كيف يساهم عمل مريم في المختبر بالحفاظ على وصول العائلات في مدينة الباب إلى الرعاية الصحية

17 تشرين الثاني 2025، حلب – عند وصول العائلات إلى مركز الباب الصحي في ريف حلب الشرقي، يتوجه الكثير منهم أولاً إلى المختبر الصغير الواقع خلف غرف المعاينة. هناك، تعمل مريم أحمد الخلف بهدوء ودقة – تحضّر العينات، تحلل النتائج، وتطمئن المرضى القلقين مما قد تكشفه الفحوصات.

لقد نزحت مريم من دير حافر قبل سنوات، وأعادت بناء حياتها في مدينة الباب، حيث تعيش اليوم مع زوجها وأطفالها الثلاثة. تقول: «لقد أصبح هذا المكان منزلنا، وعملي هنا هو طريقتي لرد الجميل».

Maryam Ahmad Al-Khalaf prepares a blood sample inside the laboratory at Al-Bab Health Centre in eastern Aleppo. Photo credit: WHO تقوم مريم أحمد الخلف بتحضير عينة دم داخل مختبر مركز الباب الصحي في ريف حلب الشرقي. حقوق الصورة: منظمة الصحة العالمية

ضمن عملها في المختبر، تجري مريم كل التحاليل التي يطلبها الأطباء والقابلات – من تعداد الدم وفحوصات السكر إلى مؤشرات العدوى، مما يساعد في كشف الحالات التي تحتاج الى رعاية عاجلة. إن هذا العمل يوجه تقريباً كل قرار طبي يُتخذ في المركز، مما يجعل المختبر هادئا ولكن بالمقابل جزءاً أساسياً من خدمات الرعاية الصحية الأولية.

يتحدث الأطباء بصراحة عن مدى اعتمادهم على عملها. لأنه ومع محدودية الموارد وكثرة المراجعين، فإن التشخيص الدقيق هو أساس الرعاية الآمنة. يقول أحد أطباء المركز: «نتائجها تساعدنا في اتخاذ القرارات الصحيحة لمرضانا. في كثير من الحالات، نتائج المختبر هي التي تحدد إذا كان من الممكن علاج المريض هنا، أو أنه يحتاج إلى إحالة، أو متابعة دقيقة لتجنب أي مضاعفات».

يتم تقديم  الخدمات الصحية في مركز الباب الصحي بالتنسيق مع وزارة الصحة، وتنفذ من خلال منظمة الأمين، حيث تعمل فرقهم على ضمان استمرار الرعاية الصحية للمجتمعات التي تملك خيارات محدودة.

Maryam reviews laboratory results at Al-Bab Health Centre. Photo credit: WHO

منذ أواخر عام 2024، ساهم الدعم المستمر من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (KSrelief) بمساعدة منظمة الصحة العالمية لضمان عمل  50 مرفقاً صحياً في شمال غرب سوريا، ومن ضمنها مركز الباب. كما ساهم هذا الدعم بتوفير خدمات الرعاية الأولية والثانوية والتخصصية دون انقطاع – من الأدوية والمستلزمات الأساسية إلى غسيل الكلى، والتي ما تزال في ازدياد في المنطقة.

تجري مريم فحوصات مجهرية داخل مختبر مركز الباب الصحي. حقوق الصورة: منظمة الصحة العالميةتجري مريم فحوصات مجهرية داخل مختبر مركز الباب الصحي. حقوق الصورة: منظمة الصحة العالمية

بالنسبة لمريم، إن هذا الاستقرار هو ما يُمكّنها من خدمة الناس بكرامة. وتوضح قائلةً: "عندما يتوفر للمركز ما يحتاجه، يُمكننا التركيز بشكل كامل على المرضى. نتيجة فحص واحدة قد تُغير خطة علاج شخص ما. الخدمات الموثوقة تُمكّننا من اكتشاف المشكلات مبكرًا، قبل أن تُصبح خطيرة".

وبينما تتأمل في الدعم الذي يُبقي مختبرها يعمل، تضيف: "يعتمد الناس هنا على هذه الخدمات. يُساعدنا هذا الدعم الذي نتلقاه على مواصلة عملنا دون انقطاع، وهذا يعني حصول العائلات على إجابات ورعاية عندما يكونوا في أمسّ الحاجة إليها".

في مدينة الباب، حيث تلعب الخدمات الصحية دورًا حيويًا في الحياة اليومية، يضمن عمل مريم حصول العائلات على رعاية صحية عالية الجودة وفي الوقت المناسب بالقرب من منازلهم، فلا يضطر أحد للتخلي عن الفحوصات التشخيصية الأساسية.