اختر لغتك

وجوه الصحة

في مختلف قارات إقليم شرق المتوسط وثقافاته، هناك أشخاصٌ رائعون يُحدِثونَ تحوُّلًا في مجتمعاتهم بدعمٍ من منظمة الصحة العالمية، وذلك بأداء كل عملٍ من أعمال الرعاية في حينه. وسواء كانت هذه الوجوه البارزة في مجال الصحة تقدم لقاحات منقذة للأرواح أم تقدم الدعم في مجال الصحة النفسية، فإنها تُجسِّد القدرة على الصمود والتعاطف والتفاني الراسخ. وتعكس قصصهم رسالة مشتركة لا تعرف حدودًا، ألا وهي: تحقيق الصحة للجميع.

أفغانستان
أفغانستان
البحرين
البحرين
Djibouti
جيبوتي
مصر
مصر
الأردن
الأردن
Iraq
العراق
الجمهورية الإسلامية الإيرانية
الجمهورية الإسلامية الإيرانية
لبنان
لبنان
ليبيا
ليبيا
المغرب
المغرب
Libya
عُمان
باكستان
باكستان
Dr Ahmad Al Mulla
قطر
الصومال
الصومال
السودان
السودان
سوريا
الجمهورية العربية السورية
تونس
تونس
الإمارات العربية المتحدة
الإمارات العربية المتحدة
اليمن
اليمن
أفغانستان

فرحناز رحمانيار

الأمل والشفاء في مقاطعة هيرات

على مدار ما يقرب من 8 سنوات، كانت لفرحناز رحمانيار، العاملة في مجال صحة المجتمع، حضورٌ يبعث على الطمأنينة، ويستحوذ على ثقة الأسر التي تخدمها، واحترامها.

فرحناز رحمانيار، أفغانستانوفي ضواحي مقاطعة هيرات، حيث الطرق الترابية تفصل بين المنازل المتواضعة، تمضي فرحناز نحو هدفٍ منشود، فتبثُّ الأمل وتساعد في الشفاء، وتثقف الأمهات وتدعم الحرص على نمو أطفالهن.

تقول فرحناز: "أنا ممتنةٌ للثقة التي يضعها الناس فيّ، وبهذه الثقة تأتي المسؤولية. ومن خلال عملنا التطوعي، نساعد مجتمعاتنا على اتخاذ خطوات هادفة نحو حياةٍ أفضل صحة".

وقد حضرت فرحناز دورات تدريبية لمنظمة الصحة العالمية عن التدبير العلاجي لأمراض الجهاز التنفسي الحادة والإسهال والملاريا وغيرها من الأمراض المُعدية وغير السارية الشائعة، واكتسبت المعرفة التي تنشرها الآن في المجتمعات المحلية.

وتقول فرحناز: "بفضل البرامج التي نظمتها منظمة الصحة العالمية، تَعَرَّفنا على الأمراض الشائعة في منطقتنا المحلية وأصبحنا قادرين الآن على تقديم خدمات صحية أفضل لشعوبنا، لا سيما الأمهات الحوامل والأطفال دون سن 5 سنوات".

ونتيجة حماسها وعملها الجاد، يتزايد إقبال الحوامل على إجراء الفحوص الروتينية، ويتلقى مزيد من الأطفال دون سن 5 سنوات التطعيمات المنقذة للحياة، وتكتسب الأمهات المعرفة التي يحتجن إليها لحماية أطفالهن من سوء التغذية. لقد ارتفع مستوى الوعي. وحصل مئات الأشخاص على الرعاية الصحية المناسبة.

Afghanistan«إن جهودنا بوصفنا متطوعين نعمل في المراكز الصحية المحلية أسهمت في الحد من وفيات الأطفال والأمهات إسهامًا ملموسًا. وقد استطعنا من خلال نشر المعلومات الصحية وزيادة الوعي خفض وفيات الأمهات بشكل كبير في مجتمعاتنا."

ويعمل في كل مركز صحي عاملٌ وعاملةٌ في مجال صحة المجتمع يخدمان ما بين 100 و150 أسرة، ويقدمان خدمات الرعاية الصحية الوقائية والعلاجية الأساسية، بما في ذلك التثقيف الصحي والتطعيم والعلاج من الأمراض الشائعة، إلى جانب الرعاية الصحية للأمهات وخدمات تنظيم الأسرة والإحالة عند الضرورة إلى مرافق أعلى مستوى.

بناء الثقة. التحدث عن الصحة. بثُّ الأمل. هذا ما تفعله فرحناز والعديد من العاملين في مجال صحة المجتمع مثلها. إنها شريان حياة للعائلات التي تخدمها. ابنة المجتمع. وجهٌ من وجوه الصحة العديدة.

الأمل والشفاء في مقاطعة هيرات، أفغانستان

على مدار ما يقرب من 8 سنوات، كانت لفرحناز رحمانيار، العاملة في مجال صحة المجتمع، حضورٌ يبعث على الطمأنينة، ويستحوذ على ثقة الأسر التي تخدمها، واحترامها.

وفي ضواحي مقاطعة هيرات، حيث الطرق الترابية تفصل بين المنازل المتواضعة، تمضي فرحناز نحو هدفٍ منشود، فتبثُّ الأمل وتساعد في الشفاء، وتثقف الأمهات وتدعم الحرص على نمو أطفالهن.

تقول فرحناز: "أنا ممتنةٌ للثقة التي يضعها الناس فيّ، وبهذه الثقة تأتي المسؤولية. ومن خلال عملنا التطوعي، نساعد مجتمعاتنا على اتخاذ خطوات هادفة نحو حياةٍ أفضل صحة".

وقد حضرت فرحناز دورات تدريبية لمنظمة الصحة العالمية عن التدبير العلاجي لأمراض الجهاز التنفسي الحادة والإسهال والملاريا وغيرها من الأمراض المُعدية وغير السارية الشائعة، واكتسبت المعرفة التي تنشرها الآن في المجتمعات المحلية.

وتقول فرحناز: "بفضل البرامج التي نظمتها منظمة الصحة العالمية، تَعَرَّفنا على الأمراض الشائعة في منطقتنا المحلية وأصبحنا قادرين الآن على تقديم خدمات صحية أفضل لشعوبنا، لا سيما الأمهات الحوامل والأطفال دون سن 5 سنوات".

ونتيجة حماسها وعملها الجاد، يتزايد إقبال الحوامل على إجراء الفحوص الروتينية، ويتلقى مزيد من الأطفال دون سن 5 سنوات التطعيمات المنقذة للحياة، وتكتسب الأمهات المعرفة التي يحتجن إليها لحماية أطفالهن من سوء التغذية. لقد ارتفع مستوى الوعي. وحصل مئات الأشخاص على الرعاية الصحية المناسبة.

«إن جهودنا بوصفنا متطوعين نعمل في المراكز الصحية المحلية أسهمت في الحد من وفيات الأطفال والأمهات إسهامًا ملموسًا. وقد استطعنا من خلال نشر المعلومات الصحية وزيادة الوعي خفض وفيات الأمهات بشكل كبير في مجتمعاتنا."

ويعمل في كل مركز صحي عاملٌ وعاملةٌ في مجال صحة المجتمع يخدمان ما بين 100 و150 أسرة، ويقدمان خدمات الرعاية الصحية الوقائية والعلاجية الأساسية، بما في ذلك التثقيف الصحي والتطعيم والعلاج من الأمراض الشائعة، إلى جانب الرعاية الصحية للأمهات وخدمات تنظيم الأسرة والإحالة عند الضرورة إلى مرافق أعلى مستوى.

بناء الثقة. التحدث عن الصحة. بثُّ الأمل. هذا ما تفعله فرحناز والعديد من العاملين في مجال صحة المجتمع مثلها. إنها شريان حياة للعائلات التي تخدمها. ابنة المجتمع. وجهٌ من وجوه الصحة العديدة.

البحرين

أمجد المهري

الشجاعة والابتكار

خطت البحرين خطوة تاريخية في مجال الابتكار الطبي بعد النجاح في علاج السيد أمجد المهري، وهو أول مريض خارج الولايات المتحدة يخضع لعلاج داء الخلايا المنجلية باستخدام تكنولوجيا تكنولوجيا تعديل الجينات اعتمادًا على التكرارات العنقودية المتناظرة القصيرة منتظمة التباعد (CRISPR).

ولطالما كان داء الخلايا المنجلية شاغلًا من شواغل الصحة العامة في البحرين، ويتطلب ذلك بذل جهود مستمرة في العلاج والوقاية. ويعكس إدخال تكنولوجيا تعديل الجينات اعتمادًا على التكرارات العنقودية المتناظرة القصيرة منتظمة التباعد (CRISPR) في المملكة كيف يمكن للاستثمار في البحوث والشراكات والابتكار أن يحقق نتائج ملموسة للمرضى.

وحالة السيد المهري ليست مجرد نجاح شخصي، بل هي رمز لالتزام البحرين بتطوير الطب الحديث. ويُعدُّ تعافيه علامةً فارقةً للمملكة.

أمجد المهريوكانت عملية العلاج طويلة ومعقدة. فقد تطلبت تحضيرًا دقيقًا وقدرة كبيرة على الصمود من جانب السيد المهري الذي خضع للإجراء وهو يدرك تمامًا التحديات والمخاطر المحتملة التي ينطوي عليها. ويرجع نجاح تعافيه بدرجةٍ كبيرةٍ إلى عزمه وشجاعته. فلم يكن هذا النجاح ثمرة التقدم الطبي فحسب، بل كان راجعًا أيضًا إلى قوة المريض واستعداده لتقبُّل هذا العلاج المُستحدَث.

ويعمل المكتب القُطري لمنظمة الصحة العالمية في البحرين مع وزارة الصحة والشركاء الآخرين عن كثب لتعزيز النُظُم الصحية وضمان إدماج العلاجات المبتكرة في الرعاية. ويتماشى ذلك مع تركيز منظمة الصحة العالمية في البحرين على الأولويات الصحية الرئيسية، ومنها التدبير العلاجي للأمراض غير السارية، والتأهب لحالات الطوارئ الصحية، وتعزيز الإتاحة المُنصِفة للرعاية المتقدمة.

وقد سلَّط كلٌّ من المدير العام لمنظمة الصحة العالمية والمديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الضوءَ على الابتكارات الصحية في البحرين خلال زيارتهما للمملكة. وأكَّدَت الزيارتان على الدور القيادي للبحرين في تبني حلول صحية متقدمة، ومن الجدير بالذكر أن كلا المديرَين التقى السيد المهري.

وفي حين أن رحلة أمجد المهري - مرشح البحرين لحملة "وجوه الصحة" التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية - تُجَسِّد شجاعةً شخصيةً، فهي أيضًا شاهدٌ على رؤية المملكة لمستقبل الرعاية الصحية ودور منظمة الصحة العالمية في البحرين في دعم هذه الرؤية، وهذا يؤكد كيف يمكن للابتكارات العلمية أن تُحَسِّن حياة الناس بشكل مباشر وأن تُشَجِّع على التقدم في جميع أنحاء الإقليم.

جيبوتي

عَرَفو ضاهر عينان

بناء الثقة خطوة بخطوة

عَرَفو ضاهر عينانفي مدينة علي صبيح، تتحقق ممرضة التخدير عَرَفو ضاهر عينان من الصندوق المبرّد، وتؤكد المسار الذي ستسلكه اليوم مع فريق التوعية، ثم ينطلقون. إنه روتين معتاد. وعلى مدى أكثر من 11 عامًا كان عمل عرفو يقتضي السفر لمسافات طويلة، في بيئات يعتمد تقديم الخدمات الصحية فيها على الثقة.

وخلال حملة مكافحة شلل الأطفال في جيبوتي، دعمت عرفو الإشراف في المناطق التي يصعب الوصول إليها الواقعة على أطراف البلد، وحماية سلسلة التبريد، ومساعدة أفرقة العمل على الاستعداد للرحلة الطويلة سيرًا على الأقدام بين المنازل المتفرقة. وفي حين أن الخطوات التقنية، وتشمل تسجيل درجات الحرارة، وعدّ القنينات، وتوقيع السجلات، ضرورية، فإن نقطة التحول غالبًا ما تنطوي على محادثات هادئة على عتبات أبواب مظللة.

عرفو مستمعةٌ جيدةٌ. فهي تريد أن تعرف ما يقلق مرضاها بشدة، وما سمعوه. وتتولى الإجابة على الأسئلة بشكل واضح وبكل احترام وتتصدى للتردد دون أن تُصدر أحكامًا على رأي أحد".

تقول عرفو: "الثقة تُبنى خطوة بخطوة. فعندما تشعر الأم بأن رأيها يحظى بالاهتمام، فإنها ستختار الحماية لطفلها.

عَرَفو ضاهر عينانوتدعم وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية عمل عرفو وزملائها بالتخطيط الدقيق والتدريب والإشراف الداعم والمواد المسندة بالبيّنات التي تُكيَّف لتلائم السياق المحلي. وتساعد هذه المصادر أفرقة العمل في تنظيم المسارات التي يسلكونها والحفاظ على سلامة سلسلة التبريد وإيصال رسائل منطقية إلى الأسر التي تلتقيها.

وبعد مناقشة طويلة بعد ظُهر أحد الأيام، نرى إحدى الأمهات التي لم تكن تثق بالتطعيم وهي تحمل طفلها وتميل رأس رأسه ليتلقى التطعيم بينما تُحضّر عرفو قطرات التطعيم الفموي. استمر المشهد ثوانٍ معدودة. لكن أثره سيبقى لسنوات.

وتكشف قصة عرفو عن الجانب العملي لتعاون منظمة الصحة العالمية، ويتجلى ذلك في اللوجستيات الفعالة، والرسائل التي تحقق أثرها المرجو، وأفرقة العمل التي تتلقى الدعم في سعيها للتغلب على كل عقبة لضمان عدم تخلف أي طفل عن الرَكب. وهي تعكس قيم التعاطف والوضوح والمثابرة التي تسترشد بها في عملها. تقول عرفو: "حتى لو قطعنا كيلومترات سَيرًا على الأقدام، فأهمية كل طفل تستحق ذلك الجهد."

"أهمية كل طفل تستحق ذلك الجهد".

كلماتٌ بسيطةُ لها تأثيرٌ كبير. فهذه الكلمات تعني حماية الأطفال، واقتراب الأُسَر والمجتمعات المحلية في جميع أنحاء جيبوتي من تحقيق مستقبلٍ خالٍ من شلل الأطفال.

لبنان

حوراء سيف الدين

مهمة الإخصائي الاجتماعي

حوراء سيف الدين، لبنانفي عام 2020، تَخَّرَجت حوراء سيف الدين في الجامعة اللبنانية بشهادة في العمل الاجتماعي الصحي. ومنذ ذلك الحين، تشكلت حياتها المهنية بفضل مشاركتها في مبادرات الدعم الإنساني والنفسي والاجتماعي.

وخلال جائحة كوفيد-19، قدمت حوراء الدعم إلى الأطفال والآباء الذين خضعوا للحجر الصحي أو أصيبوا بالعدوى. ومن خلال الأنشطة الجماعية والعلاج باللعب، ساعَدَت حوراء الأطفال على التعامل مع الضغط النفسي وقَدَّمَت جلسات عن ضبط الغضب، والخوف، والوصم، علاوة على تقديم المشورة لتجاوز الأحزان.

وقد عملت حوراء مع منظمة الصحة العالمية في مراكز الصحة النفسية ورعاية المسنين. وفي الآونة الأخيرة، دأبت على دعم برنامج العلاج في المستشفيات لإنقاذ الأرواح وتجنب بتر الأطراف. وتشمل مسؤولياتها إدارة خط اتصال ساخن طبي، والمساعدة على ضمان تقييم كل حالة وفقًا لمعايير البرنامج، وتقديم دعم المتابعة.

وهذا الوضع يجعلها على اتصالٍ وثيقٍ مع الأشخاص الذين هُم في حاجة ماسّة إلى الرعاية الطبية. وشملت إحدى الحالات الأخيرة طفلة تبلغ من العمر عامين تحتاج إلى دخول المستشفى بشكلٍ عاجل. ولم تتمكن أسرة هذه الطفلة من تحمل تكاليف استشارة طبية، ولكن بفضل تدخل حوراء، تولى طبيب منتسب إلى اليونيسف فحص الفتاة، وتحمَلَّت منظمة غير حكومية تكاليف العلاج.

وإلى جانب التدبير العلاجي المباشر للحالات، تقدم حوراء الدعم إلى الأسر التي تعاني فقدان أحد أفرادها أو تواجه أزمات صحية، وتقدم التوجيه لكيفية الحصول على الخدمات الأساسية، وإجراء فحوص العافية للآباء ومقدمي الرعاية، والعمل على الوقاية من الإصابات، وخصوصًا في المنازل التي يكون فيها الأطفال أو كبار السن مُعَرَّضين لخطر السقوط والكسور.

إن المساعدة في ضمان معاملة المرضى بكرامة جزءٌ أساسيٌّ من عمل حوراء. وقد ساهمت في تبسيط الإجراءات استنادًا إلى تعليقات المستخدمين، وبذلك قللت من الوثائق والأوراق اللازمة للحصول على الخدمات إلى أدنى حد ممكن.

ويُعدُّ إذكاء الوعي العام بالخدمات التي يقدمها البرنامج أمرًا أساسيًا بالنسبة لجهود التوعية. وتتعاون حوراء مع الإخصائيين الاجتماعيين في المدارس والمستشفيات والمنظمات غير الحكومية والبلديات، وهذا يزيد من ظهور البرنامج وتوسيع نطاق انتشاره في جميع أنحاء لبنان.

وخلال المراحل المبكرة من النزاع الأخير، ساعدت حوراء في الحفاظ على استمرارية الخدمات من خلال توفير الموظفين اللازمين لتشغيل خط ساخن على مدار الساعة، وتنسيق الدعم المقدم إلى المستشفيات، وربط المرضى بمقدمي الرعاية. وعلاوة على كل ذلك، فإنها تتطوع أيضًا مع نقابة الإخصائيين الاجتماعيين، وتشارك بانتظام في الزيارات المدرسية، وترصد احتياجات الأسر النازحة عن كثب.

الأردن

سلوى الزبن

بناء الثقة في عَمَّان الشرقية

Salwa Al-Zabenتقول سلوى: «إن الصحة حق من حقوق الإنسان وليست فضلًا أو مِنَّةً». وُلِدَت سلوى ونشأت في مجتمع أم العمد في عَمَّان الشرقية، وكبرت سلوى وهي محاطة بالأسرة والجيران الذين كانت حياتهم مرتبطة مع حياتها ارتباطًا عميقًا. وهذه الرابطة التي تربطها بمجتمعها هي التي شكّلت ملامح الحياة العملية لسلوى، ودفعت طموحها إلى ضمان حصول كل طفل على اللقاحات المنقذة للحياة، بغض النظر عن نشأته أو ظروفه.

وبدأت سلوى بالقبالة والتمريض. وحصلت بعد ذلك على درجة الماجستير في إدارة الكوارث والأزمات، وتَلَقَّت تدريبًا متخصصًا في الوبائيات الميدانية. ومنذ انضمامها إلى وزارة الصحة في عام 2016، عملت في جميع مجالات صحة الأمهات والأطفال وبرامج التطعيم والاستجابة لحالات الطوارئ. وفي عام 2019، واجهت تحديًا جديدًا، حيث قادت فريق التطعيم المتنقل في شرق عَمَّان.

وتضم المنطقة التي تعنى بها سلوى أربع ألوية كبيرة هي الجيزة والموقر والقويسمة وسحاب، وهي موطن لمختلف الفئات السكانية التي غالبًا ما تكون مهمشة، ومنها اللاجئون السوريون، والعمال الباكستانيون، والبدو، والأكراد، والتركمان. ويعيش العديد من هذه المجتمعات بعيدًا عن المراكز الصحية، في مساكن مؤقتة أو مخيمات زراعية.

Salwa Al-Zabenومن الصعب على العديد من الأسر الحصول على اللقاحات. والمراكز الصحية بعيدة، وتكلفة النقل مرتفعة. وتساعد سلوى وفريقُها في سد هذه الفجوة. ومع تعبئة اللقاحات في المبردات المحمولة، وتجهيز المحاقن ومواد التثقيف الصحي، تُنقَل هذه اللقاحات إلى القرى والمزارع النائية، وتُعقَد 8 جلسات توعية كل شهر.

إن العامل الأساسي لنجاح سلوى لا يكمن في الشؤون اللوجستية بقدر ما يكمن في الثقة. وتقول سلوى: "إن الثقة هي كل شيء"".

فبدونها، لن يفتح الناس أبوابهم، ولن يستمعوا إليك ولن يسمحوا لك بتطعيم أطفالهم.

وقد أمضت سلوى سنوات في بناء الثقة بسبب حضورها لحفلات الزفاف والجنائز والاستماع إلى اهتمامات الناس والوفاء بوعودها. ومع مرور الوقت، أصبح قادة المجتمع والأئمة والشبان المؤثرون داعمين لها، وهذا ساعد على جمع الأُسَر ونشر الأخبار. سلوى قادمة اليوم. أحضِروا أطفالكم!

وأصبحت المجتمعات المحلية التي كانت مترددة في أخذ اللقاحات فيما مضى، تدعو سلوى مباشرة للحصول على المشورة.

وهذا أكثر من مجرد عمل بالنسبة لسلوى. إنه دعوة نابعة من الحب الذي تُكنّه لشعبها والاعتقاد بأن كل طفل يستحق الحماية والأمل في مستقبل صحي.

وتقول سلوى: "عندما أعطي التطعيم لطفلٍ واحدٍ، فإني أحمي أُسرة. وعندما أحمي الأُسَر، فإنني أبني مجتمعًا أكثرَ قدرةً على الصمود".

سلوى الزبن تبني الثقة في شرق عَمَّان

تَعَرَّف على سلوى الزبن، ابنة مجتمع أم العَمد في شرق عَمَّان، التي تسعى إلى جعل مجتمعها أكثر قدرة على الصمود بفضل جهود التطعيم.

سافرت سلوى وفريقها إلى المجتمعات المحلية النائية لإتاحة فرصة حصول الأطفال على اللقاحات في منازلهم بكل راحة، والتأكد من عدم ترك أي طفل يتخلف عن الرَكب. وقد يفوت بعض الأطفال جرعة تطعيم لأنه من الصعب على والديهم الوصول إلى المراكز الصحية البعيدة بوسائل نقل مكلفة.

العراق

صادق محمد باقر

Sadiq Mohamed Baqirالطبيب النفسي صادق محمد باقر هو المدير الفني لمركز القناة للتأهيل الاجتماعي. وقد بدأ اهتمامه بالطب النفسي بملاحظة بسيطة لكنها دقيقة، وهي أن الصحة النفسية لا تحظى بالاهتمام الذي تستحقه.

يقول محمد، الذي يشغل حاليًا منصب المدير الفني لمركز القناة للتأهيل الاجتماعي: "خلال دراستي المبكرة، رأيتُ كيف أن الأفراد الذين يعانون الاضطرابات النفسية غالبًا ما يتعرضون للإهمال أو الاستغلال من ممارسين غير مؤهلين. وقد شَكَّل هذا الواقع مسار حياتي المهنية. وقررتُ أن أكرّس حياتي المهنية للطب النفسي، وتقديم الرعاية والدعم المهني لمن هم في أمسِّ الحاجة إليه".

إن الوصم الذي يكتنف الصحة النفسية منتشرٌ على نطاق واسع. فالأحكام المسبقة من جانب الأقارب وعامة الناس وحتى الزملاء تخلق حواجز بين المرضى والأطباء، وهذا يُضاعف من معاناة الأشخاص الذين يعانون الألم بالفعل. واستجابةً لذلك، رَكَّزَ محمد على رفع مستوى الوعي ونشر المعرفة وبناء الثقة بصبر.

"على مر السنين، بدأت المواقف تتغير. فقد بدأ الأصدقاء والأقارب وحتى زملائي الأطباء في الاتصال بي طلبًا للتوجيه، وهذه علامة على أن التصورات يمكن أن تتغير بالفعل".
"كثيرًا ما أسمع هذه الكلمات المؤلمة: «أتمنى لو كنتُ أعاني أي مرضٍ آخر غير هذا يا دكتور». إن هذه التعبيرات تعكس عمق المعاناة وثقل حُكم المجتمع. ومع ذلك لا شيء يُقارَن بمتعة رؤية التعافي وأنا أرى المرضى تتماثل للشفاء تدريجيًا، وأعلمُ أن أُسَرَهم تجد تشعر بالارتياح وترى بصيص الأمل".
يقول محمد: "الطب النفسي لم يغير مسيرتي المهنية فحسب، بل غَيَّرَ شخصيتي أيضًا. لقد جعلني أكثر تعاطفًا وصبرًا. والشفاء الحقيقي يتحقق بفضلِ المعرفة الطبية والرحمة معًا".

وتعمل منظمة الصحة العالمية على تعزيز خدمات الصحة النفسية في العراق. فقد نظمت المنظمة، بالتعاون مع وزارة الصحة، حلقة عمل تدريبية عن بروتوكول علاج الإدمان والتأهيل النفسي الاجتماعي، جمعت بين الأطباء والصيادلة وطواقم التمريض والباحثين في مجال الصحة النفسية.

وساعد محمد في إعداد البروتوكول وعرضه، حيث شارك في جلسات تفاعلية مع المشاركين.
ويقول: "لقد ساعدت هذه المناقشات على تمكين المهنيين، وتزويدهم بالأدوات اللازمة لتحسين رعاية الصحة النفسية في جميع أنحاء العراق".

"رسالتي بسيطة ولكنها عاجلة. إن الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة البدنية. وطلب المساعدة ليس ضعفًا، بل شجاعة. ولا يقتصر هدفنا حين ننهض بالصحة النفسية على تعافي الأفراد فحسب. بل إننا نبني مجتمعًا أكثر تعاطفًا وقدرةً على الصمود."

المغرب

منى العروسي

التعايش مع الاضطراب الثنائي القطب

منى العروسي، المغربعانت منى من الاضطراب الثنائي القطب، وخرجت من هذه التجربة أقوى وأكثر حكمة ومستعدة لدعم الآخرين.

تقول: "كنتُ أرى الأشياءَ بشكلٍ مختلف". "ليس على حقيقتها".

كانت والدتها أول مَن لاحظ أنه ربما تكون هناك مشكلة. فاصطَحَبَت منى لزيارة طبيب نفسي. في البداية، رفضت منى العلاج. لكن حياتها بدأت تخرج عن السيطرة بعد ذلك.

وبعد إدراكها لهذه الحالة، تقول منى: "شعرتُ بأن شيئًا ما يحجب روحي أو يحبسها"، وقَبِلَت العلاج أخيرًا، لتجد نفسها في حلقة مفرغة من الدراسة وتناول الأدوية.

وقد أخبرها الطبيب النفسي أنها تعاني من"تقلبات المزاج". تقول منى: "لم يُرِد أن يخبرني باسم حالتي، وهي الاضطراب الثنائي القطب".

ثم بدأت فترة من الكفاح بعد ذلك. فكانت منى تزور طبيبها من وقت لآخر. وتركت الجامعة في السنة الثانية. وكانت تتنقل بين الوظائف، وتعمل تارة وتدرس تارة أخرى.

وفي عام 2010، تلقت تقدم شاب إلى منى طالبًا الزواج منها. وقَبِلَت منى، ولكن بعد الزواج وجدت صعوبة في تحقيق التوازن بين الحياة والعمل. وحاولت منى الموازنة بين المسؤوليات ومنها إدارة المنزل والعناية بزوجها، فشعرت أنها تفقد السيطرة وتركت وظيفتها.

وقررت منى أنها تريد إنجاب طفل، وتحدثت إلى طبيبها النفسي الذي لم يشجعها على أن تصبح أمًّا. وأدت هذه المشورة إلى تفاقم شعورها بالاكتئاب.

وعندما رأت والدة منى محنة ابنتها، اصطحبتها لزيارة طبيب نفسي آخر شرح تشخيص منى وأخبرها أنه لا بأس مطلقًا من الحمل وأن تصبح أمًّا. وطلبت منى المزيد من المشاورات والمتابعة والتحقت بسلسلة من حلقات العمل. وبدأت رحلتها نحو الشفاء.

تقول منى: "انضممتُ إلى حلقات العلاج بالفن التعبيري وتقدير الذات وتعزيز الثقة بالنفس وبدأتُ تدريجيًا في إعادة حياتي إلى مسارها الصحيح".

وبعد أن لاحظ طبيبها النفسي تحسن حالتها، اقترح عليها الانضمام إلى فريق دعم الأقران التابع للمركز.

وتقول منى: "تمكنتُ من خلال هذا العمل من مساعدة الآخرين مستفيدةً من التجربة التي عشتها أثناء فترة الاضطراب الثنائي القطب". "أنا الآن أساعد الآخرين، وأفيد نفسي وغيري ممن هُم في حاجة إلى المساعدة".

وفي المغرب، تُعَدُّ الصحة النفسية أولوية وطنية. وبدعمٍ من المنظمة، وضعت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية خطة عمل الصحة النفسية للفترة 2023-2030 وأنشأت نظامًا لمعلومات الصحة النفسية من أجل تحسين تقديم الخدمات. ‏وعلى الرغم من استمرار صعوبات مثل نقص أعداد القوى العاملة، فإن هذه الجهود تُعَدُّ خطوةً مهمةً صَوْب تحسين نظام الصحة النفسية‎.

عُمان

الدكتورة زيانة الحبسي

القضاء على الوصم المرتبط بفيروس العوز المناعي البشري

الدكتورة زيانة الحبسي، عُمانبصفتها رئيسة قسم الإيدز والأمراض المنقولة جنسيًا والتهاب الكبد في وزارة الصحة العُمانية، يواجه العديد من الأشخاص الذين تدعمهم الدكتورة زيانة الحبسي صعوباتٍ نفسية واجتماعية بخلاف تشخيصهم.

تقول الدكتورة زيانة: "مهمتي هي بثُّ الأمل لمساعدتهم على الاندماج الكامل في المجتمع وتذكيرهم بأنهم ليسوا وحدهم".
"وبصفتي ممثلة لبرنامج مكافحة الإيدز، فإنني ملتزمةٌ التزامًا عميقًا بدعم المتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري، ليس من الناحية الطبية فحسب، بل من الناحية الوجدانية والاجتماعية أيضًا. وفي مستشفى النهضة، أشهدُ قصصًا مباشرةً تعكس كلًا من المعاناة والقدرة على التحمُّل، قصصًا تستحق أن تُقابَل بالمشاركة الوجدانية والكرامة والأمل".

وإلى جانب العيادة، تهتم الدكتورة زيانة بزيادة الوعي والقضاء على الوصم المرتبط بفيروس العوز المناعي البشري. وهي تعمل بنشاط مع المجتمعات المحلية من خلال الجمعيات النسائية والمنظمات غير الحكومية والمنصات الإعلامية لتبادل رسائل التقبُّل والتمكين.

"لا يقتصر دوري على دعم الأفراد فحسب، بل يشمل تشجيع المجتمعات المحلية على الوقوف إلى جانبهم، ومحاربة التمييز، واحترام حق كل شخصٍ في أن يعيش حياة مُرضية وذات معنى."

وتلتزم الدكتورة زيانة بنفس القدر بزيادة الوعي بأهمية الفحص المبكر لفيروس العوز المناعي البشري، إذ لا تقتصر أهميته البالغة على الحفاظ على صحة الأفراد وعافيتهم فحسب، بل يؤدي أيضًا دورًا رئيسيًا في حماية الآخرين، ومنهم الأزواج والأطفال والمجتمع على نطاق أوسع، من خلال منع استمرار انتقال العدوى.

"من خلال نشر رسائل الأمل، والتشجيع على إجراء الفحص المبكر، والتصدي بنشاطٍ للوصم، يتمثل هدفي في تمكين الناس من السيطرة على صحتهم والعَيش بإيجابية. ومهمتي هي المساعدة في بناءِ مجتمعٍ أكثرَ شمولًا ورحمةً ودعمًا للجميع، خصوصًا المتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري."

وتعرب الدكتورة زيانة عن عرفانها لمنظمة الصحة العالمية لتقديمها مبادئ توجيهية مسندة بالبيّنات وتدريبًا شاملًا لدعم برامج مكافحة فيروس العوز المناعي البشري/الإيدز والزهري في جميع أنحاء عُمان.

وقالت إن الأطر الاستراتيجية للمنظمة تساعد على دعم دعوتها إلى القضاء على انتقال فيروس العوز المناعي البشري والزهري من الأم إلى الطفل، والحد من الوصم، وتعزيز الفحص المبكر على الصعيد الوطني.

ومن خلال التركيز على بناء القدرات لتقديم رعاية شاملة، تساعد هذه الدورات التدريبية على ضمان حصول المتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري وأسرهم على الدعم الطبي والوجداني والاجتماعي الضروري.

وتماشيًا مع المبادرات العالمية لمنظمة الصحة العالمية، تُسهم الدكتورة زيانة يوميًا في الجهود الموحدة لدعم المجتمعات المحلية التي تسودها الشمولية والرحمة في جميع أنحاء عُمان.

باكستان

مسعود خان

من ناجٍ من شلل الأطفال إلى قائم على التطعيم في بيشاور

"لم أستطع المشي بسبب شلل الأطفال، لذلك كان أخي يحمل حقيبتي إلى المدرسة كل يوم. وعندما كان الأطفال الآخرون يلعبون في المدرسة، كنتُ أنظر إليهم فقط وأشعر بالحزن. وكان ذلك مخيبًا للآمال. ولهذا السبب انضممتُ إلى دورة تدريب القائمين على التطعيم للمساعدة في حماية الأطفال من هذا المرض المُسبب للعجز الذي يُعرَف باسم شلل الأطفال."

ونشأ مسعود وهو يعاني من إعاقة شلل الأطفال، ووجد القوة والهدف في خدمة مجتمعه وحماية الأطفال من المرض المسبب للإعاقة الذي أثَّرَ على شكل حياته. وهو واحد من أكثر من 14,000 قائم على التطعيم، بدعمٍ من المنظمة في إطار البرنامج الموسَّع للتمنيع في باكستان.

مسعود خانويعمل ضمن القائمين على التطعيم منذ 10 سنوات، حيث يقدم اللقاحات الروتينية، ومنها اللقاح المضاد لشلل الأطفال، إلى الأطفال في المستوصف المدني في منطقة غارهي عطا محمد في بيشاور.

ويسير مسعود في الشوارع الضيقة في بيشاور لأداء عمله اليومي بمساعدة الأسرة والأصدقاء الذين كانوا مصدر دعم قوي طوال حياته. ولأنه لا يستطيع السير لمسافات طويلة، فإنه يعمل في موقع ثابت تابع لبرنامج التحصين المُوَسَّع. وهناك صديق يصطحبه إلى العمل ويُرجعه إلى المنزل كل يوم على دراجة نارية.

يقول مسعود: "أشعر بالعرفان للمجتمعات المحلية التي تتعاون وتحضر أطفالها لتلقي التطعيم. وأشعرُ بالعرفان لأسرتي أيضًا، فقد وقفت دائمًا بجانبي ودعمتني في قراراتي".

وفي المستوصف المدني، يتولى مسعود تطعيم ما يقدر بنحو 3,000 طفل كل عام. لكن دوره لا ينحصر في إعطاء التطعيم

بل هو مدافعٌ قويٌّ أيضًا عن التمنيع. وعندما يتردد الآباء أو يرفضون إعطاء اللقاحات لأطفالهم، يتدخل مسعود، ليس فقط بوصفه عاملًا صحيًّا، بل من منطلق كونه شخصًا تحمل الواقع القاسي لمرض يمكن الوقاية منه لكنه لازَمَه مدى الحياة.

Masood Khan وأضاف قائلًا: "أشجع الآباء على الحرص على تطعيم أطفالهم في الوقت المناسب حتى يتمكنوا من وقايتهم من هذه الأمراض. ففي بعض الأحيان، لا يوجد علاج للأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، ويمكن أن تؤدي إلى الإعاقة التامة أو الوفاة. وأقول لهم: أنا مثالٌ حيٌّ: انظروا إليّ لتروا ما أتحمله من ألم. وإذا لم يحصل طفلك على التطعيم، فقد يُصاب بنفس المرض الذي يجعل حياته ناقصة."

مسعود خان: من ناجٍ من شلل الأطفال إلى قائم على التطعيم ضد شلل الأطفال

نشأ مسعود خان في مدينة بيشاور في باكستان، حاملًا العبء الثقيل لشلل الأطفال، وهو عبءٌ أثقل من حقيبته المدرسية التي لم يستطع حملها بسبب ضعف عضلاته وشلله. لكن بدلًا من أن يدعَ المرضَ يحددُ مصيره، حَوَّل مسعود ألمه إلى هدف. فالتحق بدورة تدريبية عن التطعيم وأصبح أحد القائمين على التطعيم لحماية كل طفل من أمراض متعددة، منها ذلك المرض الذي أصابه بالشلل.

ويقنع مسعود الآباء المترددين، ويُذكّرهم بأن التطعيم يمكن أن يُجنِّبَ أطفالهم المصاعب التي واجهها.

قطر

الدكتور أحمد الملا

الكفاح من أجل مستقبل خالٍ من التبغ

الدكتور أحمد الملا، قطرعلى مدى أكثر من 20 عامًا، ظل الدكتور أحمد الملا في طليعة الجهود التي تبذلها قطر لمكافحة التبغ. وبصفته مدير مركز مكافحة التبغ في مؤسسة حمد الطبية، فقد وضع أحد أقوى برامج الإقلاع عن التدخين في إقليم شرق المتوسط. ولا يتعلق نَهجه بالقواعد والسياسات بقدر ما يتعلق بالناس والوقاية والعزم على مكافحة ما يسميه "وباء هادئ".

ويقول الدكتور أحمد إن مكافحة التبغ إنما تهدف إلى إنقاذ الأرواح‎.

«يُعدُّ تعاطي التبغ أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بأمراضٍ يمكن تلافيها. والمحصلة النهائية لكل شخص نساعده على الإقلاع عن تعاطي التبغ وكل حياة ننقذها تنعكس على صحة البلد بأسره".

والانتصارات الشخصية هي التي تواصل تحفيزه. ومن الذكريات التي يفضلها الدكتور أحمد مقابلته لمريض سابق مصادفةً في حفل زفاف بعد أن أقلع عن التدخين لمدة عشر سنوات.

"قدَّمني إلى أسرته قائلًا: هذا هو الطبيب الذي ساعدني على الإقلاع عن التدخين". وقد أصبح سفيرًا لمكافحة التبغ دون أن يعرف ذلك".

وفي مجال يحدث فيه التغيير ببطء في كثير من الأحيان، فإن لحظات كهذه هي التي تبقي الدكتور أحمد مُتحمسًا. فمن الموازنات المحدودة إلى مكافحة التسويق الدؤوب لمنتجات التبغ الجديدة، أصبح عمله أكثر تعقيدًا. ومع ذلك، فعزيمته قوية كالعادة. ويشدد على أهمية إنفاذ القوانين القائمة، لا سيّما لحماية الشباب، ويدعو صانعي القرار دون كلل إلى تحويل الالتزامات إلى عمل حقيقي.

ويتولى مركز مكافحة التبغ، تحت قيادته، وهو أحد المراكز المتعاونة مع منظمة الصحة العالمية، رسم ملامح التقدُّم الذي يُحرَز على الصعيدين الوطني والإقليمي. وقد حصل تميز عمل هذا المركز على تقديرٍ دوليٍّ، كجائزة اليوم العالمي للامتناع عن التبغ التي منحها المدير العام للمنظمة في عام 2025، إلى جانب اعتمادات متعددة من المنظمة. إن الشهادات الموجودة على الحائط والجوائز المعروضة تشهد على سنواتٍ من التفاني والابتكار، والنتائج التي يحققها هذا المركز.

لقد تغيَّرَت الحياة، وأصبحت الأُسَر تتمتع بصحةٍ أفضل، وساد اعتقادٌ بأن تَوَقُّف أي شخص عن تعاطي التبغ نجاحٌ يستحق الاحتفال: هذه هي العوامل التي يرتكز عليها الالتزام الراسخ من جانب الدكتور أحمد بتعزيز مستقبلٍ خالٍ من التدخين.

الصومال

صابرين محمد نور

القابلة التي تنقذ حياة الأمهات والمواليد في مقديشو

صابرين محمد نورتعمل صابرين محمد نور في مستشفى بنادير، أكبر مستشفى عام في الصومال، حيث تزور الأمهات المستشفى يوميًا وهن يعانين حالات مضاعفات تهدد حياتهن. وفي سن 25 عامًا، تولّد صابرين الأمهات، وتُسعِف حالات النساء اللاتي يواجهن نزيفًا حادًا، وتعطي المواليد المُعَرَّضين للخطر فرصةً للبقاء على قيد الحياة. وهي تفعل ذلك بشجاعة وتعاطف ومهارة.

تقول صابرين: "جاء قراري بأن أعمل قابلة بعد تجربة مؤلمة شاهدتها وأنا فتاة صغيرة في الصف الثالث الابتدائي.
فقد دخلت امرأة حامل في الحي الذي كنتُ أعيش فيه في حالة مخاض. وكان هناك عدد قليل جدًا من المستشفيات في مقديشو في ذلك الوقت، وكانت خدمات الأمومة محدودة للغاية".
وتتذكر صابرين قائلةً: "معظم النساء كُنَّ يفضلن القابلات التقليديات ولكن القابلة التي تثق بها الأم الحامل لم تكن موجودة في ذلك اليوم".
"كنتُ أقرب شخص إلى السيدة الحامل، ولكن لم تكن لدي مهارات أو معرفة تُمكنني من تقديم المساعدة. اتصلتُ بسيارة إسعاف وذهبتُ معها إلى المستشفى. وللأسف، تُوفي المولود وتمزق رحم الأم، وتسبب ذلك في حرمانها من إنجاب طفل آخر".

وقد شكلت هذه التجربة حياة صابرين. وكانت تلك هي اللحظة التي وَعَدَت فيها نفسَها بأن تصبح قابلة وأن تساعد الأمهات والأطفال في مقديشو.

وقد وفت بوعدها. وبدأت صابرين رحلتها بعد تخرجها من الجامعة. وبالتدريب والدعم المُقدمَين من المنظمة، اكتسبت الثقة في التصرف بسرعة في حالات الطوارئ، وحصلت على الإمدادات اللازمة لتقديم رعاية مأمونة بجودة عالية.

وتقول صابرين: "أنا فخورٌ اليوم بخدمة مجتمعي".
"وأصبحت أعظم مكافأة أحصل عليها هي أن أرى الأم وطفلها يغادران هذا المستشفى وهما على قيد الحياة وبصحة جيدة".

وتجسد قصة صابرين القدرة على الصمود التي يجري بناؤها في ظل النظام الصحي الهش في الصومال من خلال الجهود المشتركة التي تبذلها الحكومة ومنظمة الصحة العالمية والشركاء الآخرون.

ويُعدُّ مستشفى بنادير منارة أمل لآلاف الأسر في مقديشو وخارجها، حيث يساعد العاملون الصحيون المتفانون مثل صابرين على بناء مجتمعات أكثر أمانًا وصحة.

وتُعرب المنظمة عن عرفانها لجميع العاملين الصحيين والعاملين في مجال صحة المجتمع والشركاء الذين يساعدون في تقديم الخدمات الأساسية إلى بعض الفئات السكانية الأكثر ضعفًا في العالم. ويعتمد هذا الأداء على ما تُجَسِّده صابرين من تفاني وتعاطف وجهود تُبذَل دون كلل. فرحلتها من طالبة تملؤها العزيمة إلى بطلة صحية تعمل في الخطوط الأمامية تُعَدُّ مصدر إلهام للجميع.

خالد الحلاق

حماية الأطفال في إدلب

خالد الحلاق، الجمهورية العربية السوريةكل صباح، يحمل عامر مُبرِّد اللقاحات وينطلق نحو عمله. وفي حين تختلف الوجهات، من فناء مدرسة أو خيمة في مخيم البرج إلى طريق جانبي يملؤه الغبار، إلا أن هدفه واحد دائمًا، وهو التأكد من عدم ترك أي طفل دون حماية.

خالد مُشرفٌ على التطعيم في مستشفى الشام التخصصي لطب الأطفال. ويشرف على فريقي عمل، الأول يعمل في المستشفى، والثاني فريقٌ متنقلٌ يغطي المنطقة الواقعة بين باتبو وسرمدا في منطقة الدانا الفرعية بإدلب.

يقول خالد: "الأمر لا يقتصر على إعطاء اللقاحات فحسب، بل ببناء الثقة وزيادة الوعي وطمأنة الآباء القلقين وسط حالة من عدم اليقين بسبب النزوح، والتأكد من عدم تخلف أي طفل عن الرَكب".

وفي الأيام الأولى، كان كثير من الآباء مترددين.

يقول خالد: "كانت هناك شائعات ومعلومات مغلوطة. وبعض الناس لم يسمعوا عن اللقاحات من قبل. وكان آخرون خائفين بسبب ما قرأوه على شبكة الإنترنت أو سمعوه من الجيران".

خالد الحلاق، الجمهورية العربية السوريةوفي الأيام الأولى، كان كثير من الآباء مترددين. يقول خالد: "كانت هناك شائعات ومعلومات مغلوطة. وبعض الناس لم يسمعوا عن اللقاحات من قبل. وكان آخرون خائفين بسبب ما قرأوه على شبكة الإنترنت أو سمعوه من الجيران".

وتحدث أعضاء الفريق مع الأسر على مدار أسابيع متتالية، وشرحوا لهم بكل صبر فوائد التطعيم، وأجابوا على الأسئلة. ومع مرور الوقت، بدأت الأمور تتغير. "فالآباء يتصلون بنا الآن عندما تفوت طفلهم جرعة. إنهم يعرفوننا، ويثقون بنا."
"ونحن نتابع مع كل طفل. فإذا تخلف طفل عن تلقي جرعة، فإننا نعود إليه. وإذا وجدنا أن أسرة انتقلت إلى مكان آخر، فإننا نحاول العثور عليهم مرة أخرى."

"لقد كان لنظام التتبع الرقمي الذي نستخدمه أهمية كبيرة. فهو يتيح لنا التحقق من الأسر التي فاتتها مواعيد التطعيم، ودعم الأشخاص الذين فقدوا بطاقات التطعيم. ".

خالد الحلاق، الجمهورية العربية السورية
ونحن نتابع الجرعات التي يتلقاها كل طفل للتأكد من عدم تخلف أحد عن الرَكب

ويتذكر خالد أسرةً بعينها على وجه الخصوص

كانت قد نزحت من حمص حيث كانت تعيش في مخيم البرج. وكان لدى الأب، واسمه جميل، 15 طفلًا فات العديد منهم مواعيد تلقي اللقاحات. "توجهنا لزيارتهم بمجرد أن استقروا في المخيم. وتفقدنا جميع سجلاتهم وتأكدنا من حصول كل طفل على جميع اللقاحات اللازمة."

يبتسم خالد وهو يتذكر هذه الأسرة، ويقول: «إن كل جرعة نعطيها لطفل هي وعد. وعدٌ بالحماية واﻻمكانية. وخطوة نحو إعادة بناء الثقة، ليس بالرعاية الصحية فحسب، ولكن بالمستقبل".

والخدمات التي يقدمها هذا الفريق جزءٌ من جهد مشترك تتعاون في تقديمه وزارة الصحة واليونيسف ومنظمة الصحة العالمية والشركاء في مجال الصحة، بدعم من التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع ومؤسسة غيتس. ويعمل في تقديم هذا الدعم الجماعي أكثر من 80 مركزًا للتمنيع وفريقًا للتوعية في إدلب وحلب. وإذ تبدأ سوريا في التعافي بعد سنوات من عدم الاستقرار، فإن هذه الجهود التي تقودها السلطات المحلية تُعد خطوة مهمة نحو نظام صحي أكثر تكاملًا ودعمًا على الصعيد الوطني. وفي طليعة هذه الجهود أناسٌ مثل خالد.

تونس

محمد حبيب

العمل لإنقاذ الأرواح

محمد حبيب، تونس أمراض القلب والأوعية الدموية هي السبب الرئيسي للوفاة في تونس، وتتسبب في أكثر من 30% من الوفيات سنويًّا. وفي حين أن تعاطي التبغ والنظام الغذائي السيئ والخمول البدني وارتفاع مستويات الإجهاد النفسي تُسهم في هذه المشكلة، فإن الحملات الصحية التقليدية كثيرًا ما سعت إلى التشجيع على تغيير السلوكيات على المدى الطويل.

ومن أجل وضع الثقافة في صميم عملية تعزيز الصحة، فقد تبنَّت تونس نهجًا تعاونيًّا جديدًا. وبدعمٍ من منظمة الصحة العالمية، وفي إطار مشروع الحزمة التقنية للتدبير العلاجي لأمراض القلب والأوعية في الرعاية الصحية (HEARTS)، أقامت وزارة الصحة ومديرية الرعاية الصحية الأساسية شراكة مع وزارات الثقافة والتعليم والشباب ومنظمات المجتمع المدني والخبراء الأكاديميين للمشاركة في تصميم برنامج مجتمعي للتغيير الاجتماعي والسلوكي.

ومن خلال تنظيم الأنشطة المسرحية والثقافية لإذكاء الوعي وتعزيز الحوار والتشجيع على اتباع أنماط حياة أوفرَ صحة، ومن خلال تدريب الشباب والقادة البالغين ليكونوا وسطاء في مجال الثقافة الصحية، فإن المبادرة تبني قدرة المجتمع المحلي على تولي المسؤولية عن الصحة.

ويقود الممثل والمخرج التونسي رؤوف بن يغلان المُكوِّن الثقافي للمبادرة، من خلال تحويل الرسائل الصحية إلى عروض فنية جذابة. ونَظَّمَت الشراكة المتعددة القطاعات حلقات عمل ومسرحيات في المدارس ومراكز الشباب والأماكن العامة، وهو ما عَزَّزَ الشمول من خلال الوصول إلى جماهير جديدة.

ونتيجة للبرنامج، أصبح الممثل الشاب محمد حبيب بوجمعة مناصرًا متحمسًا للصحة العامة. وبدعمٍ من البرنامج، ساعد حبيب في إعداد مسرحية عن إدمان التبغ.

يقول حبيب: "لقد جعلني المسرح أعرفُ دوري في المجتمع. وأدركتُ أنه يمكنني التأثير على السلوك ودعم الخيارات الصحية من خلال موهبتي على المسرح".

وقد وصلت النسخة المسجلة من المسرحية إلى أكثر من 45,000 مُشاهد على شبكة الإنترنت. ومن خلال التركيز على الأبعاد العاطفية والاجتماعية للتدخين، بدلًا من التركيز على المحاضرات، فإن الرسائل التي تتضمنها العروض الفنية يكون لها صدى أقوى لدى الجمهور. يقول حبيب: "الفن يوصل الرسالة ويدعم الصحة ويوقظ الناس."

وهذا بالضبط هو نوع التأثير الممتد الذي تهدف وزارة الصحة في تونس ومنظمة الصحة العالمية إلى تحقيقه، وتمكين المجتمعات المحلية وإيصال أصوات الشباب للمساعدة في ضمان انتشار الرسائل الصحية إلى ما هو أبعد من المنصات التقليدية.

فمن خلال إدماج الثقافة في تعزيز الصحة، لا تقتصر تونس على إذكاء الوعي بأمراض القلب والأوعية الدموية فحسب، بل إنها تبني حركات مستدامة بسواعد المواطنين من أجل الصحة والعافية.

اليمن

فاتن فرج بامحيسون

"كل حياة تستحق المسارعة لإنقاذها"

تترأس فاتن فرج بامحيسون قسم رعاية الطوارئ التوليدية وحديثي الولادة في مستشفى المكلا للأمومة والطفولة باليمن. وهي لا تتولى التوليد أو التدبير العلاجي للحالات الطبية بنفسها بشكل مباشر، على الرغم من أن الأشخاص الذين تقتضي وظائفهم أداء هذه الأعمال يعتمدون عليها.

ويتمثل دور فاتن في ضمان توفر الأطباء وطاقم التمريض عند الحاجة إليهم وفي الأماكن المطلوبة. ويشمل دورها أيضًا ضمان وجود إمدادات الأكسجين، والحفاظ على خلو مسارات الطوارئ من أي عراقيل.

فاتن فرج بامحيسون، اليمنوعندما تمسك الأم بطنها وتحتاج إلى الدعم المنقذ للحياة، وعندما تكون يتعذر على المولود التقاط أنفاسه الأولى، فإن صوت فاتن هو الذي يخترق الفوضى فتُنقَل الموارد اللازمة في ثوانٍ وليس ساعات.

وفي ظروف ضغط العمل الشديد في قسم الرعاية التوليدية ورعاية حديثي الولادة، لا يكون هامش الخطأ ضئيلًا للغاية فحسب، بل لا يكون موجودًا أصلًا. ليس في مستشفى - مثل العديد من المرافق في اليمن - يمكن أن تنقطع فيه الكهرباء، وينخفض مستوى المخزون، ولا يتوقف توافد المرضى أبدًا.

إن عامل الوقت حساسٌ جدًا بالنسبة لعملها. فعندما تصبح الولادة حرجة، وعندما يحتاج المولود إلى إنعاش عاجل، لا يكون هناك مجال للتأخير. وهي ترصد الحالات القادمة، وترفع مستوى التنبيه. وهي تحافظ على التنسيق بين الأقسام حتى يتسم سير العمل بالسرعة. وخلف الكواليس، هي التي تستجيب للضغط بدقة.

الهدوء والتركيز والاستعداد. هذه هي الشعارات التي ترشدها في كل حركة.

إن عمل فاتن لا يُقاس أثره في التقارير. فكيف يُقاس إذًا؟ يُقاس بنبضات قلب كل طفل يغادر المستشفى بين ذراعي أمه.

وتقول فاتن: "لا ينسى المرءُ صوتَ بكاء مولودٍ بعد صمتٍ طويل". "تلك اللحظة تجعل لكل الجهود قيمة".
"كل دقيقة مهمة. كل حياة تستحق المسارعة لإنقاذها."

وفي بلد يواجه بعض أصعب التحديات الصحية في العالم، تُظهِر فاتن أن أبطال الصحة لا يرتدون زيًّا طبيًّا بالضرورة. ففي بعض الأحيان يحملون جهاز لاسلكي ولوحة كتابة، ويركضون من غرفة إلى أخرى لإنقاذ الأرواح.