الأمراض غير السارية | مصادر المعلومات | أهمية الترصُّد في الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها

أهمية الترصُّد في الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها

طباعة PDF

سؤال: ما المقصود بترصُّد الأمراض غير السارية؟

إن ترصد الأمراض غير السارية يعني جمع البيانات بانتظام وتحليلها لتقديم معلومات حول عبء الأمراض غير السارية في البلد، والمجموعات السكانية المعرَّضة لخطرها، وتقدير الوفيات الناجمة عنها، والمراضة، وعوامل الخطر، والمحددات المرضية، فضلاً عن استجابة النُظُم الوطنية لها. كما يتيح لنا تتبُّع الحصائل الصحية واتجاهات عوامل الخطر مع مرور الوقت.

ويوفر ترصُّد الأمراض غير السارية المعلومات الضرورية لوضع البرامج والسياسات.

ويعتبر ترصُّد الأمراض غير السارية أداة تكميلية في عمل منظمة الصحة العالمية للوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها. (1، 2)

سؤال: ما هو نَهج منظمة الصحة العالمية إزاء ترصُّد الأمراض غير السارية؟

لقد وضعت منظمة الصحة العالمية إطار الرصد العالمي لترصُّد الأمراض غير السارية، والذي يدور حول ثلاثة ركائز أساسية: 1) رصد الوفيات (تركيز خاص على الوفيات المبكرة بسبب الأمراض القلبية الوعائية، والسرطان، والسكّري، والأمراض التنفسية المزمنة)، والمراضة (معدل وقوع السرطان)؛ 2) رصد عوامل الخطر؛ 3) رصد استجابة النظام الوطني (والمكون الأساسي لها هو استجابة النظام الصحي وقدراته) (3).

تُقيَّم هذه الركائز الثلاث عن طريق 25 مؤشرًا لتحديد ما إذا استُوفِيت الأهداف التسعة الطوعية العالمية للأمراض غير السارية أم لم تستوف بعد، وهذا يشمل تخفيض نسبي بمقدار 25% في الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير السارية بحلول عام 2025. وتتناول الأهداف العالمية الطوعية التسعة عوامل الخطر الأساسية للأمراض غير السارية، والتي تشمل تعاطي التبغ، وتناول الملح، والخمول البدني، وارتفاع ضغط الدم، وتعاطي الكحول. وفي الظروف الوطنية المثالية، يجب دمج هذه الركائز الثلاث في نظام شامل للمعلومات الصحية.

سؤال: ما هو النهج المتدرج لمنظمة الصحة العالمية في الترصُّد؟

إن نَهج منظمة الصحة العالمية المتدرج للترصُّد هو جزء من المبادرة العالمية للمنظمة لترصُّد عوامل الخطر للأمراض غير السارية. وقد وُضِعَ هذا النهج استجابةً للحاجة المتزايدة للمعلومات بشأن الاتجاهات القُطرية للأمراض غير السارية. والنهج طريقة بسيطة ومعيارية لجمع البيانات وتحليلها ونشرها. ويستعمل هذا النهج أداة مسح معيارية ومنهجية يمكن تكييفها مع مختلف مواقع الموارد القُطرية وتساعد في بناء القدرات القُطرية.

وباستعمال نفس الأسئلة والبروتوكولات المعيارية، يمكن لجميع البلدان استخدام معلومات نهج المنظمة المتدرج للترصُّد ليس فقط لرصد الاتجاهات داخل البلد، ولكن أيضًا لإجراء المقارنات بين البلدان. ويشجع هذا النهج على جمع كميات صغيرة من المعلومات المفيدة بانتظام وباستمرار (2).

سؤال: لماذا الاستثمار في ترصُّد الأمراض غير السارية؟

يُعَدُّ ترصُّد الأمراض غير السارية ورصدها وتقييمها من الأدوات التي تلتقط المعلومات عن أداء البلدان، ويعزز قدراتها على مكافحة الأمراض غير السارية. وتتيح أنظمة ترصُّد الأمراض غير السارية المناسبة الكشف المبكر عن المعرَّضين لخطر كبير، فضلاً عن الأمراض غير السارية التي يمكن معالجتها مبكرًا بسهولة بعلاجات منخفضة التكلفة، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات الصحة العامة الأخرى، وذلك مقارنة بالتأخر في اكتشاف هذه الحالات.

ويعتبر علاج الأمراض غير السارية وعواقبها علاجًا مكلفًا، لذا تُعَدُّ الوقاية من الأمراض غير السارية استراتيجية أساسية. وتتطلب الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها ترصُّد عوامل الخطر المرتبطة بها (مثل: تعاطي التبغ، والنظام الغذائي غير الصحي، والخمول البدني، وشرب الكحول)، واتخاذ الإجراءات الرامية إلى تعزيز التغييرات المرغوبة والحد من المخاطر.

ومن ثَمَّ، فإن الاستثمار في ترصُّد الأمراض غير السارية يكون أكثر مردودًا من حيث التكلفة (رغم أنه يتطلب تمويل النُظُم، وإنشاء الموارد اللازمة بالإضافة إلى بناء القدرات)، مقارنة بتكبد الآثار المكلفة للأمراض غير السارية، فضلاً عن العلاج والمكافحة المرتبطين بها.

فعلى سبيل المثال، فإن حجم جائحة الأمراض غير السارية في الإقليم حجم هائل، ويتسبب في وفاة 2.2 مليون إنسان كل عام (4). وعلاوة على ذلك، تشير التوقعات المستقبلية إلى حدوث زيادة تبعث على القلق في معدَّل انتشار الأمراض غير السارية؛ إذ يُتوقَّع أن تؤدي الأمراض غير السارية الرئيسية الأربع إلى وفاة ما يصل إلى 2.4 مليون إنسان في 2025، ما لم تُتَّخذ إجراءات جادة حيال ذلك. وتستند هذه التوقعات على البيانات التي جمعت مؤخرًا على المستوى القطري.

وتساعد هذه المعلومات البلدان على صياغة استراتيجياتها وخططها الوطنية، وتركيز جهودها على المجالات التي تحتاج اهتمام أكبر.

ومن ثَمَّ، فإن تحسين ترصُّد الأمراض غير السارية على المستوى القُطري يوفِّر معلومات صحية أفضل، وبذلك يتيح فرصاً مواتية للبلدان لتحسين صحة مواطنيها. وبالاستفادة من البيانات الصحية الشاملة، يمكن للحكومات أن تصيغ سياسات وبرامج للوقاية من الأمراض وتقيس مدى التقدُّم المُحرَز وتأثير الجهود الوقائية الجاري تنفيذها وفعاليتها (5).

سؤال: ما أهمية الترصُّد؟

ترجع أهمية الترصد إلى أنه يساعد البلدان في رصد الأنماط والاتجاهات المستجدة للأمراض وتقييمها. وللترصُّد أهمية كبيرة لأنه يساهم في تحسين الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها. ومن خلال البيانات التي جمعت، تستطيع البلدان تحديد أولوياتها ووضع تدخلات هادفة لعكس مسار وباء الأمراض غير السارية.

سؤال: ما هي تكاليف الترصُّد (هل هي مكلفة للغاية، وبخاصة للبلدان النامية)؟

إن تكاليف الترصُّد تشتمل على الاستثمار في الموارد البشرية والبنية الأساسية. وتوجد بروتوكولات معيارية لإنتاج بيانات صالحة للمقارنة، وكذلك لقياس التغيير على مدار الزمن، ولرصد عوامل الخطر، بالإضافة إلى السياسات التي يجري تنفيذها. ويعتبر استخدام الأسئلة المعيارية، مثل الأسئلة الخاصة بمسوحات التبغ تدبيرًا عالي المردود من حيث التكلفة، ويمكن تضمينه في المسوح أو التعدادات السكانية القائمة. أيضًا، يمكن للشراكات مع مكاتب الإحصاء الوطنية أو الجامعات ومؤسسات البحوث والأوساط الأكاديمية توسيع قدرة الترصُّد.

سؤال: كيف تدعم منظمة الصحة العالمية الترصُّد على المستوى القُطري؟

الترصُّد هو أحد مجالات إطار العمل الإقليمي، الذي لديه ثلاثة تدخلات استراتيجية (6). وبناءً على ذلك، من المتوقع أن يقوم كل بلد بما يلي: تنفيذ/وتعزيز إطار منظمة الصحة العالمية للترصد (7) الذي يرصد الوفيات والمراضة؛ وعوامل الخطر والمحددات الصحية؛ وقدرة النظام الصحي واستجابته؛ ودمج المكونات الثلاثة لإطار الترصُّد في النظام الوطني للمعلومات الصحية؛ وتعزيز الموارد البشرية والقدرات المؤسسية للترصُّد والمراقبة والتقييم.

في عام 2014، أكمل بلدان اثنان مسح النهج المتدرج للمنظمة للترصد وتواصل ستة بلدان تقدُّمها في إجراء المسوحات. بالإضافة إلى ذلك، عقدت حلقة عمل تدريبية حول ترصُّد الأمراض غير السارية مع شبكة الصحة العامة لشرق المتوسط بعد إعداد حزمة التدريب الإقليمية (8). وتتمثل الأولوية الاستراتيجية، في المستقبل، في تعزيز قدرة البلد على تنفيذ إطار منظمة الصحة العالمية للترصُّد وتقويته.  

المراجع

1. Public health surveillance. Geneva: World Health Organization; 2015

2. Surveillance. In: WHO/Noncommunicable diseases [website]. Cairo: WHO Regional Office for Eastern Mediterranean; 2015 

3. Global action plan for the prevention and control of noncommunicable diseases 2013–2020. Geneva: World Health Organization; 2013

4. Noncommunicable diseases. In: WHO/Noncommunicable diseases. Cairo: WHO Regional Office for Eastern Mediterranean; 2015

5. Surveillance. In: World Bank/Public health at a glance [website]. Washington: World Bank headquarters; 2016

6. Regional framework for action. Cairo: WHO Regional Office for Eastern Mediterranean; 2015 

7. Alwan A et al. Monitoring and surveillance of chronic noncommunicable diseases: progress and capacity in high-burden countries. The Lancet. 2010;376(9755): 1861–1868. DOI: 10.1016/S0140-6736(10)61853–3

8. The Work of WHO in the Eastern Mediterranean Region Annual Report of the Regional Director 2014. Cairo: WHO Regional Office for Eastern Mediterranean; 2015