14 نيسان/ أبريل 2025، عدن، اليمن – لم يتجاوز الطفل أمير طاهر علي من العمر خمسة أشهر فقط حتى ذاق من المعاناة ما لا ينبغي لأي طفل أن يمر به. وُلد أمير في منطقة صلاح الدين في محافظة عدن وهو يكافح سوء التغذية الحاد الوخيم، إلى جانب التهاب في الصدر وإسهال مستمر وفُتق سُّرّي يحتاج إلى تدخل جراحي.
لا تزال والدته تتذكر شعورها بالعجز حين تدهورت حالته الصحية" حيث تقول: "كان مريضًا جدًا، ومهما فعلت، لم أستطع أن أجعله يرتاح. لقد جف حليبي بسبب الإجهاد وشعرت بالعجز التام. أما الأن فأنه يتلقى الرعاية وكل ما أتمناه أن يستعيد عافيته."
وبعد معاناة في المنزل، نُقل أمير أخيرًا إلى مركز التغذية العلاجية، حيث يتلقى العلاج الآن. وتضيف والدة أمير: "يتعامل الأطباء والممرضات بلطافة وأرى تحسنًا في حالته. أدعو الله ألا ترى أم أخرى طفلها يعاني مثل هذه المعاناة."
صراع يومي
لم تكن حياة أسرة أمير سهلة أبدًا. والد أمير، عامل بالأجر اليومي، بالكاد يكسب ما يكفي لشراء الطعام، وفي كثير من الأيام، لا يوجد طعام على الإطلاق. تقول والدته بهدوء: "عندما يحدث ذلك، نصوم. قدم لنا شخص غريب ملابس للطفل عندما وُلد حيث لطالما اعتمدنا على كرم الآخرين."
سوء التغذية في اليمن: أزمة واسعة النطاق
أمير هو واحد من بين 2.3 مليون طفل في اليمن يعانون من سوء التغذية الحاد، نصفهم يواجهون سوء التغذية الحاد الوخيم و69,000 طفل يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة. وبدون العلاج، يجعل سوء التغذية الأطفال عرضة بشكلً خطير للعدوى مثل الالتهاب الرئوي والإسهال، وهما من الأسباب الرئيسية لوفيات الأطفال في اليمن.
وبدعم من وزارة الخارجية الألمانية، تعمل منظمة الصحة العالمية على إنقاذ الأرواح، حيث يشمل ذلك توفير الرعاية الطبية لـ 31,220 طفلًا يعانون من سوء التغذية في 96 مركزًا للرعاية، وتدريب 1,546 من العاملين في مجال الرعاية الصحية لضمان حصول المزيد من الأطفال على العلاج الذي يحتاجون إليه بشدة.
وتقول الدكتورة فيريما كوليبالي زيربو - القائم بأعمال ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن: "لا يزال سوء التغذية أحد أكبر التهديدات لصحة الأطفال في اليمن، حيث لا ينبغي أن يعاني أي طفل من الجوع أو الأمراض التي يُمكن الوقاية منها. وبدعم من شركائنا، تلتزم منظمة الصحة العالمية بضمان حصول الأطفال على الرعاية والتغذية التي يحتاجون إليها للبقاء على قيد الحياة والإزدهار."