Obituary

Print

The public health community and the World Health Organization (WHO) have lost an exceptional colleague, Dr Abdel-Monem M. Aly, who passed away on Friday 16 April 2010 at the age of 85 years.

Dr Aly had a long and distinguished career in public health, spanning over 50 years. He was born in Egypt and graduated from the Faculty of Medicine of Alexandria University in 1952. He held diplomas in surgery from Cairo University, in orthopaedics from Ains Shams University, Cairo and a Masters in Public Health from Johns Hopkins University, USA.

In his early career he worked with the Ministry of Health in Egypt and the then in the Kingdom of Yemen until 1961. Thereafter he worked within the Egyptian Air Force, first as general surgeon and then orthopaedic surgeon. In 1962 he was deployed to the newly established Republic of Yemen, where he served until 1967 as personal medical adviser to the President of the Republic, technical adviser to the Ministry of Health and head of the Egyptian Medical Mission to Yemen. He was instrumental in the formulation of the first five-year health plan for Yemen and was the chief delegate of Yemen at the 1964 World Health Assembly.

Following his successful years in Yemen, Dr Aly worked within the Egyptian Ministry of Health from 1970 to 1976 as Head of the Technical Office, Chief of the International Health Department and Chief of the Minister’s Office for Constitutional and Parliamentary Affairs. During this time, he played a key role in the introduction of Arabic as a working language in the WHO.

In 1976, he was recruited to WHO headquarters in Geneva to establish the Arabic language unit and a WHO programme for Arabic publications. In 1980 he took over as the Chief Officer of Language Services, where he served until his retirement in 1984. Under Dr Aly’s direction, the Arabic language unit and progamme for Arabic publications grew to become a dynamic and productive endeavour.

Even in retirement, Dr Aly continued to work tirelessly both for the Egyptian Ministry of Higher Education and WHO. In the WHO Regional Office for the Eastern Mediterranean (EMRO) he managed the Health and Biomedical Information Unit, established and managed the AIDS Information Centre and, in 1995, launched the Eastern Mediterranean Health Journal (EMHJ), serving as its Executive Editor from 1995 to 2002.

From its inception, Dr Aly expertly and effectively steered EMHJ through seven years of publication. Under his guidance, what started as a little-known journal with few submissions and two issues a year grew to become a premier journal in the Region with over 300 submissions and six issues per year. It remains one of the few regional journals indexed on PubMed. All this could not have been achieved without Dr Aly, whose vast breadth of knowledge, dedication and indefatigable efforts not only ensured that the Journal flourished but also were critical to maintaining its high standards. The continued success and evolution of the EMHJ are a testament to him.

Dr Aly’s long and valuable contribution to public health in the Region, to the promotion of Arabic and the dissemination of public health information in Arabic was prodigious and will not be forgotten. His devotion to duty was unparalleled and his phenomenal knowledge and memory made him a recognized institutional memory of WHO. But beyond that he will be remembered for his kindness, decency and integrity.

Dr Aly inspired great respect and affection and he will be much missed by all those who were privileged to know and work with him.

May his soul rest in peace.

رثاء الفقيد العزيز

يعزّ على منظمة الصحة العالمية ومجتمع الصحة العمومية فقد أحد الرواد الذين يندر أن يجود الزمان بأمثالهم: الدكتور عبد المنعم محمد علي، الذي تغمده الله برحمته في 16 نيسان/أبريل 2010 بعمر ناهز الخامسة والثمانين.

لقد أمضى المرحوم الدكتور عبد المنعم محمد علي حياةً مهنيةً حافلةً بالعطاء للصحة العمومية، استمرت زهاء خمسين عاماً، فقد ولد رحمه الله في مصر، وتخرج من كلية الطب، جامعة الإسكندرية عام 1952، وحصل على دبلوم في الجراحة من كلية الطب، جامعة القاهرة، وفي تقويم العظام من كلية الطب، جامعة عين شمس في القاهرة، ثم على الماجستير في الصحة العمومية من جامعة جونز هوبكنز في الولايات المتحدة الأمريكية.

استهلّ المرحوم الدكتور عبد المنعم محمد علي حياته المهنية بالعمل في وزارة الصحة في مصر، ثم في اليمن حتى عام 1961، ثم انتقل للعمل مع سلاح الجو المصري طبيباً في الجراحة العامة، ثم جرّاحاً لتقويم العظام.

استدعي عام 1962 للعمل في الجمهورية اليمنية الفتية، فواصَل خدمته فيها حتى عام 1967 بصفته المستشار الطبي الشخصي لرئيس الجمهورية، والمستشار الفني لوزارة الصحة، ورئيس البعثة الطبية المصرية إلى اليمن. وقد أدى دوراً حاسماً في صياغة الخطة الصحية الخمسية الأولى في اليمن، وكان يرأس الوفد اليمني إلى جمعية الصحة العالمية عام 1964.

وبعد انقضاء سنوات من النجاح المنقطع النظير في اليمن، عمل المرحوم الدكتور عبد المنعم محمد علي في وزارة الصحة المصرية في المدة من 1970 حتى 1976 رئيساً للمكتب الفني، ورئيساً للإدارة الصحية الدولية، ورئيساً لمكتب الوزير للشؤون الدستورية والبرلمانية. وخلال هذه الفتـرة، أدى دوراً محورياً في إدخال اللغة العربية ضمن لغات العمل في منظمة الصحة العالمية عام 1976.

وفي عام 1976، عمل المرحوم الدكتور عبد المنعم محمد علي في المقرّ الرئيسي لمنظمة الصحة العالمية في جنيف، سويسرا، ليؤسس وحدة القسم العربي فيها، وبرنامج منظمة الصحة العالمية للمطبوعات العربية. وفي عام 1980 أصبح الرئيس للخدمات اللغوية، وواصل أداءه لعمله حتى تقاعده عام 1984. وقد حظيت وحدة اللغة العربية، ومن بعدها برنامج المطبوعات العربية، بإدارة المرحوم الدكتور عبد المنعم محمد علي، بالنمو والازدهار حتى أصبحا من المشاريع المنتجة التي تفيض بالحيوية.

ولم يُثن التقاعد المرحوم الدكتور عبد المنعم محمد علي عن مواصلة عمله بجد واجتهاد في وزارة التعليم العالي المصرية، وفي منظمة الصحة العالمية؛ حيث أدار بتميز وكفاءة واقتدار وحدة الإعلام الطبي والصحي، ثم أسس وأدار مركز المعلومات حول الإيدز، ثم أطلق المجلة الصحية لشرق المتوسط، وعمل فيها مديراً للتحرير منذ تأسيسها عام 1995 وحتى عام 2002.

وقد قاد المرحوم الدكتور عبد المنعم محمد علي مسيرة المجلة الصحية لشرق المتوسط منذ اليوم الأول لولادتها بخبرة وفعَّالية، طيلة سبع سنوات، فنقلها من مجلةٍ لا يكاد يُسمع باسمها، ولا تتلقَّى إلا عدداً قليلاً من المقالات للنشر، وتصدر مرتين كل عام، إلى المجلة الأولى في الإقليم، وزاد عدد ما تتلقاه من طلبات النشر عن 300 طلب، وأصبحت المجلة تصدر كل شهرين؛ واحتلت مكانها اللائق بها بين المجلات القليلة المفهرسة ضمن موقع استـرجاع النشريات الطبية PubMed. ولم يكن تحقيق أي من هذه الإنجازات ممكناً دون الجهود المخلصة التي بذلها الدكتور عبد المنعم محمد علي، بما حباه الله من معرفة موسوعية، ومن إخلاص وتفانٍ في ما يُقْدم عليه من أعمال. فجهود المرحوم الدكتور عبد المنعم محمد علي أثمرت ازدهاراً للمجلة، ومحافظةً على المعايـير الرفيعة التي خطّها لها، وهما أمران بالغا الأهمية، ولا مراء بأن المجلة الصحية لشرق المتوسط تدين بوجودها وبنجاحها وباستمرارها لهذا الرجل العظيم.

أما ما قدّمه المرحوم الدكتور عبد المنعم محمد علي من مساهمات قيِّمة في الصحة العمومية على صعيد إقليم شرق المتوسط، وفي تعزيز ونشر المعلومات حولها باللغة العربية، فأمر جدير أن يضمن للمرحوم الدكتور عبد المنعم محمد علي البقاء في ذاكرة الأجيال المتتالية، لقد كان إخلاصه في أداء ما يتصدى له من واجبات لا يجارى، إذ أتاحت له معارفه المستفيضة وذاكرته الواسعة أن يكون بجدارة واستحقاق ذاكرةً مؤسسية لمنظمة الصحة العالمية، إلا أننا جميعاً سنذكر أولاً وقبل كل شيء في الدكتور عبد المنعم علي الإنسان الدائم الابتسامة، والطلق المحيا، والمكتمل النزاهة، والطيب السيرة .

أجل، سيكون المرحوم الدكتور عبد المنعم محمد علي على الدوام مصدر إلهامٍ لمعاني الاحتـرام والمودة والتعاطف بين جميع من حظي بالتعرف عليه أو بالعمل معه.

رحم الله الدكتور عبد المنعم محمد علي وتغمده بواسع رحمته ورضوانه، وأسكنه بفسيح جناته.