مع تقدم العولمة، اتضح أن المسائل التي كان يظن أن علاقتها تقتصر على السياسات الوطنية أصبحت لها تداعيات واهتمامات عالمية. وأصبح مفهوما بوضوح أن الأمراض الجائحة، والأمراض السارية الجديدة، والتهديدات بالإرهاب البيولوجي، تعتبر تهديدات واضحة للأمن الوطني والعالمي. وتغيرت الصلة الاستراتيجية للصحة، فأصبحت جزءاً لا يتجزأ من جداول الأعمال الخاصة بالعدالة الاجتماعية والأمن والسياسات الجغرافية والاقتصاد، كما تتضمن هذه الجداول حقوق الإنسان، والسياسات المحلية والأجنبية من بين جداول أعمال مستجدة أخرى. وتحتاج السياسات من خارج القطاع الصحي، مثل التجارة والتنمية الاقتصادية، إلى استكمالها من خلال المعنيين بالمجالات البيئية والصحية.
وفي سياق عالمي متغير، تمثل الدبلوماسية الصحية منتدى هاماً للمفاوضات حول قضايا السياسات العالمية التي تشكل البيئة العالمية للصحة وتؤثر عليها. وتكمُن الأهداف الرئيسية للدبلوماسية الصحية في: 1) أمن صحي أفضل وصحة أفضل للسكان؛ 2) تحسين العلاقات بين الدول والتزام طائفة عريضة من الجهات الفاعلة للعمل معاً على تحسين الصحة؛ 3) تحقيق النتائج العادلة ودعم أهداف الحد من الفقر وزيادة العدالة.
وتُظهر الكثير من الأمثلة أن الدبلوماسية الصحية تعمل ولها ثمارها وأنه يمكن بمحاذاة الصحة والسياسة الأجنبية توليد فوائد صحية كبيرة. فهناك إدراك متزايد بالصحة كهدف للسياسة الخارجية وكمساهم أساسي في تحقيق التنمية والسلام والحد من الفقر والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان.