وسط الأزمة الإنسانية في اليمن، تستمر المعركة ضد شلل الأطفال

وسط الأزمة الإنسانية في اليمن، تستمر المعركة ضد شلل الأطفال24 أكتوبر 2025، عدن، اليمن – بمناسبة اليوم العالمي لشلل الأطفال، تحذر منظمة الصحة العالمية من استمرار إنتشار فيروس شلل الأطفال وتدعو إلى تكثيف الجهود لحماية جميع الأطفال.

ولا يزال يُشكل شلل الأطفال، وهو مرض يمكن الوقاية منه ويؤدي إلى شلل دائم ووفاة، تهديدًا لأطفال اليمن بينما تواجه البلاد مجموعة من الطوارئ الصحية المتداخلة بما في ذلك الكوليرا والحصبة والدفتيريا وسوء التغذية الحاد.
وتصارع اليمن منذ العام 2021 تفشي فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح من النمط 2، حيث حذرت منظمة الصحة العالمية اليوم من أنه تم الإبلاغ عن 29 حالة مؤكدة حتى الآن خلال العام 2025 وسط الأزمة الإنسانية المستمرة في البلاد، وانخفاض تغطية اللقاحات، والقدرة المحدودة على الوصول إلى خدمات الصحة الأساسية. وقد تم الإبلاغ عن هذه الحالات من 10 محافظات، حيث تم الإبلاغ عن الغالبية العظمى (28 حالة) في المناطق الشمالية للبلاد، مقارنًة بـ 187 حالة من 15 محافظة في جميع أنحاء البلاد خلال العام 2024.

وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن، الدكتور سيد جعفر حسين: "لا يزال يُشكل تفشي فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح من النمط 2 في اليمن ضغطًا على النظام الصحي الذي يعاني من الضغط الشديد، ومن خلال تعزيز التنسيق مع السلطات الصحية والشركاء، وتجديد الجهود المتكاملة للوصول إلى جميع الأطفال في جميع المجتمعات، يُمكننا إيقاف انتقال فيروس شلل الأطفال ومنع المزيد من المعاناة".

ومن أجل سد فجوة المناعة والحد من انتقال الفيروس، قامت منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع وزارة الصحة العامة والسكان، بتنفيذ 8 حملات تطعيم جماعية بلقاح شلل الأطفال الفموي خلال الفترة من 2022 إلى 2025. ومع ذلك، فإن التحديات الأمنية المُعقدة في المحافظات الشمالية حالت دون تنفيذ الحملات هناك، على الرغم من أن المحافظات الشمالية والجنوبية قد قامت بتطعيم الأطفال بلقاح شلل الأطفال عن طريق الحقن عبر التحصين الروتيني وتقديم الخدمات التكاملية في محاولة للوصول إلى الأطفال الذين تم تفويتهم والأطفال المعرضين للخطر في المناطق ذات الخطورة العالية.

وخلال العام 2025، تم تنفيذ جولتين تطعيم رئيسيتين، حيث تن تنفيذ الجولة الأولى في شهر يوليو وتم الوصول إلى 1.4 مليون طفل والجولة الثانية في شهر سبتمبر وتم تطعيم أكثر من 1.4 مليون طفل في 12 محافظة. وتُمثل الحملات شهادة على عزيمة العاملون الصحيون الذين يعملون في بيئات صعبة وأماكن يصعب الوصول إليها.

وتواصل منظمة الصحة العالمية دعم وزارة الصحة في دمج التطعيم مع خدمات الرعاية الصحية الأولية الموسعة لضمان حصول الأطفال في المناطق النائية والمحرومة على التدخلات الأساسية المُنقذة للحياة. كما تعمل منظمة الصحة العالمية على تعزيز الترصد للشلل الرخو الحاد (AFP) وتعزيز قدرات المختبرات ورفع التقارير على مستوى المجتمع لتمكين الكشف المبكر والاستجابة السريعة لتفشي حالات فيروس شلل الأطفال الجديدة.

وقال الدكتور جعفر:" إن القضاء على شلل الأطفال مُمكن، حتى في حالات الطوارئ المُعقدة مثل اليمن، ولكن ذلك يتطلب استثمارًا مستمرًا، والوصول غير المُقيد للفرق الصحية الصحة، واستمرار الشراكة على جميع المستويات".
وبينما تم إحراز تقدم مذكور، تؤكد منظمة الصحة العالمية أن هناك حاجة إلى موارد إضافية ودعم تشغيلي للحفاظ على جهود التطعيم وتعزيز النظام الصحي في اليمن. وتدعو المنظمة السلطات الوطنية، والمانحين، والشركاء الإنسانيين إلى:

إعطاء الأولوية لتطعيم جميع الأطفال دون سن 5 سنوات من خلال حملات وطنية؛

تعزيز أنظمة التحصين الروتيني للحفاظ على الحماية على المدى الطويل؛

ضمان الوصول الآمن دون أي قيود للعاملون الصحيون في جميع المحافظات؛

حماية ودعم العاملون الصحيون في الخطوط الأمامية الذين يوفرون اللقاحات في ظروف صعبة.

ومن خلال الجهود المشتركة والالتزام المستمر، يمكن لليمن الاقتراب من إنهاء انتشار فيروس شلل الأطفال المتحور وضمان أن ينشأ كل طفل بصحة جيدة وآمنة ومحمية من الأمراض التي يُمكن الوقاية منها.

عن منظمة الصحة العالمية

منذ العام 1948، كانت منظمة الصحة العالمية (WHO) الوكالة التابعة للأمم المتحدة المُكرسة لتعزيز الصحة للجميع، بحيث يمكن لكل شخص، في كل مكان، الحصول على أعلى مستوى من الصحة. تقود منظمة الصحة العالمية الجهود العالمية لتوسيع التغطية الصحية الشاملة، وتوجيه وتنسيق استجابات العالم للطوارئ الصحية، وربط الدول والشركاء والأفراد لتعزيز الصحة، والحفاظ على سلامة العالم، وخدمة الفئات الضعيفة. 

للاستفسارات الإعلامية، يرجى التواصل بالتالي:

فريق التواصل لدى منظمة الصحة العالمية في اليمن: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.