الصفحة الرئيسية
PDF طباعة

الأخبار

إطار عمل لتحسين القدرات المؤسسية الوطنية على استخدام البيِّنات في رسم السياسات الصحية
نيسان/أبريل 2020

يجتمع الخبراء لمناقشة الاستقصاءات السكانية الوطنية ذات الأولوية لتحسين الإبلاغ عن مؤشرات الصحة الأساسية الإقليمية ومؤشرات الهدف 3 من أهداف التنمية المستدامة.
11 - 12 كانون الأول/ ديسمبر 2017

استعراض نظام المعلومات الصحية الوطني في باكستان، إسلام أباد، باكستان
24-28 تموز/يوليو 2017

استعراض نظام المعلومات الصحية الوطني في الأردن
13 ‫كانون الأول/ ديسمبر 2016

مسح جديد للفحص الصحي من أجل تعزيز المعلومات الصحية في الإقليم
‫كانون الأول/ ديسمبر 2016 

اجتماع لمراجعة نتائج تقييم قدرات البلدان على إعداد تقارير بشأن مؤشرات الصحة الرئيسية البالغ عددها 68 مؤشراً
28 آب/أغسطس 2016

 
برنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحية PDF طباعة

مقدمة

يشهدُ إقليم شرق المتوسط في وقتنا هذا أزماتٍ لم يشهد لها مثيلاً بالنظر إلى حجمها أو نطاق تأثيرها؛ إذ يعاني ثلثا بلدان الإقليم بشكل مباشر أو غير مباشر من وطأة حالات طوارئ، ومن بينها أربعة بلدان (من أصل ستة بلدان على الصعيد العالمي) تواجه حالات طوارئ كبرى صنّفتها منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة ضمن حالات الطوارئ من المستوى الثالث، وهي تحديداً: الجمهورية العربية السورية والصومال والعراق واليمن. ويضم الإقليم أيضاً بلداناً تمر بحالات طوارئ طويلة الأمد، ومنها أفغانستان وباكستان والسودان وفلسطين ولبنان وليبيا، ذلك إلى جانب العديد من بلدان الإقليم الأخرى التي تعاني من آثار الأزمات في البلدان المجاورة لها.

ففي عام 2016، دخل الصراع في الجمهورية العربية السورية عامه السادس، بينما واصل النظام الصحي في اليمن تدهوره في ظل الصراع الدائر على أراضيه مع تفاقم الأزمة الاقتصادية وتفشي وباء الكوليرا في البلاد. أما في العراق، فقد تواصلت العمليات العسكرية من أجل تحرير مدينة الموصل وتلوح معها توقعات بتشرد نحو 1.2 مليون نسمة. والأمر ليس أفضل في الصومال الذي دفعه الجفاف الحاد وانعدام الأمن الغذائي إلى حافة المجاعة، ذلك في الوقت الذي واصلت فيه أفغانستان وليبيا والسودان نضالها من أجل توفير الخدمات الصحية في الأماكن التي ينعدم فيها الأمن وتقل بها الموارد.

استجابة المنظمة

تتزايد أعداد الأشخاص المحتاجين إلى الخدمات الصحية باطراد لتطرح تحدياً أمام قدرة المنظمة وشركائها في مجال الصحة على الاستجابة. وبحلول نهاية عام 2016، كان أكثر من 76 مليون نسمة (54%)، من أصل ما مجموعه 140 مليون نسمة ممن يحتاجون إلى الخدمات الصحية على الصعيد العالمي، يعيشون داخل حدود الإقليم في البلدان المتأثرة تأثراً مباشراً أو غير مباشر بحالات الطوارئ. وما برح انعدام الأمن المستمر ومحدودية وصول العاملين في مجال الخدمات الإنسانية إلى الأشخاص المحتاجين يطرح تحدياً أمام استجابة المنظمة في حالات الطوارئ. ويعيش 30% تقريباً من جميع المحتاجين في العراق والجمهورية العربية السورية واليمن في مناطق يتعذر أو يصعب الوصول إليها أو تسيطر عليها المعارضة.

وتتواصل بلا هوادة الهجمات على مرافق الرعاية الصحية في الإقليم؛ ففي عام 2016، وردت بلاغات من ثمانية بلدان عن وقوع أكثر من 252 هجمة على المرافق الصحية، وهو ما يمثل 83% من جميع الهجمات المبلغ عنها عالمياً. وظلت الجمهورية العربية السورية البلد الأكثر خطورة في العالم بالنسبة للعاملين في مجال الصحة، حيث ورد منها ما يقرب من 70% من جميع الهجمات المبلغ عنها حول العالم.

ويتعرض الآلاف من المدنيين شهرياً للإصابات الشديدة في الإقليم نتيجة تصاعد وتيرة الصراع؛ ففي الجمهورية العربية السورية وحدها، يقع ما يزيد على 25 ألف شخص مصاباً كل شهر ويحتاجون إلى الحصول على رعاية خاصة بالإصابات الشديدة. وفي العراق، أصيب أكثر من 3000 شخص خلال العشرة أسابيع الأولى من بدء العمليات العسكرية في الموصل في تشرين الأول/أكتوبر 2016.

ويتحمل الإقليم أيضاً العبء الأكبر من السكان المشردين في ظل وجود أكثر من 30 مليون نازحٍ في شتى أنحائه. ويأتي أكثر من نصف جميع اللاجئين على الصعيد العالمي من الجمهورية العربية السورية والصومال وأفغانستان، في حين أن الجمهورية العربية السورية لم تزل مسؤولة عن العدد الأكبر من اللاجئين والأشخاص النازحين داخلياً في ظل تشرد ما يزيد على 65% من سكانها داخل البلاد وفي البلدان المجاورة لها.

ولا يزال طلبُ اللاجئين السوريين على الخدمات الصحية يُلقِي عبئاً كبيراً على كاهل النُظُم الصحية الوطنية في مختلف أنحاء الإقليم. ويواجه السوريون ممن يرغبون في الحصول على الرعاية الصحية عوائق كثيرة، منها ارتفاع تكلفة الخدمات، ونقص الموارد البشرية، وعدم كفاية الأدوية والمعدات، وتدهور الأوضاع الاقتصادية.

وقد شهد عام 2016 المرة الأولى منذ عدة سنوات التي استطاعت فيها المنظمة الوصول إلى جميع المناطق الثمانية عشرة المحاصرة في الجمهورية العربية السورية. وقد اضطلعت المنظمة إبان العمليات العسكرية في شرق حلب بدور محوري في المفاوضات مع جميع أطراف النزاع، ووضعت خطة شاملة للإخلاء الطبي هدفت إلى إنقاذ حياة المئات من المحاصرين داخل المدينة ممن يعانون إصابات أو أمراضاً خطيرة. وتمكنت المنظمة بنجاح من نقل 811 مريضاً إلى مستشفياتٍ في غرب حلب وإدلب وعبر الحدود إلى تركيا.

وقدّمت المنظمة وشركاؤها الدعم لإجراء حملة تمنيعٍ وطنية واسعة النطاق في الجمهورية العربية السورية باستخدام مستضدات متعددة، وقد أجريَت الحملة على مدار ثلاث جولات في نيسان/أبريل، وتموز/يوليو، وتشرين الثاني/نوفمبر من عام 2016. وكانت هذه الحملة التمنيعية المعجّلة هي أول فرصة لآلاف الأطفال الذين يعيشون في العديد من المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها لتلقي اللقاحات منذ اندلاع الصراع في البلاد.

وفي العراق، وفرت المنظمة الدعم من أجل توفير رعاية الإصابات الشديدة للمتضررين من الأزمة في مدينة الموصل عبر إنشاء أربع نقاط لعلاج الإصابات الشديدة ومستشفى ميداني بالقرب من خطوط المواجهة. ومع استمرار العمليات العسكرية، كانت العيادات والفرق الطبية المتنقلة التي تدعمها المنظمة هي أحياناً أول من يصل إلى المناطق التي تيسر الوصول إليها مؤخراً لتقديم خدمات الرعاية الصحية لآلاف الأشخاص الذين انقطعت عنهم المساعدات منذ حزيران/يونيو 2014.

وكان الهجوم على مستشفى تابعٍ لمنظمة أطباء بلا حدود في تشرين الأول/أكتوبر عام 2015 بولاية قندوز في أفغانستان قد استدعى من المنظمة والشركاء العمل على ملء الثغرات الحرجة التي ترتبت على ذلك من أجل إنقاذ الأرواح في المنطقة المتضررة من النزاع. وفي تموز/يوليو عام 2016، أنشأت المنظمة وحدة لرعاية الإصابات الشديدة في مستشفى قندوز الإقليمي لعلاج الإصابات الجماعية، ودعمت أيضاً إنشاء مركزٍ لإعادة التأهيل البدني والنفسي في المستشفى. ومنذ افتتاح الوحدة في تموز/يوليو حتى كانون الأول/ديسمبر عام 2016، تلقى العلاج بها ما يزيد على 2400 مريض، فضلاً عن إجراء 1045 عملية جراحية كبرى وصغرى بها.

وقد أنشِئ مستشفيان ميدانيان بدعم من المنظمة في المواقع ذات الأولوية داخل ليبيا والتي تعطلت المرافق الصحية الموجودة بها عن العمل. وساعد المستشفى الميداني في بنغازي على سد الثغرات الحرجة التي نشأت من جراء خروج 10 مستشفيات من أصل 14 مستشفى موجودة بها عن الخدمة. وأنشئ مستشفى ميداني آخر في منطقة الجبل الأخضر التي يزيد عدد السكان المستفيدين فيها على نصف مليون شخص. وحتى في أحلك الظروف التي شهدتها ليبيا، تمكنت المنظمة في عام 2016 من إجراء تقييم صحي وطني للمرة الأولى على مدار أربع سنوات. وكشف التقييم عن بعض الاحتياجات الهامة، وكان أهمها في بنغازي حيث خرج أكثر من 50% من المستشفيات بها عن الخدمة.

وفي نيسان/أبريل، بدأت المنظمة إجراء تقييم شامل في الصومال ركّز على نحو 1074 مرفقاً من مرافق الصحة العامة في شتى أنحاء البلاد. وكان هذا التقييم للمرافق الصحية أول تقييم من نوعه تجريه السلطات الصحية والشركاء في الصومال. وفي كانون الأول/ديسمبر، تم احتواء فاشية الكوليرا في منطقة شبيلي الوسطى في الصومال وانخفض عدد حالات العدوى نتيجة للتنسيق القوي بين شركاء الصحة، وتم تنفيذ حملة ناجحة للتوعية الجماهيرية والوقاية وعُقِدت الدورات التدريبية للعاملين في مجال الصحة. وقد ساعدت بيانات الترصُّد الصومال على رصد انتقال المرض واتخاذ تدابير المكافحة المناسبة في البؤر الساخنة. وأُرسِلت العينات إلى أول مختبر وطني في الصومال على الإطلاق وهو المختبر الذي أنشئ عام 2016 بدعم من المنظمة وأسهم بشكل ملحوظ في خفض فترات الانتظار للحصول على النتائج.

الأمراض المعدية المستجدة

ظهرت الإصابات بالأمراض المعدية المستجدة، بما في ذلك الفاشيات التي حدثت في السنوات الأخيرة، في البلدان التي تعاني اضطرابات أمنية والتي تشهد حالات طوارئ إنسانية معقدة وطويلة الأمد خلَّفت وراءها أعداداً كبيرة من النازحين داخلياً، في ظل نقص فرص الوصول إلى خدمات المياه النظيفة والصرف الصحي، فضلاً عن الخدمات الصحية الأساسية. كما أن نُظُم الترصُّد التي تنتهجها النظم الصحية الهشّة قد لا تكون قادرة على الكشف عن التهديدات الصحية في الوقت المناسب. وهو الأمر الذي يحدُّ من فاعلية تدابير الاستجابة للصحة العامة ويزيد من إمكانية تعرُّض السكان للإصابة بالأمراض المعدية. ولا تزال احتمالات انتشار العدوى بفيروس زيكا في الإقليم مصدر قلق حقيقياً. وعلاوة على ذلك، وبما أن السكان تعوزهم المناعة ضد هذا الفيروس الجديد، فلا بد من مواصلة تنفيذ تدابير التأهُّب لوأد أي فرصة لدخول الفيروس إلى الإقليم.

وقد استجابت المنظمة استجابةً فعّالة إلى فاشيتَي الكوليرا في اليمن والصومال من خلال التدخُّلات الصحية العامة المناسبة، ما ساعد على تفادي السقوط في دوامة انتشار كبير للفيروس على المستوى الدولي. وقد أبدَت شبكة الإنذار المبكِّر والاستجابة في العراق مرونتها من خلال سرعة التوسُّع من أجل التصدِّي لاحتياجات عدد كبير من السكان النازحين من الموصل بعد تصاعد وتيرة العمليات العسكرية في أيلول/سبتمبر 2016.

وقد ساعدت نُظُم ترصُّد الأمراض الشبيهة بالأنفلونزا والالتهابات التنفسية الحادة الوخيمة في 16 بلداً على دعم جهود الكشف عن وباء الأنفلونزا وسائر التهابات الجهاز التنفسي الحادة والتصدِّي لها في الإقليم. وأوفدَت المنظمة بعثات تقنية لتعزيز قدرات التأهُّب والاستجابة لفيروس كورونا في المملكة العربية السعودية وللعدوى بفيروس زيكا في باكستان والسودان ومصر.

كما وسّعت المنظمة نطاق الشبكة العالمية للإنذار بحدوث الفاشيات ومواجهتها في الإقليم لتشمل مجموعة جديدة من الجهات الشريكة الدولية بجانب كوكبة من الخبراء الإقليميين، وذلك من أجل الاستجابة لفاشيات الأمراض المعدية وغيرها من الحالات الطارئة. وتلقت فرق الاستجابة السريعة الوطنية في الصومال والمملكة العربية السعودية التدريب بهدف نشرها في شتى أرجاء البلاد لتولي أنشطة الكشف عن تلك الفاشيات والاستجابة لها واحتوائها. وسعياً إلى توطيد درجة الاستعداد للاستجابة للفاشيات على الصعيد الدولي، تلقت مجموعة من الخبراء في مجال الصحة العامة التدريب على أنشطة الاستقصاء الميداني والاستجابة لطوارئ الصحة العامة في إطار أنشطة الشبكة العالمية للإنذار بحدوث الفاشيات ومواجهتها في الإقليم. وقدّم المكتب الإقليمي الدعم للمملكة العربية السعودية في تنفيذ تدابير التأهب في مجال الصحة العامة من خلال نشر فريق من الخبراء الذين قدّموا المشورة اللازمة لمنع حدوث أي طوارئ صحية كبرى أثناء موسم الحج.

وتلقت خمسة بلدان (الأردن، الجمهورية العربية السورية، السودان، الصومال، اليمن) الدعم التقني لوضع خطط شاملة للتأهب والاستجابة للكوليرا، ومن شأن تلك الخطط أن تعزز التدخلات المتكاملة للوقاية من الفاشيات ومكافحتها. وفي إطار خطة استئصال الكوليرا، فقد أجريت حملة للتطعيم الفموي ضد الكوليرا في ولاية النيل الأبيض في السودان استهدفت اللاجئين والمجتمعات المستضيفة وكان هدفها الوقاية من انتشار الكوليرا بين اللاجئين الفارين من جنوب السودان.

وسعياً إلى تنفيذ إطار التأهُّب للأنفلونزا الجائحة وفي إطار عمل المكتب الإقليمي في مجال التأهب لمواجهة الأنفلونزا الجائحة، تم تعزيز الترصُّد الوبائي والفيروسي للاعتلالات الشبيهة بالأنفلونزا والتهابات الجهاز التنفسي الحادة في 16 بلداً. كما تم تدشين منصة تفاعلية على شبكة الإنترنت، وهي شبكة شرق المتوسط للأنفلونزا، بهدف تبادل البيانات الوبائية والفيروسية عن الأنفلونزا بانتظام بين البلدان.

ومنذ الإعلان في الأول من شباط/فبراير 2016 عن أن مجموعات من الحالات التي تعاني من صغر الرأس ويعتقد أنها مرتبطة بفيروس زيكا تشكِّل طارئة صحية عامة تثير قلقا دولياً، سارعت المنظمة بتعزيز تدابير التأهب والاستعداد لمنع دخول العدوى بفيروس زيكا إلى الإقليم. ووضع المكتب الإقليمي خطة إقليمية للتأهب للعدوى بفيروس زيكا بالتعاون مع البلدان. وفي إطار هذه الخطة، أجرت المنظمة عمليات منتظمة لتقييم المخاطر في الإقليم، وعززت أنشطة الترصد الحشري للنواقل القادرة على نقل الأمراض في جميع البلدان التي تواجه مخاطر شديدة، ذلك إلى جانب إعداد ونشر المواد الملائمة للتبليغ عن المخاطر وتدريب مجموعة من مديري الصحة على الأدوار والمسؤوليات المنوطة بهم في أي نظام للسيطرة على الحوادث، وهو بمثابة آلية مهمة من آليات الاستجابة أثناء الطوارئ الصحية.

التأهُّب

لا تزال هناك تحديات إضافية تتعلق ببناء وتعزيز قدرات التأهب والحد من المخاطر الناجمة عن الكوارث على الصعيد الوطني. ويفتقر الإقليم في الأغلب إلى خطط الصحة العامة الوطنية المعنية بالتأهب والاستجابة لجميع الأخطار، وكذلك التقييم الوطني للأخطار المحتملة في بلدان الإقليم. وقد أجريَت العديد من الأنشطة لتعزيز القدرات الوطنية للحدِّ من مخاطر الكوارث استناداً إلى إﻃﺎر ﻋﻤﻞ سينداي ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻃﺮ اﻟﮑﻮارث، إلا أنه لا يزال هناك مزيجاً من الخطوات التي ينبغي اتخاذها. كما تستدعي التجمعات البشرية الكبرى في الإقليم تعزيز عمل المنظمة والشركاء في الصحة في مجالات التخطيط المسنَد بالبيِّنات لجميع طوارئ الصحة العامة والارتقاء بالقدرة الوطنية على الاستجابة للاحتياجات الصحية الملحة أثناء تلك الأحداث.

ويتطلب إعداد خطط العمل الوطنية للأمن الصحي وتقدير تكلفتها وفقاً لنتائج التقييم الخارجي المشترك للقدرات المطلوبة بموجب اللوائح الصحية الدولية المشاركة من جانب جميع الجهات صاحبة المصلحة على الصعيد الوطني، بما في ذلك منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص، كما يتطلب اضطلاع أعلى مستويات السلطة بالمسؤولية عن الأمن الصحي بما يكفل تنفيذ تلك الخطط. على أن مواءمة الخطط الوطنية للأمن الصحي مع سائر الخطط القائمة وتعبئة الموارد المحلية والخارجية لتمويل هذه الخطط وتنفيذها لا تزال تشكِّل تحديات رئيسية.

ولم يزل الدعم المقدّم من الجهات المانحة لبرنامج الطوارئ الصحية الإقليمي ضعيفاً؛ ففي عام 2016، لم يلبِّ سوى 39% من نداءات التمويل التي أطلقتها المنظمة لصالح الإقليم، حيث تلقت 164 مليون دولار أمريكي من إجمالي المبلغ المطلوب وقيمته 425 مليون دولار أمريكي. وبات تعذُّر الوصول إلى السكان المتضررين بسبب تصاعد وتيرة الصراع والعنف عائقاً كبيراً أمام زيادة الدعم المقدَّم من الجهات المانحة.

وفي الفترة ما بين نيسان/أبريل وكانون الأول/ديسمبر عام 2016، قدَّمت المنظمة وشركاؤها الدعم لعشرة بلدان في الإقليم لإجراء تقييمات خارجية مشتركة للقدرات المطلوبة بموجب اللوائح الصحية الدولية، وهي تحديداً: الأردن، وأفغانستان، وباكستان، والبحرين، وتونس، والسودان، والصومال، وقطر، ولبنان، والمغرب. ويجري حالياً تنفيذ خطط لدعم البلدان المتبقية حتى تبدأ في إجراء عمليات التقييم. وقدّمت المنظمة الدعم للأردن وباكستان لإعداد خطة عمل وطنية للأمن الصحي بكل منها، وتقدير تكلفتها، استناداً إلى نتائج التقييم الخارجي المشترك. كما تجري المناقشات حالياً مع الشركاء من أجل تنسيق الدعم المزمع تقديمه لبقية البلدان التي أجرت عمليات التقييم لإعداد خطط عملها وتقدير تكلفتها.

وقد عُرِض الإطار الجديد للرصد والتقييم المعني باللوائح الصحية الدولية على البلدان من خلال اجتماع إقليمي انصب تركيزه على التقييمات الخارجية المشتركة وسبل تحسين إجرائها في البلدان. وقاد المكتب الإقليمي الجهود العالمية الرامية إلى وضع توجيهات بشأن إجراء التقييم الخارجي المشترك في البلدان التي تمر بأزمات. وسيجري تجريب تلك التوجيهات في العراق وليبيا كخطوة أولى نحو إجراء التقييمات في تلك البلدان.

وتم بنجاح تنفيذ المرحلة الأولى من التقييم الشامل لكل الأخطار في المحافظات ذات الأولوية في أفغانستان في عام 2016 بهدف دعم التخطيط التنفيذي للاستجابة في حالات الطوارئ، ومن المتوقع أن تجري المرحلة الثانية في عام 2017. وقد استضاف المكتب الإقليمي الحلقة العملية الأولى حول القدرات اللازمة لمبادرة الحد من الكوارث والتي هدفت إلى تعزيز قدرات الشركاء من أجل دعم تنفيذ إﻃﺎر ﻋﻤﻞ سينداي ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻃﺮ اﻟﮑﻮارث، وحضرها ممثلون عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، وبرنامج الأغذية العالمي، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فضلاً عن موظفي المكتب الإقليمي والقُطري لمنظمة الصحة العالمية.

وسعياً إلى رفع مستوى التأهب لحالات الطوارئ، جرى تنظيم دورة تدريبية لمراكز الاتصال المعنيين بالطوارئ في بلدان الإقليم، وذلك بالشراكة مع المركز الآسيوي للتأهب للكوارث وجامعة جونز هوبكنز ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أتلانتا لتعزيز القيادة والتنسيق المتعدد القطاعات في الاستجابة لجميع أخطار الطوارئ المتعلقة بالصحة العامة. وعملت المنظمة بشكل وثيق مع اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات على تقييم مدى استعداد المكاتب القُطرية للاستجابة للأخطار ذات الأولوية. وأجريت تقييمات في السودان والصومال في عام 2016، ووضعت خطط عمل بما يتفق ونتائج بعثات التقييم الخارجي المشترك وتقييم قدرات البلدان على التأهب للطوارئ.

ولتعزيز قدرات البلدان على مواكبة الطلب الإضافي على الخدمات الصحية الناجمة عن استضافة اللاجئين والمهاجرين، يجري تشكيل فريق عامل من جميع المنظمات الدولية والإقليمية والمؤسسات الأكاديمية ذات الصلة. وسوف تضطلع المنظمة، بجانب المنظمة الدولية للهجرة، بدور الأمانة لهذا الفريق الذي يتمثل الغرض من تشكيله في تقديم الدعم لبلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من أجل تفعيل وتنفيذ الأولويات الاستراتيجية والإقليمية والعالمية وإطار العمل المرتقب الخاص بصحة المهاجرين.

 
نظرة عامة PDF طباعة

اختارت منظمة الصحة العالمية ’النساء واستعمال التبغ‘ كموضوع لليوم العالمي لمكافحة التبغ لسنة 2010 من أجل:

تسليط الضوء على هذه المشكلة الخطيرة المتزايدة حول العالم

التأكيد على الاستخدام المتزايد للأشكال الأخرى من التبغ غير السيجارة، كالشيشة والتبغ عديم الدخان بين النساء

التأكيد على كيفية الاستهداف المتزايد للنساء من قبل شركات التبغ

لفت الانتباه إلى الخوف الذي تعبر عنه الاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية بشأن مكافحة التبغ FCTC "بازدياد التدخين والأشكال الأخرى من استهلاك التبغ من قبل النساء والشابات في كل أنحاء العالم".

التبغ هو المنتج القانوني الوحيد الذي يقتل عندما يستخدم تماماً حسب تعليمات الصانع.

سوف يساعد اليوم العالمي لمكافحة التبغ في إنقاذ المزيد من الأرواح والحد من الضرر الناجم عن استعمال التبغ.

تتألف الرسائل المفتاحية لليوم العالمي لمكافحة التبغ لهذه السنة من:

يحمل الجميع مسؤولية منع وباء التبغ من أن يزداد سوءاً بين النساء كما هو عليه حال الرجال.

تملك النساء الحق في الحماية من مضار استعمال التبغ عبر إجراءات تنص عليها الاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية بشأن مكافحة التبغ WHO FCTC.

تملك جميع الدول التزاماً أخلاقياً بالتصديق والتنفيذ الكامل للاتفاقية الإطارية WHO FCTC لإنقاذ الأرواح.

 
برنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحية PDF طباعة

المقدمة

يشهد إقليم شرق المتوسط بعض أكبر حالات الطوارئ في العالم، ومن ثمَّ يتحمَّل الإقليم العبء الأكبر من الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة، حيث يعيش به أكثر من 76 مليون نسمة متضررين بشكلٍ مباشرٍ أو غير مباشرٍ بالنزاعات، والتهديدات البيئية، والكوارث الطبيعية.

ففي عام 2017، دخل الصراع في الجمهورية العربية السورية عامه السابع، ليزداد معه تفاقم الوضع الإنساني للسكان الذين يعيشون في المناطق المحاصرة. وأدى مُضيّ أكثر من عامين على الصراع في اليمن إلى اندلاع أكبر أزمة غذائية على مستوى العالم، وتفشي أكبر وباء للكوليرا في العالم، فضلاً عن فاشية للدفتريا آخذة في الانتشار بوتيرة سريعة، والانهيار الوشيك للنظام الصحي. وفي العراق، تسببت العمليات العسكرية من أجل تحرير مدينة الموصل في تشريد مليون نسمة تقريباً. وواجه الصومال تهديداً ثلاثياً من الجفاف، وخطر المجاعة الـمُحْدِق، وفاشيات الأمراض. في الوقت الذي بذلت فيه ليبيا وفلسطين وأفغانستان جهداً شديداً من أجل توفير خدمات الرعاية الصحية في الأماكن التي ينعدم فيها الأمن وتقل بها الموارد.

وفي عام 2017، استجابت المنظمة لعشر حالات طوارئ مُصنَّفة في الإقليم، منها أربع حالات طوارئ كبرى من المستوى الثالث في العراق، والصومال، والجمهورية العربية السورية، واليمن. وفي أيار/مايو 2017، صنَّفت المنظمة حالة الطوارئ في الصومال على أنها طارئة من المستوى الثالث، وهو الأمر الذي استدعى تعزيز الاستجابة لها على مستوى المنظمة كلها. وفي إطار استجابة المنظمة للطوارئ في سوريا برمتها، خُصِّص محور غازي عنتاب في كانون الأول/ديسمبر 2017 للعمل في سياق الأزمة السورية الـمُصنَّفة على أنها طارئة من المستوى الثالث، من أجل الإسراع بوتيرة توفير الرعاية الصحية عبر الحدود من تركيا للسكان في شمال سوريا. وصُنِّفَت فاشية حمى الضنك في باكستان على أنها طارئة من المستوى الأول من تموز/يوليو 2017 حتى كانون الثاني/يناير 2018. وتمر بلدان أخرى بحالات طوارئ مُصَنَّفة مثل أفغانستان، وليبيا، وباكستان، وفلسطين.

وما زالت تهديدات الأمن الصحي في الإقليم تُعرِّض السكان لخطرٍ متزايد. وفي 2017، أُبلغ عن فاشيات الكوليرا في اليمن والصومال، في حين أُبلغ عن فاشية لحمى الضنك وغيرها من الفيروسات المفصلية التي تسبب أوبئة مثل الشيكونغونيا من باكستان، والصومال، والسودان. وأبلغت كل من عُمان، وقطر، والإمارات العربية المتحدة عن استمرار سراية فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية وإن كان بشكلٍ متقطع، في حين أبلغ لبنان عن حالة واحدة لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية واردة من الخارج، كما أبلغت المملكة العربية السعودية عن ثماني فاشيات محدودة لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية في المستشفيات. وأبلغت مصر عن حالات إنفلونزا الطيور بين البشر، بالرغم من انخفاض حالات الإصابة مقارنةً بالحالات الـمُبَلَّغ عنها في 2015-2014. وأُبلِغ عن حالات إصابة بحمى القرم-الكونغو النزفية في أفغانستان وباكستان، وأبلغت الإمارات العربية المتحدة عن حالات إصابة بداء الفَيالِقَة مرتبطة بالسفر خلال الربع الأول من 2017. كما أبلغ عدد من البلدان، وهي أفغانستان، وباكستان، وفلسطين، وتونس، عن عددٍ كبيرٍ من حالات الإنفلونزا الموسمية. وتندرج ثمانية بلدان على الأقل في الإقليم (جيبوتي، ومصر، وعُمان، وباكستان، والمملكة العربية السعودية، والصومال، والسودان، واليمن) ضمن الفئة الرابعة من تصنيف المنظمة الجديد للبلدان فيما يتعلق بفيروس زيكا؛ أي أن هذه البلدان قد أرست برامج فعالة لمكافحة نواقل الأمراض، دون أن تُوَثَّق بها سراية للمرض في الماضي أو في الحاضر.

استجابة المنظمة

شملت العقبات، التي تُعرقل استجابة قطاع الصحة في حالات الطوارئ الكبرى في الإقليم، استمرار انعدام الأمن، والفرص المحدودة لوصول المساعدات الإنسانية للأشخاص المحتاجين إليها، والقُدُرات المحدودة للنُظُم الصحية الوطنية والجهات الشريكة، والنقص في عدد الموظفين الصحيين، والقيود البيروقراطية، وعدم كفاية التمويل. ولا تزال أجواء العمل غير مستقرة في عددٍ من البلدان، مع تعرُّض مرافق الرعاية الصحية لاعتداءاتٍ متكررة. وأفادت المنظمة بتعرُّض مرافق الرعاية الصحية على المستوى العالمي لهجماتٍ بلغ إجمالها 212 هجوماً في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2017، وقع منها 170 هجوماً (80%) في إقليم شرق المتوسط، وحدثت الغالبية العظمى منها في الجمهورية العربية السورية. وبالرغم من حياد الصحة، أدت التطورات السياسية في عددٍ من البلدان إلى فرض قيودٍ على إتاحة الخدمات الصحية وتزايد العنف، الأمر الذي أعاق قدرة المنظمة على الوصول إلى الأشخاص المحتاجين. وأجبر تصاعد الاشتباكات في اليمن، في كانون الأول/ديسمبر 2017، المنظمة والكثير من الجهات الشريكة على تقليص عملياتها في البلاد. وشملت التحديات التشغيلية، التي واجهتها المنظمة في البلدان التي تشهد حالات الطوارئ، قلة توافر الخبرات الماهرة في مجال الصحة العامة لنشرها على نحوٍ عاجل في حالات الطوارئ. وهو ما سلَّط الضوء على الفجوات الموجودة في القوائم الحالية للخبراء القادرين على تلبية الاحتياجات في حالات الطوارئ، وعلى الحاجة إلى تقوية النظم لتحديد مجموعة أكبر من خبراء الصحة العامة الأكثر مهارة الذين يقفون على أهبة الاستعداد لنشرهم فوراً عند الضرورة، وتدريبهم والحفاظ عليهم.

وبالرغم من هذه التحديات، سلَّم مركز الإمدادات اللوجستية التابع للمنظمة في دبي، باستخدام أموال إقليمية، إمداداتٍ للسلطات الصحية الوطنية خلال 72 ساعة من التفجيرين المميتين في الصومال في تشرين الأول/أكتوبر، والزلزال الذي وقع على الحدود بين جمهورية إيران الإسلامية والعراق في كانون الأول/ديسمبر. كما سلَّم مركز الإمدادات اللوجستية التابع للمنظمة في دبي في عام 2017 ما إجماليه 85 شحنةً من الأدوية والإمدادات الطبية (بزنة 791 طناً) إلى 20 بلداً داخل الإقليم وخارجه. ووصلت هذه الإمدادات بنجاحٍ إلى أكثر من 23.5 مليون مستفيدٍ في العراق، والصومال، والجمهورية العربية السورية، واليمن. وبينما تزايدت الاحتياجات إلى الأدوية الـمُنْقِذَة للحياة والإمدادات الطبية في البلدان التي تمر بحالات الطوارئ، لم يستطع الموردون الدوليون الوفاء بالطلبات المتنامية من المنظمة. وقد أبرز ذلك الحاجة إلى زيادة عدد الموردين بالجملة من داخل الإقليم. وتمشياً مع ما سبق، تعمل المنظمة على توسيع دور مركز الإمدادات اللوجستية التابع لها في دبي ليضطلع بدور تنفيذي، ما يجعله أفضل تجهيزاً للوفاء بالاحتياجات المستمرة والمتزايدة في ظل عمليةٍ أكثر سلاسة وسرعة. ومن المقرر أن تُجري جميع البلدان، التي تمر بحالات الطوارئ وتحظى بالأولوية، تقييماً استراتيجياً للإمدادات الصحية الـمُقْدّرة، وعليه ستشتري المنظمة الإمدادات وتُجهِّزها بشكلٍ مسبق في المركز استعداداً لتوزيعها عند الضرورة. وسيضمن ذلك أن تصل الإمدادات الطبية المطلوبة على وجه السرعة إلى وجهتها خلال أسابيع بدلاً من أشهر.

ووفقاً لمبادئ الإطار المنقَّح للاستجابة للطوارئ، فَعَّلت المنظمة نظام إدارة الأحداث في كل بلدان الإقليم التي صُنِّفت حالات الطوارئ بها عند المستوى الثالث للاضطلاع بوظائفها الحاسمة الست. وشمل هذا نشر مدير للأحداث، ومسؤول للصحة العامة، ومسؤول معني بإدارة المعلومات بغية دعم أنشطة الاستجابة على الأرض وتوسيع نطاق الدعم التشغيلي والتقني الذي تقدمه المنظمة لتلبية الاحتياجات الصحية العاجلة ومجابهة المخاطر التي تواجه السكان. وفي سياق تنفيذ الإطار أيضاً، شرعت المنظمة في تشرين الثاني/نوفمبر 2017 في وضع خارطة طريق إقليمية، ودليل استراتيجي، وخطط لعمليات الطوارئ بغية تفعيل مركز إقليمي لعمليات الطوارئ. وفي تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر 2017، جرى تفعيل المركز الإقليمي لعمليات الطوارئ لتنسيق الاستجابة لفاشيات الإسهال المائي الحاد/الكوليرا في الصومال، والسودان، واليمن، ولمواجهة عواقب الزلزال الذي وقع على الحدود الإيرانية/العراقية.

كما قادت المنظمة، أو شاركت في قيادة، عملية تنسيق قطاع الصحة في ثمانية بلدان في الإقليم فُعِّلت فيها مجموعة الصحة. وحقَّقت مجموعة الصحة إنجازات في 2017، منها منع انهيار النظام الصحي والحيلولة دون إغلاق 14 مستشفًى عاماً و18 مستشفًى تابعاً لمنظمات غير حكومية في غزة من خلال توفير إمدادات الوقود اللازمة لتشغيل مولدات الكهرباء الاحتياطية خلال فترات انقطاع الكهرباء التي امتدت إلى 20 ساعة. وفي العراق، فَعَّلت مجموعة الصحة مسار إحالة الإصابات الشديدة (الرضوح)، ولعبت دوراً جوهرياً في إنقاذ حياة 24000 من المصابين بإصابات بالغة. وفي ذات السياق، قامت الجهات الشريكة لمجموعة الصحة بتمنيع 99% من الأطفال المستهدفين في مناطق تيسَّر الوصول إليها مؤخراً. وفي اليمن، استطاع الشركاء في مجال الصحة الوصول إلى 6 ملايين نسمة بخدمات صحية مُنْقِذَة للحياة كما دعموا النظام الصحي المتهاوي بتوفير الأدوية الأساسية، والحوافز للعاملين الصحيين، وتحمُّل تكاليف تشغيله وإعادة تأهيله حفاظاً على استمرار عمل أكثر من 2500 مرفق صحي. وفي باكستان، أجرى الشركاء في مجال الصحة تقييماً لهشاشة الوضع في المناطق القبلية الخاضعة للإدارة الاتحادية، واستُخدِمت النتائج لوضع خطة انتقالية للفترة 2020-2018 تكون أساساً تستند إليه المناطق القبلية الخاضعة للإدارة الاتحادية في تحولها من حالة الطوارئ إلى التنمية. وفي الجمهورية العربية السورية، دعم شركاء مجموعة الصحة 14.4 مليون إجراء طبي، ووفروا 8.6 ملايين مقرر علاجي.

وأُطلِقت مبادرة الفِرَق الطبية في حالات الطوارئ في الإقليم في أيلول/سبتمبر 2017 بهدف إنشاء كادر من الفرق الطبية الوطنية الماهرة متعددة التخصصات للعمل بصفتهم مستجيبين أوائل عند حدوث حالات الطوارئ. كما وُضِعت الاستراتيجية الإقليمية للفِرَق الطبية في حالات الطوارئ وفق نهْج له ثلاثة جوانب، هي: تعزيز قُدُرات الفِرَق الطبية الوطنية في حالات الطوارئ داخل البلاد؛ ونشر الفرق الطبية الوطنية من بلدٍ إلى آخر داخل الإقليم حسب الضرورة؛ وإنشاء خلية تنسيق مُخصَّصة للفرق الطبية في حالات الطوارئ في المراكز الوطنية لعمليات الطوارئ. ويُقرِّر كل بلدٍ عدد الفِرَق التي يحتاج إليها وأنواعها. كما تُحدِّد البلدان الفرق المراد إنشاؤها بغرض نشرها في بلدان أخرى. ومتى التزمت هذه الفرق الدولية بمعايير منظمة الصحة العالمية، فإنها تصبح جزءاً من النظام الإقليمي للفِرَق الطبية في حالات الطوارئ. ومنذ أيلول/سبتمبر حتى كانون الأول/ديسمبر 2017، عمل خبراء معنيون بالإصابات الشديدة (الرضوح) من المكتب الإقليمي مع 15 بلداً للبدء في عملية إنشاء هذه الفِرَق، كما عقدوا اجتماعات مع المسؤولين في وزارات الصحة في مصر، وجمهورية إيران الإسلامية، والأردن، وعُمان، وفلسطين، وقطر، لتقديم لمحة عامة عن المبادرة. وعُقِدَت في جمهورية إيران الإسلامية حلقة عمل على مدار يومين حول مبادرة الفرق الطبية في حالات الطوارئ مع جميع أصحاب المصلحة بغية إنشاء فرقة عمل وطنية معنية بالفرق الطبية في حالات الطوارئ للإشراف على إنشاء فريق طبي وطني في حالات الطوارئ متعدد التخصصات.

وفي 2017، مُوِّلت 80% في المتوسط من عمل المنظمة في مجال الطوارئ، وجاء هذا التمويل من خلال دعم قدمه عددٌ من الجهات المانحة الرئيسية. ‫وشملت هذه الجهات المانحة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، ووزارة الخارجية الأمريكية، وإدارة المساعدات الإنسانية والحماية المدنية التابعة للمفوضية الأوروبية (إيكو)، وألمانيا، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، واليابان، وجمهورية كوريا، وصندوق الأمم المتحدة المركزي لمواجهة الطوارئ، والمملكة المتحدة، والنرويج، وقطر، والكويت، والبنك الدولي، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وعُمان، والصين، وإيطاليا، وفرنسا، وكندا، والجزائر، وليتوانيا. ولكن، بالرغم من تلقِّي بعض الدول دعماً كبيراً من الجهات المانحة في 2017، فإن هناك بلداناً أخرى، لا‬ سيَّما الصومال والسودان والبلدان التي تستضيف اللاجئين، ما زالت تعاني من نقصٍ شديدٍ في التمويل بالرغم من أن هذه البلدان تواجه هي الأخرى حالات طوارئ منْسِية، وتكتسي الاحتياجات الصحية بها ذات الأهمية البالغة لتلك التي في البلدان التي حصلت على الدعم. كما تأثرت حالة الطوارئ في الجمهورية العربية السورية بنقص التمويل في 2017. ومنذ تفعيل صندوق التضامن الإقليمي في كانون الثاني/يناير 2016، كانت تبرعات البلدان للصندوق محدودة، وما تزال المنظمة تعتمد على التمويل الداخلي لتلبية الاحتياجات الفورية للاستجابة لحالات الطوارئ. وفي 2017، خصَّصت المنظمة 1.6 مليون دولار أمريكي من التمويل الداخلي لدعم أنشطة الاستجابة للطوارئ في العراق، والصومال، والجمهورية العربية السورية، واليمن. ومن الأنشطة التي شملها الدعم الاستجابة للكوليرا، وتقديم الخدمات الصحية للنازحين داخلياً، وإطلاق حملات التمنيع ضد الأمراض.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

وتسعى المنظمة، من أجل تدعيم قاعدة تمويل أنشطتها، إلى تعزيز المشاركة والحوار مع الشركاء الحاليين وشركاء جُدد بغية تعبئة الموارد اللازمة للاستجابة للطوارئ، إذ تهدف المنظمة إلى زيادة إجمالي المساهمات الخاصة بالطوارئ الصحية بمقدار النصف، بما في ذلك المساهمات الـمُوجَّهة للبلدان شحيحة الموارد. ومن أجل تحقيق هذه الغاية، ستُعزِّز المنظمة الحوار المؤسسي وحضورها في الإقليم، وستُقيم شراكاتٍ إقليمية لتشجيع التمويل متعدد السنوات، حتى تستطيع أن تُلبِّي احتياجات الاستثمار على المدى الأبعد في البلدان التي تعاني من نقص التمويل وحالات الطوارئ الـمُعقَّدة. ويشمل هذا إقامة شراكات جديدة ووضع نماذج جديدة للتمويل.

كما ستستمر الجهود الرامية إلى توسيع نطاق الاستجابة والتعافي المبكر من خلال إنشاء نُظُمٍ لإدارة الأحداث ومراكز لعمليات الطوارئ، وتشجيع استخدام نماذج العمل القُطْرية، وتوسيع نطاق عمل مركز الإمدادات اللوجستية التابع للمنظمة في دبي، وتحسين التنسيق من خلال مجموعات الصحة.

الأمراض المُعدية المُستجدة

ازدادت احتمالات ظهور الأمراض التي تُسببها مُمرِضات شديدة الخطورة وانتقالها بسرعة في الإقليم بسبب حالات الطوارئ الإنسانية الحادة وطويلة الأمد التي تؤثر على الكثير من البلدان بشكلٍ مباشرٍ أو غير مباشر، الأمر الذي خلَّف وراءه أعداداً كبيرة من النازحين داخلياً واللاجئين الذين يعيشون في مساحات مكتظة ومُثقَلة بالأعباء، في ظل نقص فرص الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية والبنية التحتية البيئية أو انعدامها. وتشمل عوامل الخطر الأخرى التحضُّر السريع، وتغيُّر المناخ، وضعف الترصُّد، والقُدُرات المختبرية التشخيصية المحدودة، وزيادة التفاعل بين البشر والحيوانات. وفي الوقت نفسه، لا تزال هناك تحدِّيات تواجه جهود الوقاية من الأمراض المستجدة والأمراض التي يمكن أن تتحول إلى أوبئة ومكافحتهما في الإقليم بسبب الثغرات المعرفية عن عوامل الخطر الخاصة بسريان عددٍ من الأمراض المستجدة والأمراض التي يمكن أن تتحول إلى أوبئة الشائعة في الإقليم وخصائصها الوبائية، فضلاً عن أنظمة الترصُّد الضعيفة أو الـمُجزَّأة للكشف المبكر عن التهديدات الصحية، والقُدُرات المختبرية التشخيصية المحدودة بسبب النُظُم الصحية الهشّة في البلدان المتضررة من جراء الأزمات. وتُعزَى هذه التحدِّيات إلى عدم كفاية الاستثمار في أنشطة ترصُّد الأمراض والاستجابة لها، والافتقار إلى استراتيجيةٍ متماسكة وشاملة تُركِّز على البلدان للوقاية من الأمراض المستجدة والأمراض التي يمكن أن تتحول إلى أوبئة واحتوائها ومكافحتها.

وفي 2017، جرى احتواء عددٍ من الفاشيات الناجمة عن الأمراض الـمُعدية المستجدة بنجاح، بما في ذلك احتواء حالات لحمى الضنك في باكستان، والكوليرا في الصومال، وداء الفَيالِقَة المرتبط بالسفر في الإمارات العربية المتحدة، والإسهال المائي الحاد في السودان، وعدد محدود لفاشيات متلازمة الشرق الأوسط التنفسية في المستشفيات بالمملكة العربية السعودية. وكان ذلك ممكناً بفضل الاستقصاء الميداني السريع ونشر موظفي الاستجابة السريعة من المكتب الإقليمي، والاستعانة بالشركاء من الشبكة العالمية للإنذار بحدوث الفاشيات ومواجهتها لتقديم الدعم للاستجابة الميدانية، كما ساعد فيه تقديم الإرشاد والنصح إلى البلدان المتضررة كي تطبق تدابير الصحة العامة السريعة لاحتواء الفاشيات.

وأنشأت المنظمة شبكتها لمختبرات الـمُمرِضات المستجدَّة والخطرة في 2017 بهدف إنشاء مختبرات ذات مستويات أمن عالية من أجل الكشف عن الفاشيات التي تُسبِّبها مُمرِضات جديدة ومستجدة وخطرة، وتدبيرها علاجياً، واحتوائها في الوقت المناسب. وقدّمت الشبكة بالفعل تدريباً حول الكشف عن الأمراض المستجدة وتشخيصها. وفي 2017، عزَّزت جمهورية إيران الإسلامية، وفلسطين، والمملكة العربية السعودية، والصومال، والسودان، والجمهورية العربية السورية، والإمارات العربية المتحدة نُظُمها لترصُّد الأمراض الـمُستجدة، كما أنشأت نُظُم الإنذار المبكر للكشف عن التهديدات الصحية. بالإضافة إلى ذلك، وتمشياً مع القرار ش م/ل إ 62/ق-1، أُنشئ نظام الترصُّد الخافر للعدوى التنفسية الحادة الوخيمة وجرى تفعيله في 19 بلداً من بين 22 بلداً، ما عزَّز قُدُرات هذه البلدان على الكشف عن التهديدات الناجمة عن فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وإنفلونزا الطيور A ‏ (H5N1) وغيرها من فيروسات الجهاز التنفسي الجديدة وتخفيف آثارها.

وجرى توسيع نطاق شبكة شرق المتوسط للإنفلونزا، وهي عبارة عن قاعدة بيانات إقليمية لتبادل البيانات حول الإنفلونزا، بغية تلقِّي بيانات ترصُّد العدوى التنفسية الحادة الوخيمة الواردة من 13 بلداً من بين 19 بلداً لديها نظام جيد لترصُّد الإنفلونزا. وبالإضافة إلى ذلك، أُنشئ فريق استشاري تقني من أجل تحديد مبادرات البحوث ذات الأولوية عن متلازمة الشرق الأوسط التنفسية في الإقليم، بهدف سد الثغرات المعرفية الحرجة والمساهمة في تحسين استجابة الصحة العامة لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية. ونظَّمت المنظمة كذلك أول مؤتمر علمي من نوعه عن العدوى التنفسية الحادة لاستعراض التقدُّم الـمُحرَز في ترصُّد الإنفلونزا، وإبراز المعرفة الجديدة الـمُكتسبة في مجال الترصُّد للكشف عن فيروسات الإنفلونزا وفيروسات الجهاز التنفسي الأخرى المستجدة في الإقليم. وخلال 2017، أشرفت المنظمة أيضاً على تنفيذ تدابير التأهُّب والاستعداد في مجال الصحة العامة وتدابير التخفيف من وطأة المخاطر في المملكة العربية السعودية خلال موسم الحج في عام 2017 (1438 بعد الهجرة)، وفق ما تشترطه اللوائح الصحية الدولية 2005. وفي إطار الخطة الإقليمية الخاصة بتحديد البؤر الساخنة المحتملة للعدوى بفيروس زيكا، استُكمِل رسم خرائط بمخاطر توزيع نواقل الأمراض من جنس البعوضة الزاعجة في الوقت الحالي وفي المستقبل، من أجل تعزيز تدابير التأهُّب والاستعداد للوقاية من العدوى بفيروس زيكا والكشف عنها والاستجابة المبكرة لها. وجرى التنسيق بين الاستراتيجيات التنفيذية لتعزيز التأهُّب للكوليرا وسائر تدابير المكافحة من أجل تنفيذها بسرعة في البلدان المتضررة والبلدان الـمُعرَّضة للخطر، وجاء ذلك في أعقاب اجتماع تشاوري عُقِد في منتصف 2017 في بيروت، لبنان. ويجري حالياً، من خلال استعراض منهجي، تجميع البيّنات عن عبء الأخطار الصحية الناجمة عن الأمراض المستجدة وعوامل الخطر المرتبطة بها، فضلاً عن أفضل الممارسات بشأن تدخلات المكافحة.

ومستقبلاً، ستُعزِّز المنظمة الوقاية من الأمراض المستجدة والأمراض التي يمكن أن تتحول إلى أوبئة ومكافحتهما، من خلال مساعدة البلدان على التنبؤ بمخاطر الأحداث الصحية واكتشافها وتقييمها وتعزيز استجابات سريعة للفاشيات، وإعداد خرائط بالبؤر الساخنة، وإنشاء أنظمة ترصُّدٍ فعالة، وإجراء تقييم للمخاطر في البلدان ذات المخاطر العالية لتكون الأساس الذي تقوم عليه خطط التأهُّب والاستجابة.

التأهُّب

في 2017، قدمت المنظمة الدعم لمصر، والعراق، والأردن، وباكستان، لإجراء تقييم للمخاطر ولإعداد خطط التأهُّب لكل الأخطار والاستجابة لها. كما عزَّزت المنظمة قائمة الخبراء الإقليميين بعقْد دورة إقليمية للجهات النظيرة الوطنية والموظفين في المكاتب القُطْرية للمنظمة قبل نشرهم لتقديم الاستجابة في حالات طوارئ الصحة العامة. وبالإضافة إلى ذلك، دعمت المنظمة اللجنة الدولية للصليب الأحمر لعقد دورة إقليمية عن حالات الطوارئ الصحية التي تؤثر على أعداد كبيرة من السكان، وأتاح هذا الدعم فرصة أخرى لتدريب المزيد من الموظفين من داخل الإقليم بفاعلية. وأُجريت دورة تدريبية عن طوارئ المستشفيات في البحرين وليبيا والسودان، وذلك في إطار سلسلة من الدورات المزمع تكرارها عبر الإقليم. كما شارك المكتب الإقليمي في أول اجتماع عالمي يجري وجهاً لوجه لفرقة عمل المنظمة المعنية بالاستعداد الميداني.

وعُقِدت مشاورة للخبراء على مدار يومين هدفت إلى جمع الجهات صاحبة المصلحة الدولية والوطنية لمناقشة صحة المهاجرين والنازحين. وعُرِض تحليل عن الآثار الصحية على النازحين داخلياً، واللاجئين، والمهاجرين والعائدين في الإقليم، كما نُوقشت خطة عمل إقليمية مقتَرَحة في هذا الصدد.

وفي إطار تنفيذ قراري اللجنة الإقليمية ش م/ل إ 62/ق-3 لعام 2015 وش م/ل إ 63/ق-1 لعام 2016، واصل المكتب الإقليمي دعم إجراء التقييمات الخارجية المشتركة الطوعية الإضافية، فقدم الدعم في هذا الصدد في عام 2017 إلى الكويت وعُمان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وتواصلت المنظمة باستمرار مع البلدان المتبقية، وقدّمت التدريب إلى عددٍ منها للبدء في عملية التقييم الذاتي تمهيداً لإجراء التقييم الخارجي المشترك. كما أعدّ المكتب الإقليمي إرشادات إقليمية حول إجراء التقييم الخارجي المشترك في البلدان التي تعاني من أزمات، إلى جانب توفير التدريب لكل من ليبيا والعراق والجمهورية العربية السورية واليمن. وقدَّم التدريب فرصة متميزة للمشاركين لتبادل الخبرات والعودة إلى بلدانهم للدعوة لهذه العملية.

وحيث إن استكمال التقييم الخارجي المشترك هو خطوة أولى فحسب، فقد تحول الاهتمام صوب مساعدة البلدان في وضع خطط عمل وطنية للأمن الصحي وتحديد تكلفتها في مرحلة ما بعد التقييم الخارجي المشترك. وتنتهج الخطط نهجاً متعدد القطاعات من أجل تعزيز الأمن الصحي الوطني طبقاً للوائح الصحية الدولية، مستفيدة في ذلك من نتائج التقييم الخارجي المشترك وغيره من التقييمات وكذلك النتائج التي يسفر عنها إطار رصد اللوائح الصحية الدولية وتقييمها. وفي 2017، عُقِدت حلقات عمل وطنية في الأردن والمملكة العربية السعودية شاركت فيها كل القطاعات المعنية الملتزمة باللوائح الصحية الدولية. وحددت حلقات العمل الإجراءات التي تحظى بالأولوية في 19 مجالاً تقنياً من مجالات التقييم الخارجي المشترك. كما قدمت المنظمة الدعم التقني لأفغانستان والسودان لوضع خطط العمل الوطنية للأمن الصحي بهما.

وبموجب إطار رصد اللوائح الصحية الدولية وتقييمها، قدمت المنظمة الدعم التقني إلى البلدان لتنفيذ القُدُرات المطلوبة بموجب اللوائح الصحية الدولية. وعقدت كل من مصر، والعراق، وباكستان مجموعة متنوعة من التمارين تراوحت بين تمارين المحاكاة "النظرية" إلى تمارين المحاكاة "واسعة النطاق" بغية اختبار تنفيذ قُدُراتها الوطنية وتحسين عملية التنفيذ هذه. وأُجري استعراض لاحق من أجل إجراء مراجعة نقدية للاستجابة للفاشيات بحثاً عن الثغرات المنهجية في المغرب (داءُ البرُوسِيلات)، مع إجراء استعراضات إضافية مخطط لها في باكستان (حمى الضنك) وفي السودان (الإسهال المائي الحاد). وعقد المكتب الإقليمي الاجتماع الإقليمي السادس للجهات صاحبة المصلحة لاستعراض تنفيذ اللوائح الصحية الدولية في كانون الأول/ديسمبر 2017، الذي جمع قطاعات وطنية متنوعة وشركاء تقنيين. واتسع نطاق الاجتماع هذا العام لتشارك فيه أطراف عالمية احتفالاً بالذكرى العاشرة للوائح الصحية الدولية. كما عُقِدَت في الأردن والمغرب حلقتا عمل وطنيتان انتقاليتان ناقشتا عملية التقييم الخارجي المشترك وأداة منظمة صحة الحيوان، وهدفتا إلى تعزيز أواصر التعاون بين قطاعات صحة الإنسان والحيوان، وتحديد الأنشطة المشتركة والتخطيط لها كي يتسنَّى إدراجها في خطط العمل الوطنية للأمن الصحي.

وستواصل المنظمة دعم البلدان للوفاء بالمتطلبات التي توجبها اللوائح الصحية الدولية من خلال بناء قُدُراتها وصونها في مجالات الترصُّد لجميع الأخطار والاستجابة لها، ودعمها في رصد امتثالها للوائح الصحية الدولية، ووضع خطط العمل الوطنية للأمن الصحي، وبناء قُدُرات مسؤولي التنسيق المعنيين باللوائح الصحية الدولية، وتعبئة الموارد، وتعزيز التنسيق والحوار مع الشركاء، والحصول على الدعم من البلدان الأخرى.

 

يمكن أن يسبب التهاب الكبد اليرقان، أو اصفرار الجلد والعينين، بسبب انسداد القنوات الصفراوية (صورة: الدكتور توماس اف سيلرز، جامعة إيموري/مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها)يمكن أن يسبب التهاب الكبد اليرقان، أو اصفرار الجلد والعينين، بسبب انسداد القنوات الصفراوية (صورة: الدكتور توماس اف سيلرز، جامعة إيموري/مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها)

التهاب الكبد A وE

التهاب الكبد الفيروسي هو مجموعة من الفيروسات (التهاب الكبد A وB وC، والنوع النادر D وE) التي يمكن أن تسبب عدوى حادة ومزمنة والتهاب في الكبد. وتنتقل هذه الفيروسات عادةً عن طريق الدم الملوث أو منتجات الدم الملوثة، أو الإجراءات الطبية الباضعة باستخدام معدات ملوَّثة. ويحدث التهاب الكبد A وE عادةً بسبب تناول أغذية أو مياه ملوثة.

التهاب الكبد A

يتسبب التهاب الكبد A في إصابة ما يقدر بنحو 1.4 مليون شخص بالاعتلال الخفيف إلى الشديد سنويًا، مع إصابة 113 مليون شخص آخرين بالعدوى لكنهم لا يصابون بأعراض مرضية. وعلى الرغم من أن هذا المرض نادرًا ما يكون مميتًا، وأن المرضى الذين يتعافون منه يتمتعون بمناعة مدى الحياة، إلا أنه يمكن أن يسبب أعراضًا مُوَهِنة، وفي الحالات النادرة يسبب فشلًا كبديًا حادًا فتاكًا (التهاب الكبد الوبائي الخاطف). وتحدث عدوى الالتهاب الكبدي A في حالات فردية متفرقة وفي شكل أوبئة بأنحاء العالم كافة وتميل إلى التواتر بصفة دورية. ويعد فيروس الالتهاب الكبدي A واحدًا من أكثر الأسباب شيوعًا لسراية عدوى المرض عن طريق الأغذية. وعلى الرغم من أن العبء الفعلي لالتهاب الكبد A في إقليم شرق المتوسط لا يزال غير معروف، فقد حدثت فاشياته مرارًا وتكرارًا في أماكن نزوح السكان واللاجئين في البلدان المتضررة من الأزمات أو حالات الطوارئ الإنسانية. وقد كُشف مؤخرًا عن التهاب الكبد A من النمط الجيني 1B في سوريا. ولا يزال انتشار الأنماط الجينية الأخرى لفيروس التهاب الكبد A في إقليم شرق المتوسط غير معروف في الوقت الحاضر.

ويتوفر لقاح آمن وفعال للوقاية من التهاب الكبد الوبائي A، وهو جزء من البرامج الوطنية للتمنيع الروتيني للأطفال في المملكة العربية السعودية والبحرين والعراق. وبالإضافة إلى جهود التطعيم، تُعدُّ إمدادات المياه المأمونة، وسلامة الغذاء، وتحسين الصرف الصحي، وغسل اليدين أكثر الطرق فعالية للوقاية من هذا المرض. ويركز العلاج على الراحة وضمان التغذية الكافية ومضادات الجفاف.

التهاب الكبد E

تشير التقديرات إلى إصابة 20 مليون شخص بالتهاب الكبد E كل عام، مما يؤدي إلى ظهور 3.3 مليون حالة مصحوبة بأعراض. وفي عام 2015، تسبب التهاب الكبد الوبائي E في حوالي 44000 حالة وفاة على مستوى العالم.

وعلى الرغم من أن العبء الفعلي لالتهاب الكبد A في إقليم شرق المتوسط لا يزال غير معروف، فقد حدثت فاشياته مرارًا وتكرارًا في أماكن نزوح السكان واللاجئين في البلدان المتضررة من الأزمات أو حالات الطوارئ الإنسانية.

ولفيروس التهاب الكبد الوبائي E أربعة أنماط جينية مختلفة على الأقل، عُثر على اثنين منها فقط لدى البشر. وبينما اكتُشف النمط الجيني 1 لفيروس التهاب الكبد E في أفغانستان وجمهورية إيران الإسلامية والعراق وليبيا والمغرب، اكتُشف النمطان الجينيان 1 و2 لفيروس التهاب الكبد E في مصر بين بلدان إقليم شرق المتوسط. وتحدث العدوى بشكل رئيسي من خلال مياه الشرب الملوثة، وعادةً ما تُشفى من تلقاء نفسها، مما يعني أنها تختفي خلال أسبوعين - 6 أسابيع.

وفي حالات نادرة، يمكن أن يؤدي التهاب الكبد E الحاد إلى فشل كبدي حاد (التهاب الكبد الخاطف) والوفاة. وتتعرض النساء الحوامل المصابات بالتهاب الكبد E لخطر متزايد، خاصة خلال الثلثين الثاني والثالث من الحمل، حيث تصل معدلات الوفيات في الثلث الثالث من الحمل إلى 20-25%.

وقد طُوِّر لقاح للوقاية من عدوى فيروس التهاب الكبد الوبائي E، وهو مرخص في الصين، لكنه لم يتوفر بعد في أي مكان آخر. وكما هو الحال مع التهاب الكبد الوبائي A، تركز جهود الوقاية على زيادة الوعي والحفاظ على المياه المأمونة والصرف الصحي السليم والنظافة الصحية المناسبة. ولا يوجد علاج محدد، على الرغم من أن الأشخاص الذين يصابون بالتهاب الكبد E المزمن يستفيدون من العلاج المضاد للفيروسات.

 


الصفحة 65 من 93