قصص نجاح من مختلف البلدان

مصر

بناء الثقة وإنقاذ الأرواح: رحلة مصر نحو مستشفيات أكثر مأمونية

بناء الثقة وإنقاذ الأرواح: رحلة مصر نحو مستشفيات أكثر مأمونية

17 أيلول/ سبتمبر 2025 - بمناسبة اليوم العالمي لسلامة المرضى، نستعرض كيف وضعت مصر سلامة المرضى في صميم إحداث تحوُّل في نظام الرعاية الصحية لديها.

وتسير مصر حاليًا على طريق نُظُم الرعاية الصحية القائمة على التغطية الصحية الشاملة، ووضع الإنصاف في الحصول على الرعاية وجودتها في صميم برنامجها الوطني. ومنذ البداية، اعتُرِفَ بسلامة المرضى بوصفها جزءًا أساسيًا من هذا الإصلاح، مع الإقرار بأن الخدمات المأمونة تُتَرجَم إلى حياةٍ أوفرَ صحةً وثقةً أقوى بين المرضى والنظام الصحي.

وفي عام 2025، أطلقت وزارة الصحة والسكان، بدعمٍ من المكتب القُطري للمنظمة في مصر، مبادرة المستشفيات المراعية لسلامة المرضى لجعل المستشفيات أكثر مأمونيةً للجميع.

ولتنفيذ هذه المبادرة، اعتمدت الوزارة ومنظمة الصحة العالمية في مصر نهجًا شاملًا وتدريجيًا يستند إلى العناصر التالية:

  1. التخطيط سعيًّا لتحقيق هدفٍ مُعيَّن

اشتركت المنظمة والوزارة في إعداد أداة تقييم مصممة خصيصًا لتقييم المستشفيات تقييمًا دقيقًا ومُنصفًا.

  1. تمكين فِرَق العمل

ساعدت حلقات العمل والدورات الميدانية قادة المستشفيات والعاملين فيها على فهم "أسباب" و"كيفية" الحفاظ على سلامة المرضى.

  1. اختيار المناصرين

اختيرت ثلاثة مستشفيات نظرًا لاستعدادها وقدرتها على أن تصبح نماذج إقليمية. وقد حددت هذه المستشفيات الثغرات وضعت خطط عمل بالتعاون مع المنظمة.

  1. اتخاذ الإجراءات اللازمة

نَفَّذَت المستشفيات تغييرات أحدثت فرقًا حقيقيًا، من تحسينات السلامة من الحرائق إلى لجان المبادئ التوجيهية السريرية. ونَفَّذَت المستشفيات خطط العمل المتفق عليها بدعمٍ تقني من المنظمة، بالإضافة إلى ما يلي:

بدء جولات منتظمة ومُنظّمة بشأن سلامة المرضى يجريها موظفو المستشفيات للوقوف على المخاطر قبل أن تسبب وقوع أضرار؛

اعتماد القائمة المرجعية لمنظمة الصحة العالمية بشأن الولادة المأمونة؛

إدماج ميزانيات السلامة المخصصة في تخطيط المستشفيات؛

إنشاء لجان معنية بوضع المبادئ التوجيهية.

ومكنت هذه الإجراءات المستشفيات الثلاثة من الوصول إلى المستوى الثاني من الاعتراف، ويدل ذلك على إحراز تقدم قابل للقياس في إدماج سلامة المرضى في مؤسساتها.

  1. البناء من أجل المستقبل

نُفِّذ برنامج تدريبي وطني لاعتماد المُقيّمين الذين سيقودون التقييمات في المستقبل لضمان تطور المبادرة ونجاحها.

وفي أواخر عام 2025، ستطلق مصر المرحلة الثانية، وبذلك يتسع نطاق مبادرة المستشفيات المراعية لسلامة المرضى لتشمل مزيدًا من المستشفيات. وسيتولى مُقيّمون مصريون قيادة المسيرة هذه المرة، وستُقدم منظمة الصحة العالمية الإرشادات اللازمة. إنه نموذج للاستدامة والمسؤولية والفخر الوطني.
ويُظهِرُ نجاح مصر أن إدماج سلامة المرضى في إصلاح الرعاية الصحية يؤدي إلى بناء الثقة وتحقيق حصائل أفضل. ومن خلال الجمع بين عمليات التقييم المُنظَّمة والتحسينات المستهدفة والقدرات الوطنية المستدامة، تضمن مصر عدم اقتصار التغطية الصحية الشاملة على زيادة إتاحة الخدمات الصحية فحسب، بل تشمل أيضًا توفير رعاية مأمونة وفعَّالة وكريمة للجميع.
كذلك وركزت المبادرة أيضًا على نحوبشكلٍ أساسي على بناء المرونةالقدرة على الصمود.. فهذه المبادرة لا تتعلق بتحسين الخدمات الأساسية الروتينية فحسب، بل تتعلق أيضًا بتأمين قدرة المستشفيات على الاستمرار في تقديم تلك الخدمات في أثناء حالات الطوارئ، دون المساس بمعايير سلامة المرضى.. وقد أصبح هذا الأمر ذا أهمية كبرى مع استمرار مصر في استقبال أعداد كبيرة من النازحين من البلدان المجاورة المتضررة من الأزمات . ومن خلال تعزيز التأهُّب والاستجابة للطوارئ، أصبحت المستشفيات أكثر مرونة قدرة على الصمود ومجهزة بشكل أفضل لحماية المرضى ، حتى في أوقات الأزمات.
يقول أحد المرضى في إحدى المستشفيات المصرية المعترف بها وفقًا لمبادرة المستشفيات المراعية لسلامة المرضى "عندما أدخل المستشفى الآن، أشعر بدرجةٍ أكبر من السلامة، ليس لنفسي فقط، ولكن لأُسرتي ومجتمعي."
وكان التزام مصر القوي بسلامة المرضى أحد العوامل الرئيسية التي مكّنت من تحقيق هذا التقدم. وعلى وجه الخصوص، أدى إنشاء الإدارة العامة لسلامة المرضى في وزارة الصحة والسكان إلى إتاحة القيادة والتنسيق اللذين جعلا تنفيذ المشروع ممكنًا، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.
وفي كل خطوة، تثبت مصر أن التغطية الصحية الشاملة ليست مجرد سياسة، بل وعد. وهذا الوعد يتحقق من خلال مبادرة المستشفيات المراعية لسلامة المرضى.