تشير التقديرات إلى أن ما يقرب من 34% من الوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية في إقليم شرق المتوسط تحدث بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية. ويعاني ما يقرب من 40% من البالغين، أو اثنان من كل خمسة أشخاص، في الإقليم من ارتفاع ضغط الدم، وتتراوح معدلات الإصابة بين 34% (جيبوتي والإمارات العربية المتحدة) و48% (العراق) في مختلف البلدان. ويتأثر كل من الرجال والنساء بنفس القَدْر تقريبًا. ويوجد أعلى معدل انتشار للسكري في إقليم شرق المتوسط، حيث يتراوح بين 7% (في الصومال) و 18% (في مصر)، مما يجعله أسوأ إقليم على مستوى العالم فيما يتعلق بهذه الحالة.

وفيما يتعلق بالبالغين الذين تزيد أعمارهم عن 15 عامًا، تُظهِر البيانات الواردة من الإقليم أن دول البحرين والكويت والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بها أعلى معدلات زيادة الوزن والسمنة تزيد على 70%، لا سيما بين النساء. ويمثل تزايد مشكلة السمنة بين أطفال المدارس مصدر قلق كبير. كما أن معدلات الخمول البدني في الإقليم أعلى مقارنةً بالأقاليم الأخرى، حيث لا يمارس نحو 50% من النساء وأكثر من ثلث الرجال نشاطًا بدنيًا كافيًا. كما يتزايد تعاطي التبغ، حيث تتراوح نسبة انتشار التدخين بين البالغين من الرجال بين 14% و57%.

ومن التحديات الرئيسية التي تواجهها البلدان ذات الموارد المنخفضة في الإقليم القدرة على تحمل تكاليف الأدوية الأساسية للتدبير العلاجي لأمراض القلب والأوعية الدموية الشائعة، وتوفر تلك الأدوية. ويمكن علاج العديد من حالات ارتفاع ضغط الدم والسكري بفعالية في مرافق الرعاية الصحية الأولية. ‏ويُعدُّ إشراك الأطباء والعاملين الـمُدرَّبين في الرعاية الصحية أمرًا بالغ الأهمية في الكشف عن ارتفاع ضغط الدم وعلاجه‎. ولمساعدة مقدمي الرعاية الصحية في توفير علاج ميسور التكلفة لارتفاع ضغط الدم على مستوى الرعاية الأولية، وضعت منظمة الصحة العالمية مبادئ توجيهية وأدوات مثل حزمة منظمة الصحة العالمية للتدخلات الأساسية للأمراض غير السارية في الرعاية الصحية الأولية، وحزمة هارتس (HEARTS) التي وضعها المنظمة للتدبير العلاجي لأمراض القلب والأوعية في الرعاية الصحية. كما يُقدِّم المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط دورة تدريبية مجانية عبر الإنترنت حول مبادرة هارتس (HEARTS)، ويمكن الاطلاع عليها من هنا..