3 كانون الأول/ ديسمبر 2025، بيروت، لبنان - يُعدُّ اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة، الذي يُحتفَل به كل عام في 3 كانون الأول/ ديسمبر، منبرًا لتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ورفاههم على جميع مستويات المجتمع، وفرصةً لتقييم وضع الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، والتوعية به.

وفي لبنان، حيث ترسم حالات الطوارئ المستمرة والضغوط المزمنة على النظام الصحي ملامح الحياة اليومية، تعمل منظمة الصحة العالمية مع السلطات الوطنية والشركاء لصون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وكرامتهم وعافيتهم.
وقال وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين خلال المؤتمر الوطني الأول لوضع خطة طوارئ شاملة للأشخاص ذوي الإعاقة في لبنان: "لقد أظهرت التجربة أن الاستجابات تفشل غالبًا عند تصميمها دون وجود الفئات الأكثر ضعفًا في بؤرة الاهتمام، وفي مقدمتهم الأشخاص ذوو الإعاقة".
"إن إطلاق خطة طوارئ شاملة للإعاقة اليوم ليس مجرد وثيقة تقنية، بل هو إعلان نوايا وطني ورسالة التزام أخلاقي وإنساني قائم على الحقوق".
وأكد الدكتور نصر الدين على ثلاث رسائل أساسية: (1) الإعاقة ليست مسألة هامشية بل هي أولوية عاجلة؛ (2) لا يكتمل العمل في مجال الصحة دون تنسيق بين القطاعات؛ (3) ينبغي عدم وضع خطة للإعاقة دون مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة.
وتأكيدًا لذلك، قال ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان الدكتور عبد الناصر أبو بكر: "إن إدماج منظور الإعاقة ليس مسألة اختيارية، بل هو أمر محوري لتحقيق الصحة للجميع. والمنظمة ملتزمة التزامًا راسخًا، حتى في خضم النزاعات والأزمات، بضمان عدم تخلف الأشخاص ذوي الإعاقة عن الرَكب، وحماية حقهم في الصحة واحترامه وإعماله".
ضمان إتاحة الأدوية والخدمات الصحية والأجهزة المساعدة أثناء النزاعات
اضطلعت المنظمة، بالتعاون مع مركز عمليات طوارئ الصحة العامة، بدور تنسيقي مركزي لضمان عدم تخلف الأشخاص ذوي الإعاقة عن الرَكب خلال أشهر اشتداد النزاع في لبنان.
ومن خلال آلية مخصصة لمركز الاتصال، قُدِّم الدعم إلى الأفراد المصابين بأمراض مزمنة أو إعاقات وإلى مقدمي الرعاية لهم في الحصول على الأدوية الأساسية وخدمات إعادة التأهيل والمنتجات المساعدة، وأُنتِجَ مقطع فيديو مخصص للأشخاص ذوي الإعاقة ونُشِر لتحسين الوعي بمسارات إتاحة الأدوية.
وساعدت هذه الجهود على ضمان استمرارية الرعاية لبعض الأفراد من الفئات الأضعف في البلد في وقتٍ تعطلت فيه الحركة والخدمات والإمدادات تعطلًا شديدًا.
وفي إطار فرقة العمل المعنية بالطوارئ الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة، قاد مركز عمليات طوارئ الصحة العامة ومنظمة الصحة العالمية المكوّن الصحي وساهما بالخبرة التقنية في وضع الخطة الوطنية الشاملة للتأهب للطوارئ للأشخاص ذوي الإعاقة. وتسعى الخطة إلى ضمان إتاحة الرعاية الصحية، والدعم النفسي الاجتماعي، والأجهزة المساعدة، والملاجئ الشاملة، والتواصل المُيسر، والتوزيع العادل للإغاثة في جميع مراحل الطوارئ، وهي التأهّب والاستجابة لها والتعافي منها.
تدريب اختصاصيي علاج السمع وأطباء البصريات على تعزيز الخدمات الصحية المستجيبة لاحتياجات ذوي الإعاقة
نظَّم مركز عمليات طوارئ الصحة العامة، بالتعاون الوثيق مع منظمة الصحة العالمية في لبنان، سلسلة من الدورات التدريبية العالية التأثير لتعزيز الرعاية المتخصصة. وفي أيار/ مايو 2025، أدت حلقتا عمل بقيادة خبراء بشأن معالجة فقدان السمع الناجم عن رضوح الحرب إلى تعزيز القدرة السريرية على التأهيل لاستخدام سماعات الأذن وتجهيزها للمرضى المتضررين من الإصابات الناجمة عن الانفجارات والرضوح المرتبطة بالنزاعات، بما يتماشى مع المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية بشأن معالجة الإصابات السمعية الناجمة عن الانفجارات.
وبعد شهر، عُقدت دورات تدريبية عبر الإنترنت وبالحضور الشخصي بشأن تقييم ضعف البصر وإعادة التأهيل في حالات النزاع بالتعاون مع المركز المتعاون مع المنظمة في مستشفى العيون في روما، وجرى تنسيقها مع نقابة أطباء العيون واختصاصيي النظارات في لبنان.
وشارك في الدورات التدريبية أكثر من 50 طبيب عيون عبر الإنترنت، و24 طبيب عيون و10 مرضى خلال 3 أيام من التدريب العملي، ما أدى إلى تعزيز الخدمات الوطنية لإعادة تأهيل البصر بشكل كبير.
ولتوسيع نطاق إتاحة التكنولوجيات المساعدة الأساسية، زودت منظمة الصحة العالمية وزارة الصحة العامة بأكثر من 200 وسيلة مساعدة بصرية للبالغين والأطفال المصابين بضعف البصر.
2025: عام التقدم وتجديد الالتزام
في اليوم العالمي للإعاقة لعام 2025، تؤكد منظمة الصحة العالمية في لبنان من جديد التزامها بالنهوض بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والإنصاف في مجال الصحة من أجلهم. ومن خلال تعزيز التنسيق في حالات الطوارئ، والتخطيط الوطني الشامل، والتدريب المهني، وتوسيع نطاق الحصول على التكنولوجيات المساعدة، تواصل المنظمة العمل مع النظراء والشركاء الوطنيين لبناء نظام صحي يضمن للجميع العيش والمشاركة والازدهار بكرامة.