التغذية | التغذية في حالات الطوارئ

التغذية في حالات الطوارئ

طباعة PDF

يتعرض الأمن الغذائي والحصول على التغذية الكافية لتقويضٍ خطيرٍ في البلدان المتضررة من حالات الطوارئ والنزاعات المستمرة في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط. ويواجه الإقليم عددًا غير مسبوق من حالات الطوارئ. ذلك أن حوالي 30 مليون نازحٍ، أي أكثر من نصف النازحين على الصعيد العالمي، ينتمون إلى هذا الإقليم. وقد تضرّر أكثر من 76 مليون شخص تضررًا مباشرًا أو غير مباشر من جرّاء الصراعات والأخطار البيئية والكوارث الطبيعية، في حين أن ما يزيد على 62 مليون شخص في حاجة مباشرة إلى خدمات الرعاية الصحية.

ويتفشى الجوع وسوء التغذية بين هؤلاء السكان. ويعاني الرُّضَّع والأطفال والمراهقون والبالغون وكبار السن من شكلٍ واحدٍ أو أكثر من أشكال سوء التغذية المتعددة، ومنها الهزال ونقص اليود وفيتامين «أ» والحديد، بالإضافة إلى الإسقربوط ومرض البلاغرا (الحُصاف) ومرض البري بري. ونحن نعمل عن كَثَبٍ مع وكالات الأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية، والمؤسسات الأكاديمية، والمجتمعات المدنية، لتقديم التوجيه والدعم التقني لبلداننا بشأن قواعد التغذية ومعاييرها، بالإضافة إلى الرصد المستمر للوضع التغذوي بما يسمح بالاستجابة المبكرة في حالات الطوارئ والأزمات.

لماذا تُعدُّ التغذية مهمة في حالات الطوارئ؟

التغذية مهمة في حالات الطوارئ

قد تزيد معدلات سوء التغذية والوفاة زيادة كبيرة خلال حالات الطوارئ. وتؤدي حالات الطوارئ إلى نتائج يمكن أن تزيد من خطر سوء التغذية والمرض والوفاة، ومن الأهمية بمكان حماية الوضع التغذوي للمتضررين. ويكون الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية الحاد أكثرَ عُرضة بكثير للإصابة بالمرض والوفاة. وعلاوة على ذلك، فإن الأشخاص الذين يصابون بالمرض أكثر عُرضة لنقص التغذية.

الوضع التغذوي للبلدان التي تمر بحالات طوارئ

يواجه 12 بلدًا من أصل 22 بلدًا في الإقليم حالات طوارئ وأزمات إنسانية معقدة.

وهذه البلدان هي أفغانستان وجيبوتي والعراق ولبنان وليبيا وباكستان وفلسطين (قطاع غزة) والصومال والسودان والجمهورية العربية السورية واليمن. ويعاني الأشخاص الذين يعيشون في تلك البلدان من شكل واحد أو أكثر من أشكال سوء التغذية. فعلى سبيل المثال، غالبًا ما يعاني الأطفال من سوء التغذية الحاد والمزمن الوخيم، في حين أن مجموعات فرعية أخرى قد تعاني من نقص التغذية الشديد وارتفاع معدلات نقص المغذيات الزهيدة المقدار، فضلًا عن زيادة الوزن والسمنة والأمراض غير السارية المرتبطة بالنظام الغذائي (مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري وبعض أنواع السرطان).

وما فتئت الفجوة في الأمن الغذائي وسوء التغذية بين البلدان المتضررة من النزاعات وغيرها من البلدان في الإقليم تزداد - حيث بلغ مستوى نقص التغذية في البلدان المتضررة من النزاعات 27.2%، وهو الآن أعلى بست مرات من مستواه في البلدان غير المتضررة من النزاعات (4.6%).

كما يبلغ انتشار انعدام الأمن الغذائي مقدار الضِعف تقريبًا في البلدان المتضررة من النزاعات (19.0% مقارنةً بنسبة 9.8%). وتؤدي النزاعات والاضطرابات ونزوح السكان إلى زيادة انتشار سوء التغذية.

وبينما يعاني 7.5 مليون طفل (9.1%) في جميع أنحاء الإقليم من الهزال، فإن معدل الانتشار هو الأعلى في جيبوتي والسودان واليمن والصومال، وما فتئ يزداد في العراق وليبيا ومصر والسودان.

وسَجَّلت باكستان وأفغانستان واليمن السودان وجيبوتي أعلى معدلات التقزُّم، إذ تراوحت بين 29.7% و46.5%.

كما أن عدم إمكانية الحصول على نُظم غذائية صحية متنوعة في حالات الأزمات يثير قلقاً بالغاً، شأنه في ذلك شأن أثر حالات الطوارئ على الرضاعة الطبيعية وتغذية الرضّع وصغار الأطفال.

ما نفعله في حالات طوارئ التغذية

يعمل المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط عن كَثَب مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، وبرنامج الأغذية العالمي، والمنظمات غير الحكومية، والمؤسسات الأكاديمية، ومنظمات المجتمع المدني، من أجل تقديم التوجيه والدعم التقني إلى بلداننا بشأن قواعد التغذية ومعاييرها، بالإضافة إلى الرصد المستمر للوضع التغذوي بما يسمح بالاستجابة المبكرة في حالات الطوارئ والأزمات. وعلى وجه التحديد، فإن منظمة الصحة العالمية

تقدم الدعم التقني الفعال من خلال إنتاج ونشر ما يثبت صحته علميًا من:

المبادئ التوجيهية والقواعد والمعايير والمنهجيات المُحدَّثة المتعلقة بالمعايير التغذوية

المبادئ التوجيهية والقواعد والمعايير والمنهجيات المُحدَّثة المتعلقة بالمعايير التغذوية

معلومات مُحدَّثة عن محتويات الأغذية/الوجبات

تقييمات مُحدَّثة لسوء التغذية، بما في ذلك حالات نقص مغذيات محددة

تحسين التدبير العلاجي لسوء التغذية الوخيم والمتوسط

رصد الوضع التغذوي

الترصد التغذوي لكل من الوقاية والإنذار المبكر والاستجابة عند حدوث حالات الطوارئ

تعزيز القدرات الوطنية ودون الوطنية والدولية على تلبية الاحتياجات التغذوية للسكان في حالات الطوارئ، وذلك من خلال نشر المعلومات والتدريب

كيف نتصدى للمشكلات المرتبطة بالتغذية في حالات الطوارئ

Nutritional status of countries in emergencies

نعالج بعض المشكلات المرتبطة بالتغذية في حالات الطوارئ من خلال "استراتيجية التغذية لإقليم شرق المتوسط، 2020-2030". وقد وضعنا هذه الاستـراتيجية التغذوية الشاملة تلبيةً للطلب القوي من البلدان على الدعم التقني الذي تقدمه المنظمة لتحسين التغذية بشكل عام وفي حالات الطوارئ. وتقدم هذه الاستراتيجية إرشادات واضحة لكيفية دعم التغذية وحمايتها في حالات الطوارئ.

وتشمل الإجراءات ذات الأولوية التي تُوصَى الدول باتخاذها ما يلي:

  • ضمان إدماج التأهب للكوارث وحالات الطوارئ في السياسات والبرامج ذات الصلة؛
  • ضمان تعزيز الرضاعة الطبيعية وحمايتها ودعمها في السياسات والممارسات المتبعة في حالات الطوارئ والأزمات الإنسانية؛
  • بناء قدرات العاملين الصحيين وتوفير الإمدادات الأساسية لهم لفحص الأطفال المصابين بسوء التغذية وعلاج الحالات الوخيمة في المرافق الصحية؛
  • ضمان وضع خطة للتأهب لحالات الطوارئ في مجال التغذية والأمن الغذائي تمكّنها من الاستجابة بفعالية وحماية الوضع التغذوي للسكان، لا سيّما الفئات الأكثر عُرضة للمخاطر والأشد تأثرًا بها، في أية حالة طوارئ؛
  • المشاركة في الشبكات الدولية والإسهام فيها لتبادل المعلومات عن سلامة الأغذية، بما في ذلك إدارة حالات الطوارئ.

ما نفعله على أرض الواقع

Nutritional status of countries in emergencies

نحن نعمل مع الشركاء لدعم البلدان فيما يلي:

  • الحد من التقزم والهزال في صفوف الأطفال دون سن 5 سنوات حيث يعاني كثير من الأطفال في الإقليم من التقزم والهزال.
  • فحص حالات سوء التغذية الوخيمة في المرافق الصحية وبناء قدرات المؤسسات الصحية لضمان علاج الحالات المعقدة؛
  • إنشاء نُظُم قوية للترصد التغذوي لما لها من أهمية جوهرية لكلٍ من الوقاية/ الإنذار المبكر والاستجابة عند حدوث حالات الطوارئ.

وفي حين أن هناك المزيد مما يتعين فعله لحماية الوضع التغذوي للسكان في حالات الطوارئ، لا سيّما الفئات الأكثر عُرضة للمخاطر والأشد تأثرًا بها، نوُرِد أدناه بعض الإنجازات الرئيسية.

  • وينفذ 12 بلدًا علاج سوء التغذية الحاد الوخيم بالرعاية التغذوية وعلاج سوء التغذية الحاد المعتدل.
  • وتنفذ 10 بلدان برامج لتوزيع الأغذية - مثل برامج المعونات الغذائية الطارئة، والتحويلات الغذائية المباشرة، وأغذية الرُّضَّع وصغار الأطفال - للوقاية من سوء التغذية الحاد.
  • وتنفذ 7 بلدان برامج بشأن الرعاية التغذوية ودعم المتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري والسل - وهي الفئات المُعرَّضة لنقص التغذية بشكل خاص.
  • وتنفذ 4 بلدان برامج للتخلص من الديدان من أجل التصدي للديدان المنقولة بالتربة وغيرها من الطفيليات التي يمكن أن تسهم في سوء التغذية.
  • وتنفذ 6 بلدان برامج لفحص حالات سوء التغذية الوخيمة في المرافق الصحية وبناء قدرات المؤسسات الصحية لضمان علاج الحالات المعقدة.
  • وتعكف عدة بلدان على شراء مجموعات أدوات الطوارئ لإنقاذ حياة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.
  • وفي اليمن، تتعاون المنظمة مع السُلُطات الصحية المحلية والشريك التقني للبنك الدولي، من خلال مشروع الصحة والتغذية في حالات الطوارئ، لإنشاء نظام ترصُّد يعطي الأولوية للمجتمعات المحلية المعرَّضة بشدة لخطر المجاعات، ومن ثمَّ ينقذ ملايين الأرواح، ويراقبها عن كَثَب.
  • Iوفي سوريا، كشفت البيانات المستمدة من مسح الرصد الموحد وتقييم الإغاثة والحالات الانتقالية (SMART) لعام 2019 عن عدة مناطق تعاني من سوء التغذية المزمن والحاد الناشئ. وكانت ممارسات تغذية الرُّضّع وصغار الأطفال سيئة، حيث اختار 28.5٪ فقط من الأمهات البدء المبكر في الرضاعة الطبيعية. وهذه البيانات ضرورية لاستهداف التدخلات الرامية إلى تحسين الوضع التغذوي للفئات الأكثر عُرضة للمخاطر والأشد تأثرًا بها، وقد اكتُشفت 440 19 حالة إصابة بسوء التغذية الحاد العام وأُحيلت للعلاج.
  • وفي عام 2018، أظهر تحليل اتجاهات بيانات الترصُّد الخافر للتغذية على الصعيد الوطني المستمدة من المرافق الصحية والمواقع المجتمعية الخافرة في أفغانستان زيادةً عامةً في معدلات مستويات سوء التغذية الحاد الوخيم ونقص الوزن. ويلزم الحصول على هذه البيانات لمعالجة قضايا مثل انعدام الأمن والقيود الجغرافية التي لا تزال تشكل أكبر العقبات أمام ضمان تنفيذ التدخلات التغذوية ورصدها على النحو الأمثل في المرافق الصحية وعدم كفاية التغطية بالخدمات.