Media centre | News | Press archive | 2017 | معاناة المرضى ذوي الدخل المحدود في اليمن

معاناة المرضى ذوي الدخل المحدود في اليمن

Print PDF

معاناة المرضى ذوي الدخل المحدود في اليمنأظهر آخر تشخيص أجراه محمد قاسم من سكان محافظة الحديدة في يوليو 2017 إصابته بفشل كلوي، حيث لم تعد كليتاه قادرتان على تصفية الدم ما يعني ضرورة الخضوع لجلسات غسيل كلوي منتظمة. في بداية الأمر كان محمد يشعر بالضعف وصعوبة في التنفس. كما كان هناك تورم في الكاحلين وانتفاخ حول العينين. وكي يكون قادراً على إجراء جلسات غسيل الكلى كان عليه أن يخضع لتدخل جراحي لتثبيت الناسور الشرياني الوريدي اللازم لإجراء غسيل الكلى.

تُعد محافظة الحديدة التي يعيش فيها قاسم مع عائلته منذ 23 عاماً واحدة من أفقر المحافظات في اليمن. وينخرط معظم سكان المحافظة في الأعمال اليومية أو التجارة أو الزراعة أو الصيد غير أن الظروف المعيشية لآلاف الناس هناك ساءت بشدة وتحديداً بسبب الحرب الدائرة في اليمن.

قاسم هو المُعيل لأسرة تتكون من زوجته وثمانية أطفال. كانت ظروفه المعيشية متواضعة حتى قبل اندلاع الحرب. حيث كان يعمل على دراجة نارية وهي إحدى وسائل النقل العام في اليمن. كان يكسب ما مجموعه 1,500 ريال يمني في اليوم أي ما يعادل 4 دولارات. بعد تشخيصه بالفشل الكلوي بدأ ابنه الأكبر والبالغ من العمر 20 عاماً العمل على ذات الدراجة النارية التي سبق لوالده أن عمل عليها. يقول قاسم أن ابنه يكسب من المال "ما يكفي بالكاد لدرء شبح الجوع عنه وعن أسرته."

بعد أن تنامى إلى علمه بأنه يحتاج إلى إجراء جراحة أدرك قاسم منذ الوهلة الأولى أنه لن يكون قادراً على تحمل تكاليف تلك الجراحة بسبب قلة ما في اليد بالنظر إلى ما كان يكسبه ابنه من خلال العمل على الدراجة والذي بالكاد يكفي لتلبية الاحتياجات اليومية لأسرته. تبلغ تكلفة الجراحة 150,000 ريال (أي حوالي 400 دولار) في المستشفيات الخاصة وهو مبلغ يتجاوز بكثير إمكانيات قاسم.

يحكي قاسم قائلاً "مستوى القلق الذي كان ينتابني عندما كنت أفكر من أين لي أن أدفع المبلغ المحدد كرسوم لإجراء الجراحة كان لا يوصف. حيث كنت أفكر أيضاً كيف يمكنني الحصول على المال المطلوب ومن سيقف مع عائلتي إذا ما مُت".

وأردف بالقول "كان من حسن الحظ أن أخبرني الطبيب الذي أُحلت إليه في مستشفى الثورة أنه بإمكاني الحصول على الجراحة مجاناً باستثناء بعض الرسوم مقابل التسجيل والتي لم تتجاوز 10,000 ريال".

مستشفى الثورة العام هو المستشفى الرئيسي في الحديدة ويستقبل قرابة 1,500 مريض في اليوم. وقد واجه المستشفى تحديات جمة لإبقاء أبوابه مشرعةً أمام المرضى الأشد فقراً في الحديدة.

قاسم هو واحد من أصل 100 مريض حصلوا على عمليات جراحية بأقل الرسوم في مستشفى الثورة بفضل الدعم المقدم من منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي. حيث تُقدم منظمة الصحة العالمية شهرياً للمستشفى مجموعة أدوات جراحة تكفي لإجراء 100 عملية جراحية. إضافة لذلك، تدعم منظمة الصحة العالمية جراح أوعية دموية بالحوافز المالية لتقديم خدمات الرعاية الجراحية المنقذة للحياة. كما يقوم الجراح بتدريب 15 طبيباً حول الرعاية القلبية الوعائية في الحالات الطارئة.

وهذا الدعم هو جزء من الدعم المقدم في إطار مشروع الصحة والتغذية الطارئ وهو مشروع مدعوم من البنك الدولي ويُنفذ من قبل منظمة الصحة العالمية واليونيسف.

تحتوي حُزمة أدوات الجراحة على 100 مجموعة من الأدوية المنقذة للحياة وأدوية التخدير والسوائل الوريدية وجميع لوازم العمليات الجراحية الضرورية لكل عملية جراحية وإجراءات ما بعد الجراحة. كما توفر المنظمة أيضاً في سياق المشروع إمدادات الوقود والمياه للمستشفى لتمكينه من إدارة أنشطته وعملياته بفعالية. المهمة الحالية تتمثل بتوفير المستلزمات والمعدات الطبية للمستشفى. يدعم مشروع الصحة والتغذية الطارئ 64 مستشفى آخر في اليمن.

يهدف مشروع الصحة والتغذية الطارئ إلى دعم النظام الصحي في اليمن لتمكينه من مواصلة تقديم الرعاية الصحية للمواطنين. ويحصل المشروع على مِنَح مالية من مؤسسة التنمية الدولية وهي صندوق تابع للبنك الدولي مخصص للبلدان الأشد فقرًا في العالم ومنها اليمن.