تفاقم الوضع في الحديدة- وهي واحدة من أشد المحافظات فقراً في اليمن- جراء الصراع الدموي الذي اندلع في منتصف يونيو الماضي. وتوقفت العديد من المرافق الصحية عن العمل فيما عَلَقَت بعض المرافق خدماتها بسبب المشاكل الأمنية. وتضررت أنظمة المياه والصرف الصحي، ما يزيد من خطر انتشار الأمراض المنقولة عبر المياه مثل الكوليرا. كما تنعدم خدمات الكهرباء في معظم المناطق وهو الأمر الذي يؤثر على استمرارية المرافق الصحية والمستشفيات. وتحت ضغط أعمال العنف وارتفاع درجة الحرارة وانتشار الأمراض، تزداد الاحتياجات الصحية بشكل كبير.
وفيما اضطر العديد من السكان للفرار من الحديدة إلى محافظات مجاورة بما فيها صنعاء وإب وذمار، قرر بعضهم العودة مرة أخرى لديارهم والمخاطرة بحياتهم بسبب عدم قدرتهم على تحمل أعباء النزوح. ولا تقتصر معاناة هؤلاء على الظروف المعيشية السيئة، فالعديد يعانون من الأمراض المزمنة مثل الفشل الكلوي والسكري وارتفاع ضغط الدم والسرطان إضافة للأمراض المعدية مثل الكوليرا.