الصفحة الرئيسية
الأمراض غير السارية PDF طباعة

إطار العمل الإقليمي

سوف يُعقَد اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الرفيع المستوى الثالث المعني بالأمراض غير السارية في عام 2018 لاستعراض التقدُّم الـمُحرَز في تنفيذ الإعلان السياسي لاجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الرفيع المستوى المعني بالوقاية من الأمراض غير الـمُعدِية (غير السارية) ومكافحتها الصادر في عام 2011. وحتى انعقاد هذا الاجتماع، سيظل تقديم الدعم التقني المستمر عاملاً بالغ الأهمية في توجيه البلدان لصياغة استجابات وطنية شاملة للأمراض غير السارية، ولتنفيذ التدخُّلات الاستراتيجية ذات الأولوية الـمُوصَى بها في المجالات الأربع الواردة في إطار العمل الإقليمي (وهي الحوكمة، والترصُّد، والوقاية، والرعاية الصحية).

وبالرغم من وضع خارطة طريقٍ واضحةٍ وتجديد الاهتمام بإدماج الأمراض غير السارية في خطة أهداف التنمية المستدامة، لا تزال بلدان كثيرة في الإقليم تواجه تحدِّيات في تنفيذ التدخُّلات الاستراتيجية وإظهار تحسُّنٍ ملموسٍ في مؤشرات التقدُّم العالمي العشر التي سوف تُستَخدَم في إعداد التقارير الـمُقدَّمة إلى الاجتماع الرفيع المستوى الثالث في عام 2018.

وما فتئ إحراز تقدُّمٍ في الإقليم في هذا المضمار تعترضه عقبات كأداء؛ من بينها غياب المشاركة والتنسيق بين القطاعات المتعددة، خاصة القطاعات غير الصحية، ونُدرة الموارد المالية والبشرية، وضَعف القُدُرات الوطنية في مجال الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها. وعدم الاستقرار السياسي والأزمات الممتدة الأمد والحروب عوامل أخرى زادت الوضع سوءاً، وفرضت قيوداً على التخطيط الاستراتيجي وتوسيع نطاق التدخُّلات.

وبالنظر إلى ما تقدَّم ذكره، كثَّفت المنظمة دعمها التقني في عام 2016؛ فأعدت المبادئ التوجيهية في المجالات الأربعة الواردة في إطار العمل الإقليمي، ووضعتها أمام البلدان لمساعدتها في تنفيذ التدابير الرئيسية الـمُوصَى بها قبل الاستعراض العالمي المقبل.

الحَوْكَمة

قدَّم المكتب الإقليمي طيلة عام 2016 الدعم إلى البلدان من أجل إعداد خطط العمل المتعددة القطاعات لمكافحة الأمراض غير السارية، وإدماج الأمراض غير السارية في الخطط الوطنية للتنمية، بما في ذلك إطار الأمم المتحدة للمساعدة الإنمائية وخطط التعاون، ووضع الغايات الوطنية لمكافحة الأمراض غير السارية. وقدَّمت المنظمة، عبر مستوياتها الثلاث، دعماً متكاملاً في عددٍ من البلدان المختارة ذات «المسار السريع» (منها في إقليم شرق المتوسط جمهورية إيران الإسلامية وعُمان)، وجرى تعزيز آلية الدعم القُطري لفرقة عمل الأمم المتحدة المشتركة بين الوكالات المعنية بالوقاية من الأمراض غير الـمُعدية (غير السارية) ومكافحتها، من أجل تقديم دعم مُعزَّز ومُنسَّق إلى البلدان وبيان جدوى الاستثمار في مجال الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها، وتعزيز الدعوة إلى الإدماج الفعَّال للأمراض غير السارية في خطط التنمية.

وتواصل المنظمة تعزيز أواصر التعاون مع القطاعات الأخرى غير قطاع الصحة، والتعاون بين الحكومات والجهات الفاعلة غير الدول. وتأسيساً على الاجتماع الإقليمي الأول حول تعزيز الشراكة مع منظمات المجتمع المدني من أجل الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها، الذي عُقِد في عام 2015، نُظِّم تدريب لبناء القُدُرات بالتعاون مع التحالف المعني بالأمراض غير السارية، كما تتواصل الجهود لتسهيل تشكيل تحالفٍ إقليمي من منظمات المجتمع المدني يُعنَى بالأمراض غير السارية.

الوقاية من عوامل الخطر ومكافحتها

ركَّزت الأنشطة الرامية إلى مكافحة تعاطي التبغ في عام 2016 على دعم تنفيذ اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ على الصعيد الوطني. وتواجه البلدان تحدِّياتٍ عديدة في الـمُضي قُدُماً ببرامج مكافحة التبغ، ويُعزَى ذلك إلى عددٍ من العوامل منها الأولويات الصحية الأكثر أهمية لـمُتَّخِذي القرار، من قبيل أوضاع الطوارئ في الإقليم، وتدخُّل دوائر صناعة التبغ بهدف تقويض الجهود الرامية إلى مكافحته، وطرح منتجاتٍ جديدة لا تشملها التشريعات القائمة، وعدم فهم المتطلبات الواجب توافرها في تشريعات مكافحة التبغ على المستوى التشريعي.

وفي إطار التحضير للدورة السابعة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ، عُقِد اجتماع بالاشتراك مع أمانة الاتفاقية الإطارية لإتاحة الفرصة أمام الأطراف في الاتفاقية من إقليم شرق المتوسط لاستعراض وثائق المؤتمر، والاستعداد للمفاوضات بشأنها أثناء الدورة. وعُقِدت الدورة السابعة لمؤتمر الأطراف في نيودلهي، الهند في تشرين الثاني/نوفمبر 2016، وفيها قادت الأطراف في الاتفاقية من الإقليم ثلاثة قرارات حول الأمراض غير السارية، والإعلان عن التبغ والترويج له ورعايته، وتبع النرجيلة.

كما عُقِد، بالاشتراك مع الإقليم الأفريقي، اجتماع حول تنفيذ التحذيرات الصحية الـمُصوَّرة الكبيرة والتغليف البسيط لمنتجات التبغ. وتزامناً مع الاجتماع، أُعِدت قاعدة بيانات من التحذيرات الصحية الـمُصوَّرة غير المحمية بحقوق التأليف والنشر حتى تستخدمها البلدان في الإقليم، وذلك بالتعاون مع أمانة الاتفاقية الإطارية. وزاد فهم بروتوكول القضاء على الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ من خلال الاتصالات الرفيعة المستوى مع وزراء الصحة، وتنفيذ أنشطة قُطرية محددة مثل عقْد مؤتمرات عبر الفيديو مع الخبراء وتنظيم ندوات مُوجَّهة.

كما قدَّمت المنظمة الدعم التقني إلى البلدان بشأن طائفة من مجالات مكافحة التبغ، بما في ذلك بناء قُدُرات البرامج الوطنية، وإجراء بحوث حول التكاليف الصحية الناجمة عن تعاطي التبغ، وتقدير الاحتياجات، وتدريب العاملين في مجال الإعلام، ومكافحة زراعة التبغ، بالإضافة إلى التشريعات والضرائب. وفي سبيل دعم هذا العمل، أُعِد عدد من مصادر المعلومات حول دوائر صناعة التبغ، والتدخين السلبي، والتحذيرات الصحية الـمُصوَّرة والتغليف البسيط (وذلك بالتعاون مع جامعة ووترلو، كندا)، كما تُرجِمت في الوقت ذاته إلى العربية إصدارات المنظمة عن تدخين النرجيلة وتخصيص الضرائب المفروضة على منتجات التبغ.

وعلى الصعيد الإقليمي، اتسمت بالبطء وتيرة التقدُّم الـمُحرَز في تنفيذ توصيات المنظمة بشأن مكافحة تسويق الأغذية غير الصحية للأطفال على الرغم من الالتزامات الواضحة التي قطعتها البلدان على نفسها في هذا الجانب، في حين ارتفع الإنفاق على ترويج الأغذية ذات السعرات الحرارية المرتفعة ارتفاعاً كبيراً في السنوات الأخيرة. فالأغذية التي يكثر الإعلان عنها هي المشروبات الغازية، والوجبات الخفيفة المالحة، والسكريات والوجبات السريعة. وتُبَثُّ أكثر إعلانات الأغذية والمشروبات عبر شاشات التليفزيون في الفترة بين الساعة 14:00 ظهراً و21:00 مساءً، وهي الفترة التي ترتفع فيها مشاهدة الأطفال للتليفزيون. ونفَّذت 19% فقط من بلدان الإقليم توصيات المنظمة بشأن تسويق الأغذية والمشروبات غير الكحولية إلى الأطفال.

ويُمثِّل جمْع البيانات حول التغذية وتحليلها تحدِّياً في الإقليم. وتتطلب عملية رسم السياسات والمساءلة إرساء أنظمة فعالة لترصُّد التغذية ورصْدها وتقييمها حتى يتسنَّى تنفيذ السياسات بفاعلية. وتواجه أكثر البلدان تحدِّياً آخر يتمثَّل في إدماج التغذية في النظام الصحي، إذ يعاني معظم الأشخاص بها من عبءٍ مزدوجٍ لسوء التغذية وقلة فرص الحصول على الخدمات الصحية، بما في ذلك خدمات الوقاية والعلاج وإعادة التأهيل، الأمر الذي يُسهِم في زيادة أوجه الإجحاف. وتواجه بلدان كثيرة صعوباتٍ رئيسيةً أخرى مثل الوضع الأمني والقلاقل السياسية. وفي الوقت الذي تتعاظم فيه مشكلة سوء التغذية، نجد أن الموارد المالية محدودة.

وما انفك وضع خارطة طريق للعمل، من أجل تعزيز النظام الغذائي الصحي والتصدِّي لعوامل خطر الأمراض غير السارية المرتبطة بالتغذية (خفض مدخول الملح والسكر والدهون)، يُمثِّل إحدى الأولويات في الإقليم. ففي عام 2016، انضم المغرب والصومال والسودان إلى ركْب أكثر البلدان الأخرى في الإقليم التي أعدت خطط عمل وطنية لما بعد عام 2015، بهدف تنفيذ التوصيات الصادرة عن المؤتمر الدولي الثاني بشأن التغذية. كما وُضِع نموذج لتحديد مواصفات الـمُغذِّيات، وجرى اختباره ميدانياً في سبعة بلدان. وسوف يساعد هذا النموذج البلدان في تحسين توسيم الأغذية والترويج للأغذية الصحية.

وقدَّمت المنظمة، طيلة عام 2016، الدعم التقني للبلدان، وساهمت في بناء قُدُراتها في مجالات رصْد النمو والمبادئ التوجيهية بشأن النُظُم الغذائية المستندة إلى الأغذية، ومكافحة السمنة والوقاية منها، وتعزيز النظام الغذائي الصحي. ووضعت بلدان كثيرة نُظُماً لترصُّد التغذية، وهي الآن بصدد توفير بيانات منتظمة لمعظم المؤشرات. وسوف تواصل المنظمة رصْد وتقييم تنفيذ توجيهات السياسة العامة بشأن استراتيجيات خفض الملح والدهون والسكر، ووضع اللمسات النهائية على السياسة الإقليمية للوقاية من السمنة والسكري.

الترصُّد والرصْد والتقييم

استكمالاً للجهود التي استهلَّتها المنظمة في عام 2015، قدَّم المكتب الإقليمي الدعم إلى البلدان لتعزيز أنظمة ترصُّد الأمراض غير السارية وعوامل الخطر المرتبطة بها. وشمل ذلك تنفيذ النظام العالمي لترصُّد التبغ في عددٍ من بلدان الإقليم، بما في ذلك المسح العالمي الخاص بالشباب والتبغ (في جمهورية إيران الإسلامية والمغرب وعُمان)، وإدراج أسئلة حول التبغ في المسوح والدراسات الاستقصائية الوطنية المستمرة (في مصر والعراق والمغرب وعُمان والسودان). هذا وقد نفَّذ عددٌ من البلدان نهْج المنظمة التدريجي للترصُّد (STEPS) (العراق والمغرب وعُمان والسودان)، في حين استكملت بلدن أخرى مرحلة التخطيط لإجراء مسوح وطنية عن الأمراض غير السارية (جيبوتي ومصر والأردن والصومال والإمارات العربية المتحدة).

كما قدَّم المكتب الإقليمي الدعم للبلدان من أجل تعزيز ترصُّد السرطان، وذلك بالتعاون مع الوكالة الدولية لبحوث السرطان. ولقد اتخذت عُمان خطواتٍ لتحديث نظام تسجيل حالات الإصابة بالسرطان لديها، وذلك باستخدام أحدث البرمجيات (CanReg5) وباتباع المعايير الدولية (المراجعة العاشرة للتصنيف الدولي للأمراض)، في الوقت الذي انعقدت فيه حلقة عمل لتقييم سجل حالات الإصابة بالسرطان في العراق من أجل تحسين نظام التسجيل، مع التركيز على الأقاليم الثلاث الرئيسية في البلاد، كما عُقِدت حلقة عمل أخرى في ليبيا حول إنشاء سجل فعال لحالات الإصابة بالسرطان على أساس السكان.

وخلال عام 2016، شاركت البلدان في دراسة استقصائية حول القُدُرات القُطرية لتقييم التقدُّم الـمُحرَز في مجال الأمراض غير السارية. وتغطي المعلومات، التي تم جمعها من خلال هذه الدراسة الاستقصائية، البنية التحتية للصحة العامة، والشراكات، والتعاون متعدد القطاعات بشأن الأمراض غير السارية وعوامل الخطر المرتبطة بها، وكذلك وضْع السياسات والاستراتيجيات وخطط العمل، ونُظُم المعلومات الصحية الخاصة بالأمراض غير السارية، ورصْد وترصُّد الأمراض غير السارية وإجراء دراسات استقصائية حول الأمراض غير السارية وعوامل الخطر المرتبطة بها، والقدرة على الكشف المبكر عن الأمراض غير السارية وعلاجها ورعاية المصابين بها في إطار النظام الصحي. وستساعد النتائج التي خلصت إليها هذه الدراسة الاستقصائية في تخطيط الدعم التقني من أجل التصدِّي للأمراض غير السارية وعوامل الخطر المرتبطة بها. كما ستُستَخدَم المعلومات فيما يتعلق بالمؤشرات التي وافقت الدول الأعضاء على رصدها، والتي ستُصبِح في موضع مساءلة بشأنها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وجمعية الصحة العالمية في عام 2018.

‏الرعاية الصحية

يشهد عددٌ من البلدان حالياً إصلاحات كبيرة في قطاع الصحة، ولهذه الإصلاحات آثار كبيرة على محتوى حزمة الخدمات الأساسية الـمُقدَّمة، ونماذج الرعاية و/أو تمويل الرعاية الصحية لتوسيع نطاق التغطية الصحية وتعزيز الحماية المالية. وفي ضوء هذه الإصلاحات، يواصل المكتب الإقليمي تقديم إرشادات استراتيجية إلى البلدان بشأن إعادة توجيه النُظُم الصحية وتعزيزها للتصدِّي للأمراض غير السارية، وإيلاء الأولوية للتدخُّلات العالية المردود، مع التركيز على إدماج الأمراض غير السارية وتدبيرها علاجياً ضمن الرعاية الصحية الأولية سواء كان ذلك أثناء الأوضاع المستقرة أو في حالات الطوارئ.

وتأسيساً على العمل الذي أُنجِز في عامي 2014-2015، واستناداً إلى الإطار الإقليمي لتعزيز إدماج الأمراض غير السارية وتدبيرها علاجياً ضمن الرعاية الصحية الأولية في الإقليم، نُظِّمت بعثات قُطرية لاستعراض وضع إدماج الأمراض غير السارية في الرعاية الصحية الأولية (جمهورية إيران الإسلامية، والكويت، والمملكة العربية السعودية). وبالإضافة إلى ذلك، تواصل إيلاء الاهتمام إلى البلدان التي تشهد حالات طوارئ ذات تصنيف مرتفع، مثل العراق، والجمهورية العربية السورية، واليمن، بهدف دعم التأهُّب للأمراض غير السارية وتقييم قدرة النُظُم الصحية على الصمود والتعافي، وشراء الأدوية اللازمة لعلاج الأمراض غير السارية، وعقْد دورات تدريبية مُصمَّمة خصيصاً لـمُقدِّمي الرعاية الصحية الأولية، والعمل في الوقت نفسه على وضع إرشادات معيارية في هذا المجال. ومثَّل الانتهاء من مجموعة الأدوات الصحية لمعالجة الأمراض غير السارية في حالات الطوارئ إنجازاً هاماً، وسوف تُجرَّب هذه المجموعة في العراق والجمهورية العربية السورية في عام 2017.

وأُحرِز تقدُّم في مجال مكافحة السرطان، مع وضْع إرشادات إقليمية بشأن الكشف المبكر عن أمراض السرطان الخمسة ذات الأولوية في الإقليم، كما وضِعَت المسوّدة الأولى من إطار إقليمي للوقاية من السرطان ومكافحته. وفي إطار الشراكة الإقليمية بين الوكالة الدولية لبحوث السرطان ومنظمة الصحة العالمية للتوسُّع في ترصُّد السرطان والبحوث المتعلقة به، تلقَّت ثمانية بلدان الدعم بشأن سجلات حالات الإصابة بالسرطان والبحوث المتعلقة به. وشهد عام 2016 تطوراً إيجابياً آخر تمثَّل في تعيين مركزين جديدين لينضما إلى قائمة المراكز المتعاونة مع منظمة الصحة العالمية في الإقليم، وهما: المركز المتعاون مع المنظمة بشأن التثقيف والتدريب والبحوث حول السرطان، بمركز الحسين للسرطان في الأردن؛ والمركز المتعاون مع المنظمة بشأن البحوث حول الأمراض غير السارية وأمراض السرطان الـمَعدية المعوية، بمعهد بحوث أمراض الجهاز الهضمي في جمهورية إيران الإسلامية.

‏ الصحة النفسية

يحظى مجال الصحة النفسية وتعاطي مواد الإدمان باهتمامٍ متزايد، خاصة بعد ما أقرَّت اللجنة الإقليمية في دورتها الثانية والستين الإطار الإقليمي لتوسيع نطاق العمل في مجال رعاية الصحة النفسية في إقليم شرق المتوسط، الذي يرمي إلى تنفيذ خطة عمل شاملة للصحة النفسية (2013-2020). وقد ولَّد العدد الكبير من البلدان التي تشهد أوضاع طوارئ مُعقَّدة في الإقليم زخماً قوياً لتسليط الضوء على الصحة النفسية وتعاطي مواد الإدمان في الإقليم، ما أدى إلى زيادة الحاجة إلى خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي، وزيادة الطلب عليهما. وعلى الصعيد العالمي، كانت هناك معالم هامة منها عقْد اجتماع مشترك بين منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي حول الصحة النفسية والتنمية، والدورة الاستثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن المخدرات في نيسان/أبريل 2016، وإدراج الـخَرَف في برنامج عمل مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية في قطر.

ولقد تحقق إنجاز رئيسي في كثير من البلدان تمثِّل في توحيد برنامج عمل المنظمة الخاص بسد الفجوات في مجال الصحة النفسية (mhGAP) وبدء العمل به لسد الفجوة العلاجية لمشكلات الصحة النفسية ذات الأولوية من خلال إدراجها ضمن الرعاية الصحية الأولية. وتعكف المنظمة حالياً على وضع اللمسات الأخيرة على مسوّدة إرشادات بشأن إدراج الصحة النفسية في الرعاية الصحية الأولية لعام 2017. ونُظِّمت بالتعاون مع الجامعة الأمريكية بالقاهرة دورة تدريبية إقليمية ثانية حول القيادة في مجال الصحة النفسية، كما عُقِدت بالتعاون مع مركز التأهيل الوطني في أبوظبي حلقة عمل إقليمية لبناء قُدُرات الإداريين في المستوى المتوسط بشأن وضع السياسات المتعلقة بتعاطي مواد الإدمان وتقديم الخدمات. ودعماً للعمل في هذا المجال، نُشِرت أطالس حول الموارد والقُدُرات المتاحة للصحة النفسية وتعاطي مواد الإدمان في بلدان الإقليم. كما يساهم المكتب الإقليمي في مراجعة النسخ المختلفة من الفصل السادس من المراجعة الحادية عشرة للتصنيف الدولي للأمراض واختبارها ميدانياً، وفي وضع اللمسات النهائية على معايير علاج الاضطرابات الناجمة عن تعاطي مواد الإدمان والتي تعدها منظمة الصحة العالمية بالاشتراك مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.

ولقد قدَّم المكتب الإقليمي الدعم لكثير من البلدان في مراجعة الاستراتيجيات والتشريعات المعنية بالصحة النفسية في أو إعدادها وتحديثها، وذلك وفقاً للمؤشرات والغايات الـمُتَّفَق عليها في إطار خطة العمل لشاملة للصحة النفسية (2013-2020) وأحكام اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. ووضع عددٌ من البلدان خططاً معنية بالتوحُّد والـخَـرَف، في حين تلقَّت بلدان أخرى الدعم لوضع وتعزيز خططها الوطنية للوقاية من الانتحار. وبالإضافة إلى ذلك، أعدت المنظمة حزمة من خدمات الصحة النفسية المدرسية، ويجري الآن تجربتها في بلدان الإقليم. كما قدَّمت المنظمة الدعم لتوفير دعم الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي في كلٍّ من العراق، وليبيا، واليمن، والبلدان المتضررة من جرَّاء الأزمة السورية، وذلك بالتنسيق والتعاون مع وكالات الأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية، وأصحاب المصلحة الوطنيين، والمؤسسات الأكاديمية. وأدى ذلك بدوره إلى إعداد دورة إقليمية حول بناء القُدُرات بشأن دعم الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي وتجريبيها.

ولا تزال الصحة النفسية تعاني من قلة الاهتمام بها على المستوى السياسي وعلى مستوى الصحة العامة، كما أن الوصم المرتبط بها يشمل جميع جوانب رعاية الصحة النفسية، مما يؤثر على تطوير الخدمات وتقديمها والاستفادة منها. كما تعاني الصحة النفسية من نقصٍ مزمنٍ في التمويل، والافتقار إلى البحوث والبيانات اللازمة للاسترشاد بها في وضع الخطط وتطوير الخدمات، وقلة الموظفين المتخصصين والخدمات المتخصصة، كما أن مهارات العاملين الصحيين العامين المسئولين عن تقديم الرعاية في مجال الصحة النفسية لا تزال محدودة.

وفي ظل شح الموارد الحالي، وفي ضوء عملية إصلاح المنظمة والأولويات الاستراتيجية الإقليمية، ستعمل منظمة الصحة العالمية على تعميق أواصر التعاون مع الشركاء الإقليميين والعالميين لتنفيذ إطار العمل الإقليمي لتوسيع نطاق العمل في مجال رعاية الصحية النفسية في إقليم شرق المتوسط، وخطة العمل الشاملة للصحة النفسية (2013-2020). وستواصل المنظمة تقديم الدعم إلى البلدان في مراجعة وإعداد سياساتها واستراتيجياتها وبرامجها الوطنية بشأن الصحة النفسية وتعاطي مواد الإدمان، ومن أجل توسيع نطاق دعم الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي في البلدان التي تشهد أزماتٍ إنسانية.

 
الأمراض غير السارية PDF طباعة

إطار العمل الإقليمي

نظمت الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر 2018 الاجتماع رفيع المستوى الثالث بشأن الأمراض غير السارية لاستعراض التقدم المحرز في تنفيذ الإعلان السياسي لاجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة رفيع المستوى المعني بالوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها في 2011. ووفقاً لأداة المنظمة لرصد التقدُّم الـمُحرز في مجال الأمراض غير السارية في عام 2017، وبالرغم من بعض الاتجاهات الواعدة، تفاوت التقدُّم الـمُحرز على المستوى الوطني في تنفيذ التدخلات الاستراتيجية الأساسية في المجالات الأربعة التي ذكرها إطار العمل الإقليمي (الحوكمة، والترصُّد، والوقاية، والرعاية الصحية). ولا يزال التقدُّم محدوداً وغير كافٍ لكي تحقق البلدان الغاية 3-4 من أهداف التنمية المستدامة بشأن الأمراض غير السارية بحلول 2030. وتتضمن العقبات التي تعترض إحراز تقدم في الإقليم غياب التنسيق والمشاركة بين القطاعات ولا سيّما القطاعات غير قطاع الصحة، وضعف قدرات الصحة العامة وقدرات النُظُم الصحية الوطنية في مجال الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها، وتدّخل دوائر الصناعة مما يعيق تنفيذ «أفضل الخيارات» وغيرها من التدخلات المُوصى بها، ومنها رفع الضرائب على منتجات التبغ والكحول والمشروبات المحلاة بالسكر.

الحوكمة

خلال عام 2017، واصلت المنظمة تقديم الدعم إلى البلدان لوضع خطط عمل متعددة القطاعات بشأن الأمراض غير السارية، وإدماج الأمراض غير السارية في خطط التنمية الوطنية، بما في ذلك الخطط الوطنية لإطار الأمم المتحدة للمساعدة الإنمائية، ووضع الغايات الوطنية لمكافحة الأمراض غير السارية. وقد وضعت ثمانية بلدان (36.4%) من 22 بلداً في الإقليم سياسة و/أو استراتيجية و/أو خطة عمل وطنية تنفيذية متعددة القطاعات تتضمن الأمراض غير السارية وعوامل الخطر المشتركة المرتبطة بها، في حين أدمج 16 بلداً (72.7%) الأمراض غير السارية في برامج التنمية الوطنية الخاصة بها. فضلاً عن ذلك، واستناداً إلى العمل الرامي إلى حشد قدرة منظمات المجتمع المدني الإقليمية وتقويتها للوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها، شجعت المنظمة على إنشاء تحالف إقليمي للأمراض غير السارية.

الوقاية من عوامل الخطر ومكافحتها

واصلت المنظمة في عام 2017 تقديم الدعم التقني لتوسيع نطاق تنفيذ اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ في البلدان. واستمر التعاون مع المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها لتنفيذ النظام العالمي لترصد التبغ في بلدان الإقليم، ومع أمانة اتفاقية المنظمة الإطارية بشأن مكافحة التبغ من أجل تعزيز مكافحة التبغ. وتضمن هذا عقْد حلقة عملية إقليمية معنية بالتخطيط بشأن مبادرة اتفاقية المنظمة الإطارية بشأن مكافحة التبغ لعام 2030 بغية تعزيز تنفيذ الاتفاقية الإطارية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتنظيم اجتماع إقليمي لدعم التنفيذ الكامل لقرارات الدورة السابعة لمؤتمر الأطراف، وكذلك عقْد حلقة عملية متعددة القطاعات لتعزيز دخول بروتوكول الاتفاقية الإطارية للقضاء على الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ حيز النفاذ في الإقليم. فضلاً عن ذلك، قدمت المنظمة الدعم التقني إلى جامعة الدول العربية لوضع تشريعات نموذجية لمكافحة التبغ.

وفي أعقاب اتفاق مجلس التعاون الخليجي في عام 2016 بشأن تطبيق ضريبة على بيع التبغ، بدأت بعض الدول الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية تطبيقها، وقدمت المنظمة تدريباً إقليمياً بشأن تنفيذ سياسات ناجحة في مجال فرض الضرائب على منتجات التبغ.

ودعماً للجهود الوطنية الرامية إلى مكافحة التبغ، أُعِدت موارد للمعلومات لتسليط الضوء على النتائج الرئيسية التي خلص إليها تقرير المنظمة بشأن وباء التبغ العالمي لعام 2017، ولإذكاء الوعي بأنشطة دوائر صناعة التبغ في البلدان، ولتعزيز محاكاة سياسات مكافحة التبغ «SimSmoke». وأكملت المنظمة، بالتعاون مع جامعة واترلوو، كندا، مورداً للتحذيرات الصحية المصوَّرة.

وثمة حاجة إلى تعميق أواصر التعاون مع المنظمات الدولية لتحسين تنفيذ مكافحة التبغ من قبيل تعزيز القدرات الوطنية لمواجهة أساليب دوائر صناعة التبغ. ويُعَد وضع خطة عمل إقليمية لمكافحة التبغ أحد أولويات المكتب الإقليمي من أجل إحراز تقدم في هذا الصدد والوفاء الكامل بالتزامات اتفاقية المنظمة الإطارية بشأن مكافحة التبغ.

ولا يزال الإقليم يشهد مرحلة انتقالية وبائية وتغذوية تسهم في ارتفاع معدلات زيادة الوزن والسمنة، إذ تشير التقديرات في عام 2014 إلى أن نصف النساء البالغات (50.1%) يعانين من زيادة الوزن أو السمنة في حين يعاني أكثر من رجلين من بين كل خمسة رجال بالغين (43.8%) من زيادة الوزن أو السمنة. ويرتبط ظهور مشكلتي زيادة الوزن والسمنة ارتباطاً وثيقاً بالخمول البدني واتباع نظام غذائي غير صحي، حيث يسجل الإقليم معدلاً مرتفعاً لانتشار الخمول البدني في أوساط البالغين (31%)، وترتفع مستويات الخمول البدني بين النساء (37%) عنها في صفوف الرجال (26%).

وفي هذا السياق، حدد إطار العمل الإقليمي للوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها تعزيز النظام الغذائي الصحي بمثابة أحد التدخلات الأساسية الاستراتيجية عالية المردود. وفي عام 2017، تحقق بالكامل إقرار سياسات وطنية للحدّ من استهلاك السكان للملح/الصوديوم في ثمانية بلدان (36.4% من البلدان في الإقليم)، في حين تحقق ذلك جزئياً في ستة بلدان (27.3%). علاوة على ذلك، تحقق بالكامل إقرار سياسات وطنية للحدّ من الأحماض الدهنية المشبعة والقضاء فعلياً على الأحماض الدهنية المتحولة المنتجة صناعياً في السلسة الغذائية في 12 بلداً (54.5%). إضافة إلى ذلك، أقرّت سبعة بلدان (31.8%) توصيات المنظمة بشأن تسويق الأغذية والمشروبات غير الكحولية للأطفال، وأضافت دول مجلس التعاون الخليجي ضرائب «الإثم» على المشروبات المحلاة (100% على مشروبات الطاقة و50% على المشروبات الغازية).

ونفذ اثنا عشر بلداً (54.5%) حملة واحدة على الأقل على الصعيد الوطني للتوعية العامة بالنشاط البدني وتحفيز الناس على ممارسته، بما في ذلك حملات إعلامية جماهيرية بشأن تغيير السلوكيات الخاصة بالنشاط البدني. ومن هذه البلدان بلدان مرتفعة الدخل مثل دول مجلس التعاون الخليجي وجمهورية إيران الإسلامية.

ولا يزال جمع البيانات المتعلقة بالتغذية وتحليلها يُمثِّلان تحدياً في الإقليم. ويقتضي وضع سياسات فاعلة وإنفاذ المساءلة العمل بنُظُم فعّالة للترصد التغذوي والرصد والتقييم. ويُمثّل وضع خارطة طريق للعمل من أجل التصدي للسمنة أولوية أخرى للإقليم، وعزَّز هذه الأولوية توزيع وثيقة للمنظمة نُشرت مؤخراً تحت عنوان "أولويات السياسات المقترحة للوقاية من السمنة والسكري في إقليم شرق المتوسط" (2017) Proposed policy priorities for preventing obesity and diabetes in the Eastern Mediterranean Region.

الترصد والرصد والتقييم

في عام 2017، حددت 12 دولة عضواً غايات وطنية محددة الأجل للترصد والرصد والتقييم بناءً على إرشادات المنظمة. وواصلت البلدان تعزيز أنظمتها لترصد عوامل الخطر المرتبطة بالأمراض غير السارية من خلال تنفيذ النهج التدريجي الذي تتبعه المنظمة لترصد الأمراض غير السارية والنظام العالمي لترصد التبغ بمكوناته، والمسح العالمي للتبغ بين الشباب، والمسح العالمي للتبغ بين البالغين، والأسئلة المتعلقة بالتبغ في المسوح.

وتمكَّن المغرب وعُمان من استكمال جمع البيانات للنهج التدريجي للترصد على الصعيد الوطني، كما أدرجت عُمان بنجاح استبيان المسح العالمي للتبغ بين البالغين ضمن مسحها الوطني للنهج التدريجي للترصد، في حين استكملت مصر ولبنان والسودان تحليل البيانات من أجل مسوح النهج التدريجي للترصد التي تجريها على الصعيد الوطني. وأحرزت قطر والصومال تقدماً في وضع بروتوكول لتنفيذ نهج المنظمة التدريجي للترصد على الصعيد الوطني في أوائل عام 2018، في حين أدرجت الإمارات العربية المتحدة استبيان نهج المنظمة التدريجي للترصد ضمن المسح الصحي العالمي على الصعيد الوطني وشرعت في مرحلة جمع البيانات.

واختيرت باكستان، بموجب آلية تمويل من الجهات المانحة، لتنفيذ المسح العالمي للتبغ بين البالغين مع تكراره في عام 2018، في حين واصلت المملكة العربية السعودية جهودها لتنفيذ المسح العالمي للتبغ بين البالغين، واستكملت جمهورية إيران الإسلامية والكويت والمغرب وعُمان وفلسطين وتونس تحليل البيانات لتكرار المسح العالمي للتبغ بين الشباب. وتَلَقّى الأردن والجمهورية العربية السورية والإمارات العربية المتحدة، بالتعاون مع الوكالة الدولية لبحوث السرطان، تدريباً على برنامج CanReg5، وهو أداة مفتوحة المصدر لإدخال بيانات سجل السرطان وتخزينها وفحصها وتحليلها وفقاً للمعايير الدولية (المراجعة العاشرة للتصنيف الدولي للأمراض ICD-10).

واستكملت جميع البلدان في الإقليم بنجاح المسح الخاص بقدرات البلدان في مجال الأمراض غير السارية لعام 2017. وهذا المسح تقييم دوري للقدرات الوطنية في مجال الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها، وهو مُصمَّم لرصد التقدم المحرز في تنفيذ الإعلان السياسي للأمم المتحدة وإطار العمل الإقليمي بشأن الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها. ويتناول المسح البنية الأساسية للنُظُم الصحية والتمويل والسياسات والخطط والاستراتيجيات والترصد والرعاية الصحية الأولية والشراكات والتعاون متعدد الأطراف. وستُستَخدَم المعلومات المجمَّعة لتقييم التقدم الذي أحرزته البلدان في الجمعية العامة للأمم المتحدة وجمعية الصحة العالمية في عام 2018. وأُعِدت حالة إقليمية مُحدَّثة ومرتسمات قُطْرية بناءً على نتائج المسح الخاص بقدرات البلدان لعام 2017 بغية مساعدة البلدان في تحديد الفجوات والتحديات وسُبُل المضي قُدُماً.

الرعاية الصحية

وَسعَّت المنظمة في عام 2017 نطاق دعمها للبلدان في الإقليم لإعادة توجيه الخدمات الصحية لتحسين التدبير العلاجي للأمراض القلبية الوعائية والسرطان والسكري والأمراض التنفسية المزمنة وعوامل الخطر المرتبطة بها، مع التركيز على الرعاية الصحية الأولية بما في ذلك في أثناء الأزمات والطوارئ، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة وبرنامج التغطية الصحية الشاملة. وبالأخص، قُدم الدعم لوضع برامج وطنية لمكافحة السرطان وتنفيذها. وتحقق إنجاز مهم في تشرين الأول/أكتوبر بإقرار اللجنة الإقليمية لشرق المتوسط في دورتها الرابعة والستين إطار العمل الإقليمي للوقاية من السرطان ومكافحته.

كما قدمت المنظمة الإرشادات والدعم إلى البلدان من أجل التدبير العلاجي للأمراض غير السارية في الأزمات والطوارئ. ومن الإنجازات البارزة توزيع مجموعة الأدوات الطارئة الجديدة الخاصة بالمنظمة للتدبير العلاجي للأمراض غير السارية خلال حالات الطوارئ. وتضم مجموعة الأدوات الصحية الطارئة معدات طبية و22 دواءً أساسياً للأمراض المزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكري والأمراض التنفسية المزمنة وحالات مختارة من الصحة النفسية والحالات العصبية. كما تضم مجموعة الأدوات بروتوكولات لتدبير الأمراض غير السارية للعاملين في مجال الرعاية الصحية، بناءً على معايير المنظمة. وستكون مجموعة الأدوات الجديدة متاحة الآن في فهرس المنظمة لجميع البلدان التي تحتاج إليها. ومن المتوقع توسيع نطاق توزيع مجموعة الأدوات قريباً في البلدان الأخرى التي تواجه حالات طوارئ مثل العراق واليمن.

الصحة النفسية

في أعقاب إقرار اللجنة الإقليمية الإطار الإقليمي لتوسيع نطاق العمل في مجال رعاية الصحة النفسية في عام 2015، بدأ مجال الصحة النفسية وإدمان المواد يكتسب زخماً. وقد جُمِعت البيانات وبُوِّبت باستخدام استبيان أطلس الصحة النفسية من أجل رصد الغايات العالمية والإقليمية والإبلاغ عنها. ويجري منذ عام 2015 تقديم دورة إقليمية حول القيادة في مجال الصحة النفسية، تستضيفها سنوياً الجامعة الأمريكية بالقاهرة لتعزيز القدرة المؤسسية في البلدان.

واستهلت عدة بلدان تنفيذ برنامج عمل المنظمة بشأن رأب الفجوة في الصحة النفسية أو وسعت نطاق تنفيذه في عام 2017 لسد الفجوة العلاجية لمشكلات الصحة النفسية من خلال إدراجها ضمن الرعاية الصحية الأولية، ومن هذه البلدان أفغانستان ومصر والعراق والأردن ولبنان وليبيا وباكستان وفلسطين والصومال والجمهورية العربية السورية وتونس. وقدمت المنظمة الدعم إلى جمهورية إيران الإسلامية لمراجعة البرنامج الوطني للوقاية من الانتحار، وإلى أفغانستان وتونس لوضع برامجهما للوقاية من الانتحار، وإلى عُمان وقطر والإمارات العربية المتحدة لإعداد خططها الوطنية المعنية بالتوحد، وإلى قطر وتونس لوضع خطط معنية بالخرف، وإلى أفغانستان ولبنان والسودان لمراجعة التشريعات واللوائح القائمة الخاصة بالصحة النفسية وصياغة تشريعات ولوائح جديدة تُعنَى بالصحة النفسية. وسعياً إلى تحسين الصحة النفسية والوقاية من الاضطرابات النفسية، وُضِعت مجموعة من الخدمات الصحية النفسية المدرسية وجاري تجربتها في مصر وجمهورية إيران الإسلامية والأردن وباكستان والإمارات العربية المتحدة، وتُستَخدَم هذه المجموعة حالياً في أقاليم المنظمة الأخرى.

وخلال 2017، استمر تقديم الدعم التقني لتعزيز الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي للسكان في العراق وليبيا واليمن ولمن تأثروا بالأزمة السورية بالتنسيق والتعاون مع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية وأصحاب المصلحة الوطنيين والمؤسسات الأكاديمية، مع التركيز على تقييم الاحتياجات وبناء القدرات وتحسين الحصول على الخدمات. وأدى ذلك إلى إعداد دورة إقليمية عن الصحة النفسية وبناء القدرات في مجال الدعم النفسي والاجتماعي جرى تجربتها في المملكة العربية السعودية، وكان من ثمارها إعداد منهج دراسي لتعزيز قدرة الممرضات والممرضين العموميين على توفير رعاية الصحة النفسية، وجرى تجربة هذا المنهج في الجمهورية العربية السورية، كما أدى إلى الاختبار الميداني لحزمة التدخلات النفسية والاجتماعية التي يقدمها عاملون صحيون غير متخصصين في حالات الطوارئ، وشمل ذلك تجربة نسخة إلكترونية من هذه الحزمة في مصر والأردن ولبنان والجمهورية العربية السورية.

وقدمت المنظمة، بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، الدعم التقني لإنشاء خدمات العلاج ببدائل الأفيون في مصر والكويت وفلسطين، وتوسيع نطاق الخدمات في لبنان والمغرب والإمارات العربية المتحدة، واستعراض الاستراتيجيات الوطنية في العراق والأردن. فضلاً عن ذلك، انعقدت الحلقة العملية الإقليمية السنوية لبناء قدرات المديرين من المستوى المتوسط بشأن وضع سياسة معنية بتعاطي المواد وتقديم الخدمات. وتواصل المنظمة إسهامها في إجراء التجارب الميدانية لإصدارات مختلفة من الفصل 6 من المراجعة الحادية عشرة للتصنيف الدولي للأمراض (ICD-11) ومعايير علاج الاضطرابات الناجمة عن تعاطي المواد والوقاية منها.

وبالرغم من التقدم المحرز، لا تزال هناك تحديات، ولا تزال الصحة النفسية تعاني من قلة الاهتمام بها على المستوى السياسي وعلى مستوى الصحة العامة. ويؤدي الوصْم المرتبط بالصحة النفسية إلى التمييز في تخصيص الموارد وإعداد الخدمات، وتقديمها والاستفادة منها، وتظل الرعاية المؤسسية النموذج السائد للرعاية في أغلب البلدان، وهو ما يضيف شُحّ الموارد إلى عدم الكفاءة. وللتغلب على هذه التحديات، ستستمر المنظمة في تدعيم أواصر التعاون مع الشركاء الإقليميين والعالميين لتنفيذ الإطار الإقليمي لتوسيع نطاق العمل في مجال رعاية الصحة النفسية ولتعزيز المعرفة العامة بالصحة النفسية من خلال إعداد حزمة للتثقيف بالصحة النفسية وإطلاق حملات موجهة، والبناء على الزخم الذي أفرزته حملة يوم الصحة العالمي لعام 2017، وكان موضوعها الاكتئاب: دعونا نتحدث عنه.

 
Tailored antimicrobial resistance programmes to support behavioural change in the Region PDF طباعة

25 February 2018 – The WHO Regional Office, in collaboration with the Health Care Quality Management and Patient Safety Department of the Ministry of Health in Qatar, will launch a behavioural change pilot project to change behaviours driving the rise in antimicrobial resistance.  

A meeting of approximately 60 participants from Qatar representing various ministries concerned with antimicrobial resistance will be held on 25 February 2018 in Doha, Qatar.

The meeting will be followed by a 4-day training workshop from 26 February to 1 March 2018 for 25 participants from different departments of the Ministry of Health to build skills and knowledge on how to develop behavioral change interventions following a methodology known as tailoring antimicrobial resistance programmes developed by the regional antimicrobial reistance programme. The training workshop will equip participants with knowledge of how to collect evidence on behaviours that are driving antimicrobial resistance that can be used to build concept-specific interventions to change these behaviours.  

The pilot project is in line with the Global Action Plan on Antimicrobial Resistance that calls for countries to improve awareness and understanding of antimicrobial resistance through effective communication and training to optimize the use of antimicrobial agents. 

The methodology is based on the idea that behavioural change programmes must be based on an understanding of social and behaviuoral contexts. Knowledge alone does not change behaviour which is influenced by a number of factors, many of which are cultural and social. Therefore, mass campaigns with generic messages are often ineffective in leading behavioural change. The methodology is based on rapid assessment methods, focusing on understanding local behavioural drivers and identifying local solutions for change. The methodology has been modified from existing behavioural change guides to fit the regional context. The programme will initially be conducted for a period of 6 months. 

The results of the the project will inform Qatar on behavioural change programming and the WHO Regional Office will continue to provide technical support to Qatar to implement the project. 

 
مسابقة فنية PDF طباعة

تم تشجيع أطفال المدارس الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و 18 سنة في إقليم شرق المتوسط كي يقدموا رسومات أو لوحات حول موضوع يوم الصحة العالمي لعام 2012 وهو عن الشيخوخة والصحة. وقد شارك أكثر من 1000 طفل من 14 دولة من الإقليم في المنافسة، ومنحت الجوائز للفائزين في خمس مجموعات عمرية هي (8-9، 10-11، 12-13، 14-15 ، 16-18).

 


الصفحة 70 من 93