الصفحة الرئيسية

 موظفو منظمة الصحة العالمية يتفقدون أحد المراكز الصحية في باكستان حيث بدأت فاشية حمى التيفود الشديدة المقاومة للأدوية في عام 2016 . موظفو منظمة الصحة العالمية يتفقدون أحد المراكز الصحية في باكستان حيث بدأت فاشية حمى التيفود الشديدة المقاومة للأدوية في عام 2016 (صورة: مامونور مالك/منظمة الصحة العالمية).

حمى التيفود هي عدوى مهددة للحياة في القناة المعوية ومجرى الدم، تسببها بكتيريا السلمونيلة التيفية شديدة الضراوة. وتعيش هذه البكتيريا في أجسام البشر فقط، وتنتشر عادةً بين البشر من خلال الطعام أو الماء الملوث بالبراز. وتتراوح فترة الحضانة ما بين 7 أيام إلى 14 يومًا في المتوسط، لكن يمكن أن تتراوح ما بين 3 أيام إلى شهرين. وتشمل الأعراض ارتفاع درجة الحرارة لفترات طويلة، والتعب، والصداع، والغثيان، وآلام البطن، والإمساك أو الإسهال، وفي بعض الحالات طفح جلدي. وقد تؤدي الحالات الشديدة إلى مضاعفات خطيرة أو حتى الوفاة.

وتُعد حمى التيفود مشكلة صحية عامة مهمة في العديد من البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، إذ تتسبب في ما بين 11 و 21 مليون حالة إصابة وما بين 000 128 و 000 161 وفاة كل عام. وتحدث معظم الحالات في جنوب آسيا وجنوب شرق آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. ولا يزال العبء الفعلي لحمى التيفود في إقليم شرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية مجهولًا. وفي الفترة الأخيرة، شهدت باكستان فاشية واسعة لحمى التيفود المقاومة للأدوية.

‏ومن أجل الوقاية من حمى التيفود ومكافحتها، تشمل التدخلات الرئيسية التشجيع على النظافة الشخصية، وتحسين مأمونية المياه، واستخدام المياه المأمونة لجميع الأغراض، وتحسين البنية التحتية للصرف الصحي، وضمان توفير رعاية المرضى بصورة كافية وفي الوقت المناسب‎. ويمكن علاج المرض بالمضادات الحيوية، على الرغم من أن زيادة مقاومة مضادات الميكروبات تجعل العلاج أكثر تعقيدًا. ويمكن أن يسهم تطعيم التيفود في الحد من استخدام المضادات الحيوية، مما سيؤدي إلى تأخير مقاومة مضادات الميكروبات. ويلعب لقاح التيفود دورًا هامًا في مكافحة حمى التيفود المتوطنة وفاشياتها أيضًا. ومن بين لقاحات التيفود المتاحة، يُفضَّل استخدام لقاح التيفود المتقارن في جميع الأعمار نظرًا لتحسُّن خصائصه المناعية، وملاءمته للاستخدام لدى الأطفال الأصغر سنًا، والمدة الأطول المتوقعة للحماية. ومع ذلك، فإن توافر بيانات ترصُّد عالية الجودة حول حمى التيفود يُعد متطلبًا مسبقًا لإدخال اللقاح المتقارن ضد التيفود، إما بوصفه استراتيجية للوقاية من حمى التيفود أو لمكافحتها.

 

طبيبان يفحصان صورة الأشعةيجب على جميع البلدان أن تبقى يقظة من أجل نكسة المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس) وأن تحافظ على قدرتها على اكتشاف معاودة السارس والاستجابة له في حال حدوثه. صورة مهداة من: منظمة الصحة العالمية

المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس) هي علة تنفسية فيروسية تسببها فيروسة مكلَّلة تدعى الفيروسة المكلَّلة المرتبطة بالسارس. وهو يعتبر أول وباء ناشئ في القرن الـ 21؛ فقد تم الإبلاغ عن السارس لأول مرة في آسيا في فبراير/شباط من عام 2003، وانتشر إلى أكثر من 24 بلداً في أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وأوربا وآسيا قبل أن يتم احتواؤه.

ينتشر السارس عن طريق التماس الوثيق بين شخص وشخص. ويعتقد أن الفيروس المسبب للسارس يسري بسهولة أكثر عن طريق القُطَيرات التنفسية. إن أعراض السارس ـ بشكل عام ـ تشمل الحمى الشديدة، والصداع، والشعور العام بعدم الراحة، والأوجاع الجسدية. كما أن بعض المرضى قد يصابون بأعراض تنفسية خفيفة في البداية.

وحوالي 10% إلى 20% من المرضى يصابون بالإسهال. وبعد 2 إلى 7 أيام قد يصاب مرضى السارس بسعال جاف. ومعظم المرضى يصابون بالتهاب رئوي.

 

طفل صغير يضم طفل آخر إليهإن التماس الوثيق وطويل الأمد مع شخص مصاب بالعدوى (ناقل) يسهِّل انتشار المرض. صورة مهداة من: منظمة الصحة العالمية التهاب السحايا هو التهاب للسحايا، التي هي الغلاف للدماغ والحبل الشوكي، وهو ينجم عادة عن فيروس أو جرثومة (المكورة السحائية). ويسري عن طريق قطيرات الإفرازات التنفسية أو إفرازات الحلق. إنه ينجم غالباً عن عدوى (جرثومية أو فيروسية أو فطرية)، لكن يمكن أن ينتج أيضاً عن تهييج كيميائي ونزف تحت العنكبوتية، و سرطان، وحالات أخرى.

هناك جراثيم مختلفة عديدة يمكن أن تسبب التهاب السحايا. وهذه الجراثيم تسري من شخص إلى شخص عن طريق قطيرات الإفرازات التنفسية أو إفرازات الحلق من الحَمَلة. إن التماس الوثيق وطويل الأمد ـ مثل التقبيل، أو العطاس أو السعال على شخص ما، أو العيش في أماكن مغلقة (مثل: مهجع، والتشارك في أواني الأكل أو الشرب) مع شخص مصاب بالعدوى (حامل) ـ يسهِّل انتشار المرض.

الأعراض الأكثر شيوعاً هي تيبس الرقبة، والحمى الشديدة، والحساسية للضوء، والتخليط، والصداع، والقيء. إن 5% إلى 10% من المرضى يموتون عادة في غضون 24 إلى 48 ساعة بعد ظهور الأعراض، حتى عندما يشخص المرض باكراً ويُبدأ بالمعالجة الملائمة.

 

شحنة منظمة الصحة العالمية من المضادات الحيوية لمواجهة فاشية الطاعون عام 2017 في مدغشقر (تصوير: منظمة الصحة العالمية)شحنة منظمة الصحة العالمية من المضادات الحيوية لمواجهة فاشية الطاعون عام 2017 في مدغشقر (تصوير: منظمة الصحة العالمية)

الطاعون مرض حيواني المنشأ تسببه بكتيريا معوية تُعرف باسم اليَرْسَنِيَّةُ الطَّاعونِيَّة. وتحملها في الأصل القوارض وتنتشر إلى البشر والحيوانات الأخرى عن طريق البراغيث. ولا يحدث انتقال العدوى المباشر من شخص إلى آخر إلا في حالة الطاعون الرئوي إذ قد ينقل الرذاذ التنفسي العدوى من المريض إلى الأشخاص الآخرين المخالطين له عن قُرب.

وعادةً ما تبدأ أعراض الإصابة لدى المصابين بالعدوى بأعراض "شبيهة بالإنفلونزا" بعد فترة حضانة تتراوح بين 3 و7 أيام. كما يعاني المرضى من بدء ظهور مفاجئ للحمى والقشعريرة وآلام الرأس والجسم والضعف والقيء والغثيان. وتتجلى العدوى السريرية للطاعون في ثلاثة أشكال حسب مسار العدوى، وهي: الطاعون الدُمَّلي، وطاعون إنتان الدم، والطاعون الرئوي.

ولا يزال الطاعون يُشكّل تهديدًا بسبب استمرار انتشار العدوى بين القوارض البرية في مساحات شاسعة، وتخالط تلك القوارض فئران المنازل من حينٍ لآخر. ويوجد طاعون القوارض البرية في مناطق متفرقة في الأمريكتين وآسيا وأفريقيا بما في ذلك البُلدان المُطلة على البحر الأبيض المتوسط. وفي الفترة من 2010 إلى 2015، أُبلغ عن 3248 حالة طاعون في جميع أنحاء العالم، منها 584 حالة وفاة. وفي إقليم شرق المتوسط، أُبلغ عن الطاعون بشكل متقطع في إيران (جمهورية إيران الإسلامية) والعراق وليبيا وباكستان على مدار العقود الماضية.

والعلاج بالمضادات الحيوية فعّال ضد بكتيريا الطاعون، لذلك يمكن للتشخيص المبكر والعلاج المبكر إنقاذ الأرواح. وتشمل التدابير الوقائية إعلام الناس عندما يظهر طاعون حيواني المنشأ في بيئتهم، ونصحهم باتخاذ الاحتياطات اللازمة ضد لدغات البراغيث، وعدم التعامل مع جثث الحيوانات. وتهدف منظمة الصحة العالمية إلى الوقاية من فاشيات الطاعون من خلال دعم البُلدان المُعرضة للخطر لبناء التَرَصُّد المناسب والمحافظة على استمراره، وتحسين القدرة على الكشف المختبري، والإبلاغ عن المخاطر، وتوحيد التدبير العلاجي للحالات.

 

بعوض الدنكبعوض الدنك. منظمة الصحة العالمية حمى الدنك هي عدوى فيروسية تنتقل عن طريق البعوض الموجود في المناطق المدارية وشبه المدارية حول العالم. وهو علة وخيمة تشبه الإنفلونزا، وتصيب الرضع وصغار الأطفال والبالغين، لكنها قلما تؤدي إلى الوفاة. في السنوات الأخيرة ازداد الانتقال في المناطق الحضرية وشبه الحضرية، وأصبح مصدر قلق دولي كبير في مجال الصحة العامة.

وإن حمى الدنك هي المرضُ الفيروسي المنقول بالبعوض الأسرعُ انتشاراً في العالم؛ ففي السنوات الـ 50 الماضية زاد الوقوع 30 ضعفاً، مع ازدياد التوسع الجغرافي إلى بلدان جديدة، وتم التوسع - في العقد الحالي ـ من المناطق الحضرية إلى المناطق الريفية. وإن ما يُقدَّر بـ 50 مليون حالة عدوى بحمى الدنك تحدث سنوياً، وحوالي 2,5 مليار شخص يعيشون في البلدان الموطونة بحمى الدنك.

لقد تم الإبلاغ عن أوبئة حمى الدنك وحمى الدنك النزفية في الإقليم منذ عام 1998، مع زيادة التواتر واتساع نطاق التوزع الجغرافي لكل من الفيروس والبعوض الناقل. وقد تم الإبلاغ عن فاشيات من جيبوتي وباكستان والمملكة العربية السعودية والصومال والسودان واليمن. وفي عام 2009 والنصف الأول من عام 2010 تم الإبلاغ عن فاشيات من حمى الدنك وحمى الدنك النزفية من المملكة العربية السعودية والسودان واليمن. 

 


الصفحة 58 من 93