الصفحة الرئيسية
موارد المعلومات PDF طباعة

مصادر المعلومات

المقالات التي استعرضها الأقران

متلازمة الشرق الأوسط التنفسية: التقدم المحرز في الاستجابة العالمية، والتحديات المتبقية، وسُبُل المُضي قُدُمًا

النص الكامل

ظهور فيروس كورونا البشري الجديد: الآثار الصحية العامة في إقليم شرق المتوسط

الافتتاحية

ملحق خاص للمجلة الصحية لشرق المتوسط حول فيروس كورونا الجديد. المجلد 19، العدد التكميلي 1 (فيروس كورونا)

النص الكامل

حاله المعرفة والثغرات في البيانات المتعلقة بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية لدى البشر

النص الكامل

صحائف الحقائق والأسئلة والأجوبة

Public health measures for scaling up national preparedness for MERSتدابير الصحة العامة لتوسيع نطاق التأهُّب الوطني لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية

متلازمة الشرق الأوسط التنفسية - صحائف الوقائع

متلازمة الشرق الأوسط التنفسية - أسئلة وأجوبة

مقاطع الفيديو

حلقة عمل تدريبية لمجموعة عالمية من الخبراء بشأن متلازمة الشرق الأوسط التنفسية

فهم الرابط بين الإنسان والحيوان فيما يتعلق بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية

الملصقات

MERS-CoV poster - Adivce for the general public

نصائح للجمهور العام

الإنكليزية

العربية

الفرنسية

MERS-CoV poster - Adivce for hajj and umrah pilgrims

نصائح للمسافرين لأداء مناسك العمرة وفريضة الحج

الإنكليزية

العربية

الفرنسية

MERS-CoV poster - Adivce for health care workers

نصائح للعاملين الصحيين

الإنكليزية

العربية

الفرنسية

الإرشادات التقنية

تدابير الصحة العامة لتوسيع نطاق التأهُّب الوطني لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية

الترصُّد

المختبرات

تتبع المُخاَلِطين

التدبير العلاجي للحالات المصابة والوقاية من العدوى ومكافحتها

السفر والتجمُّعات الحاشدة

تقارير الاجتماعات

تقرير موجز عن الاجتماع العلمي الدولي بشأن متلازمة الشرق الأوسط التنفسية للفيروس التاجي (فيروس كورونا)، المكتب الإقليمي لشرق المتوسط، القاهرة، 5-6 أيار/مايو عام 2015

تقرير موجز عن الاجتماع التشاوري لتحديد البرنامج البحثي في الصحة العامة بشأن فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، الرياض، المملكة العربية السعودية، 2-3 آذار/مارس 2014

تقرير عن الاجتماع التشاوري لتحديد البرنامج البحثي في الصحة العامة بشأن فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، القاهرة، مصر، 15-16 كانون الأول/ديسمبر 2013

تقرير حول الاجتماع البُلداني حول فاشيات فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية في إقليم شرق المتوسط، القاهرة، مصر، 20-22 حزيران/يونيو 2013

 
التأهُّب للطوارئ والاستجابة لها PDF طباعة

لمحة عامة

شَهِدَ عام 2014 تصاعداً في حالات الطوارئ وما يصاحبها من احتياجات صحية للسكان المتضرِّرين في عدد من البلدان في الإقليم. ويتضرَّر ما مجموعه 58 مليون شخص من حالات الطوارئ في هذا الإقليم، من بينهم نحو 16 مليون لاجئ أو نازح داخلي. ويأتي أكثر من نصف عدد اللاجئين في العالم من ثلاثة بلدان تقع جميعها في إقليم شرق المتوسط (أفغانستان، والجمهورية العربية السورية، والصومال) تستضيفهم أربعة بلدان فقط (الأردن، وباكستان، وجمهورية إيران الإسلامية، ولبنان). وقد تضاعَف عدد اللاجئين في الأردن، وزاد عددهم ثلاث مرّات في لبنان، خلال 2014، جرّاء الأزمة السورية. ويشكِّل اللاجئون حالياً نسبة 25% من إجمالي عدد السكان في لبنان. وعلى الجانب الآخر، يستضيف الإقليم أيضاً العدد الأكبر من النازحين داخلياً، بسبب النزاعات الدائرة، وتأتي الجمهورية العربية السورية، والسودان، والعراق بين أكثر خمسة بلدان على مستوى العالم تستضيف النازحين داخلياً.

ففي العراق، كان نحو 5.2 ملايين شخص، من مختلف أنحاء البلاد، يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية مع حلول أيار/مايو 2015، منهم ما يزيد على 2.9 مليوناً من النازحين داخلياً، ما يمثِّل واحدة من أكبر حالات النزوح الداخلي للسكان في العالم. واعتباراً من كانون الأول/ديسمبر 2014، كان نحو 80% من المرافق الصحية في المحافظات التي تعاني من اختلال أمني، يعمل بشكل جزئي، بينما كان 4% من تلك المرافق متوقفاً تماماً عن العمل. وقد أدَّت مغادرة ما يقرب من نصف جميع العاملين الصحيين إلى إحداث فجوة في تقديم الرعاية الصحية الأولية، والعلاج الجراحي للإصابات، والرعاية التوليدية، في المناطق التي كان العنف متواصلاً فيها. وكانت الإمدادات من الأدوية والمعدات غير منتظمة بسبب عدم إمكانية الوصول إلى الطرق، وانقطاع الكهرباء أو نقص الوقود. وأدَّى التدفق الهائل والسريع للنازحين داخلياً في المحافظات الثلاث التي تُشكِّل إقليم كردستان إلى إنهاك النظام الصحي، وسبَّب نقصاً حاداً في المواد الطبية الأساسية، وأثقل كاهل المرافق الصحية. وفي ضوء النطاق غير المسبوق للصراع وشدة الأوضاع وتعقُّدها، أعلنت اللجنة الدائمة المشتَرَكة بين الوكالات، في آب/أغسطس 2014، الأزمة العراقية طارئة من المستوى الثالث، وهو ما يمثَّل المستوى الأعلى من حالات الطوارئ، وهي الثانية في الإقليم، بعد تصنيف الأزمة في الجمهورية العربية السورية كطارئة من المستوى الثالث في عام 2012.

وفي الجمهورية العربية السورية، وبحلول كانون الأول/ديسمبر 2014، ومرور ثلاث سنوات على الأزمة الدائرة، كان نحو 12.2 مليون شخص قد تضرروا داخل البلاد، من بينهم 7.6 ملايين من النازحين داخلياً، فضلاً عن 4.8 ملايين شخص يعيشون في مناطق يصعب الوصول إليها أو مناطق محاصرة. وهناك نحو 4 ملايين لاجئ إضافي يتّخذون من كل من الأردن، وتركيا، والعراق، ولبنان، ومصر ملاذاً لهم. وبنهاية آذار/مارس 2015، ذكرت التقارير أنه من 113 مستشفى عامة جرى تقييمها، هناك 44% تعمل بالكامل و36% منها تعمل بشكل جزئي، في حين توقّف 20% من هذه المستشفيات عن العمل. وأضحَت فُرص حصول السكان على الخدمات الأساسية محدودة بشكل متزايد، بما في ذلك الرعاية الصحية المنقذة للحياة، مع عدم مقدرة المرافق الصحية القادرة على العمل، على مواكبة الاحتياجات المتزايدة للسكان المتضررين في مناطق النزاع. وقد أدَّت الأوضاع المعيشية الشديدة الاكتظاظ، إلى جانب الانخفاض الكبير في التغطية الشاملة بالتطعيم، إلى جعل السكان معرَّضين بشكل متزايد للإصابة بالأمراض السارية كالحصبة والتيفود والسعال الديكي.

وفي آذار/مارس 2015، تصاعَد النزاع في اليمن ليصل العنف إلى 19 محافظة من المحافظات اليمنية البالغ عددها 22 محافظة. وبحلول حزيران/يونيو، كان ما يزيد على 20 مليون شخص قد تضرروا جرّاء ذلك، مع احتياج ما يناهز 15 مليون شخص إلى خدمات الرعاية الصحية. وفي أيار/مايو، تضاعف تقريباً عدد النازحين داخلياً ليتجاوز مليون شخص. وأدَّى النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية ونقص الوقود اللازم لتشغيل مولدات المستشفيات وللحفاظ على سلسلة التبريد اللازمة لحفظ اللقاحات إلى انهيار تدريجي للنظام الصحي. وأدَّى نقص الوقود أيضاً إلى عدم، أو قلة حصول ما يقدَّر بـ 9.4 مليون شخص على مياه مأمونة. وأوردت التقارير ارتفاعاً شديداً في الحالات المشتبه في إصابتها بالملاريا وحمّى الضنك، حيث وصل عدد الحالات المشتبهة إلى ما يزيد على 3000، بالإضافة إلى عدد من الوفيات. وأعاقَت صعوبة الوصول إلى المناطق المتضرِّرة منظمة الصحة العالمية وشركاءها عن إجراء تقييم للأوضاع، والقيام بتدابير مكافحة النواقل. وأوردت التقارير أيضاً استمرار وقوع عدد كبير من أمراض الإسهال والالتهاب الرئوي. وزاد التأخُّر في إجراء حملات التطعيم وإلغاؤها من خطر وقوع فاشيات للحصبة، كما يهدد ذلك بمعاودة دخول فيروس شلل الأطفال إلى البلاد، على الرغم من عدم الإبلاغ عن أي من حالات شلل الأطفال منذ حزيران/يونيو. وقد أتاحت هُدنة إنسانية، مدتها خمسة أيام، في أيار/مايو، قيام المنظمة وشركائها بتوسيع نطاق استجابتها في مختلف أنحاء البلاد، بَيْد أن الدعوات التي أُطلِقت من أجل هدنة ثانية في شهر رمضان المعظم قد باءت بالفشل.

وفي باكستان، أدَّت العمليات العسكرية في وكالة وزيرستان الشمالية إلى نزوح نحو 500.000 شخص، في حزيران/يونيو 2014، ليصل بذلك إجمالي عدد النازحين إلى نحو مليون شخص؛ 74% منهم نساء وأطفال. وأدَّى سوء الأحوال الجوية والمساكن المكتظة في المجتمعات المستضيفة لهؤلاء النازحين، فضلاً عن ضعف التغذية، إلى زيادة مخاطر الإصابة بالأمراض التي تنتقل عن طريق المياه كالكوليرا وغيرها من أمراض الإسهال، فضلاً عن الأمراض المنقولة بالهواء كالالتهاب الرئوي والحصبة.

وفي ليبيا، اندلعت اشتباكات، في حزيران/يونيو 2014، بين القوى المتناحرة في طرابلس وبنغازي. وبحلول كانون الأول/ ديسمبر 2014، كان ما يزيد على 2.5 مليون شخص في حاجة إلى مساعدة إنسانية، من بينهم نحو 400.000 من النازحين. وأدَّى نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، إلى جانب إجلاء العديد من القوى العاملة الصحية الدولية الموجودة بالبلاد، إلى ضُعف النظام الصحي وإلى إنهاك المرافق الصحية القادرة على العمل.

وفي فلسطين، تسبَّب 51 يوماً من القتال في غزة، خلال شهرَي تموز/يوليو و آب/ أغسطس 2014، في مقتل 2.333 فلسطينياً، وإصابة 15.788 آخرين، كما أدَّى إلى نزوح نحو نصف مليون شخص، وتدمير ما يصل إلى 22.000 منزل أو أنها باتت غير صالحة للسكن، مع بقاء نحو 100.000 شخص بلا مأوى مع نهاية العام. وقد سبَّب النزاع أضراراً واسعة النطاق للبنية الأساسية، بما في ذلك المستشفيات والعيادات وسيارات الإسعاف، فضلاً عن مرافق المياه والصرف الصحي، مما أدَّى إلى تقليص فُرَص الحصول على الخدمات الأساسية.

ومع تصاعُد النزاع المسلح في أفغانستان، من حيث الشدّة والنطاق الجغرافي، ارتفع عدد الأشخاص الذين هم في حاجة إلى الخدمات الصحية من 3.3 ملايين في عام 2013، إلى 5.4 ملايين في عام 2014. وما برح الصراع يسبب اضطراباً شديداً في تقديم الخدمات الصحية. ولايزال أكثر من 30% من سكان أفغانستان يفتقرون إلى الرعاية الصحية الأساسية أو يصعب حصولهم عليها.

وفي الصومال، حذَّرت الأمم المتحدة، في حزيران/يونيو 2014، من "حالة طوارئ إنسانية تلوح في الأفق"، حيث يفتقر نصف سكان البلاد تقريباً إلى الخدمات الأساسية، كما يحتاج نحو 3.2 مليون امرأة ورجل إلى خدمات صحية طارئة. وما يزال نظام الرعاية الصحية يعاني من الضعف، كما أن هناك نقصاً حاداً في العاملين الصحيين الأكفاء. ويُرى تأثير هذا النقص الحاصل في الخدمات الأساسية، أكثر ما يُرى، بين الأشخاص النازحين داخلياً الذين يتواصل تضررهم من فاشيات الأمراض الناجمة عن الظروف المعيشية المكتظة ونقص المرافق الصحية، ومحدودية الخدمات الصحية.

وتسبّبت الكوارث الطبيعية في حصد المزيد من الأرواح. ففي أيلول/سبتمبر 2014، تسبّب الفيضان في السودان، في تشريد أكثر من 320.000 من الرجال والنساء والأطفال، في حين تضرر نحو 1.8 مليون شخص في باكستان جرَّاء الأمطار الموسمية والفيضانات، التي أسفرت عن وفاة 282 شخصا وإصابة 489 آخرين. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 42.000 منزل تعرَّضت لأضرار أو أنها دُمِّرت، في حين غمرت المياه ما يُقدَّر بـ 976.5 مليون هكتار من الأراضي الزراعية، في وقت كانت المحاصيل فيه شبه جاهزة للحصاد. وكانت بعض المناطق المتضرِّرة من بين تلك التي تعرَّضت من قَبْل للفيضان في عام 2013.

وتقوم المنظمة بحشد كل إمكاناتها من أجل الاستجابة لمقتضيات حالات الطوارئ المذكورة آنفاً، وذلك من خلال قيادتها لأعمال المجموعة المعنية بالخدمات الصحية الإنسانية، وتنفيذ المهام المنوطة بها في مجال تعزيز ترصُّد الأمراض، ونُظُم الإنذار المبكِّر، وتعزيز وظائف الصحة العمومية الأخرى، بما في ذلك مكافحة الفاشيات المرضية والتمنيع والمساعدة على استمرار خدمات الرعاية الصحية الأولية والخدمات المنقذة للحياة.

التحدّيات واستجابة منظمة الصحة العالمية للطوارئ في الإقليم

تمثَّل محدودية القدرة على الوصول إلى المناطق المتضرِّرة، بسبب انعدام الأمن، واحداً من أكبر التحدّيات التي تعوق قدرة المنظمة على الاستجابة لمقتضيات الطوارئ. ففي الجمهورية العربية السورية، استوجَبَت القدرة المحدودة على الوصول إلى تلك المناطق إيجاد حلول أكثر ابتكاراً من أجل الوصول إلى السكان الذين هم في حاجة إلى الخدمات. وفي اليمن، تسببت قيود الدخول إلى البلاد عبر أي من الموانئ، في تأخير تسليم الإمدادات من المستلزمات الصحية التي تَمَسُّ الحاجة إليها. وحتى داخل البلاد، تَسَبَّب العنف وانعدام الأمن في جعل الوصول إلى بعض المناطق أمراً غير ممكن الحدوث، وزاد من مخاطر وقوع أمراض مثل الملاريا وحمّى الضنك، في ظل عدم حصول المرضى على الرعاية الصحية، وبالتالي عدم تشخيص المرض وتلقِّي العلاج في الوقت المناسب. ومن بين التحدّيات الأخرى الإضافية، الهجمات المتكرِّرة التي تستهدف العاملين في الرعاية الصحية والمرافق الصحية والبنية الأساسية الصحية. وقد أدان المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية علناً في عام 2014 مثل هذه الهجمات التي وقعَت في أفغانستان، وفلسطين، والجمهورية العربية السورية، والسودان، والعراق، واليمن. وعلى جانب آخر، شكَّل أيضاً غياب التمويل المستدام للصحة في ما يختص بالاستجابة للطوارئ، تحدّياً رئيسياً يحدّ من قدرات المنظمة وشركائها في مجال الصحة على الاستجابة، ويُنذر بخطر إغلاق الخدمات والبرامج الصحية القائمة. ففي عام 2014، وَقَف مستوى تمويل الصحة في هذا الإقليم عند نسبة 45.6%، في حين كانت نسبة تمويل التنسيق 84.8%، والغذاء بنسبة 61.8%. وعلى الرغم من تزايُد الاحتياجات، فلم تتجاوز نسبة تمويل الصحة لعام 2015 نسبة 12.5% حتى أيار/مايو. ويتواصَل اعتماد البلدان التي تَمُرّ بأزمات اعتماداً كبيراً على المساعدات الإنسانية والمالية الخارجية، والتي قد لا تصل دائماً عندما تكون تلك البلدان في أشد الحاجة إليها.

وعلى حين زادت الاحتياجات في مجال رعاية الإصابات والرضوح، فإن القدرات تتناقص بين الشركاء لتلبية هذه الاحتياجات، وذلك بسبب انعدام الأمن. ففي الجمهورية العربية السورية، حيث تعرَّض مليون شخص لإصابات خلال الربع الأول من عام 2015، اضطر الشركاء في مجال الصحة إلى الانسحاب الكامل من المناطق "الساخنة"، تاركين وراءهم هوَّة عميقة في مجال تقديم رعاية الإصابات والرضوح. وكذلك، فإن التحرُّكات الجماعية للسكان، مقرونة بانخفاض معدّلات التمنيع ونقص اللقاحات، تُعرِّض الإقليم بأكمله لخطر وقوع الفاشيات المرضية. وقد أدَّى انتشار شلل الأطفال والحصبة في الجمهورية العربية السورية، نتيجة للأزمة الدائرة فيها، إلى عودة دخول شلل الأطفال إلى العراق في عام 2014 بعد مرور 14 عاماً على خلوِّه من هذا الداء.

ومن بين التحدّيات التشغيلية التي واجهتها المنظمة والشركاء في مجال الصحة، الاضطراب الحاصل في النُظُم الصحية، ووجود أعداد متزايدة من المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية الإصابات والرضوح (ولاسيَّما في المناطق التي يصعب الوصول إليها)، والأعداد المتنامية من النازحين داخلياً، والنقص الحاد في القوى العاملة الصحية؛ حيث هرب العاملون الصحيون مع أسرهم، واضطراب نُظُم الإحالة نتيجة لانعدام الأمن وقطع الطرق والنقص الحاد في الأدوية واللقاحات الأساسية. وزادت التحرُّكات السكانية الجماعية من مخاطر الإصابة بالأمراض السارية، في ضوء سعي النازحين داخلياً إلى إيجاد ملاذ لهم داخل المخيمات والأماكن العامة المكتظة. كما زادت الأضرار التي لحقت بالبنية الأساسية لمرافق المياه والنظافة العامة من مخاطر الإصابة بالأمراض التي تنتقل عن طريق المياه. وتعرَّضَت نُظُم ترصُّد الأمراض لاضطراب بسبب القدر المحدود من البيانات والمعلومات التي تصل إليها. واضطر المرضى المصابون بأمراض غير سارية مزمنة إلى البحث عن أماكن بديلة لتلقِّي العلاج، حيث أغلَقَت المرافق الصحية أبوابها أو أعلَنَت عن نقص الأدوية الأساسية لديها. وازدادت أيضاً الاحتياجات الخاصة بالصحة النفسية نتيجة للعنف الدائر.

وفي أعقاب تصنيف الأزمة في العراق في المستوى الثالث، وهو ما يعني استجابة المنظمات على مستوى العالم، تم تعزيز قدرات مكتب المنظمة القُطري بنشر أكثر من 21 موظفاً دولياً لديهم خبرات في جميع المجالات وذلك بحلول أيار/مايو، وإنشاء محاور و/أو مراكز اتصال للمنظمة في جميع المحافظات الـتسع عشرة. وقامت المنظمة، بتمويل من المملكة العربية السعودية، بشراء وتشغيل 10 عيادات متنقلة في شمال العراق تغطي احتياجات 300.000 من النازحين داخلياً والمجتمعات المستضيفة لهم. ويأتي هذا المشروع في إطار استجابة المنظمة الأوسع نطاقاً لتقديم حزمة أساسية من خدمات الرعاية الصحية الأولية والثانوية، في الوقت المناسب. ومع حلول أيار/مايو 2015، كان قد تم توفير الإمكانية لـ 3.5 مليون شخص في العراق للحصول المباشر على الأدوية الأساسية والأجهزة الطبية التي قامت المنظمة بشرائها والتجهيز بها.

وتأكَّد، في مطلع عام 2014، وجود حالتين من شلل الأطفال في العراق. وقد تمكَّنت المنظمة، جنباً إلى جنب مع الشركاء في مجال الصحة، من المؤسسات الوطنية ومن الوكالات التابعة للأمم المتحدة، من تطعيم أكثر من 5 ملايين طفل ضد شلل الأطفال، في ثلاث حملات تمنيع وطنية، وذلك بحلول أيار/مايو 2015.

وفي الجمهورية العربية السورية، وفَّرَت المنظمة العلاج الطبي، في عام 2014، لأكثر من 13.8 مليون شخص ممن يحتاجون إليه في مختلف أنحاء البلاد، مع توزع أكثر من 32% من تلك المعالجات في المناطق التي يصعب الوصول إليها، وتلك التي تسيطر عليها المعارضة. كما حشدت المنظمة أيضاً أكثر من 17.000 من العاملين في الرعاية الصحية لتطعيم نحو 2.9 مليون طفل ضد شلل الأطفال، من خلال 10 حملات للتمنيع، كما تم تطعيم 1.1 مليون طفل ضد الحصبة.

وفي اليمن، وزَّعَت المنظمة، في الفترة ما بين آذار/مارس و حزيران/يونيو2015، ما يقرب من 130 طناً من الأدوية والمستلزمات الطبية، وأكثر من 500.000 لتر من الوقود لضمان استمرار عمل المستشفيات الرئيسية ومستودعات اللقاحات وسيارات الإسعاف والمختبرات الوطنية ومراكز الكلى والأورام والمراكز الصحية في 13 محافظة، تصل خدماتها لأكثر من 4.7 مليون مستفيد، بمن فيهم 700.000 من النازحين داخلياً، و140.000 من الأطفال دون سن الخامسة. ووفَّرت المنظمة أيضاً المياه المأمونة، ومجموعات من لوازم النظافة الصحية والمستلزمات للمرافق الصحية وللنازحين داخلياً الذين تستضيفهم المجتمعات المتضرِّرة. كما وفَّرت خدمات نقل المياه بالشاحنات إلى المرافق الصحية وإلى المجتمعات التي ترتفع فيها أعداد النازحين داخلياً. ووفرت المنظمة كذلك أدوية السل والملاريا، ودعمَت الاستجابة للفاشيات المرضية ومكافحتها.

وقامت المنظمة، إبَّان الصراع في غزّة وما بعده، بتيسير تسليم الأدوية والمستلزمات الطبية للمستشفيات والمرافق الصحية، لصالح مئات الآلاف من المرضى. وأعيد تفعيل نظام المجموعات الصحية تحت قيادة المنظمة، جنباً إلى جنب مع وزارة الصحة. وتولت المنظمة إجراء العنصر الخاص بالصحة في التقييم المتعدد المجموعات، وقادت مجموعة الصحة لاستكمال التقييم المشترك للقطاع الصحي. وعلى الرغم من النزاع الدائر، فقد حرصَت المنظمة على تواصُل الدعوة إلى تمكين المرضى الذين لديهم إحالات إلى الخارج، كما أنها تعمل على مستوى السياسات من أجل تيسير حصول المرضى على ذلك.

إدارة المخاطر الصحية

أقرَّت اللجنة الإقليمية أهمية الحاجة إلى تعزيز التأهُّب للطوارئ والاستجابة لمقتضياتها من خلال اعتماد نَهْج مواجهة جميع الأخطار، واتباع نَهْج متعدد القطاعات (ش م/ل إ 61/ق-1)، وطلبت تعزيز الدعم التقني من جانب المنظمة من أجل تعزيز القدرات الوطنية لإدارة مخاطر الطوارئ. ومع نهاية 2014، كان 19 بلداً قد تلقَّى دعماً في مجال مراجعة خططها الوطنية القائمة الخاصة بالتأهُّب للطوارئ والاستجابة لها، بهدف اعتماد النَهْج الشامل في هذا الشأن. وقد أكمل بَلَدان، حتى الآن خططهما الوطنية للتأهُّب لجميع مخاطر الطوارئ والاستجابة لها في ما يتعلق بالصحة. وفي إطار دعم عملية التخطيط، تم تجريب البروتوكول الشامل لتقييم المخاطر المرتبطة بجميع الأخطار في جمهورية إيران الإسلامية، بالإضافة إلى إجراء تحليل شامل لدرجة التأثُّر بالمخاطر. وفي أفغانستان، تم، بالتعاون مع الشركاء، تعزيز القدرات في مجال التدبير العلاجي للإصابات الجماعية.

وتمكَّنت المنظمة، في عام 2014، من إنجاز أعمالها في حالات الطوارئ في هذا الإقليم، بفضل الدعم الذي قُدِّم من العديد من الدول المانحة، ومن بينها أستراليا، وكندا، والصين، والمفوضية الأوروبية، وفنلندا، وإيطاليا، واليابان، وكوريا، والكويت، والنرويج، والاتحاد الروسي، والمملكة العربية السعودية، وسويسرا، وتركيا، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية.

تنفيذ الاستراتيجيات التي أقرتها اللجنة الإقليمية

أُحرز تقدُّم في ما يتعلق بتنفيذ القرارات التي اعتمدتها اللجنة الإقليمية. فقد شُرع في عملية إنشاء صندوق إقليمي للتضامُن في حالات الطوارئ، بهدف ضمان تمويل يمكن التنبؤ به للاستجابات المفاجئة/السريعة للكوارث الطبيعية أو التي هي من صنع الإنسان، التي قد تقع في الإقليم. وقد شددت اللجنة الإقليمية على أهمية هذا الأمر، وحثّت الدول الأعضاء على المساهمة في الصندوق بتخصيص نسبة لا تقل عن 1% من ميزانية المنظمة التي تُخصَّص للبلدان، إلى جانب أي مساهمات طوعية أخرى متى أمكن.

وسعياً لهدف إنشاء قائمة إقليمية تَضُم خبراء أكفاء يكونون قادرين على الاستجابة بالسرعة والفاعلية المطلوبة لمقتضيات أي حالة من حالات الطوارئ، بما في ذلك فاشيات الأمراض، فقد تم دعم بناء القدرات في مراكز الاتصال المعنية بحالات الطوارئ، للتدرب على الاستجابة في حالات الطوارئ المفاجئة، وسيتواصل دعم هذه الأنشطة بصفة سنوية. وبُغْيَة ضمان شراء المستلزمات والمعدات الطبية الحيوية، وتوفيرها في الوقت المناسب، للبلدان التي تَمُرّ بحالات طوارئ في الإقليم وما وراءه، فقد أتمَّت المنظمة اتفاقاً مع حكومة الإمارات العربية المتحدة لإنشاء مركز مخصص للعمليات الإنسانية/الخدمات اللوجستية للمنظمة.

وستواصِل المنظمة العمل مع الدول الأعضاء من أجل تعزيز قدرات النُظُم الصحية لمنع وقوع الطوارئ والأزمات، والتخفيف من أثرها، والتأهُّب والاستجابة لها، والتعافي منها، باتباع نهج متعدِّد القطاعات يراعي الصحة كمنظومة متكاملة، مع التركيز بوجه خاص على تعزيز القدرات التقنية في مجال التأهُّب.

 
تنفيذ الإصلاحات الإدارية لمنظمة الصحة العالمية PDF طباعة

البرامج ووضع الأولويات

واصَلَت المنظمة تعزيز تنفيذها للإصلاح في مجالَيْ استراتيجية البرامج ووضع الأولويات، بهدف تحسين الحصائل الصحية على الصعيدين العالمي والإقليمي من خلال التركيز على ما تتمتع به المنظمة من مزايا نسبية. ومن جانبه، دعم المكتب الإقليمي الجوانب الاستراتيجية لعمل المنظمة على المستوى القُطري من خلال الاتصال المنتظم بالمكاتب القُطرية للمنظمة والجهات صاحبة المصلحة المعنية في الإقليم بشأن إعداد استراتيجيات التعاون القُطري ورصد تنفيذها وتقييمها. وأُعلِن عن البدء في تنفيذ دلائل إرشادية جديدة لاستراتيجيات التعاون القُطري. كما وضِعت مجموعة رائدة أولية من أربعة بلدان، وقُدِّم لها التدريب على استخدام هذه الدلائل الإرشادية الجديدة، التي تؤيد تعزيز الملكية الوطنية للاستراتيجيات وتدعم إجراء عملية تشاورية وشاملة للجميع عند التفاوض بشأن هذه الاستراتيجيات وإعدادها. كما عزَّز المكتب الإقليمي إقامة الشراكات مع المؤسسات الأخرى مثل جامعة الدول العربية، ومجموعة الأمم المتحدة الإنمائية الإقليمية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومنظمات وهيئات الأمم المتحدة الإقليمية ونُفِّذت عملية التخطيط التشغيلي من القاعدة إلى القمة في وقت مناسب قبل انطلاق الحوار الخاص بتمويل منظمة الصحة العالمية الذي عُقِد في تشرين الثاني/نوفمبر 2015، ومِن ثَم كان من الممكن البدء في تنفيذ هذا التخطيط في وقت مبكر بدرجة متساوية بالنسبة للثنائية 2016-2017.

وأظهرت نتائج التقارير التي أُعِدت عند نهاية الثنائية حول تقييم أداء الميزانية البرمجية للثنائية 2014-2015 أن الميزانية الأساسية الإقليمية، وقيمتها 268 مليون دولار أمريكي، قد تم تمويلها عند مستوى 84% في حين مُوِّل 89% من الميزانية الـمُخصَّصة لحالات الطوارئ وقدرها 585 مليون دولار أمريكي. وبلغ استخدام الميزانية البرمجية الأساسية (المصروفات والأعباء) 83%، كما وصل استخدام التمويل الفعلي المتاح إلى 99%. أما استخدام الميزانية في برنامج الطوارئ بالنسبة للإقليم فقد بلغ 85% في المجمل، ووصل استخدام التمويل إلى 96%، ليرتفع بذلك إجمالي استخدام المنظمة للتمويل على المستوى الإقليمي إلى 97% بنهاية الثنائية. وشهد الاستثمار في الأعمال التي تحظى بالأولوية على المستوى القُطري ضخ 85% من التمويل المرن الـمُخصَّص للأولويات القُطرية.

كما ارتفع كذلك إنجاز النواتج التقنية، لا سيّما عند النظر إليها في مقابل الجهود المتواصلة التي تبذلها المكاتب الإقليمية والمكاتب القُطرية من أجل الاستجابة لأوضاع الطوارئ المدفوعة بالأحداث، مع إنجاز 78% من النواتج إنجازاً كاملاً، أما النسبة المتبقية وقدرها 22% فقد أُنجِزت جزئياً.

لقد كان المكتب الإقليمي شريكاً فاعلاً في تعزيز شبكات الفئات ومجالات البرامج العالمية التي أسهمت في تحقيق الترابط البرنامجي والتقني على المستويات العالمية والإقليمية والقُطرية. ولعب كل من شبكات الفئات ومجالات البرامج دوراً رئيسياً في المواءمة بين الأولويات الـمُستقاة من عملية التخطيط على المستوى القُطري من القاعدة إلى القمة والالتزامات المنبثقة، ضمن جملة أمور، من القرارات الإقليمية والعالمية، على النحو الذي يضمن أن تكون خطط العمل شاملة ومكتمِلة.

وتمهيداً لإقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر 2015 لخطة التنمية الجديدة للفترة 2016-2030 التي تم الإعراب عنها في صورة 17 هدفاً من أهداف التنمية المستدامة، منها هدف خاص بالصحة (الهدف 3) تندرج تحته 13 غاية، شرع المكتب الإقليمي في العمل على إعداد الخطط من أجل معالجة جدول الأعمال غير الـمُنجَزة من الأهداف الإنمائية للألفية وتنفيذ خطة أهداف التنمية المستدامة المتكاملة. وقد عُرِضت ورقة حول هذا الموضوع على اللجنة الإقليمية في دورتها الثانية والستين.

وفي إطار الاستعراضات البرنامجية الدورية المستمرة، عُقِدت مشاورة للخبراء في مطلع عام 2016 حول البرنامج العربي العالمي. واستعرض المشاركون في هذه المشاورة، ممن لديهم خبرة في مجالات الترجمة والنشر والصحة العمومية، عمل البرنامج وما حققه من إنجازاتٍ على مدار العِقْدين الماضيين. وأوصى المشاركون بضرورة تركيز موارد البرنامج العربي العالمي على ترجمة إصدارات المنظمة التي تدور حول المجالات الاستراتيجية ذات الأولوية، وعلى تحديث المعجم الطبي الموحد، وذلك مع مراعاة السياق الحالي والضغوط الملقاة على الموارد المتاحة والحاجة إلى تيسير التركيز الاستراتيجي للبرنامج.

الحَوْكَمة

حفاظاً على ما جرت به العادة في السنوات القليلة الماضية، عُقِد قبيل جمعية الصحة العالمية اجتماع رفيع المستوى ضم وزراء الصحة وممثِّلي الدول الأعضاء والبعثات الدائمة في جنيف. وما فتِئت هذه الاجتماعات تتيح فرصةً سانحةً يتم فيها مع وزراء الصحة وكبار المسؤولين الحكوميين استعراض التقدُّم الـمُحرَز في بلوغ الأولويات الرئيسية منذ اللجنة الإقليمية السابقة، وتعزيز مشاركة الدول الأعضاء في المناقشات العالمية الدائرة حول الصحة وإصلاح منظمة الصحة العالمية. كما أتاحت الاجتماعات اليومية التي عُقِدت أثناء المجلس التنفيذي وجمعية الصحة العالمية فرصاً إضافية للدول الأعضاء بإقليم شرق المتوسط حتى تتفاعل وتتفق على المواقف المشتركة التي تؤثِّر على الإقليم.

وأقرَّت اللجنة الإقليمية، في دورتها الثانية والستين التي عُقِدت في تشرين الأول/أكتوبر 2015، خمسة قرارات تتعلق بالأولويات الاستراتيجية للإقليم. وقد خُصِّص اليوم السابق على انطلاق اللجنة الإقليمية مباشرة لعقْد اجتماعات تقنية تناقش القضايا الجارية التي تحظى بالأهمية. وعُرِضت النتائج التي أسفرت عنها المناقشات على اللجنة الإقليمية للتباحث بشأنها أكثر، متى كان ذلك ملائماً. وهذه الآلية، التي تنبثق عن النظام الداخلي الـمُنقَّح الذي اعتمدته اللجنة الإقليمية في دورتها التاسعة والخمسين، أثبتت التجربة أنها منتدًى مفيدٌ لإجراء مناقشات تقنية رفيعة المستوى مع الدول الأعضاء.

الإدارة

واصَل المكتب الإقليمي إعداد أدوات أساسية من أجل تعزيز عملية إصلاح المنظمة، مع إيلاء اهتمام خاص إلى الإصلاح الإداري، وذلك من خلال العمل عن كثب مع جميع المستويات الأخرى للمنظمة بغية تحقيق الأهداف الواردة في برنامج العمل العام الثاني عشر. كما استمر المكتب الإقليمي في تحسين قُدراته على التخطيط والتنبؤ والتنفيذ والرصد والتقييم بهدف رفع كفاءة الاستفادة من الموارد المحدودة وتوزيعها بكفاءة أكثر، حتى تكون المنظمة أوفى بالغرض المنشود منها في الإقليم.

وقد عزَّز المكتب الإقليمي ثقافة المساءلة استكمالاً للإجراءات الإدارية المرتبطة بعملية الإصلاح والتي تتصل بتنقُّل الموظفين وتناوبهم، وإدارة الأداء، وتخطيط الموارد البشرية وإدارتها. وتمحورت جهود التحسين حول المساءلة والضوابط مع التركيز على المجالات الخمس للامتثال التي ورد ذكرها مراراً وتكراراً في ملاحظات عمليات المراجعة الداخلية والخارجية التي أُجريت في السنوات السابقة؛ وهذه المجالات الخمس هي: المساهمات المالية المباشرة، والتنفيذ المباشر، وأوامر شراء السلف، وقوائم جرد الأصول، والترتيبات التعاقدية لغير الموظفين. وجرى رصد هذه المجالات بدقة طيلة العام من خلال أدوات لمتابعة الامتثال كل شهر. وبنهاية العام تحقق بالكامل الهدف الـمُتمثِّل في تقليل ملاحظات عمليات المراجعة إلى أدنى حد وإقفال جميع ملاحظات عمليات المراجعة التي لم تُقفَل منذ مدة طويلة، إذ أُقفِل أكثر من 230 توصية من توصيات المراجعة. حصل ذلك في الوقت الذي رحَّب فيه المكتب الإقليمي بعددٍ غير مسبوق من بعثات المراجعة إلى الإقليم (سبع بعثات أُوفِدت بعثتان منها إلى المكتب الإقليمي) خلال السنة نفسها. وانتهت جميع عمليات المراجعة إلى تقديرات إما مُرضية أو مُرضية جزئياً، مما يُظهِر تحسُّناً واضحاً في تنفيذ الضوابط مقارنة بالعام الماضي، والتزاماً عميقاً بعدم التسامح نهائياً مع أي حالة من حالات عدم الامتثال عبر الإقليم.

ونفَّذ المكتب الإقليمي عدداً من المبادرات خلال الثنائيتين الفائتتين التي ثبتت جدواها للأقاليم الأخرى أيضاً. ومن هذه المبادرات: تحديد دور خاص للامتثال وإدارة المخاطر؛ وتحسين رصد الامتثال وإعداد التقارير من خلال أدوات المتابعة؛ وإبرام اتفاقات المساءلة مع مديري مراكز الميزانية والمسؤولين الإداريين ترتبط بآليات إدارة الأداء؛ واستبيانات التقييم الذاتي للمديرين دعماً لتأكيدات الإدارة بشأن الرقابة الداخلية؛ ومبادرات بناء القُدُرات مثل برنامج التدريب المتكامل لمراكز الميزانية ومنتديات الامتثال والكثير من المبادرات التوعوية الأخرى؛ وتنفيذ المشروعات الرائدة كأساس للاستعراضات البرنامجية والإدارية؛ وإنشاء قُدرات دعم إضافية لتلبية الاحتياجات المفاجئة مع إيلاء اهتمام خاص إلى البلدان التي تشهد حالات طوارئ؛ والقيام بزيارات مُوجَّهة إلى البلدان من أجل تقديم الدعم الميداني؛ وتعزيز الدعم الإداري الـمُقدَّم لأغراض التأهُّب للطوارئ والاستجابة لها، بما في ذلك إنشاء صندوق تضامن إقليمي.

وسوف تتصدَّى المنظمة لعددٍ من التحدِّيات النوعية خلال الثنائية 2016-2017 منها الحاجة إلى بناء قُدرات المؤسسات لدعم الدول الأعضاء حتى تظل متوائمة مع المتطلبات المتغيرة؛ وتعزيز وجهات النظر على المستوى القُطري في الاستجابة لحالات الطوارئ الحادة والممتدة؛ والنظر في نشر فرق الاستجابة للطوارئ وتنفيذ الأعمال على أساس مبدأ عدم الندم؛ وإنشاء سجل للمخاطر الإقليمية إضافة إلى سجل المخاطر المؤسسية؛ ومواصلة التحسين في المساءلة والضوابط على النحو الوارد في الأُطر التنظيمية.

 

فنيّ يحمل حاوية للمياه تحتوي على بيض بعوض الزاعجة المصرية

وسائل انتقال العدوى

ينتقل فيروس زيكا للناس عن طريق لدغة البعوضة المصابة، وينتقل أساساً عن طريق بعوض الزاعجة المصرية في المناطق المدارية. وهو نفس البعوض الذي ينقل حمى الضنك وداء شيكونغونيا والحمى الصفراء. ويوجد البعوض الناقل في 8 بلدان من إقليم شرق المتوسط هي: جيبوتي، ومصر، وعمان، وباكستان، والمملكة العربية السعودية، والصومال، والسودان، واليمن. ومع ذلك، لم يبلغ أي بلد في الإقليم حتى أيار/مايو 2016 عن انتقال العدوى محليًا أو وفود فيروس زيكا من الخارج، ولكن ينبغي للبلدان مراعاة اليقظة للحيلولة دون انتشار الفيروس حال وصوله إلى الإقليم. ويحتاج الترصد الوبائي والمختبري وترصد ناقلات المرض إلى التعزيز في جميع هذه البلدان حتى يمكن اكتشاف أي علامة على حدوث انتقال محلي للمرض أو وفوده من الخارج.

عدد البلدان المتضررة

منذ أعلنت منظمة الصحة العالمية، في 1 شباط/فبراير 2016، عن أن المجموعات المصابة بصغر الرأس والتي يعتقد أنها ترتبط بالإصابة بفيروس زيكا تُعدُّ طارئة صحية عمومية مثيرة للقلق الدولي، استمرت الحالات في الزيادة في البلدان المعروف وجود البعوض الناقل فيها. واعتبارًا من أيار/مايو 2016، أبلغت مجموعة من 60 بلدًا ومنطقة عن انتقال العدوى بفيروس زيكا، منها 46 بلدًا شهدت فاشية فيروس زيكا لأول مرة منذ عام 2015، ولا توجد أية أدلة سابقة على سريان العدوى فيها. وبرغم الإبلاغ عن الانخفاض في حالات الإصابة بعدوى فيروس زيكا في بعض البلدان أو في بعض أجزاء من البلدان، فإنه لم يحدث انخفاض عام في الفاشية، وظل تقييم المخاطر العالمية الشاملة المرتبطة بالفيروس بدون تغيير.

وفي الآونة الأخيرة، أُبلغ عن فاشية لفيروس زيكا في الرأس الأخضر وأظهر التحليل التسلسلي للفيروس أنه نفس الفيروس الذي ينتشر في البرازيل. وهذا دليل واضح على أن فيروس زيكا يمكنه الانتشار على الصعيد الدولي، وإنشاء سلسلة انتقال جديدة في المناطق التي يوجد فيها الناقل.

متلازمة صغر الرأس ومتلازمة غيلان-باريه

لا يوجد توافق دولي في الآراء العلمية حول كون فيروس زيكا هو المسبّب لصغر الرأس ومتلازمة غيلان-باريه. واعتبارًا من أيار/مايو 2016، ذكر عدد من البلدان والمناطق أن صغر الرأس وتشوهات الجهاز العصبي المركزي الأخرى من المحتمل أنهم يرتبطون بعدوى فيروس زيكا أو يشيرون إلى وقوع عدوى خلقية بالفيروس. وبخلاف إمكانية انتقال العدوى بالبعوض، فإن هناك بلاغات أيضًا عن حدوث انتقال للعدوى بالفيروس من شخص إلى شخص وتقع أساسًا من خلال الانتقال الجنسي.

وقد نصح بعض البلدان في القارة الأمريكية اللاتينية النساء بتأجيل الحمل حتى يتسنى فهم هذه المخاطر الصحية الوخيمة على نحو أفضل. وفي 1 شباط/فبراير 2016، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن أن المجموعة الأخيرة من الاضطرابات العصبية وتشوهات المواليد التي أبلغ عنها في الأمريكتين تمثل طارئة صحية عمومية مثيرة للقلق الدولي، ودعت إلى تصدٍ عالمي لانتشار العدوى بفيروس زيكا.

الأعراض

لا تظهر الأعراض إلا على 20% فقط من المصابين بعدوى فيروس زيكا، وهي تشمل الحمى الخفيفة والطفح الجلدي وإحمرار العيون. وتستمر هذه الأعراض عادة لمدة 2-7 أيام. ولا يوجد لقاح للوقاية من الإصابة بفيروس زيكا، كما لا يتوفر أي علاج مُحَدّد مضاد للفيروس.

المواقع ذات الصلة

خطة التأهب لمواجهة فيروس زيكا في إقليم شرق المتوسط

خطة التأهب لمواجهة فيروس زيكا في إقليم شرق المتوسط [نشرة إعلامية]

ما هي الطارئة الصحية العمومية المثيرة للقلق الدولي؟

التغطية الكاملة لحالة مرض فيروس زيكا

المواد الأعلامية

Zika virus: we can prevent it (message for general public)

فيروس زيكا: نستطيع أن نقي أنفسنا منه
اللغة الإنجليزية | اللغة العربية | الفرنسية


zika_message_for_health_workers

معلوات يجب أن يعرفها العاملون في مجال الرعاية الصحية عن فيروس زيكا
اللغة الإنجليزية | اللغة العربية | الفرنسية 


zika_message_for_pregnant_women

معلومات يجب أن تعرفها الحوامل عن فيروس زيكا
اللغة الإنجليزية | اللغة العربية | الفرنسية

» موارد أخرى

 
تعزيز النُظم الصحية PDF طباعة

الوضع في عام 2012‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

كانت الحاجة إلى تعزيز النظم الصحية واضحة وضوحاً شديداً في عام 2012 ولم تزل هكذا إلى يومنا هذا، حيث شاعت أوجه الإجحاف الصحي، ليس فقط في بلدان المجموعتين الثانية والثالثة، ولكن في بلدان المجموعة الأولى أيضاً . وتتصاعد وتيرة التعرض للمخاطر الصحية، وبالأخص لأهم الأسباب المؤدية إلى الأمراض غير السارية، التي تُعدُّ بدورها السبب الرئيسي للوفاة في الإقليم. كما أن تكاليف الرعاية الصحية آخذة في التزايد مع انخفاض التغطية بالتأمين الصحي، مما يؤدي إلى ارتفاع المدفوعات المباشرة من جيوب المرضى، وتسقط الكثير من الأسر نتيجة ذلك في براثن الفقر (الشكل 1). أما الحصول على الرعاية الصحية الجيدة، وحتى مجرد الرعاية الصحية في بعض الأحيان، فهو أمر بعيد المنال بالنسبة لجزء لا يستهان به من سكان الإقليم. وفي حين تُتاح الشبكات الحديثة من البُنى التحتية الصحية والعاملين المهرة في الرعاية الصحية والتكنولوجيات الطبية والمستحضرات الدوائية المتقدِّمة إتاحةً كاملةً لمواطني بعض البلدان، فالأمر لا يكون كذلك أبداً في كل البلدان. ومثل هذه التفاوتات في قوة النظم الصحية إنما تسهم في تباين النتائج الصحية، مثلما هو الحال بالنسبة لمأمول الحياة ووفيات الأمهات ووفيات الرضع والأطفال.

وبالنسبة لنظم المعلومات الصحية، بما فيها نظم تسجيل الأحوال المدنية والإحصاءات الحيوية، فهي غير قادرة على جمع المعلومات الحيوية اللازمة لوضع الخطط للنظم الصحية وإقامة هذه النظم ورصد عملها. وتتضمن هذه المعلومات بيانات موثوقة عن المواليد والوفيات وأسباب الوفاة، وأهم المؤشرات الصحية. وفي حين توجد تباينات بين البلدان في جودة نظام المعلومات الصحية، فإن جميع البلدان تفتقر إلى نظام شامل يعمل بالكامل وقادر على توفير المعلومات اللازمة في الوقت المناسب وبطريقة موثوقة للاسترشاد بها في التخطيط ورسم السياسات.

وتُعدُّ القدرات والموارد اللازمة للتأهب للطوارئ والاستجابة لها غير كافية وتتسم بالتفتت. وأحداث العنف والدمار الذي أصاب البُنى التحتية، بما في ذلك البنية التحتية الخاصة بالرعاية الصحية، ونزوح ملايين البشر، أضحت تمثل أزمةً حادة بالنسبة للنظم الصحية التي لم تكن متأهبة على النحو الكافي. وفي استجابة مباشرة لهذه وغيرها من التحديات الصحية الشديدة، شرع المكتب الإقليمي بالتعاون مع المكاتب القطرية ووزارات الصحة والمقر الرئيسي للمنظمة وغير ذلك من الشركاء، في عملية تعزيز النظم الصحية للدول الأعضاء.

ففي تشرين الأول/أكتوبر 2012، اعتمدت اللجنة الإقليمية قراراً (ش م/ل إ59/ق-3) بشأن تعزيز النظم الصحية في بلدان إقليم شرق المتوسط. وقد خلص القرار إلى أن تحسين صحة السكان في الإقليم "لا يمكن أن يتم إلا من خلال نُظُم صحية وطنية جيدة الأداء، تضمن الإتاحة الشاملة لرعاية صحية فعّالة وعالية الجودة"، وحثَّ الدول الأعضاء على التركيز على سبع أولويات استراتيجية (الإطار 1). وأصبحت تلك الأولويات تمثِّل الأهداف المنشودة من تعزيز النظم الصحية.

الإطار 1. أولويات تعزيز النظم الصحية

  1. تعزيز القيادة والحوكمة في الصحة
  2. التحرُّك صَوْب تحقيق التغطية الصحية الشاملة
  3. تقوية نُظُم المعلومات الصحية
  4. دعم إعداد قوى عاملة صحية متوازنة وجيدة الإدارة
  5. وتحسين الحصول على خدمات رعاية صحية رفيعة الجودة
  6. المشاركة مع القطاع الصحي الخاص
  7. ضمان الحصول على التكنولوجيات الأساسية، ومنها الأدوية

التقدُّم المحرز في الفترة 2012-2016

القيادة والحوكمة: بدأ هذا المجال المتعدد الجوانب من مجالات تعزيز النظم الصحية بإجراء استعراض معمَّق للنظم الصحية في الإقليم، وأعقب ذلك إعداد مرتسم موجز للنظام الصحي في كل بلد. وتصدر هذه المرتسمات المكوَّنة من صفحتين كام عام بالتشاور مع الدول الأعضاء، وتوفر معلومات مهمة عن كل بلد وتعرِض تقييماً موجزاً لنقاط القوة ومواطن الضعف والفرص والتحديات والأولويات. وتهدف إلى مساعدة راسمي السياسات على التركيز على ما تتمتع به بلدانهم من مقومات وما يعترض طريقها من تحديات وتوفِّر مناسبة هامة ومدخلاً للحوار، ولاسيما أثناء البعثات المرسلة إلى البلدان. وقد قُدِّمت بالتوازي مع ذلك مجموعة من الدورات التدريبية على تنمية القدرات بهدف تعزيز عمليات رسم السياسات وصنع القرارات في الدوائر الحكومية، وعلى التشريعات واللوائح الخاصة بالصحة، وعلى الحقوق الصحية والإنسانية، والسياسات الصحية والتخطيط في مجال الصحة.

وقد كان أحد العوائق الرئيسية التي تعترض سبيل التقدُّم في مجال الصحة العمومية في كثير من البلدان متمثلاً في نقص قدرتها على وضع السياسات والبرامج الصحية المسندة بالبيّنات وتنفيذها. وفي إطار الجهود الرامية إلى تعزيز القيادة، أُطلِق برنامج للقيادة من أجل الصحة بهدف صقل مهارات مسؤولي الصحة العمومية في مستوى الوظائف المتوسطة والعليا. وحتى الآن، تخرج من هذا البرنامج ما يزيد على 50 قيادة من قيادات الصحة العمومية في المستقبل. ويهدف البرنامج، الذي يقدَّم بالتعاون مع كلية هارفارد للصحة العمومية، إلى تطوير القيادات المستقبلية القادرة على المبادرة بالتصدي إلى المشكلات الصحية، على المستوى المحلي والوطني، التي لها تأثير مباشر على صحة السكان. وهناك مبادرات رئيسية أخرى تمثلت في تقييم وظائف الصحة العمومية الأساسية في الإقليم. وقد أسهم هذا العمل، الذي تولى زمام قيادته المدير الإقليمي وأسدت له النصح لجنة عالمية من الخبراء المعروفين، في إرساء الوظائف المحددة للصحة العمومية في الدول الأعضاء، وهي الوظائف الضرورية للحفاظ على صحة سكان تلك الدول وعافيتهم. وأعقب ذلك إعداد الأدوات والأدلة الخاصة بالتقييم الذاتي للبلدان من أجل تحديد الثغرات في قدرات الصحة العمومية لديها. وقد نُفِذ التقييم في بلدين بصفة تجريبية وسوف يُنشَر في سائر بلدان الإقليم.

وبالنسبة للحوكمة في الصحة، أُطلِقت مبادرة لبناء القدرات في مجال الدبلوماسية الصحية، وهو المجال الذي يتعلق بالمفاوضات التي تنخرط فيها البلدان على المستوى العالمي، بوجه خاص، حول القضايا الصحية التي تؤثر على البلدان والتي ترسم ملامح بيئة السياسات العالمية المحيطة بالصحة. وقد حضر الندوات السنوية مجموعة من أهم المسؤولين المعنيين من وزارات الصحة والشؤون الخارجية والدبلوماسيين والبرلمانيين والخبراء لمناقشة أهم قضايا الساعة في مجال الصحة على الصعيد العالمي وتبادل الدروس المستفاد. وقد ثبت، عام تلو العام، أن هذه المبادرة هي أكثر أنواع الحوار نفعاً حيث يستقي منها المشاركون الدروس وتسهم في توطيد العلاقة بين الصحة والسياسة الخارجية في الإقليم. وتقيم بلدان عديدة ندوات وحلقات عمل مماثلة على المستوى الوطني.

التغطية الصحية الشاملة: أهم ما يرمي إليه تعزيز النظم الصحية في البلدان هو تحقيق التغطية الصحية الشاملة، وهو ما يعني تقديمها لجميع الأفراد ولجميع البلدان، وللمواطنين والمغتربين على السواء. ولابد أن تتضمن التغطية الصحية الشاملة تدخلات يتم من خلالها التصدي لأهم أسباب المراضة والوفيات للسكان ككل، بمن فيهم المجموعات المهمّشة والضعيفة، فضلاً عن حمايتهم من التكاليف الباهظة للرعاية الصحية التي تعرِّض الأسر لمخاطر السقوط في دائرة الإفلاس. ويعدُّ هذا الأمر إحدى الغايات المهمة للهدف الخاص بالصحة ضمن أهداف التنمية المستدامة وله دور حيوي في ضمان الاستجابة الفعّالة للأثر المتفاقم للأمراض غير السارية. وكان اعتماد اللجنة الإقليمية عام 2012 للتغطية الصحية الشاملة باعتبارها أولوية شاملة قد أسفر عن إعداد إطار العمل المعني بالنهوض بالتغطية الصحية الشاملة في إقليم شرق المتوسط، واعتماده بعد ذلك في عام 2014. وهذا الإطار هو وثيقة استراتيجية فيما يتعلق بالسياسات وسيساعد على تحقيق هذه المبادرة البالغة الأهمية لجميع الأفراد والأسر في كل بلدان الإقليم البالغة 22 بلداً.

ويشمل الإطار مجموعة من الإجراءات الاستراتيجية لبلوغ التغطية الصحية الشاملة، وهي إجراءات مسندة بالبيّنات وعالية المردود وذات جدوى، وسوف تدعمها جميعاً إجراءات مقابلة من جانب المنظمة. ومن هذه الإجراءات، على سبيل المثال، إرساء آلية توجيهية متعددة القطاعات معنية بالتغطية الصحية الشاملة تُشرِف عليها وزارة الصحة. ويشتمل أيضاً على إجراءات لتعزيز الحماية من المخاطر المالية، والتي من شأنها أن تساعد على تقليل حصة مدفوعات المرضى المباشرة من جيوبهم وخفض النفقات الباهظة للرعاية الصحية، ومن ثم الحماية من السقوط في براثن الفقر. ويهدف الإطار أيضاً إلى ضمان احتواء برنامج التغطية بالتأمين الصحي الاجتماعي في كل بلد على حزمة من الخدمات الأساسية، ومنها الخدمات الوقائية والعلاجية. وأخيراً، يُستخدم الإطار في إرشاد البلدان لتوسيع نطاق التغطية للمجموعات الضعيفة، وخصوصاً الفقراء والعاملين في القطاع غير الرسمي، كما يُستخدم في جمع البيانات التي تتيح رصد التقدُّم المحرز صوب تحقيق التغطية للسكان.

وعقب اعتماد الإطار الإقليمي المعني بالنهوض بالتغطية الصحية الشاملة، بات من الضروري لكل بلدٍ أن يعكف على تنفيذ الإجراءات الموصى بها (الإطار 2). وسعياً منها إلى تحقيق هذا الغرض، قدَّمت المنظمة الدعم من خلال بعثات مراجعة النُظُم الصحية التي هدفت إلى الوقوف على التحدِّيات والفرص السانحة من أجل إعداد استراتيجيات وطنية للتغطية الصحية الشاملة. وبحلول منتصف عام 2016، أجريت أعمال مراجعة معمَّقة للنظم الصحية وأُعِدت استراتيجيات وخطط وطنية في 10 بلدان. ويعكف جميع البلدان تقريباً، بما في ذلك بلدان المجموعة الثالثة، بنشاط على استكشاف الخيارات المتاحة للتغطية الصحية الشاملة، بما فيها توسيع نطاق التغطية من خلال التأمين الصحي

إطار 2. التغطية الصحية الشاملة: التزامات إطار العمل الرئيسية

  1. إعداد رؤية واستراتيجية
  2. تعزيز الحماية من المخاطر المالية
  3. توسيع نطاق التغطية بالخدمات الصحية اللازمة
  4. ضمان توسيع نطاق التغطية السكانية ورصدها

نظم المعلومات الصحية: تتولى منظمة الصحة العالمية زمام مبادرتين مترابطتين لمعالجة ثغرات نظم المعلومات الصحية وتفتتها في مختلف البلدان. وقد انطلقت هاتان المبادرتان في عام 2012، وكلاهما مهم لتطوير عملية صنع السياسات الصحية المسنَّدة بالبيِّنات والتخطيط والرصد في المستقبل.

وفي بداية هاتين المبادرتين، كانت منظمة الصحة العالمية تعمل عملاً مكثفاً مع الدول الأعضاء لمراجعة نظم المعلومات الصحية لديها وتعزيزها، وذلك من خلال مشاورات الخبراء والجلسات المشتركة بين البلدان والتشاور على نطاق واسع مع مختلف البلدان. وفي عام 2014، أقرت اللجنة الإقليمية لشرق المتوسط إطار عمل نظم المعلومات الصحية، الذي يتضمن ثمانية وستين مؤشرًا أساسيًا لرصد الصحة في ثلاثة مجالات، ألا وهي: المخاطر الصحية ومحدداتها؛ والوضع الصحي بما في ذلك الأمراض والوفيات؛ واستجابات النظام الصحي. وقدمت منظمة الصحة العالمية تحليلاً مفصلاً لسمات كل من هذه المؤشرات (سجل تلوي) يشمل مصدر البيانات والأداة المستخدمة للحصول عليها ومتطلبات التحليل والاستخدام الخاص بإعداد السياسات ونشرها. وعلى مدار العامين الماضيين، بدأت الدول الأعضاء في تبني المؤشرات الأساسية وإعداد تقارير بشأنها. إلا أنه وحتى تاريخه، لم تتمكن أي من هذه الدول من إعداد تقارير عن جميع المؤشرات، ومن الضروري أن تتصدى كل البلدان لهذا التحدي. وقد تم إطلاع وزراء الصحة على تقرير شامل عن الثغرات الموجودة في بيانات كل بلد، ويعقُب ذلك تقييم شامل لتحديد أولويات معالجة كل منها. وتأتي الخطوة الثانية التي يتعين على منظمة الصحة العالمية القيام، وهي تقديم الدعم التقني للبلدان تعزيزًا لنظم المعلومات الصحية بها - كل حسب احتياجاته.

أما المبادرة الثانية، التي أقرتها اللجنة الإقليمية لشرق المتوسط عام 2013، فهي تركز على تحسين تسجيل الأحوال المدنية والإحصاءات الحيوية، مع إيلاء اهتمام خاص لتعزيز إحصاءات الوفيات التي تُعزَى لأسبابٍ محددة. وكنتيجة لعمليات التقييم السريعة الشاملة والتي تمت بالتعاون مع وزارات الصحة وأصحاب المصلحة الوطنيين، أصبح هناك تصوراً شاملاً لأوجه القوة والضعف بنظم تسجيل الأحوال المدنية والإحصاءات الحيوية في كل البلدان (الشكل 3). إن الثغرات كبيرة، حيث إن أكثر من 30% من المواليد في الإقليم لم يتم تسجيلهم، كما أن نسبة الوفيات المبلغ عنها مع بيان أسبابها أقل من 20%. ولقد تم إطلاع الدول الأعضاء على الثغرات التي تعاني منها نظمها وعُرض تقديم الدعم الفني استنادًا إلى الاستراتيجية الإقليمية التي أقرتها اللجنة الإقليمية لشرق المتوسط. ومنذ إجراء عمليات التقييم، ارتفع عدد بلدان الإقليم التي تعد تقارير بشأن إحصاءات أسباب الوفيات من 7 بلاد في عام 2012 إلى 13 بلدًا في عام 2016. وعلى الرغم من ذلك، فإن كل البلدان، بصرف النظر عن إنجازاتها الحالية، عليها أن تبذل مزيداً من الجهد لتحسين دقة بيانات الوفيات الناجمة عن أسباب محددة، وهي بيانات ضرورية لرصد الصحة وأيضًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

القوى العاملة الصحية: تتضمن هذه المبادرة زيادة عدد العاملين بالرعاية الصحية وغيرهم ممن يعملون في مجال الصحة وتحتاجهم البلدان، كما تنطوي على تحسين جودة تأهيل القوى العاملة. ويعد ذلك من المجالات بالغة الأهمية بالنسبة للصحة في الإقليم. وتواجه بعض البلدان الآن صعوبة في اجتذاب عاملين في مجال الرعاية الصحية على درجة عالية من التأهيل، نتيجة لعدم الاستقرار الحالي والصراعات الدائرة والتي دفعت الكثير من المهنيين الصحيين إلى الهرب مع عائلاتهم. وفي بلدان أخرى، لا تتوافر الأجور وظروف العمل الملائمة للحفاظ على القوى العاملة اللازمة. وفي هذا الصدد، تم تطبيق عدة استراتيجيات، بالتعاون مع وزارات الصحة، من أجل تعزيز القوى العاملة الصحية.

كما أنه وبالتشاور مع الدول الأعضاء، وُضع إطار عمل إقليمي لتنمية القوى العاملة الصحية. ويوفّر هذا الإطار المسنَدَ بالبيِّنات والذي يتوافق تماماً مع الاستراتيجية العالمية للقوى العاملة الصحية، عدة خيارات لمعالجة بعض من أصعب المشكلات التي تواجه البلدان.

ويعدُّ تعزيز التعليم الطبي أمراً ضرورياً نحو تحقيق التنمية الصحية في الإقليم. وقد توقف عمل المنظمة في هذا المجال على مدار العِقد الماضي. وبُذِل عمل مكثف مع البلدان ومع الاتحاد العالمي للتعليم الطبي لإجراء تقييم واضح لوضع التعليم الطبي في مختلف البلدان، وتم وضع إطار عمل إقليمي للتصدي للتحديات القائمة، استناداً إلى الخبرة الدولية. ويمثل هذا الإطار نهجًا للارتقاء بجودة تأهيل الأطباء، بدءًا من بناء القدرات التنظيمية وتعزيزها، وتوفير المعايير والدلائل الإرشادية لكليات الطب الجديدة، وتشجيع/تعزيز مراكز تطوير التعليم، وبناء قدرات القيادات التعليمية، وإنشاء برامج اعتماد وطنية مستقلة. كما يشمل إطار العمل اجتذاب أعضاء هيئة التدريس ذوي الكفاءة والاحتفاظ بهم، وكذلك توفير الموارد الكافية للتدريب. وتم تحديد الإجراءات التي ستنفذها الدول الأعضاء على المديين القصير والطويل فيما يتعلق بكل أولوية من الأولويات، مع تقديم المنظمة لدعم تقني محدد يتلاءم مع كل من تلك الإجراءات.

ولم يقل أهمية عن ذلك وضع استراتيجية إقليمية تهدف إلى تعزيز التمريض والقبالة، حيث تقدِّم الممرضات والقابلات نسبة كبيرة من خدمات الرعاية الصحية عالميًا وإقليميًا. ولما كان الإقليم يعاني من نقص شديد في أعداد الممرضات والقابلات، فإن الاستراتيجية توصي بإجراءات استراتيجية في خمسة مجالات عمل رئيسية، ألا وهي: الحوكمة والتنظيم؛ ونظم إدارة القوى العاملة؛ والممارسات والخدمات؛ وإمكانية الحصول على تعليم عالي الجودة؛ والأبحاث.

إتاحة رعاية صحية عالية الجودة: يعتمد تقديم خدمات الرعاية الصحية الجيدة للسكان على القيم والمبادئ المتّبعة في تقديم الرعاية الصحية الأولية. وقد تم تعزيز طب الأسرة كنهج أساسي نحو تقديم رعاية أولية متكاملة في الإقليم تركز على الأشخاص، إلا أن البلدان تعاني من ثغرات وتحديات كثيرة في مجال توفير برامج مطورة بالكامل لطب الأسرة تتميز باستجابتها العالية للعوامل الديمغرافية المتغيرة وعبء الأمراض. وتضمنت الجهود المبذولة لتعزيز الرعاية الصحية الأولية استعراض الوضع وتقديم التوجيهات الاستراتيجية للبلدان وبناء قدراتها وإسداء النصح لها لزيادة تخريج أطباء الأسرة. كما تم وضع برامج وأدوات لتحسين جودة الرعاية وسلامة المرضى على كل مستويات رعاية المرضى. وتم تحديث دليل تقييم سلامة المرضى، فضلاً عن إعداد مجموعة أدوات لدعمها.

وأُدرج مجالان جديدان من مجالات العمل ضمن الأولويات الاستراتيجية لتعزيز النظم الصحية، وهما: إدارة المستشفيات ودور قطاع الصحة الخاص.

وأُجري تحليل لأوضاع مستشفيات القطاع الخاص في الإقليم ونُظِمت حلقة عمل لبناء القدرات حضرها مديرو المستشفيات من داخل الإقليم وخارجه حيث تبادلوا أفضل الممارسات المتّبعة بشأن الرعاية المقدَّمة في المستشفيات وإدارتها. وبناء على ذلك، أُنشِئت شبكة من مديري المستشفيات وصانعي السياسات تعزيزًا للتعاون في هذه المجالات.

ويعدُّ القطاع الصحي الخاص أحد الأطراف الرئيسية في تقديم الخدمات الصحية في معظم البلدان. وقد توسّع هذا القطاع بشكل سريع، إلا أنه غالبًا ما يفتقر إلى التنظيم الجيد. وربما يكون عقد شراكات مع القطاع الخاص لتقديم خدمات صحية أساسية ممولة من القطاع العام إحدى الوسائل المهمة نحو تحسين صحة السكان. ولكن حتى يتسنى تحقيق هذه الفرصة، يتعين تنظيم القطاع الخاص بصورة جيدة، استناداً إلى معايير محددة وقابلة للتنفيذ. وسيكون الإشراف الحكومي ضرورياً في هذا الشأن ولن يُقبل اتباع مبدأ عدم التدخل. وقد بدأ العمل على قطاع الصحة الخاص من خلال إجراء تحليل لأوضاعه، وتبع ذلك عقد سلسلة من حلقات العمل حول بناء القدرات وكذلك المشاورات التي تهدف إلى إشراكه في بلوغ التغطية الصحية الشاملة وتنظيم عمله.

التكنولوجيات الأساسية، بما في ذلك الأدوية: قد تكون إتاحة التكنولوجيات الصحية، بما في ذلك الأدوية واللقاحات والمستحضرات البيولوجية والأجهزة الطبية، بمثابة الفرق ما بين الصحة والأمراض المنتشرة بالنسبة للسكان أو الفرق بين الحياة والموت بالنسبة للأفراد. ولكن في العديد من البلدان، تفتقر نسبة كبيرة من السكان إلى إمكانية الحصول على التكنولوجيات الأساسية، بما في ذلك الأدوية، حيث ينطوي ضمان الجودة على مشاكل معقدة وينتشر الاستخدام غير الرشيد. وقد تكون قدرة الحكومة على التنظيم موجّهة نحو الطلب، مما قد يؤدي إلى هدر النفقات وشراء منتجات غير ملائمة. ويتزايد الإدراك بأن ضعف أداء النظم الصحية الوطنية في هذا المجال يمثل عائقًا رئيسيًا أمام التنمية الصحية.

واستجابة لذلك، أُطلقت أداة قوية لتقييم التكنولوجيا الصحية. وهذا التقييم عبارة عن عملية متعددة الاختصاصات لصنع القرار تستخدم معلومات عن المسائل الطبية والاجتماعية والاقتصادية والتنظيمية والأخلاقية المتصلة باستخدام بإحدى التكنولوجيات الصحية. كما أنها تدعم صياغة سياسات صحية آمنة وفعّالة تركِّز على المرضى وتسعى نحو تحقيق أفضل قيمة وأفضل نتائج للمرضى. ويمكن لهذه الأداة تقييم التكلفة والعائد حتى يتسنى اتخاذ قرارات الشراء في نطاق الميزانية المحددة، كما أن ذلك من شأنه أن يخفض الإهدار وعدم الفاعلية اللذين ينتجان عن الاستثمارات غير الملائمة. وقد تكون مفيدة أيضًا بالنسبة للبلدان التي تسعى نحو تحقيق التغطية الصحية الشاملة.

وتم إعداد موجزات القطاع الصيدلاني لجميع البلدان، وهي توفِّر وصفًا مفصلاً لمكونات السياسات الوطنية الخاصة بمكافحة المخدرات، بالإضافة إلى سجل لقياس أداء المؤشرات، وتبيِّن أيضاً التحديات والأولويات التي تستوجب اتخاذ إجراءات بشأنها.

‫السبيل إلى المضي قدماً‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

يتسم إطار عمل التغطية الصحية الشاملة وعمل وزارات الصحة بالتعاون مع المكاتب القطرية بأنه أمر واعد للغاية وسيؤدي إلى تحقيق تقدُّم فعلي، حال ما إذا تم الالتزام بهذه العملية والتوسع فيها. وسيتم إيلاء اهتمام خاص للانتهاء من إعداد خارطة طريق خاصة بكل بلد نحو تحقيق التغطية الصحية الشاملة، بما في ذلك استراتيجيات التمويل الصحي وتقديم الخدمات. وسيتم تبادل التجارب والدروس المستخلصة سواء داخل الإقليم أو خارجه.

وسيركز العمل في المستقبل بشأن القيادة والحوكمة على تعزيز وزارات الصحة وبناء قدراتها من أجل تنظيم قطاع الصحة بشكل أفضل وإشراك قطاعات متعددة بصورة أكبر، بالإضافة إلى تحقيق لا مركزية فاعلة وزيادة المساءلة والشفافية. ومن الضروري هنا تعزيز قدرات الصحة العمومية في وزارات الصحة. وسوف يحقق برنامج القيادة من أجل الصحة، الذي كان ناجحًا على مدار عامين متتاليين، مزيدًا من الفوائد مع مرور الوقت ومع إحراز الخريجين مزيداً من التقدم في حياتهم المهنية. ويهدف البرنامج إلى تخريج قيادات في مجال الصحة العمومية من الإقليم بمعدل ثلاثين شخصًا كل عام. وتقوم الخطة على إسناد هذا البرنامج إلى أحد المؤسسات الأكاديمية في الإقليم ضمانًا لاستدامته.

والحصول على بيانات دقيقة من نظم المعلومات الصحية أمر بالغ الأهمية لتحسين صحة السكان؛ إذ يحتاج كل بلد من بلدان الإقليم إلى حشد التزام حكومي رفيع المستوى ودعم من مختلف القطاعات المعنية للوفاء بالتعهد الوارد في مبادرات نظم المعلومات الصحية، خاصة فيما يتعلق بجمع بيانات شاملة عن أسباب الوفاة. ولطالما أعربت الدول الأعضاء عن قلقها إزاء مدى صحة التقديرات المستخدمة في تقارير الأوضاع الصحية في مختلف البلدان. وتشهد طرق الحصول على هذه التقديرات تحسنًا على المستوى العالمي، إلا أنه لا يوجد بديل عن هذه التقديرات ما لم تقم البلدان بوضع أنظمة دقيقة من حيث جمع البيانات وإصدار التقارير. وتعكف منظمة الصحة العالمية على وضع منهجيات لتقييم صحة المؤشرات المبلغ بها، بحيث تساعد نتائج التقييمات البلدان في تحسين نظم معلوماتها على المستوى الوطني. وعلى جانب آخر، ينبغي أن تضع البلدان في اعتبارها الثغرات التي تواجهها عند رفع تقارير بشأن المؤشرات الأساسية الثمانية والستين الخاصة بإطار العمل الذي وضعته منظمة الصحة العالمية بشأن المعلومات الصحية الإقليمية، وكذلك تعمل على وضع خطة في هذا الشأن. ويتعين على البلدان أيضًا أن تنظر في المجالات التي يلزم تعزيزها ضمن نظم تسجيل الأحوال المدنية والإحصاءات الحيوية، وهي المجالات التي حددها التقييم الشامل وما تلاه من تقارير للمنظمة.

وتكتسي تنمية القوى العاملة الصحية أهمية بالغة في بالنسبة لأي مبادرة صحية. وقد تم إعداد استراتيجيات واضحة لبناء القوى العاملة في المستقبل، على أن تتم مناقشتها مع الدول الأعضاء في الدورة الثالثة والستين للجنة الإقليمية لشرق المتوسط. ومن الضروري الآن ضمان الدعم من القيادة السياسية والتعليمية في البلدان حتي يتسنى المضي قُدمًا في هذا المجال.

وسيستمر الدعم المقدَّم إلى كليات الطب من خلال تنفيذ إطار العمل الإقليمي للتعليم الطبي. وستتم مناقشة إطار العمل في اجتماع وزاري لقطاعي الصحة والتعليم العالي، والمقرر انعقاده في الثلاثة أشهر الأخيرة من عام 2016. ومن المتوقع أن يقوم كل بلد بمراجعة وضع القوى العاملة في مجالي التمريض والقبالة استنادًا إلى إطار العمل الإقليمي. وستتولى المنظمة تقديم الإرشاد والدعم التقنيين من خلال شبكة من الخبراء الدوليين والإقليميين.

ومن أجل تسريع وتيرة التقدَّم صوب التغطية الصحية الشاملة وتحسين سلامة المرضى، يجب أن يٌتوسع في البرامج الإقليمية الخاصة ببناء القدرات والدعم التقني والتي تهدف إلى توسيع نطاق الحصول على الرعاية الصحية، بما في ذلك تحسين الرعاية الأولية من خلال التوسع في ممارسات طب الأسرة. وتأتي مشاركة قطاع الصحة الخاص كأحد المكونات الرئيسية في مسار تحقيق التغطية الصحية الشاملة. وسيستمر عمل المنظمة في الثنائية 2016-2017 على توفير الإرشادات الخاصة بتعزيز دور القطاع الخاص من أجل المضي صوب بلوغ التغطية الصحية الشاملة وتنظيمها.

وقد بدأت بالفعل اجتماعات بين البلدان حول تقييم وتنظيم التكنولوجيات الأساسية، وذلك بغرض وضع مبادئ توجيهية دعمًا للدول الأعضاء. وعلى البلدان أن تنتهي من وضع خطط العمل، ثم تنفيذها، للبدء تقييم التكنولوجيات الصحية وإدارتها. وستواصل المنظمة بناء القدرات وتقديم الدعم التقني في كل خطوة نحو التنفيذ الكامل للتقييم في البلدان. وعلاوة على ذلك، فمن المحتمل أن يبدي المانحون الدوليون اهتماماً بدعم عمليات تقييم التكنولوجيات الصحية وتنظيمها.


تحدَّدت المجموعات الثلاث بناء على النتائج الصحية للسكان وأداء النظام الصحي ومستوى الإنفاق على الصحة: 1) البلدان التي شهدت التنمية الاجتماعية والاقتصادية بها تقدُّماً يُعْتَدُّ به على مدار العقود الأربعة الماضية، مدعومةً بارتفاع معدلات الدخل؛ 2) البلدان المتوسطة الدخل بشكل عام التي أقامَت بنيَة أساسية واسعة للصحة العمومية ولكنها تواجه صعوبات في الموارد؛ 3) البلدان التي تواجه صعوبات في تحسين النتائج الصحية للسكان نتيجةً لنقص الموارد، وعدم الاستقرار السياسي وغيرها من التحدِّيات الإنمائية المعقّدة.

 


الصفحة 64 من 93