المركز الإعلامي | الأخبار | ملاحظات لوسائل الإعلام | 2005 | التقرير العالمي الأول لدحر الملاريا 2005

التقرير العالمي الأول لدحر الملاريا 2005

طباعة PDF

إن التقرير العالمي حول الملاريا لعام 2005 الذي يعلن كل من منظمة الصحة العالمية واليونيسف عن إطلاقة اليوم قد أوضح مدى التقدُّم الـمُحرَز في اتِّقاء الملاريا ومعالجتها منذ عام 2000، وأن عدداً متزايداً من البلدان قد أدخل أكثر الأدوية حداثة في معالجة الملاريا، وأن عدداً متزايداً من الناس يستعملون الناموسيات المشبعة بمبيدات الحشرات الطويلة الأمد، من خلال برامج مبتكرة ومستجدَّة. ويقدِّم التقرير أيضاً تحليلاً للمعطيات المتعلقة بالملاريا والتي جمعت خلال عام 2004، ويستعرض أكثر الجهود شمولية في التاريخ، والبيِّنات المتاحة حول الملاريا في جميع أنحاء العالم.

ويقول الدكتور لي يونغ – ووك، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية (( يحرز الكثير من البلدان تقدُّماً ملحوظاً في برامج مكافحة الملاريا، والفرصة سانحة أمام البلدان المحدودة الموارد والتي تعاني من عبء ثقيل من الملاريا لإحراز التقدُّم الوطيد في مكافحة الملاريا، وينبغي أن تصل التدخُّلات التي أثبتت درجة عالية من الفعالية مثل استخدام الناموسيات المشبّعة بمبيدات الحشرات والمعالجات بمشاركات دوائية تتضمَّن الأرتيمسينين، وهي الأحدث من نوعها، إلى عدد أكبر من الناس قبل أن نحصل على تأثير جيد لمكافحة الملاريا.

ويساهم عدد متزايد اليوم في حملات مكثفة لمكافحة الملاريا، ويتزايد عدد من يتمتَّع باتِّقاء الإصابة بالملاريا باستخدام الناموسيات المشبعة بمبيدات الحشرات، وهي من الطرق ذات الفعالية المنقطعة النظير في اتِّقاء الإصابة بالملاريا. وقد أبلغ جميع البلدان الأفريقية عن ازدياد مقدار ما تم توزيعه في جميع أرجائها من الناموسيات المشبعة بمبيدات الحشرات بمقدار عشرة أضعاف خلال السنوات الثلاث المنصرمة.

وبعد استكمال حملة توزيع الناموسيات المشبعة بمبيدات الحشرات في زامبيا عام 2003، تمتع ما يزيد عن 80% من الأطفال دون سن الخامسة بالنوم الهانئ تحت حماية هذه الناموسيات. وقد نجحت حملات مشابهة في جميع أنحاء توغو في شهر كانون الأول/ديسمبر من عام 2004 في رفع النسبة المئوية الإجمالية من السكان الذين يمتلكون على الأقل ناموسية واحدة مشبعة بمبيدات الحشرات من 8% إلى 62%.

وتقول السيدة آن فتمان، المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسيف "أن الملاريا لا تزال في الوقت الحاضر المرض الساري الذي يقضي على حياة عدد من الأطفال في أفريقيا يعادل ثلاثة أضعاف عدد من يصاب بعدوى الإيدز".

وتتجه البلدان التي كانت تستعمل الأدوية القديمة للملاريا مثل الكلوروكين نحو إدخال المعالجات الجديدة. فمنذ عام 2001 تبني 42 بلداً من البلدان الموطونة بالملاريا، والتي يقع 23 بلداً منها في أفريقيا، المعالجات بمشاركة دوائية تتضمن الأرتيمسينين وتوصي باتباعها منظمة الصحة العالمية؛ وتعد هذه المعالجات أحدث أجيال الأدوية المضادة للملاريا وأكثرها فعالية ضد الملاريا المنجلية التي تسبب أكبر عدد من الوفيات. كما يتابع 14 بلداً غيرها تغيير سياساتها في معالجة الملاريا، ويعوِّل 22 بلداً على البرامج المرتكزة على المنازل والتي تجعل في مقدور الأسر والقائمين على إيتاء الرعاية معالجة الملاريا.

ويعيق ما نلمسه اليوم من نقص في المعالجات بمشاركات دوائية تتضمن الأريثمسينين الجهود الرامية لإنقاص وتخفيف وطأة المرض، ومن المتوقع الحصول على إمدادات كافية لتلبية الاحتياجات حتى نهاية عام 2005، بفضل الجهود المشتركة التي تقوم بها وكالات الأمم المتحدة والوكالات الأخرى المتعددة الأطراف والمجموعات التي لا تستهدف الربح وبفضل المؤسسات التي تعمل بتعاون وثيق تحت مظلة الشراكة من أجل دحر الملاريا.

ونظراً للصعوبات التي نواجهها في جمع معلومات موثوقة حول الملاريا في معظم بلدان العالم التي تعاني منها، ولأن تلك البلدان لم تكثِّف جهودها إلا في السنوات القليلة المنصرمة، فإن الوقت يبدو مبكراً جداً لقياس تأثير الملاريا على الوفيات والإصابات نتيجة التوسُّع الحالي في استراتيجيات مكافحة الملاريا؛ فالتأثيرات التي يمكن قياسها لن تكون واضحة إلا بعد مرور ثلاث سنوات على تنفيذ تلك الاستراتيجيات على نطاق واسع.

وقد أوضح التقرير أنه بحلول عام 2003 أصيب ما بين 350 و500 مليون شخص بالملاريا في العالم، وهذا ما يعد تغيراً عما كانت عليه الأعداد السابقة التي أشارت إليها منظمة الصحة العالمية عام 2000 والبالغة ما بين 300 و500 مليون إصابة سنوية، ولعل سبب هذه الزيادة يعود إلى التقدُّم المحرز في طرق جمع المعطيات إضافةً إلى الازدياد في عدد سكان العالم. ولا تتيح الطرق المعمول بها حالياً لنا فرصة التقدير الدقيق، هذا مع العلم أن تشخيص الملاريا لا يكون في معظم الأحيان مؤكداً، وأن ثمة شحاً في المعطيات الموثوقة في البلدان التي تعاني من الملاريا.

ويعد انحسار معدّلات حدوث الملاريا بحلول عام 2015 أحد المرامي الإنمائية للألفية، أما المرمى الذي تسعى مبادرة دحر الملاريا لتحقيقه على المدى القصير فهو الوصول بالعبء الذي تلقيه الملاريا على العالم إلى النصف بحلول عام 2010، ويقدم التقرير تفسيراً للعراقيل التي تعيق تحقيق المرمى والمتمثلة بنقص التمويل. إذ يقدِّر التقرير أننا بحاجة إلى مبلغ يقدر بـ 3.2 بليون كل عام لمكافحة الملاريا مكافحةً فعّالة في 82 بلداً تعاني أشد المعاناة من عبء الملاريا، وقد أتيح مبلغ 600 مليون دولار من هذا المبلغ فقط لمكافحة الملاريا. وترحّب منظمة الصحة العالمية واليونيسيف بما أعلن عنه البنك الدولي مؤخراً من خطط لتخصيص مبلغ يتراوح بين 500 مليون دولار أمريكي وبليون دولار أمريكي في السنوات الخمس القادمة، والتي ستساعد معظم الناس على الحصول على المعالجة والوقاية الضرورية لتجنب الوقوع ضحية الملاريا.