Media centre | News | Press archive | 2013 | الفيروس التاجي (كورونا) المسبب للمتلازمة التنفسية الشرق أوسطية البعثة المشتركة للمملكة العربية السعودية ومنظمة الصحة العالمية

الفيروس التاجي (كورونا) المسبب للمتلازمة التنفسية الشرق أوسطية البعثة المشتركة للمملكة العربية السعودية ومنظمة الصحة العالمية

Print PDF

بين 4 و 9 حزيران/يونيو 2013، التقت بعثة مشتركة من المملكة العربية السعودية ومنظمة الصحة العالمية في الرياض لتقييم الوضع الناجم عن الفيروس التاجي (فيروس كورونا) الجديد في المملكة. وقد تم مؤخرا تسمية هذا الفيروس بالفيروس التاجي (كورونا) للمتلازمة التنفسية الشرق أوسطية (MERS -COV) وهو فيروس جديد، له صلة بعيدة بالفيروس المسبب للمتلازمة الرئوية الحادة الوخيمة (سارس).

وقعت الحالات الموثقة الأولى من المتلازمة التنفسية الشرق أوسطية بالفيروس التاجي (كورونا) في الأردن في أوائل عام 2012. وعلى الصعيد العالمي، ظهرت 55 حالة مؤكدة بالفحوص المختبرية، من بينها 40 حالة وقعت في المملكة العربية السعودية، كما تم الإبلاغ عن بقية الحالات من بلدان أخرى في الشرق الأوسط (قطر، والإمارات العربية المتحدة)، ومن تونس في شمال أفريقيا، ومن فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، والمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى، وأيرلندا الشمالية في أوروبا.

ومع أن العدد الإجمالي للحالات محدود، فإن هذا الفيروس أودى بحياة 60٪ من المرضى. وحتى الآن، وقعت حوالي 75٪ من الحالات في المملكة العربية السعودية بين الرجال ومعظمها بين من يعاني من حالة أو أكثر من الحالات المزمنة الرئيسية.

ويبدو أن هناك ثلاثة أنماط وبائية رئيسية.

في النمط الأول، تحدث حالات فرادية في مجتمع محلي. ونحن لا نعرف حالياً مصدر العدوى ولا كيفية الإصابة بها.

في النمط الثاني، تحدث مجموعات عنقودية من العدوى في الأسر. وفي معظم هذه المجموعات العنقودية، يبدو أن العدوى تنتقل من شخص إلى شخص، لكن يبدو أن هذا الانتقال يقتصر على التماس الوثيق مع الشخص المريض ضمن الأسرة.

أما النمط الثالث فيتألف من مجموعات عنقودية للعدوى ضمن مرافق الرعاية الصحية. وقد تم الإبلاغ عن مثل هذه الأحداث في فرنسا والأردن والمملكة العربية السعودية. في هذه المجموعات العنقودية، يبدو أن تسلسل الأحداث يبدأ بدخول الشخص المصاب إلى المستشفى حيث ينقل هذا الشخص الفيروس إلى الأشخاص الآخرين في مرفق الرعاية الصحية.

ولا بد من التأكيد على نقطتين هامتين.

النقطة الأولى أنه ليس هناك أي دليل على حدوث سراية واسعة النطاق للعدوى بالمتلازمة التنفسية الشرق أوسطية بالفيروس التاجي (كورونا) من شخص إلى شخص. وفي الأماكن التي يشتبه فيها حدوث سراية الفيروس من شخص لآخر، أتضح أن هناك اتصال وثيق بين المريض والشخص الآخر، كأن يكون أحد أفراد الأسرة، أو أحد زملاء المريض، أو أحد العاملين في مجال الرعاية الصحية.

النقطة الثانية أنه تم الإبلاغ عن عدد من الإصابات بالمتلازمة التنفسية الشرق أوسطية بالفيروس التاجي (كورونا) بين العاملين في مجال الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية أقل مما كان متوقعاً على أساس الخبرة السابقة مع المتلازمة الرئوية الحادة الوخيمة (سارس). فخلال وباء السارس، كان العاملون في مجال الرعاية الصحية معرضين لخطر جسيم للإصابة بالعدوى. ولكن الفيروس التاجي للمتلازمة التنفسية الشرق أوسطية يختلف عن فيروس سارس. ومع أن سبب إصابة عدد أقل من العاملين في الرعاية الصحية بعدوى الفيروس التاجي ليس واضحاً، فإنه قد يعود إلى ما أحدثته التحسينات التي أجريت على مكافحة العدوى بعد حدوث فاشية السارس من اختلافات كبيرة. وفي هذا السياق، يبدو أن تدابير مكافحة العدوى في المملكة العربية السعودية ذات فعالية جيدة.

وفي الوقت الراهن، يعتمد تشخيص المتلازمة التنفسية الشرق أوسطية بالفيروس التاجي (كورونا) على نحو كبير على الوعي السريري جنباً إلى جنب مع التأكيد بالفحوصات المختبرية على وجود الفيروس التاجي (فيروس كورونا) المسبب للمتلازمة التنفسية الشرق أوسطية عن طريق التفاعل السلسلي للبوليميراز. ولا يوجد اختبار يمكن إجراؤه قرب سرير المريض.

يعتمد العلاج في المقام الأول على العلاج الداعم، وليس هناك أي بيانات مقنعة تفيد أن استخدام مضادات الفيروسات القوية، مثل ريبافيرين والإنترفيرون، يجلب أي فائدة. وينبغي تجنب استخدام السترويدات بجرعات عالية.

واستعرضت البعثة المشتركة استجابة المملكة العربية السعودية، وخلصت إلى أن المملكة قد أدت عملاً ممتازاً في استقصاء ومكافحة الفاشيات. فمنذ التعرف على الحالات الأولى في عام 2012، اتخذت المملكة العديد من الخطوات، وهي تشمل ما يلي:

إدخال التدابير، ومنها تدابير مكافحة العدوى، لوقف الفاشيات في المستشفى

زيادة ملحوظة في ترصد حالات للمتلازمة التنفسية الشرق أوسطية التي سببها الفيروس التاجي (كورونا)

القيام بحملات توعية لتنبيه وتوعية الجمهور

إبلاغ منظمة الصحة العالمية عن حالات المتلازمة التنفسية الشرق أوسطية التي سببها الفيروس التاجي (كورونا)

بدء الاستقصاء الوبائي للتعرف على مصادر العدوى، وعوامل الخطر، وطرق انتقال العدوى

دعوة خبراء دوليين للمساعدة.

عند هذه النقطة، ينبغي القول إنه قد تم تطبيق التدابير الصحيحة للوقاية والمكافحة ، ويجدر بنا تهنئة حكومة المملكة العربية السعودية لاتخاذها الإجراءات الحاسمة على نحو عاجل.

ويجب التأكيد على بعض النقاط النهائية.

أولاً، مازالت هناك ثغرات كبيرة ناقصة في معارفنا حول هذا الفيروس. وبرغم العمل المكثف الذي تم إجراؤه ورغم الاستمرا ر فيه، ينبغي أن نتذكر أن الاستقصاءات العلمية تستغرق في أغلب الأحوال وقتاً طويلا حتى تصل إلى نتائج.

ثانياً، يوجد قلق دولي كبير إزاء هذه العدوى، لأنه من الممكن لهذا الفيروس أن ينتشر في جميع أنحاء العالم. ويوجد حاليا العديد من الأمثلة على انتقال الفيروس من بلد إلى آخر عن طريق المسافرين.

وبناء على ذلك، فإن على جميع البلدان في العالم أن تضمن أن يكون العاملون في مجال الرعاية الصحية على دراية بالفيروس وبالمرض الذي يمكن أن يسببه، وعند اكتشاف حالات يتعذر تفسيرها من الالتهاب الرئوي، فإنه ينبغي الأخذ في الحسبان المتلازمة التنفسية الشرق أوسطية بسبب الفيروس التاجي (كورونا). وإذا اكتشفت حالات المتلازمة التنفسية الشرق أوسطية بسبب الفيروس التاجي، فإنها ينبغي الإبلاغ عنها إلى منظمة الصحة العالمية وفقاً لأحكام اللوائح الصحية الدولية (2005).

وحتى الآن، شوهدت جميع حالات المتلازمة التنفسية الشرق أوسطية بسبب الفيروس التاجي (فيروس كورونا) المكتسبة في المجتمع في بلدان الشرق الأوسط. وينبغي على جميع البلدان في هذا الإقليم تكثيف جهود الترصد على وجه السرعة.