الصفحة الرئيسية
مناسبات وأحداث PDF طباعة

المنتدى الإقليمي الرفيع المستوى بشأن النشاط البدني 
15-16 كانون الأول/ديسمبر، دبي، الإمارات العربية المتحدة 

ويجري تنظيم هذا المنتدى بالمشاركة بين المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط ، وصاحبة السمو الأميرة هيا، وإدارة دبي الرياضة، ووزارة الصحة في دولة الإمارات العربية المتحدة.

الأهداف

أهداف المنتدى هي:

  • رفع الوعي بالالتزامات العالمية لتعزيز النشاط البدني
  • تبادل الخبرات العالمية والإقليمية حول النجاحات التي تحققت في مجال النشاط البدني
  • الحصول على التزام من قطاعات متعددة لتعزيز النشاط البدني طوال الحياة
  • إطلاق التقرير الإقليمي حول الانتقال من الأدلة إلى العمل.

وسيشارك في المنتدى صناع القرار والمستشارون السياسيون من مختلف القطاعات، بما في ذلك الصحة والتعليم والرياضة والشباب والتخطيط والنقل والإعلام والمعلومات، فضلا عن الممثلين عن المجتمع المدني المعنيين بالنشاط البدني والصحة.

إطلاق شبكة النشاط البدني الإقليمية

ويجري حاليا إنشاء شبكة النشاط البدني الإقليمية بالاشتراك مع قسم الفسيولوجيا، كلية الطب في جامعة الكويت. وتعرف هذه الشبكة باسم PARNEM.

الأهداف

أهداف الشبكة هي:

توفير وتعزيز منتدى التواصل لتبادل البحوث والممارسات داخل الدول الأعضاء وفي ما بينها بشأن تعزيز النشاط البدني طوال الحياة

بناء القدرات والتوعية عبر مختلف القطاعات ولدى الجهات المعنية ودعم تطوير السياسات الداعمة والبيئات الحضرية لممارسة النشاط البدني، وهذا يشمل لكن لا يقتصر على ربط المهنيين من مختلف أنحاء التخطيط الحضري، وتخطيط قطاعات النقل والرياضة والترفيه والتعليم والصحة

المشاركة والاطلاع على أحدث الأدلة العلمية من الأبحاث والتجارب والممارسين لزيادة فهم العوامل الرئيسية التي تؤثر على النشاط البدني في الإقليم.

المواقع ذات الصلة

المسابقة الفنية لمنظمة الصحة العالمية

 
تقوية النُظُم الصحية لتحقيق التغطية الصحية الشاملة PDF طباعة

في عام 2012، أصدَرَت اللجنة الإقليمية قراراً صادَقَت بموجبه على خارطة الطريق المقترَحة بشأن تقوية النُظُم الصحية كأحد الأولويات الاستراتيجية، وعلى الخطوات الضرورية لتعزيز التغطية الشاملة بخدمات صحية عالية الجودة على مستوى السكان والأفراد على حدٍّ سواء. وقد اعتمد هذا القرار على التحليل المستفيض الذي أجراه المكتب الإقليمي في عام 2012 للتحديات التي تجابه التنمية الصحية في الإقليم، وكذلك على المراجعة التي تمت لأعمال المنظمة من أجل دعم الدول الأعضاء ومساعدتها في التعاطي مع هذه التحديات.

ومن المعلوم أن النُظُم الصحية في الإقليم، تواجه تحديات كثيرة، وشاملة عادةً لعدة جوانب بطبيعتها، وتنطبق على معظم البلدان، بصرف النظر عن مستوى التنمية الاجتماعية والاقتصادية والصحية فيها. وتُعَدُّ مجابهة هذه التحديات من الأمور الحاسمة لتحقيق التغطية الصحية الشاملة. ويتم تصنيف البلدان إلى ثلاث مجموعات، وذلك استناداً إلى الحصائل الصحية للسكان، وإلى أداء النُظُم الصحية، ومستوى الإنفاق على الصحة (انظر الجدول رقم 1). وكثيراً ما تواجه البلدان الواقعة في المجموعتين الثانية والثالثة مشاكل تتمثَّل في التمويل غير الكافي، وارتفاع حصة المدفوعات الصحية المباشرة من جيوب المرضى. وقد ترتفع هذه المدفوعات، في بعض البلدان ذات الدخل المنخفض، لتصل إلى %75 من إجمالي الإنفاق الصحي. وتمثِّل المستويات المرتفعة من المدفوعات المباشرة من جيوب المرضى عقبة كبيرة أمام مساعي تحقيق التغطية الصحية الشاملة. وهنالك تحديات أخرى ينبغي التعامل معها خلال سعينا لبلوغ التغطية الصحية الشاملة (الشكل رقم 1). حيث إنها تتعلق بالافتقار إلى خدمات الرعاية الصحية الشاملة والعالية الجودة والتي تركز على الناس، والتأكد من توافر القوى العاملة الصحية الكافية، وتحسين سبل الحصول على الأدوية والتكنولوجيا الأساسية، ورأب الفجوات الموجودة حاليا في نظم المعلومات الصحية. وعلى الجانب الآخر، فإن الحاجة إلى توافر الإرادة والالتزام السياسيين على أرفع المستويات، بالتحرُّك صَوْب تحقيق التغطية الصحية الشاملة بخدمات رعاية صحية عالية الجودة للسكان والأفراد، يمثِّل التحدِّي السائد بالنسبة للعديد من البلدان.

الجدول 1. اتجاهات النتائج الصحية الرئيسية في إقليم شرق المتوسط

الجدول 1. اتجاهات النتائج الصحية الرئيسية في إقليم شرق المتوسط، 1990–2010*

مؤشرات الوضع الصحي

بلدان المجموعة 1

بلدان المجموعة 2

بلدان المجموعة 3

1990

2000

2010

1990

2000

2010

1990

2000

2010

مأمول الحياة عند الميلاد (سنوات)

72.6

74.1

75.0

69.2

71.2

73.4

52.8

56.6

60.2

نسبة وفيات الأمهات
(لكل 000 100 مولود حي)

24.0

18.0

17.0

115

79

63

750

625

360

معدل وفيات الرُضَّع

(لكل 1000 مولود حي)

17.5

8.5

36.5

19

95.5

71.5

معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة

(لكل 1000  مولود حي)

21.5

9.5

45.5

22

126.5

97

معدل الخصوبة الكلي

5.2

3.9

2.2

5.6

3.7

2.9

6.6

6.3

6.0

* القيم عبارة عن متوسطات
- المعلومات غير متاحة
المصدر: تقوية النُظُم الصحية في بلدان إقليم شرق المتوسط: تحديات وأوليات واختيارات العمل في المستقبل.
ورقة تقنية عرضت على اللجنة الإقليمية لشرق المتوسط في دورتها التاسعة والخمسين 2012 (يمكن الرجوع إليها على العنوان الإلكتروني التالي:
www.emro.who.int/about-who/rc59/ .

chapter-1-figure-1-ar

الشكل 1. نصيب الإنفاق المباشر من الجيب الشخصي في إجمالي الإنفاق الصحي وفقاً لمجموعة البلد، 2011 )%(

التمويل الصحي وتصريف الشؤون (الحَوْكَمَة)

لقد استعادت أعمال المنظمة في مجال التمويل الصحي حيويتها بعد صدور التقرير الخاص بالصحة في العالم 2010، الذي ركَّز على إصلاح نُظُم التمويل الصحي من أجل التحرُّك صَوْب تحقيق التغطية الصحية الشاملة. وفي عام 2012 تلقَّى المكتب الإقليمي طلبات من بلدان المجموعات الثلاث لالتماس الدعم في هذا المجال. ولقد ركّزت منظمة الصحة العالمية كذلك على بناء القدرات الوطنية من أجل توفير البيِّنات اللازمة والمطلوبة للاستنارة بها في وضع سياسات تمويل صحي تتَّسم بالعدالة، والفعالية، والاستدامة. وقد تضمَّن ذلك عقد حلقة عملية لبناء القدرات وفقاً للنظام الجديد للحسابات الصحية (2011) من أجل تعريف خبراء التمويل الصحي في 11 بلداً من بلدان الإقليم بنظام الحسابات الصحية الجديد، وبناء القدرات على استخدام أداة المنظمة الجديدة للتقييم التنظيمي لتحسين وتعزيز التمويل الصحي OASIS، التي تهدف إلى تقييم المعوقات التي تعرقل أداء نُظُم التمويل الصحي. وأعطى المكتب الإقليمي الأولوية لتقييم التقدُّم المحرَز صَوْب تحقيق التغطية الصحية الشاملة في الإقليم. وبالفعل وُضِعَ إطار عمل للتقييم ومن المزمَع بدء التنفيذ في عام 2013. ويهدف هذا الإطار إلى دعم الدول الأعضاء، ومساعدة المنظمة في رصد مدَى تحقيق العدالة في التمويل لصحي، وإحراز التقدُّم في توفير الحماية الاجتماعية الصحية.

وسَنَحَت الفرصة للدول الأعضاء، في مناسبتَيْن، لتبادل الخبرات حول إصلاح نُظُم التمويل الصحي، من أجل التحرُّك صَوْب تحقيق التغطية الصحية الشاملة. وتمثَّلت المناسبة الأولى في: حوار حول السياسات بين وزراء المالية والصحة حول "القيمة مقابل المال، والاستدامة، والمساءلة في القطاع الصحي"، والتي عُقِدَت للدول الأفريقية الأعضاء، في تونس بالتعاون مع بنك التنمية الأفريقي، وغيره من الوكالات الإنمائية؛ أما المناسبة الثانية فتمثلت في الجلسة الجانبية حول التمويل الصحي والتغطية الصحية الشاملة، والتي عُقِدَت على هامش الدورة التاسعة والخمسين للّجنة الإقليمية. وقد ساعدت هاتان المناسبتان في إشراك البلدان في المناقشات العالمية التي تدور حالياً حول تمويل الرعاية الصحية، ودوره الأساسي في تعزيز جدول أعمال التغطية الصحية الشاملة. وقد تلا هاتين المناسبتين عَقد ندوة رفيعة المستوى حول التمويل الصحي، في القاهرة في كانون الثاني/يناير 2013.

وكان الغرض من استخدام الأدوات التحليلية المختلفة للتمويل الصحي هو الوصول إلى النتائج التي يمكن استخدامها في مناقشات السياسات الوطنية الدائرة حول مستقبل التمويل الصحي في إطار السياقات المحلية المحددة. وعمل المكتب الإقليمي على تيسير مثل هذه الحوارات والمناقشات المركّزة، والتي دارت حول التمويل الصحي في ليبيا وعُمان وتونس، كما قدم الدعم التقني إلى بلدان أخرى. ويجري العمل على رسم صورة للوضع الراهن للتمويل الصحي، وتقييم أوضاع البلدان من حيث مرامي نُظُم التمويل الصحي، كما يتواصل إحراز التقدُّم في التحرُّك صَوْب تحقيق التغطية الصحية الشاملة، حيث يجتذب هذا المجال اهتمام طائفة من راسمي السياسات.

تعاني وزارات الصحة غالباً من قصور في قدراتها على صياغة السياسات والخطط المسنَدَة بالبيِّنات وتقييمها، كما أن قدراتها على تنظيم القطاع الصحي غالباً ما تكون غير كافية، بل وتتفاوت هذه القدرات بين البلدان. وينبغي في جميع البلدان تقريباً، تقوية إشراك القطاعات الأخرى الرئيسية إلى جانب القطاع الصحي، حيث يعتبر هذا الإشراك أمراً ضرورياً في إعداد وتنفيذ السياسات الصحية، بوصفها جزءاً لا يتجزّأ من الخطط الوطنية للتنمية. كما ينبغي وضع آليات فعّالة لتيسير العمل المتعدد القطاعات استناداً إلى الخبرة الدولية والدروس المستخلصة في هذا الشأن. ولم يتم بعد الاستفادة الكافية من الإسهام الذي يمكِن للقطاع الصحي الخاص تقديمه للصحة العمومية. وفي ذات الوقت، فإن هذا القطاعِ ليس منظَّماً تنظيماً كافياً لضمان الجودة، وتفادي الممارسات غير الملائمة. ويتبارى القطاعُ الخاص مع القطاع العام في تقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية في عدد من البلدان الواقعة في المجموعة الثانية والمجموعة الثالثة؛ غير أن دوره، بصفة عامة، غير محدد تحديداً جيداً، كما أن قدراته لايزال يكتنفها الغموض، ناهيك عن أن ممارساته تصعب مراقبتها. فعادةً ما يكون هناك نقص في المعلومات عن العديد من وظائفه، وعن مجموعة الخدمات التي يقدمها في مختلف البلدان، وعن العبء المالي الذي يتحمّله المستفيدون من هذه الخدمات. واستناداً إلى القرار ش م/ل إ59/ق3، تضمن برنامج عمل المكتب الإقليمي لعام 2013، التركيز على القطاع الخاص.

وفي ما يتعلق بتصريف الشؤون (الحوكَمَة)، فقد تم تنفيذ عدد من البعثات الاستشارية إلى البلدان. ففي باكستان، قدَّمَت إحدى البعثات المتعددة الشركاء عدداً من التوصيات إلى الحكومة، في أعقاب قرارها إلغاء وزارة الصحة، ونقل تبعية القطاع الصحي إلى المقاطعات. وفي المغرب، أجريَت مراجعة متعمِّقة للنظام الصحي في أعقاب التعديل الدستوري الأخير الذي يرسِّخ مبدأ الحق في الصحة كأحد حقوق الإنسان. وتضمَّنَت سلسلة من البعثات التي أرسِلَت إلى ليبيا إجراء مراجعة متعمقة للنظام الصحي، وتقييم مرافق الرعاية الصحية الأولية والمستشفيات.

وتركَّز العمل في مجال السياسات الصحية وتصريف الشؤون (الحوكَمَة) كذلك في أكثر من نصف بلدان الإقليم على بناء القدرات والدعم القُطري. وتم تحديث مرتَسَمات النُظُم الصحية لأربعة بلدان في الإقليم، كما أن مرتَسَمات أربعة بلدان أخرى هي الآن في طور النَشر.

نُظُم المعلومات الصحية

تتّسم نُظُم المعلومات الصحية بالضَعف، بصورة عامة، في العديد من البلدان، وهي بحاجة إلى التحسين ولاسيَّما من حيث جودة التقارير وتوقيتها، ناهيك عما يوجد من فجوات مهمّة في جميع بلدان الإقليم. فهناك تشتُّت في جمع البيانات، فضلاً عما تتّسم به تلك البيانات في معظم الأحيان من التكرار، كما أن المجالات الأساسية المتعلقة برَصْد الوضع الصحي والحصائل الصحية، وأداء النظام الصحي غالباً ما تكون غير موجودة، أو غير مدرجة بشكل مناسب في النظام الوطني للمعلومات الصحية. وبشكل أكثر تحديداً، هنالك فجوات كبيرة في التبليغ عن الوفيات المرتبطة بسبب معين، وفي السجلات الخاصة بالمرافق الصحية، وفي إجراء المسوحات الصحية المعتادة، وفي أنشطة تجميع البيانات سواء الروتينية أو غيرها، وفي مدى توافر المعلومات المصنّفة بحسب العمر أو نوع الجنس (الجندر) أو المكان، أو وفقاً للوضع الاجتماعي والاقتصادي؛ ويصاحب كل هذه الأمور نُدْرَة كبيرة في الموارد البشرية المدرَّبَة على التعامل مع الوبائيات ومع نُظُم المعلومات الصحية. وقد لوحظ كذلك تفاوتات مهمّة بين التقديرات الإقليمية والوطنية. وأثناء المناقشات الدائرة مع الدول الأعضاء، حظي التنسيق وتعزيز التعاون في مجال إعداد التقديرات والإبلاغ عنها بأولوية كبيرة، مما يعني أن هذه الأمور ستحظَى بالمزيد من الاهتمام في عام 2013.

ويُعتَبَر كذلك تعزيز القدرات في مجال المعلومات الصحية أمراً مهماً لاتخاذ القرار ولإعداد السياسات والخطط وتقييمها. وقد أكّدت اللجنة الإقليمية على ذلك بموجب القرار ش م /ل إ59 /ق 3. ولقد حظي نظام تسجيل الأحوال المدنية والإحصاءات الحيوية باهتمام خاص في عام 2012. فعملية تسجيل المواليد والوفيات بحاجة إلى تعزيز في معظم البلدان تقريباً. وتم إجراء تقييم سريع لنظم تسجيل الأحوال المدنية والإحصاءات الحيوية لوضع خط أساس للوضع الراهن، وتحديد الأولويات والفجوات التي تحتاج إلى تحسين. وكشفت النتائج عن أن نحو %40 من البلدان لديها إما نظم ضعيفة أو غير كافية، وأن %25 فقط من البلدان يتمتع بنظم كافية، بيد أن هذه النظم، بشكل عام، لا تخدم سوى %5.3 من سكان الإقليم. فالمستوى الكافي لنظام تسجيل الأحوال المدنية والإحصاءات الحيوية يعكس قدرته على إعداد بيانات مقبولة الجودة بما يغطي احتياجات صنع السياسات واتخاذ القرار بشكل كافٍ، وعلى رصد تأثير التدخلات والبرامج الإنمائية. وقد مهدت هذه النتائج الطريق لإجراء تقييم شامل بالتعاون مع الشركاء وأصحاب المصلحة المعنيين كخطوة أولى لإعداد خطط العمل الوطنية المعنية بنظم تسجيل الأحوال المدنية والإحصاءات الحيوية.

وعلى صعيد آخر، أطلَق المكتب الإقليمي مرصَداً صحياً إقليمياً، يمكن الدخول إليه مباشرة عن طريق الموقع الإقليمي على شبكة الإنترنت، وذلك لدعم نشر المعلومات الصحية والاستفادة منها. ويمثِّل هذا المرصَد الآن المصدر الرئيسي للمعلومات القُطرية ذات الصلة بالصحة، والذي يعتمد على أكثر من 40 قاعدة معلومات و800 مؤشِّر تم جمعها منذ عام 1990.

وستهدف أعمال المنظمة في عام 2013 إلى تطوير التوجيه التقني المتعلق بالعناصر الأساسية لنُظُم المعلومات الصحية، بما في ذلك الاتفاق بالإجماع على قائمة أساسية بالمؤشرات التي تغطي المخاطر والمحددات الصحية، والحصائل الصحية (الوفيات والمراضة) وأداء النظام الصحي.

تنمية القوَى العاملة الصحية

هناك حاجة، في معظَم البلدان، إلى تنمية قوَى عاملة صحية تتّسم بالتوازن، ويتوفَّر لديها الحافز، وموزَّعة توزيعاً جيداً، وتُدار بشكل جيد، وتتمتّع بمزيج من المهارات الملائمة. وتنخفض كثافة القوى العاملة الصحية بشكل عام في الإقليم، عن المتوسط العالمي البالغ أربعة عاملين صحيين مَهَرَة لكل 1000 نسمة. وهناك ثمانية بلدان مصنَّفة على أنها تواجه أزمة في الموارد البشرية الصحية (أفغانستان، وباكستان، وجيبوتي، والسودان، والصومال، والعراق، والمغرب، واليمن). ويرجع ذلك، في قسم كبير منه، إلى عدم كفاية التدابير عند الدخول إلى الخدمة، ولاسيَّما عدم إعداد قوَى عاملة من خلال الاستثمار في التعليم على نحو استراتيجي، وعن طريق ممارسات توظيف فعّالة وأخلاقية؛ ويمثل الأداء غير الملائم للقوَى العاملة بسبب عدم كفاية التعليم المستمر والتدريب تحدياً آخر، ناهيك عن سوء الممارسات الإدارية في القطاعين العام والخاص؛ كما أن سياسات استبقاء العاملين الصحيين وتنظيم هجرتهم وخروجهم من الخدمة غير متوافرة للحدّ من الفقدان المفرط للموارد البشرية، على الرغم من ضخامة هذه المشكلة.

وهنالك تحديات خطيرة تقف حائلاً أمام التأكد من إتاحة تعليم رفيع الجودة لمهنة التمريض في الإقليم، ولاسيَّما الاستثمار غير الكافي، والأولوية المتدنية المعطاة لتعليم التمريض؛ والافتقار إلى القدرات اللازمة في مدارس التمريض من حيث توافر المدربين والبنية الأساسية؛ والحاجة إلى المزيد من التحديث لمنهج التمريض من أجل رأب الفجوة بين تعليم مهنة التمريض وخدمات التمريض؛ ومحدودية القدرة المؤسسية على توفير البرامج التدريبية بَعْد الأساسية؛ والتأكيد بشكل غير كافٍ على برامج التنمية المهنية المستمرة.

وتم إنشاء مراصد خاصة بالموارد البشرية في كل من أفغانستان وفلسطين، لدعم تنمية القوى العاملة الصحية. كما دعم المكتب الإقليمي العديد من الأدوات الإقليمية لتعزيز القدرات في مجال الحوكمة والتخطيط في ما يتعلق بالقوى العاملة، ومن بينها الدليل الخاص باعتماد برامج المهن الصحية، وكذلك الأدوات التي تهدف إلى الوصول إلى الحدّ الأمثل من عبء العمل المسنَد للعاملين في المرافق الصحية، ووضع تقديرات للقوى العاملة الصحية المطلوبة.

وفي إطار المبادرات الرامية إلى تعزيز التدريب في مجال التمريض والقبالة، تم تقديم الدعم إلى العديد من البلدان لمساعدتها في إعداد استراتيجية وطنية في هذا المجال. وقد تَواصَلَ تقديم البرنامج التدريـبي على القيادة والإدارة الذي أعدَّه المجلس الدولي للممرّضات، بدعم من منظمة الصحة العالمية، وذلك في العديد من البلدان.

إن جميع البلدان تواجه الآن بعض الفجوات في تنمية القوى العاملة الصحية، ولاسيَّما في مجالات الإنتاج والتوزيع والتدريب والتعليم المستمر واستبقاء العاملين، وإن كان نوع الفجوة وحجمها يتفاوت بين البلدان. ولا مِراء في أن التعاطي مع هذه الفجوات، وإعداد استراتيجيات ممكنة التطبيق وفعّالة في هذه المجالات سيتطلب إجراء مراجعة متعمقة، وتحليل للخبرات الحالية سواء الإقليمية أو الدولية، وللدروس المستفادة. ومن ثمَّ تُعتَبَر تنمية القوى العاملة الصحية أحد المجالات التي تتطلب المزيد من الاهتمام في العامين القادمين.

تقديم الخدمات المتكاملة

يبذُل الكثير من البلدان جهوداً لإنشاء برامج فعّالة في ممارسات طب الأسرة، بوصفها الوسيلة الأساسية لتقديم الرعاية الصحية الأولية، وزيادة معدل تغطية السكان بخدمات الرعاية الصحية ووصولهم إليها. وتعتبر ممارسات طب الأسرة نموذجاً عاماً لتقديم الرعاية يُسهم في التقدُّم صوب التغطية الصحية الشاملة. وتتضمّن التحديات الموجودة في بلدان الإقليم النقص في أعداد أطباء الأسرة والممرضات وغيرهم من الممارسين المدرَّبين تدريباً مناسباً في هذا المجال، وسوء توزيع القوى العاملة الصحية، والمشاركة غير الكافية للمستشفيات في تقديم الدعم والمساندة اللازمَيْن في هذا الشأن.

وهنالك حاجة إلى مراجعة التجارب الدولية والإقليمية والدروس المستفادة بالاعتماد على نماذج عملية لطب الأسرة، وإعداد التوجيهات المتعلقة بالاستراتيجيات الممكنة التطبيق لتعزيز ممارسات طب الأسرة في الإقليم. ومن المتوقع أن تحظى هذه المجالات بالاهتمام في الفترة القادمة.

سلامة المرضى والعنصر الخاص بتعزيز النظام الصحي في المبادرات الصحية العالمية

تَوَاصل الدعم لبرامج سلامة المرضى مع التوسع في مبادرة المستشفيات المراعية لسلامة المرضى في المزيد من البلدان. وتمت ترجمة دليل تقييم سلامة المرضى إلى اللغة العربية، وشارفت الطبعة الثانية من هذا الدليل على الانتهاء. وتم إطلاق دليل المنهج التعليمي لسلامة المرضى والموجه لعدة مهن والذي أعدّته المنظمة. وشرَعَ العديد من كليات الطب في إدماج هذا الدليل في المنهج التدريـبي. والعمل جارٍ لإعداد مجموعة أدوات لتحسين سلامة المرضى، حيث تتضمّن هذه المجموعة الخطوات العملية والإجراءات اللازمة لإنشاء برنامج شامل للارتقاء بسلامة المرضى

وتشكِّل العوائق التي تقف في وجه النظام بكامله، وترتبط بإتاحة خدمات الرعاية الصحية وتوافرها ويُسر تكلفتها تحدياً كبيراً أمام تنفيذ برامج الصحة العمومية، مما يؤثِّر على تقديم الخدمات ويحدّ من أداء البرامج. ويقف كذلك ضَعف أداء النُظُم الصحية كحجرة عثرة. أما في مجال إدارة النُظُم الصحية، فقد أجريَت دراسة حول اللامركزية في 10 بلدان، كما أجريَت دراسة أخرى حول إدارة المستشفيات وتقييم الأداء في 12 بلداً، وتم إطلاع البلدان على نتائج هذه الدراسات.

وعلى جانب آخر، استفادت عدة بلدان من العنصر الخاص بتعزيز النُظُم الصحية في المبادرات الصحية العالمية (مثل التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع، والصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، والشراكة الصحية الدولية المعزَّزة (+IHP). وقد وَصَل إجمالي المبالغ التي قدَّمها التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع على مدَى خمس سنوات من أجل تعزيز النُظُم الصحية، إلى 160 مليون دولار أمريكي، أما المبالغ التي قدَّمها الصندوق العالمي فقد بَلَغَت 120 مليوناً. ويتم، في غالبية البلدان، ضخ هذه المبالغ بشكل كبير من خلال الحكومات الوطنية، مع تقديم المنظمة لدعمها التقني لإعداد مقترحات لجولات تمويل جديدة، ولمراقبة تنفيذ البرامج وبناء القدرات. وقد أظهَرَت البلدان التي استخدَمَت هذه الأموال، على نحو صحيح، تقدُّماً جيداً صَوب تعزيز النُظُم الصحية. غير أن هنالك تبايُناً في الأداء بين البلدان، وأحياناً تستهلك الإجراءات الحكومية المطوَّلة هذه الأموال. وقد وقَّع أيضاً ثلاثة من البلدان على الاتفاقية الخاصة بالشراكة الصحية الدولية المعزَّزة، ولا يمثِّل ذلك مبادرة للتمويل بقدر ما هو تشجيع للبلدان والشركاء للاتفاق على خطة صحية وطنية واحدة. وهناك تبايُن في مدى الالتزام الذي تبديه البلدان في ما يخُص الشراكة الصحية الدولية.

يواجه الكثير من بلدان الإقليم أوضاع طوارئ معقَّدَة، وأغلب النُظُم الصحية غير مستعد استعداداً جيداً للتصدِّي لهذه الأوضاع، كما أن هذه النُظُم لا تتّسم بالمرونة اللازمة للتكيف مع حالات الطوارئ الممتدّة. ومن ثمّ فإن هذه البلدان بحاجة إلى الدعم لتعزيز التعاون، والتنسيق والتخطيط، والتواصل والقدرة على تبادل المعلومات.

الأدوية والتكنولوجيات الأساسية

إن التكنولوجيات الأساسية (الأدوية، واللقاحات، والأجهزة البيولوجية والطبية) غير متاحة بالشكل الكافي في معظم البلدان الواقعة في المجموعة الثانية والمجموعة الثالثة، كما أن الاستخدام غير الرشيد لها من الأمور الشائعة. وعلى الرغم من وجود سلطات تنظيمية وطنية في كل بلدان الإقليم تقريباً، فإن هناك حاجة إلى تحسين الأداء في هذا الخصوص. وينصَبُّ تركيز غالبية هذه السلطات على تنظيم الأدوية وليس على تنظيم المنتجات البيولوجية، والأجهزة الطبية، والتكنولوجيات السريرية (الإكلينيكية)، بما في ذلك المختبرات. فإدارة الجودة، والرقابة على القطاع الخاص، وحماية السلع العمومية من المصالح التجارية تتسم بالضعف وتحتاج إلى المزيد من الاهتمام بها.

وفي مجال التكنولوجيات الأساسية، تم إعداد ستة مرتسمات دوائية قُطرية، وتم تحديث وثائق السياسات الدوائية الوطنية لبلَدَيْن، كما انضم خمسة بلدان أخرى إلى برنامج الحوكمة الجيدة للأدوية. وتم إعداد تقارير وطنية لتقييم الشفافية حول المجالات المعرَّضة للفساد في القطاع الدوائي، وذلك في ثلاثة بلدان، كما قُدِّم الدعم لأكثر من عشر سلطات تنظيمية وطنية في مجال التفتيش على الممارسات الجيدة للتصنيع الدوائي.

وفي غضون ذلك، تم دعم بناء القدرات من أجل تعزيز التنسيق بين راسمي السياسات والقائمين على التنظيم بشأن الاستخدام الصحيح للقاحات، وتقييم اللقاحات مثل اللقاح الثلاثي للخناق والكزاز والشاهوق DTP واللقاح الثلاثي المركَّب DTP combo، فضلاً عن نُظُم مراقبة مأمونية اللقاحات. وتلقَّى كل من أفغانستان، والسودان، واليمن، دعماً من أجل تحسين نظام التيقُّظ الصيدلاني فيها.

أما في مجال التكنولوجيا الصحية والأجهزة الطبية، فقد كانت هناك بعثات لتقييم البنيَة الأساسية للتكنولوجيا الصحية وإدارتها في العديد من البلدان. وقد تم بالتعاون مع المقرّ الرئيسي للمنظمة، إطلاق الموجة الثانية من المسح العالمي للأجهزة الطبية. وشارك أكثر من %70 من الدول الأعضاء في هذه الجولة، وذلك مقارنةً بمشاركة %40 منها في الجولة الأولى. وأوضَحَت النتائج أن %5 فقط من الدول الأعضاء هي التي وضَعَت سياسات وأنشأت وحدات تنسيق للأجهزة الطبية، وأن %29 من الدول الأعضاء لديها لوائح وأنظمة للجَرد، في حين أعدَّ %16 من الدول الأعضاء دلائل إرشادية وطنية للمشتريات والصيانة. وسيتم في عام 2013 تنظيم مشاورة بلدانية في هذا المجال من مجالات العمل.

1  بلدان المجموعة الأولى: الإمارات العربية المتحدة، والبحرين، وعُمان، وقطر، والكويت، والمملكة العربية السعودية، أما المجموعة الثانية فتضم: الأردن، تونس، وجمهورية إيران الإسلامية، والجمهورية العربية السورية، والعراق، وفلسطين، ولبنان، وليبيا، ومصر، والمغرب، أما بلدان المجموعة الثالثة فهي: أفغانستان، وباكستان، والجمهورية اليمنية، وجنوب السودان، وجيبوتي، والسودان، والصومال

 
تقوية النُظُم الصحية لتحقيق التغطية الصحية الشاملة PDF طباعة

التغطية الصحية الشاملة

انصَب تركيز منظمة الصحة العالمية، في عام 2014، على تقديم الدعم التقني للدول الأعضاء، من أجل تنفيذ التزاماتها وفقاً لما ورد في قرارَي اللجنة الإقليمية، ش م/ل إ 59/ق-3 (2012) و ش م/ل إ 60/ق-2 (2013). وكان إطار العمل بشأن التقدُّم صَوْب تحقيق التغطية الصحية الشاملة، والربط بين مختلف الالتزامات، قد حظي بدعم اللجنة الإقليمية، وذلك في دورتها الحادية والستين، التي عُقِدَت في تشرين الأول/أكتوبر 2014.

التمويل الصحي

يُعَدُّ وجود استراتيجيات للتمويل الصحي تستند إلى البيِّنات ومحددة السياق، أمراً ضرورياً، بل ولازماً لمتابعة تحقيق هدف التغطية الصحية الشاملة. ويؤدِّي نقص المعلومات المتعلقة بالترتيبات المؤسسية والتنظيمية لنُظُم التمويل الصحي، وتدفق الأموال في العديد من بلدان الإقليم، إلى عرقلة الجهود في مجال وضع استراتيجيات للتمويل الصحي مُسنَدَة بالبيِّنات. وعلاوة على ذلك، فإن الخبرات الوطنية المحدودة في مجال التمويل الصحي بوجه عام، وتلك الخاصة بترتيبات محددة في مجال التمويل الصحي، مثل التمويل الصحي الاجتماعي، على وجه الخصوص، تُعَدُّ أمراً بالغ الأهمية من أجل المضيّ قُدُماً في هذا المجال.

وقد شمل الدعم الذي قدَّمته المنظمة في مجال وضع استراتيجيات التمويل الصحي، بناء القدرات الوطنية في مجال إنتاج المعلومات الكمِّية من خلال اتباع الحسابات الصحية الوطنية، والمعلومات النوعية من خلال اعتماد أداة التقييم التنظيمي لتحسين التمويل الصحي. وقد تحوَّل محور الدعم التقني من الدعوة إلى التمويل الصحي إلى تنمية المهارات في بعض المجالات مثل إنشاء برامج التأمين الصحي الاجتماعي، والشراء الاستراتيجي، والتعدد القطاعي، والتغطية الصحية الشاملة، وذلك من خلال عقد المشاورات الإقليمية وإعداد وثائق السياسات في هذا المجال. وتجرى تنمية القدرات لدى مجموعة من الخبراء والباحثين في مجالات قياس الحماية من المخاطر المالية، وذلك في إطار رصد التقدُّم المحرَز في ما يتعلق بتحقيق التغطية الصحية الشاملة، وإجراء دراسات التقييم الاقتصادي.

وعلى مستوى البلدان، قدَّم المكتب الإقليمي الدعم التقني للعديد من البلدان لصياغة رؤية واستراتيجية وخارطة طريق وطنية من أجل المضيّ قُدُماً صَوْب تحقيق التغطية الصحية الشاملة. وقد سبق ذلك إجراء العديد من الدراسات التشخيصية في ما يتعلق بالوظائف المختلفة للتمويل الصحي.

وسيتواصَل التركيز في العمل، خلال 2015، على التدخُّلات الرئيسية للعمل على تحقيق التغطية الصحية الشاملة، بما في ذلك وضع رؤية، واستراتيجية وخارطة طريق وطنية لتحقيق التغطية الصحية الشاملة، تكون مدرجة إدراجاً كاملاً في إطار السياسات الوطنية، وتوسيع نطاق التغطية بأنظمة التأمين الصحي الاجتماعي، ومدّ نطاق الحماية المالية ليشمل الشرائح السكانية العاملة في القطاع غير الرسمي والشرائح السكانية المعرَّضة للمخاطر، والحدّ من إنفاق الأشخاص المباشر من أموالهم الخاصة.

الحَوْكَمَة في مجال الصحة وحقوق الإنسان

تمثل السياسات والاستراتيجيات والخطط المستنيرة بالبيِّنات حجر الزاوية بالنسبة إلى التقدُّم صَوْب تحقيق التغطية الصحية الشاملة. ولا تمتلك وزارات الصحة في معظم البلدان القدرات المناسبة التي تمكِّنها من صياغة سياسات وخطط استراتيجية مستنيرة بالبيِّنات. كما أن قدرتها محدودة أيضاً في الحصول على معلومات رفيعة الجودة، واستخدامها للاسترشاد بها في إعداد السياسات والاستراتيجيات الخاصة بها. وعدم الاستقرار السياسي الحالي والأزمات الاجتماعية التي تشهدها مناطق عديدة في هذا الإقليم، إضافة إلى محدودية التنسيق والمواءمة بين شركاء التنمية لدعم خطة صحية وطنية واحدة، بعضاً من التحدّيات الإضافية التي يواجهها العديد من بلدان المجموعتين الثانية والثالثة(1).

وعلى صعيد آخر، وفَّرت الجهود المتواصلة لتقييم أوضاع التخطيط الصحي الوطني صورة أفضل لمواضع القوة ومَواطن الضعف بشكل عام، والتحدّيات التي تواجه السياسات الصحية والتخطيط الصحي في وزارات الصحة. وفي إطار الجهود المبذولة لبناء القدرات في المكاتب القُطرية للمنظمة، من أجل دعم البلدان في عمليات صياغة السياسات الصحية الوطنية والتخطيط الصحي، حضر كبار الموظفين في المنظمة حلقات عمل حول التخطيط الصحي الاستراتيجي، عُقِدت بالتعاون مع كلية نوفيلد للصحة العمومية، ومركز التنمية الدولية التابع لجامعة ليدز، بالمملكة المتحدة. ومن المقرر بناء القدرات الوطنية في مجال التخطيط الصحي الاستراتيجي، وتنظيم القطاع الصحي، وكذلك مراجعة أوضاع التنسيق بين شركاء التنمية، وفاعلية المساعدات الخارجية، وذلك في عدد من البلدان.

ويواجه الإقليم تحدّيات طويلة الأمَد في ما يتعلق بالمساواة بين الجنسين، والإنصاف، ومراعاة حقوق الإنسان في مجال الصحة. ومن بين العوامل المهمة المؤدّية إلى ذلك، الصراعات الممتدة، ومعدّلات الفقر المتنامية، والمستويات المتفاوتة في الأجور وعدم المساواة، ووجود الفئات المعرَّضة للمخاطر والمهمَّشة. ولا يزال هناك نقص في البيانات المصنَّفة وتقييم درجة التأثُّر بالمخاطر، التي يُستهدى بها في رسم سياسات الصحة العمومية، ويُسترشَد بها في الإجراءات التي تُتخذ من خلال "منظور حقوق الإنسان".

وقد ساعدَت مراجعة البيِّنات والثغرات القائمة، والدعوة المتواصلة في هذا المجال، على تعزيز إدماج المساواة بين الجنسين ومراعاة حقوق الإنسان في جميع أعمال المنظمة. وتم إعداد دورة تدريبية عن الصحة وحقوق الإنسان، وتم تجريبها في مصر، وذلك بالتعاون مع الجامعة الأمريكية في القاهرة. كما تم إجراء تقييم خارجي لهذه الدورة، ويجرى حالياً تقديمها في باكستان، كما تم تقديمها في بلدان أخرى خلال عام 2015.

وهناك حاجة إلى تحديث القوانين والتشريعات الخاصة بالصحة العمومية، فضلاً عن الحاجة إلى تعزيز قدرات وزارات الصحة في مجالات إعداد وتنفيذ ورَصْد التشريعات. وتم الانتهاء من مراجعة الأوضاع والقدرات الخاصة بتنظيم القطاع الصحي الخاص، وذلك في أربعة بلدان. ويجرى، بالتعاون مع المقرّ الرئيسي للمنظمة، إعداد دليل خاص بذلك. وعلى جانب آخر، تم، بالتعاون مع معهد أونيل التابع لجامعة واشنطن، إعداد لوحة متابعة تلخِّص البيِّنات العالمية ذات الصلة بقوانين الصحة العمومية في مجال الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها، والتي سيتم تقديمها إلى البلدان كدليل إرشادي لاستحداث تدخُّلات تنظيمية لعلاج الأمراض غير السارية.

وسيتم التركيز، خلال 2015، على بناء قدرات وزارات الصحة في مجالات التخطيط الاستراتيجي، وذلك من خلال تدريب الموظفين الوطنيين، ومن خلال تقديم التوجيهات يسيرة الاستخدام، من أجل وضع خطط استراتيجية فعَّالة. وسوف يُولى الاهتمام اللازم لبناء القدرات في مجال سَنْ التشريعات الصحية، وإعداد اللوائح والأنظمة، ووضع المعايير وإنفاذها، مع التركيز على القطاع الخاص. وسيتم إجراء تقييم لمدى فعالية المساعدات الخارجية، وحالة تدفق المعونات في البلدان، ولاسيَّما تلك التي تواجه أوضاع النزاعات.

واستجابة لطلب الدول الأعضاء، أطلقت المنظمة، في عام 2013، مبادرة إقليمية لتقييم قدرات الصحة العمومية في البلدان، وذلك من خلال تحديد الوظائف الأساسية للصحة العمومية ذات الصلة بالسياق الخاص بالإقليم. وأجرَت المنظمة، في عام 2014، تقييماً لبلدين اثنين هما قطر والمغرب، بدعم من المنظمة ومن فريق من الخبراء الدوليين في مجال الصحة العمومية. ومن خلال هذا التقييم، سيكون بمقدور البلدان، بقيادة وزارات الصحة فيها، التعرُّف على مواضع القوة في نظمها الصحية العمومية، وكذلك المجالات التي تتطلب تعزيزا. وقامت المنظمة، في أيار/مايو 2015، بتنظيم اجتماع ضَمّ مجموعة صغيرة من الخبراء الدوليين في مجال الصحة العمومية، إلى جانب ممثلين من البلدَيْن اللذَيْن أجريا التقييم، وذلك لمناقشة هذه التجربة ومراجعة أداة التقييم، وصقل عملية التقييم ومتابعتها. وتجرى حالياً عملية تنقيح لأدوات التقييم لجعلها يسيرة الاستخدام، وسيعقب ذلك طرح هذه المبادرة على بلدان أخرى.

تنمية القوى العاملة الصحية

لا يزال وضع القوى العاملة الصحية يعكس الاتجاهات العالمية في ما يختص بالنقص العددي، والتوزيع غير العادل، والاحتفاظ بالعاملين، والأداء. فالكثافة العددية للقوى العاملة الصحية عموماً تقع دون المستوى الأمثل، كما أن سوء التوزيع، والاحتفاظ بالعاملين، وهجرتهم، والاعتماد الزائد على القوى العاملة الصحية الأجنبية، تمثِّل تحدّيات مفزعة تعرقل خطوات التقدُّم صَوْب تحقيق التغطية الصحية الشاملة في العديد من البلدان. ويمثل غياب القدرات المؤسسية للتخطيط في مجال القوى العاملة الصحية الوطنية عقبة أخرى، إلى جانب عدم كفاية مصادر المعلومات.

وعلى حين تبدو الثغرات في مجال تنمية القوى العاملة الصحية واضحة جليَّة، فإن الحلول لمعالجة هذه الثغرات لا تكون دائما على نفس القدر من الوضوح. وسعياً إلى مجابهة هذا التحدّي، فقد تم وضع إطار عمل استراتيجي إقليمي للقوى العاملة الصحية، وذلك في أعقاب استعراض نقدي أجراه فريق من الخبراء الدوليين واجتماع تشاوري إقليمي وذلك بهدف المساعدة على دفع جدول أعمال القوى العاملة الصحية قُدُماً. وسيكون إطار العمل هذا متّسقاً مع الاستراتيجية العالمية للقوى العاملة الصحية التي يعكف على إعدادها حالياً المقرّ الرئيسي للمنظمة والتحالف العالمي للعاملين في مجال الصحة.

وأُعيد النظر في مجال التعليم الطبي، بعد توقُّف دام ما يقارب عقدين من الزمن، وأُجري مسح شامل عبر شبكة الإنترنت استهدف ما يربو على 300 كلية من كليات الطب. وقد أكّد المسح، ضمن جملة أمور، على ضرورة التحرُّك صَوْب خصخصة التعليم الطبي، كما أظهر عدم الكفاية من حيث التنظيم، وغياب نُظُم الاعتماد، ووجود مقررات دراسية تعتمد على الـمُعلِّم، واستخدام طرق تقييم تقليدية لا ترتبط بحصائل التعلم والكفاءات. وقد عُرضت هذه النتائج في اجتماع ضَم قيادات إقليمية ودولية في مجال التعليم الطبي. وتم وضع خارطة طريق لتوجيه كليات الطب لأن تصبح أكثر قابلية للمساءلة الاجتماعية، ولأن تكون موجَّهة لخدمة المجتمع ومعتمدة، وذلك دعماً لمسعى التغطية الصحية الشاملة. وستقوم اللجنة الإقليمية، في دورتها الثانية والستين، بمناقشة موضوع التعليم الطبي، حيث يُنتظر، في أعقاب ذلك، أن تقوم البلدان بتكييف إطار العمل الإقليمي بما يتلاءم والأولويات الوطنية في هذا المجال.

ويجرى حالياً إعداد الخطط لتنفيذ مراجعة شاملة لأوضاع التمريض والقبالة في بلدان الإقليم. ويتمثّل الغرض من هذه المراجعة في تقديم توجهات استراتيجية واضحة ترتكز على إجراءات عملية وفعَّالة وتستند إلى البيِّنات والبراهين، وتسترشد بمعلومات موثوقة وممارسات جيدة.

وتم تقديم الدعم التقني للمنظمة العربية للتنمية الإدارية، التابعة لجامعة الدول العربية، وذلك من خلال المؤتمر حول هجرة القوى العاملة الصحية. وشارك المكتب الإقليمي في الاجتماع السنوي التاسع للجمعية الدولية للمعاهد الوطنية للصحة العمومية، الذي عُقِد لأول مرة في إقليم شرق المتوسط، وعُقِد على هامشه اجتماع للمعاهد الإقليمية للصحة العمومية، وذلك للتشجيع على إقامة الشبكات وإعداد البرامج التعاونية لتعزيز الصحة العمومية في هذا الإقليم.

وواصَل برنامج البعثات الدراسية دعم البلدان في بناء القدرات الوطنية في المجالات الخمسة ذات الأولوية في الإقليم، حيث استفاد 74 مبعوثا من جميع أنحاء الإقليم من هذا البرنامج. وكان انخراط هذا البرنامج وثيقاً في تنظيم برنامج القيادة من أجل الصحة، وذلك بالتعاون مع كلية الصحة العمومية بجامعة هارفارد. وكان قد تم إطلاق هذا البرنامج مطلع عام 2015، بهدف تنمية مهارات قادة المستقبل في مجال الصحة العمومية بما يمكِّنهم من القيام، بصورة استباقية، بالتصدِّي للمشكلات الصحية الوطنية والمحلية التي تؤثِّر تأثيراً مباشراً على صحة السكان، والقيام بأدوار فعّالة في مجال الصحة العمومية على الصعيد العالمي. وقد قُدِّم هذا البرنامج على جزءين في كل من جنيف ومسقط، وأثنى المشاركون والميسرون على كِلا العنصرين. واستناداً إلى النجاح الأولي الذي أحرزه البرنامج، والطلب الكبير عليه، فسوف تبدأ الدورة الثانية منه في تشرين الثاني/نوفمبر 2015.

وسوف يُولى اهتمام خاص في عام 2015، إيلاء اهتمام خاص لمساعدة البلدان على وضع استراتيجيات وخطط عمل وطنية خاصة بالقوى العاملة الصحية، وتنفيذ الاستراتيجيات الرامية إلى تقوية التعليم الطبي والتمريض والقبالة. وسوف تتضمَّن المبادرات الجديدة تقييم أنشطة التنمية المهنية المستمرة للأطباء، وتحسين تقارير الإبلاغ الواردة من البلدان حول تنفيذ مدونة منظمة الصحة العالمية لقواعد الممارسة بشأن توظيف العاملين الصحيين على المستوى الدولي.

الأدوية والتكنولوجيات الأساسية

أبرزَت المرتسمات القُطرية للقطاعات الدوائية، التي أعدَّت في عام 2014، وجود ثغرات في مجالات أساسية ذات صلة بالسلطات المعنية بتنظيم الأدوية، بما يشمل الهيكل التنظيمي والقدرات التقنية؛ والسياسات الدوائية الوطنية؛ والشفافية والمساءلة في مجال تنظيم وتوريد المنتجات الطبية؛ وآليات احتواء مقاومة مضادات الميكروبات؛ والترويج للمنتجات الطبية والإعلان عنها؛ وإتاحة الأدوية الخاضعة للمراقبة، بما في ذلك الأدوية المستخدمة في التدبير العلاجي للآلام.

ونوقشَت أساليب تقوية القدرات التنظيمية الخاصة بالأدوية والأجهزة الطبية، وذلك خلال مؤتمر سلطات تنظيم الدواء في إقليم شرق المتوسط، الذي عُقِد في أيار/مايو 2014. وكان قد أجري، قُبَيل انعقاد هذا المؤتمر، مسح على 17 من السلطات التنظيمية الوطنية، والذي أظهر أن لدى غالبية هذه السلطات (80%) مهاماً تنظيمية أساسية قائمة، وأنها جميعاً مسؤولة عن تسجيل المنتجات الطبية، وأن 40% فقط من السلطات التنظيمية الوطنية يَقوم بتسجيل الأدوية الخاضعة لاختبار المنظمة المسبَق للصلاحية، عبر المسار السريع، بينما يقوم نحو 80% من هذه السلطات بتسجيل اللقاحات عبر هذا المسار السريع.

وشهد العمل في مجال الإدارة (الحَوْكَمَة) الرشيدة للأدوية تقدماً في 16 بلدا من بلدان الإقليم. وكان قد تم التركيز، في أحد الاجتماعات الإقليمية على إدارة تضارُب المصالح باعتبارها قضية ذات أولوية في سياسات الحَوْكَمَة. ويُعَدُّ برنامج الإدارة الرشيدة للأدوية في هذا الإقليم، البرنامج الأكثر تطوراً بين جميع أقاليم المنظمة، في ظل وجود 6 بلدان في المرحلة الأولى من هذا البرنامج، و7 بلدان في المرحلة الثانية، وثلاثة بلدان في المرحلة الثالثة منه. وقد أظهرَت المرتسمات المحدَّثة للقطاع الدوائي في جميع البلدان أن فُرَص الحصول على الأدوية الخاضعة للمراقبة لعلاج الآلام والاضطرابات النفسية، ما تزال محدودة جداً، الأمر الذي يجعل المرضى يعانون، بينما لا ينبغي لهم أن يعانوا من ذلك. وتَقدَّم العمل كذلك في مجال تقييم وتنظيم وإدارة التكنولوجيا الصحية، في ظل إنشاء الشبكة الإقليمية لتقييم التكنولوجيا الطبية في إقليم شرق المتوسط، من أجل تَشَاطُر المعلومات وتبادُل المعارف في هذا المجال. وجاء ذلك كمحصِّلة للاجتماع البلداني الثاني بشأن تنمية القدرات الوطنية لتقييم التكنولوجيا الصحية. وأجري مسح إقليمي من أجل رسم خارطة لموارد تقييم التكنولوجيا الصحية. وقد أظهر هذا المسح، الذي استهدف المسؤولين والرواد في مجال التكنولوجيا الصحية في 15 بلداً، أن 52% من الكيانات الإقليمية تجري أنشطة شبيهة بالتقييم، والتي تتعلق بشكل أساسي بقياس مدى الفعالية السريرية والتقييم الاقتصادي للأجهزة الطبية والأدوية. وأوضح المسح كذلك أن هناك حاجة إلى إعادة تنظيم و/أو البدء في القيام بأنشطة تقييم في هذا الإقليم لتهيئة المجال لاستثمارات رشيدة في تكنولوجيات صحية تكون متاحة لغالبية السكان.

وقامت المنظمة، في عام 2014، بإجراء الاختبار المسبق للصلاحية لأول منتَجين طبيين لشركة مستحضرات صيدلانية محلية في مصر، وكذلك لأول مختبر لمراقبة جودة الأدوية في القطاع الخاص في باكستان. وهناك مختبرات وطنية لمراقبة جودة الأدوية في بلدين آخرين أوشكت على اجتياز الاختبار المسبق للصلاحية الذي تجريه المنظمة.

وسيتم التركيز، في عام 2015، على تنفيذ قرارات جمعية الصحة العالمية بشأن تقوية النُظُم التنظيمية للمنتجات الطبية، بما يشمل تعزيز أنشطة التيقُّظ الدوائي. كما سيتم تعزيز أنشطة الإبلاغ عن المنتجات الطبية المزيّفة. وسيتم أيضاً تقديم الدعم لوضع خطط العمل الوطنية لتعزيز ترصُّد مقاومة مضادات الميكروبات، واستعمال الأدوية المضادة للميكروبات على نحو مسؤول، وذلك تماشياً مع خطة العمل العالمية بشأن مقاومة مضادات الميكروبات.

تقديم الخدمات المتكاملة

على الرغم من التزام معظم البلدان في الإقليم بتعزيز طب الأسرة، يتَّسِم تنفيذ هذا الالتزام بالتفاوت وعدم الاتساق. فقد أظهر تقييم أُجري لوضع طب الأسرة، وجود فجوات كبيرة من حيث الالتزام السياسي، وتسجيل المرضى، وحِزَم الخدمات الصحية الأساسية، وقوائم الأدوية الأساسية، ونُظُم الإحالة، والموظفين. ومن بين التحدّيات الكبيرة الأخرى في هذا المجال، النقص الحاصل في أعداد الأطباء المدرَّبين على ممارسة طب الأسرة، وعدم قدرة برامج التدريب الحالية على تلبية القدر الهائل من الاحتياجات المطلوبة في هذا المضمار.

ويشكِّل غياب الرعاية الرفيعة الجودة على مستوى الرعاية الصحية الأولية، والتوسُّع غير المنظَّم للقطاع الصحي الخاص في معظم بلدان المجموعتين الثانية والثالثة، تحدّيات إضافية. وتَستهلك مستشفيات القطاع العام نسبة كبيرة من ميزانيات الصحة، وهي لا تلبِّي معايير الجودة والسلامة في كثير من البلدان، كما أنها تعتمد بشكل متزايد في بلدان أخرى على الرسوم التي يسددها متلقّو الخدمة. والمستشفيات عموماً، ليست مندمجة بشكل متكامل ضِمن النظام الصحي، ولا توفِّر الدعم في ما يتعلق بالإحالة.

ويحظى طب الأسرة بالتشجيع باعتباره النهج الرئيسي لتوفير الخدمات المتكاملة التي تركِّز على الناس. وقد تم، في اجتماع تشاوري إقليمي عُقِد بالتعاون مع المنظمة العالمية لأطباء الأسرة، عرض تحليل للأوضاع الحالية لبرامج طب الأسرة، والتدريب الخاص بأطباء الأسرة. وأظهر تحليل للموقف، أجري في عام 2014، أن معظم البلدان قد وضع حزمة أساسية من الخدمات، وهي تطبَّق بالفعل في عدد يزيد قليلا عن نصف عدد البلدان، وأن نظاماً لتسجيل المرضى، وملفات للأفراد/الأسر يُعمل به في نصف عدد البلدان، كما أن نظام الإحالة يعمَل بشكل جزئي أو كلي في خمسة بلدان. ومع ذلك، فإن ما يربو على 90% من الأطباء العاملين في مرافق الرعاية الأولية غير مدرَّبين في مجال طب الأسرة. وهناك أقسام خاصة بطب الأسرة متوافرة في 13 بلداً، ويبلغ عدد أطباء الأسرة المتخرجين منها سنوياً 700 طبيباً، يأتي معظمهم من بلدان المجموعة الأولى.

وتم وضع خارطة طريق لتعزيز تقديم الخدمات من خلال نهج طب الأسرة، وهي تتسق مع إطار العمل المعدّ من أجل التقدُّم نحو تحقيق التغطية الصحية الشاملة. وستتواصل الدعوة، خلال 2015، للعمل على توسيع نطاق نهج طب الأسرة باعتباره النهج الرئيسي لتوفير الخدمات المتكاملة التي تركِّز على الناس. وسيكون تبادل البيِّنات حول كيفية التوسُّع في تخريج لأطباء الأسرة على الأمدَيْن القريب والمتوسط، من بين المهام الأساسية في هذا المجال.

وقد أُجريَت دراسات عديدة أيضاً من أجل الحصول على فهم أفضل للقطاع الصحي الخاص، بما في ذلك تقييم جودة وتكلفة الرعاية في القطاع الصحي الخاص، وذلك في ستة بلدان، ولأوضاع تنظيم القطاع الخاص في أربعة بلدان، علاوة على استعراض الدروس المستفادة من الشراكة بين القطاعين العام والخاص. وعُرضَت نتائج هذه الدراسات في أحد الاجتماعات التشاورية الإقليمية، الأمر الذي أفضى إلى تحديد عدد من الأولويات في ما يتعلق بالعمل مع القطاع الخاص.

وعُقِد اجتماع تشاوري إقليمي حول جودة وسلامة الرعاية في بلدان الإقليم، تم تنظيمه بالتعاون مع المركز السعودي لاعتماد المنشآت الصحية. وتم تحديث دليل تقييم سلامة المرضى، الذي نُشِر في عام 2011، واختباره ميدانيا في بلدين، كما تم إعداد مجموعة أدوات لسلامة المرضى. ويجرى حالياً تجريب إطار عمل لتقييم وتحسين الجودة على مستوى الرعاية الصحية الأولية. وسيتم تكثيف أنشطة بناء القدرات في مجالات سلامة المرضى، والجودة، والتقييم، والتنظيم، والشراكة مع القطاع الصحي الخاص، والرعاية في المستشفيات وإدارتها.

وتُعَدُّ الرعاية في المستشفيات وإدارتها واحدة من مجالات العمل الجديدة التي تلقى اهتماما متزايداً. وينصب التركيز على إجراء تحليل شامل لأوضاع مستشفيات القطاع العام في الإقليم. وتم تقديم برنامج تعليمي في مجال إدارة المستشفيات، عُقِد بالتعاون مع جامعة أغاخان في كراتشي، وذلك للبلدان التي تشهد نزاعات. ويجرى حالياً تحديث لهذه الدورة تمهيداً لنشرها في الإقليم.

وتم تقديم الدعم التقني كذلك للبلدان المؤهَّلة لتقديم طلبات جديدة لتلقِّي الدعم من التحالف الدولي للقاحات والتمنيع. وتبلغ قيمة دعم التحالف لتقوية النُظُم الصحية 85 مليون دولار أمريكي. وعُقدَت، بالتزامن مع ذلك، حلقات عمل لتنمية قدرات النظام الصحي، بغرض بناء قدرات مديري البرامج في هذه البلدان.

نُظُم المعلومات الصحية

كان هناك عمل مكثَّف لمراجعة نُظُم المعلومات الصحية في الإقليم والذي تم من خلال اجتماعات تشاورية لخبراء في هذا المجال، واجتماعات بلدانية، وتقييمات سريعة وشاملة، حيث تم تحديد الثغرات والتعرُّف على التحدّيات، ومن ثَمَّ تطوير نَهج لتقوية نُظُم المعلومات الصحية الوطنية. ومن شأن إطار نُظُم المعلومات الصحية الذي أفضت إليه تلك المراجعة، والمؤشرات الأساسية التي أقرَّتها اللجنة الإقليمية (القرار ش م/ ل إ 61 / ق-1)، أن يقدِّم توجيهات واضحة للبلدان في هذا الشأن. ويغطي الإطار الإقليمي لنُظُم المعلومات الصحية ومؤشراته الأساسية مجالات ثلاثة هي: المخاطر والمحددات الصحية، والوضع الصحي، وأداء النُظُم الصحية.

وكان للتركيز على تعزيز الإحصاءات الخاصة بالوفيات التي تُعزَى لأسباب محددة، على النحو الموصَى به في الاستراتيجية الإقليمية لتعزيز نُظُم تسجيل الأحوال المدنية والإحصاءات الحيوية، التي أقرّتها اللجنة الإقليمية في عام 2013، أثره الذي تمثَّل في زيادة عدد البلدان التي تقوم برفع تقارير بإحصاءات الوفيات، من 7 بلدان (الأردن، والبحرين، وعُمان، وقطر، والكويت، ومصر، والمغرب)، إلى 12 بلداً (بإضافة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية إيران الإسلامية، وباكستان، وتونس، وفلسطين، والمملكة العربية السعودية). وقد تحسَّنت جودة المعلومات التي ترد في هذه التقارير بعض الشيء، غير أنه لا يزال هناك المزيد من العمل الذي ينبغي القيام به في هذا المجال من أجل الوصول إلى مستوى جودة مثالي. وتم إنشاء مركز متعاون مع المنظمة في الكويت لتقديم الدعم من أجل مزيد من التحسُّن في تقارير إحصاءات الوفيات والاستخدام الأفضل لسلسلة التصنيفات الدولية للمنظمة.

وتلتزم المنظمة، على مدى العامين المقبلَين، بدعم الدول الأعضاء في سعيها لتعزيز نُظُمها الخاصة بالمعلومات الصحية استناداً إلى الإطار الجديد، وتوفير معلومات موثوقة تمكِّنها من رَصْد المحددات والمخاطر الصحية، والوضع الصحي، وتقييم استجابة النُظُم الصحية، والتي بدورها، ستوفر المعلومات التي يُسترشد بها في وضع السياسات، واتخاذ القرارات من أجل تقديم رعاية صحية أفضل. كما ستواصِل المنظمة دعمها للدول الأعضاء سعياً إلى معالجة الثغرات في نُظُمها الخاصة بتسجيل الأحوال المدنية والإحصاءات الحيوية، الأمر الذي أوضحَته التقييمات السريعة والشاملة التي أجريَت على مدى العامين المنصرمَين.

البحث والتطوير والابتكار

عُقِد اجتماع إقليمي لأعضاء لجنة شرق المتوسط الاستشارية للبحوث الصحية ومجموعة من الخبراء في مجال البحوث، وذلك لمناقشة إدماج البحوث في عملية رسم ملامح مستقبل الصحة في الإقليم. وتم التركيز في هذا الاجتماع على تحديد أولويات البحوث في ما يتصل بالأولويات الاستراتيجية الإقليمية الخمس. ومن المنتظر أن تكتمل هذه العملية في كانون الثاني/يناير 2016، وسوف يُسترشَد بنتائجها في توجيه أنشطة البحوث في الثنائية 2016 – 2017. وكانت الدعوة إلى تقديم المقترحات البحثية في إطار المنَح الخاصة للبحوث في المجالات ذات الأولوية للصحة العمومية لعام 2014، قد ركَّزت أيضاً على الأولويات الاستراتيجية. وتم في مطلع عام 2015، تقديم اثنتي عشرة منحة تتراوح قيمتها بين 10.000 و20.000 دولار أمريكي.


1 هناك مجموعات ثلاث من البلدان تم تصنيفها في هذا الإقليم استناداً إلى الحصائل الصحية للسكان وأداء النظام الصحي ومستوى الإنفاق الصحي، وذلك على النحو التالي: بلدان المجموعة الأولى: الإمارات العربية المتحدة، والبحرين، وعُمان، وقطر، والكويت، والمملكة العربية السعودية؛ بلدان المجموعة الثانية: الأردن، وتونس، وجمهورية إيران الإسلامية، والجمهورية العربية السورية، والعراق، ولبنان، وليبيا، وفلسطين، ومصر، والمغرب؛ بلدان المجموعة الثالثة: أفغانستان، وباكستان، وجيبوتي، والسودان، والصومال، واليمن.

 
تقوية النُظُم الصحية لتحقيق التغطية الصحية الشاملة PDF طباعة

التغطية الصحية الشاملة

دَعَت منظمة الصحة العالمية الدول الأعضاء، في عام 2013، إلى التحرُّك صَوْب بلوغ التغطية الصحية الشاملة بهدف توسيع نطاق تغطية السكان، وضمان توافر الخدمات الصحية اللازمة، وتيسير سُبُل الوصول إليها، والارتقاء بمستوى الحماية المالية المقدَّمة للمستفيدين من خدمات الرعاية الصحية. وقد أتاح هذا التحرُّك العديد من الفرَص للدول الأعضاء لتسريع وتيرة التقدُّم، كما أبرز الفجوات والتحدِّيات التي تكتنف مختلف مكونات النُظُم الصحية التي ينبغي التصدِّي لها من أجل تسريع وتيرة هذا التحرُّك.

وقد تولَّت اللجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط في دورتها الستين مناقشة التحدِّيات والفُرَص المتعلقة بالتحرُّك صَوْب بلوغ التغطية الصحية الشاملة، واعتمدت رؤية واستراتيجية وخارطة طريق للدول الأعضاء (القرار ش م/ل إ60/ق2). وأُعِدَّت مرتسمات موجَزَة عن النُظُم الصحية في كل بلد لتوفر نظرة عامة عن أداء النُظُم الصحية في البلدان، إلى جانب ملخصٍ يضُم التحدِّيات التي تواجه تقوية النُظُم الصحية من أجل بلوغ التغطية الصحية الشاملة، والأولويات المُلحّة في سبيل تحقيق ذلك.

وتَلا ذلك عقد اجتماع دولي حضره ممثلون رفيعو المستوى من 20 بلداً من بلدان الإقليم، فضلاً عن الخبراء الدوليين والإقليميين والشركاء في التنمية من قبيل البنك الدولي. وقد اعتمد هذا الاجتماع إطار عمل لتوجيه الدعم الذي سيُقدّم مستقبلاً للبلدان في سعيها صَوْب بلوغ التغطية الصحية الشاملة. وتم تنفيذ مجموعة من الأنشطة لبناء قدرات النظام الصحي بهدف تسريع وتيرة التقدُّم صوب بلوغ التغطية الصحية الشاملة، ومن هذه الأنشطة عَقْد حلقات عملية للمجموعة دون الإقليمية لمجلس التعاون الخليجي، وبلدان مجموعة الخمسة، والدول المؤهَّلة للحصول على دعم التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع.

وسوف يركِّز العمل خلال عام 2014 والأعوام التالية على دعم الدول الأعضاء في تنفيذ إطار العمل وتقييم التقدُّم الذي أحرزَته البلدان في بلوغ التغطية الصحية الشاملة.

التمويل الصحي

تميَّز الإقليم، حسبما وَرَد في التقرير السنوي للعام السابق، بارتفاع نصيب الإنفاق على الصحة مباشرة من جيوب المرضى؛ الأمر الذي يُعَدُّ عقبة كؤود في سبيل بلوغ التغطية الصحية الشاملة. لا يزال الكثير من بلدان المجموعات الثلاث في الإقليم يفتقر إلى رؤية واضحة لكيفية تحسين نُظُم التمويل الصحي لديها. فهنالك قصور يشوب استيعاب مفاهيم التمويل الصحي، إلى جانب عدم توافر القدرات في مجال إجراء الدراسات وإعداد الأدوات في مجال تمويل الصحة، ولاسيَّما الحسابات الصحية الوطنية، وأداة التقييم التنظيمي لتحسين التمويل الصحي وتقويته، وإنفاق الأسَر على الصحة، والمسوحات حول الانتفاع من الخدمات، ودراسات الفعالية لقاء التكاليف، واستخدام هذه الأدوات في توجيه عملية صنع القرار.

وقد أقام المكتب الإقليمي العديد من الأنشطة لبناء القدرات الوطنية والإقليمية في مجال تعزيز المفاهيم، واستخدام أدوات التمويل الصحي في إشراك البلدان في المناقشات الدائرة حول تقوية النُظُم الوطنية للتمويل الصحي. كما قام المشاركون في الاجتماع الرفيع المستوى بتبادل خبراتهم العالمية في التقدُّم صَوْب بلوغ التغطية الصحية الشاملة؛ وقد شارك أكثر من 100 مندوب في الاجتماع، ومن بينهم وزراء الصحة، وراسمو السياسات، والشركاء في التنمية، ومنظمات المجتمع المدني، والخبراء العالميون. وفي مطلع عام 2013، عُقِدَت ندوة رفيعة المستوى حول الخيارات المتاحة لتمويل الرعاية الصحية في الإقليم، تلاها عقْد اجتماع دون إقليمي حول التمويل الصحي للدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي وهي بلدان المجموعة الأولى. وناقشَت الندوة، من بين قضايا أخرى، الوضع الخاص للسكان المغتربين، وقدَّمَت خيارات حول كيفية تغطيتهم بالرعاية الصحية. وأجري نشاطان إقليميان لبناء القدرات في مجال الحسابات الصحية الوطنية، وحساب التكاليف باستخدام أداة واحدة لحساب التكاليف الصحية. وبالإضافة إلى ذلك، فقد عُقِدت حلقات عملية حول التمويل الصحي الخاص بكل بلد في ثلاثة بلدان، كما دعم المكتب الإقليمي عقد مؤتمر وطني حول النُظُم الصحية في المغرب بهدف إعداد الرؤية المستقبلية للنظام الصحي. وأُعِدّ أيضاً العديد من ورقات السياسات حول بالموضوعات الرئيسية المتعلقة بالتغطية الصحية الشاملة، بما فيها تعدد القطاعات، ودور الشراء الاستراتيجي.

الحوكمة في مجال الصحة

لا يزال تحسين الحوكمة في مجال الصحة يمثل قضية أساسية لجميع البلدان في إطار سعيها إلى زيادة العدالة والإنصاف في تقديم خدمات الرعاية الصحية، وتحديث القوانين والتشريعات الخاصة بالصحة العمومية، وتحسين سُبُل المساءلة. فالحق في الصحة - أو الصحة كأحد حقوق الإنسان - لم يصبح بعد جزءاً معتاداً في عملية رسم السياسات. وفي الوقت الذي تكتسي فيه الصحة أهمية متزايدة في خطة التنمية العالمية، يوجد إدراك متنامٍٍ للحاجة إلى تطوير القدرات في مجال الدبلوماسية الصحية وإلى توطيد سُبُل التنسيق مع قطاع السياسة الخارجية وغيره من القطاعات. وقد عُقِدت الندوة الإقليمية الثانية حول الدبلوماسية الصحية للمسؤولين العاملين في الشؤون الخارجية والصحة من أجل تعزيز التنسيق بين القطاعين بُغْيَة التصدِّي للتحدِّيات الصحية التي تتطلب حلولاً ومهارات سياسية.

وقد تضمَّن الدعم المقدَّم لأنشطة تحسين الحوكَمَة والمساءلة والشفافية إجراء تقييمات في 12 بلداً من أجل الوصول لفهم أفضل لوظيفة رسم السياسات والتخطيط التي تضطلع بها وزارة الصحة. وقدَّم المكتب الإقليمي الدعم التقني لأربعة بلدان لمساعدتها في مراجعة سياساتها واستراتيجياتها الوطنية المتعلقة بالصحة. وتم إعداد أداتين للتقييم بُغْيَة دعم تطوير النُظُم الصحية، حيث استُخدِمَت الأداة الأولى في تقييم وضع الحق في الصحة في أربعة بلدان، في حين استُخدِمَت الأداة الثانية في تقييم التشريعات المتعلقة بالصحة العمومية في خمسة بلدان. وقد حدد اجتماع الخبراء الفجوات التي تكتنف قوانين الصحة العمومية في الإقليم، والإجراءات المطلوبة للاستجابة لهذه الفجوات بما في ذلك إنشاء شبكة إقليمية للخبراء معنية بقانون الصحة العمومية. وسوف يتواصَل العمل خلال عام 2014 والأعوام التالية لوضع إرشادات واضحة للبلدان في مجال تقوية تشريعاتها الصحية، مع التركيز بوجه خاص على الوقاية من الأمراض غير السارية.

وتحظى الأزمات السياسية والاضطرابات الاجتماعية الدائرة في العديد من بلدان الإقليم بأهمية خاصة، فقد أدى هذا الوضع إلى هيمنة الأنشطة الموجَّهة نحو الطوارئ في القطاع الصحي، وهو الأمر الذي ساهم في زيادة ضعف المؤسسات الحكومية في بعض البلدان، وتقويض قدرتها على زيادة وتحسين إمكانية تنبّؤ تلك البلدان بالمساعدات الخارجية، ومواءمتها وتنسيقها مع الأولويات الحكومية.

تنمية القوَى العاملة الصحية

تتمثَّل التحدِّيات الرئيسية التي تواجه البلدان في مجال تنمية القوى العاملة الصحية في نقص القوى العاملة وسوء التوزيع، ولاسيَّما بالنسبة للممرضات والقابلات والمهن الطبية المعاونة، وأنشطة التدريب والتعليم المستمر، والحفاظ على العاملين ذوي الكفاءة. فالعديد من بلدان المجموعتين الثانية والثالثة تعاني من ضعف نُظُم إدارة القوى العاملة الصحية وعدم كفاية التنسيق فيما يتعلق بتنمية القوى العاملة الصحية. ومن الشواغل الرئيسية على مستوى الإقليم ككل الحاجة إلى ضمان اتّساق هجرة القوى العاملة الصحية وتنقلها وحقوقها وواجباتها مع مدونة منظمة الصحة العالمية لقواعد الممارسة بشأن توظيف العاملين الصحيين على المستوى الدولي.

وفي الوقت الذي تتّضح فيه الفجوات في مجال تنمية القوى العاملة الصحية، لا تكون الحلول الممكنة للتصدِّي لتلك الفجوات دائماً واضحة للدول الأعضاء. وبهدف التصدِّي لهذا التحدّي، بدأ العمل في عام 2013 لوضع استراتيجية شاملة لتوجيه البلدان في تنفيذ أساليب فعّالة في إعداد العاملين الصحيين وتوزيعهم وتدريبهم والحفاظ عليهم. وسوف تعتمد هذه الاستراتيجية على استعراض الخبرات الإقليمية والدولية على أن تُناقش في اجتماع بلداني من المقرر انعقاده في عام 2014.

ويتضح من التعاون الوثيق مع البلدان أن معظم الدول الأعضاء لا تمتلك القدرات الكافية في مجال الصحة العمومية. ولذا، فإن المكتب الإقليمي يضع دعم البلدان في هذا المجال ضمن أولوياته. وتُعَدُّ الخبرات والمهارات في مجال الصحة العمومية من الأمور الأساسية للتنمية الصحية الوطنية. وقد عُقِدَت في هذا السياق مشاورة إقليمية بغَرَض مراجعة الخيارات المتاحة لتحسين القدرات في مجال الصحة العمومية، وناقشَت سُبُل إعداد برنامج إقليمي حول القيادة في مجال الصحة العمومية، وتحسين جودة التعليم والتدريب في هذا المجال، من خلال مناقشة الفَرق بين التعليم والممارسة، وتحسين الاستثمار في بحوث الصحة العمومية. ويعمل المكتب الإقليمي حالياً مع مؤسسات دولية أخرى مختصة بالصحة العمومية على وضع برنامج القيادة في مجال القطاع الصحي يكون متاحاً لمديري الصحة العمومية في المستوى الإداري المتوسط في الدول الأعضاء بدءاً من عام 2014.

ويُعَدُّ التمريض والقبالة مجالاً آخر من المجالات التي تتطلب قدراً أكبر من الاهتمام؛ فقد عُقِدَت مشاورة حول تعليم التمريض لمراجعة وتحديث المعايير الإقليمية للتعليم الخاص بالتمريض والقبالة، وإعداد إطار إقليمي للتخصص في التمريض. وتم إعداد منهج دراسي مبدئي لتعليم التمريض قبل الخدمة، ومنهج دراسي نموذجي للتمريض بعد التخصص الأساسي في مجال الصحة النفسية.

وقدَّمَت المنظمة الدعم لبناء القدرات الوطنية للممرضات والقابلات في مجالات القيادة والإدارة، وفي كيفية إجراء التوقعات الخاصة بالقوى العاملة الصحية، حيث عمل المكتب الإقليمي على تعزيز التشريعات الخاصة بالتمريض والقبالة في ثلاثة بلدان. وفي أفغانستان تم الانتهاء من وضع الخطة الاستراتيجية الوطنية الخاصة بالموارد البشرية الصحية لعشرة من المعاهد الخاصة بالعلوم الصحية بُغْيَة تعزيز التطور التعليمي للتمريض والقبالة والعلوم الطبية المعاونة، وزيادة الإنتاجية.

وقد استفاد 94 مبعوثاً من مختلف بلدان الإقليم من البرنامج الإقليمي للبعثات الدراسية. ونرى أن عمل المنظمة في مجال تعزيز التعليم الطبي لم يحصل على الاهتمام الكافي في السنوات الأخيرة برغم التحدِّيات الكبيرة التي تواجهها البلدان حالياً في هذا المجال. كما نحتاج في سبيل الارتقاء بهذا الجانب لإجراء تحليل دقيق للحالة، والوقوف على القيود، والاتفاق على الأولويات لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها. ولهذا السبب، فقد بدأت دراسة كبرى حول التعليم الطبي في بلدان الإقليم بالتنسيق مع الاتحاد العالمي للتعليم الطبي، الغرض منها هو مراجعة جودة التعليم الطبي ومدى ملاءمته عبر الإقليم، فضلاً عن تبادل أفضل الممارسات، وتحديد المجالات التي تتطلب التحسين. وكانت خطة المكتب الإقليمي في هذا الإطار تتمحور حول تقديم اتجاهات استراتيجية واضحة لهذا المجال خلال عام 2014.

وقد أخذت 14 دولة من الدول الأعضاء بالإقليم على عاتقها التزامات في المنتدى العالمي الثالث حول الموارد البشرية في مجال الصحة، واتفقت على إجراء أنشطة الرصد وإعداد التقارير حول التقدُّم المحرَز في هذا الصدد. ويتولى تنظيم المنتدى التحالف العالمي للعاملين في مجال الصحة الذي تستضيفه المنظمة.

الأدوية والتكنولوجيات الأساسية

لا يزال الوصول إلى المنتجات الطبية بما فيها الأدوية الأساسية، واللقاحات، ومنتجات الدم، والأجهزة الطبية، والتشخيصية يمثل تحدياً يزداد تفاقماً في العديد من البلدان جراء عدم الاستخدام الكامل للأدوية الجنيسة المضمونة الجودة، والاستخدام غير الرشيد للأدوية، وعدم كفاءة نُظُم الشراء والتوزيع. وبالإضافة إلى ذلك، لم تستَفِد البلدان استفادة كاملة من الأدوات المتاحة (مثل تقييم التكنولوجيا الصحية) لمساعدتها في اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن الاستثمار في التكنولوجيا الصحية. وتزداد حدة التحدِّيات الكامنة في مجال الأدوية الأساسية والتكنولوجيا الصحية بمدى الحاجة إلى تقوية السلطات التنظيمية الوطنية في معظم البلدان.

واتخذ المكتب الإقليمي خطوات مهمة لدعم استخدام تقييم التكنولوجيا الصحية في الإقليم من خلال عقد اجتماع بلداني حول تقييم التكنولوجيا الصحية، حضره 18 بلداً. وقد أطلق هذا الاجتماع المبادرة الخاصة بالشبكة الإقليمية لتقييم التكنولوجيا الصحية للخبراء الإقليميين والدوليين، وإنشاء البرامج الوطنية، وتحديد موارد تقييم التكنولوجيا الصحية الموجودة بالفعل على الصعيد الوطني وعلى مستوى الإقليم بأسره.

وأجرى المكتب الإقليمي تحديثاً لوثائق السياسات الوطنية المتعلقة بالأدوية في بَلَدْين، كما دعَّم القدرات في ثمانية عشر بلداً لإجراء المسوحات التي تهدف إلى تقييم القطاع الصيدلاني الوطني باستخدام منهجية المستوى الثاني للمنظمة.

وقد شمل العمل في مجال تعزيز إتاحة الأدوية والتكنولوجيا الصحية بناء القدرات التنظيمية. وبرغم عقد الدورات التدريبية في بعض البلدان عام 2013، لا يزال هذا المجال في حاجة لتكثيف العمل داخل المنظمة لتوطيد سُبُل الدعم التقني المقدم للدول الأعضاء خلال عام 2014 والأعوام التالية. واستمرت أنشطة بناء القدرات في إطار برنامج المنظمة الخاص بالإدارة الرشيدة للأدوية.

تقديم الخدمات المتكاملة

تواجه المجموعات الثلاث من البلدان تحدِّيات مختلفة في ما يتعلق بنظمها الصحية. ويتمثل التحدي الرئيسي أمام تقديم الخدمات الصحية في التوسع في إتاحة الخدمات، وتحسين جودة الرعاية، وتقوية نُظُم الإحالة. وبالإضافة إلى الحاجة إلى تحسين تدريب القوى العاملة الصحية، وتوزيعها، وتطويرها، يجب تعزيز قدرة مقدمي خدمات الرعاية الصحية على إدارة الموارد المالية والبشرية؛ فضعف القدرات الإدارية يزداد سوءاً في ظل غياب الإدارة الذاتية في المستشفيات، والشراكة بين القطاعين العام والخاص.

ويتعين الارتقاء بجودة الرعاية ومستوى سلامة المرضى. فقد أظهرت الدراسات في بعض البلدان أن معدل انتشار الأحداث الضارة مرتفع، وقد يصل إلى نحو 18٪ من بين حالات الدخول إلى المستشفيات.

وقد أجري العديد من الدراسات لتعميق فهم التحدِّيات التي تجابه تقديم الخدمات الصحية في البُلدان. فقد أُجري لأول مرة في الإقليم تحليل إقليمي للقطاع الصحي الخاص، وتم عرض نتائج هذا التحليل في الاجتماع السابق لجلسات اللجنة الإقليمية. وبالفعل تم استكمال تقييم للخصائص الرئيسية للعمليات العامة، وهياكل الرقابة الداخلية، والجوانب المتعلقة بتقديم الخدمات في مستشفيات القطاع العام في جميع البلدان. وأظهَرَت النتائج أن متوسط مكوث المرضى في المستشفيات عَبْر الإقليم يبلغ 5 أيام (بين 3 و8 أيام) ويبلغ متوسط إشغال الأسرّة 85٪ (بين 33 و100٪). وأجريَت في الإقليم أيضاً دراسة للوقوف على حالة اعتماد مؤسسات الرعاية الصحية.

وقام المكتب الإقليمي بتطوير العديد من الأدوات والدلائل الإرشادية أو تحديثها، ومنها إعداد نهج مفاهيمي واستراتيجي لإنشاء برامج طب الأسرة، والدلائل الإرشادية اللازمة لتوسيع نطاق البرنامج الخاص بالعاملين الصحيين المجتمعيين في البلدان كنهج للتحرُّك صوب بلوغ التغطية الصحية الشاملة، والدلائل الإرشادية اللازمة لإعداد برامج الرعاية الصحية المنـزلية للمسنّين، ودليل للحدّ من مخاطر الكوارث على مستوى المجتمع المحلي، الذي أُعِدّ بالتعاون مع البرنامج الإقليمي الخاص بالاستجابة لحالات الطوارئ والحالات الإنسانية. وبالإضافة إلى ذلك، تم تنقيح أداة تقييم سلامة المرضى، وتُرجمَت المنهاج الدراسي الخاص بسلامة المرضى لكليات الطب إلى اللغة العربية، ونُشِرَ على نطاق واسع.

وجميع البلدان في حاجة إلى تلقِّي الدعم في بناء البرامج الفعَّالة في مجال طب الأسرة، وهو المجال الذي سيحظى بالأولوية في عام 2014، وذلك من خلال إجراء تقييم للوضع الراهن لطب الأسرة في بلدان الإقليم، إلى جانب استعراض الخبرات الدولية ذات الصلة، وإعداد النُهُج اللازمة لتقوية ممارسة طب الأسرة بما يساعد على بلوغ التغطية الصحية الشاملة.

نُظُم المعلومات الصحية

يتّسم وضع نُظُم المعلومات الصحية في الإقليم بالتباين الشديد؛ إذ أن بلداناً كثيرة لديها العديد من المجالات التي يجب تقويتها، بما في ذلك السياسات والتشريعات، والموارد البشرية والمادية، ومؤشرات الرَصْد والتقييم، ومهارات جمع المعلومات الدقيقة وتحليلها ونشرها في الوقت المناسب، للاسترشاد بها في صنع القرارات. وقد قام المكتب الإقليمي، عقب اعتماد اللجنة الإقليمية لقرارها (ش م/ل إ 59/ق-3 عام 2012) بشأن تقوية النُظُم الصحية، ببذل جهود مخلصة لدعم البلدان ومساعدتها في تحسين نُظُم المعلومات الصحية لديها.

وتم تحليل وضع تسجيل الأحوال المدنية والإحصاءات الحيوية في جميع البلدان باستخدام نَهْج للتقييم السريع للوقوف على الفجوات والتحدِّيات الرئيسية. وتمت مناقشة النتائج في اجتماع إقليمي للأطراف المعنية بهدف الوصول إلى إجماع بشأن طرق ووسائل تحسين مستوى وجودة تسجيل المواليد والوفيات. وأجري المزيد من التقييم المتعمق في ما يقرب من نصف البُلدان، واستخدمت النتائج لوضع استراتيجية إقليمية لتعزيز نُظُم تسجيل الأحوال المدنية والإحصاءات الحيوية التي أقرتها اللجنة الإقليمية بموجب قرارها (ش م/ل إ 60/ ق-7).

ومن أجل مساعدة البلدان في تعزيز نُظُم المعلومات الصحية الخاصة بها، فقد أُعِدَّت قائمة أساسية بالمؤشرات التي تغطي المجالات الثلاثة الأساسية؛ وهي: المخاطر والمحددات الصحية، والوضع الصحي، وأداء النُظُم الصحية. وقد نوقش ذلك في اجتماع بُلداني، ثم تلا ذلك اعتماد اللجنة الإقليمية للمبادرة الخاصة بإيجاد قائمة متفق عليها من المؤشرات. كما تم استعراض الوضع الراهن في البلدان في ضوء كل مؤشر أساسي، من حيث جمع البيانات، وتوليدها، وتحليلها ونشرها والاستفادة منها في إعداد السياسات وتقييمها. وسوف تُناقَش الفجوات التي سيتم الوقوف عليها مع البلدان في اجتماع بلداني مقرر انعقاده في 2014. وتم إطلاق مرصد إقليمي صحي للتأكد من أن جميع المعلومات المتعلقة بالصحة يسهل الوصول إليها، ويتم استخدامها للتخطيط بشكل أفضل سواء على الصعيد الإقليمي أو الوطني، وسيتم إدراج هذه القائمة الأساسية للمؤشرات في هذا المرصَد. وقد تكرر إبلاغ بعض الدول الأعضاء عن وجود اختلافات بين تقديرات الوفيات الصادرة عن وكالات الأمم المتحدة والأرقام الصادرة على الصعيد الوطني. وحتى يتسنى تقليل حالات عدم الاتساق وضمان حسن توقيت المشاورات مع السلطات الوطنية واتسامها بالشفافية، فقد عُقِد اجتماع مع البلدان حول تقديرات وفيات الأمهات والأطفال التي أعدتها الفرق المشتركة بين وكالات الأمم المتحدة لرصد الهدفين الرابع والخامس من الأهداف الإنمائية للألفية.

الصحة الإلكترونية

يُعد استخدام الصحة الإلكترونية داخل النُظُم الصحية في الإقليم في الوقت الراهن استخداماً محدوداً، إذ يتعين إعداد استراتيجيات الصحة الإلكترونية الوطنية التي تتعاطى مع التحدِّيات المالية التي تجابه النُظُم الصحية، وزيادة الحاجة إلى الكفاءة، وارتفاع سقف توقعات المواطنين. وقد طالبت جمعية الصحة العالمية الدول الأعضاء (القرار ج ص ع 66-24) بوضع سياسات وطنية، والتخطيط لخدمات الصحة الإلكترونية المناسبة، وتنفيذ معايير البيانات الصحية في بلدانهم.

وبينما بدأت دول عدة في تنفيذ نوعٍ أو آخر من المبادرات، تظل هناك فجوة معترف بها في القدرات الوطنية اللازمة لإدارة عملية إعداد الاستراتيجيات والسياسات الوطنية في هذا المجال. أما التقدُّم في اعتماد معايير البيانات الصحية وتنفيذها فيشوبه البطء، ويترافق ذلك مع الحاجة إلى شبكات وطنية لدعم تدفق المعلومات دخل النظام الصحي، الأمر الذي يمثل عائقاً أمام تطوير الصحة الإلكترونية.

وسلط أحد الاجتماعات الإقليمية الضوء على الاعتبارات الرئيسية التي تؤخذ بالحسبان عند وضع استراتيجية وطنية، كما شهد هذا الاجتماع أيضا إطلاق مبادرة الشبكة الصحية لإنشاء شبكات صحية وطنية متخصصة وعاملة ويمكن الوثوق بها. وقام المكتب الإقليمي بالتنسيق مع ضباط الاتصال الوطنيين لاستكمال المسح الخاص بالصحة الإلكترونية والابتكار في العناية بصحة المرأة والطفل والذي أجراه المرصد العالمي لمنظمة الصحة العالمية حول الصحة الإلكترونية. ولقد أظهر التحليل الأولي أن بَلدين اثنين من البلدان التسعة المعنية قد قاما بتنفيذ جزئي للسياسات الوطنية للصحة الإلكترونية، والتي تحتاج الآن إلى تحديثها، وأظهر أيضاً أن سبعة بلدان لديها على الأقل نظام معلومات إلكتروني واحد على الأقل لتجميع المعلومات الصحية والتبليغ بها على مستوى المناطق، وأن هنالك ثلاثة بُلدان لديها مبادرات كبرى مدعومة بالصحة الإلكترونية في مجال صحة الأمهات والأطفال.

 
تعزيز الصحة في جميع مراحل العمر PDF طباعة

النهج الشامل لجميع مراحل العمر

الصحة هي نتاج كل السياسات، بما في ذلك السياسات المتعلقة بالمحددات الاجتماعية للصحة، والاعتبارات الخاصة بنوع الجنس والإنصاف والتغذية والوقاية من الإصابات والإعاقة. وفي عام 2015، واصلت منظمة الصحة العالمية جهودها لحماية وتعزيز صحة السكان وسلامتهم وعافيتهم في الإقليم طيلة العمر. وتم التعامل مع احتياجات السكان المختلفة منذ الحمل وحتى بلوغ مراحل الشيخوخة، مع التركيز بشكل خاص على صحة الأمهات والأطفال باعتبارها أولوية استراتيجية.

صحة الأمهات والأطفال والصحة الإنجابية

تحقق تقدم ملحوظ صَوْب بلوغ الهدفين الرابع والخامس من الأهداف الإنمائية للألفية في إقليم شرق المتوسط. ففي المدة ما بين عامي 1990 و2015، انخفض معدل وفيات الأمهات من 362 حالة إلى 166 لكل 100 ألف ولادة حية، وانخفض معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة من 181 إلى 91 لكل 1000 ولادة حية (انظر الشكلين 1 و2). واستطاعت ثمانية بلدان تحقيق الهدف الرابع من الأهداف الإنمائية للألفية، بينما حققت ثلاثة بلدان الهدف الخامس. وعقب المبادرة الإقليمية الخاصة بإنقاذ حياة الأمهات والأطفال، والتي أُطلِقت عام 2013، تحسُّن معدَّل انخفاض وفيات الأمهات باثني عشر نقطةً أي من 42% (2012) إلى 54% (2015).

الشكل 1
الاتجاهات الإقليمية السائدة في وفيات الأمهات: من عام  1990إلى عام2015

الشكل 1 - الاتجاهات الإقليمية السائدة في وفيات الأمهات: من عام 1990إلى عام2015

الشكل 2
الاتجاهات الإقليمية السائدة في وفيات الأطفال وحديثي الولادة بين عامي 2015و 1990

الشكل 2 - الاتجاهات الإقليمية السائدة في وفيات الأطفال وحديثي الولادة بين عامي 2015و 1990

يُعزى ارتفاع مستوى الوفيات في الإقليم في صفوف الأمهات وحديثي الولادة والأطفال بشكل رئيسي إلى ضعف النظم الصحية. كما لا توجد الأعداد الكافية من الموارد البشرية المدربة تدريبًا جيدًا، علاوة على نقص السلع والأدوية الأساسية أو عدم كفايتها في كثير من الأحيان، وسوء أداء نظم الإحالة وتردي جودة رعاية الأمهات والأطفال في مستشفيات الإحالة. ولا يستهدف معظم البرامج الوطنية الأسباب الرئيسية التي تُعزى إليها وفيات الأمهات وحديثي الولادة والأطفال بتنفيذ ما يتاح لها من تدخلات مسنَدَة بالبيّنات وعالية التأثير والمردود (أفضل الصفقات). والإرادة والالتزام السياسيين تجاه الاحتياجات الصحية للأمهات والأطفال لا تتم ترجمتهما دائماً إلى إجراءات ملموسة وآليات تمويل لضمان التغطية الشاملة بالخدمات الصحية للأمهات والأطفال. والوضع حرج للغاية في البلدان المتضررة من القلاقل السياسية والاضطرابات الاجتماعية والأزمات الممتدة الحادة والمزمنة.

وقد واصلت منظمة الصحة العالمية دعمها المقدَّم في مجال الصحة الإنجابية وصحة الأمهات وحدثي الولادة والأطفال والمراهقين، مع التركيز بشكل خاص على التصدي للأسباب الرئيسية في وفيات الأمهات وحدثي الولادة والأطفال، وعلى استهداف جودة الرعاية. واستمرت المبادرة الإقليمية بشأن إنقاذ حياة الأمهات والأطفال في استهداف التحديات الرئيسية في البلدان التي يرتفع فيها عبء وفيات الأمهات والأطفال، وذلك بالاشتراك مع صندوق الأمم المتحدة للسكان واليونيسف وبالتعاون مع الدول الأعضاء وأصحاب المصلحة الرئيسيين. وأسهم بدء خطط تسريع وتيرة التقدُّم في مجال صحة الأمهات والأطفال في تعزيز الملكية الوطنية والقيادة على الصعيد الوطني نحو تحقيق الغايات الخاصة بالأهداف الإنمائية للألفية، كما مهد الطريق أمام أهداف التنمية المستدامة الجديدة.

وتم إيلاء اهتمام خاص إلى العناصر المرتبطة بالنظم الصحية، وذلك لضمان تنفيذ خطط تسريع وتيرة التقدُّم بدرجة كافية من الجودة ولمعالجة الثغرات التي يتم تحديدها من خلال المسوح الإقليمية. وتضمنت هذه العناصر إتاحة وإيصال التدخلات عالية التأثير والقوى العاملة الصحية وتقييم الجودة وخدمات مكافحة العدوى والوقوف على الثغرات في المعارف، وذلك حتى يتسنَّى تحديد أولويات البحوث. ويركز الدعم التقني للدول الأعضاء على بناء القدرات الوطنية في مجال التخطيط الاستراتيجي للفترة من 2016 إلى 2020، وذلك تماشيًا مع الاستراتيجية العالمية وأهداف التنمية المستدامة.

وتم إيلاء الأولوية إلى قيام كافة بلدان الإقليم باعتماد تدخلات أساسية مُسْنَدة بالبيِّنات وعالية المردود والتأثير. وخلال اجتماع عُقد بالاشتراك مع صندوق الأمم المتحدة للسكان واليونيسف، حدد مديرو البرامج الوطنية الأولويات الخاصة بالتدخلات عالية التأثير فيما يتعلق بالصحة العمومية والصحة النفسية للأمهات وحدثي الولادة والأطفال، مع التركيز على التحديات الماثلة أمام النظم الصحية للتصدي لها وتحديد الاتجاهات الاستراتيجية سعيًا نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وتأتي الاتجاهات الاستراتيجية متماشية مع الاستراتيجية العالمية للأمم المتحدة بشأن صحة المرأة والطفل والمراهق، والتي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر 2015. وفي الشهر التالي، حثت اللجنة الإقليمية (قرار ش م/ل إ62/1) جميع الدول الأعضاء على إعداد أو تحديث خطط استراتيجية وطنية للصحة الإنجابية وصحة الأمهات وحديثي الولادة والأطفال وفقاً للاستراتيجية العالمية.

ويأتي دعم البلدان في إرساء رعاية ما قبل الحمل وتعزيزها، بوصف ذلك جزءاً من العملية المستمرة لتقديم الرعاية، كأولوية أخرى سيكون من شأنها تحقيق مزيد من التحسن في الحصائل الصحية للأمهات وحدثي الولادة والأطفال في الإقليم. وفي اجتماع عُقِد مع الدول الأعضاء، بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان واليونيسف وخبراء دوليين وإقليميين، تم التوصل إلى توافق في الرأي حول مجموعة من التدخلات الأساسية وإطار تنفيذي إقليمي وقنوات تقديم الخدمات فيما يتعلق برعاية ما قبل الحمل. وقد بُذِل مزيد من العمل على مدار العام، وكان من ثماره وضع حزمة إقليمية من التدخلات الـمُسندَة بالبيِّنات وخطوات برنامجية لتعزيز رعاية ما قبل الحمل في البلدان. ويجري حالياً دمج حزمة رعاية ما قبل الحمل في حزمة أوسع نطاقاً تغطي الرعاية خلال الحمل وبعد الولادة، مع التركيز بوجه خاص على الوقاية من الاضطرابات الخلقية الشائعة ورعايتها.

وسوف تظل الصحة الإنجابية وصحة الأمهات وحديثي الولادة والأطفال من ضمن الأولويات الإقليمية والوطنية للصحة في خطة التنمية لما بعد عام 2015. وستركِّز المنظمة على بناء القدرات في البلدان لوضع حد للوفيات التي يمكن تلافيها على مستوى النساء والأطفال والمراهقين. ولا شك أن تنفيذ الاستراتيجية العالمية للأمم المتحدة لصحة المرأة والطفل والمراهق والأهداف الإنمائية للألفية سوف يتطلب نُهجاً متكاملة ومتعددة القطاعات مدعَمة بأهداف محددة جيدًا وآليات تمويل مستدامة.

التغذية

شهد الوضع في الإقليم فيما يتعلق بسوء التغذية تحسناً بوجه عام منذ عام 1990 ، إلا أن التقدُّم الـمُحرَز غير كافٍ ولا يزال الوضع خطراً للغاية في الكثير من بلدان الإقليم، الأمر الذي يلزم معه القيام بمزيد من العمل لضمان توفير التغذية لجميع الأمهات والأطفال في كل البلدان بما يكفي للحفاظ على الصحة وتحقيق التنمية. ووفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية وغيرها من منظمات الأمم المتحدة، فقد انخفض، في المتوسط، معدَّل انتشار سوء التغذية في الإقليم من 22.1% عام 1990 إلى 13.7% عام 2014. ومن ضمن اثنين وعشرين بلدًا في الإقليم، استطاعت ثلاثة عشر منها منذ عام 1990 تحقيق الهدف الأول من الأهداف الإنمائية للألفية فيما يتعلق بخفض نسبة السكان الذين يعانون من الجوع بمقدار النصف. وانخفض المعدَّل المقدَّر لانتشار تأثر الأطفال دون سن الخامسة بالتقزم من 39.8% في 1990 إلى 16.9% في 2014، وذلك نتيجة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، خاصة في البلدان المرتفعة الدخل والمتوسطة الدخل، بينما زاد المعدل المقدر لانتشار تأثر الأطفال بالهزال من 9.6% في 1991 إلى 10.1% في 2011، وذلك نتيجة لبعض الكوارث الطبيعية والكوارث التي هي من صُنع الإنسان، بالإضافة إلى القلاقل السياسية في أفغانستان وجيبوتي والعراق وباكستان والصومال والجمهورية العربية السورية واليمن.

ووُضِعت، في عام 2015، خارطة طريق إقليمية للبلدان لتنفيذ الأهداف العالمية التي حددتها جمعية الصحة العالمية عام 2012، بالإضافة إلى التوصيات الصادرة عن المؤتمر الدولي الثاني المعني بالتغذية. وقد أَعدَّ معظم بلدان الإقليم استراتيجيات وطنية و/أو خطط عمل وطنية لما بعد 2015.

وتمت الدعوة لإصدار بيان إقليمي خاص بالسياسات بشأن الحاجة الماسة إلى التنفيذ الكامل للمدونة الدولية لقواعد تسويق بدائل لبن الأم. وقد عمل معظم البلدان التي تمر بحالات طوارئ على زيادة عدد مراكز التغذية العلاجية لعلاج حالات سوء التغذية الحادة والمعقدة. ويوفِّر جميع البلدان تقريبًا المكملات الغذائية وتقوم بإغناء الأغذية بالمغذيات الزهيدة المقدار الأساسية.

ولا يزال الإقليم يواجه تحديات في معالجة المسائل المتعلقة بالتغذية، ومنها عدم توافر بيانات ومؤشرات ذات جودة عالية عن التغذية، فضلاً عن عدم توافر إلى القدرات الوطنية التي تتيح للبلدان جمع البيانات وتحليلها، والحاجة إلى ترصد فعّال للتغذية، ونظام رصد وتقييم بما يسمح برسم السياسات وتنفيذ البرامج. وأخيراً، يتزايد الطلب على اتخاذ إجراءات من أجل التصدي إلى سوء التغذية، على الرغم من محدودية الموارد المالية اللازمة للقيام بذلك.

ويعمل المكتب الإقليمي مع البلدان على إعداد إطار عمل إقليمي لتوسيع نطاق العمل فيما يتعلق بالتغذية، مع التركيز على التدخلات عالية المردود. ويُقَدم الدعم التقني إلى البلدان لتحديد الأهداف الوطنية ورصد خطط العمل الوطنية، وتعزيز التنسيق بين الوكالات والقطاعات المتعددة، وتعزيز النظم الغذائية الصحية والأمن الغذائي والتغذوي على المستويين الوطني والإقليمي، علاوة على تقديم وتطبيق نُهج مبتكرة لتنفيذ إجراءات فعَّالة مرتبطة بالتغذية، بما في ذلك تنفيذ المعايير الخاصة بالأغذية والمبادئ التوجيهية التي وضعتها منظمة الصحة العالمية في هذا الشأن.

صحة المجموعات الخاصة

تعرِّض الأوضاع السائدة في الكثير من البلدان حياة المسنين وأطفال المدراس وسلامتهم إلى مستويات مختلفة من الخطر، بينما ينبغي أن تمثل احتياجاتهم غير الملبَّاة ووضعهم الصحي أمراً مثيراً للقلق البالغ أثناء تقديم الدعم الصحي خلال حالات الطوارئ. وعلى الرغم من ذلك، فإن برامج الصحة المعنية بهذه المجموعات الخاصة تواجه منافسة قوية من أولويات أخرى كثيرة.

وعلى الرغم من ذلك، قام الكثير من البلدان بدور نَشط في مراجعة مسوّدة التقرير العالمي عن الشيخوخة والصحة وتقديم حالات للدراسة، بالإضافة إلى مسوّدة الاستراتيجية العالمية وخطة العمل الخاصة بالشيخوخة والصحة. وتم نشر التقرير العالمي على المستوى الإقليمي بالتعاون مع هيئة الشارقة الصحية بالإمارات العربية المتحدة، وذلك أثناء الاحتفال باليوم العالمي للمسنين (1 تشرين الأول/أكتوبر). وتتجه مدينة الشارقة بثبات نحو أن تصبح مدينة مراعية للسن. ولم يزل العديد من البلدان تواصل أنشطتها لبناء القدرات وتحقيق التعاون متعدد القطاعات فيما يتعلق بالشيخوخة والصحة.

وبالتركيز على بيئة المدارس بوصفها مدخلاً مهمًا نحو تعزيز الصحة طيلة العمر، تمت مراجعة الدور الفعّال الذي تلعبه البلدان في إضفاء الصبغة المؤسسية على المبادرة العالمية للصحة المدرسية، وذلك في عملية تشاور من أجل وضع معايير محدَّثة وإطار عمل تنفيذي للمدارس التي تعمل على تعزيز الصحة. وترمي الخطة إلى مواصلة هذا العمل في عام 2016 وتدشين معايير جديدة ضمن مبادرة خاصة بشأن المدراس التي تعمل على تعزيز الصحة في عام 2017.

وتوجد خطوات هامة في السبيل إلى الـمُضي قُدُماً، ومن ضمنها وضع الاحتياجات غير الملبَّاة للمسنين وأطفال المدرسة في بؤرة جهود وبرامج الإغاثة في البلدان التي تمر بحالات طوارئ.

العنف والإصابات والإعاقات

نشرت منظمة الصحة العالمية، في 2015، التقرير العالمي عن حالة السلامة على الطرق 2015، والذي عرض أحدث البيانات من كل بلدان العالم، بما في ذلك إقليم شرق المتوسط. وأوضح التقرير أن إصابات حوادث المرور لا تزال تمثل خطراً له عواقب كارثية في الإقليم على الرغم من انخفاض معدل الوفيات الناجمة عن حوادث المرور من 21.3 إلى 19.9 لكل 000 100 نسمة في الفترة ما بين 2010 و2013. ويظل هذا المعدل أعلى من المعدَّل العالمي، واضعاً إقليم شرق المتوسط ضمن أقاليم المنظمة ذات أعلى معدلات الوفيات. وتقع معظم حالات الوفيات في البلدان ذات الدخل المتوسط. ويزيد المعدل الإجمالي للوفيات في البلدان ذات الدخل المرتفع عن البلدان الأقل ثراء، وهو أكثر من ضعف معدل البلدان الأخرى ذات الدخل المرتفع في العالم. وعلى الرغم من خطورة المسألة، فإنه لا يزال هناك ثغرات خطيرة فيما يتعلق بالتنفيذ الشامل للتدخلات التي أثبتت جدواها من حيث الفاعلية لقاء التكاليف على أساس نهج "النظام المأمون الكامل". وتم تنفيذ بعض أوجه هذه التدخلات في معظم بلدان الإقليم، إلا أنها لم تُنفَّذ كحزمة واحدة تغطي جميع العناصر الأساسية، مما ترك أثراً كبيراً على مدى فاعليتها.

وبالإضافة إلى ما سَبَق، ‏مثَّل عام 2015 منتصف عِقْد العمل من أجل السلامة على الطرق 2011-2020، وتم إدراج اثنين من الغايات المتعلقة بالسلامة على الطرق ضمن أهداف التنمية المستدامة. واعتُمد إعلان برازيلياً بشأن السلامة على الطرق خلال المؤتمر العالمي الثاني الرفيع المستوى بشأن السلامة على الطرق، والذي عُقد في تشرين الثاني/نوفمبر 2015. ويُبيِّن هذا الإعلان خارطة الطريق العالمية نحو تحقيق غايات عِقد العمل من أجل السلامة على الطرق وأهداف التنمية المستدامة، والتي لن يتحقق أي منها إلا بالجهود المتضافرة في جميع البلدان.

وواصلت منظمة الصحة العالمية جهودها بشأن الجوانب المختلفة للوقاية من الإصابات الناجمة عن حوادث المرور ومكافحتها، وذلك بدءاً من البيانات وحتى الرعاية. وتم إعداد منهجية معيارية لتقدير كلفة الإصابات الناجمة عن حوادث المرور على الطرق، وتم تطبيقها على سبيل التجربة في جمهورية إيران الإسلامية. وتم الانتهاء من اختبار الأداة الإقليمية لتحديد ملامح نظم رعاية الإصابات والرضوح بعد تجربتها في جيبوتي وجمهورية إيران الإسلامية وباكستان. وتم إعداد تقرير لتوثيق التجربة واستعرضه النظراء تمهيدًا للنشر، ويوصي هذا التقرير بإجراءات معينة لمعالجة الثغرات الموجودة، كما سيمهّد الطريق للتوسُّع في التجربة وتطبيقها في البلدان الأخرى. وتم تطبيق التجربة على نطاق أشمل في العراق تعزيزًا لخدمات رعاية الإصابات والرضوح.

ومن المقرر عقد اجتماع إقليمي وزاري رفيع المستوى حول السلامة على الطرق في عام 2017 من أجل زيادة الالتزام السياسي والاتفاق على إجراءات ملموسة لتسريع وتيرة التقدُّم خلال النصف الثاني من عِقد العمل. وفي سبيل الإعداد لهذا الاجتماع، أجريت مشاورة على مستوى الخبراء في كانون الثاني/يناير 2016 لاستعراض تحليل متعمّق للعبء الحالي للإصابات الناجمة عن حوادث المرور على الطرق وعوامل الخطر المتعلقة بها في الإقليم، وهو التحليل الذي أجرته منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع كلية بلومبرغ للصحة العمومية التابعة لجامعة جونز هوبكنز. وبناء على هذا التحليل، سيقدم الخبراء آراءهم بشأن إعداد إطار عمل محدد للإجراءات المطلوبة على المستوى القُطري. وسوف يتم الاسترشاد بذلك في إعداد وثيقة مرجعية للاجتماع الوزاري تُحدد فيها مجموعات التدخلات عالية المردود لمجموعات البلدان الثلاث في الإقليم، استنادًا إلى الأعمال ذات الصلة بمنظمة الصحة العالمية، على أن يؤخذ في الاعتبار التطورات العالمية والإقليمية الأخيرة.

وفيما يتعلق بوقاية الأطفال من الإصابات، تم استعراض كل ما كُتب في هذا الشأن في الإقليم. واستنادًا إلى ذلك، تم تحديث وإتمام إطار عمل استراتيجي إقليمي بشأن وقاية الأطفال والمراهقين من الإصابات.

وفي مجال الوقاية من العنف، بيَّن التقرير العالمي لعام 2014 عن وضع الوقاية من العنف، الذي شاركت فيه 16 بلدًا من الإقليم، أن بلدان الإقليم المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل تحتل المرتبة الثالثة (7 لكل 000 100 نسمة) من حيث معدلات جرائم القتل، بين البلدان المماثلة في جميع أقاليم المنظمة. وكثير من استراتيجيات الوقاية التي خضعت للمسح متاحة في بلدان الإقليم المشاركة، إلا أن تنفيذها لم يخضع بعد للتقييم. وتم تنظيم مشاورة إقليمية لاستعراض خطة العمل العالمية لتعزيز دور النُظم الصحية في التصدي للعنف بين الأفراد، خاصة ضد النساء والفتيات وضد الأطفال، وذلك لضمان إدراج الأبعاد الإقليمية والقُطرية في النسخة النهائية. وقبيل المشاورة، عُقد اجتماع تحضيري للتنسيق مع وكالات الأمم المتحدة المعنية وجامعة الدول العربية للبدء في مناقشة آلية التنسيق الإقليمية المستدامة فيما بين الوكالات حتى يتسنَّى تنفيذ الخطة.

ويوجد عدد من التحديات الكبرى التي تواجه جهود الوقاية من العنف والإصابات ومكافحتهما على نحو فعال. فالالتزام السياسي المعلن لا يتم دومًا ترجمته إلى إجراءات كافية على المستوى القُطري. ويأتي ذلك بالإضافة إلى ضعف إنفاذ السياسات وأُطُر العمل التشريعية وتطبيقها وتقييمها. ولا يزال هناك نقص في التنسيق والعمل على مستوى القطاعات المتعددة. وعلاوة على ذلك، فإن إقرار نهج النظام المأمون الكامل غير كافٍ، خاصة مع الحاجة إلى التركيز أكثر على المسائل المتعلقة بالسلوك الفردي. وفي مجال الإعاقة، قامت عدة بلدان بإعداد استراتيجيات وخطط عمل وطنية خاصة بالإعاقة. وشاركت 13 بلدًا في المسح العالمي بشأن إعداد قائمة أولويات منظمة الصحة العالمية فيما يتعلق بالمنتجات المساعدة. وسوف يُناقش هذا الموضوع أثناء الدورة المقبلة للّجنة الإقليمية.

وواصلت المنظمة دعم البلدان في مجال الوقاية من العمى الذي يمكن تجنبه ومكافحته، وذلك تماشيًا مع مبادرة منظمة الصحة العالمية "الرؤية 2020: الحق في الإبصار". كما يجري إدماج أنشطة الرعاية الأولية للعيون ضمن نظام الرعاية الصحية الأولية في بعض البلدان، مما أسهم في خفض معدلات فقدان البصر وضعف النظر من خلال الكشف المبكر عن الحالات وإحالتها ومن خلال التثقيف بصحة العيون. وعلى الرغم من العبء الكبير لضعف الإبصار المرتبط بتقدم السن في كثير من بلدان الإقليم والزيادة في أمراض العيون التي قد تؤدي إلى العمى، مع حياة الناس الآن لفترات عمر أطول، يظل الاستثمار في مجال مكافحة العمى منخفضاً.

وسوف يعتمد بلوغ هدف القضاء على العمى الذي يمكن تجنبه بحلول عام 2020 على مدى قدرة النظم الصحية على توسيع نطاق الجهود المبذولة في هذا الصدد.

التثقيف الصحي وتعزيز الصحة

ركّزت منظمة الصحة العالمية، في عام 2015، على بناء القدرات في مجال إعداد خطط وطنية متعددة القطاعات بشأن الإجراءات الخاصة بالنشاط البدني وبشأن التسويق الاجتماعي وخطط الحملات الإعلامية. وبالشراكة مع المركز المتعاون مع المنظمة بشأن النشاط البدني والتغذية والسمنة في سيدني بأستراليا، تم إعداد حزمة تدريبية عن وسائل الإعلام والتسويق الاجتماعي لدعم البلدان في تنفيذ "أفضل الصفقات" فيما يتعلق بالنشاط البدني والنظم الغذائية الصحية. وعمل المشاركون سواء من قطاع الصحة أو من خارجه معًا على إعداد خطط مبدئية للتسويق الاجتماعي ووسائل الإعلام، والتي سوف تُطلق في عام 2016.

وتم إعداد مجموعة أدوات للاسترشاد بها في إدراج النشاط البدني ضمن الرعاية الصحية الأولية. وقد أعدت هذه المجموعة من الأدوات عبر الاستعراض المنهجي والتحليل التلوي، واللذان بيَّنا أن الرعاية الصحية الأولية ضرورية في تعزيز النشاط البدني، وبالتالي، فإنه من الضروري ضمان توفير الموارد الكافية للرعاية الصحية الأولية والتأكد من كونها مناسبة للعب دور أساسي في جعل السكان أكثر نشاطًا. واستعرضت البلدان مجموعة الأدوات لضمان ارتباطها بالإقليم وكذلك استنادها إلى السياق القُطري من الناحية العملية. وتتمثل الخطوة التالية في اختبار الأداة على سبيل التجربة في ثمانية بلدان مختارة.

وبالتعاون مع المكتب الإقليمي الأوروبي والمقر الرئيسي للمنظمة وجامعة ليفربول، عُقدت حلقة عمل للإقليمين لبناء القدرات القانونية والنهوض بالعمل فيما يتعلق بتوصيات المنظمة بشأن تسويق الأغذية والمشروبات غير الكحولية للأطفال. وحضر حلقة العمل مشاركون من تسعة بلدان حيث قاموا بإعداد خارطة طريق تمهيدية للنهوض بالعمل على التصدي لتسويق الأغذية غير الصحية في بلدانهم.

وفي إطار المبادرة الخاصة بمواجهة التسويق الذي لا يتم التصدي له، نُظمت سلسلة من الأنشطة لاسترعاء انتباه قطاعات أخرى بخلاف قطاع الصحة لهذه المسألة والحصول على أفكار مبتكرة في خلق حراك اجتماعي. ومن أهم الفعاليات كان تنظيم منتدى مفتوح حضرته وسائل الإعلام العامة وكبار الشخصيات على مستوى الإقليم وخبراء الإعلام وممثلو منظمات المجتمع المدني، بما في ذلك المنظمة الدولية لاتحادات المستهلكين، وانتهى المنتدى إلى مجموعة من الإجراءات سيتم الترويج لها لدى القطاعات الأخرى بخلاف قطاع الصحة. وتوجد عدة تحديات أمام تعزيز الصحة، ويتمثل أكبر هذه التحديات في قدرة البلدان على حشد القطاعات الأخرى بخلاف قطاع الصحة والعمل فيما بين القطاعات لتنفيذ الأهداف والحاجة إلى إجراء البحوث والمناصرة، والحاجة إلى حشد خبراء من ذوي الخلفية القانونية دعمًا للأهداف الإقليمية. وستستمر المنظمة في بناء القدرات لتعزيز العمل مع مختلف القطاعات.

المحددات الاجتماعية للصحة والنوع الاجتماعي

استمر التركيز على تنفيذ إعلان ريو السياسي بشأن المحددات الاجتماعية للصحة، والإدماج الفعَّال للمحددات الاجتماعية للصحة في إطار البرامج الصحية ونوع الجنس في البرامج الصحية، وتعزيز قدرات البلدان على تنفيذ إدماج الصحة في جميع السياسات، والعمل المشترك بين القطاعات، والمشاركة المجتمعية لمعالجة المحددات الاجتماعية للصحة ونوع الجنس.

واتفقت البلدان على تنفيذ إطار عمل تم إعداده في مشاورة إقليمية تم تنظيمها في عام 2015 حول الحد من أوجه عدم المساواة من خلال العمل على المحددات الاجتماعية للصحة. وفي هذا الصدد، أجرت أربعة بلدان تقييمات متعمقة بُغية إعداد خطط العمل. وتم رفع نتائج هذه التقييمات إلى اللجنة الإقليمية، والتي قامت بدورها بحث الدول الأعضاء على تقييم أوجه عدم المساواة في مجال الصحة والمحددات الاجتماعية المرتبطة بها، بالإضافة إلى تحديد الإجراءات ذات الأولوية ورَصْد التقدُّم الـمُحرَز (القرار ش م/ل إ 62/ق-1). وقد قام العديد من البلدان باتخاذ إجراءات محددة بشأن المحددات الاجتماعية للصحة.

الصحة والبيئة

بفضل الدعم الذي قدَّمه المركز الإقليمي لأنشطة الصحة البيئية، استطاع الكثير من البلدان تنفيذ برامج وأنشطة متعلقة بحماية الصحة والبيئة. وقد بدأ بالفعل تنفيذ الاستراتيجية الإقليمية للصحة والبيئة وإطار العمل الخاص بها (2014-2019)، وقامت عدة بلدان باتخاذ خطوات ملموسة نحو تطوير أُطُر العمل الاستراتيجية الوطنية بها. كما نظمت عدة بلدان بعثات ميدانية لتقييم وضع الصحة البيئية وتحديد أولوياتها.

وتم الترويج لدلائل منظمة الصحة العالمية الإرشادية حول جودة مياه الشرب، وإعادة استخدام المياه المستعملة. وقامت 16 بلدًا حتى الآن بتحديث معاييرها الوطنية المتعلقة بجودة مياه الشرب وفقًا لهذه الدلائل الإرشادية، كما أصدرت الأردن معايير وطنية بشأن جودة مياه الري بما يتماشى والدلائل الإرشادية للمنظمة بشأن الاستخدام الآمن للمياه المستعملة المعالجة في الزراعة. وبفضل دعم منظمة الصحة العالمية، استطاعت ثمانية بلدان اعتماد خطط وقائية لإدارة مأمونية المياه والإصحاح، كما نشرت 11 بلدًا مرتسماتها الوطنية بموجب إطار العمل الخاص بمبادرة الأمم المتحدة بشأن التقييم العالمي للصرف الصحي ومياه الشرب. وجميع البلدان مشاركة في البرنامج المشترك بين منظمة الصحة العالمية واليونيسف. ويتصدى بلدان اثنان حالياً لخطر الإشعاع الطبيعي في المياه الجوفية الذي يمثل تهديداً على الصحة العمومية.

وشاركت الدول الأعضاء في الإقليم في المفاوضات بشأن قرار جمعية الصحة العالمية (ج ص ع 68-8) حول الآثار الصحية لتلوث الهواء، وفي اعتماده، بالإضافة إلى مشاركتها في مناقشات بشأن خارطة الطريق الخاصة بالتنفيذ. وفي اجتماع إقليمي للخبراء مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة والمنظمة العالمية للأرصاد، نوقشت احتياجات الإقليم الخاصة فيما يتعلق بجودة الهواء؛ مثل أثر الرمال والغبار المنقول بالهواء على الصحة. وتم دعم بناء القدرات في مجال تلوث الهواء والصحة. وبالتعاون مع جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، قام المركز الإقليمي لأنشطة الصحة البيئية باستعراض المعارف وتجميعها من كل بلدان الإقليم في مجالات تلوث الهواء وتغير المناخ.

وبانضمامه إلى وفد منظمة الصحة العالمية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، دعا المكتب الإقليمي ودوله الأعضاء إلى وضع الصحة العمومية في صميم المناقشة الخاصة بتغير المناخ، كما ساهم في الاتفاقية العالمية الناجحة التي أُبرمت في باريس في كانون الأول/ديسمبر 2015. واستطاعت أربعة بلدان بدعم من منظمة الصحة العالمية أن تُعد مرتسماتها الوطنية الخاصة بتغير المناخ والصحة، والتي عُرضت في مؤتمر باريس وكثير غيرها من المرتسمات لا يزال في طور الإعداد. كما تم تكوين شبكة إقليمية من الخبراء في مجال تغير المناخ والصحة.

وتم تعزيز القدرة المؤسسية للبلدان في إدارة مخلفات الرعاية الصحية، كما تم توسيع نطاق الدعم التقني ليشمل عدة دول. واستجابة لأزمة المخلفات الصلبة في لبنان، عُقدت سلسة من المشاورات التقنية وأقيمت جلسات إحاطة لأصحاب المصلحة المعنيين حول الخطط الرئيسية لإدارة المخلفات الصلبة وتقييم مدافن القمامة وآثار النفايات على الصحة العمومية. وتم الانتهاء من إعداد بروتوكول علمي لتقييم الآثار الصحية المحتملة على السكان في لبنان فيما يتعلق بالمخلفات الصلبة وما يتعلق بها من تدخلات.

وتم إطلاق مبادرة إقليمية لتقييم سلامة الغذاء، بالإضافة إلى بعثات لإعداد المرتسمات الوطنية أجراها موظفو المنظمة وخبراؤها في 15 بلدًا، وعُرِضت نتائجها التي أظهرت ثغرات كبرى على اللجنة الإقليمية. وكان الغرض من ذلك تقييم مواطن القوة والضعف في النظم الوطنية المعنية بسلامة الغذاء، وتحديد الإجراءات ذات الأولوية المطلوب اتخاذها من أجل معالجة الثغرات التي يتم تحديدها في هذا المجال. ومن شأن هذه المبادرة المعروفة بمبادرة "من المزرعة إلى المائدة" أن تدعم قدرات البلدان على الوقاية من المخاطر الصحية والفاشيات المنقولة بالغذاء واكتشافها وتوفير التدبير العلاجي لها. وتتابع منظمة الصحة العالمية والبلدان النتائج وخطة العمل الإقليمية لتعزيز نظم سلامة الغذاء الجاري إعدادها.

وتم تقديم الدعم في مجال الصحة البيئية إلى كل البلدان التي تمر بحالات طوارئ، حيث قُدم الدعم الخاص بحالات الطوارئ في 10 بلدان، بما في ذلك عقد اجتماع إقليمي ضم أطرافاً متعددة من أصحاب المصلحة المعنيين، وإرسال البعثات التقنية، وتقديم الدورات التدريبة. وأنشأ المكتب الإقليمي لأنشطة الصحة البيئية مخزونًا إقليميًا متجددًا لإمدادات الصحة البيئية، وذلك دعمًا لحالات الطوارئ في الإقليم. كما تم دعم بناء القدرات لدى مقدمي الخدمات الصحية في كثير من البلدان، وذلك في إطار الاستجابة لمقتضيات الحوادث الكيميائية ورعاية الإصابات والرضوح. كما تم تعزيز القدرات الوطنية للتأهب والاستجابة لمقتضيات الأحداث الكيميائية والإشعاعية النووية وتلك المتعلقة بسلامة الغذاء، وذلك تمشياً مع متطلبات اللوائح الصحية الدولية (2005).

 


الصفحة 73 من 93