلى الصراعات وتواصل حظر الجماعات المسلحة للتمنيع، وانعدام الأمن، وتواصل قتل العاملين الميدانيين في استئصال شلل الأطفال. وتواصل وجود شلل الأطفال في المناطق القبلية الخاضعة للإدارة الاتحادية، وفي ولاية خيبر باختونخوا المجاورة، إذ كانت المناطق القبلية الخاضعة للإدارة الاتحادية مصدراً لـ 66 حالة من مجمل الحالات التي أبلغت عنها باكستان وعددها 93 حالة. وقد أسفرت العملية العسكرية في وكالة وزيرستان الشمالية بالمناطق القبلية الخاضعة للإدارة الاتحادية عن هجرة سكانية هائلة إلى المناطق المتاخمة لباكستان وأفغانستان. والبرنامج يعمل على رصد هذه التنقلات ويوفر التمنيع في نقاط العبور، وفي المخيمات، وفي المجتمعات المضيفة.

وقدَّمَت منظمة الصحة العالمية الدعم بموارد بشرية إضافية إلى كل من أفغانستان وباكستان والصومال والجمهورية العربية السورية والدول المجاورة لها، واعتمدت جميع المختبرات الوطنية لشلل الأطفال، وتواصل تقديم الدعم لخدمات إعادة التأهيل في باكستان للأطفال الذين أصيبوا بالشلل.

وقد وضعَت منظمة الصحة العالمية المزيد من التركيز في عام 2013 على البلدان ذات الأولوية في استئصال شلل الأطفال. فقد أرسل المدير الإقليمي بعثات للدعوة في المناطق المتضررة، وتم تشكيل فريق استشاري إسلامي رفيع المستوى. كما تمت تقوية التنسيق عبر الحدود والتعاون بين الأقاليم، فأُجريَت مشاورات متعددة بغرض تنسيق الدعم الذي يقدِّمه الشركاء، فضلاً عن تقديم المزيد من الدعم المالي المباشر.

الإيدز والسل والملاريا والأمراض المدارية

تشير التقديرات إلى أن عدد المتعايشين مع فيروس الإيدز في إقليم شرق المتوسط في عام 2012 بلغ 280 ألف نسمة، فيهم 17 ألفاً من الأطفال، وأن هناك 42 ألف حالة عدوى جديدة بالإيدز حدثت في عام 2013، وهذا ما يشير إلى تفاقم وباء الإيدز بوتيرة أسرع من التحسينات التي تحقَّقت من حيث إتاحة الوقاية من الإيدز وتشخيصه ورعاية مرضاه وتقديم خدمات المعالجة لهم. ولا تزال التغطية بالمعالجة بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية في الإقليم في أقل مستوى لها في العالم، إذ وصلت إلى 20% ممن يحتاجون إليها، وهذا الانخفاض يعزَى إلى تراكم الفجوات ومواطن القصور في برامج واستراتيجيات مكافحة الإيدز المعمول بها في الوقت الراهن. وتكمن أكبر الفجوات في القدرة على خلق وتلبية الطلب على خدمات اختبار فيروس الإيدز، الذي يعدُّ السبيل إلى نجاح المعالجة. ولسد هذه الفجوات، لابد من تقوية الالتزام السياسي، وأساليب تقديم الخدمات، والنظام الصحي، كما ينبغي التصدِّي على نحوٍ عاجل للوصم والتمييز المستمرين، بما في ذلك الوصم والتمييز في مواقع تقديم الرعاية الصحية.

وفي عام 2013، أطلقت منظمة الصحة العالمية المبادرة الإقليمية لوضع نهاية لأزمة معالجة الإيدز، والتي تستهدف الوصول إلى تغطية شاملة تصل إلى 80% بالمعالجة بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية بحلول عام 2020. والهدف المباشر لهذه المبادرة هو استنهاض الإجراءات العاجلة لتسريع وتيرة الوصول إلى المعالجة. وسعياً منها للوصول إلى هذا الهدف، أعدَّت المنظمة دليلاً وأدوات بقصد مساعدة البلدان على تحليل الفجوات والفرص الضائعة، إلى جانب مواصلة الوقاية والاختبار والرعاية والمعالجة، من أجل التعرف على الإجراءات التي قد تؤدي إلى تسريع وتيرة الوصول إلى تلك الخدمات. وقد عُرِفت هذه المبادرة بالتحليل التسلسلي لاختبار ومعالجة واستبقاء المتعايشين مع فيروس الإيدز، وقد أجرى هذا التحليل حتى الآن 5 بلدان. وأعدَّت المنظمة بمشاركة برنامج الأمم المتحدة المشتَرَك لمكافحة الإيدز وثيقة إعلامية مشتركة توضح الأسباب الرئيسية لانخفاض معدلات التغطية بالمعالجة في الإقليم، وتوصي بالاستراتيجيات والإجراءات الأساسية اللازمة لتسريع وتيرة التوسع في جهود التشخيص والمعالجة.

كما أعدَّت منظمة الصحة العالمية دلائل إرشادية موحَّدة للمعالجة بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية، وقد انتهت 15 بلداً من تحديث، أو لم تزل بصدد تحديث، الدلائل الإرشادية السارية لديها حول معالجة الإيدز وفقاً لهذه الدلائل الإرشادية. كما أعدَّت المنظمة وحدات تدريبية للعاملين الصحيين حول المعارف الأساسية والحدّ من الوصم، وتم اختبار تلك الوحدات التدريبية في بلدَيْن اثنَيْن. وواصلت المنظمة تقديم الدعم للبلدان ولمنظمات المجتمع المدني في مجال جمع وتحليل المعلومات الاستراتيجية، وإعداد خطط استراتيجية وطنية، وتنفيذ إجراءات فعَّالة ومُسْنَدة بالبيِّنات للوقاية من فيروس الإيدز بين المجموعات السكانية الرئيسية المعرضة لمخاطر مرتفعة للعدوى بالفيروس.

وخلال عام 20121، تلقَّت المنظمة إخطارات بما يزيد على 430 ألف حالة من جميع أشكال السل في الإقليم، ولا يزال اكتشاف الحالات من جميع أشكال السل والسل المقاوم للأدوية المتعددة يشكِّل تحدياً كبيراً في الإقليم وفي العالم بأسره، كما هو الحال مع التباطؤ في وتيرة خفض معدلات وقوع المرض. وقد وصل المعدل الإقليمي لاكتشاف الحالات من كل أشكال السل في الإقليم عام 2012 إلى 63%، (مقابل 62% عام 2011). وقد حقق 12 بلداً هدف المتمثل في الوصول لمعدل كشف الحالات البالغ 70% أو تمكنت تجاوز هذا المعدل . أما معدل نجاح معالجة الحالات الجديدة فقد استقر عند 88% للسنة الخامسة على التوالي، مع وصول 13 بلداً للهدف العالمي البالغ 85% أو تجاوزته. ويتواصل دعم منظمة الصحة العالمية للبلدان مع التركيز على ضمان الجودة في رعاية مرضى السل من خلال تقديم الدعم التقني، ومراقبة تنفيذ البرامج الخاصة بالبلدان، وإرسال بعثات المراجعة المعمقة وبناء القدرات.

ويعد الوضع الخاص بالسل المقاوم لأدوية متعددة مثار قلق رئيسي، فمن بين الحالات التي يقدر عددها بـ 18 ألف حالة من السل المقاوم لأدوية متعددة، تم اكتشاف ما يقرب من 300 2 فقط في عام 2012. ومن بين هذه الحالات المكتشفة خضع للمعالجة 1602 حالة، وبلغ معدل النجاح في معالجة حالات السل المقاوم للأدوية المتعددة 56%. وهناك عوامل تحول دون التوسع في نطاق مكافحة السل المقاوم للأدوية المتعددة على نحو كافٍ، مثل الحاجة لتقوية النُظُم الصحية وتخصيص الموارد المالية الموجّهة وتحديداً لمجابهة هذه المشكلة المتفاقمة. وعملت المنظمة مع عشرة بلدان لإعداد خطط الرعاية الجوالة القائمة على مجموعة أدوات التخطيط في مجال السل المقاوم للأدوية المتعددة.

وقد أبلغ ثمانية بلدان في الإقليم عن سراية محلية للملاريا في عام 2013. وفي عام 2012، تجاوز عدد حالات الملاريا المؤكدة بكشف الطفيليات 1.3 مليون حالة؛ وهي لا تمثل سوى 10% من العدد التقديري للحالات في الإقليم. وقد بلغ عدد بلاغات الوفيات التي عزيت إلى الملاريا 2307 وفاة، وكان 84% منها في السودان وجنوب السودان (الجدول 1)2 . ولم تزل الحاجة لتقوية نُظُم التشخيص والرصد تمثل تحدياً رئيسياً في مواجهة البلدان ذات العبء الثقيل من الملاريا، ولاسيَّما باكستان، والسودان، والصومال. ذلك في الوقت الذي شهدت فيه أفغانستان واليمن بعض جوانب التحسُّن، ولاسيَّما في مجال التوسُّع في نظام المعلومات الخاص بالملاريا. وقد أبرزت فاشية الملاريا التي اندلعت في جيبوتي مدى الحاجة الملحَّة لتعزيز قدرات البرامج وتقوية التأهب للأوبئة، ولاسيّما ما يتعلق بتوافر المواد التشخيصية، والأدوية المضادة للملاريا، ومواد مكافحة النواقل، والعاملين المدرَّبين.

الجدول 1 حالات الملاريا المُبلَّغ عنها في البلدان ذات العبء المرتفع من الملاريا

الجدول 1 حالات الملاريا المُبلَّغ عنها في البلدان ذات العبء المرتفع من الملاريا

البلد

2011

2012

2013

إجمالي الحالات المُبلَّغ عنها

إجمالي الحالات المؤكدة

إجمالي الحالات المُبلَّغ عنها

إجمالي الحالات المؤكدة

إجمالي الحالات المُبلَّغ عنها

إجمالي الحالات المؤكدة

أفغانستان

482748

77549

391365

54840

319742

46114

جيبوتي

232

NA

25

25

1674

1674

باكستان

4065802

334589

4285449

290781

NA

NA

الصومال

41167

3351

59709

18842

NA

NA

جنوب السودان

795784

112024

1125039

225371

السودان

1246833

506806

1001571

526931

NA

NA

الجمهورية اليمنية

142147

90410

165678

109908

149451

102778

ويقوم بَلدَان اثنان هما جمهورية إيران الإسلامية والمملكة العربية السعودية حالياً بتنفيذ استراتيجية للتخلص من الملاريا بنجاح، برغم التحدِّيات التي تواجههما في المناطق الحدودية مع باكستان ومع اليمن، وتتزايد التحركات السكانية من البلدان الموطونة بالملاريا إلى البلدان الخالية منها، مما يؤدِّي إلى زيادة أكبر في أعداد المصابين بالملاريا الوافدة، ويرفع مخاطر عودة دخول السراية المحلية أو وقوع فاشيات محدودة لحالات محلية، مثلما أُبلِغ عنه في كلٍ من سلطنة عُمان وتونس. وقد قامت ستة بلدان، بدعم من المنظمة، بتنفيذ مراجعات معمقة مشتركة للبرامج شارك بها الأطراف المعنية والشركاء الرئيسيون.

الجدول 2 الحالات المؤكَّدة بتحليل الطفيلي في البلدان التي تعاني من سراية متقطعة للملاريا أو لا توجد بها سراية أصلاً، والبلدان التي ينخفض فيها توطن الملاريا

الجدول 2 الحالات المؤكَّدة بتحليل الطفيلي في البلدان التي تعاني من سراية متقطعة للملاريا أو لا توجد بها سراية أصلاً، والبلدان التي ينخفض فيها توطن الملاريا

البلد

2011

2012

2013

إجمالي الحالات المُبلَّغ عنها

عدد الحالات المحلية الأصل

إجمالي الحالات المُبلَّغ عنها

عدد الحالات المحلية الأصل

إجمالي الحالات المُبلَّغ عنها

عدد الحالات المحلية الأصل

البحرين

186

0

233

0

NA

NA

مصر

116

0

206

0

262

0

العراق

11

0

8

0

8

0

جمهورية إيران الإسلامية

3239

1710

1629

787

1387

NA

الأردن

58

0

117

0

56

0

الكويت

476

0

358

0

291

0

لبنان

83

NA

115

0

133

0

ليبيا

NA

NA

88

0

NA

NA

المغرب

312

0

364

0

314

0

فلسطين

NA

NA

0

0

NA

NA

عُمان

1531

13

2051

22

NA

NA

قطر

673

0

708

0

728

0

المملكة العربية السعودية

2788

69

3406

82

2513

34

الجمهورية العربية السورية

48

0

42

0

22

0

تونس

67

0

70

0

68

4

الإمارات العربية المتحدة

5242

0

5165

0

4380

0

ويتواصل إحراز التحسُّن في جميع البلدان الموطونة من حيث إتاحة المعالجة المضادة للملاريا ومبيدات الحشرات والناموسيات المعالَجة بمبيدات الحشرات الطويلة الأمد. وقد تم توزيع ما يقرب من 11 مليون ناموسية معالَجة بمبيدات الحشرات الطويلة الأمد خلال عامي 2011 و2012 في البلدان الموطونة. وفي أفغانستان يتوقع أن تتجاوز التغطية الميدانية بالناموسيات في المناطق المستهدفة ذات معدلات السراية العالية 70%. وفي باكستان، وصلت التغطية الميدانية بالناموسيات في المناطق المستهدفة إلى 41% في نهاية عام 2013. ولا يزال الوصول إلى تأكيد تشخيص الإصابة بالملاريا، سواءً بالفحص المجهري أم بالاختبارات التشخيصية السريعة، من التحدِّيات الرئيسية، وذلك رغم إحراز تقدم مُشجع في كل من اليمن وأفغانستان.

واستمر تنفيذ المشروع المشترك بين منظمة الصحة العالمية ومرفق البيئة العالمي وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة بشأن البدائل المستدامة لمادة "دي.دي.تي" لمكافحة النواقل بنجاح في كلٍ من جمهورية إيران الإسلامية، والمغرب، والسودان، واليمن. كما تمت تقوية القدرات الوطنية للتدبير المتكامل للنواقل في العديد من البلدان.

وقد لوحظت نجاحات ملموسة في مجالات تتعلق بالأمراض المدارية المهملة، فقد انخفض عدد حالات داء الدودة الغينية في جنوب السودان في عام 2013 بمقدار 78% (121 حالة)، مقارنة بما كان عليه في عام 2012، وذلك رغم اكتشاف ثلاث حالات في السودان (ولاية جنوب دارفور) بعد مضي ما يقرب من 10 سنوات دون تسجيل أي حالة. وتشير المسوحات الأولية إلى عودة دخول هذا الطفيلي من جنوب السودان. أما فيما يتعلق بداء الفيلاريات اللمفي، فقد تم استكمال التحقق من التخلص من سرايته في اليمن وفي 80% من المناطق التي كانت مصابة سابقاً في مصر. ولا يزال هناك أمل في تحقيق نجاحات مماثلة في السودان. وقد دخل أكبر برنامج في العالم لمكافحة داء البلهارسيا عامه الثالث في اليمن بتسجيل رقم قياسي في التدخلات في عام 2013، وذلك بتوزيع ما يقرب من 40 مليون قرص من البرازيكوانتيل على ما يقرب من 13 مليون نسمة. وقد أظهر تقييم للأثر أُجري في بعض المناطق الخافرة المختارة أن مستويات العدوى قد انخفضت بمقدار يزيد على نصف ما كانت عليه في بدء تنفيذ المشروع، ومن المأمول أن يواصل البرنامج عمله الناجح وأن يحقق أهدافه، وأن يقدّم حالة دراسة تسترشد بها البرامج الأخرى في الإقليم، كالبرامج المنفذة في السودان، وخارجه.

وفي الربع الأخير من عام 2013، أتاح المرصَد الصحي الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية البيانات الخاصة بداء الليشمانيات تغطي الخمسة عشر عاماً الماضية، إلى جانب الخرائط التفاعلية والأشكال التوضيحية. كما أنشأت عدة بلدان دلائل إرشادية وطنية حول مكافحة داء الليشمانيات والتدبير العلاجي للحالات. وإلى جانب ذلك، شهد المغرب انطلاق مشروع لتقييم أثر الدلائل الإرشادية التقنية لمنظمة الصحة العالمية حول داء الليشمانيات.

التمنيع واللقاحات

تمثل التحدي الرئيسي الذي واجه برامج التمنيع في عام 2013 في عدم الاستقرار السياسي وانعدام الأمن، مما أثر على تنفيذ الأنشطة الجوَّالة والأنشطة التي تستهدف إيصال الخدمات للناس في كل من أفغانستان وباكستان واليمن، وألحق ضرراً شديداً بالتمنيع الروتيني في الجمهورية العربية السورية. كما تعتبر الحاجة إلى تقوية القدرات الإدارية والالتزام بالتمنيع الروتيني، بالإضافة إلى الأولويات المتنافسة، من التحدِّيات التي تواجهها بعض البلدان. وينبغي ضمان توافر الموارد المالية اللازمة لتنفيذ أنشطة التمنيع التكميلي ضد مرضي الحصبة والتيتانوس، وإدخال لقاحات جديدة إلى البلدان المتوسطة الدخل، وللمشاركة في تمويل البلدان المؤهلة للاستفادة من التحالف العالمي للقاحات والتمنيع، إلى جانب الأنشطة المتعلقة بتحسين التغطية بالتطعيم في البلدان ذات مستويات الأداء المنخفض.

وبرغم هذه التحدِّيات، فقد ظل إحراز النتائج المتوقعة إقليمياً بالنسبة للتمنيع الروتيني في المسار الصحيح فيما يتعلق بمعظم المؤشرات في عام 2013. وقد حقق 14 بلداً في الإقليم هدف التغطية بالتطعيم بثلاث جرعات من اللقاح الثلاثي المضاد للدفتريا والتيتانوس والسعال الديكي البالغ 90%. ويقترب اليمن من تحقيق هذا الهدف.

لقد حقق 11 بلداً تغطية بنسبة 95% على الأقل بالجرعة الأولى من اللقاح المحتوي على الحصبة على الصعيد الوطني، وفي معظم المناطق، كما قدَّم 21 بلداً الجرعة الروتينية الثانية بمستويات متفاوتة من التغطية. وبهدف تعزيز مناعة السكان، أجريت حملات تمنيع ضد الحصبة على المستوى الوطني استهدفت نطاق واسع من الفئات العمرية في كل من الأردن وباكستان والسودان والجمهورية العربية السورية والعراق ولبنان والمغرب، فضلاً عن تنظيم أيام لصحة الطفل في الصومال. ويتم تنفيذ ترصُّد مختبري مستند إلى الحالات حول الحصبة في جميع البلدان. ورغم التحدِّيات الراهنة التي يواجهها الإقليم، أبلغت سبعة بلدان عن معدلات انتشار منخفضة جداً من الحصبة (أقل من 5 حالات لكل مليون نسمة)، ومنها ثلاث بلدان تحافظ على معدل الانتشار الصفري وتقترب التخلص نهائياً من الحصبة. وقد أدت الأزمة في الجمهورية العربية السورية إلى حدوث فاشيات الحصبة في العراق ولبنان والجمهورية العربية السورية والأردن التي ظلت قبل ذلك خالية من الحصبة على مدى 3 سنوات. واستجابة لهذا الأمر، فقد أُجريت أنشطة للتمنيع التكميلي ضد الحصبة بدعمٍ قوي قدَّمَته منظمة الصحة العالمية وبالتعاون الوثيق مع العديد من الشركاء. وتماشياً مع السعي لتوحيد الجهود الرامية إلى تحقيق هدف التخلص من الحصبة، فقد ركّز الأسبوع الإقليمي الثالث للتطعيم على التخلص من الحصبة تحت شعار "أوقفوا الحصبة الآن".

وقد تم توثيق التخلص من تيتانوس الأمهات وحديثي الولادة في العراق، بينما لم تحقق حتى الآن خمسة بلدان هذا التخلص (أفغانستان وباكستان والصومال والسودان واليمن)، ولا يزال على جيبوتي بذل الجهد لتوثيق التخلص من هذا المرض.

وقد كان التقدُّم المحرَز في إدخال اللقاحات الجديدة تقدُّماً كبيراً، حيث أصبح اللقاح المضاد لجراثيم المستدميات النزلية من النمط "ب" مستخدماً في 20 بلداً، واللقاح المضاد للمكورات الرئوية في 14 بلداً، واللقاح المضاد للفيروسات العَجَلية في 8 بلدان؛ وتتجاوز هذه الأرقام الأهداف الموضوعة لعام 2013. كما تم إدخال اللقاح المضاد للمستدمية النزلية من النمط "ب" إلى الصومال، واللقاح المضاد للمكوّرات الرئوية إلى أفغانستان والسودان، واللقاح المضاد للفيروسات العَجَلية إلى المملكة العربية السعودية. وأدخلت ليبيا كلاً من اللقاحات المضادة للمكورات الرئوية، وللفيروسات العَجَلية، وللفيروسات الورمية الحليمية البشرية، وللمكورات السحائية، كما نفّذت السودان بنجاح المرحلة الثانية من حملة اللقاح المتقارن للمكورات السحائية من النمط "أ" (إذ وصلت إلى معدل تغطية تجاوز 95%).

ومن أجل المحافظة على ما تحقق من إنجازات، قدَّمَت منظمة الصحة العالمية دعماً كبيراً للبلدان، حيث أُجري في العديد من البلدان مراجعات شاملة لبرامج التمنيع، ومراجعات شبكات ترصُّد اللقاحات، وتقييم الإدارة الفعّالة للقاحات. كما قدَّمَت المنظمة دعماً كبيراً للبلدان التي تتأهب لإدخال اللقاحات الجديدة. كما تم تعزيز القدرات في البلدان في ما يتعلق بجودة البيانات والترصُّد للأمراض التي يمكن توقّيها باللقاحات، وبرصد هذه البيانات وتقييمها، إلى جانب الترصُّد المختبري للحصبة ولالتهاب السحايا الجرثومي، وللالتهاب الرئوي الجرثومي، وللفيروسات العَجَلية. وواصلت منظمة الصحة العالمية تنسيقها لنظام مراقبة جودة المختبرات الخارجية واعتماد المختبرات الخاصة بالحصبة.

ويواجه تنظيم اللقاحات وإنتاجها عدداً من التحدِّيات المتعلقة بنقص الموارد البشرية ذات المهارات الملائمة، إلى جانب قلة الموارد المالية. وقد تمت تقوية القدرات في المجالات التنظيمية في البلدان الخمسة المنتِجة للقاحات، ولاسيَّما في مجال التيقُّظ الدوائي للقاحات، والتواصل حول سلامة اللقاحات، ومنح التراخيص للقاحات. وفي ما يتعلق بالترصُّد التالي للتسويق، تساهم حالياً أربعة بلدان، وهي جمهورية إيران الإسلامية، وتونس، والسودان، والمغرب، في المبادرة العالمية لسلامة اللقاحات التي أُطلِقت في عام 2012.

الأمن الصحي واللوائح الصحية الدولية

يمثِّل حدوث الأمراض المعدية المستجدَّة والتي عاودت الظهور تهديداً مستديماً للأمن الصحي الإقليمي. وقد قدَّمَت منظمة الصحة العالمية دعماً ضخماً من أجل تدبير فاشيات الالتهاب الكبدي "E" في جنوب السودان، وفاشيات الالتهاب الكبدي A في الأردن وفي شمال العراق، وحمّى الضنك في باكستان، والتهاب السحايا بالمكوّرات السحائية في جنوب السودان، والحمى الصفراء في السودان، وحمى القرم – الكونغو النزفية في أفغانستان وباكستان. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الفيروس التاجي "كورونا" الذي يسبِّب متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وهو فيروس تنفّسي جديد ظهَر عام 2012، واصل انتشاره جغرافياً، وأبلغت ستة بلدان حتى الآن عن حالات مؤكَّدة مختبرياً لفيروس كورونا.

وفي عام 2013، قدَّمَت منظمة الصحة العالمية دعماً استراتيجياً وتقنياً لتقييم المخاطر، وإجراء البحوث الميدانية، وكشف الفاشيات الواسعة الانتشار في العديد من البلدان، مما أدّى إلى تقييد مدى انتشارها والإقلال من آثارها الصحية. وقد أرسَلَت المنظمة البعثات الميدانية إلى قَطَر، والمملكة العربية السعودية، وتونس لمكافحة الفاشيات التي سببها الفيروس كورونا الجديد المسبِّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية. كما تم احتواء فاشيات الالتهاب الكبدي A بكفاءة في الأردن وفي شمال العراق من قِبَل السلطات الصحية الوطنية التي اتبعت تنفيذ تدابير الصحة العمومية التي أوصَت بها منظمة الصحة العالمية عقب إجراء البحوث الميدانية المشتركة. وقد تم توسيع نطاق تدابير التأهب لمواجهة الأوبئة في جميع البلدان التي تأثرت بالأزمة السورية، وذلك من خلال إنشاء نُظُم الإنذار الباكر لترصُّد فاشيات الأمراض في الأردن، والجمهورية العربية السورية، والعراق، ولبنان، إلى جانب تقوية القدرات التشخيصية في المختبرات في مجال اكتشاف الأوبئة.

وفي ضوء التهديد المتواصل لفيروس كورونا الجديد المسبِّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، تم توسيع نطاق نظام الترصُّد الخافر لحالات العدوى التنفسية الحادة الوخيمة (سارس) في عدد من البلدان بُغْيَة ضمان استمرار القدرات اللازمة لاكتشاف وتشخيص الفاشيات التي يسببها أي فيروسات جديدة، سواء فيروسات الأنفلونزا أو الفيروسات التنفسية، والتصدِّي لها. واستمرت المحافظة على التيقظ في الصحة العمومية لفيروس كورونا الجديد المسبِّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية على مدار العام عبر تعزيز الترصُّد وتحسين التدابير الإقليمية للتأهُّب في الصحة العمومية؛ فتم تنظيم اجتماعات تقنية، ومشاورات، ودورات تدريبية، كما تم إعداد الإرشادات الاستراتيجية والتوجيهات بشكل جماعي بالتعاون مع السلطات الصحية الأخرى، من أجل تحسين مدى تأهب الإقليم للتصدِّي لهذا الفيروس الجديد.

ونتيجة لنقص البيانات الممثلة، يظل عبء وحجم أنماط مقاومة المُمرضات للكائنات الدقيقة غير مفهوم على النحو الجيد. واستجابة لقرار اللجنة الإقليمية الستين (ش م/ل إ 60/ق-1)، تم إعداد مجموعة من التوجُّهات الاستراتيجية من خلال عملية تشاورية تستهدف ترجمة حزمة السياسات السِت في منظمة الصحة العالمية والمتعلقة بالمقاومة لمضادات المكروبات إلى إطار عمل لاحتواء المقاومة لمضادات المكروبات. وقد تم إعداد إطار عمل استراتيجي للكشف المبكِّر عن الأمراض الحيوانية المصدر وتشخيصها ومكافحتها. وتم إحراز تقدُّم أيضاً في إعداد إطار استراتيجي للوقاية من الكوليرا وأمراض الإسهال الوبائية الأخرى ومكافحتها، إلى جانب إطارٍ استراتيجي للوقاية من الإصابات التنفسية الحادة ذات إمكانية التحول إلى أوبئة ومكافحتها.

وبحلول شهر حزيران/يونيو عام 2013، كانت جمهورية إيران الإسلامية هي الدولة الوحيدة الجاهزة لتنفيذ اللوائح الصحية الدولية (2005)، أما بقية البلدان الأخرى فقد حصلت جميعها على تمديد لسنتين لتنفيذ تلك اللوائح، باستثناء الصومال التي لم تتمكَّن من تلبية المتطلبات اللازمة للتمديد. ورغم التقدُّم المحرَز في تلبية المتطلبات (المقدَّر بـ 70% في مجمل الإقليم بنهاية عام 2013)، ولاسيَّما في مجال القدرات الخاصة بالترصُّد والاستجابة والمختبرات وموجهة الأمراض الحيوانية المصدَر، فإن الكثير من تلك المتطلبات لم تزَل تشكِّل تحدّياً. وهذه هي الحالة على وجه الخصوص عند الحديث عن القدرات في مجال التعامل مع الأحداث الكيميائية والإشعاعية والنووية. ويعود ذلك إلى نقص التشريعات والصكوك القانونية والإدارية الأخرى الداعمة في مجال الصحة العمومية، وإلى نقص التنسيق بين مختلف الأطراف المعنية على الصعيد الوطني ومع البلدان المجاورة، وإلى سرعة وتيرة تغيير الموظفين ذوي الكفاءة، وإلى عدم كافية القدرات المالية اللازمة لتغطية الأنشطة المخطط لتنفيذها، وإلى عدم الاستقرار الجغرافي السياسي في بعض الدول الأطراف. ويُوضِّح الشكل 2 مستوى التنفيذ في ما يتعلق بالقدرات اللازمة لتنفيذ اللوائح الصحية الدولية في الإقليم بنهاية 2013.

لقد أبرَز ظهور فيروس كورونا بصورة أكبر مدى أهمية اللوائح الصحية الدولية، ومدى تزايد التهديدات بالأوبئة وبالجائحات. وقد عملت منظمة الصحة العالمية بتعاونٍ وثيقٍ مع الدول الأطراف من أجل رفع مستوى الوعي باللوائح الصحية الدولية، وما يرتبط بها من التزامات، كما سهَّلَت المنظمة تبادل الخبرات المكتسبة بين البلدان ومع الأقاليم الأخرى للمنظمة. وقد تم تعزيز التعاون مع المنظمات الدولية، ووكالات الأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية، والمراكز المتعاونة مع منظمة الصحة العالمية، وشبكات التميُّز، وذلك بهدف دعم البلدان في الإسراع بوتيرة تنفيذ اللوائح الصحية الدولية؛ كما تمَّت، في إطار اللوائح الصحية الدولية، إدارة الدعم المقدَّم للسلطات الوطنية في ما تبذله من جهود للاستجابة للفاشيات، ومنها فاشية فيروس كورونا الجديد.

وواصلَت منظمة الصحة العالمية تقديمها للدعم التقني للدول الأطراف من أجل مراجعة أوضاعها من تنفيذ اللوائح الصحية الدولية، ومن إعداد الخطط الوطنية لمواجهة الفجوات في القدرات المطلوبة. ومن المتوقع أن يطلب عدد ليس بالقليل من الدول الأعضاء بالإقليم فترة تمديد أخرى لتنفيذ متطلبات اللوائح الصحية الدولية بحلول حزيران/يونيو 2016.

1 بالنسة لاكتشاف حالات السل، تتلقى المنظمة البيانات في العام التالي، ومن ثمَّ فبيانات اكتشاف الحالات هنا تتعلق بعام 2012، أما بيانات حصائل المعالجة فتتعلق بعام 2013.

2 أصبحت جنوب السودان دولة عضواً في الإقليم الأفريقي لمنظمة الصحة العالمية اعتباراً من أيار/مايو 2013.

International Health Regulations (2005): level of core capacity implementation in the Eastern Mediterranean Region, 2013

 
التأهُّب للطوارئ والاستجابة لها PDF طباعة

لمحة عامة

شهد عام 2015 تدهوراً كبيراً في الوضع الإنساني في إقليم شرق المتوسط. فالأزمة في اليمن تم تصنيفها من قِبَل الأمم المتحدة، في تموز/يوليو 2015، كطارئة من المستوى الثالث، ما يجعل الإقليم يستضيف الآن ثلاث طوارئ من المستوى الثالث، بما يشمل الأزمة في كل من العراق، والجمهورية العربية السورية. وبسبب هذه الطوارئ، كان هناك، بصفة عامة، نحو اثنين وستين مليون شخص يحتاجون إلى الخدمات الصحية في مختلف أنحاء الإقليم، مع نهاية عام 2015، ما يضع عبئاً ثقيلاً على النظم الصحية الضعيفة أصلا والمثقلة بالأعباء. وكان للنقص الحاصل في الأطباء المتخصصين والأدوية والمعدات الطبية وغيرها من الموارد الصحية، ولا سيّما في المناطق التي كان الوصول إلى المنظمة وشركائها فيها محدوداً، كان له تأثير شديد على تقديم الخدمات الصحية، الأمر الذي ساهم في تدهور الوضع الصحي لدى بعض المرضى، ورفع من أعداد الوفيات التي يمكن تجنبها.

وفي أعقاب تصاعد العنف في اليمن، في آذار/مارس، شهد الوضع الإنساني والصحي تدهوراً سريعاً، لتصبح الأزمة هناك واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث كان ما يزيد على 14 مليون شخص، منهم 2.4 مليون نازح داخلي، في حاجة إلى الخدمات الصحية، مع نهاية العام. وقد أدى نقص العاملين الصحيين، ونقص الأدوية، إلى جانب النقص الحاصل في الوقود، إلى حدوث انهيار تدريجي للنظام الصحي. وبحلول شهر كانون الأول/ديسمبر، كان ما يقرب من 25% من جميع المرافق الصحية متوقفاً عن العمل، وانخفض معدل التغطية بالتمنيع بواقع 15%، مقارنة مع نفس الفترة من عام 2014. كما أدت محدودية فرص الحصول على خدمات الرعاية الصحية، وانهيار إمدادات المياه الصالحة للشرب وخدمات الإصحاح، إلى ارتفاع حالات الإصابة بالأمراض المتوطنة، كالملاريا، وحمى الضنك، والأمراض الإسهالية الحادة.

ونتيجة للصراع الدائر في العراق، اضطر ما مجموعه 3.2 مليون شخص إلى الفرار من منازلهم في عدة موجات نزوح كبيرة، والعديد من الموجات الأصغر حجماً، وذلك خلال الفترة ما بين كانون الثاني/يناير 2014 وكانون الثاني/يناير 2016. هذا، فضلاً عن 1.1 مليون شخص ممن كانوا قد نزحوا من قبل جراء أحداث عنف سابقة. وتشير التقديرات إلى أن نحو 10 ملايين عراقي يحتاجون إلى المساعدة، بيد أن 7.3 مليوناً فقط منهم، ممن هم في أمس الحاجة، هم المستهدفون بالمساعدة من قِبَل شركاء العمل الإنساني، بسبب شح الموارد المتاحة. وفي ذات الوقت، هناك أكثر من 220 000 لاجئ سوري يقيمون حالياً في العراق، معظمهم في إقليم كردستان.

وفي ما يتعلق بالجمهورية العربية السورية، فقد كان عام 2015 هو الأكثــــر تحـــــدياً منذ بداية الأزمة ، بالنسبة لكل من السوريين، والمستجيبين في مجال الشؤون الإنسانية، وذلك مع ارتفاع أعداد الأشخاص المحتاجين للمساعدة، من 12.2 مليوناً في عام 2014، إلى 13.5 مليوناً في عام 2015، ونزوح ما ينوف على 1.2 مليوناً نزوحاً داخلياً على مدار العام. وواصل النظام الصحي مواجهة تحديات في توفير الرعاية الصحية، بسبب الأضرار التي لحقت به، في ظل إغلاق أكثر من نصف جميع المستشفيات العمومية ومراكز الرعاية الصحية الأولية العمومية، أو أدائها للعمل بشكل جزئي. وتتزايد حاجة السوريين إلى رعاية حالات الرضوح والإصابات، حيث يتعرض للإصابة أكثر من 250 000 شخص، كل شهر، فضلاً عن تزايد الحاجة إلى خدمات الصحة النفسية، وخدمات الصحة الإنجابية، ومعالجة الأمراض غير السارية، كالسكري وأمراض الكلى. وقد ارتفعت معدلات سوء التغذية، ولا سيّما بين الأطفال دون سن الخامسة. ولا يحصل نحو ثلثي السكان على مياه صالحة للشرب، الأمر الذي يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه.

وعلى الجانب الآخر، هناك تفاقم سريع للوضع الصحي في ليبيا جرّاء اتساع نطاق النزاع والخلافات السياسية، وبسبب مواطن الضعف الموروثة في النظام الصحي، وتناقص الاستثمارات في هذا القطاع. وبُغْيَة إظهار حجم الاحتياجات بشكل أفضل، تم، في مطلع عام 2016، تصنيف الأزمة في ليبيا كطارئة من المستوى الثاني، حيث بلغ عدد من كانوا بحاجة إلى المساعدة الإنسانية 2.8 مليون شخص، مع نهاية العام، بمن فيهم 1.9 مليون شخص يحتاجون إلى الخدمات الصحية. كما كان هناك أكثر من 430 000 نازح داخلي جراء أحداث العنف الدائرة. والمستشفيات مكتظَّة وتعمل بطاقة متدنية للغاية، وتفتقر إلى وجود الأدوية والمستلزمات الأساسية، وكثيراً ما تنقطع عنها إمدادات الكهرباء والمياه، كما غادر العاملون الصحيون الأجانب البلاد. وعلاوة على ذلك، فإن فرص حصول المرضى المصابين بالأمراض غير السارية واضطرابات الصحة النفسية، على الرعاية الصحية محدودة. وهناك غياب ملحوظ للخدمات الخاصة بالأشخاص المصابين بالعجز، وعشرات الآلاف من جرحى الحرب.

أما في السودان، فإن ما يقرب من ربع مليون نازح داخلي جديد قد أضيفوا، في عام 2015، إلى العبء الطويل الأمد الذي هو من الأصل، عبء ضخم. فمع نهاية هذا العام، ظل ما مجموعه 420 000 من النازحين داخلياً، ممن هم في حاجة إلى المساعدة، ظلوا في ولايات إقليم دارفور، ولا تتوفر لديهم سوى فرص محدودة للحصول على خدمات الرعاية الصحية الأولية الأساسية. ففي ولايات إقليم دارفور الخمس، توقف 36% من مرافق الرعاية الصحية العمومية الموجودة عن العمل، كما أن 24% فقط من المرافق القائمة بالعمل هي التي تقوم بتوفير حزمة من الخدمات المعيارية. وما يزال النقص الحاصل في الأدوية والمستلزمات، وعدم كفاية العاملين والمرافق، يعيق تقديم خدمات صحية عالية الجودة.

وفي باكستان، أدى التدفق المفاجئ للنازحين داخليا من شمال وزيرستان إلى بانو، إلى زيادة العبء على الموارد والخدمات الصحية، وإلى ازدياد الحاجة إلى إدارة المخاطر ذات الصلة بصحة البيئة وبفاشيات الأمراض السارية.

وواصَلَت الكوارث الطبيعية تأثيرها المدمر على السكان في الإقليم. ففي تشرين الأول/أكتوبر 2015، ضرب زلزال قوته 7.5 درجة، شمال أفغانستان وباكستان، وأدى إلى مصرع المئات، وإصابة الآلاف، وإلحاق الأضرار بآلاف المنازل وتدميرها. وتمثل التحدي الأكبر في إمكانية الوصول إلى الأشخاص الذين هم في حاجة إلى المساعدة، فيما لا يقل عن 194 قرية تضررت بفعل الزلزال. كما ضرب زلزال ثانٍ، بلغت قوته 6.3 درجة، المنطقة الحدودية بين باكستان وطاجيكيستان، في كانون الأول/ديسمبر، ما أسفر عن إصابة العشرات.

التحديات واستجابة منظمة الصحة العالمية للطوارئ في الإقليم

يُعَدّ إقليم شرق المتوسط المنتِج الأكبر في العالم للمجموعات السكانية النازحة، وهو أمر ناجم، بشكل أساسي، عن الأزمة السورية. وإن أكثر من 60% من جميع اللاجئين والنازحين داخلياً يأتون في الأصل من هذا الإقليم. ويأتي اللاجئون، في الأساس، من سوريا وأفغانستان والصومال، بينما تستضيف سوريا والعراق والسودان واليمن العدد الأكبر من النازحين داخلياً. وعلى حين أصبحت تركيا المستضيف الأكبر للاجئين السوريين، في 2015، فإن لبنان، وهو بلد لا يزيد عدد سكانه على الأربعة ملايين نسمة، يظل أكبر بلد مستضيف للاجئين في العالم، من حيث نصيب الفرد، حيث يشكل اللاجئون ثلث إجمالي عدد السكان فيه. وفي الأردن، يشكل السوريون نسبة 10% من عدد السكان.

وقامت المنظمة، في تشرين الثاني/نوفمبر، بتنظيم اجتماع رفيع المستوى، عقد في روما، بشأن صحة اللاجئين والمهاجرين، واتفقت البلدان على الحاجة إلى إعداد إطار للعمل التعاوني الجماعي بشأن صحة اللاجئين والمهاجرين، وأقرت بالحاجة الـمُلِحة إلى تعزيز سُبُل التعاون فيما بين بلدان المنشأ، والعبور، والمقصد. وبُغْيَة البناء على هذا التعاون الأقاليمي، تم، في أيار/مايو 2016، استضافة اجتماع تشاوري تقني، عقد في القاهرة.

واستمر الطلب الكبير على الخدمات الصحية، من جانب اللاجئين والمجتمعات المستضيفة الهشة، يضع ضغطاً هائلاً على البنية التحتية للصحة العمومية، ما أدى إلى إضافة أعباء هائلة، وإلى إنهاك العاملين الصحيين، كما أدى إلى نقص في الأدوية والمعدات. وقد ذكر العاملون الصحيون، في بعض المرافق الصحية التي تخدم اللاجئين السوريين والنازحين العراقيين، في شمال العراق، أن عدد حالات المرضى ارتفع بنسبة 200% تقريباً.

وشملت الاحتياجات ذات الأولوية بالنسبة للاجئين السوريين، الرعاية في مجال الصحة النفسية، والصحة الإنجابية، والخدمات الصحية للأم والطفل (بما في ذلك التمنيع)، وترصُّد الأمراض السارية، ورعاية المصابين بالأمراض غير السارية، وخدمات صحة البيئة، ورعاية المصابين بالرضوح وإصابات الحروق. وماتزال رعاية الرضوح، والرعاية الجراحية تمثل أولوية بالنسبة للسكان من اللاجئين. وشكَّل سوء التغذية الحاد لدى اللاجئين من الأطفال دون سن الخامسة والنساء في سن الإنجاب، قضية أساسية. ومن بين المشاكل الإضافية في هذا الشأن، انخفاض الاستفادة من الرعاية أثناء الحمل، وارتفاع معدلات الولادة القيصرية وإسهال الأطفال والتهابات الجهاز التنفسي الحادة وعوز المغذيات الزهيدة المقدار.

وبالنظر إلى أن غالبية اللاجئين يعيشون خارج المخيمات، فقد اشتد خطر الإصابة بالأمراض الـمُعدية الناجمة عن ظروف المعيشة في أماكن مكتظَّة، ومحدودية الحصول على المياه النقية وخدمات الإصحاح، وتفاوت درجات الحصول على خدمات الرعاية الصحية، وذلك لدى كل من اللاجئين، والمجتمعات المحلية المستضيفة. وقامت المنظمة بتقديم الدعم التقني لوزارات الصحة وغيرها من الشركاء، في البلدان المستضيفة للاجئين السوريين، بشأن قضايا الصحة العمومية ذات الأولوية. وقدمت المنظمة الدعم أيضاً في مجال خدمات رعاية الرضوح، والتدبير العلاجي للأمراض غير السارية، وتوسيع نطاق برامج الصحة النفسية التي تَمَسُ الحاجةُ إليها. ومن ناحية أخرى، قامت المنظمة بتعزيز نُظم الإنذار المبكر والاستجابة فيما يتعلق بالأمراض السارية، والتوسُّع فيها. وبُغْيَة تعزيز القدرات الوطنية، تم تدريب الشركاء، والعاملين الصحيين في الخطوط الأمامية، ومسؤولي الترصُّد، في مجال اكتشاف الفاشيات والأخطار التي تهدد الصحة العمومية، والاستجابة السريعة لها.

وتمثلت العقبات التي عرقلت تقديم المساعدات الإنسانية، في جميع البلدان التي تواجه صراعات سياسية، في القيود الأمنية، وصعوبة وصول الشركاء في الصحة إلى المجموعات السكانية في بعض المناطق، فضلاً عن انسداد الطرق ونقاط الدخول، الأمر الذي أعاق نقل وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية. وكان نحو 30% من المجموعات السكانية المتضررة، في كل من سوريا والعراق واليمن متواجدين، إما في مناطق يصعب الوصول إليها، أو في مناطق محاصرة.

وفي إطار نَهج "سوريا برمتها"، الذي تم تبنِّيه وفقاً لقراري مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، اللذين صدرا برقم 2165 و2191، في 2015، قادت المنظمة جهود التنسيق الخاصة بقطاع الصحة/المجموعة الصحية، وذلك في ثلاثة محاور (دمشق، وعمَّان، وغازي عنتاب). وكان الغرض من الاستجابة الصحية الطارئة للمنظمة هو الوصول إلى السوريين في جميع أنحاء القطر، بما في ذلك المناطق التي يصعب الوصول إليها، أو المناطق المحاصرة.

وقامت المنظمة بتوسيع نطاق شراكاتها، وتعزيز تلك الشراكات مع ما مجموعه 67 منظمة محلية غير حكومية في مختلف أرجاء الجمهورية العربية السورية، كان العديد منها يعمل في مناطق يصعب الوصول إليها، وفي مناطق تسيطر عليها المعارضة. كما تم التبرع للمنظمات غير الحكومية بثلاث وأربعين عيادة متنقلة من أجل دعم توفير خدمات الرعاية الصحية الأساسية في شتى أنحاء القُطر. كما جعلت المنظمة وجودها في الجمهورية العربية السورية وجوداً لا مركزياً من خلال نظام يشتمل على 59 نقطة اتصال، من بينها 36 نقطة تقع في مناطق يصعب الوصول إليها، ومناطق محاصرة، توفر للمنظمة تحديثات منتظمة عن الأوضاع هناك.

وتم، منذ كانون الثاني/يناير 2016، منح قدر أكبر من حرية الوصول إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها والمناطق المحاصرة. فلأول مرة، منذ عامين، تتمكن المنظمة من إرسال أدوية ومستلزمات طبية منقذة للحياة إلى 11 موقعاً من بين 18 موقعاً محاصراً. وفي عام 2015، تم تقديم 27% من المعالجات الطبية (4.2 مليوناً) لأشخاص محتاجين لتلك الخدمات في 127 موقعاً من المواقع التي يصعب الوصول إليها، والمواقع المحاصرة، في مختلف أرجاء البلاد.

وفي العراق، واصَلَت المنظمة قيادتها لأعمال المجموعة المعنية بالخدمات الصحية الإنسانية في بقاع مختلفة من البلاد، كما واصلت تقديم الدعم الصحي، بما في ذلك الرعاية الصحية الأساسية من خلال العيادات المتنقلة والمراكز الصحية في المخيمات، أيضاً بتوفير سيارات الإسعاف والمستلزمات الطبية إلى السلطات الصحية الاتحادية والمحلية. والمنظمة مستمرة في الوفاء باختصاصاتها بوصفها الملاذ الأخير لتقديم الخدمات مع تفاقم الوضع الإنساني وزيادة عدد النازحين. وقد تم تقديم ما يربو على 4 ملايين مشورة طبية على مدار العام، وهو ما يفوق الهدف المبدئي البالغ 3.2 مليون مشورة. وقد استفاد عدد إجمــالي قدره 1.8 مليون شخص استفادة مباشرة من الأدوية/المستلزمات والمعدات الطبية التي قامت المنظمة بشرائها وتوزيعها في مختلف أنحاء البلاد. وأمكن، من خلال نشر 27 عيادة متنقلة، إتاحة الفرصة للحصول على خدمات الرعاية الصحية الأولية في المخيمات وفي المجتمعات المستضيفة، بما في ذلك تلك الموجودة في مناطق يصعب الوصول إليها.

وفي اليمن، أتاحت الهدنات الإنسانية للمنظمة، زيادة توفيرها للأدوية والمستلزمات الطبية للمناطق المتضررة. وتمكنت المنظمة أيضاً من توفير عيادات متنقلة في مناطق تؤوي أعداداً كبيرة من الأشخاص النازحين داخلياً، وضمان أداء مرافق الخدمات الصحية لعملها من خلال توفير الوقود والمياه النقية. وفي مطلع 2016، بعد أشهر من منع الوصول إلى مدينة تعز، وتلبية للاحتياجات الصحية الطارئة المتصاعدة، نجحت المنظمة في إرسال أدوية ومستلزمات طبية منقذة للحياة، شملت عتائد لمعالجة الرضوح، وعتائد الطوارئ الصحية التي توزعها الوكالات المختلفة، وعتائد خاصة بالأمراض الإسهالية، واسطوانات أكسجين، فضلاً عن المحاليل الخاصة بالغسيل الكلوي. وتمكنت المنظمة والشركاء في مجموعة تقديم الخدمات، خلال الفترة ما بين آذار/مارس وكانون الأول/ديسمبر 2015، من الوصول إلى سبعة ملايين من الناس، وذلك من خلال توفير الأدوية، والمستلزمات الطبية، والأفرقة الطبية والعيادات المتنقلة. ولضمان أداء النظام الصحي لوظائفه، قدَّمت المنظمة ما يزيد على مليون لتر من الوقود لدعم تشغيل 72 مرفقاً صحياً، من بينها 51 مستشفى، و7 مراكز كبرى، و6 مخازن للقاحات، و8 مراكز لغسيل الكلى. وسعيا إلى الحد من مخاطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه، قامت المنظمة بتوفير 19 مليون لتر من المياه النقية، ولوازم النظافة الصحية، ومواد التنظيف للنازحين الداخلين في جميع المحافظات المتضررة.

وبات الصراع المتصاعد، والقدر الهائل من الاحتياجات الإنسانية المطلوبة في شتى أنحاء الإقليم، يشكل خطراً كبيراً على العاملين في مجال الرعاية الصحية. ففي عام 2015، زادت الهجمات ضد العاملين الصحيين وضد المرافق الصحية في أفغانستان بنسبة 50%، وأصبحت سوريا الآن المكان الأخطر في العالم، بالنسبة للعاملين الصحيين. وفي باكستان ألغيت، في عام 2015 وحده، خمس جولات خاصة بحملات التطعيم، بسبب وجود تهديدات أمنية خطيرة. وما يزال هذا الاتجاه المقلق مستمراً، في ظل ورود بلاغات، كل شهر تقريباً، عن هجمات تُشن على العاملين في مجال الرعاية الصحية، وعلى المرافق الصحية في الإقليم. وتقوم المنظمة، بالتعاون مع الشركاء في مجال الصحة، بتوفير قاعدة بيانات في الزمن الحقيقي عن الهجمات التي توجه ضد مرافق الرعاية الصحية، والعاملين في هذا المجال، وذلك كمشروع تجريبي يهدف إلى توفير المعلومات والآراء اللازمة بشأن الدعوة إلى وقف مثل هذه الهجمات، وحماية العاملين الصحيين.

على الجانب الآخر، أدى نقص اللقاحات وانخفاض معدلات التطعيم، مقروناً بالتحركات الجماعية الكبيرة والمتنامية للسكان، إلى زيادة خطر تفشي شلل الأطفال والحصبة بين الأطفال. ففي البلدان التي تواجه حالات طوارئ من المستوى الثالث، تم خلال 2015، تطعيم أكثر من 13 مليون طفل، كعدد إجمالي، ضد شلل الأطفال. وشمل ذلك الأطفال في مناطق يصعب الوصول إليها، ومناطق تسيطر عليها المعارضة، وكذلك مناطق تكتنفها مخاطر شديدة. وأجريت في 2015، ولأول مرة على مدى عقد من الزمان، حملة تمنيع شاملة على مستوى القُطر، ضد الحصبة في الصومال، مستهدفة تطعيم 4.4 مليون طفل ضد هذا المرض. وما تزال حملات التطعيم ضد شلل الأطفال مستمرة في الصومال، في أعقاب استئصال هذا المرض منه، حيث لم يتم الإبلاغ عن أي حالة منذ آب/أغسطس 2014. وكذلك، تم في أفغانستان، تطعيم ما يزيد على 9 ملايين طفل ضد شلل الأطفال من خلال حملات تمنيع أجريت على المستوى الوطني ودون الوطني، بالإضافة إلى 1.2 مليون طفل في منطقة الحدود مع باكستان. ومن جهة أخرى، تم تطعيم أكثر من 6 ملايين طفل ضد الحصبة، خلال 2015. وفي إطار مواجهة فاشية الحصبة المندلعة في السودان، أجريت بنجاح حملة شاملة على المستوى الوطني، تم خلالها تطعيم 8.6 مليون طفل تتراوح أعمارهم ما بين ستة أشهر وخمسة عشر عاماً.

وما يزال تعزيز أنشطة ترصُّد الأمراض، بالتعاون مع السلطات الوطنية، يمثل أولوية بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية في البلدان المتأثرة بالأزمات. ففي الجمهورية العربية السورية، تم توسيع نطاق نظام الإنذار المبكر بالأمراض والاستجابة لها، الذي يقع مقره في دمشق، حيث أصبح يضم 995 موقعاً خافراً في عام 2015، مقارنة بـ 650 موقعاً خافراً في عام 2014، في حين تغطي شبكة الإنذار المبكر بالأمراض والاستجابة لها، التي يديرها مكتب المنظمة في غازي عنتاب، 517 موقعاً خافراً تقع في شمال سوريا. وتسعى نُظم الترصُّد هذه معاً، إلى تغطية جميع المحافظات، وكل الناس الموجودين في سوريا. وعلى صعيد آخر، تم في 2015، إدخال نظام للتحذير من تلوث المياه والاستجابة له في دمشق وفي ريفها. وكذلك، يُجرى حالياً في العراق التوسُّع في شبكة للإنذار المبكر والتحذير والاستجابة، تضم نحو 80 موقعاً خافراً. كما تم تكثيف جهود التأهُّب في البلدان المتجاورة لمنع انتشار الأمراض عَبْر الحدود. وأُقيم، لأول مرة في ليبيا، نظام للإنذار المبكر بالأمراض، من خلال 100 موقع خافر تنتشر في جميع أنحاء البلاد.

في غضون ذلك، يتزايد تدريجياً عدد المرضى الذين تتطلب حالاتهم المعالجة من الإصابات الرضحية. ففي سوريا وحدها، تعرض نحو مليون شخص للإصابة في الربع الأول من عام 2015، بمعدل 250 000 إصابة شهريا. أما في اليمن، فقد سُجِّل عدد الوفيات والإصابات الناجمة عن الأسلحة المتفجرة، خلال الفترة من كانون الثاني/يناير حتى تموز/يوليو 2015، بأنه الأعلى في العالم. وقد أدى هذا الارتفاع، إضافة إلى انخفاض تواجد وكالات الإغاثة على الأرض نتيجة لانعدام الأمن، إلى مزيد من الطلب على خدمات منظمة الصحة العالمية وشركائها، من أجل سد الفجوات الحرجة وضمان توافر خدمات معالجة الإصابات الرضحية والخدمات الجراحية، وكذلك خدمات الإحالة. وتم تقديم العلاج لما يزيد على 17 مليون حالة لمرضى مصابين بأمراض مزمنة، وأمراض سارية، وإصابات رضحية، وتقديم رعاية أولية وثانوية لأشخاص مصابين بأمراض مختلفة. وتم تقديم الدعم التقني، والمالي، و/أو المادي للشركاء في مجال الصحة في شمال سوريا، من أجل تقديم نحو 1.7 مليون مشورة طبية، وتوليد ما يقرب في 25 ألف طفل. وتبرعت المنظمة بمستلزمات جراحية لدعم نحو 2000 تدخل من التدخلات الجراحية الكبرى، وذلك في مستشفى يقع تحت الأرض، لمعالجة الرضوح.

وفي ليبيا، قدَّمت المنظمة مجموعات أدوات علاج الرضوح ومجموعات الأدوات الصحية المستخدمة في حالات الطوارئ، فضلاً عن الأدوية المنقذة للحياة، بما في ذلك الإنسولين وأدوية فيروس نقص المناعة البشرية واللقاحات ومواد التخدير وعلاج داء الليشمانيات والسل، تكفي لتغطية 300 ألف شخص.

وفي أفغانستان، تلقَّى ما يزيد على 1.2 مليون شخص خدمات الرعاية الصحية الأولية من خلال مراكز صحية فرعية مؤقتة، وعيادات متنقلة، أقيمت بدعم من المنظمة، كما استفــــاد أكثر من 300 000 شخص من توفير مجموعات الأدوات الصحية والمستلزمات الطبية الخاصة بالطوارئ.

وفي جيبوتي، قدَّمت المنظمة عتائد معالجة الرضوح، والعتائد الصحية الخاصة بالطوارئ، وأدوية معالجة الأمراض الإسهالية، والمضادات الحيوية، والأدوية المضادة للملاريا، وكذلك المعدات والإمدادات الطبية إلى مستشفى أوبوك الإقليمي، الذي يواجه ارتفاعاً بنسبة 20% في الطلب على خدمات الرعاية الصحية، بسبب الـمُخيّم المركزي للاجئين، الذي أُقيم لإيواء اللاجئين اليمنيين بالقرب من تلك البلدة.

وفي السودان، وفَرت المنظمة نحو 600 طن من الأدوية، والإمدادات الطبية، والمعدات والمستلزمات الخاصة بالمياه والإصحاح، تكفي لتغطية احتياجات نحو 1.8 مليون شخص، كما دعمت المنظمـــة أداء 24 عيــــادة ثابتــة ومتنقلة لوظائفهـــا في تســع ولايـــات، تغطـــي أكثــــر من 500 ألف شخص.

وقامت المنظمة بتقديم الدعم لأنشطة بناء القدرات لتعزيز مهارات العاملين الصحيين وسد الثغرات الناجمة عن نقص العمالة. ففي سوريا، تم تدريب ما يزيد على 20 000 من المديرين والعاملين الصحيين في مختلف أنحاء القُطر، وذلك في مجالات من قبيل معالجة الرضوح والإسعافات الأولية والرعاية الصحية الأولية والصحة الإنجابية وترصُّد الأمراض والتدبير العلاجي للأمراض غير السارية. وفي اليمن، تم تدريب أكثر من 50 من الأفرقة الطبية المتنقلة و20 من الأفرقة الطبية الثابتة في 11 محافظة، ومن ثَم نشرها لتقديم حِزمة متكاملة من خدمات الرعاية الصحية الأولية. كما قُدِّم الدعم إلى 18 مستشفى في سبع من أكثر المحافظات تضرراً، بما في ذلك تقديم الدعم للأطباء، والجراحين، وأطباء أمراض النساء، والأطباء النفسيين، واختصاصيي التغذية. وكذلك في العراق، تم تدريب ما يَربو على 10 آلاف من المهنيين الصحيين، في مجالات ذات صلة بطب الطوارئ، كما تم نشر 58 من المهنيين الطبيين في مخيمات اللاجئين في شمال العراق.

وفي السياق ذاته، تم دعم بناء القدرات في كل من أفغانستان، والسودان، والصومال، وليبيا، سعياً إلى تعزيز قدرات العاملين الصحيين في المجالات ذات الصلة بخدمات الطوارئ، والخدمات التشخيصية، والترصُّد، والصحة النفسية، والوقاية من الأمراض ومكافحتها.

في هذه الأثناء، ما تزال المنظمة وقطاع الصحة/المجموعات الصحية في البلدان التي تواجه حالات طوارئ، تعاني من نقص التمويل. ففي عام 2015، تم تمويل متطلبات قطاع الصحة/المجموعات الصحية، في إطار خطط الأمم المتحدة للاستجابة لمقتضيات الطوارئ في ثمانية من بلدان الإقليم، بنسبة 39%، في حين بلغت نسبة تمويل المتطلبات الخاصة بالمنظمة 36%. ونتيجة لذلك، تم خفض العديد من البرامج والخدمات في الصومال والعراق، كما توقفت، لستة أشهر، خدمات العيادات المتنقلة الخاصة بالمجتمعات المحلية المعرضة للمخاطر في المنطقة ج، في الضفة الغربية.

إدارة المخاطر الصحية

بُغْيَة توحيد إجراءات التأهُّب للطوارئ والاستجابة لمقتضياتها في البلدان، تم إعداد إطار عمل شامل للتأهُّب للطوارئ يعتمد نهج مواجهة جميع الأخطار، وذلك في اجتماع تشاوري تقني دولي، تم خلاله التأكيد على عشرة إجراءات ذات أولوية، يتعين تنفيذها على المستوى القُطري، وتتوافق مع اللوائح الصحية الدولية. وتم، إثر ذلك، إجراء بحوث ميدانية في خمسة بلدان من أجل التحقق من فاعلية إطار العمل.

وتم إعداد حزمة عامة تشتمل على إجراءات عمل معيارية، لدعم أنشطة التخطيط للطوارئ من أجل التأهُّب ومجابهة مرض الإيبولا أو أي مرضٍ معدٍ آخر قد يقع في البلدان. وتم أيضاً إعداد حزمة محاكاة شاملة لدعم البلدان في اختبار خطة التأهُّب للطوارئ في قطاع الصحة. وتم إطلاع جميع البلدان على هذه الحزمة من أجل تسريع وتيرة عملية التخطيط.

وتم إيلاء اهتمام كبير لتعزيز قدرات المرافق الصحية والمستشفيات من أجل التأهُّب للطوارئ والاستجابة لمقتضياتها. ومن ناحية أخرى تم إعداد مقرر دراسي شامل عن إدارة مخاطر الطوارئ والكوارث، وذلك دعماً لتدريب مديري المستشفيات في مجال تعزيز القدرات، وقد تم بالفعل تقديم الدورة التدريبية الأولى من هذا البرنامج. وتم أيضاً الانتهاء من أداة منظمة الصحة العالمية لتقييم مستويات السلامة في المرافق الصحية، كما تمت ترجمتها إلى اللغتين العربية والفرنسية، بما يلبي الاحتياجات الإقليمية في هذا الشأن.

وعلى صعيد آخر، تم إعداد حزمة خاصة بالتدريب السابق للنشر، ويجري التخطيط لتقديم خمس دورات من هذا البرنامج، من أجل تعزيز القدرات لتلبية الاحتياجات المفاجئة في الإقليم. ويتم ربط ذلك بقائمة الخبراء الذين يجرى نشرهم إبَّان الأزمات الإنسانية.

تنفيذ الاستراتيجيات التي أقرّتها اللجنة الإقليمية

تمت تقوية مجال الطوارئ في المكتب الإقليمي من خلال إعادة هيكلة فريق الطوارئ وتعزيز قدراته. وستكون هناك إعادة هيكلة أخرى، بحسب الاقتضاء، للتحقق من اتساق ذلك مع الإصلاحات العالمية التي أقرها المجلس التنفيذي في كانون الثاني/يناير 2016. وتم افتتاح المركز الإقليمي لحالات الطوارئ الصحية واستئصال شلل الأطفال، في عمَّان، في كانون الثاني/يناير 2016، من أجل مواصلة عمل المنظمة في مجال استئصال شلل الأطفال، وكذلك لضمان جاهزية المنظمة لمواجهة حالات الطوارئ المصنَّفة بدرجات، وطوارئ الصحة العمومية.

وتم، في كانون الثاني/يناير 2016، تفعيل الصندوق الإقليمي للتضامن في حالات الطوارئ، بهدف ضمان تمويل يمكن التنبؤ به للاستجابات المفاجئة/السريعة للكوارث الطبيعية أو التي هي من صنع الإنسان، في هذا الإقليم. وتم أيضاً، في 2015، تفعيل مركز المنظمة للخدمات اللوجستية، الذي أنشئ في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بدبي، لضمان توفير الأدوية، والمستلزمات الطبية، والمعدات الطبية الحيوية في الوقت المناسب، لبلدان هذا الإقليم وما وراءه.

في هذه الأثناء، تم تشكيل فريق استشاري إقليمي معني بالتأهُّب للطوارئ والاستجابة لمقتضياتها، بهدف توفير المشورة بصورة مستقلة للمدير الإقليمي، ومساعدته فيما يختص بالسياسات والأمور الاستراتيجية. وتم التوسُّع في قائمة الخبراء الداخليين والخارجيين في مجال الاستجابة السريعة في الإقليم، من أجل النشر في حالات الطوارئ، وذلك من خلال برامج التدريب السابق للنشر في مجال الصحة العمومية والتبليغ عن المخاطر.

وفي ظل تواصل عبور الطوارئ للحدود، يتعيَّن التحقق من اتباع نهج أكثر تنظيماً وأكثر فاعلية، سواء داخل البلدان أو عَبْر الإقليم، للاستجابة للاحتياجات الصحية للمجموعات السكانية المتضررة، وكذلك لضمان استمرار النظم الصحية في جميع البلدان المتضررة في تقديم الخدمات الصحية الماسَّة والعاجلة للسكان، من النازحين ومن المجتمعات المحلية المستضيفة لهم. وتُدرك المنظمة، على نحو مطَّرد، أن الحلول للتحديات الصحية الكبرى تتطلب تنسيقاً جيداً وموسَّعاً، وإجراءات ومشاركة من جانب القطاعات الأخرى. وإن أي استراتيجية صحية فعَّالة تستتبع إشراك المجتمعات المحلية المتضررة نفسها، فضلاً عن أصحاب المصلحة المعنيين من مختلف التخصصات، والحكومة، والجهات الفاعلة غير الحكومية، والبرلمان. وهذا يشمل إقامة شراكات أكثر قوة مع السلطات الصحية، والمنظمات غير الحكومية، والقيادات المجتمعية، والانخراط مع المؤسسات الأكاديمية، وطلاب كليات الطب. ولكي تكلل الجهود بالنجاح، ستواصل المنظمة تقوية منظومة العمل الإنساني ودعم عملية الإصلاح الجارية من أجل تحسين طريقة عملها أثناء الطوارئ.

وتعمل المنظمة على تكثيف الدعوة إلى حماية العاملين في مجال الرعاية الصحية، وحماية المرافق الصحية، بحسب ما ينص عليه القانون الدولي، بما في ذلك اتفاقيات جنيف، وكذلك إتاحة حرية الوصول في البلدان التي تدور فيها صراعات.

 


الصفحة 66 من 93