اجتماع التحالف الصحي الإقليمي يرسم مسارًا نحو الإتاحة المُنصفة للمنتجات الطبية في جميع أنحاء الإقليم

الدكتورة حنان بلخي تخاطب المشاركين في اجتماع التحالف الإقليمي للصحة لتسريع الوصول العادل إلى المنتجات الطبية في جميع أنحاء المنطقة

3 كانون الأول/ ديسمبر 2025، القاهرة، مصر - اختتم اليوم التحالف الصحي الإقليمي اجتماعه بشأن تقوية الأجهزة التنظيمية، وتعزيز الإنتاج المحلي، وتحسين سلسلة توريد المنتجات الطبية وشرائها من خلال التعاون والشراكة. وانتهى الاجتماع بالتزامٍ قوي بتسريع وتيرة الإتاحة المُنصِفة للمنتجات الطبية في جميع أنحاء إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط.

وضَمَّ الاجتماع الذي جمع بين الحضور الشخصي والمشاركة عبر الإنترنت، واستضافه المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط في القاهرة، كبار ممثلي المنظمة، وممثلين من المكاتب القُطرية في مصر والعراق والأردن ولبنان والمغرب وباكستان وتونس، وممثلين من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو)، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والبنك الدولي.

وشدَّد المشاركون على أن الإتاحة المُنصِفة للمنتجات الطبية المأمونة والفعالة والميسورة التكلفة أمرٌ لا غنى عنه في مجال الصحة العامة. وأبرزت المناقشات الحاجة إلى أطر تنظيمية مُنَسَّقة، والاستثمار في التصنيع المحلي، واستراتيجيات شراء مبتكرة لبناء سلاسل إمداد قادرة على الصمود.

 وبحثت الوكالات أيضًا آليات مكافحة المنتجات المتدنية النوعية والمغشوشة وتعزيز نماذج التسعير العادل والأدوية الجنيسة ونقل التكنولوجيا.

وقالت الدكتورة حنان حسن بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط: «على الرغم من أن إقليمنا يمثل أقل من 10% من سكان العالم، إلا أنه استأثر بأكثر من نصف حجم المشتريات العالمية للمنظمة في عامي 2024 و2025. وإذا كان ذلك مؤشرًا على أي شيء، فإنه يشير إلى أمرين هما: حجم احتياجاتنا، والحاجة إلى تعزيز نُظُمنا لتصبح أكثر قدرة على الصمود والاعتماد على الذات".

"لذا، فإن مبادرتنا الرئيسية بشأن توسيع نطاق الإتاحة المُنصِفة للمنتجات الطبية تركز على ثلاث ركائز رئيسية هي: كفاءة سلاسل التوريد والشراء، وتقوية الأجهزة التنظيمية، وتقوية القدرة على الإنتاج المحلي".

ويُعدّ الحصول على المنتجات الطبية المأمونة والفعالة والميسورة التكلفة تحديًا مُلحًّا من تحديات الصحة العامة في إقليم شرق المتوسط حيث تواجه البلدان عقبات كبيرة، منها الاعتماد على الواردات، والتأثر بتعطُّل الإمداد العالمي، وتفتت الأطر التنظيمية. ومن خلال تعزيز اللوائح المُنسَّقَة، ومكافحة المنتجات المتدنية النوعية والمغشوشة، والاستفادة من الأدوية الجنيسة ونماذج التسعير العادل، يمكن للإقليم تحسين القدرة على تحمل تكاليف المنتجات الطبية وإتاحتها، لا سيّما للفئات السكانية التي تعاني من نقص الخدمات والفئات التي تعيش في أوضاع الطوارئ.

وفي عصر الموارد المحدودة، شدد المشاركون على أهمية إنجاز المزيد بموارد أقل من خلال المواءمة الاستراتيجية والشراكات الاستراتيجية.

إن ضمان إتاحة المنتجات الطبية المأمونة والفعالة والميسورة التكلفة يتطلب نهجًا شاملًا يقوم على 3 ركائز:

  1. تعزيز الأجهزة التنظيمية لضمان الجودة والمأمونية.
  2. تعزيز الإنتاج المحلي من خلال نقل التكنولوجيا والاستثمار في التصنيع الإقليمي.
  3. تحسين قدرة سلسلة التوريد والشراء على الصمود لضمان توافر المنتجات الأساسية في الوقت المناسب.

‏وتتّسق الحصائل الرئيسية للاجتماع مع هذه الركائز‎.

خطة العمل المشتركة

اتفقت الوكالات على وضع خطط عمل لدعم البلدان مدعومة بالموارد للفترة 2025-2026 تركز على تقوية الأجهزة التنظيمية، وتعزيز الإنتاج المحلي، وتحسين سلاسل التوريد والشراء.

حشد الموارد

سوف تُصَمَّم خطة مشتركة لحشد الموارد من أجل الحفاظ على التقدُّم المحرَز وتعظيم الاستفادة من الموارد المحدودة.

إطار التعاون

حُدِّدت المجالات ذات الأولوية للتعاون بين الوكالات من أجل تسريع وتيرة تنفيذ المبادرة الإقليمية الرئيسية بشأن توسيع نطاق الإتاحة المُنصِفة للمنتجات الطبية التي أقرتها اللجنة الإقليمية للمنظمة في عام 2024.

وستركز الجهود الجماعية للتحالف الصحي الإقليمي على 13 بلدًا ذا أولوية وهي: مصر والعراق وإيران والأردن ولبنان والمغرب وعُمان وباكستان والسودان وسوريا والمملكة العربية السعودية وتونس والإمارات العربية المتحدة، على مدار العامين القادمين. ويهدف التحالف، من خلال تجميع الخبرات والموارد، إلى توسيع نطاق الإتاحة المُنصفة للمنتجات الطبية الأساسية، والحد من عبء الأمراض، والإسهام في النمو الاقتصادي بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة. 

نبذة عن التحالف الصحي الإقليمي

التحالف الصحي الإقليمي برنامج تعاوني تابع للأمم المتحدة يضم 18 وكالة إقليمية، ولا يزال يؤدي دورًا محوريًا في النهوض بالأولويات الصحية في جميع أنحاء إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط. ويعزز هذا التحالف، الذي أنشئ في عام 2019، التنسيق بين الوكالات لتسريع وتيرة التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة. وفي عصر الموارد المحدودة، لا غنى عن التعاون والمواءمة الاستراتيجية من أجل "إنجاز المزيد بموارد أقل" وتحقيق حصائل صحية مُنصِفة ومستدامة.