إن تعاطي التبغ يقتل ما يقرب من 6 ملايين شخص كل عام. ويموت كل 6 ثوان شخص نتيجة لتعاطي التبغ. وتشير البحوث إلى أن الذين يبدؤون تعاطي التبغ في سن المراهقة (وهو ما يفعله أكثر من 70٪ من المدخنين) ويستمرون في ذلك لمدة عقدين من الزمن أو أكثر، فإنهم سوف يموتون مبكراً قبل 20 إلى 25 سنة من أولئك الذين لم يتعاطونه أبداً. ولا يقتصر الضرر على سرطان الرئة أو أمراض القلب اللذان يسببان المشاكل الصحية الخطيرة والوفاة. بل يوجد في ما يلي، بعض الأضرار الجانبية لتعاطي التبغ الأقل حظا من الدعاية والشهرة – بدءاً من الرأس حتى أخمص القدمين.
فقدان الشعر
إن تعاطي التبغ يضعف الجهاز المناعي، ويجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض مثل الذئبة الحمامية، والتي يمكن أن تسبب فقدان الشعر، وتقرحات في الفم، والطفح الجلدي على الوجه وفروة الرأس واليدين.
الكاتاراكت (إعتام عدسة العين)
ويعتقد أن تعاطي التبغ يسبب أو يفاقم العديد من أمراض العين. فمستخدمو التبغ لديهم أعلى معدل (40٪) من الكاتاراكت، وهي تغيم في عدسة العين يمنع الضوء من المرور وربما يؤدي إلى العمى. ويتسبب دخان التبغ في إعتام عدسة العين بطريقتين: من خلال تهيج العينين، وعن طريق إفراز مواد كيميائية في الرئتين تنتقل عبر مجرى الدم إلى أن تصل إلى العينين.
ويرتبط استخدام التبغ أيضا بالتنكس البقعي المرتبط بالعمر، وهو مرض غير قابل للشفاء في العين ينجم عن تدهور الجزء المركزي من الشبكية، المعروفة باسم البقعة. والبقعة هي المسؤولة عن الرؤية المركزية في العين وتسيطر على قدرتنا على القراءة، وقيادة السيارة، والتعرف على الوجوه أو الألوان، ورؤية الأشياء بالتفاصيل الدقيقة.
التجاعيد
إن تعاطي التبغ يسبب ظهور التجاعيد وهرم الجلد مبكراً من خلال اهتراء البروتينات التي تعطيه المرونة، واستنفاد فيتامين (أ)، وتقييد تدفق الدم. ويكون جلد متعاطي التبغ جافاً، وشبيها بالجلد الصناعي ومحفورا وبه خطوط صغيرة، وخصوصا حول الشفتين والعينين.
فقدان السمع
لأن تعاطي التبغ يرسب لويحات على جدران الأوعية الدموية، فيخفض تدفق الدم إلى الأذن الداخلية، وبذلك يمكن أن يفقد متعاطو التبغ السمع مبكراً عن غير المتعاطين للتبغ، وهم أيضاً أكثر عرضة لفقدان السمع نتيجة لالتهابات الأذن أو الضجيج العالي. كما أن متعاطي التبغ أكثر عرضة بثلاث مرات من غير المتعاطين للإصابة بالتهابات الأذن الوسطى التي يمكن أن تؤدي إلى مزيد من المضاعفات، مثل التهاب السحايا و شلل في الوجه.
تسوس الأسنان
يتداخل تعاطي التبغ مع كيمياء الفم، ويرسب الكثير من اللويحات في الفم، ويؤدي إلى اصفرار الأسنان، ويساهم في تسوسها؛ ويكون متعاطو التبغ أكثر عرضة لفقدان أسنانهم بمقدار مرة ونصف مقارنة بغير المتعاطين له.
انتفاخ الرئة (النفاخ)
بالإضافة إلى سرطان الرئة، يسبب تعاطي التبغ انتفاخ الرئة (النفاخ)، وهو تورم وتمزق في الحويصلات الهوائية للرئة يقلل من قدرة الرئتين على استيعاب الأوكسجين وطرد ثاني أكسيد الكربون. وفي الحالات القصوى، يجرى بضع الرغامي للسماح للمريض بأن يتنفس. ويتم قطع فتحة في القصبة الهوائية كمنفسة لإجبار الهواء من الوصول إلى الرئتين.
ويؤدي التهاب الشعب الهوائية المزمن إلى تراكم مخاط مليئ بالقيح، مما يؤدي إلى سعال مؤلم وصعوبة في التنفس.
هشاشة العظام
أول أكسيد الكربون هو الغاز السام الرئيسي في دخان عوادم السيارات ودخان التبغ، وهو يرتبط بالدم بسهولة أكبر بكثير من الأكسجين، فيقلل قدرة الدم على حمل الأكسجين لدى متعاطي التبغ بشراهة بنسبة تصل إلى 15٪. ونتيجة لذلك، تفقد عظام متعاطي التبغ الكثافة، وتنكسر بسهولة أكبر، وتستغرق وقتا أطول في الشفاء تزيد بمقدار يصل إلى 80٪. ويكون المتعاطون للتبغ أيضا أكثر عرضة لمشاكل الظهر: فقد بينت دراسة أن عمال المصانع الذين يتعاطون التبغ أكثر عرضة لآلام الظهر بعد الإصابة بمقدار خمس مرات.
مرض القلب
تقع وفاة واحدة من كل ثلاثة وفيات في العالم نتيجة للأمراض القلبية الوعائية. ويعد تعاطي التبغ واحداً من أكبر عوامل الخطر للأمراض القلبية الوعائية. وهذه الأمراض تقتل أكثر من مليون شخص سنويا في البلدان النامية. وتقتل الأمراض القلبية الوعائية المرتبطة بالتبغ أكثر من 600000 شخص سنويا في البلدان المتقدمة. وتعاطي التبغ يجعل القلب ينبض أسرع، ويرفع ضغط الدم، و يزيد من خطر الإصابة بفرط ضغط الدم وانسداد الشرايين، ويسبب في نهاية المطاف النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
قرحة المعدة
يقلل تعاطي التبغ من المقاومة ضد البكتيريا المسببة لقرحة المعدة. كما أنه يعوق قدرة المعدة على معادلة الحامض بعد وجبة الطعام، مما يترك الحامض لينخر في بطانة المعدة. كما أن قرحة المعدة لدى متعاطي التبغ تكون أصعب علاجاً وأكثر تكراراً.
تبدل لون الأصابع
يتجمع قطران دخان التبغ على الأصابع والأظافر، ويجعل لونهم مائلاً إلى البني المصفر.
الإجهاض
يسبب تعاطي التبغ مشاكل الخصوبة للنساء والمضاعفات التي تحدث أثناء الحمل والولادة. ويزيد تعاطي التبغ أثناء الحمل من خطر انخفاض وزن الرضع وسوء العواقب الصحية في المستقبل. ويكون الإجهاض 2 إلى 3 مرات أكثر شيوعا لدى مستخدمي التبغ، وكذلك موت الجنين داخل الرحم بسبب حرمان الجنين من الأوكسجين وتشوهات المشيمة الناجمة عن أول أكسيد الكربون والنيكوتين في دخان التبغ. وترتبط متلازمة موت الرضع المفاجئ أيضا بتعاطي التبغ. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن لتعاطي التبغ أن يخفض مستويات هرمون الاستروجين مما يسبب انقطاع الطمث السابق لأوانه.
الصدفية
إن مستخدمي التبغ أكثر عرضة للإصابة بالصدفية بمقدار 2 إلى 3 مرات، والصدفية التهاب مرضي جلدي غير معد يسبب بقع حمراء نازة مسببة للحكة في جميع أنحاء الجسم .
تشوه الحيوانات المنوية
إن تعاطي التبغ يمكن أن يشوه الحيوانات المنوية ويتلف الحمض النووي، ويمكن أن يتسبب في الإجهاض أو العيوب الخلقية. وقد اكتشفت بعض الدراسات أن الرجال المتعاطين للتبغ تزداد مخاطر إصابة أطفالهم بالسرطان. كما أن تعاطي التبغ يقلل عدد الحيوانات المنوية، ويقلل تدفق الدم إلى القضيب، مما قد يسبب العجز الجنسي. والعقم أكثر شيوعا بين متعاطي التبغ عن غيرهم.
مرض بورغر
مرض بورغر ، والمعروف أيضا باسم الالتهاب الوعائي الخثاري thromboangitis، هو التهاب الشرايين والأوردة والأعصاب في الساقين، مما يؤدي، في المقام الأول، إلى تقييد تدفق الدم. وإذا ترك بدون علاج، يمكن لمرض بورغر أن يؤدي إلى الغرغرينا (موت أنسجة الجسم) وبتر المناطق المتضررة. |