الصفحة الرئيسية
المقدِّمة وأبرز النقاط في التقرير PDF طباعة

يستعرض التقرير آخر مستجدات الوضع في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط منذ توليت منصب المدير الإقليمي في شباط/فبراير 2012، والتقدُّم الـمُحرز في المجالات الاستراتيجية الخمسة، وهي تحديداً: تعزيز النُظُم الصحية لبلوغ التغطية الصحية الشاملة، وصحة الأمهات والأطفال، والأمن الصحي والأمراض السارية، والأمراض غير السارية، والتأهُّب والاستجابة لحالات الطوارئ. وكانت اللجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، قد اعتمدت هذه الأولويات في دورتها التاسعة والخمسين التي عُقِدَت في تشرين الأول/أكتوبر عام 2012.

وكان الوضع آنذاك في عددٍ من بلدان الإقليم يؤثر بالفعل على صحة السكان، ولكننا لم نكن نتصور حجم الأزمة الإنسانية التي سوف تعصف عمّا قريب بأرواح الملايين من البشر. واليوم، ينتمي أكثر من نصف عدد اللاجئين في العالم إلى ثلاثة بلدان تقع جميعها داخل حدود إقليمنا (أفغانستان، والجمهورية العربية السورية، والصومال)، وتستضيفهم أربعة بلدان فقط (الأردن، وباكستان، وجمهورية إيران الإسلامية، ولبنان). وعلى الجانب الآخر، يستضيف الإقليم أيضاً العدد الأكبر من النازحين جراء النزاعات الدائرة. وفي غضون ذلك يتجلى حجم الضرر الواقع على صحة البشر، وهو ضرر كارثي. ففي هذه اللحظة، لا يبدو أن ثمة نهاية تلوح في الأفق، وتستمر الأزمات وربما تصبح آثرها السلبية الخطيرة على الصحة في البلدان المتضررة وجيرانها أسوأ بكثير.

وعلى الرغم من ذلك، فقد أحرزت منظمة الصحة العالمية والدول الأعضاء، بالتعاون فيما بينها، مكاسب كبرى في الإقليم من خلال تركيز الجهود على المجالات الأساسية الخمسة حيث نسهم مساهمةً إيجابية صوب إحداث التغيير وإرساء القواعد لاستمرار التنمية في مجال الصحة.

وفيما يتعلق بتعزيز النظم الصحية، فقد أجرينا استعراضاً شاملاً للَّبِنات الأساسية للنظم الصحية في بلدان الإقليم، وتوافقت الآراء على سبع أولويات أساسية علينا جميعاً التصدي لها خلال فترة الخمس سنوات القادمة. واستناداً إلى هذا الاستعراض وبالتشاور الوثيق مع الدول الأعضاء، أُعِد مرتسمُ قطري لكل دولة عضو يغطي أهم المؤشرات والإنجازات ونقاط القوة ومواطن الضعف وأوليات العمل الخاصة بالنظم الصحية. وقد تحقق إنجاز مهم في التحرُّك نحو التغطية الصحية الشاملة بإعداد إطار عمل للنهوض بالتغطية الصحية الشاملة والذي يسترشد به كثير من البلدان حالياً في تسريع وتيرة التقدُّم بها. وهذا الإطار هو خارطة طريق لتحقيق إمكانية وصول السكان ككل، بمن فيهم الفئات الضعيفة والمهمَّشة، في جميع البلدان إلى الرعاية الصحية. وحالياً، تقدِّم المنظمة الدعم للبلدان من أجل تحقيق هذا الهدف.

وقد جرى تطوير عنصري القيادة والحوكمة في الصحة العمومية أيضاً عبر مجموعة من البرامج. ففي سبيل التصدي للثغرات التي تشوب قدرات الصحة العمومية في كثير من البلدان، وبالعمل مع الخبراء الرئيسيين على الصعيدين الدولي والإقليمي، أُعِدت أدوات لتقييم وظائف الصحة العمومية في وزارات الصحة، وخضعت للتجربة بنجاح في بلدين. ويحدِّد تقرير التقييم لكل بلد المجالات التي ينبغي تعزيزها ويوصي بمجموعة من الإجراءات. وسوف يخضع مزيد من البلدان للتقييم في عام 2016. كما قُدِّم برنامج للقيادة من أجل الصحة، بالتعاون مع كلية هارفارد للصحة العمومية، وقد تخرج فيه على مدار العامين الماضيين ما يزيد على 50 قيادة من قيادات الصحة في المستقبل.

وثمة إنجاز آخر تمثَّل في وضع إطار العمل الخاص بنظم المعلومات الصحية عقب جولات من المشاورات المكثَّفة مع مختلف القطاعات بالدول الأعضاء ومع الخبراء الدوليين. ويتألف إطار العمل من ثلاثة عناصر أساسية، هي: رصد أهم المخاطر والمحددات، وتقييم الوضع الصحي بما في ذلك الوفيات الناجمة عن أسباب محددة، وقياس مدى استجابة القطاع الصحي. وقد تم الاتفاق على مجموعة من المؤشرات الأساسية لكل من هذه العناصر. ونحن حالياً بصدد تقييم كل بلد من حيث قدرته على توليد بيانات موثوقة يُستفاد منها في المؤشرات الأساسية الواردة في إطار العمل والبالغ عددها 68 مؤشراً. وقد أجرينا أيضاً تقييماً معمّقا لنظام تسجيل الأحوال المدنية والإحصاءات الحيوية في جميع البلدان. وتُعدُّ المعلومات المقدَّمة من خلال هذا البرنامج هي الأوسع والأشمل بين مختلف أقاليم المنظمة. وقد وضعنا استراتيجية إقليمية استناداً إلى هذا التقييم. وحددت كل البلدان حالياً بوضوح الثغرات والمجالات التي يلزم تعزيزها وقُدِّم لها الدعم التقني اللازم مع مضيَّها قدماً في التصدي لتلك الثغرات.

وفي سبيل دعم تنمية القوى العاملة الصحية في الإقليم، أُعدَّ إطار عمل إقليمي للتعليم الطبي، استناداً إلى تحليل شامل للحالة واستبيان إقليمي لكليات الطب، كما يوجد إطار عمل آخر مماثل يحدِّد الاتجاهاتٍ الاستراتيجية لتعزيز التعليم والممارسة في مجالي التمريض والقبالة. ودأبت المنظمة أيضاً على بناء قدرات البلدان في مجال التعاون مع القطاع الصحي الخاص وتنظيم أنشطته من أجل المضي قدماً صوب التغطية الصحية الشاملة. كما شرع الإقليم في إجراء تقييم مُحكَم للتكنولوجيات الصحية، ومنها الأدوية، بما في ذلك إعداد مرتسم دوائي لكل بلد بما يدعم اتخاذ قرارات الشراء الفعّال لقاء التكاليف.

لقد كانت صحة الأمهات والأطفال أحد الشواغل الرئيسية في الإقليم عام 2012، ولاسيما الارتفاع المستمر في معدلات وفيات الأمهات والأطفال في بعض البلدان. وتم تحديد معظم الأسباب على أنها مشاكل تتعلق بالنظم الصحية، ومن ثم أُطلِقت مبادرة كبرى بعنوان "إنقاذ حياة الأمهات والأطفال". وقُدِّم الدعم إلى البلدان التسعة التي تنوء بعبء ثقيل من وفيات الأمهات والأطفال لإعداد استراتيجيات لتحسين بقاء الأطفال والأمهات على قيد الحياة، والحفاظ على صحتهم. وأُجري تحليل للحالة في كل بلد للوقوف على الثغرات في هذا المضمار، وأُعِدَّ مرتسم قطري ليسلط الضوء على الحالة الراهنة والتحديات القائمة والإجراءات اللازمة، إلى جانب تحليل التكلفة. وأعقب ذلك إعداد خطط متعددة القطاعات لتسريع وتيرة التقدُّم إلى جانب مبادرات تفصيلية عالية المردود لكل بلد. وقد أطلق معظم البلدان التي تنوء بعبء ثقيل من الوفيات والمراضة بين الأمهات والأطفال الخطط الخاصة بها، وتقوم حالياً بتنفيذها.

وبالنسبة للأمراض غير السارية، أعدَّ الإقليم إطار عمل لتنفيذ الإعلان السياسي الصادر عن الأمم المتحدة بشأن الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها، وهو الإطار الذي تضمن 17 تدخلاً استراتيجياً في مكوِّناته الأربعة (الحوكمة، والوقاية، والرعاية الصحية، والترصد)، و10 مؤشرات يمكن للبلدان أن تقيس عليها ما تحرزه من تقدُّم. وقد أُنجِز عملٌ مكثف، استناداً إلى استعراض البيِّنات والتجارب الدولية، بهدف إعداد إرشادات عملية تقنية حول كيفية تنفيذ التدخلات، مثل تدابير مكافحة التبغ، وخفض استهلاك الملح والسكر والدهون المشبعة، والتخلص من الدهون المهدرجة المنتَجَة صناعياً، وكذلك حول الحد من عوامل الخطر. وهذه الإرشادات متاحة الآن ويستخدمها كثير من الدول الأعضاء. وهناك مجالان رئيسيان آخران يعتبران من المجالات الحيوية؛ الأول هو التوجيه بشأن إدماج الرعاية الصحية الخاصة بالأمراض غير السارية ضمن الرعاية الصحية الأولية واستمرار العلاج أثناء الطوارئ، والثاني هو إطار الترصد الذي ينبغي للبلدان استخدامه لرصد التقدَّم الـمُحرز بها.

ويجري إعداد مرتسمات موجزة سنوياً حول استجابة كل بلد استناداً إلى مؤشرات قياس التقدُّم التي يتضمنها إطار العمل. ويبيِّن استعراض أُجري مؤخراً حول التقدُّم المحرز قسطاً كبيراً من العمل الذي ينبغي إتمامه من أجل الوفاء بالإجراءات المحدد زمنياً المطلوبة بموجب الإعلان السياسي، وستواصل المنظمة دعمها للبلدان فيما تبذله من جهود لتلبية هذه الغايات.

وقد كان الأمن الصحي محل تركيز في أعمالنا فيما يتعلق بالأمراض السارية؛ إذ كانت الوقاية من فاشيات الأمراض المستجدة والمنبعثة والاستجابة لها أولويةً في السنوات الأربع الأخيرة مع تردي أوضاع الصحة العمومية في عدد من البلدان. وقد نُفِذت حملات هائلة بهدف مكافحة الفاشيات واسعة النطاق لشلل الأطفال والحصبة، وأثمرت عن نجاح في منع حدوث مزيد من الانتشار لتلك الفاشيات سواء داخل الإقليم أو خارج حدوده. ونُفِّذت أيضاً أعمالٌ على قدر من الأهمية لضمان امتلاك الدول الأعضاء للقدرات الأساسية اللازمة لتنفيذ اللوائح الصحية الدولية (2005). فمع نهاية عام 2014، وبطلب من الدول الأعضاء، نفذَّت المنظمة تقييمات سريعة لقدرات البلدان في مجال الكشف عن حالات الإصابة بالإيبولا والاستجابة لها. وأظهرت النتائج ثغرات في قدرات الوقاية من الفاشيات ومكافحتها في جميع البلدان وكشفت عن القيود المرتبطة بأداة التقييم الذاتي لتنفيذ اللوائح الصحية الدولية. ودعت اللجنة الإقليمية، بناءً على ذلك، إلى اعتماد التقييم المستقل وتشكيل لجنة إقليمية للتقييم من أجل إسداء الإرشادات التقنية للبلدان والإشراف على عملية للتقييم الخارجي المشترك المستقل. وقد لعب إقليمنا دوراً رائداً في مواءمة أداة التقييم الخاصة باللوائح الصحية الدولية مع الخطة العالمية للأمن الصحي، وإعداد أداة للتقييم الخارجي المشترك يعتمدها الآن جميع أقاليم المنظمة، فضلاً عن الخطة العالمية للأمن الصحي.

ويمثِّل التأهب للطوارئ والاستجابة لها الأولوية الخامسة للإقليم. والإضافة إلى جسامة هذا التحدي، فقد فرَّ العاملون الصحيون من ويلات العنف، بينما كان مصير مرافق الرعاية الصحية التعرض للضرر أو الدمار، وشحَّت الأدوية والإمدادات الطبية. وحتى عند توافر الطواقم الطبية، فلم تكن قادرة على دخول كثير من مناطق الصراعات. أما الرعاية الصحية للاجئين والنازحين فإما يشوبها التفتت أو أنها لا تُقدَّم على الإطلاق. وأصبح العثور على عاملين بالرعاية الصحية راغبين في العمل بتلك المناطق أصعب من أي وقت مضى.

وجميع بلدان الإقليم عُرضة للمخاطر. وكما أوضحت سلفاً، فلقد واجهنا تهديدات خطيرة على الصحة العمومة، مثل عودة شلل الأطفال وغيره من الفاشيات. وتوقف تقديم الرعاية طويلة الأمد والوقائية اللازمة لمواجهة الأمراض غير السارية الرئيسية، وهي في الأغلب أمراض القلب، وأمراض الرئة، والسكَّري، والسرطان، لأعداد كبيرة ممن يعانون هذه الأمراض في مناطق الصراعات.

وقد ركزت أعمالنا في مجال التأهب للطوارئ والاستجابة لها على تعزيز قدراتنا على الاستجابة بفاعلية وكفاءة على أرض الواقع مع تطور الأوضاع، وعلى تعزيز التأهب للكوارث والطوارئ على المستويين الإقليمي والقطري. وقد ترتب على ذلك إنشاء هياكل ومراكز داخلية جديدة للتصدي إلى مختلف العوامل المهمة لحالة الطوارئ. ويجري إرساء شراكات أقوى مع السلطات الصحية والمنظمات غير الحكومية والقيادات المجتمعية والأوساط الأكاديمية والجهات المانحة والقطاع الخاص وغيرها من الأطراف المعنية، بهدف دعم البلدان. وقد أنشيء صندوق تضامن إقليمي لتوفير التمويل المباشر على المدى القصير لدعم حالات الطوارئ الحادة، وهناك جهود تُبذَل لتسليط الضوء على فجوة التمويل بالنسبة للبلدان التي تشهد أزمات ممتدة في ظل سعيها إلى إعادة بناء البنية التحتية وتوفير الرعاية الصحية لسكانها.

وفي حين تسلط هذه المقدِّمة الضوء على بعضٍ من أكبر التحديات التي نواجهها والإجراءات الرئيسية المتخذة حيالها، فإن التقرير يتناول بمزيد من التفصيل الأعمال المُنجزة إزاء كل من الأولويات الإقليمية الأساسية الخمس منذ أن اعتُمِدت في أيار/مايو 2012 حتى اليوم، أيار/مايو 2016. ويسلط التقرير الضوء أيضاً على سبل المُضي قدماً في التعامل مع بعض التحديات المستمرة.

وقد ركزنا جهودنا، خلال هذه الفترة، على تحقيق أقصى قدر ممكن من النتائج. وتمكَّنا أيضاً من تعزيز القدرات التقنية للمنظمة في الإقليم ومن تحسين جودة الخدمات المقدَّمة إلى الدول الأعضاء. ونواصل بناء قدرات موظفي المنظمة واستخدام شبكة موسَّعة من كبار الخبراء الدوليين في المجالات الخمسة ذات الأولوية. وكان العمل المشترك مع الشركاء وسائر الأطراف المعنية اتجاهاً استراتيجياً مهماً ميَّز عملنا في الكثير من المجالات البرمجية، وعلينا أن نستمر في هذا الاتجاه. ولن نتمكن من التصدي للتحديات الصحية الكبرى التي تواجهها بلدان الإقليم إلا من خلال العمل الجماعي. ونحن ملتزمون بدعم البلدان مع شروعها في العمل على بلوغ الغايات الصحية الطموحة الواردة ضمن أهداف التنمية المستدامة، ومع بنائها نظماً صحيةً تتسم بالفاعلية والكفاءة لخدمة جميع السكان في إقليم شرق المتوسط.

 
آخر المستجدات PDF طباعة

03 تشرين1/أكتوير 2016

Avian influenza A(H5N1) situation update, Egypt, September 2016

Highlights 356 human cases of avian influenza A(H5N1) were reported in Egypt between 9 March 2006 and 30 September 2016. Of these cases, 121 were fatal (case–fatality rate: 34%). The country has been reporting sporadic cases since the beginning of 2016. A total of 10 cases were reported during the period from 1 January 2016 to 30 September 2016, including 4 deaths (case–fatality rate: 40%).  The last case was reported on 28 July 2016.  Among the reported cases in 2014 up until 30 September 2016 (n=183), the majority of cases were female (60%). The death rate was almost similar among both male...

15 نيسان/أبريل 2016

Avian influenza A(H5N1) update, 31 March 2016

15 April 2016 – An upsurge of human infections with the highly pathogenic avian influenza A(H5N1) virus was recorded in Egypt during the 2014–2015 winter season but no change in transmission pattern of infection was observed. 350 cumulative cases of human avian influenza A (H5N1) and 117 deaths (case–fatality rate 33%) were reported from Egypt as of 24 March 2016. 4 newly confirmed human H5N1 avian influenza cases were reported from Cairo, Giza and Sohag governorates in the first quarter of 2016. Djibouti and Iraq reported only 4 cases (with 2 deaths) of human avian influenza A (H5N1) in 2006. 3 laboratory-confirmed cases of...

05 تموز/يوليو 2015

Avian influenza A(H5N1) in Egypt, 31 May 2015

A total of 342 human cases of avian influenza A(H5N1) were reported in Egypt between March 2006 to 30 April 2015. Of these cases, 115 were fatal (CFR: 33.6%). The country has experienced a surge of human cases since November 2014. A total of 163 cases including 47 deaths (CFR: 28.8%) were reported between 01 November 2014 to 30 April 2015. Cases have been reported from 21 out of 29 governorates in the country. The date of symptoms onset of last reported case of avian influenza A (H5N1) infection in the country was 6th of April 2015. After the laboratory...

09 نيسان/أبريل 2015

Avian influenza A(H5N1) in Egypt, 9 April 2015

08 April 2015 - The Ministry of Health and Population of Egypt has notified WHO of additional laboratory-confirmed human cases of avian influenza A(H5N1) during the last few weeks. With this additional number, the total number of cases reported during the month of March 2015 now stands at 30 cases, including 4 deaths. This increase in reported human cases has been observed since the beginning of November last year.  Since its introduction in Egypt in 2006, avian influenza A(H5N1) virus has been circulating in domestic poultry in the country and has been the source of sporadic human infections. Almost all cases of...

21 آذار/مارس 2015

21 March 2015 | The Ministry of Health and Population of Egypt has notified the World Health Organization (WHO) of an additional 17 human cases of avian influenza A(H5N1).  With these new cases, the total number of avian influenza A (H5N1) cases in Egypt stands at 116, including 36 deaths for the period of 1 January to 17 March 2015. Since it was first reported in March 2006, a total of 318 human cases of avian influenza A(H5N1), including 112 related deaths (case–fatality rate = 35.2%) have been reported in Egypt.  Among these newly reported human cases of avian influenza A (H5N1),...

15 آذار/مارس 2015

Avian influenza A(H5N1) in Egypt, 14 March 2015

14 March 2015 – The Ministry of Health and Population of Egypt has notified WHO of an increase in laboratory-confirmed human cases of avian influenza A(H5N1) in recent months. This increase in reported human cases has been observed since the beginning of November last year.  In November 2014, the number of human cases officially reported by the Ministry of Health and Population of Egypt was 10, followed by 24 cases in December. The number of cases reported in January 2015 was 45 and in February a total of 36 human cases were reported. This rise is the biggest ever in avian influenza...

16 حزيران/يونيو 2013

Update on avian influenza in Egypt, March–May 2013

From March to May 2013, the Ministry of Health and Population in Egypt has reported three new cases of human infections with avian influenza A(H5N1) virus to WHO. The first case was a 40-year-old female, from Bagoor district of Menofia governorate. She developed symptoms on 3 March, was admitted to Menoof fever hospital on 8 March. She recovered fully. The second case was a 26-year-old male, from Elmanzala district of Dakahliya governorate. He developed symptoms on 30 March 2013, was admitted at Aleman private hospital on 5 April and died on 8 April. The third case was a 25-year-old female, from Gohina...

25 شباط/فبراير 2013

Avian influenza in Egypt, 25 February 2013

On 27 January 2013, the Ministry of Health in Egypt informed WHO of a laboratory-confirmed cases of avian influenza A (H5N1). The patient was a 36-year-old female from Delengat district of Behera governorate. She developed symptoms on 16 January and was admitted to hospital in a critical condition. The patient received antiviral treatment on 20 January but died on 26 January 2013. Investigation into the source of infection revealed that she had contact with sick and dead poultry prior to developing the symptoms. With this latest case, a total of 170 cases of avian influenza A (H5N1) have been laboratory-confirmed so far....

12 أيار/مايو 2012

12 April 2012 – The Ministry of Health and Population of Egypt notified WHO of a new case of human infection with avian influenza A (H5N1) virus. The patient was a 36-year-old woman from the Giza governorate. She developed symptoms on 1 April 2012 and was admitted to a hospital on 7 April 2012. She died on the same day. The case was confirmed by the Central Public Health Laboratories; a National Influenza Centre of the WHO Global Influenza Surveillance Network. Epidemiological investigations into the source of infection indicate that the case had exposure to backyard poultry. Of the 167 cases confirmed to date...

 
آخر المستجدات PDF طباعة

مستجدّات الوضع في الإقليم

مستجدات الفاشية في الإقليم

أخبار فاشيات متلازمة الشرْق الأوسط التنفسيّة على الصعيد العالمي

 
الأمراض السارية PDF طباعة

استئصال شلل الأطفال

في عام 2016، أبلغت ثلاثة بلدان فقط في العالم هي أفغانستان وباكستان ونيجيريا عن حالات لشلل الأطفال ناجمة عن فيروس شلل الأطفال البري؛ وما زالت البلدان الثلاثة تعتبر بلدان يتوطن فيها المرض. وكان عدد حالات شلل الأطفال المبلغ عنها 37 حالة، وهو أدنى معدل للحالات سُجِّل على الصعيد العالمي. ونجمت جميع هذه الحالات عن فيروس شلل الأطفال البري من النمط المصلي 1(WPV1).

خفضت أفغانستان وباكستان عدد حالات الشلل بالفيروس البري من النمط المصلي 1 بنسبة 50%، من 74 حالة في عام 2015 إلى 33 حالة في عام 2016، برغم التحديات الأمنية المعقدة، واستمر في الإقليم اتجاه خفض الحالات منذ عام 2014. وحدث أيضاً انخفاض كبير في الانتشار الجغرافي للفيروس في عام 2016 مقارنة بالسنوات الثلاث الماضية، وتحوُّل في وبائيات شلل الأطفال مع القضاء على الزيادة المعتادة في الحالات أثناء موسم انتقال العدوى السنوي، وهو عادة من حزيران/يونيو إلى كانون الأول/ديسمبر. وتبعث هذه الاتجاهات مجتمعة على التفاؤل بأن باكستان وأفغانستان يمكنهما وقف انتقال فيروس شلل الأطفال في عام 2017.

ويعزى الانخفاض في انتقال العدوى بفيروس شلل الأطفال في البلدين إلى التنفيذ المتسق لخطة عمل الطوارئ الوطنية لكلا البلدين بُغْيَة استئصال شلل الأطفال. وقد أدَّت الأنشطة المضطلع بها في إطار هذه الخطط إلى تحسين جودة أنشطة التحصين التكميلية، وتحسين القدرة على الكشف عن فيروس شلل الأطفال من خلال ترصُّد حالات الشلل الرخو الحاد والترصُّد البيئي، والاستجابة الفعَّالة للفاشيات في المناطق التي تخلو من المستودعات. وتبين المسوحات المصلية الأخيرة التي أجريَت على الأطفال في المناطق التي بها مستودعات لفيروس شلل الأطفال البري من النمط المصلي 1 أن معدّل المناعة ضد الفيروس البري قد بلغ في المتوسط 95% في الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و11 شهراً، مما يدل على أثر التمنيع على رفع المناعة حتى في الأطفال الصغار جداً.

وفي الوقت الذي انصَبَّ فيه التركيز الرئيسي لبرنامج شلل الأطفال في الإقليم في عام 2016 على دعم باكستان وأفغانستان، فقد بُذلت جهود كبيرة أيضاً للحدِّ من مخاطر فاشية المرض في حالة وفود فيروس شلل الأطفال إلى البلدان الخالية من شلل الأطفال، وفي تحديث التخطيط والتأهُّب للاستجابة للفاشيات وتحسينها. وبالإضافة إلى أنشطة التمنيع التكميلي في أفغانستان وباكستان، نفَّذت 10 بلدان أخرى في الإقليم هذه الأنشطة على المستوى الوطني أو دون الوطني، كما أُجْريت 45 جولة تمنيع تكميلي رئيسية لتحقيق مستويات عالية من المناعة بين السكان والحدِّ من مخاطر العدوى. هذا وقد أعطي إجمالاً في الإقليم أكثر من 400 مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال الفموي لأكثر من 80 مليون طفل. وعلى الرغم من أن العديد من الحملات التكميلية نُفِّذَت في ظل أوضاع أمنية شديدة الخطورة، فإن الأدلة على حالة التمنيع للأطفال دون سن الخامسة تبيّن أن هذه الحملات نجحت في الحفاظ على مستويات عالية من المناعة ضد شلل الأطفال لدى الأطفال في هذه الفئة العمرية.

وتشمل تدابير التخفيف الأخرى لمواجهة مخاطر فاشيات الأمراض في البلدان الخالية من شلل الأطفال تقييمات تفصيلية للمخاطر، ولا سيَّما في المناطق المتأثرة بالنزاع؛ واستعراض خطط الاستجابة للفاشيات واستكمالها وإجراء 23 حلقة عمل لمحاكاة شلل الأطفال في 17 بلداً في الإقليم؛ ورصد الأطفال الذين يعانون من نقص المناعة الأولية في مصر وجمهورية إيران الإسلامية لتحديد مخاطر الإفراز طويل الأمد لفيروس شلل الأطفال؛ وإنشاء ترصُّد بيئي في الأردن ولبنان؛ والإشراف على الوثائق القطرية والتقدُّم الذي أحرزته اللجنة الإقليمية المعنية بالإشهاد على استئصال شلل الأطفال.

وكجزء من تحقيق الخطة الاستراتيجية العالمية لشلل الأطفال، تحوّلت جميع بلدان الإقليم بنجاح من لقاح شلل الأطفال الثلاثي إلى اللقاح الفموي الثنائي في نيسان/أبريل وأيار/مايو 2016. وقد بُذِلَ جهدٌ منسَّق هائل من بلدان الإقليم لتحديد جميع المخزونات المتبقية من اللقاح الثلاثي وتدميرها. وقد يستمر، في بعض المواقع، استخدام اللقاح الثلاثي استخداماً منعزلاً، ولا بد أن تقدّم جميع البلدان تقارير كاملة عن عملية التبديل المصادق عليها وأن تدمِّر أي لقاح فموي متبقٍ لشلل الأطفال يحتوي على سلالة فيروسات (سابين 2) كجزء من المرحلة الأولى من خطة العمل العالمية لاحتواء فيروس شلل الأطفال. ومنذ هذا التحوّل، عُزِلَ فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح من النمط 2 في عام 2016 في أفغانستان، وباكستان، والصومال، واليمن؛ ولكن في حالة واحدة فقط في باكستان كان هناك دليل على سريان العدوى بالفيروس. وجرى التصدِّي لهذه الحالة من خلال التمنيع المخطط له باستخدام اللقاح الفموي الأحادي لفيروس شلل الأطفال من النمط 2. ويرصُد البرنامج الإقليمي عن كثب العينات المعزولة لفيروس شلل الأطفال من النمط 2 من خلال شبكة الترصُّد والمختبرات.

ويُعَدُّ برنامج استئصال شلل الأطفال برنامجاً كبيراً ومعقداً، ومع اقتراب عمليات استئصال المرض وعمليات الإشهاد على استئصاله من نهايتها، يتسع مجال التفكير في كيفية نقل الأصول والمهارات والخبرات المكتسبة من استئصال شلل الأطفال بطريقة تستفيد منها مبادرات الصحة العامة على نطاق أوسع. وقد بدأ التخطيط لهذا الانتقال على الصعيد الإقليمي في أربعة بلدان ذات أولوية نظراً لأنها تمتلك أصولاً وبنية أساسية كبيرة لشلل الأطفال هي: أفغانستان، وباكستان، والصومال، والسودان. ومن المتوقَّع أن تتسارع عملية التخطيط في عام 2017.

ويُمَوَّل برنامج شلل الأطفال تمويلاً تاماً من صناديق التبرعات، وقد استفاد كثيراً من الدعم القوي من المانحين سواء من داخل الإقليم أو خارجه، الذين قدموا الأموال من خلال منظمة الصحة العالمية لدعم البرامج الإقليمية والقُطرية. وفي عام 2016، شمل هؤلاء الداعمون مؤسسة بيل وميليندا غيتس، وحكومات الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وكندا، وألمانيا، ومنظمة الروتاري الدولية، والبنك الإسلامي للتنمية.

وتتمثل الأولويات القصوى لعام 2017 في استكمال القضاء على جميع أنواع فيروس شلل الأطفال في أفغانستان وباكستان، من خلال دعم البلدين لتنفيذ خطط عملهما الوطنية للطوارئ تنفيذاً فعّالاً، ولوقف فاشية فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات التي اندلعت في الجمهورية العربية السورية. وسيستمر الاهتمام بوقاية البلدان والمناطق المعرضة لمخاطر عالية من الفاشيات الناجمة عن فيروس شلل الأطفال البري وسريان فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح من خلال أنشطة التمنيع التكميلية في البلدان الأشد خطراً، وستُدْعَم جميع البلدان لضمان تمنيع الفئات المعرضة للخطر تمنيعاً تاماً ضد شلل الأطفال، وبخاصة اللاجئون، والنازحون داخلياً، والسكان الذين يعيشون في المناطق المتأثرة بالنزاعات. وسوف يهدف تعزيز نظم ترصُّد الشلل الرخو الحاد ونظم الترصُّد البيئي الخاصة إلى ضمان الإنذار المبكر والاستجابة السريعة، وسيتواصل التركيز على تخطيط الاستجابة للفاشيات وبناء القدرات.

الإيدز والسل والملاريا وأمراض المناطق المدارية

سجَّل إقليم شرق المتوسط أقل معدل لانتشار فيروس نقص المناعة البشرية بين أقاليم المنظمة، ومع ذلك ارتفع معدل حدوث الإصابة بمرض الإيدز. ووصل عدد المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية في الإقليم إلى 360 000 شخص في نهاية عام 2016، منهم 37 000 إصابة جديدة بالعدوى بفيروس نقص المناعة البشرية، وكان نصيب الأطفال 2300 إصابة. وقد أُحرِز تقدُّمٌ في تحسين إتاحة العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية، كما تضاعَف عدد المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية الذين يتلقون هذا النوع من العلاج من عام 2013 ليصل إلى 54 ألفاً في عام 2016. وعلى الرغم من هذا الإنجاز، لا تزال التغطية الشاملة للعلاج المضاد للفيروسات القهقرية في الإقليم منخفضة بمقدار يصل إلى 15%. ولا تزال القدرة المحدودة على الوصول إلى اختبار فيروس نقص المناعة البشرية أكبر عقبة أمام الحصول على الرعاية والعلاج. وفي عام 2015، اكتشف 89% من حالات فيروس نقص المناعة البشرية التي أبلغ عنها في الإقليم من خلال اختبار فيروس نقص المناعة البشرية بين الفئات السكانية الرئيسية. ومع ذلك، أجري أكثر من ثلثي الاختبارات (68%) خارج خدمات المشورة والفحص الطوعيين وخارج مواقع الرعاية الصحية، ولا سيَّما بين العمال المهاجرين والزوجين قبل الزواج.

ولا يزال الوصم المرتبط بفيروس نقص المناعة البشرية منتشراً على نطاق واسع في الإقليم، بما في ذلك داخل قطاع الصحة. وللتغلب على هذا التحدّي، خصص المكتب الإقليمي حملة اليوم العالمي للإيدز لعام 2016 لمكافحة الوصم والتمييز، تحت شعار "الكرامة فوق كل اعتبار". وشاركت 14 دولة عضواً في أنشطة متصلة بالحملة وشرعت في وضع سياسات لوضع حد للوصم والتمييز في مواقع الرعاية الصحية.

وسيركز الطريق المستقبلي على نشر المبادئ التوجيهية العالمية لفحص فيروس نقص المناعة البشرية وعلاجه، وإجراء التحليل الوبائي، واستعراض البرامج، والتخطيط الاستراتيجي، وتعبئة الموارد، وتشجيع الاستراتيجيات الرامية إلى معالجة الثغرات في اختبار فيروس نقص المناعة البشرية.

ولا يزال التهاب الكبد الفيروسي سبباً هاماً للوفاة في الإقليم، حيث يقدر عدد المصابين بالالتهاب الكبدي الوبائي B والتهاب الكبد الوبائي C بنحو 21 مليون شخص و15 مليون شخص على التوالي. وتنجم العدوى الجديدة بالتهاب الكبد B و C في المقام الأول عن الإجراءات الطبية والحقن غير المأمونة، يعقبها المخدرات حقناً. وتقع 80% من عدوى التهاب الكبد الفيروسي C في باكستان ومصر.

وفي عام 2016 واصل المكتب الإقليمي دعمه للبلدان في وضع خططها الاستراتيجية الوطنية استناداً إلى خطة العمل الإقليمية لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي التي وضعت في عام 2015. كما دُعِمَت مصر في وضع استراتيجية للتحري عن التهاب الكبد الوبائي C. ودُعِمَت المغرب في تقييم الأثر الاقتصادي لعلاج التهاب الكبد C.

وسوف تُدْعَم البلدان، في مجال التهاب الكبد، في وضع خطط العمل والمبادئ التوجيهية الوطنية بشأن الاختبار والعلاج، وتنفيذ نظم للرصد والتقييم لمتابعة أثر العلاج.

وقد أُبْلِغَ عن ما مجموعه 527 639 حالة سل (بجميع أشكاله) في بلدان الإقليم خلال عام 2016. وارتفع معدل اكتشاف الحالات إلى 70% في عام 2016؛ وهو معدل أقل بكثير من الهدف العالمي البالغ 90%، لكنه يمثل زيادة طفيفة مقارنة بعام 2015 وقدره 63%. ووصلت نسبة نجاح العلاج في الحالات الجديدة وحالات الانتكاس المسجلة خلال عام 2015 إلى 91%، بما يتماشى مع الهدف العالمي. وتعتبر خمسة بلدان في الإقليم من البلدان التي تعاني عبئاً ثقيلاً من مرض السل وهي: أفغانستان، والمغرب، وباكستان، والصومال، والسودان.

ولا تزال معالجة السل المقاوم للأدوية المتعددة تمثل تحدياً. والإقليم يتحمل مسؤولية حوالي 6% من العبء العالمي للسل المقاوم للريفامبيسين والسل المقاوم للأدوية المتعددة. ويقدر أن نحو 4.1% من حالات السل الجديدة و17% من الحالات التي عولجت من قبل قد نشأ لديها مقاومة للريفامبيسين أو مقاومة للأدوية المتعددة في الإقليم في عام 2015، وهو ما يعادل 19 000 حالة من حالات السل المقاوم للريفامييسين والسل المقاوم للأدوية المتعددة بين حالات السل الرئوي المبلغ عنها. وفي عام 2016، جرى التأكد بالاختبار المختبري لنسبة 25% فقط من حالات السل المقاوم للأدوية والتي تم تقديرها في الإقليم (4713 حالة سل مقاوم للريفامبيسين أو مقاوم للأدوية المتعددة و152 حالة سل شديد المقاومة للأدوية)، مقارنة بنسبة 21% في عام 2015. ومن بين هؤلاء، عولجت 4055 حالة. وتعتبر الموارد المحدودة وضعف القدرة على معالجة السل المقاوم للأدوية المتعددة من العقبات الرئيسية في البلدان.

ولا يزال التحدي الرئيسي لمكافحة السل يتمثل في انخفاض معدلات اكتشاف حالات السل (جميع حالات السل والسل المقاوم للأدوية المتعددة) مع زيادة طفيفة في معدَّل الإصابة في الإقليم مردُّها إدخال أدوات تشخيص جديدة، وتعزيز أواصر التعاون مع القطاع الخاص في باكستان. ولا تزال حالات الطوارئ الجارية في العديد من البلدان وقلة الموارد تعرّض البرامج الوطنية لمكافحة السل لتهديدات أشد. ويحتاج اللاجئون السوريون في الأردن ولبنان إلى دعم كبير، مما يفرض ضغوطاً إضافية علي النظم الصحية المثقلة بالأعباء. وبالمثل، يعيق وجود السكان النازحون داخلياً في العراق، وليبيا، والجمهورية العربية السورية، واليمن التنفيذ الفعَّال وفي الوقت المناسب للخطط الاستراتيجية الوطنية لمكافحة السل. وسوف تدعم منحة جديدة من الصندوق العالمي معالجة السل والسل المقاوم للأدوية المتعددة في خمسة بلدان في الإقليم.

وقد روجعَت برامج السل الوطنية في خمسة بلدان وروجع المكون الخاص بالسل المقاوم لأدوية متعددة في ثمانية بلدان، وأدرجت توصيات هذه المراجعات لاحقاً في الخطط الاستراتيجية الوطنية. وحدَّثت أربعة بلدان خططها الاستراتيجية الوطنية بما يتماشى مع استراتيجية القضاء على السل، وبدأت ثلاثة بلدان تخطط لتنفيذ مقررات علاجية أقصر أمداً للسل المقاوم للأدوية المتعددة.

وجرى تحديث عضوية لجنة الضوء الأخضر الإقليمية، وواصلت اللجنة دعم البلدان في تنفيذ أوجه التقدُّم الجديدة في مجال معالجة السل المقاوم للأدوية من خلال بناء القدرات والدعم التقني والرصد والتقييم.

سيدعم المكتب الإقليمي البلدان لتطبيق حزمة شاملة للوصول إلى حالات السل الـمُغْفَلة، ومعالجة السل المقاوم للأدوية المتعددة. وبالإضافة إلى ذلك، سيواصل المكتب دعم البلدان من أجل تسريع وتيرة الاستجابة للإصابة بالسل والإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، وضمان الاستيعاب السريع للابتكارات وتنفيذ مبادرة القضاء على السل.

ولا تزال الملاريا تتوطن ثمانية بلدان في الإقليم. وينفذ بلدان اثنان، هما جمهورية إيران الإسلامية والمملكة العربية السعودية، استراتيجيات القضاء على هذا المرض، وهما قاب قوسين أو أدنى من بلوغ هذا الهدف. بيد أن المملكة العربية السعودية قد شهدت ارتفاعاً في عدد الحالات المحلية في عام 2016 نظراً لزيادة حركة السكان وصعوبة الوصول إلى المناطق الحدودية المتاخمة لليمن (الجدول 1). وتقدر منظمة الصحة العالمية أن انتشار الملاريا في الإقليم قد انخفض بنسبة 70% بين عامي 2000 و2015. وقد شهد عام 2016 مزيداً من التقدُّم ولكنه شهد أيضاً فاشيات مرضية في بعض البلدان وزيادة في عدد الحالات في أفغانستان، وباكستان، والصومال، واليمن (الجدول 2).

الجدول 1. الحالات المؤكدة بتحليل الطفيلي في البلدان التي تعاني من سراية متقطعة للملاريا أو لا توجد بها سراية أصلاً، والبلدان التي ينخفض فيها توطن الملاريا

الجدول 1. الحالات المؤكدة بتحليل الطفيلي في البلدان التي تعاني من سراية متقطعة للملاريا أو لا توجد بها سراية أصلاً، والبلدان التي ينخفض فيها توطن الملاريا

البلد 2014 2015 2016
إجمالي الحالات الـمُبلَّغ عنها عدد الحالات المحلية الأصل إجمالي الحالات الـمُبلَّغ عنها عدد الحالات المحلية الأصل إجمالي الحالات الـمُبلَّغ عنها عدد الحالات المحلية الأصل
البحرين 100 0 87 0 106 0
مصر 313 22 291 0 233 0
جمهورية إيران الإسلامية 1238 376 799 187 706 94
العراق 2 0 2 0 5 0
الأردن 102 0 59 0 51 0
الكويت 268 0 309 0 388 0
لبنان 119 0 125 0 134 0
ليبيا 412 0 324 2 370 2
المغرب 493 0 510 0 409 0
فلسطين 0 0 0 0 1 0
عُمان 1001 15 822 4 807 3
قطر 643 0 445 0 493 0
المملكة العربية السعودية 2305 51 2620 83 5382 272
الجمهورية العربية السورية 21 0 12 0 12 0
تونس 98 0 88 0 99 0
الإمارات العربية المتحدة 4575 0 3685 0 3849 0

الجدول 2. حالات الملاريا المبلغ بها في البلدان ذات العبء المرتفع من الملاريا

الجدول 2. حالات الملاريا المبلغ بها في البلدان ذات العبء المرتفع من الملاريا

البلد 2014 2015 2016
إجمالي الحالات الـمُبلَّغ عنها إجمالي الحالات المؤكدة إجمالي الحالات الـمُبلَّغ عنها إجمالي الحالات المؤكدة إجمالي الحالات الـمُبلَّغ عنها إجمالي الحالات المؤكدة
أفغانستان 290079 83920 350044 103377 392551 190161
جيبوتي 9439 9439 9557 9557 13804 13804
باكستان 3666257 270156 3776244 202013 2115941 318449
الصومال 26174 11001 39169 20953 ‫غير متاحة ‫غير متاحة
السودان 1207771 1068506 1102186 586827 974571 566015
اليمن أ 122812 86707 104831 76259 144628 98701

أ جُمِعت البيانات من 20 محافظة، مع انخفاض معدل اكتمال التبليغ

البلدان التي تتوطن فيها الملاريا تتاح لها إمكانية الحصول على دواء جيد، كما أن استخدام اختبارات التشخيص السريع قد ازداد زيادة كبيرة في السنوات الأخيرة. لكن معدلات التأكُّد من وجود الطفيليات في الحالات المشتبه في إصابتها بالملاريا وعلاج الحالات بأدوية عالية الجودة ما زالت أقل بكثير عن هدف التغطية الشاملة. وتتراوح معدلات التأكد من وجود الطفيليات في البلدان الأخرى ذات العبء المرتفع من 5% في باكستان إلى 72% في اليمن. وقد زادت التغطية بتدخلات مكافحة النواقل، وإن لم تكن على نفس المستوى بالنسبة لجميع البلدان. ویبلغ السودان عن نسبة تغطية ميدانية قدرها 100% للناموسيات المعالجة بمبيدات طويلة الأمد في معظم الولایات.

وفي عام 2016، قدم الدعم إلى البلدان لتحديث استراتيجياتها الوطنية بما يتماشى مع الاستراتيجية التقنية العالمية واستكمال المرحلة الأولى من رسم خرائط المخاطر المتعلقة بالملاريا على مستوى المقاطعات. وواصل المكتب الإقليمي دعم الشبكات الإقليمية القائمة لرَصْد المقاومة لمضادات للملاريا والتصدِّي لها، مما أدَّى إلى تحديث سياسات العلاج عندما تحتاج بعض البلدان ذلك. وقد أجري أول تقييم إقليمي خارجي للكفاءة في مجال الفحص المجهري للملاريا. وقدم الدعم إلى البلدان لتعزيز الإدارة المتكاملة للنواقل بما في ذلك ترصُّد الحشرات ورصد المقاومة لمبيدات الحشرات. وحُدِّثَ إطار العمل الإقليمي بشأن الإدارة السليمة لمبيدات الآفات الصحية العمومية.

وتواجه البرامج الوطنية لمكافحة الملاريا في البلدان ذات العبء الثقيل تحديات تتمثَّل في توافر الموظفين الفنيين الجيدين بسبب الافتقار إلى الموارد الكافية وهجرة الأدمغة والإصلاحات الهيكلية والتغييرات المتكررة في قيادة البرنامج. وسيركز الدعم المستقبلي على الدعوة وتعبئة الموارد، ويستهدف أساساً المانحين الإقليميين، وبناء قدرات الموارد البشريةة على جميع المستويات، ولا سيَّما المستوى دون الوطني، في البلدان الستة ذات الأولوية. وسيركز الدعم طويل الأمد لأهداف القضاء على الملاريا ومكافحة الأمراض الأخرى المنقولة بالنواقل على التحرك صَوب الإدارة المتكاملة للنواقل.

وشهدت السنوات الماضیة عودة ظهور داء اللیشمانیات في المناطق المتضررة من النزاع في جمیع أنحاء الإقلیم (علی سبیل المثال العراق والجمهورية العربیة السوریة)، مع ما ترتب علی ذلك من عواقب علی البلدان المجاورة أیضاً بسبب تحرکات السکان. وفي عام 2016، أحرز تقدُّم كبير في سدِّ الفجوة في الأدوية المضادة لليشمانيا، وتعزيز تقديم الخدمات الصحية إلى المتضررين على المستويين المركزي والطرفي، وتعزيز قدرات الموظفين الصحيين على الترصُّد والمكافحة والتشخيص والإدارة والإبلاغ عن البيانات، لا سيَّما في أفغانستان، والعراق، وباكستان، والجمهورية العربية السورية (لداء الليشمانيات الجلدي)، وفي الصومال والسودان (لداء الليشمانيات الحشوي).

وبالنسبة لداء البلهارسيات، فقد خُطِطَ لإجراء مسوحات تهدف إلى التأكد من توقف انتقال العدوى في جيبوتي والعراق والأردن وسلطنة عمان. وفي عام 2016، اعتمدت مصر خطة خمسية للقضاء على البلهارسيا وحشدت الموارد المحلية لتنفيذها. واستمر اليمن في تنفيذ العلاج الجماعي لداء البلهارسيات، الذي قُضِيَ عليه الآن كمشكلة صحية عامة في عدة بؤر، ونجح اليمن في تأمين الأموال من المانحين الدوليين لمواصلة الأنشطة بعد عام 2017. وجرى توسيع نطاق العلاج في السودان، وبدأت عملية رسم الخرائط لداء البلهارسيات في الصومال.

ويكاد القضاء على داء الفيلاريات اللمفاوية كمشكلة صحية عامة يكتمل في مصر واليمن. وزاد السودان المعالجة الجماعية بالأدوية التي تبرَّعَت بها منظمة الصحة العالمية.

وقد توقفت العدوى بداء كلابية الذنب في البؤرة الثانية في السودان. وفي اليمن، عولج أكثر من 162 000 شخص بالإيفرمكتين من خلال أول علاج جماعي يُنَفَّذُ في البلاد.

وواصلت منظمة الصحة العالمية تبرعها بالأدوية لتنفيذ علاج التخلص من الديدان لأمراض الديدان الطفيلية المنقولة بالتربة في عدة بلدان في الإقليم. وأطلقت مصر والجمهورية العربية السورية أول حملة للتخلص من الديدان. وقدَّمَت منظمة الصحة العالمية أدوية للأونروا (‫وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى‬) لمعالجة أطفال المدارس في جميع ميادين العمل في الأردن، ولبنان، وفلسطين، والجمهورية العربية السورية. وأُنْجِزَ مسح وبائي على الصعيد الوطني في باكستان في ضوء إطلاق العلاج الجماعي.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

ولا تزال هناك خمسة بلدان (هي مصر، وباكستان، والصومال، والسودان، واليمن) لديها جيوب لانتقال الجذام الشديد. ويهدف توسيع نطاق الأنشطة الميدانية إلى ضمان الكشف عن جميع الحالات الجديدة ومعالجتها في الوقت المناسب بالأدوية المتعددة، وتوفير الرعاية التأهيلية ورعاية العجز لجميع المرضى السابقين. وكان للخبراء من الإقليم دور أساسي في وضع الاستراتيجية العالمية لمكافحة الجذام 2016 - 2020 ووضعها في صيغتها النهائية، ووضع دليلها التشغيلي، ودليلها للرصد والتقييم.

وفي عام 2016 نجح المغرب في التحقق من القضاء على التراخوما كمشكلة صحية عامة، وهو ثاني بلد في الإقليم، وعالمياً، بعد عُمان. وقد أُحرِز تقدُّم في تخطيط استراتيجية التراخوما وتنفيذها (وهي تشمل الجراحة، والمضادات الحيوية، ونظافة الوجه، والتحسينات البيئية) وذلك في جميع أنحاء الإقليم، وبخاصة في مصر، وباكستان، والسودان. وقد خُطِطَ لوضع خرائط التراخوما في الصومال وحُشِدَت الموارد لهذا الغرض.

ويبقى السودان البلد الوحيد في الإقليم الذي سوف يُشْهَدُ على خلوه من داء التنينات. ولم يبلغ عن أي حالات منذ عام 2014. وأجريَت في عام 2016 زيارات ميدانية تهدف إلى تقييم حالة الترصُّد ومستوى الوعي بالمرض، استعداداً لبدء عملية الإشهاد.

وفي أيار/مايو 2016، اعتمدت جمعية الصحة العالمية القرار (ج ص ع 21.69) الذي يتصدَّى لعبء الورم الفطري. وقد رعت حكومة السودان هذا القرار، ودعت إلى الاعتراف بهذه الحالة المستعصية والمنهكة بوصفها مرضاً مدارياً مهملاً جديداً. ومن المعروف أن الورم الفطري يؤثر على عدة بلدان أخرى في الإقليم، بما في ذلك جمهورية إيران الإسلامية، والصومال، واليمن. واتخذت خطوات نحو رسم استراتيجية منظمة الصحة العالمية للحدِّ من عبء الورم الفطري.

التمنيع واللقاحات

قُدِّرَ المتوسط الإقليمي للجرعة الثالثة من لقاح الخُناق والكزاز والشاهوق (الدفتريا والتيتانوس والسعال الديكي )بنسبة 80% في عام 2016، مقارنةً مع 79% في عام 2015. وفي حين حافظ 14 بلداً على هدف تحقيق تغطية التطعيم الروتيني بالجرعة الثالثة من لقاح الدفتريا والتيتانوس والسعال الديكي بنسبة 90% أو أكثر (تقديرات منظمة الصحة العالمية واليونيسيف، 2016)، ارتفعت التغطية الـمُقدَّرة بالجرعة الثالثة من لقاح الدفتريا والتيتانوس والسعال الديكي في الجمهورية العربية السورية ارتفاعاً طفيفاً لتصل إلى 42% في عام 2016 مقارنة بعام 2015 عندما بلغت نسبتها آنذاك 41%. فقد غاب ما يقدَّر بحوالي 3.7 ملايين طفل عن الجرعة الثالثة من لقاح الخُناق والكزاز والشاهوق في عام 2016، وكان 92% منهم في ستة بلدان تواجه حالات الطوارئ هي: أفغانستان، وباكستان، والعراق، والصومال، والجمهورية العربية السورية، واليمن.

حقق اثنا عشر بلداً تغطية بنسبة أكبر من أو تساوي 95% بالجرعة الأولى من لقاح الحصبة، بعد أن كانت عشرة بلدان في عام 2015، وقدَّمَت 21 بلداً الجرعة الثانية الروتينية من لقاح الحصبة بمستويات متفاوتة من التغطية. ويُنَفَّذُ ترصُّد المختبرات للحصبة في جميع البلدان؛ ويقوم 20 بلداً بالترصُّد على أساس الحالات على الصعيد الوطني، ويجري بلدان (هما جيبوتي والصومال) الترصُّد الخافر. وأفاد أربعة عشر بلداً عن انخفاض حاد في عدد حالات الإصابة بالحصبة (أقل من 5 حالات لكل مليون من السكان)، وواصل أربعة منها بلوغ معدل الصفر، وهي مستعدة للتحقق من القضاء على المرض فيها.

وفيما يتعلق باللقاحات الجديدة، نجحت جيبوتي والعراق في إدخال لقاح شلل الأطفال المعطّل في عام 2016. وقد تحققت منظمة الصحة العالمية في مقاطعة البنجاب في باكستان من القضاء على كزاز الأمهات والولدان. وحدّثت جيبوتي، والسودان، واليمن خططها الشاملة متعددة السنوات.

وفي عام 2016، قُدِّمَ الدعم التقني إلى البلدان ذات التغطية المنخفضة لتكثيف أنشطة التوعية، وتنفيذ حملات تسريع التغطية والحفاظ على قدرات إدارة سلسلة التبريد واللقاحات. وأعدت أفغانستان خطتها الشاملة متعددة السنوات، وتعتزم استعراض البرنامج استعراضاً شاملاً. وركزت باكستان على تحسين جودة البيانات، وركزت الجمهورية العربية السورية على التمنيع التكميلي متعدد المستضدات، وركزت سلطنة عُمان على تحسين إدارة اللقاحات، بينما ركزت قطر على التخطيط الجزئي لحملة لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية.

وسيركّز الدعم المقبل للدول الأعضاء على زيادة التغطية بالتمنيع وتحسين سلسلة الإمدادات وجودة البيانات وترصُّد الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات وتنفيذ حملات للحصبة وإنشاء لجان إقليمية للتحقق من القضاء على الحصبة والحصبة الألمانية والتهاب الكبد B. وسيُعاد تشكيل الفريق الاستشاري التقني الإقليمي للتمنيع الروتيني في 2017.

ويشكل تقييم اللقاحات والمنتجات الطبية البيولوجية الأخرى وترخيصها والسيطرة عليها وترصُّدها تحدّيات كبيرة أمام السلطات التنظيمية الوطنية في الإقليم. وتدعم منظمة الصحة العالمية البلدان من أجل تعزيز المهام التنظيمية المطلوبة وذلك من خلال حلقات عمل التقييم (خمسة بلدان) وفرَص التعلم العالمية بشأن جودة اللقاحات للمنظمين في البلدان المنتجة للّقاحات والبلدان التي يدعمها إطار التأهُّب لمواجهة الأنفلونزا الجائحة. وأُدْخِلَت إجراءات التسجيل التعاوني لمنظمة الصحة العالمية بشأن اللقاحات التي سبق تأهيلها من منظمة الصحة العالمية من أجل التعجيل بعملية التسجيل من جانب السلطات التنظيمية الوطنية. وقُدِّم الدعم إلى البلدان من أجل تحسين التيقظ الدوائي وترصُّد الأحداث الضارة التي تلَت التمنيع.

مقاومة مضادات الميكروبات

وفي أيلول/سبتمبر 2016، جدد جميع رؤساء الدول في الجمعية العامة للأمم المتحدة التزامهم السياسي بتنفيذ خطة العمل العالمية بشأن مقاومة مضادات الميكروبات. ودعمت منظمة الصحة العالمية وضع خطط عمل وطنية للتصدِّي لمقاومة مضادات الميكروبات، وحددت قائمة بالخبراء في الميادين المتصلة بصحة الإنسان والحيوان من أجل مساعدة البلدان في هذه العملية. وقدم الدعم التقني إلى ستة بلدان للشروع في الترصُّد الوطني لمقاومة مضادات الميكروبات. وجُرِّبَت بروتوكولات للمسوحات الخاصة بانتشار العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية في بلدين اثنين.

ويواجه التصدي لمقاومة مضادات الميكروبات تحدياً يتمثل في الافتقار للتعاون الفعّال بين القطاعات، وتجزؤ التخطيط والتنفيذ، وضعف القدرة المختبرية لإجراء الاختبار على المستوى الوطني، ونقص المعلومات الموثوق فيها عن عبء مقاومة مضادات الميكروبات ومحدودية الموارد المالية. وستواصِل المنظمة دعم البلدان في وضع خطط عمل وطنية وتنفيذها بشأن مقاومة مضادات الميكروبات وفي تعبئة الموارد المحلية والدولية. وتحتاج البلدان إلى الانخراط في النظام العالمي لترصُّد مقاومة مضادات الميكروبات والبدء في تقديم التقارير إلى المنصة العالمية لترصُّد مقاومة مضادات الميكروبات.

مختبرات الصحة العامة.

في تشرين الأول/أكتوبر 2016 أقرَّت الدورة الثالثة والستون للّجنة الإقليمية الأطر الاستراتيجية الإقليمية لتعزيز خدمات المختبرات الصحية للفترة 2016 - 2020 وسلامة الدم وتوافره للفترة 2016-2025 وترسي هذه الأطر أساساً متيناً لتعزيز النظم المختبرية وخدمات نقل الدم في جميع أنحاء الإقليم، وسيسترشد بها في توجيه الجهود التي تبذلها الدول الأعضاء لتوفير خدمات عالية الجودة ومنصفة ومستدامة وبأسعار معقولة.

لقد دُعِمَت جميع البلدان طوال عام 2016 لوضع الأساس لتنفيذ الأطر الاستراتيجية، حيث تتلقي بعض البلدان دعماً محدد الأهداف بناء على احتياجاتها الخاصة. وتلقت ستة بلدان دعماً قوياً في مجال السلامة البيولوجية والأمن البيولوجي وإدارة المخاطر البيولوجية؛ وتلقَّت أربعة بلدان على الأقل دعماً من أجل وضع أُطُر تنظيمية وطنية للخدمات المختبرية وتنفيذ نُظُم إدارة الجودة وتطوير آليات اعتماد المختبرات؛ وتلقَّى 11 بلداً أنواعاً مختلفة من الدعم لتعزيز المختبرات من أجل ترصُّد مقاومة مضادات الميكروبات. وستواصِل منظمة الصحة العالمية تقديم التوجيه والدعم الشاملين لتنفيذ الأطر الاستراتيجية، مع التركيز على تعزيز القيادة والإدارة للمختبر وخدمات الدم، وبناء شبكات الإحالة المختبرية الوطنية والإقليمية، وتعزيز نُظُم إدارة الجودة والمخاطر البيولوجية، وتحسين إدارة المانحين للدم، وإقامة نظام لتوخِّي اليقظة في استعمال الدم.

مأمونية الدم

وبسبب الإصابات الناجمة عن العنف والصراع، زاد الطلب على الدم ومنتجاته في البلدان المتأثرة بحالات الطوارئ الإنسانية. وفي هذه البلدان، ضعفَت النُظُم الصحية أو تعرَّضت للتدمير، ويقدِّم العاملون الصحيون هناك الخدمات الصحية في ظروف غير آمنة وصعبة، مما يجعل تقديم هذه المنتجات المنقذة للحياة تحدياً صعباً. هذا وقد أجري تقييم موسع لحالة نقل الدم أثناء حالات الطوارئ الإنسانية، أعقبه مشاورة إقليمية وافقت على التوصيات، ومن ضمنها دمج خدمات نقل الدم في التأهُّب والاستجابة الوطنيَّين الشاملين لحالات الطوارئ، وجمع المعلومات المستكملة ونشرها عن العوامل التي تؤثر على توفير نقل الدم خلال حالات الطوارئ الإنسانية، وتقديم المساعدة التقنية والمالية لدعم نقل الدم، وتعزيز آليات التنسيق والتعاون بين مختلف الأطراف، وتطوير نظام إقليمي لخدمات الدم في حالات الطوارئ والخبرة الإدارية.

 
الأمراض السارية PDF طباعة

استئصال شلل الأطفال

شهد عام 2017 إحراز تقدم ممتاز على الصعيد العالمي نحو وقف سريان فيروس شلل الأطفال البري، حيث أبلغت أفغانستان وباكستان، وهما من البلدان التي يتوطّن بها المرض، عن 22 حالة فقط من النمط المصلي الوحيد المتبقي لفيروس شلل الأطفال البري من النمط 1 (14 حالة في أفغانستان و8 حالات في باكستان)، وهو أقل عدد سُجِّل على الإطلاق لحالات شلل الأطفال منذ انطلاق المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال في عام1988 . وعلى الرغم من تناقص عدد حالات الإصابة، استمر عزل فيروس شلل الأطفال البري من النمط 1 في 2017 في مناطق جغرافية واسعة في كل من أفغانستان وباكستان.

وسُجل ظهور آخر حالات الإصابة بفيروس شلل الأطفال البري من النمط 2 في العالم في عام 1999، في حين ظهرت أحدث حالة للإصابة بفيروس شلل الأطفال البري من النمط 3 في تشرين الثاني/نوفمبر2012 . ولقد اتخذت لجنة الإشهاد العالمية قراراً بشأن الإشهاد على استئصال فيروس شلل الأطفال من النمط 2 في أيلول/سبتمبر .2015

وتأكدت إصابة74 حالة بفيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 2 في عام 2017 في شمال شرق الجمهورية العربية السورية (في دير الزور، والرقة، وحمص)، وكانت الحالة الأولى التي اكتُشِفَت قد ظهرت في 3 آذار/مارس، في حين سُجلت آخر حالة في 21 أيلول/سبتمبر2017 .

وخلال الاجتماع الخامس العشر للجنة الطوارئ المنشأة بموجب اللوائح الصحية الدولية الذي انعقد في 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 بشأن انتشار مرض شلل الأطفال على الصعيد الدولي، رأت اللجنة أن خطر الانتشار الدولي لفيروس شلل الأطفال لا يزال يُشكِّل طارئة صحية عمومية تسبب قلقاً دولياً، وقامت بتمديد التوصيات المؤقتة المنقّحة لمدة ثلاثة شهور أخرى. وتأتي كل من أفغانستان وباكستان ضمن الدول التي تنتشر فيها العدوى بفيروس شلل الأطفال البري من النمط 1، مع وجود خطر محتمل بانتشاره على المستوى الدولي، في حين تندرج الجمهورية العربية السورية ضمن الدول التي تنتشر فيها العدوى بفيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 2.

وعلى الرغم من التقدم الهائل الذي أُحرز على الصعيد العالمي وعلى مستوى الإقليم، سيظل الخطر قائماً ما دام فيروس شلل الأطفال البري ينتشر في أي مكان. ويظل خطر وفادة فيروس شلل الأطفال البري من النمط 1 أو ظهور فيروسات شلل الأطفال الدائرة المشتقة من اللقاحات مرتفعاً بسبب استمرار سريان فيروس شلل الأطفال في البؤر التي يتوطن فيها المرض في أفغانستان وباكستان، علاوة على حالات الطوارئ المعقدة في العديد من بلدان الإقليم، مما أدى إلى تحركات سكانية على نطاق واسع، وعدم إمكانية الوصول إلى بعض المناطق، وتدهور التغطية بالتمنيع الروتيني في عدة مناطق. وبالإضافة إلى ذلك، حدث نقص في إمدادات لقاح شلل الأطفال الـمُعطَّل على مستوى العالم في عامي 2016 و2017.

وقد أعدّت أفغانستان وباكستان خطط عمل وطنية طارئة محكمة لوقف سريان شلل الأطفال في عام 2018. وأحرزت باكستان تقدماً ملموساً في عام 2017، فقد نجحت في خفض عدد حالات الإصابة بفيروس شلل الأطفال بنسبة %60 لتصل إلى 8 حالات في عام 2017 مقارنة بالحالات المسجَّلة في عام 2016 وعددها 20حالة، في حين شهدت أفغانستان ارتفاعاً طفيفاً في عدد الحالات التي زادت من 13 حالة في عام 2016 إلى 14حالة في عام2017، أُبلِغ عن 10 حالات منها (%71) من الإقليم الجنوبي الذي يعاني من الصراع وصعوبة الوصول إليه.

ونُفِّذَت أنشطة الاستجابة لاحتواء فاشية فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 2 في شمال شرق الجمهورية العربية السورية في ظل ظروف يصعب للغاية العمل فيها. وبدأت الاستجابة تؤتي ثمارها، كما تبين من انخفاض سريان الفيروس، مع عدم اكتشاف أي حالات جديدة عقب 21 أيلول/سبتمبر 2017. ولا تزال أنشطة الاستجابة مستمرة بما يضمن احتواء الفاشية.

وحافظت جميع بلدان الإقليم، عدا بلد واحد فقط، على مؤشرات أداء الترصُّد عند معايير الإشهاد أو أعلى منها في عام 2017. كما توسَّع نظام الترصُّد البيئي ليشمل جمهورية إيران الإسلامية، والأردن، ولبنان، وباكستان، والصومال، والجمهورية العربية السورية، بالإضافة إلى أفغانستان ومصر، اللتين يعمل بهما النظام منذ بضع سنوات. وسيتسع نطاق الترصُّد البيئي مرة أخرى في عام 2018 ليشمل العراق والسودان واليمن.

وأجرت جميع بلدان الإقليم الخالية من شلل الأطفال، باستثناء فلسطين واليمن، تمارين المحاكاة في عامي 2016و2017 اختبرت فيها وحدَّثت خططها الوطنية للتأهُّب والاستجابة لتخفيف مخاطر وفادة فيروس شلل الأطفال البري و/أو ظهور فيروسات شلل الأطفال المشتقة من اللقاحات، ولضمان فاعلية الاستجابة في حال وَفَدَ فيروس شلل الأطفال البري أو ظهرت فيروسات شلل الأطفال المشتقة من اللقاحات. ومع ذلك، فلا سبيل إلى القضاء تماماً على خطر وفادة فيروس شلل الأطفال البري إلا بوقف سراية فيروس شلل الأطفال في أفغانستان وباكستان. ويظل خطر ظهور فيروسات شلل الأطفال المشتقة من اللقاحات قائماً، خاصة في البلدان المتضررة بالنزاعات التي تضم عدداً كبيراً من الأطفال غير القادرين على الوصول إلى خدمات التمنيع.

وفي نيسان/أبريل 2016، نجحت بلدان الإقليم في تنفيذ التحوُّل من استخدام لقاح شلل الأطفال الفموي الثلاثي التكافؤ إلى استخدام لقاح شلل الأطفال الفموي الثنائي التكافؤ. ويتحتم أن تستكمل جميع بلدان الإقليم متطلبات أنشطة الاحتواء بموجب المرحلة الأولى من خطة العمل العالمية لاحتواء فيروس شلل الأطفال، وأن تبدأ أنشطة احتواء فيروس شلل الأطفال من النمط 2 بموجب المرحلة الثانية باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من تنفيذ خطة العمل العالمية لاحتواء فيروس شلل الأطفال، وبوصفها شرطاً أساسياً للإشهاد على استئصال فيروس شلل الأطفال.

وفي عام 2017، وضع كل من الصومال والسودان خرائط بأصول برنامج استئصال فيروس شلل الأطفال في إطار العملية الانتقالية بعد استئصال المرض، وذلك لتحديد وظائف استئصال شلل الأطفال التي ستُدرج ضمن المبادرات الأخرى القائمة، وتحديد الوظائف التي قد تحظى بالأولوية أو تُستَبعَد تدريجياً. ويسعى كلا البلدين إلى الانتهاء من وضع خطط الانتقال الخاصة بهما بحلول أيار/مايو .2018 ولا يزال المرض متوطناً في بلدين من بلدان الإقليم يحظيان بالأولوية بخصوص الانتقال، وهما أفغانستان وباكستان، اللذين سيُعدَّان خطط الانتقال الخاصة بهما خلال عام من وقف سراية الفيروس.

ويُعتبر موسم السراية المنخفضة في عام 2018 أفضل فرصة سنحت للإقليم والعالم حتى الآن لوقف سراية فيروس شلل الأطفال. ويجب على الإقليم، سعياً لتحقيق هذا الهدف التاريخي، أن يواصل التصدّي لسراية فيروس شلل الأطفال البري المستمرة في البؤر الموبوءة في أفغانستان وباكستان، والوصول إلى الأطفال الذين يتعذر الوصول إليهم في أفغانستان، والعراق، وباكستان، والصومال، والجمهورية العربية السورية، علاوة على الحفاظ على مناعة السكان، حتى في البلدان التي تشهد حالات طوارئ وفي أوساط السكان النازحين، مع التزام الحذر والحفاظ على القدرات اللازمة لاكتشاف أي وفادة جديدة أو فاشية بسبب فيروس شلل الأطفال البري أو فيروسات شلل الأطفال الدائرة المشتقة من اللقاحات والتصدّي لها.

ويأتي على رأس الأولويات الرئيسية التي ينبغي إنجازها خلال عام 2018 وقف سراية فيروس شلل الأطفال البري في كل من أفغانستان وباكستان، عن طريق دعم تنفيذ خطط العمل الوطنية الطارئة تقنياً، ومالياً، ولوجستياً. كما ستتضمن الأولويات مواصلة تقديم الدعم إلى الجمهورية العربية السورية لضمان احتواء فاشية فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 2 احتواءً تاماً، والتأكد من وقف سراية الفيروس. وسيستمر تحسين القدرة على التأهب والاستجابة في كل البلدان، مع التركيز بقوة على تحسين نُظُم الترصد لضمان الاكتشاف المبكر والاستجابة الفعالة لأي وفادة لفيروس شلل الأطفال، وعلى تقديم الدعم إلى البلدان لاحتواء الفيروس والاستعداد للإشهاد على استئصال شلل الأطفال. كما ستتضمن مجالات التركيز الرئيسية الاستخدام الفعال لما يتعلق بفيروس شلل الأطفال من أصول وبنيات تحتية والاستفادة من الدروس المـستخلصة لتحسين التمنيع الروتيني وتدخلات الصحة العامة الأخرى الرئيسية من خلال وضع خطط انتقال مُحكَمة في البلدان التي تحظى بالأولوية (أفغانستان، والعراق، وباكستان، والصومال، والسودان، والجمهورية العربية السورية، واليمن). وفي سبيل تحقيق هذه الغاية، ستحصل البلدان ذات الأولوية فيما يتعلق بالانتقال في مجال شلل الأطفال على الدعم لوضع خططها للانتقال من أجل الحفاظ على وضع الخلو من شلل الأطفال بها عقب الإشهاد على استئصاله، بما يعود بالفائدة على تدخلات الصحة العمومية الأخرى، واستخلاص الدروس المستفادة من استئصال شلل الأطفال.

وسيتضمن الدعم التقني للبلدان إجراء استعراض منتظم للبرامج في باكستان، وأفغانستان، والقرن الأفريقي من خلال اجتماعات الفرق الاستشارية التقنية لتحليل التقدم المُحرز وإسداء المشورة إلى الحكومات بشأن التدخلات التقنية الأكثر فاعلية. كما سيتضمن إجراء تحليل للمخاطر بصورة منتظمة (على أساس ربع سنوي للبلدان المعرضة للخطر ومرتين في السنة للبلدان الأخرى) للوقوف على المخاطر، ووضع استراتيجيات محددة للتخفيف من هذه المخاطر. وبالإضافة إلى ذلك، ستساعد المنظمة البلدان الخالية من شلل الأطفال في بناء قدراتها على الاستجابة لحالات الطوارئ المتعلقة بشلل الأطفال من خلال التدريب على الإجراءات التشغيلية الموحدة الخاصة بفاشيات شلل الأطفال وإجراء تمارين محاكاة للاختبارات الميدانية وتحديث خطط التأهب والاستجابة الوطنية. وستواصل لجنة الإشهاد الإقليمية إجراء مراجعة سنوية لمتطلبات الإشهاد الخاصة بالبلدان الخالية من شلل الأطفال.

فيروس نقص المناعة البشرية، والتهاب الكبد الفيروسي، والسل، والملاريا، وأمراض المناطق المدارية

على الرغم من انخفاض معدل انتشار فيروس نقص المناعة البشرية في الإقليم، لا تزال الزيادة في عدد الحالات الجديدة من الأمور الباعثة على القلق. فقد ارتفع عدد الأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية من 340000 شخص في عام 2016 إلى 350000 شخص بنهاية عام 2017، ووقعت %95 من هذه الحالات الجديدة في صفوف المجموعات السكانية المعرضة لخطر الإصابة بالفيروس. وعلاوة على ذلك، لم يُشخَّص سوى %30 من الأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية، مما يدل على أن القدرة المحدودة لإجراء اختبار فيروس نقص المناعة البشرية هي العائق الرئيسي أمام الحصول على الرعاية والعلاج.

واستجابةً لذلك، عقدت المنظمة في تموز/يوليو 2017 في بيروت، لبنان، مشاورة بشأن تسريع وتيرة الوصول إلى السلسلة المتصلة الحلقات من تشخيص الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية وتوفير الرعاية والعلاج، مع التركيز على اختبار فيروس نقص المناعة البشرية. كما ركزت أنشطة الدعوة في اليوم العالمي للإيدز لعام 2017على تعزيز اختبار فيروس نقص المناعة البشرية. وقدمت المنظمة أيضاً الدعم لكل من جمهورية إيران الإسلامية وباكستان لتحسين كفاءة الاختبارات وربطها بالرعاية للذين شُخصت إصابتهم بفيروس نقص المناعة البشرية.

ولقد ارتفعت نسبة التغطية بالعلاج لتصل إلى 12.5% مقارنة بعام 2016، وبلغ عدد المتعايشين مع الفيروس الذين يتلقون العلاج المضاد للفيروسات القهقرية 64900 شخص بنهاية عام 2017، وذلك نتيجة إقرار نهج "العلاج للجميع". ولكن، لم تزد نسبة التغطية الكلية بالعلاج المضاد للفيروسات القهقرية على 18% في الإقليم. وستركز المنظمة في الدعم الذي ستقدمه إلى الإقليم في المستقبل على وضع برامج نموذجية يمكن تكرارها لزيادة التغطية بتشخيص الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية وعلاجه.

ويظل التهاب الكبد الفيروسي أحد أهم أسباب الوفاة في الإقليم، ويعيش %80 من المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي C في مصر وباكستان. وتنجم معظم حالات العدوى الجديدة في المقام الأول عن ضعف تدابير مأمونية الحقن والوقاية من العدوى ومكافحتها في مراكز الخدمات الصحية، يعقبه تعاطي المخدرات حقناً. وارتفعت نسبة التغطية الإقليمية بجرعة اللقاح المضاد لالتهاب الكبد B عند الولادة من %22 في عام 2016 إلى 34% في عام2017 . ولا تزال مصر تُمَثِّل قصة نجاح في علاج التهاب الكبد C على المستوى العالمي. ولقد أُجري أكثر من 5 ملايين اختبار في الفترة بين تشرين الأول/أكتوبر 2016 وكانون الأول/ديسمبر 2017، وعولجت 1.5 مليون حالة من العدوى. وظهر جلياً التزام سياسي قوي بتنفيذ الإطار الاستراتيجي الأول بشأن التهاب الكبد الذي وضعته باكستان. كما نجحت كل من مصر وباكستان في خفض سعر مضادات الفيروسات ذات المفعول المباشر إلى أقل من %0.1 من سعرها العالمي، مما مكَّن من توسيع نطاق العلاج بوتيرة سريعة. ووضع المغرب كذلك في عام 2017 استراتيجيته الوطنية لمكافحة التهاب الكبد، وبدأ أول مسح وبائي حول معدل انتشار التهاب الكبد B وC في البلد. وسينصب تركيز الدعم الذي تقدمه المنظمة في المستقبل على وضع الخطط الاستراتيجية الوطنية وإعداد المبادئ التوجيهية بشأن الاختبار والعلاج، ووضع نُظُم الترصد والرصد والتقييم والبدء في تنفيذها.

وخلال عام 2016، أُبْلِغَ عما مجموعه 527693 حالة إصابة بالسل (بجميع أشكاله) في الإقليم. وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في معدل اكتشاف حالات الإصابة بالسل (يُشار إليه حالياً بمعدل التغطية بالعلاج)، فإن هذا المعدل لا يزال أقل بكثير من الهدف العالمي البالغ .%90 وتتحمل ثمانية بلدان في الإقليم المسؤولية عن حوالي %97 من حالات السل الـمُغْفَلة، وهي: أفغانستان، ومصر، والعراق، والمغرب، وباكستان، والصومال، والسودان، واليمن. ووصلت نسبة نجاح علاج الحالات الجديدة وحالات الانتكاس المسجلة خلال عام 2015 إلى %91، ولُوحِظ تحسُّن بطيء، لكنه مُطَرد، في اكتشاف حالات الإصابة بالسل المقاوِم للأدوية المتعددة وتدبرها علاجياً. ومن بين 21000 حالة مقدرة للإصابة بالسل المقاوِم للأدوية المتعددة، اكتُشِفت4713 حالة، وشرعت 4073 حالة في تلقي العلاج في عام 2016. ولقد تأثر تنفيذ استراتيجيات مكافحة السل بشكل كبير في البلدان التي تشهد حالات طوارئ معقدة بسبب تدمير النُظُم الصحية، والتحركات الهائلة للسكان وتدهور الوضع الأمني.

وقد أقرت اللجنة الإقليمية في تشرين الأول/أكتوبر 2017 خطة العمل الإقليمية للقضاء على السل 2016-2020. وخلال عام 2017 أيضاً، حصلت كل من أفغانستان والعراق وباكستان على الدعم لتحديث الخطط الاستراتيجية والمبادئ التوجيهية والإجراءات التشغيلية الموحدة لمكافحة السل، بما يتماشى مع خطة العمل الإقليمية واستراتيجية المنظمة للقضاء على السل. ووزِّعت، بدعم من لجنة الضوء الأخضر الإقليمية، تحديثات جديدة في مجالي تشخيص حالات الإصابة بالسل المقاوِم للأدوية المتعددة والسل بين الأطفال وعلاجهما على نطاق واسع، وجرى بناء قُدُرات العاملين من 10 بلدان في مجال تشخيص السل، وقدرات العاملين من 20 بلداً في مجال التدبير العلاجي للسل المقاوِم للريفامبيسين والسل المقاوِم للأدوية المتعددة خلال الثنائية2017-2016) ). وبالإضافة إلى ذلك، تشكَّلت فرقة عمل مختبرية معنية بالسل وبالسل المقاوِم للأدوية المتعددة لتعزيز شبكة مختبرات السل في الإقليم. وشارك 14 بلداً من الإقليم في مؤتمر المنظمة الوزاري العالمي الأول بشأن القضاء على السل، الذي انعقد في موسكو في تشرين الثاني/نوفمبر. وستواصل المنظمة العمل مع البلدان لتعزيز وضع حزمة شاملة لزيادة معدلات اكتشاف حالات السل، بما في ذلك تشخيص الإصابة به، وتعزيز خدمات العلاج للبلدان التي يوجد بها لاجئون أو نازحون داخلياً.

وارتفع عدد حالات الملاريا المؤكدة المبُلَّغ عنها في الإقليم من 1.36 مليون حالة في عام 2017، وأبلغت باكستان والسودان عن 65% من تلك الحالات، وبلغت الوفيات المُبلغ عنها بسبب الملاريا 1626 حالة وفاة. ومع ذلك، يضم الإقليم 14 بلداً خالياً من سراية الملاريا بين سكانها الأصليين، وباتت كل من جمهورية إيران الإسلامية والمملكة العربية السعودية في مرحلة القضاء على الملاريا، ولم تبلغ مصر عن أي حالة سراية محلية منذ ثلاث سنوات، وهي المدة اللازمة لتصبح مؤهلة لطلب الإشهاد على خلوها من الملاريا. وفي عام 2017، بلغت نسبة الحالات المشتبه فيها التي خضعت لاختبار الملاريا 81% في البلدان الستة التي تنوء بعبء ثقيل من هذا المرض. كما زاد نطاق التغطية بالتدخلات الرئيسية في البلدان التي يتوطن فيها المرض، إلا أنه لا يزال عليها أن تحقق الغاية من التغطية الشاملة. ووصل معدل التغطية الميدانية الـمُبلَّغ عنها بالناموسيات للسكان المعرضين للخطر في أفغانستان، وباكستان، والسودان، واليمن إلى 70%، و21%، و78%، و51%، على التوالي. وشهدت كل من باكستان والصومال والسودان تحسناً في جودة نظام ترصد الملاريا ونطاق تغطيته، وذلك عقب إقرار نظام المعلومات الصحية على مستوى المناطق(DHIS2) .

وحصلت كل من أفغانستان والصومال واليمن في عام 2017 على الدعم التقني لإعداد استراتيجية بشأن الملاريا وبناء القدرات. كما قُدم أيضاً الدعم لتنفيذ مسح المؤشرات الخاصة بالملاريا في الصومال، ولرصد مقاومة الأدوية والمبيدات الحشرية في أفغانستان وباكستان، ولإجراء تقييم خارجي للكفاءات في مجال الفحص المجهري للملاريا، وتعبئة الموارد في البلدان التي تنوء بحمل ثقيل من المرض. وتُمثِّل حالات الطوارئ الممتدة في كثير من بلدان الإقليم التي تتوطن فيها الملاريا التحدي الرئيسي أمام تنفيذ تدخلات مكافحة الملاريا. وتُمثِّل الفاشيات الأخرى للأمراض التي تنقلها نواقل الأمراض (داء الشيكونغونيا وحمى الضنك) في البلدان التي تتوطن فيها الملاريا مصدراً آخر من مصادر استنزاف الموارد البشرية والمالية المحدودة. وسوف تركز المنظمة في الفترة المقبلة على إعداد استراتيجية متكاملة بغية الاستمرار في تنفيذ التدخلات المعنية بمكافحة الملاريا وغيرها من الأمراض التي تنقلها نواقل الأمراض، لا سيّما في البلدان التي تعاني من حالات الطوارئ المعقدة. وسيكون إشراك قطاعات أخرى بخلاف قطاع الصحة أساسياً في عمليات التخطيط للمستقبل.

وجدير بالذكر أن ثمة تقدم ملموس قد تَحقَقَ في كفاح الإقليم ضد أمراض المناطق المدارية المهملة عام 2017. وبات يُنظَر إلى مكافحة الأمراض المدارية المهملة والقضاء عليها على أنهما من العوامل الرئيسية التي تسهم في تحقيق التغطية الصحية الشاملة، حتى أنه أُدرِجت أربعة من هذه الأمراض ضمن المجالات ذات الأولوية في خارطة الطريق لعمل منظمة الصحة العالمية في إقليم شرق المتوسط (2017-2021). كما أُقيمت الروابط أو عُزِّزت مع الشركاء الأساسيين لتقوية الدعم الـمُقدَّم لأنشطة مكافحة أمراض المناطق المدارية المهملة في الإقليم. وفضلاً عما تقدم، اتسع نطاق المشروع الخاص الـمُوسَّع للقضاء على أمراض المناطق المدارية المهملة ليشمل الإقليم، كما أُطلِق "صندوق بلوغ آخر ميل" تحت رعاية ولي عهد أبو ظبي في تشرين الثاني/نوفمبر بغية حشد الشراكات الهادفة إلى القضاء على الأمراض المميتة التي يمكن الوقاية منها والتي تقف حجر عثرة أمام تحقيق الطموحات الصحية والاقتصادية لأفقر سكان العالم.

وتم التحقق من القضاء على داء الفيلاريات اللمفي في مصر بوصفه أحد مشاكل الصحة العامة، وأحرز اليمن تقدماً في إتمام التحقق من القضاء على هذا المرض، أما السودان فقد قام بتوسيع نطاق التوزيع الجماعي للدواء. وتأكد تماماً وقف سريان داء كلابية الذنب (العمى النهري) في البؤرة الثانية لسراية المرض في السودان، وعلى الجانب الآخر استكمل اليمن التخطيط وتعبئة الموارد بغية القضاء على هذا المرض. أما عن دَاء البلهارسِيَّات، فقد أُجريت مُسُوح للتأكد من وقف سريان المرض في العراق وجمهورية إيران الإسلامية وسلطنة عُمان، في حين شرعت مصر في تنفيذ خطتها للقضاء على المرض، كما نفَّذ الصومال والسودان واليمن حملات للعلاج الجماعي باستعمال البرازيكوانتيل. وطبقت أفغانستان ومصر والعراق والصومال والسودان والجمهورية العربية السورية واليمن برنامجاً لعلاج الأطفال في سن الدراسة من داء الديدان المنقولة بالتربة، وطُبِّق البرنامج في مناطق العمليات الخمس لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، ألا وهي الأردن ولبنان والجمهورية العربية السورية والضفة الغربية وقطاع غزة. وقدمت منظمة الصحة العالمية الدعم التقني، والمالي في بعض الحالات، كما تبرعت بالدواء. وفي باكستان، استُكمِل وضع خرائط لداء الديدان المنقولة بالتربة، وذلك استعداداً لتدشين حملات علاج جماعي ضد هذا المرض. وأحرز الإقليم تقدماً في تنفيذ استراتيجية SAFE "جراحة الأهداب والمضادات الحيوية ونظافة الوجه وتحسين البيئة" ولا سيّما في السودان، في حين أتمَّ الصومال تنفيذ هذه الاستراتيجية. وفي نفس السياق، وُضِعت خطة عمل إقليمية لمكافحة التراخوما بالتعاون مع تحالف إقليم شرق المتوسط لمكافحة التراخوما.

وأحرز السودان تقدماً في تعزيز أنظمة ترصد داءُ التُنَّينات (وهو المرض المعروف أيضاً باسم داء الدودة الغينية) وفي رفع الوعي به، كما قدم السودان أيضاً الملف الخاص باستئصال المرض تمهيداً للزيارة المزمع إجراؤها من جانب الفريق الدولي للإشهاد في2018 . وأُحرِز تقدم في تنفيذ أنشطة القضاء على مرض الجذام، والإبلاغ عن الإحصاءات السنوية، لا سيّما في البلدان التي لا تزال تعاني من عبء مرتفع من المرض، وهي: أفغانستان، وجيبوتي، وباكستان، والصومال، والسودان، واليمن. وجدير بالذكر أن تكثيف البحث عن الحالات المصابة في الصومال أدى إلى الكشف عن أكثر من 1000 حالة جديدة في عام .2017 وبالحديث عن داء الليشمانيات الجلدي، يتحمل الإقليم %74 من العبء العالمي بعد اكتشاف 119608 حالة في عام 2016. وقد تحقق تحسن ملموس في الكشف عن الحالات وفي إتاحة الفرصة لتشخيص الإصابة بكل من داء الليشمانيات الجلدي وداء الليشمانيات الحشوي وعلاجهما وكذا الإبلاغ عنهما في أفغانستان وباكستان والجمهورية العربية السورية والصومال والسودان. كما اتُخذت إجراءات تحظى بالأولوية لمكافحة الورم الفطري اتساقاً مع القرار ج ص69-21 الذي أقرته الدورة التاسعة والستون لجمعية الصحة العالمية في عام 2016بشأن التصدّي لعبء الورم الفطري.

الجدول 1. الحالات المؤكدة بتحليل الطفيلي في البلدان التي تعاني من سراية متقطعة للملاريا أو لا توجد بها سراية أصلاً، والبلدان التي ينخفض فيها توطن الملاريا

الجدول 1. الحالات المؤكدة بتحليل الطفيلي في البلدان التي تعاني من سراية متقطعة للملاريا أو لا توجد بها سراية أصلاً، والبلدان التي ينخفض فيها توطن الملاريا

البلد 2015 2016 2017
إجمالي الحالات الـمُبلَّغ عنها عدد الحالات المحلية الأصل إجمالي الحالات الـمُبلَّغ عنها عدد الحالات المحلية الأصل إجمالي الحالات الـمُبلَّغ عنها عدد الحالات المحلية الأصل
البحرين 87 0 106 0 133 0
مصر 291 0 233 0 305 0
جمهورية إيران الإسلامية 799 187 706 94 939 74
العراق 2 0 5 0 9 0
الأردن 59 0 51 0 44 0
الكويت 309 0 388 0 419 0
لبنان 125 0 134 0 152 0
ليبيا 324 2 370 2 397
المغرب 510 0 409 0 586 0
فلسطين 2 0 1 0 1 0
عُمان 822 4 807 3 1078 18
قطر 445 0 493 0 444 0
المملكة العربية السعودية 2620 83 5382 272 3151 177
الجمهورية العربية السورية 12 0 12 0 25 0
تونس 88 0 99 0 120 0
الإمارات العربية المتحدة 3685 0 3849 0 4013 0

الجدول 2. حالات الملاريا المبلغ بها في البلدان ذات العبء المرتفع من الملاريا

الجدول 2. حالات الملاريا المبلغ بها في البلدان ذات العبء المرتفع من الملاريا

البلد 2015 2016 2017
إجمالي الحالات الـمُبلَّغ عنها إجمالي الحالات المؤكدة إجمالي الحالات الـمُبلَّغ عنها إجمالي الحالات المؤكدة إجمالي الحالات الـمُبلَّغ عنها إجمالي الحالات المؤكدة
أفغانستان 350044 103377 392551 190161 320045 161778
جيبوتي 9557 9557 13804 13804 14671 14671
باكستان 3776244 202013 2115941 318449 2190418 350467
الصومال 39169 20953 58021 35628 37156 35138
السودان 1102186 586827 974571 575015 1368589 720879
اليمن 104831 76259 144628 98701 114004 84677

التمنيع واللقاحات

يبذل الإقليم جهوداً حثيثة للإبقاء على التغطية بالتمنيع عند مستوى %80 على الرغم من صعوبة الأوضاع به. إذ ارتفع متوسط التغطية الإقليمية بلقاح الدفتريا والتيتانوس والسعال الديكي (اللقاح الثلاثي) من %80 في عام 2016 إلى 81% عام 2017، في حين حافظ 14 بلداً على الغاية المتمثلة في بلوغ التغطية بهذا اللقاح %90 أو أكثر. وبالرغم من الارتفاع الطفيف في التغطية باللقاح الثلاثي في الجمهورية العربية السورية التي ارتفعت من %42 عام 2016 إلى 48% في عام 2017، فات حوالي 3.7 ملايين طفل التمنيع باللقاح الثلاثي في عام 2016، من بينهم %94 يعيشون في بلدان تشهد حالات طوارئ، وهي: أفغانستان والعراق وباكستان والصومال والسودان والجمهورية العربية السورية واليمن. وبلغ معدل التغطية بالجرعة الأولى من اللقاح المحتوي على الحصبة 95٪ أو أكثر في عشرة بلدان، و94% في بلدين في عام 2017 مقارنة باثني عشر بلداً في عام 2016، كما وفر 21 بلداً الجرعة الثانية الروتينية من هذا اللقاح. وتطبق كل البلدان أنظمة للترصد المختبري للحصبة حالة بحالة، في حين اقتربت سبعة بلدان من بلوغ غاية القضاء على الحصبة. وقد أُنشئت لجنة إقليمية للتحقق من القضاء على الحصبة والحصبة الألمانية، ومن المزمع التحقق من القضاء على هذين الداءين في بلدين في2018 . وعلاوة على ذلك، أتمت تقريباً جميع بلدان الإقليم، عدا مصر، إدخال لقاح شلل الأطفال المعطل.

كما عقدت المنظمة خلال عام 2017 اجتماعات مشتركة بين البلدان عن التمنيع في سلطنة عُمان، اطلعت فيها البلدان على آخر المستجدات وسنحت لها الفرصة للالتقاء بالشركاء وبالفريق الاستشاري التقني الإقليمي المعني بالتمنيع. وقدمت المنظمة كذلك الدعم لبلدان مثل العراق والجمهورية العربية السورية واليمن بغية إعداد أنشطة للتوعية بالتمنيع وتنفيذها، بما في ذلك أنشطة لمكافحة فاشية الدفتريا في اليمن وأنشطة التمنيع التكميلي ضد الحصبة/الحصبة الألمانية في كافة أرجاء ليبيا. ودعمت المنظمة إجراء استعراضات دورية للتمنيع في العراق، كما استنهضت التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع ليموِّل أنشطة التمنيع التكميلي ضد الحصبة في أفغانستان وباكستان والصومال واليمن. وقدمت المنظمة الدعم أيضاً لتقييم جودة البيانات في باكستان، لا سيَّما في وضع خطة لتحسين جودة البيانات. كما واصلت المنظمة تعزيز الشبكة الإقليمية لترصد الحصبة/الحصبة الألمانية حالة بحالة، والشبكة الإقليمية لترصد التهاب السحايا الجرثومي والالتهاب الرئوي الجرثومي والفيروسة العجلية، وشمل ذلك توفير المستلزمات المختبرية وتنفيذ أنشطة لبناء القدرات وتنسيق النظام الخارجي للرقابة على جودة المختبرات والرصد والتقييم.

وقد تسبب الوضع الأمني في العديد من البلدان في الإقليم عام 2017 في إرجاء أنشطة التمنيع المخطط لها أو إلغائها، وانسحب ذلك أيضاً على توصيل اللقاحات. وما زاد الوضع سوءاً الوعي المحدود بأهداف القضاء على الأمراض ومكافحتها، وعدم كفاية الالتزام ببرامج التمنيع الروتينية، وعدم توافر التمويل الكافي والمستدام مع اعتماد بعض الدول الكامل على التمويل من الجهات المانحة.

وسيتضمن الدعم الذي تقدمه المنظمة، على سبيل الأولوية، إلى البلدان في عام 2018 دعم إعداد الخطط المصغرة للمناطق وتنفيذها، وإجراء استعراضات شاملة للتمنيع، وتحديث الخطط الاستراتيجية الشاملة متعددة السنوات للتمنيع وخطط العمل ذات الصلة. وسوف تعطي المنظمة الأولوية كذلك إلى الاستعداد المناسب لأنشطة التمنيع التكميلي ضد الحصبة وتنفيذها في خمسة بلدان، وتطوير القدرات الوطنية في مجال توثيق القضاء على الحصبة/الحصبة الألمانية، والتحقق من القضاء على الحصبة/الحصبة الألمانية في البلدان المستعدة لذلك. كذلك تسعى المنظمة إلى إنشاء لجنة إقليمية معنية بالتحقق من القضاء على التهاب الكبد B، وستدعم التحقق من بلوغ غاية مكافحة هذا المرض في البلدان المستعدة لذلك. وستواصل المنظمة عملها خلال 2018 لتسليط مزيد من الضوء على غايات التمنيع وحشد الالتزام الوطني وكذا التزام الشركاء بغية تحقيق هذه الغايات.

وأُجريت في عام 2017 تقييمات للقُدُرات التنظيمية في أفغانستان ومصر وجمهورية إيران الإسلامية والأردن ولبنان وباكستان والصومال والسودان، استُخدِمت فيها أداة المنظمة العالمية للمقارنة المرجعية للسلطات التنظيمية الوطنية. وأثمرت هذه التقييمات عن وضع خطط تطوير مؤسسي للسلطات التنظيمية الوطنية. وستجري على مدار العامين القادمين متابعة تنفيذ هذه الخطط. وأُجري أيضاً تقييم رسمي للسلطة التنظيمية الوطنية في المملكة العربية السعودية.

كما قدَّمت المنظمة في عام 2017 الدعم التقني في مجال مأمونية اللقاحات إلى باكستان والجمهورية العربية السورية واليمن حتى تتصدَّى للفجوات في تقصِّي الأحداث الضارة عقب التمنيع وتقييم أسبابها. ونُفِّذت، من خلال مبادرة المنظمة لفرص التعلم العالمية من أجل جودة اللقاحات، أنشطة لبناء قُدُرات السلطات التنظيمية في البلدان الـمُنتِجة للقاحات (مصر وجمهورية إيران الإسلامية والمملكة العربية السعودية) وكذا في البلدين اللذين يدعمهما الإطار الخاص بالتأهُّب لمواجهة الأنفلونزا الجائحة (باكستان والسودان).

ومع انتهاء خطة العمل العالمية الخاصة بلقاحات الأنفلونزا في عام 2016، التي هدفت إلى مجابهة التحديات أمام إنتاج مستدام للقاحات الأنفلونزا واستفادة البلدان النامية منها، أعدت المنظمة أداة لتقييم استدامة التطعيم ضد الأنفلونزا في خطط التأهُّب للأنفلونزا الجائحة. وكيَّف المغرب أداة التقييم المشار إليها وجرَّبها في عام 2017.

مقاومة مضادات الميكروبات

بالنظر إلى الأهمية العالمية لمقاومة مضادات الميكروبات، أقرت الدورة الرابعة والستون للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط‬ القرار ش م/ل إ 64/ق-5 بشأن مقاومة مضادات الميكروبات في تشرين الأول/أكتوبر 2017. ويحث القرار بلدان الإقليم على وضع واعتماد خطط عمل وطنية لمقاومة مضادات الميكروبات، ووضع آلية تنسيق رفيعة المستوى ومتعددة القطاعات للإشراف على تنفيذ خطط العمل الوطنية، وإنفاذ سياسات لمنع اقتناء مضادات الميكروبات بدون وصفة طبية، وإنشاء أنظمة وطنية لترصد مقاومة مضادات الميكروبات، ووضع برامج للوقاية من العدوى ومكافحتها. وفي كانون الأول/ديسمبر 2017، وضعت 10 بلدان خطط عمل وطنية لمقاومة مضادات الميكروبات، فيما قدمت دولتان خططهما رسمياً لمنظمة الصحة العالمية. وتنص الخطط على إشراك عدد من القطاعات، بما في ذلك قطاعات الإنتاج الحيواني والزراعي والغذائي.

وفي نفس السياق، عُقِدت سلسلة من حلقات العمل التدريبية في 2017 بغية رفع قدرات مسؤولي التنسيق الوطنيين بشأن تنفيذ نظام الترصد العالمي لمقاومة مضادات الميكروبات واستخدام برنامج WHONET المعني بتسجيل بيانات مقاومة مضادات الميكروبات وتحليلها وجمعها ورفعها على منصة نظام الترصد العالمي لمقاومة مضادات الميكروبات. وعليه، سجل 11 بلداً نفسه في منصة نظام الترصد العالمي لمقاومة مضادات الميكروبات، قدمت تسعة بلدان منها بيانات حول مقاومة مضادات الميكروبات نُشِرَت في تقرير نظام الترصد العالمي لمقاومة مضادات الميكروبات الذي صدر في كانون الثاني/يناير2018 . وبالإضافة إلى ما تقدم، تلقت فرق وطنية من ثمانية بلدان التدريب على منهجية المنظمة في جمع بيانات حول استهلاك المضادات الحيوية على المستوى الوطني. ونتيجةً لما سبق، قدمت كل من جمهورية إيران الإسلامية والأردن والسودان البيانات الخاصة باستهلاك المضادات الحيوية، وسوف ترد هذه البيانات في التقرير العالمي لاستهلاك المضادات الحيوية. كذلك تم تقييم وضع برامج الوقاية من العدوى ومكافحتها في ثمانية بلدان، ووُضِعت خطط استراتيجية لتعزيز هذه البرامج أو إرسائها على المستوى الوطني أو في المرافق الصحية.

وبينما كانت المنظمة بصدد تصميم دليل لبرامج مقاومة مضادات الميكروبات في عام2017 ، وُضِع بروتوكول لتغيير السلوكيات بشأن مقاومة مضادات الميكروبات بالتعاون مع الخبراء من بلدان مختلفة داخل الإقليم. ومن المزمع اختبار هذا البروتوكول في مصر وقطر والسودان خلال2018 . وأتيح الدعم التقني لإرساء أنظمة للرقابة على الجودة داخل المختبرات في ثلاثة بلدان (العراق والأردن والسودان)، من خلال عمل الترتيبات اللازمة لشحن سلالات الرقابة على الجودة للمُمرضات المقاوِمة لمضادات الميكروبات. واحتفلت المنظمة بالأسبوع العالمي للتوعية بالمضادات الحيوية في19-13) 2017 تشرين الثاني/نوفمبر) بإطلاق فعالية في القاهرة بمشاركة منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) ورجال الإعلام والخبراء في مجال الوقاية من العدوى ومكافحتها والترصد والأبحاث. وفي سياق هذه الاحتفالية، أُعِدت مواد إعلامية إقليمية، كما أُطلِقت مسابقة إعلامية إقليمية لحثّ وسائل الإعلام على الكتابة عن مقاومة مضادات الميكروبات واستخدام المضادات الحيوية في الإقليم. وعلاوة على ذلك، جرت مجموعة من أنشطة الدعوة ورفع الوعي في 11 بلداً احتفالاً بهذا الأسبوع.

وبالنظر للمستقبل، فإن التحديات الرئيسية أمام التنفيذ الصحيح لاستراتيجيات مقاومة مضادات الميكروبات في الإقليم تتمثَّل في قلة الموارد المالية والبشرية الوطنية لدعم البرامج المعنية بمقاومة مضادات الميكروبات والوقاية من العدوى ومكافحتها، والقيود المفروضة على قدرات مختبرات الميكروبيولجيا، وتَفَتُت برامج مقاومة مضادات الميكروبات وبرامج الوقاية من العدوى ومكافحتها على مستوى البلدان. وستواصل المنظمة تقديم الدعم التقني اللازم إلى الدول الأعضاء للارتقاء بقدراتها في إعداد خطط عمل وطنية تهدف إلى التصدي لمقاومة مضادات الميكروبات، ووضع برامج فعالة للوقاية من العدوى ومكافحتها على المستوى الوطني ومستوى المرافق، وإرساء برامج وطنية لترصُّد مقاومة مضادات الميكروبات وتنفيذ هذه البرامج. كما ستدعم المنظمة البلدان في تنفيذ أنشطة الدعوة ذات الصلة، وبرامج التوعية والتثقيف لتعزيز تغيير السلوك.

مختبرات الصحة العامة

تلقت خمسة بلدان خلال 2017 (أفغانستان والعراق والمغرب وباكستان والمملكة العربية السعودية) توجيهاً ودعماً مُركَّزين من أجل تشكيل فريق عمل وطني معني بالمختبرات وبوضع سياسات وطنية وخطط استراتيجية للمختبرات، اتساقاً مع الإطار الاستراتيجي لتعزيز خدمات المختبرات الصحية (2020- 2016). وبالإضافة إلى ما تقدم، عززت المنظمة نُظُم الإدارة والحوكمة في المختبرات كما عززت فرادى المختبرات من خلال توفير التدريب والتوجيه لكبار العاملين في المختبرات وعددهم 84 في ثلاثة بلدان (أفغانستان والأردن والسودان). ففي السودان، جرت مراجعة المنهج الدراسي لعلوم المختبرات الطبية وحُدِّث هذا المنهج بما يدعم تطوير مهارات العاملين في المختبرات.

كما دعمت المنظمة خلال 2017 عمليات رصد وتقييم أداء المختبرات وجودتها في 20 بلداً. وشمل ذلك التنسيق بين برامج تقييم الجودة الخارجية وأنشطة التدريب، وكان من نتاج ذلك اعتماد 53 موظفاً بصفتهم مُقيِّمين للمختبرات الصحية. وأفاد التقييم الخارجي المشترك للوائح الصحية الدولية (2005) بضرورة إدخال تحسينات جذرية على السلامة البيولوجية والأمن البيولوجي داخل الإقليم. وقُدِّم الدعم لتسعة بلدان لتشكيل مجموعة رئيسية من موظفين ومُدرِّبين وطنيين مؤهلين معنيين بالسلامة البيولوجية. ويقدم هؤلاء الموظفون والمدرِّبون حالياً التدريب حول السلامة البيولوجية والأمن البيولوجي على المستوى الوطني ومستوى المحافظات أو الولايات، إلى جانب خدمات صيانة كبائن السلامة البيولوجية وإصلاحها. أما في مجال تحسين مستوى خدمات نقل العينات جواً، فقد تم اعتماد 118 موظفاً بصفتهم شاحنين للمواد المعدية.

وما تزال المختبرات تقوم بدور شامل، كما أسهمت في عدد من المجالات التقنية مثل إرساء نظام لترصد مقاومة مضادات الميكروبات، وتوفير الكواشف ومجموعات أدوات التشخيص لأنواع العدوى التي تحظى بالأولوية، وتقديم الدعم التقني أثناء حالات الطوارئ. وفي 2017، نُشرت الطبعة الثانية لإصدار المنظمة حول مرافق المختبرات الصحية في أوضاع الطوارئ والكوارث (Health laboratory facilities in emergency and disaster situations).

مأمونية الدم

في عام 2017 قدمت المنظمة إلى البلدان إرشادات لتطبيق الإطار الإقليمي الاستراتيجي لمأمونية الدم وتوافره (2025-2016)، وسلطت الضوء على ضرورة تعزيز اللوائح المنظمة للدم فضلاً عن تحسين عمليات إدارة التبرع بالدم ونُظُم التيقظ في استعمال الدم وتلبية الطلب المتزايد على نقل الدم إبان حالات الطوارئ الإنسانية. وفي إطار تعزيز اللوائح الوطنية المنظمة للدم، رُوجِعت ونُقِّحت التشريعات المنظمة للدم في تسعة بلدان، وقدمت المنظمة الدعم التقني لتحديث مثل هذه التشريعات بغية تحقيق الفاعلية في إدارة الدم ومنتجاته بوصفهما من الأدوية الأساسية. وإدراكاً من المنظمة للفروق في التشريعات المنظمة للدم بين البلدان وسعياً منها لتسهيل تحقيق التناغم بين هذه التشريعات في الإقليم وتيسير تطبيق توصياتها في هذا السياق، قدمت المنظمة الدعم التقني للبلدان لتحديث تشريعاتها.

ويتزايد الطلب على الدم ومنتجاته، لا سيّما في البلدان المتضررة من أوضاع الطوارئ الإنسانية. وتلقت خمسة بلدان (أفغانستان والعراق وليبيا والجمهورية العربية السورية واليمن) الدعم لإدماج خدمات نقل الدم في جهودها الوطنية الشاملة للتأهُّب لحالات الطوارئ والاستجابة لها، وكذا لمساعدتها في ضمان مأمونية عمليات نقل الدم وتوافره إبان حالات الطوارئ الإنسانية. وستواصل المنظمة تقديم الإرشاد والدعم الشاملين لتطبيق الإطار الإقليمي الاستراتيجي مع التأكيد على التدخلات الرئيسية التي تحظى بالأولوية كما هو مبين في الإطار.

 


الصفحة 67 من 93