الصفحة الرئيسية
المواد المرجعية PDF طباعة

Promoting_activity_through_life_courseتعزيز النشاط البدني طيلة العمر - دعوة إقليمية للعمل | بالإنكليزية

 معلومات حول أهمية النشاط البدنيInfographic_physical_activity | بالإنكليزية 

Advocacy_for_physical_activityتعزيز النشاط البدني في إقليم شرق المتوسط من خلال نهج دورة الحياة | بالإنكليزية

Global Recommendations on Physical activity for Healthالتوصيات العالمية بشأن النشاط البدني من أجل الصحة

A Practical guide to developing and implementing policy on diet and physical activity دليل عملي لوضع وتنفيذ السياسات بشأن النظام الغذائي والنشاط البدني

A presentation by Professor Fiona Bull on promoting physical activity in the Eastern Mediterranean Region محاضرة حول تعزيز النشاط البدني في إقليم شرق المتوسط البروفيسور فيونا بول

Move for healthالحركة من أجل الصحة

Physical activity is simpleفيديو حول النشاط البدني | بالإنكليزية

صحف الحقائق حول النشاط البدني

الحالات المدروسة

 
تعزيز الصحة عبر جميع مراحل العُمر PDF طباعة

صحة الأمهات والأطفال والصحة الإنجابية

أحرَزَ الإقليم، على مدى العشرين سنة الماضية، تقدُّماً في التعامل مع وفيات الأمهات والأطفال التي يمكن تجنُّبها. فقد انخفض معدّل وفيات الأطفال دون سن الخامسة بالإقليم بنسبة %41 في الفترة من عام 1990 حتى عام 2011 (الشكل 3). كما انخفضت وفيات الأمهات بنسبة %42 بين عام 1990 و2010 (الشكل 3)، ومع هذا فلاتزال هذه المشكلة من المشاكل المهمّة والتي لا يُستهان بها؛ إذ تشير التقديرات إلى أن 000 923 طفل دون سن الخامسة، وما يقرب من 000 39 امرأة في سن الإنجاب لايزالون يموتون كل عام في الإقليم. وترتفع معدّلات وفيات الأمهات والأطفال بشكل خاص في المناطق الفقيرة والريفية والتي تعاني من نقص الخدمات، وذلك بين الأطفال الذين يعانون سوء التغذية والمراهقات الحوامل. وفي الوقت الذي بَلَغَت فيه بعض البلدان المرمَيَيْن الرابع والخامس من المرامي الإنمائية للألفية، لاتزال هناك حاجة إلى بَذل جهود موسَّعة لتسريع وتيرة انخفاض متوسط المعدّلات السنوية الحالية لوفيات الأمهات من %2.6 إلى %16.8، ولوفيات الأطفال من %2.5 إلى %14، بُغْيَة بلوغ هذَين المرميَيْن في الإقليم بحلول عام 2015.

وفي ظل معدّلات الوفيات غير المقبولة التي تؤثِّر على مجموعات السكان الضعيفة، وبالرغم من الزعم أن صحة الأمهات والأطفال تأتي في صميم التنمية، فإن الاتجاهات الراهنة تشير إلى أن بعض البلدان لم تعطِ الأولوية الكافية لتقليص هذا العبء. فالإتاحة المتدنية وغير العادلة لخدمات الرعاية الصحية للأمهات والأطفال في هذه البلدان ما فتئت تمثِّل مشكلة، إلى جانب ارتفاع معدّل تنقُّل العاملين، والافتقار إلى خطة وطنية متكاملة للعناية بصحة الأمهات والأطفال. إن عدم الاستقرار السياسي، وعدم كفاية الموارد المالية اللازمة لزيادة نطاق التغطية بالتدخلات الفعالة، والافتقار إلى البيانات الجيدة اللازمة لإدارة البرامج المسندة بالبيِّنات، كلها من الأمور التي تسهم في عدم التقدُّم بشكل كاف، ولاسيَّما في البلدان التي تشهد طوارئ إنسانية، وصراعات عنيفة، ونزوح للسكان. واستجابة لذلك، اعتمدت اللجنة الإقليمية صحة الأمهات والأطفال كإحدى الأولويات الاستراتيجية في الإقليم. وقد اعتمدت الاستراتيجية التي أقرها المكتب الإقليمي على ثلاثة عناصر: تركيز الدعم التقني للمنظمة بشكل خاص على البلدان التي تعاني من ارتفاع عبء وفيات الأمهات والأطفال؛ والتركيز على التدخلات العالية المردود، والشديدة التأثير في الرعاية الصحية الأولية؛ وتعزيز الشراكات. وهذه الأخيرة تعني مستوى أعلى من العمل المشترك بين برامج المنظمة الخاصة بصحة الأمهات والأطفال، وسائر البرامج الأخرى من قبيل النظم الصحية، ومكافحة الأمراض السارية بما في ذلك التمنيع، كما يعني كذلك بذل جهود خاصة لتعزيز التنسيق والعمل المشترك مع سائر الشركاء ولاسيَّما اليونيسف وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وغيرهم من الشركاء من خارج منظومة الأمم المتحدة. وتم في أيلول/سبتمبر 2012، تشكيل فريق خبراء إقليمي معني بصحة الأمهات والأطفال لمساعدة المكتب الإقليمي والدول الأعضاء. تلا ذلك عقد اجتماع لفريق الخبراء لتحديد التوجُّهات الاستراتيجية الخاصة بصحة الأمهات والأطفال في الإقليم، ولمساعدة البلدان في إعداد خطط عمل لتسريع وتيرة التقدُّم.

الشكل 2. اتجاه الوفيات دون سن الخامسة بما في ذلك وفيات الرُضَّع والولدان، 1990-2011 والاستقراء حتى عام 2015

الشكل 2.اتجاه الوفيات دون سن الخامسة بما في ذلك وفيات الرُضَّع والولدان، 1990-2011 والاستقراء حتى عام 2015

الشكل 3.  اتجاه وفيات الأمهات 1990-2010، والاستقراء حتى عام 2015

الشكل 3. اتجاه وفيات الأمهات 1990-2010، والاستقراء حتى عام 2015

وبنهاية العام، أنجز الكثير من العمل تمهيداً لعقد اجتماع رفيع المستوى حول إنقاذ حياة الأمهات والأطفال في مطلع عام 2013. وتم مناقشة عناصر خطط العمل القُطرية، وتحديدها بالاعتماد على التدخلات المسنَدَة بالبيِّنات والعالية المردود، وذلك من أجل تسريع وتيرة الحد من وفيات الأمهات والأطفال. وتم عقد حلقة عملية تقنية لإجراء المزيد من التحليل للفجوات والتحدِّيات الراهنة، مع التشارك في المعلومات والخبرات حول التقدُّم المحرَز في المرميَيْن 4 و5 من المرامي الإنمائية للألفية، وفي تحليل السياسات الوطنية الخاصة بصحة الأمهات والأطفال في 10 من البلدان ذات الأولوية والتي تعاني من ارتفاع عبء وفيات الأمهات والأطفال ألا وهي أفغانستان، وباكستان، وجنوب السودان، وجيبوتي، والسودان، والصومال، والعراق، ومصر، والمغرب، واليمن. وقد جاءت هذه الحلقة العملية عقب إيفاد "مهمة خاصة للمبعوثين" توجَّهَت للبلدان ذات الأولوية للقيام بحملات توعية ولحشد العمل من أجل زيادة التزام البلدان، ومشاركتها بفعالية في إعداد خطط تسريع الوتيرة.

واضطلع المكتب الإقليمي أيضاً بدور نشط في إطلاق أنشطة اللجنة المعنية بالمعلومات والمساءلة في 10 من البلدان التي تحظَى بالأولوية. وتم تنظيم حلقة عملية إقليمية في أيلول/سبتمبر 2012، شاركت فيها وفود البلدان ذات الأولوية. تلا هذه الحلقة تقديم الدعم إلى سبعة من هذه البلدان، ومساعدتها على عقد حلقات عملية وطنية تمخضت عن إعداد خرائط طرق قطرية لتعزيز المساءلة الوطنية، والعمل على تحسين صحة النساء والأطفال.

ولما كان تقديم المشورة يمثِّل عنصراً أساسياً في تحسين جودة الرعاية وأثرها على الصحة العمومية، فقد ركَّز المكتب الإقليمي، بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان على إعداد فرقٍ إقليمية ووطنية من المدرِّبين في مجال تقديم المشورَة المتعلّقة بالصحة الإنجابية وصحة الأمهات. وقد بَلَغَت التغطية بالتدبير المتكامل لصحة الطفل نحو %72 من مرافق الرعاية الصحية الأولية الموجودة في 13 بلداً. وواصَل المكتب الإقليمي دعم عملية تقييم جودة التعليم ونتائج الطلاب في كليات الطب التي أدخَلَت التدبير المتكامل لصحة الطفل في برامجها التعليمية. وتم طرح مبادرة لزيادة التغطية بالتدخلات في بعض البلدان.

ومن ثَم يتمثَّل التحدي الماثل أمامنا في عام 2013 في ضرورة الانتهاء من إعداد خطط تسريع وتيرة التقدُّم، وإطلاقها، وتنفيذها لتكثيف العمل على بلوغ المرمى 4 والمرمى 5 من المرامي الإنمائية للألفية قبل حلول عام 2015.

التغذية

قدَّم المكتب الإقليمي الدعم التقني لإعداد السياسات، ولتنفيذ الاستراتيجية الإقليمية وخطة العمل المعنية بالتغذية في الكثير من البلدان. ومع هذا يفتقر معظم البلدان إلى السياسات والخطط الميدانية المتعددة القطاعات الخاصة بالطعام والتغذية، ناهيك عن ضعف التنسيق، بشكل عام، بين السياسات الزراعية وتلك المتعلقة بالصحة. وأُدخِلَ التدبير العلاجي لسوء التغذية الشديد في ثلاثة بلدان (أفغانستان، وباكستان، واليمن) من خلال تقديم الدعم اللازم لإنشاء ما يزيد على 60 وحدة تدريب وإسعاف في مستشفيات الأطفال والمراكز الصحية الرئيسية. وبالتعاون مع المقرّ الرئيسي للمنظمة، قام المكتب الإقليمي بدعم بناء القدرات الإقليمية اللازمة لإدخال دلائل إرشادية جديدة لمنظمة الصحة العالمية بشأن التدبير العلاجي لسوء التغذية الشديد بما يسهِّل عملية تحديث البروتوكولات وخطط العمل الوطنية ذات الصلة. وتَمَّت مراجعة الدلائل الإرشادية الإقليمية المعنية بإغناء طحين القمح والذرة بالفيتامينات والمعادن، بالمشاركة مع مبادرة إغناء الطحين، والتحالف العالمي لتحسين التغذية، ومبادرة المغذيات الزهيدة المقدار، واليونيسف، وبرنامج الأغذية العالمي، وذلك بهدَف مواكَبة هذه الدلائل مع توصيات المنظمة. كما أسُدى النصح لبعض البلدان بهدف تعزيز نُظُم ترصُّد التغذية فيها.

الشيخوخة وصحة فئات خاصة

تُواجه الدول الأعضاء، بشكل عام، تحدّيات جسيمة تتعلق باستدامة الالتزام ببرامج التمتع بالصحة في مرحلة الشيخوخة، فضلاً عن الفجوات التي تكتنف مدى تأهب النُظُم الصحية للاستجابة للاحتياجات المتزايدة للسكان في مرحلة الشيخوخة، وتوافر العاملين الصحيين المدرَّبين جيداً ممن يتمتعون بالخبرة الكافية في هذا المضمار. ومع هذا فقد أحرز بعض التقدُّم في مجال التعاون التقني مع الدول الأعضاء في عام 2012.

وزارت بعثات التقييم الأردن، وجمهورية إيران الإسلامية، والجمهورية العربية السورية، وعَكَسَت نتائج الزيارات بعض التقدُّم الإيجابي، والالتزام بتقوية السياسات والبرامج. فقد لاقت مبادرات المجتمعات والمدن المراعية للسن الدعم في ثلاثة بلدان (الأردن، والبحرين، والجمهورية العربية السورية). وتم إعداد نسخة محدَّثة من الدليل الإقليمي للعاملين في الرعاية الصحية الأولية حول الرعاية الصحية بالمسنين، هذا بالإضافة إلى الدليل الإجرائي ودليل الميسِّر. وصُمِّمت أداة إقليمية إلكترونية لتجميع بيانات حول التشيُّخ والصحة. وقام العديد من البلدان بإعداد وتحديث الاستراتيجيات الوطنية الخاصة بالشيخوخة المفعمة بالصحة والنشاط ورعاية كبار السن. وأعدَّت المملكة العربية السعودية وثيقة استراتيجية وطنية، فضلاً عن دلائل إرشادية محدثة حول الرعاية الصحية لكبار السن. وكانت عُمان رائدة في تصميم برنامج فريد لتقديم خدمات الرعاية للمسنين.

العنف والإصابات والإعاقة

في عام 2012، حددت المنظمة الوقاية من الإصابات كأحد البرامج التي تحظى بالأولوية في الإقليم مع التركيز بشكل خاص على رعاية الإصابات الناجمة عن تصادمات الطرق، وعلى الرضوح. وتم بالتعاون مع الخبراء الإقليميين والدوليين إعداد خطة إقليمية مدتها خمس سنوات (2012-2016) لتقليص معدّل الإصابات الناجمة عن تصادمات الطرق. وقام 19 بلداً بوضع خط الأساس للتقرير العالمي عن حالة السلامة على الطرق لعام 2013. وتم توثيق الأنشطة الوطنية المتعلقة بالسلامة على الطرق في 13 بلداً باستخدام أداة إقليمية، وتم في 16 بلداً، إجراء حلقات عملية إقليمية لبناء قدرات مهنيي الصحة العمومية في مجال الوقاية من العنف والإصابات، ووبائيات الإصابات. وتم إدماج الوقاية من الإصابات في المناهج الخاصة بالصحة العمومية، وطب الطوارئ، والتمريض. ووضع الإطار الإقليمي للوقاية من إصابات الأطفال والمراهقين في صيغته النهائية. وأُدرجت وحدة الوقاية من إصابات الأطفال في المجموعة التدريبية الإقليمية المعدة للممثلين المجتمعيين والمتطوعين الصحيين.

وأُطلِق التقرير العالمي حول الإعاقة في السودان، وأعقبه تدريب متعدد القطاعات على تنسيق عملية تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للإعاقة. وتم إجراء التدريب على سُبُل الإبلاغ عن تنفيذ اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وذلك بالتعاون مع جامعة الدول العربية وغيرها من الشركاء. وبالإضافة إلى ذلك، تم إجراء تقييم سريع لخدمات إعادة التأهيل مع التركيز بشكل خاص على الوسائل المساعدة والأطراف الصناعية وأجهزة التقويم في تونس ومصر.

تعزيز الصحة والتثقيف الصحي

أما في مجال تعزيز الصحة، فقد أعد المكتب الإقليمي أداة لتيسير إعداد خطط عمل وطنية، وإشراك قطاعات متعددة. وفي إطار عمل المنظمة على تنفيذ اللوائح الصحية الدولية، أعد المكتب الإقليمي، بالتعاون مع المقرّ الرئيسي للمنظمة وجامعة إنديانا، صورة للقدرات الراهنة في مجال الإبلاغ عن المخاطر أثناء الأزمات الصحية، ووضع مسوَّدة إطار للإبلاغ عن المخاطر في هذه الأثناء. وكان الهدف من إعداد هذا الإطار هو إيضاح مختلف "نقاط الالتقاء" الأساسية للاتصال والتي يحدث بينها نوع من التداخل إبان الطوارئ، وتوضيح التنسيق اللازم فيما بينها.

وتم بالتنسيق مع مراكز الوقاية من الأمراض ومكافحتها في أتلانتا، والمقرّ الرئيسي للمنظمة، مدّ نطاق المسح العالمي للصحة المدرسية إلى السودان والعراق وقَطَر.

أما في مجال صحة الفم، فقد عَقَدَ المكتب الإقليمي اجتماعاً للخبراء بهدف الانتهاء من وضع استراتيجية إقليمية لتعزيز صحة الفم، ووضع مجموعة أساسية من مؤشّرات تعزيز صحة الفم.

المحددات الاجتماعية للصحة ونوع الجنس (الجندر)

قدَّمت المنظمة دعماً تقنياً لبعض البلدان لمساعدتها في إعداد خطة ومجموعة من الإجراءات المتعلقة بالمحددات الاجتماعية للصحة. وتم إعداد خطة استراتيجية إقليمية من أجل تفعيل إعلان ريو السياسي بشأن المحددات الاجتماعية للصحة، ونوقشَت هذه الخطة، وذلك في حلقة عملية بلدانية.

وعلى جانب آخر، تم توسيع نطاق برنامج المدن الصحية في الإقليم من خلال تنفيذ أداة التقييم والاستجابة في ما يخص الإنصاف في الصحة في المناطق الحضرية، بُغْيَة التعرّف على ما يكتنف العدالة الصحية من فجوات، وتحديد سُبُل الاستجابة على مستوى السياسات. وقد دعم المكتب الإقليمي وزارة الصحة في السودان وساعدها في إعداد دليل تدريبي حول إدارة المخاطر أثناء الكوارث في المجتمعات، وفي اختباره ميدانياً من أجل حشد العمل والاستجابة المجتمعية بهدف تقليص الخطر إبان الكوارث. وتم إطلاق موقع للشبكة الإقليمية للمدن الصحية على شبكة الإنترنت في كانون الثاني/يناير 2012، لتمكين المحافظين ورؤساء البلديات من تسجيل مدنهم، وتبادل خبراتهم وابتكاراتهم في هذا المضمار.

وتم دعم بناء القدرات في أفغانستان، وباكستان، والعراق، وفلسطين، لدعم تعميم مراعاة الفروق بين الجنسين في الصحة العمومية، وإدارة القطاع الصحي، والتصدّي للعنف الذي يمارس على أساس نوع الجنس.

 
تعزيز الصحة طيلة العمر PDF طباعة

النهج الشامل لمراحل الحياة

الصحة هي نتاج كل السياسات، بما في ذلك تلك المتعلقة بالمحددات الاجتماعية للصحة. وقد واصلَت المنظمة، في عام 2014، جهودها في دعم البلدان لحماية وتعزيز صحة وسلامة وعافية سكان الإقليم طيلة العمر، مع التركيز بشكل خاص على صحة الأمهات والأطفال باعتبارها أولوية استراتيجية.

صحة الأمهات والأطفال والصحة الإنجابية

شهد الإقليم، في الفترة ما بين 1990 و2013، انخفاض معدَّل وفيات الأمهات بنسبة 50%، والأطفال دون سن الخامسة بنسبة 46% (أنظر الشكلين 1 و 2). وانتقل الإقليم من المرتبة الثانية إلى المرتبة الثالثة بين أقاليم المنظمة من حيث أعلى معدّلات الوفيات بين الأمهات، بعد إقليمي أفريقيا وجنوب شرق آسيا. وعلى الرغم من هذه الإنجازات، فإن معدّلات الانخفاض ما تزال غير قادرة على بلوغ المعدّلات التي حددتها الأهداف الإنمائية للألفية؛ الهدف الرابع (خفض وفيات الأطفال دون سن الخامسة بنسبة 67%)، والهدف الخامس (خفض وفيات الأمهات بنسبة 75%)، بحلول 2015. وفضلاً عن ذلك، فإن 26.000 من الأمهات، و845.000 من الأطفال دون سن الخامسة ما يزالون يلقون حتفهم كل عام في هذا الإقليم. ويقع نحو 95% من هذه الوفيات في الدول الأعضاء التسع التي تنوء بعبء مرتفع من وفيات الأمهات والأطفال.

الشكل 1. اتجاه وفيات الأمهات 1990 – 2013 واستقراؤه حتى عام 2015

الشكل 1. اتجاه وفيات الأمهات 1990 – 2013 واستقراؤه حتى عام 2015

المصدر: الاتجاهات في وفيات الأمهات: 1990 – 2013. تقديرات منظمة الصحة العالمية، واليونيسف، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، والبنك الدولي، وشعبة السكان في الأمم المتحدة.
جنيف: منظمة الصحة العالمية؛ .2014

الشكل 2. اتجاهات وفيات الأطفال دون سن الخامسة: 1990-2013 واستقراؤها حتى عام 2015

الشكل 2. اتجاهات وفيات الأطفال دون سن الخامسة: 1990-2013 واستقراؤها حتى عام 2015

المصدر: مستويات وفيات الأطفال واتجاهاتها – تقرير 2014، تقديرات الفريق المشتَرَك بين الوكالات المعني بتقديرات وفيات الأطفال التابع للأمم المتحدة. جنيف: اليونيسف، ومنظمة الصحة العالمية، والبنك الدولي، وشعبة السكان في الأمم المتحدة: 2014

وهناك العديد من العوامل التي تسهم في ارتفاع معدّلات وفيات الأمهات والأطفال. فالنُظُم الصحية الضعيفة، والنقص في أعداد الموارد البشرية المدرَّبة تدريباً جيداً، والتوافر غير المستدام للسلع الضرورية، وعدم أداء نُظُم الإحالة للمهام المنوطة بها، تمثِّل تحدّياً كبيراً أمام البلدان التي تنوء بعبء مرتفع في هذا المجال. ويتفاقم هذا الوضع بفعل عدم الاستقرار السياسي، والاضطرابات الاجتماعية، والأزمات الحادة والمزمنة الطويلة الأمد التي تعاني منها هذه البلدان.

وحافَظ المكتب الإقليمي، خلال 2014، على دعمه في مجال الصحة الإنجابية، وصحة الأمهات، وحديثي الولادة، والأطفال، والمراهقين، مع التركيز بشكل خاص على صحة الأمهات والأطفال في البلدان التسعة ذات الأولوية، وذلك من خلال تعاون وثيق مع صندوق الأمم المتحدة للسكان واليونيسف. وقد تمّ، بنهاية أيلول/سبتمبر 2014، استيعاب الأموال التي كانت المنظمة قد خصصتها في عام 2013 من أجل الشروع في تنفيذ الخطط الوطنية لتسريع وتيرة التقدُّم في مجال صحة الأمهات والأطفال في هذه البلدان. واستُخدِمَت هذه الأموال في دعم تنفيذ الأنشطة ذات الأولوية، والتي شملت: بناء قدرات مقدِّمي الخدمات الصحية، وشراء السلع المنقذة للحياة، وتعزيز التدخُّلات المجتمعية. وحيث حددت البلدان التسعة جميعا، صحة الأمهات والأطفال كبرامج ذات أولوية في الثنائية 2014 – 2015، فقد تم توفير 7 ملايين دولار أمريكي أخرى لتنفيذها، وذلك من خلال البرنامج التعاوني للمنظمة. وعلاوة على ذلك، تم توفير 7 ملايين دولار أمريكي، و10 ملايين دولار أمريكي، من موارد الصندوق الاستئماني، لدعم الأنشطة ذات الصلة وذات الأولوية في كل من أفغانستان وباكستان، على التوالي.

وفي اجتماع بلداني لمديري البرامج الوطنية، عُقِد بصفة مشتَرَكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان واليونيسف، في حزيران/يونيو 2015، تمَّت مراجعة الوضع الحالي والتحدّيات التي تواجِه البلدان في مجال صحة الأمهات، وحديثي الولادة، والأطفال، بما في ذلك الأسباب الرئيسية المؤدِّية إلى وفيات الأمهات، وحديثي الولادة، والأطفال في هذا الإقليم. واستناداً إلى نتائج هذا الاجتماع، تم تحديد الإجراءات ذات الأولوية اللازمة لتيسير تنفيذ خطط تسريع وتيرة التقدُّم في مجال صحة الأمهات والأطفال في عام 2015، وكذلك التوجُّهات الاستراتيجية الخاصة ببرامج الصحة الإنجابية، وصحة الأمهات، وحديثي الولادة، والأطفال، والمراهقين في مرحلة ما بعد 2015. وواصلت المنظمة متابعتها الوثيقة ودعمها المستمر لتنفيذ الخطط الموضوعة، وقدَّمت الدعم التقني لمعالجة الثغرات التي تم تحديدها من خلال البعثات القُطرية. ويتم إيلاء اهتمام خاص لتقوية العناصر ذات الصلة بالنُظُم الصحية. ويشمل ذلك تحليل مدى توافُر الموارد البشرية اللازمة لتقديم خدمات صحة الأمهات والأطفال، وتقييم الخدمات المقدَّمة من حيث الجودة ومكافحة العدوى، وتعزيز أنشطة البحوث الميدانية لمعالجة الثغرات في نظام تقديم الرعاية الصحية.

ومن أولويات أعمال المنظمة في هذا الإقليم، دعم البلدان لإنشاء وتعزيز رعاية ما قبل الحمل. والغَرَض من ذلك هو تحقيق مزيد من التحسُّن في حصائل الخدمات المقدَّمة لصحة الأمهات، وحديثي الولادة، والأطفال في الدول الأعضاء. وقد أفضى اجتماع عُقِد مع الدول الأعضاء، وخبراء دوليين وإقليميين، إلى الوصول إلى توافُق في الرأي حول مجموعة من التدخُّلات الأساسية، وقنوات تقديم الخدمة في ما يتعلق برعاية ما قبل الحمل. ومن المقرَّر القيام بمزيد من الأعمال خلال 2015 من أجل دراسة أكثر عمقاً لقاعدة البيِّنات ذات الصلة بهذه التدخُّلات، وكذلك لوضع إطار تنفيذي إقليمي في هذا المجال.

وبدأت المنظمة، بالتعاون مع الشركاء، في تحليل الإنجازات التي تحققت في البلدان في ما يتعلق بالهدفين الرابع والخامس من الأهداف الإنمائية للألفية. ويشير هذا التحليل إلى أن سبعة بلدان حققت انخفاضاً في مستويات وفيات الأمهات والأطفال، وأن ستة من هذه البلدان تمكَّنت من بلوغ الهدف الرابع، وحقق بلَدَان الهدف الخامس. وبأخذ ذلك في الاعتبار، فإن خمسة بلدان، بالإضافة إلى البلدان التسعة ذات الأولوية، يتعيَّن عليها أن توجِّه مزيداً من التركيز إلى صحة الأمهات والأطفال حتى نهاية 2015. وما مِن شَك في أن الأزمات التي يمرّ بها العديد من البلدان قد أثَّرت تأثيراً خطيراً على الإنجازات التي سبق تحقيقها. إذن، فهناك حاجة ماثلة إلى تبني نُهُج مبتكرة من أجل تلبية الاحتياجات الصحية للأمهات والأطفال في ظل هذه الظروف. وحتى في البلدان التي تنخفض فيها معدّلات وفيات الأمهات والأطفال، فإن هناك حاجة إلى وجود خطط استراتيجية للحفاظ على الإنجازات القائمة، وتنفيذ التدخُّلات المستهدَفَة لتحقيق مزيد من الانخفاض في معدّلات وفيات الأمهات والأطفال، ولاسيَّما وفيات حديثي الولادة.

ولم يتبقّ سوى شهور قليلة على موعد رفع التقارير بشأن ما أُنجِز تجاه بلوغ الأهداف الإنمائية للألفية. ورغم أن عدداً من البلدان التسعة ذات الأولوية سيظل يسجل معدّلات وفيات مرتفعة، فإن هذه البلدان قد أحرزَت تقدُّماً كبيراً في هذا المجال، وذلك بفضل الجهود المشتركة والمكثفة التي بُذلت في هذا الشأن. ومن الأهمية بمكان أن تتواصَل هذه الجهود، وأن توضع الخطط المناسبة استناداً إلى خطة التنمية لما بعد عام 2015. وسيكون التزام الدول الأعضاء ومشاركتها أمراً حاسماً في قيادة الحوار حول خطة التنمية لما بعد عام 2015، ومعالجة الأولويات المتصلة بإنقاذ حياة الأمهات والأطفال. وتستند الاستراتيجية العالمية المنقّحة بشأن صحة المرأة والطفل والمراهق، التي سيتم إطلاقها في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر 2015، إلى استراتيجية 2010-2015، إضافة إلى الدروس المستفادة من الأهداف الإنمائية للألفية، وستركز على البيِّنات ذات الصلة بالاستثمارات والإجراءات الفعّالة، وستستهدف المساواة، وحقوق الإنسان، والمحددات الاجتماعية للصحة. وسيكون على الدول الأعضاء مواءمة توجهاتها الاستراتيجية كي تتوافق مع هذه الاستراتيجية وخطة التنفيذ الخمسية التي سيُقترح إقرارها رسمياً في اجتماع جمعية الصحة العالمية، في أيار/مايو 2016.

التغذية

ما تزال مؤشرات التغذية في هذا الإقليم تثير القلق، حيث تعاني البلدان من ارتفاع معدّلات سوء التغذية، وتدنِّي ممارسات التغذية، وعَوَز المغذيات الزهيدة المقدار، والسمنة. ويسهم سوء التغذية إسهاماً كبيراً في وفيات الأطفال، ويُعَدُّ السبب الرئيسي وراء وفيات الأطفال دون سن الخامسة، حيث يتسبب في وقوع 45% من مجموع وفيات الأطفال في العالم، وكذلك في هذا الإقليم، في عام 2013. وعلى الجانب الآخر، فإن فقر الدم، الذي يؤدِّي إلى ضعف صحة النساء وعافيتهن، ويزيد من خطر حدوث نتائج سلبية لدى الأمهات وحديثي الولادة، يصيب حوالي 40% من النساء في سن الإنجاب في هذا الإقليم. وتعمل المنظمة مع الدول الأعضاء من أجل تطبيق خطة التنفيذ الشاملة الخاصة بتغذية الأمهات والرضَّع وصغار الأطفال، وأهدافها العالمية، التي أقرّتها جمعية الصحة العالمية في عام 2012.

وفي ما يتعلق بنقص التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة، فإن المتوسط الإقليمي المرجَّح يبلغ 28% بالنسبة للتقزُّم، و8.71% للهزال، و18% لنقص الوزن. ويمثِّل كل من أفغانستان، وباكستان، وجيبوتي، والسودان، واليمن، بلدان الإقليم التي تنوء بالعبء الأكبر من التقزُّم ونقص الوزن، حيث تتراوح نسبة انتشار التقزُّم ما بين 33.5% و46.5%، ونسبة انتشار نقص الوزن ما بين 25% و 39%. ويشير معدّل التغير السنوي في نسبة انتشار التقزُّم إلى أن عدة بلدان (فلسطين، ولبنان، ومصر، والمغرب) تسير على الدرب الصحيح صَوْب بلوغ الهدف المحدد لعام 2025 في ما يتعلق بالتقزُّم.

وعلى الرغم من الالتزام العالمي بتعزيز الاقتصار على الرضاعة الطبيعية، فإن نسبة الالتزام بهذه الممارسة في الإقليم ما تزال منخفضة ولم تزد على 34%. وما يزال مستوى تنفيذ المدوّنة الدولية لقواعد تسويق بدائل لبن الأم في هذا الإقليم دون الهدف العالمي (50%). وأظهر تقييم إقليمي أجري في عام 2014، أن خمسة بلدان فقط هي التي تنفذ المدوّنة تنفيذاً كاملاً، في حين يتم تنفيذها بشكل جزئي في عشرة بلدان، ولا يتم تنفيذها في ستة من البلدان. وقد عُقد اجتماع تشاوري إقليمي بغَرَض بحث سُبُل تسريع وتيرة تنفيذ هذه المدوّنة، وأسفر ذلك عن إصدار بيان إقليمي خاص بالسياسات وخطة عمل بشأن الحاجة الماسَّة إلى التنفيذ الكامل للمدونة ولقرارات جمعية الصحة العالمية ذات الصلة التي تم توزيعها على جميع وزارات الصحة من أجل تنفيذها. وتعمل المنظمة مع الدول الأعضاء على رصد تنفيذ هذه الخطة.

وارتفعت معدّلات فرط الوزن والسمنة بين الأطفال دون سن الخامسة، على مستوى الإقليم، من 5.8% إلى 8.1% خلال الفترة ما بين عامَي 1990 و2012، وهو ما يتجاوز المعدّل العالمي البالغ 6.7%. وينتشر فرط الوزن والسمنة بين المراهقين (13-15 عاما) انتشاراً كبيراً، ولاسيَّما في بلدان المجموعة الأولى، وفي بعض بلدان المجموعة الثانية. وترتفع معدّلات فرط الوزن والسمنة في معظم بلدان هاتَيْن المجموعتَيْن بما يفوق القيمة الوسطية العالمية البالغة 21.7%. والبيانات المتوافرة حالياً في هذا الإقليم تخُص فقط فئتين عمريتين: الأطفال دون سن الخامسة، والمراهقين ما بين 13 و15 سنة.

إذن، فالتحدّيات التي تواجِه برامج التغذية في هذا الإقليم، ولاسيَّما في بلدان المجموعة الثالثة، هي تحدّيات هائلة. وهناك حاجة ملحَّة إلى رفع مستوى الالتزام وإيلاء الأولوية لقضية التغذية في جميع البلدان. وكان قد عُقِد اجتماع بلداني حول التغذية في حزيران/يونيو 2015، من أجل توجيه الدول الأعضاء حول كيفية تنفيذ التوصيات الصادرة عن المؤتمر الدولي الثاني المعني بالتغذية، حيث تم تحديد مجموعة من سبع مبادرات ذات أولوية، في ذلك المؤتمر. وسيتم وضع إطار عمل إقليمي، خلال 2015، من أجل ترجمة هذه الأولويات إلى إجراءات ملموسة يتم تنفيذها عبر الثنائية القادمة وفي ما بعدها.

التشيُّخ وصحة الفئات الخاصة

على الرغم من وجود أولويات متنافسة، فقد اتخذ العديد من البلدان خطوات نحو تعزيز الجهود في مجال التمتُّع بالصحة والنشاط في مرحلة الشيخوخة، وصحة الفئات الخاصة. فالبلدان تولي اهتماماً خاصاً لتعزيز البرامج المعنية بالتمتُّع بالصحة والنشاط في مرحلة الشيخوخة، وتقوم بتنفيذ خطة العمل العالمية المعنية بصحة العمال. كما يتم تنفيذ مبادرة الرعاية الصحية الأولية المراعية للمسنِّين في عدد من البلدان، وتتم الاستفادة من نتائجها لتحسين أداء البرنامج.

وتم تقديم الدعم التقني لبلدان مجلس التعاون الخليجي لوضع آليات لتطبيق معايير الصحة المهنية والبيئية في اعتماد المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية الأخرى، مع تحديد أدوار واضحة للأطراف المعنية. وتم وضع خطة عمل مفصَّلة تتضمَّن مؤشرات عملية، وإطار زمني من أجل توسيع نطاق خدمات صحة العمال في هذه البلدان. وتوَاصَل التعاون مع برنامج الصحة النفسية بهدف تعزيز الخدمات النفسية والاجتماعية في أوساط الصحة المدرسية، وإضفاء الطابع المؤسسي على تعزيز الصحة النفسية المدرسية وخدماتها. فأوضاع الطوارئ المعقّدة السائدة في 16 بلداً من بلدان الإقليم تؤكِّد مدَى الحاجة إلى إدماج عنصر الصحة النفسية ضمن برامج الصحة المدرسية. وقد تم الانتهاء من إعداد حزمة تدريبية لمعلمي المدارس، والتي خضعت لمراجعة نظراء قام بها مراجعون خارجيون، وكذلك من خلال اجتماع تشاوري إقليمي عُقِد في القاهرة، وستتم تجربتها في خمسة بلدان. وفي ضوء الأهمية التي تحظى بها المدارس باعتبارها نقطة دخول للعديد من التدخُّلات الخاصة بالصحة العمومية، فإن الحاجة إلى وضع معايير متكاملة لتعزيز الصحة في المدارس، آخذة في الازدياد. ويتواصل العمل في هذا الاتجاه، وسيَتِم إطلاق مبادرة جديدة في هذا المجال خلال النصف الثاني من 2015.

العنف والإصابات والإعاقات

يحل الإقليم ثانياً بين أقاليم المنظمة من حيث معدَّل الوفيات الناجمة عن حوادث المرور على الطُرُق

(21.3 لكل 100.000 نَسَمة، مقارنةً بالمعدّل العالمي البالغ 18.03 لكل 100.000 نَسَمة). وبينما تقع غالبية هذه الوفيات في البلدان المتوسطة الدخل، فإن لدى البلدان ذات الدخل المرتفع أعلى معدَّل وفيات بين البلدان المماثلة في جميع أنحاء العالم. ومن الواضح أن الإصابات الناجمة عن التصادُمات المرورية على الطرق تشكِّل مصدر قلق بالغ بالنسبة لجميع بلدان الإقليم، بصرف النظر عن مستوى الدخل فيها. ولا تزال هناك ثغرات خطيرة في ما يتعلق بالتنفيذ الشامل للتدخُّلات التي أثبتت جدواها من حيث الفعالية لقاء التكاليف. وعلى حين تقوم غالبية البلدان بتطبيق بعض جوانب هذه التدخُّلات، فإنها لا تطبَّق كحزمة واحدة تغطي جميع العناصر الأساسية، الأمر الذي يؤثِّر بشكل خطير على فاعليتها.

ومن بين التحدِّيات الماثلة في هذا المجال، الالتزام السياسي غير الكافي، ونقص التنسيق، وعدم كفاية العمل المتعدد القطاعات، وضعف إنفاذ وتطبيق وتقييم السياسات والأُطُر التشريعية، والغياب واسع النطاق للتبليغ، وتفتُّت النُظُم الخاصة بالبيانات، فضلاً عن الثغرات الكبيرة في خدمات الرعاية والتأهيل التالي للإصابات والرضوح. ويتعيَّن على القطاع الصحي أن يستوعب دوره كاملاً في ما يتعلق بالوقاية من الإصابات ومكافحتها.

وكان قد عُقِد اجتماع تخطيطي لمسؤولي التنسيق المعنيين بالوقاية من الإصابات، في وزارات الصحة، حيث حدَّدت البلدان الأنشطة ذات الأولوية التي ينبغي إدراجها ضِمن خططها الوطنية في هذا المجال. وتم إعداد إطار عمل إقليمي حول السلامة على الطرق، وذلك بالتشاور مع البلدان ومع مجموعة من الخبراء الخارجيين. واستكملت البلدان إجراءات التبليغ الخاصة بالتقرير العالمي عن حالة السلامة على الطرق 2015، الذي سيَرصُد التقدُّم المحرَز عَبْر عقد العمل من أجل السلامة على الطرق 2011 – 2020. وتم إعداد منهجية معيارية لتقدير كلفة الإصابات الناجمة عن التصادمات المرورية على الطرق، وسيتم اختبارها خلال 2015. وتم اختبار أداة إقليمية لتحديد ملامح نُظُم رعاية الإصابات والرضوح، وذلك في ثلاثة من البلدان، تمهيداً للتوسُّع في استخدامها في بلدان أخرى.

ومن المقرر عَقْد اجتماع رفيع المستوى حول السلامة على الطرق في أوائل 2016 من أجل زيادة الالتزام السياسي والاتفاق على إجراءات ملموسة لتسريع وتيرة التقدُّم خلال النصف الثاني من عقد العمل. وسيتم، في إطار التحضير لهذا الاجتماع، عُقِد اجتماع تشاوري للخبراء من أجل وضع اللمسات الأخيرة على إطار العمل المحدد، ولمراجعة الوثيقة المرجعية للاجتماع، والتي تقوم المنظمة بإعدادها مع كلية بلومبرغ للصحة العمومية التابعة لجامعة جونز هوبكنز. وسوف تقدِّم هذه الوثيقة معظم المعلومات حول عبء الإصابات الناجمة عن التصادمات المرورية على الطرق في هذا الإقليم، بالإضافة إلى توصيات عملية لبلدان المجموعات الثلاث، استناداً إلى الأعمال ذات الصلة بالمنظمة، بما في ذلك التقرير العالمي عن حالة السلامة على الطرق 2015، مع الأخذ في الاعتبار التطورات العالمية الأخيرة، مثل الأهداف الجديدة للتنمية المستدامة.

وفي مجال الوقاية من العنف، قدَّم تقرير الحالة العالمي عن الوقاية من العنف، 2014، لأول مرّة، معلومات عن مختلف جوانب الوقاية من العنف ومكافحته، وذلك من 16 بلداً من بلدان هذا الإقليم، تمثِّل 63% من سكانه. ويبين التقرير أن البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل في هذا الإقليم تحتل المرتبة الثالثة (7 لكل 100.000 نسمة) من حيث جرائم القتل، بين البلدان المماثلة في جميع أقاليم المنظمة. وتَبَيَّن أن الكثير من استراتيجيات الوقاية التي خضعت للمسح متوافرة، غير أنه ينبغي تقييم تنفيذ تلك الاستراتيجيات. وسيتم، في عام 2015، إجراء حوارات بشأن السياسات الوطنية في ثلاثة بلدان، حول النتائج الواردة في التقرير العالمي، وذلك من أجل وضع خطط عمل واضحة لمعالجة الثغرات التي تم تحديدها.

واستعرض اجتماع تشاوري إقليمي مسوَّدة خطة العمل العالمية لتعزيز دور النُظُم الصحية في التصدِّي للعنف بين الأشخاص، ولاسيَّما ضد النساء والفتيات، وضد الأطفال. كما سيتم، في إطار الإعداد لتنفيذ الخطة، متابعة إجراء تحليل للأطراف المعنية، وكذلك توصيف الوضع الحالي والجهود التي تُبذَل للتصدِّي للعنف ضد النساء والفتيات، وضد الأطفال.

ومنذ اطلاق المبادرة العالمية للمنظمة "الرؤية 2020: الحق في الإبصار"، كان هناك تقدُّم في عدد من البلدان في ما يختص بتطوير وتعزيز خدمات رعاية العين، بما يشمل رفع مستوى الوعي والقبول لدى العموم، وإدماج هذا النوع من الرعاية ضمن خدمات الرعاية الصحية الأولية، وإدراج المؤشرات ذات الصلة ضمن نُظُم المعلومات الصحية. ومع ذلك، فإن هناك نقصاً في البيِّنات المنهجية حول أثر الإجراءات التي تتخذها البلدان بشأن انتشار العمى الذي يمكن تجنُّبه. وقد أعدّ أكثر من نصف البلدان (الأردن، وأفغانستان، وباكستان، والبحرين، وجمهورية إيران الإسلامية، والسودان، والعراق، وعُمان، وقطر، وليبيا، ومصر، والمغرب والمملكة العربية السعودية)، أو أنها بصدد إعداد خطط وطنية لصحة العين، تتّسق مع خطة العمل العالمية للمنظمة للعمل على توفير صحة العين للجميع، وذلك في أعقاب برنامج لبناء القدرات نُظِّم بالتعاون مع الوكالة الدولية للوقاية من العمى – إقليم شرق المتوسط. وعلى وجه العموم، مازال القطاع العام في الدول الأعضاء لا يقدِّم استثمارات كافية في مجال الوقاية من العمى وضَعف البصر ومكافحتهما.

وسوف يعتَمِد بلوغ هدف القضاء على العمى الذي يمكن تجنُّبه، بحلول عام 2020، على مدى قدرة النُظُم الصحية على توسيع نطاق الجهود المبذولة في هذا الصدد. ويتطلب ذلك تطوير خدمات الرعاية الصحية لمرضى العيون، وإدماج هذه الخدمات في إطار النظام الصحي العام، بما يتّسق مع خطة العمل العالمية 2014-2019 من أجل توفير صحة العين للجميع.

التثقيف الصحي وتعزيز الصحة

يمتلك الإقليم أعلى معدّل انتشار للخمول البدني بين البالغين على مستوى العالم. واستناداً إلى التوصيات الصادرة عن جمعية الصحة العالمية وعن اللجنة الإقليمية، عُقِد في مدينة دبي، بالإمارات العربية المتحدة، منتدى إقليمي متعدد القطاعات ورفيع المستوى حول نَهْج يمتد طيلة العُمر لتعزيز النشاط البدني. وأسفر هذا المنتدى عن دعوة إقليمية للعمل على تعزيز النشاط البدني، وعن مجموعة من التدخُّلات لقطاعات محددة. وشُكِّلَت لجنة استشارية إقليمية لدعم تنفيذ الدعوة للعمل المشار إليها.

وتم توسيع نطاق مسح لتقييم القدرات الوطنية لوضع وتنفيذ السياسات والبرامج الخاصة بالنشاط البدني ليشمل 16 بلداً بدلاً عن 12 بلداً. وركّزت المنظمة، في عام 2015، على بناء القدرات الوطنية في مجال إعداد خطط العمل الوطنية المتعددة القطاعات المتعلقة بالنشاط البدني، وكذلك وضع خطط التسويق الاجتماعي والحملات الإعلامية. وعلاوة على ذلك، تم بالشراكة مع المركز المتعاون مع المنظمة بشأن النشاط البدني والتغذية والسمنة، في سيدني بأستراليا، إعداد حزمة تدريبية عن وسائل الإعلام والتسويق الاجتماعي للنشاط البدني والنُظُم الغذائية الصحية، لدعم البلدان في تنفيذ "أفضل الصفقات" في المجالات ذات الصلة.

المحددات الاجتماعية للصحة والنوع الاجتماعي

يتوافَر لدى 14 بلدا، في الثنائية الحالية (2014-2015)، محددات اجتماعية للصحة مدرجة في خطط العمل الخاصة بها، تركز بصفة أساسية على تنفيذ إعلان ريو السياسي بشأن المحددات الاجتماعية للصحة، والإدماج الفعّال للمحددات الاجتماعية للصحة في إطار البرامج الصحية، وتعزيز قدرات البلدان على تنفيذ إدماج الصحة في جميع السياسات، والعمل المشتَرَك بين القطاعات، والمشاركة المجتمعية لمعالجة المحددات الاجتماعية للصحة.

وكانت المنظمة ومعهد الإنصاف في المجال الصحي قد أعدّا تحليلاً مبدئياً يربط بين المحددات الاجتماعية والبيئية للصحة وبين جوانب عدم المساواة في مجال الصحة. وقد أوضَحَت هذه المراجعة وجود مظاهر عدم مساواة فادحة داخل البلدان وفي ما بينها. ومن بين التحدّيات التي تم تحديدها في هذا المجال، ضعف الالتزام السياسي، وعدم كفاية البيانات المتعلقة بعدم المساواة، وضعف التعاون في ما بين القطاعات.

وفي واحد من الاجتماعات التقنية الخاصة بالمحددات الاجتماعية للصحة، عُقِد قبيل اجتماعات الدورة الحادية والستين للّجنة الإقليمية، خلصت الدول الأعضاء إلى أنه من غير الممكن معالجة الأولويات الصحية الأساسية الخمس في هذا الإقليم معالجة فعّالة، دون معالجة المحددات الاجتماعية للصحة. وطلبت هذه الدول من المنظمة تقديم توجهات استراتيجية وإرشادات واضحة لتعزيز العمل المشتَرَك بين القطاعات، ووضع سياسات تشمل قطاعات الحكومة كلها، ومعالجة مظاهر عدم المساواة في مجال الصحة. واستناداً إلى نتائج الاجتماع التشاوري الإقليمي الذي عُقِد في جمهورية إيران الإسلامية مطلع عام 2015، فإن أربعة بلدان تشارك حالياً في مشروع تجريبي لإجراء تحليل متعمِّق حول المحددات الاجتماعية للصحة، كنقطة انطلاق في هذا المجال.

الصحة والبيئة

أقرَّت اللجنة الإقليمية، في عام 2013، الاستراتيجية الإقليمية بشأن الصحة والبيئة وإطار العمل الخاص بها

2014-2019. وعلى الرغم من أن تسعة بلدان فقط هي التي أعلنت صحة البيئة كأولوية في الثنائية 2014 – 2015، فإن غالبية دول الإقليم قامت بأنشطة ذات صلة بحماية الصحة العمومية من المخاطر البيئية. وتم تعزيز نهج التقييم والإدارة القائم على المخاطر، الوارد في الدلائل الإرشادية للمنظمة حول جودة مياه الشرب، وإعادة استخدام المياه المستعملة، وتكييفه بما يلائم الاحتياجات النوعية الإقليمية والوطنية. وقامت 15 بلداً، حتى الآن، بتحديث معاييرها الوطنية المتعلقة بجودة مياه الشرب، تمشياً مع الدلائل الإرشادية، كما نفَّذ الأردن، تنفيذ مشروع تجريبي لاستخدام المياه المستعملة، في الزراعة. ويجرى تبنِّي الخطط الوقائية لمأمونية المياه في ثمانية بلدان، كما قام 11 بلداً بتقوية نُظُمها الوطنية للرقابة على قطاع المياه والصرف الصحي بموجب إطار العمل الخاص بمبادرة الأمم المتحدة بشأن التقييم العالمي للصرف الصحي ومياه الشرب (GLASS). وشارك جميع البلدان في البرنامج المشتَرَك بين المنظمة واليونيسف للرقابة على المياه والصرف الصحي، الذي تُظهر نتائجه أن الغالبية العظمى من البلدان قد حققت، أو أنها سائرة على الدرب الصحيح لتحقيق، غايات الهدف السابع من الأهداف الإنمائية للألفية المتعلق بالمياه والصرف الصحي.

ونوقِشَت الاستجابة في سياق الصحة العمومية لقضايا التغيُّر المناخي وتلوث الهواء، وذلك في الاجتماعات التقنية التي سبقت اجتماعات الدورة الحادية والستين للّجنة الإقليمية، وكذلك في اجتماع تشاوري إقليمي لخبراء في هذا المجال. والدول الأعضاء ملتزمة بالتصدِّي لهذه المخاطر الصحية البيئية في سياق نُظُم الصحة العمومية، وذلك بالشراكة مع الأطراف المعنية بهذا المجال. وتم إعداد معايير الصحة المهنية والبيئية لاعتماد مرافق الرعاية الصحية وتبنِّيها من قِبَل بلدان مجلس التعاون الخليجي.

وعلى جانب آخر، تم خلال 2014، إعداد دلائل إرشادية وتشريعات خاصة بسلامة الغذاء، وتعزيز العمل بموجب دستور الأغذية الدولي في الإقليم. وقامت بلدان عدَّة بتعزيز قدراتها في مجال أخذ العينات والتفتيش على سلامة الأغذية والرقابة عليها. وتم إطلاق مبادرة إقليمية لتقييم سلامة الأغذية، والتي ترمي إلى إعداد مرتَسَمات لما يصل إلى 16 بلداً مع نهاية أيلول/سبتمبر 2015. ويتمثَّل الغَرَض من ذلك في تقييم مَواضع القوة ومَواطن الضعف في النُظُم الوطنية المعنية بسلامة الأغذية، وتحديد الإجراءات ذات الأولوية المطلوب اتخاذها من أجل معالجة الثغرات التي يتم تحديدها في هذا المجال. ومن شأن هذه المبادرة المعروفة بمبادرة "من المزرعة إلى المائدة" أن تدعم قدرات البلدان على توقِّي واكتشاف المخاطر الصحية والفاشيات المنقولة بالغذاء وتوفير التدبير العلاجي لها.

وفي إطار دعم خطط التأهُّب للطوارئ والاستجابة لها في الإقليم، تم إنشاء مستودعات تحتوي على إمدادات متجدِّدة من المستلزمات الأساسية للصحة البيئية، وذلك في كل من الإمارات العربية المتحدة وباكستان. وفي ذات الوقت، يقوم العديد من البلدان حالياً بالاستفادة من نُظُم الإنذار المبكِّر لاكتشاف الأمراض، في رَصْد الأمراض ذات الصلة بالبيئة والتنبؤ بها. وأجريَت أنشطة لبناء قدرات مقدِّمي الخدمات الصحية في ثمانية بلدان، في مجال الاستجابة لمقتضيات الحوادث الكيميائية، ورعاية الإصابات والرضوح في أعقاب التعرُّض للمواد الكيميائية الضارة. وتم توفير الموارد العلمية ومواد التدريب اللازمة بعدّة لغات. كما تم تعزيز القدرات الوطنية للتأهُّب والاستجابة لمقتضيات الأحداث الكيميائية والإشعاعية النووية وتلك المتعلقة بسلامة الغذاء، وذلك تمشياً مع متطلبات اللوائح الصحية الدولية (2005).

 
تعزيز الصحة طيلة العمر PDF طباعة

صحة الأمهات والأطفال والصحة الإنجابية

لا تزال وفيات الأمهات والأطفال تُمثِّل مشكلة كبيرة من مشكلات الصحة العمومية في الإقليم. ويُسهِم عدد من العوامل العامة في العبء المرتفع لوفيات الأمهات والأطفال الذي ينوء به بعض البلدان. ومن هذه العوامل غياب الالتزام المستدام بصحة الأطفال والأمهات؛ وأوجه الضَعف التي تعتري النُظُم الصحية والتي تشوب إدارة برامج صحة الأمهات والأطفال، والكوارث الطبيعية وتلك التي من صنع الإنسان، والقلاقل السياسية؛ والاستغلال دون الأمثل للموارد البشرية والمالية المحدودة أصلاً. كما تُؤثِّر التحدِّيات التي تواجه النُظُم الصحية، وأشار إليها القسم السابق، تأثيراً حاداً على تقديم الرعاية الصحية إلى الأمهات والأطفال. وتواجه البلدان التي ترتفع بها معدلات وفيات الأمهات والأطفال تحدِّيات كبرى منها عدم كفاية أعداد القوى العاملة في الصحة، وعدم التوازن في توزيعها، وقصور التدريب المُقدَّم إليها، وارتفاع معدلات تغيير الموظفين على كل المستويات. وهناك تحدِّيات كبرى أخرى تتمثل في تعطُّل نُظُم الإحالة أو قصورها، وغياب رعاية الطوارئ بالأمهات والأطفال أو تدني جودتها في مستشفيات الإحالة، والتوافر المحدود للأدوية الأساسية، وهو ما يرتبط ارتباطاً مباشراً بسهولة الحصول على الخدمات وجودتها.

وإدراكاً منها بوجوب تعزيز الجهود التي تبذلها الحكومات، والشركاء، والجهات المانحة للاستجابة إلى الاحتياجات الصحية للأمهات والأطفال بالإقليم، فقد شرعت منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف وصندوق الأمم المتحدة للسكان، بالتعاون مع البلدان وسائر الأطراف المعنية، في مبادرة إقليمية لإنقاذ أرواح الأمهات والأطفال بُغْيَة تسريع وتيرة التقدُّم المحرَز صوب بلوغ الهدفين الرابع والخامس من الأهداف الإنمائية للألفية. وكان محور التركيز الاستراتيجي المعتمد لهذه المبادرة متمثلاً في إعطاء الأولوية للبلدان ذات معدلات وفيات الأمهات والأطفال المرتفعة، وفي التركيز على التدخلات المجرَّبة وعالية التأثير المنفذة على مستوى الرعاية الصحية الأولية، وأخيراً في تعزيز إقامة الشراكات.

وتُركِّز المبادرة على البلدان التي ترزح تحت عبء مرتفع من معدلات أمراض ووفيات الأمهات والأطفال؛ وهذه البلدان هي: أفغانستان، وباكستان، والجمهورية اليمنية، وجنوب السودان1 ، وجيبوتي، والسودان، والصومال، والعراق، ومصر، والمغرب. وأُطلِقَت المبادرة في اجتماع رفيع المستوى في دبي، بالإمارات العربية المتحدة، في كانون الثاني/يناير 2013، وخرج هذا الاجتماع بإعلان دبي. ويعطي هذا الإعلان قوة دفع لجميع الدول الأعضاء، ويُبيِّن الخطوات المستقبلية التي يمكن للبلدان اتخاذها في هذا الشأن.

ووضِعَت مرتسمات قُطرية لكل بلد من البلدان ذات العبء المرتفع من وفيات الأمهات والأطفال، مشفوعة بتقدير للآثار الصحية المحتملة، والتقدُّم المُنجَز صوب بلوغ غايات الهدفين الرابع والخامس من الأهداف الإنمائية للألفية، وتوسيع نطاق التغطية بالتدخلات الرئيسية، وتقدير الموارد المالية اللازمة لهذه التدخلات الموسَّعة. وقدَّمَت المنظمة، بالتعاون مع اليونيسف وصندوق الأمم المتحدة للسكان، الدعم التقني إلى البلدان المعنية لإعداد خطط تسريع وتيرة التقدُّم في صحة الأمهات والأطفال، بما في ذلك عَقْد اجتماع للشركاء، ورصد عملية إعداد الخطط والشروع في خطوات إطلاق هذه الخطط في البلدان. وبحلول نهاية 2013، أُطلِقت خطط تسريع وتيرة التقدُّم في أربعة بلدان.

وللحفاظ على الزخم الذي أوجده الاجتماع الرفيع المستوى، تبنَّت اللجنة الإقليمية لشرق المتوسط قراراً (ش م/ل إ60/ ق6) اعتمدت بموجبه إعلان دبي، وحثَّت فيه البلدان التي ترزح تحت عبء مرتفع من وفيات الأمهات والأطفال على: تقوية الشراكات المتعددة القطاعات من أجل تنفيذ خطط تسريع الوتيرة الوطنية الخاصة بها؛ وتخصيص الموارد البشرية والمالية الوطنية اللازمة؛ والعمل على حشد موارد إضافية من الجهات المانحة والشركاء والوكالات الإنمائية. وخصص المكتب الإقليمي 2.6 ملايين دولار أمريكي للتسريع ببدء تنفيذ هذه الخطط، ووزِّعت الاعتمادات المالية على جميع البلدان التي تحظى بالأولوية في ما يتعلق بالهدفين الرابع والخامس من الأهداف الإنمائية للألفية.

وقد تابع المكتب الإقليمي عن كثب تنفيذ خرائط الطريق التي وضعتها اللجنة المعنية بالمعلومات والمساءلة عن صحة المرأة والطفل، ويدعم تنفيذها في البلدان التي تحظى بالأولوية. وتم التحقُّق مع المقرّ الرئيسي للمنظمة من صحة خرائط الطريق السبع (أفغانستان، وباكستان، والجمهورية اليمنية، وجيبوتي، والصومال، والعراق، والمغرب)، ووزِّعت اعتمادات تحفيزية بناءً على ذلك.

وسوف ترصُد المنظمة التقدُّم في تنفيذ المبادرة الإقليمية لإنقاذ أرواح الأمهات والأطفال، بما يتماشى مع التوصيات الواردة في إطار المساءلة الذي وضعته اللجنة المعنية بالمعلومات والمساءلة عن صحة المرأة والطفل، وسوف ترفع تقريراً سنوياً إلى اللجنة الإقليمية حول التقدُّم في تنفيذ المبادرة. وسوف تُقيِّم المنظمة، بالتعاون مع الشركاء، النتائج التي تُسفِر عنها خطط تسريع الوتيرة. وسينبغي في الوقت ذاته توسيع نطاق عمل المنظمة حتى تقدم الدعم التقني للبلدان التي ترزح تحت عبء مرتفع من معدلات أمراض ووفيات الأمهات والأطفال.

التغذية

انخفض معدل الانتشار المقدَّر للتقزم ونقص الوزن بين الأطفال دون الخامسة من 40,4% و22,6% في 1990 إلى 27,2% و14,4% في 2011 على التوالي، مع تسجيل أكبر مستوى للتحسن في دول مجلس التعاون الخليجي وجمهورية إيران الإسلامية والأردن ولبنان وفلسطين وتونس، بينما زاد معدل الانتشار المُقدَّر للهُزال من 9,6% في عام 1991 إلى 10,1% في عام 2011، وهي زيادة تعزى إلى الكوارث وانعدام الأمن الغذائي وانتشار القلاقل السياسية في أفغانستان وباكستان وجيبوتي والجمهورية العربية السورية والصومال والعراق واليمن.

لا يزال عَوَز المغذيات الزهيدة المقدار (الحديد، وفيتامين أ، واليود) يمثل مشكلة صحية هامة، إذا تشير الدراسات التي أجريت في 2012-2013 إلى خلو أربعة بلدان حالياً (البحرين، والأردن، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة) من عَوَز اليود، بينما يُتوقع أن تُظهِر المسوح الجارية في ثلاثة بلدان أخرى (الكويت، وعُمان، وقطر) نتائج مماثلة، وسوف يسهم ذلك في تغيير خارطة عَوَز اليود. وهناك سيطرة كبيرة على عَوَز فيتامين أ السريري، وذلك بفضل البرامج الحالية للمكملات الغذائية وإغناء الطعام. ويتمثل أحد التحدِّيات التي ما فتئت تواجه عملية إغناء الطحين الإلزامي باليود وحمض الفوليك في كل البلدان تقريباً لمعالجة فقر الدم، ولكن تشير التقارير إلى إحراز تأثير إيجابي لهذا الإغناء في كل من البحرين والأردن.

وهناك العديد من التدخلات التغذوية المستهدفة التي تأتي في إطار خطط تسريع الوتيرة لبلوغ الهدفين الرابع والخامس من الأهداف الإنمائية للألفية في البلدان التي ترزح تحت وطأة العبء المرتفع من وفيات الأطفال والأمهات، ومن بين هذه التدخلات تقديم مكملات حمض الفوليك والحديد، وإنشاء مراكز تغذية لمعالجة حالات سوء التغذية الوخيمة والمعقدة في أفغانستان وباكستان واليمن. وفي العراق، تشمل التغطية حوالي 90% من حالات سوء التغذية الوخيمة والحادة في جميع أنحاء البلاد. ويتم على أحسن وجه حالياً التوسع في تدخلات التغذية، بما في ذلك بناء قدرات العاملين المجتمعيين والصحيين وتدريبهم، بالتنسيق مع اليونيسف، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو). وقدَّمَت منظمة الصحة العالمية الدعم التقني لباكستان واليمن بموجب مبادرة "تعزيز التغذية"، التي تعمل على حشد الموارد الإضافية من الحكومات ومن الجهات المانحة، بينما تتلقى أفغانستان الدعم بموجب مبادرة "الجهود المتجددة لمكافحة جوع الأطفال".

ويسهم انخفاض مستويات الاقتصار على الرضاعة الطبيعية (أقل من 34%) وتدني ممارسات التغذية لحديثي الولادة والأطفال في زيادة معدل انتشار فرط الوزن والسمنة. وهناك بعض البلدان، مثل البحرين، تقوم بإدماج التغذية ورصد النمو في عيادات الصحة الأولية لمعالجة السمنة في مرحلة عمرية مبكرة. وأُنشئت المستشفيات الصديقة للأطفال في الكثير من البلدان بهدف تشجيع الرضاعة الطبيعية. ومع ذلك، فبعد مرور 33 عاماً على اعتماد المدونة الدولية لقواعد تسويق بدائل لبن الأم في عام 1981، لم يُصدر سوى 7 بلدان (32%) من إجمالي 22 بلداً قوانين تعكس جميع الأحكام الواردة في المدونة، بينما أصدر 11 بلداً قوانين تعكس بعض هذه الأحكام. وقد أُعد بيان للسياسات وخطة عمل إقليميان للحث على التنفيذ الكامل للمدوَّنة، وتشجيع الرضاعة الطبيعة في جميع البلدان. ومن هنا، ينبغي الحرص على مواصلة إجراءات المتابعة خلال الأعوام القادمة.

التشيخ وصحة الفئات الخاصة

تُعتَبر تدخلات تعزيز الصحة والتدخلات الوقائية، التي تُنفَّذ في فترة مبكرة من العمر، استثمارات عالية المردود للغاية في صحة أطفال المدارس، والبالغين العاملين، وكبار السن. وواصل المكتب الإقليمي تقديم الدعم إلى المدارس التي تُعزِز الصحة في الإقليم عن طريق وضع مرتسمات قُطرية، وإعداد قواعد بيانات إقليمية في سبعة بُلدان. وتم الانتهاء من صياغة دليل إقليمي بالتدابير المُقتَرحة في خدمات الصحة المدرسية، كما أُعِدت الطرق والمنهجيات الرامية إلى إضفاء الطابع المؤسسي على تعزيز الصحة النفسية في المدارس.

وفي إطار الجهود الإقليمية لتنفيذ خطة العمل العالمية بشأن صحة العاملين، قدَّم المكتب الإقليمي الدعم التقني إلى العديد من البلدان، إلا أن هناك حاجة لرؤية جديدة واستراتيجية شاملة، وسيكون ذلك محور العمل في عام 2014. ومع تزايد أعداد كبار السن وتشكيلهم نسبة أكثر وضوحاً ضمن عموم السكان، أصبحت الحاجة ماسة إلى وضع استراتيجيات أفضل لتلبية الاحتياجات الصحية والاجتماعية الخاصة بكبار السن. وقدَّم المكتب الإقليمي الدعم التقني إلى البلدان لإيجاد بيئات مواتية، ومواقع مُعزِّزة للصحة، وأنماط حياة صحية لجميع الفئات العمرية. ورُوجِعَت مسودة دليل إقليمي للتدريب على خدمات الرعاية الصحية الأولية لكبار السن في مشاورة إقليمية حول خدمات الرعاية الصحية الملائمة للمسنين.

العنف والإصابات والإعاقات

انطلقت في 2013 الخطة الإقليمية الخمسية للوقاية من الإصابات، وتُركِّز هذه الخطة على رعاية الإصابات والرضوح الناجمة عن التصادمات المرورية. ومع إصدار التقرير العالمي عن حالة السلامة على الطرق 2013، الذي شمل معظم بلدان الإقليم، وُضِع خط الأساس لرصد عِقد العمل من أجل السلامة على الطرق 2011-2020. واحتفل الكثير من البلدان بأسبوع الأمم المتحدة الثاني للسلامة على الطرق، والذي ركَّز على سلامة المشاة، كما أُعِدَّت أداة تجريبية لرسم ملامح أنظمة الرعاية بالرضوح. واستُكمِل المسح الخاص بالتقرير العالمي للوقاية من العنف في 88% من البلدان المشاركة في هذا التقرير. وفي السنتين 2014-2015، سوف يوضع تركيز أكبر على دعم وزارات الصحة للإيفاء بالأدوار المتوقعة منها في إطار استجابة أوسع نطاقاً في مجالات الوقاية من العنف والإصابات والإعاقة التأهيل.

وصِيغت مسودة قانون نموذجي للإعاقة في ضوء اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. وأُعلِن بموجب بيان إقليمي مشترك للأمم المتحدة بشأن الإعاقة أثناء الكوارث، الالتزام بتكثيف الجهود المبذولة لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع السياسات والبرامج الرامية إلى الحدّ من مخاطر الكوارث، ومواجهة الحالات الإنسانية. كما ساهمت الدول الأعضاء في اجتماع الأمم المتحدة الرفيع المستوى حول الإعاقة والتنمية، وفي إعداد خطة العمل العالمية لمنظمة الصحة العالمية بشأن الإعاقة.

ولا يزال الإقليم يواجه تحدِّيات في مواجهة ضعف الإبصار والسمع، من أهمها غياب الدعم السياسي، وانخفاض مستوى الوعي بجسامة المشكلة، ونقص الموارد المالية. إلا أنه وبعد اعتماد جمعية الصحة العالمية لخطة العمل العالمية للوقاية من العمي الذي يمكن تجنبه 2014-2019، وضع أربعة بلدان خططاً وطنية خمسية لصحة العين. وقد تم مؤخراً تعيين عاملين ذوي خبرة في مجال الوقاية من العمى بالتعاون مع مؤسسة "إمباكت" لإقليم شرق المتوسط بغرض تعزيز الدعم التقني المقدم للبلدان ذات العبء المرتفع.

التثقيف الصحي وتعزيز الصحة

انصَب اهتمام التثقيف الصحي وتعزيز الصحة في 2013 على تحسين صحة السكان طيلة العمر، ولاسيَّما صحة الأطفال والمرأة والمراهقين، والأمراض غير السارية. وعُقِدت مشاورة مع العلماء المسلمين لمناقشة الممارسات الضارة بالمرأة، كان من ثمارها إبرام اتفاقية مع المركز الدولي الإسلامي للدراسات والبحوث السكانية، بجامعة الأزهر، مصر، ووضع خطة عمل مشتركة لتنفيذها في البلدان ذات الأولوية في الإقليم. وسوف يقودنا ذلك في عام 2014 إلى مراجعة الأدبيات المؤلَّفة حول التجارب الدولية والإقليمية في مجال التصدِّي لزواج الأطفال والعنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك تشويه الأعضاء التناسلية للمرأة، وإعداد حِزم تدريبية ومنهج دراسي لطلاب جامعة الأزهر.

ووسّعت المنظمة، بالتعاون مع مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، في أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية، من نطاق تنفيذ المسح العالمي لصحة طلاب المدارس في العديد من البلدان التي لم يشملها المسح قبل ذلك، كما أجرت جولات جديدة للمسح في بلدان أخرى. وتسهم هذه المسوح في تزويد البلدان ببيانات قابلة للمقارنة حول عوامل الخطر السلوكية بين طلاب المدارس يمكن الاسترشاد بها في إعداد سياسة وبرامج تعزيز الصحة للمواقع المدرسية. وأُطلِق برنامج إقليمي لتعميم مراعاة تعزيز الصحة في وسائل الإعلام، وسوف يستهدف هذا البرنامج الارتقاء بقُدُرات الصحفيين في تغطية القضايا الصحية، وإقامة الشبكات في هذه الشأن. ويتواصل تنفيذ البرنامج بالتعاون مع مؤسسة تومسون رويترز ووكالة الأنباء الفرنسية.

المُحدِدات الاجتماعية للصحة والنوع الاجتماعي

الفقر والتوزيع غير العادل للموارد بين سكان الحضر وسكان الريف من المُحدِدات الاجتماعية الرئيسية للصحة في الإقليم. وتتعرض المجموعات الأكثر تأثراً، مثل الفقراء، والأمهات اللاتي يُعلن أسرهن، واللاجئين، لخطر أوجه الجور في المجال الصحي أكثر من المجموعات السكانية الأخرى.

ولا تزال مبادرات التعامل مع المحددات الاجتماعية للصحة والنوع الاجتماعي في القطاع الصحي تعتمد على النهج الرأسي أكثر من النُهُج البرمجية المتكاملة. وهناك تحدِّيات أخرى منها عدم كفاية البيانات المُصنَّفة حسب الجنس، والحاجة إلى مواصلة العمل المتعدد القطاعات، ونقص القُدُرات اللازمة لتعميم مراعاة المُحدِدات الاجتماعية للصحة والنوع الاجتماعي في البرامج والسياسات والاستراتيجيات الصحية. وقد تعاونت المنظمة مع الدول الأعضاء في العديد من المبادرات التي تتناول المحددات الاجتماعية للصحة، ولكن لا يوجد حتى الآن رؤية شاملة ملموسة لخطة إقليمية عملية التوجُّه. وقرر عدد كبير من البلدان إعطاء هذا المجال من مجالات العمل الأولوية في البرنامج التعاوني مع منظمة الصحة العالمية في عام 2014 والأعوام التالية، وقد بدأ العمل على إعداد خطة العمل. ونأمل أن نعد تقريراً إيجابياً عن نتائج هذا العمل في التقرير السنوي للعام القادم.

الصحة والبيئة

على الرغم من تفاوت بلدان الإقليم في مستوى الدخل، والتنمية، والصحة والظروف البيئية، تتمايز المجموعات الثلاثة التي صُنِّفَت إليها بلدان الإقليم في ما بينها تمايزاً واضحاً. فالمجموعة الأولى تشمل البلدان ذات الدخول المرتفعة، والتي تتمتع بخدمات جيدة في مجال صحة البيئة، وتُؤثِّر فيها المخاطر البيئية تأثيراً مباشراً على الأمراض غير السارية. أما المجموعة الثانية فتشمل البلدان المتوسطة الدخل، والتي تجتهد بها خدمات الصحة البيئية وتنوء بعبء مزدوج من المخاطر البيئية التي تُؤثِّر على الأمراض السارية وغير السارية على حد سواء. بينما تشمل المجموعة الثالثة البلدان المنخفضة الدخل التي لا تتوافر بها خدمات أساسية كافية في مجال الصحة البيئية، وتُؤثِّر فيها المخاطر البيئية تأثيراً جلياً على الأمراض السارية في المقام الأول.

واعتمدت اللجنة الإقليمية استراتيجية للصحة والبيئة في الفترة 2014-2019، وتُقدِّم هذه الاستراتيجية خارطة طريق لمجموعات البلدان الثلاثة تهدف إلى حماية الصحة من المخاطر البيئية في الإقليم. وتُبين هذه الاستراتيجية الإجراءات الضرورية لتقليل العبء الهائل للمخاطر البيئية، والتي تشير التقديرات إلى أنها تسبِّب ما يقرب من 24% من إجمالي العبء المرضي، بالإضافة إلى أكثر من مليون حالة وفاة سنوياً على مستوى الإقليم. والتحدي حالياً هو أن تترجم البلدان هذه الاستراتيجية إلى خطط عمل وطنية، وأن تقوم المنظمة برصد التقدُّم المحرَز.

ولتعزيز قدرات المنظمة في تقديم الدعم التقني للدول الأعضاء، أُجرِي إصلاح تنظيمي وهيكلي عُهِد بموجبه إلى المركز الإقليمي لأنشطة صحة البيئة بالإدارة الشاملة للبرنامج البيئي الإقليمي في إقليم شرق المتوسط اعتباراً من 2013. وقام المركز بأنشطة في مجالات جودة مياه الشرب، وإعادة استخدام مياه الصرف، وإدارة السلامة، وطوارئ الأخطار الكيميائية، وجودة الهواء، والتغير المناخي، وإدارة مخلفات الرعاية الصحية، واستراتيجيات صحة البيئة، وإدارة معلومات صحة البيئة. وقد قُدِّم الدعم التقني في مجال صحة البيئة في عدد من حالات الطوارئ، لاسيّما الأزمة السورية، كما تم تعزيز القُدُرات في مجال التأهب للأحداث الكيميائية في الإقليم والاستجابة لمقتضياتها. كما قدَّم المكتب الإقليمي الدعم لمساعدة البلدان على الوفاء بمتطلبات القُدُرات الأساسية اللازمة لتنفيذ اللوائح الصحية الدولية (2005) في ما يتعلق بسلامة الغذاء، والأحداث الكيميائية والنووية الإشعاعية.

وأجرى المركز الإقليمي لأنشطة صحة البيئة، دراسة بحثية رائدة لإعداد بيِّنات علمية حول الحدّ الأدنى من الاحتياجات من المياه المنزلية اللازم لحماية الصحة في استجابة من المركز لطلبات عدد من الدول الأعضاء. كما أجريَت دراسة شملت 2851 أسرة وبحثت الارتباط بين استهلاك المياه المنزلية والإصابة بالإسهال بين الأطفال دون سن الخامسة. وتقدم نتائج الدراسة البيّنات للاسترشاد بها في إعداد السياسات الوطنية و/أو الأدوات التشريعية لأهداف الخدمة والدعم من أجل تأمين الحدّ الأدنى من الاحتياجات من المياه المنزلية اللازم لحماية الصحة. وينبغي تكرار الدراسة في مواقع مختلفة لإعداد مزيد من البيّنات، وصياغة توصية بالتوجيهات من المنظمة.


1 أصبحت جنوب السودان دولة عضواً في الإقليم الأفريقي لمنظمة الصحة العالمية اعتباراً من أيار/مايو 2013.

 
الأمراض غير السارية PDF طباعة

إطار العمل الإقليمي

على الرغم من الالتزام السياسي الـمُعلن بتنفيذ الإعلان السياسي للاجتماع الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها، فإن كثيراً من البلدان ما يزال يواجه تحديات في الانتقال إلى مرحلة الإجراءات الملموسة وكانت الاستجابة للإعلان السياسي للأمم المتحدة الصادر عام 2011 ولإطار العمل الإقليمي الذي اعتمدته اللجنة الإقليمية عام 2012 غير منتظم الوتيرة ومتفاوت. وتباينت العوامل المسؤولة عن هذا الوضع من بلدٍ لآخر، ولكنها بوجه عام انطوت على عدم كفاية الالتزام السياسية على أعلى المستويات وتنافس الأولويات ولا سيّما في البلدان التي تعاني وطأة الأزمات وضعف المشاركة من جانب القطاعات الأخرى التي يعدُّ عملها ضرورياً من أجل تنفيذ التدابير الأساسية وضعف النظم الصحية بما في ذلك تفتت نُظم المعلومات الصحية والقوى المتعارضة المصالح، ومن بينها دوائر صناعة التبغ، وتسويق الأطعمة غير الصحية الذي لا يتم التصدي له، وغياب الحراك الفعّال للمجتمع المدني.

وقد استمر التركيز، خلال عام 2015، على توسيع نطاق تنفيذ إطار العمل الإقليمي الصادر في هذا الشأن. ويخضع هذا الإطار، منذ أن أقرّته اللجنة الإقليمية، في عام 2012، للتحديث المستمر بصفة سنوية. وقد تم إعداد مجموعة من المؤشرات العملية بغرض إرشاد الدول الأعضاء حول كيفية قياس التقدُّم الـمُحرَز صَوْب تنفيذ التدخلات الاستراتيجية في هذا المجال.

ونواصل عَقد اجتماعات إقليمية سنوية حول الأمراض غير السارية مما يتيح الفرصة للدول الأعضاء لاستعراض التقدُّم الـمُحرَز مع الخبراء الدوليين والإقليميين ولتلبية احتياجاتها من الدعم التقني. وعلاوة على ذلك، واصل المكتب الإقليمي، في عامي 2016 و2017، إعداد التوجيهات التقنية المحددة التي من شأنها تمكين البلدان من تنفيذ التدابير الموصى بها في المجالات الأربعة المنضوية في إطار العمل الإقليمي (الحَوْكَمة، والترصُّد، والوقاية، والرعاية الصحية) استناداً للبيّنات والخبرات الدولية وأفضل الممارسات.

الحَوْكَمة

تم، على مدار عام 2015، تنفيذ أنشطة دعوية رفيعة المستوى في مختلف المحافل، ومن بينها جمعية الصحة العالمية واللجنة الإقليمية، وذلك لتعزيز التعاون فيما بين القطاعات الأخرى بخلاف قطاع الصحة، وبين الحكومة والأطراف الفاعلة من خارجها. ويوجد حالياً لدى ستة بلدان، استراتيجية و/أو خطة عمل تنفيذية متعددة القطاعات، كما أن لدى أربعة بلدان أهدافاً محددة يكتمل تنفيذها بحلول عام 2025، وتستند إلى توجيهات المنظمة. وبلَغَت بلدان الإقليم مراحل مختلفة فيما يتعلق بتنفيذ خطط العمل الخاصة بها، وتواصل المنظمة رصدها للموقف بالتعاون مع هذه البلدان، استناداً إلى المؤشرات العملية الواردة في إطار العمل الإقليمي.

ومن بين المبادرات المبتكرة في هذا الشأن، كانت آلية المتابعة وتقارير السياسات الموجزة التي أعدت بالتعاون مع المركز المتعاون مع المنظمة بجامعة جورج تاون، حول أفضل الممارسات في مجال التشريعات الصحية، استناداً إلى البيِّنات العالمية في هذا المجال. ويوفِّر هذا العمل دليلاً للبلدان لاتخاذ الإجراءات التشريعية المناسبة لمعالجة عوامل الخطر الرئيسية في مجالات مكافحة التبغ والنظم الغذائية والنشاط البدني والحَوْكَمة. ويتم إيضاح كل تدخل من التدخلات ذات الأولوية المحددة من خلال مذكرة قانونية فردية مختصرة تشتمل على توصيات واقعية يمكن تطبيقها في البلدان ومستمدة من التجارب والخبرات العالمية والإقليمية والوطنية، ويمكن مواءمتها لتناسب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والقانونية الوطنية.

الوقاية من عوامل الخطر ومكافحتها

ما يزال تدخل شركات صناعة التبغ في سياسات مكافحة التبغ، والمشاركة المحدودة للقطاعات غير الصحية في هذا المجال، يشكل تحديات كبيرة أمام تفعيل التدخلات المطلوبة في مجال الوقاية من عوامل الخطر المرتبطة بالأمراض غير السارية، ومكافحة تلك العوامل. وقد تبنَّى ستة عشر بلداً هدفاً، على المستوى الوطني، يتمثل في خفض معدلات تعاطي التبغ بنسبة 30% بحلول عام 2025، كما أن سبعة عشر بلداً هي الآن بصدد فرض زيادات على الضرائب تمشياً مع الدلائل الإرشادية للمادة 6 من اتفاقية المنظمة الإطارية بشأن مكافحة التبغ. وتم أيضاً تقديم الدعم للبلدان في مجال تحديث التشريعات الخاصة بمكافحة التبغ، وتحديداً، الجوانب المتعلقة بحظر التدخين في الأماكن العامة والتحذيرات الصحية المصوَّرة وحظر الإعلان عن التبغ والترويج له ورعايته.

ومن بين الأنشطة الرئيسية التي جرت في هذا الشأن، رفع مستوى الوعي السياسي حول قضايا مكافحة التبغ، ولا سيّما البروتوكول الخاص بالاتفاقية الإطارية بشأن مكافحة التبغ، وسطوة شركات صناعة التبغ في مجال الإعلان عنه والترويج له ورعايته في الأعمال الدرامية. وتم في هذا السياق، تمويل ستة مشروعات قامت بتنفيذها منظمات غير حكومية، تعالج الجوانب المختلفة لعملية تعاطي التبغ في الأعمال الدرامية التي تُبث على الشبكات اللغوية الإقليمية. وهناك بَلَدان من هذا الإقليم (الإمارات العربية المتحدة واليمن)، تم التنويه عنهما في تقرير منظمة الصحة العالمية عن وباء التبغ العالمي 2015، ضمن أكثر البلدان إنجازاً من حيث حظر الإعلان عن التبغ، والترويج له، ورعايته، كما تم التنويه أيضاً عن المملكة العربية السعودية، بوصفها إحدى البلدان التي امتثلت امتثالاً كاملاً لمسألة حظر التدخين في الأماكن العامة. وفي السياق ذاته، قُدِّم الدعم التقني لبناء القدرات في مجال الإقلاع عن التدخين والتصديق على البروتوكول الخاص بالاتفاقية الإطارية بشأن مكافحة التبغ في بُلدان مجلس التعاون الخليجي. وأصبح كل من العراق والمملكة العربية السعودية دولةً طرفاً في البروتوكول الخاص بالاتفاقية الإطارية، كما انضم ثلاثة بلدان إلى البلدان الأكثر إنجازاً في مجال الرصد (باكستان، قطر، الكويت).

وما فتئ عبء الأمراض المزمنة الناجمة عن فرط الوزن والسمنة وتلك المتصلة بالنظام الغذائي، يتزايد بسبب مرحلة التحول التغذوي، ولا سيّما في البلدان المرتفعة الدخل والمتوسطة الدخل. وقد تبنّت سبعة عشر بلداً المدونة الدولية لقواعد تسويق بدائل لبن الأم، وتقوم بمتابعة تطبيقها. وعلى الرغم من ذلك، فإن مستوى التقدُّم الـمُحرَز في هذا المجال متباين. وتم إعداد مجموعة من وثائق الإرشاد في مجال السياسات من أجل دعم تبنِّي نُهُجٍ مستدامة للعمل المشترك بين القطاعات. وشملت تلك الوثائق بيانات تتعلق بالسياسات وإجراءات مقترحة لخفض استهلاك الملح والدهون والسكَّر، وبروتوكولاً خاصاً بقياس مدخول الملح باستخدام البول المجمَّع على مدى 24 ساعة.

وتُعَد معدلات استهلاك الملح الحالية في الإقليم مرتفعة جداً، حيث يبلغ متوسط استهلاكه 10 غرامات للشخص الواحد في اليوم في غالبية البلدان. وهناك تقدُّم في تنفيذ استراتيجيات الحد من استهلاك الملح في العديد من البلدان، كما تم تشكيل لجان وطنية متعددة القطاعات في بعض البلدان، لديها سلطة وضع الاستراتيجيات ومراقبة تنفيذ الأنشطة الرامية إلى خفض استهلاك الملح. وتشير التقديرات إلى ارتفاع أيضاً في استهلاك الأحماض الدهنية المشبَّعة في ظل تجاوز معظم البلدان الحد الأقصى المسموح به، البالغ 10%. واتخذ العديد من البلدان مبادرات تهدف إلى خفض المحتوى من الدهون الكلِّية والدهون المشبَّعة في المنتجات الغذائية (دول مجلس التعاون الخليجي، جمهورية إيران الإسلامية، العراق، مصر). وماتزال مشاركة الشركات الصناعية، في غالبية البلدان، مشاركة تطوعية وتجرى على استحياء. وأصبح توسيم الأغذية فيما يتعلق بمحتواها من الدهون الكلِّية أو الأحماض الدهنية المشبَّعة أو الدهون المهدرجة أو الملح، أمراً إلزامياً في جميع الأغذية، سواء أكانت مستوردة أم مُنْتَجة محلياً، وذلك في دول مجلس التعاون الخليجي. واتُخذت في مصر الخطوات الأولى نحو خفض مدخول زيت النخيل، في ظل تداول مسوّدة مقياس معياري بشأن زيت الطعام المدعوم. ومن ناحية أخرى، تحركت شركات صناعية من القطاع الخاص في عدد من البلدان تجاه الإنتاج الطوعي لمنتجات الألبان قليلة الدسم أو الخالية منه.

وعلى الصعيد نفسه، أُعِدَّ مشروعٌ لنموذج لتحديد المرتسمات التغذوية بغرض إرشاد البلدان بشأن تصنيف الأغذية والمشروبات، بكونها "صحية" أو "غير صحية". وقُدِّم الدعم، بالتعاون مع المكتب الإقليمي لأوروبا والمقر الرئيسي للمنظمة وجامعة ليفربول، إلى العديد من البلدان لوضع خارطة طريق مؤقتة لتسريع الإجراءات الخاصة بتسويق الأغذية غير الصحية، وذلك من خلال بناء القدرات في مجال التدخلات القانونية في هذا الشأن. وأجريت سلسلة من الأنشطة التوعوية، تُوِّجت بمنتدى مفتوح حضرته وسائل الإعلام الرئيسية وكبار الشخصيات على مستوى الإقليم وخبراء الإعلام وممثلو منظمات المجتمع المدني، وانتهى المنتدى إلى مجموعة من التوصيات للقطاعات المختلفة بخلاف قطاع الصحة، للتصدي لأنشطة تسويق الأغذية غير الصحية للأطفال.

وسعياً إلى تعزيز النشاط البدني، تم تقديم الدعم في مجال تنمية القدرات في مجال الإعلام الجماهيري وأنشطة التسويق الاجتماعي، بالشراكة مع المركز المتعاون مع المنظمة في مجال النشاط البدني والتغذية والسمنة في سيدني بأستراليا، وأسفرت الجولة الأولى، التي شارك فيها تسعة بلدان، عن قيام ممثلي كلا القطاعين الصحي وغير الصحي بإعداد خطط مؤقتة للتسويق الاجتماعي والإعلام الجماهيري. وتم البدء في أنشطة الإرشاد عن بعد بشأن تنفيذ هذه الخطط في أربعة بلدان (جمهورية إيران الإسلامية، عُمان، الكويت، المغرب). وعلاوة على ذلك، تم إعداد مجموعة أدوات للإرشاد بشأن إدراج النشاط البدني ضمن خدمات الرعاية الصحية الأولية.

الترصُّد والرصد والتقييم

تتمثل الأولوية القصوى في تنفيذ الدول الأعضاء لإطار العمل المعني بترصُّد الأمراض غير السارية بمكوناته الثلاثة (رصد عوامل الخطر ومحدداته، وتتبع المراضة والوفيات المبكرة التي تعزى لأسباب محددة، وتقييم مدى استجابة النظم الصحية وأدائها. والمؤشرات الواردة تحت كل مكوِّن من المكوِّنات الثلاثة سوف تمكِّن الدول الأعضاء من رصد التقدُّم الـمُحرَز في تحقيق غايات خطة العمل العالمية التي اعتمدتها جمعية الصحة العالمية. وقد أُعِدت وحدة تدريبية وسوف تقدَّم للبلدان لبناء قدراتها في مجال ترصُّد الأمراض غير السارية، ومن المتوقع إجراء دورة تدريبية للمدربين قبل نهاية عام 2016.

وتم استكمال عدد من المسوح، كما أكمل كل البلدان تقريباً مسح القدرات القُطرية 2015، فيما يتعلق بالأمراض غير السارية. وهناك العديد من البلدان المنخرطة حالياً في مراحل مختلفة من المسح الخاص برصد العبء المرضي واتجاهات عوامل الخطر، الذي يُتَّبع فيه النَهج المتدرج، وكذلك المسح العالمي لتعاطي التبغ بين البالغين، والمسح العالمي لتعاطي التبغ بين الشباب. وتم، بالتعاون مع الوكالة العالمية لبحوث السرطان، بناء القدرات في مجال ترصد السرطان، حيث تم التركيز على إنشاء سجلات سكانية للإصابات السرطانية في البلدان، في حين تم تجريب دورة إقليمية لتعزيز القدرات في مجال الترصُّد بشكل أكبر، وهي تخضع حالياً للتنقيح. وقد حظي ذلك بمزيد من الدعم من خلال إنشاء أداة تقييم موحَّدة للتعرف على العقبات الموجودة والفرص المتاحة لتعزيز أنشطة الترصُّد.

الرعاية الصحية

تمثِّل إعادة توجيه النظم الصحية نحو إدماج التدبير العلاجي للأمراض غير السارية ضمن خدمات الرعاية الصحية الأولية، أولوية رئيسية. وانطلاقاً من التوصيات التي خرج بها اجتماع إقليمي، عُقد في عام 2014، فقد تم إعداد دليل لتقييم عناصر النظم الصحية التي تحقق الإدماج الفعّال لمعالجة تلك الأمراض ضمن هذه الخدمات. وعلاوة على ذلك أجريت مراجعة للبيِّنات العالمية من أجل دعم إعداد مصفوفة لخيارات السياسات، استناداً إلى أسلوب المنظمة الخاص باللبنات الأساسية للنظم الصحية، ووفقاً لاحتياجات البلدان في هذا المجال. وتم إعداد مجموعة أساسية من مؤشرات الجودة لأغراض التدبير العلاجي للأمراض غير السارية، وذلك في إطار مبادرة إقليمية حول تدابير الجودة في مجال الرعاية الصحية الأولية.

وعلى جانب آخر، أجري تحليل للوضع الإقليمي حول رعاية المصابين بالأمراض غير السارية في حالات الطوارئ، وذلك في خمسة بلدان ، مع التركيز على اللاجئين والنازحين من الجمهورية العربية السورية. وأكدت نتائج هذا التحليل على أهمية وجود نَهج متّسق لتقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية، حتى في ظل أوضاع الطوارئ. وقد أظهرت التجارب التي شهدها الإقليم أيضاً، مدى الحاجة إلى مجموعة موحَّدة من الأدوية والتكنولوجيات الأساسية، وتقديمها في الوقت المناسب. وقد تم، تبعاً لذلك، إعداد مجموعة مواد صحية خاصة بحالات الطوارئ، لأغراض التدبير العلاجي للأمراض غير السارية، والتي تكمِّل مجموعة المواد الصحية لحالات الطوارئ المشتركة بين الوكالات.

وفي غضون ذلك، تم إعداد مرتسمات قُطرية تحدد وضع كل بلد فيما يختص بالتعاطي مع المجالات الاستراتيجية الخمسة للوقاية من السرطان ومكافحته. وتركَّز العمل على بناء القدرات؛ أولاً، لإنشاء سجلات للسرطان أو تقييمها، وثانيا، لتطوير الرعاية الملطِّفة. وقام العديد من البلدان بالاستثمار على نحو موسَّع في تنظيم تحرٍ شامل على المستوى الوطني لسرطان الثدي، والقيام بحملات للتوعية الصحية العامة. وقدَّمت المنظمة، خلال عام 2015، الدعم التقني من أجل إعداد برامج لفحوص التحرِّي ولتقييم حملات التوعية العامة.

وقاد المكتب الإقليمي، في عام 2015، جهود الدعوة إلى وضع إطار خاص بالمساءلة من أجل قياس التقدُّم الـمُحرَز في هذا المجال، وقام بدور مهم في هذا الصدد. وقد أسهمت البلدان إسهاماً كبيراً في التحقق من اتساق المؤشرات العشرة التي وُضعَتْ لقياس التقدُّم الـمُحرَز مع مؤشرات إطار العمل الإقليمي. وتحسنت قدرة البلدان حالياً على رَصْد التقدُّم الـمُحرَز ورفع التقارير عن ذلك، وكذلك الوفاء بتعهدها بتنفيذ التزاماتها المحددة تحديداً زمنيا وهي: وضع الأهداف الوطنية؛ وإعداد/تعزيز خطط العمل المشترك بين القطاعات بحلول عام 2015؛ والحدّ من عوامل الخطر وتقوية النظم الصحية بحلول عام 2016.

وسوف تواصل المنظمة العمل مع الدول الأعضاء لتسريع وتيرة التقدُّم، الذي سوف يُقاس باستخدام مؤشرات التقدُّم أثناء الاستعراض القادم الذي ستجريه الأمم المتحدة في عام 2018. وسينصبُّ التركيز على رفع مستوى الوعي السياسي وزيادة مستوى مشاركة القطاعات المختلفة في تنفيذ أحكام الإطار الإقليمي من خلال النهج الذي يشمل الحكومة ككل، وعلى تقديم الدعم التقني للبلدان.

الصحة النفسية

تُعدُّ الاضطرابات النفسية والعصبية، وتلك الناجمة عن تعاطي مواد الإدمان، مسؤولة عن فقدان 7.4% من سنوات العمر المصححة باحتساب مدد العجز، وعن 22.9% من سنوات العمر المقضية في ظل العجز، وذلك على مستوى العالم. كما أن الاستعمال غير المشروع للمخدرات مسؤول عن فقدان 0.9% من سنوات العمر المصححة باحتساب مدد العجز، على مستوى العالم أيضاً. كما أن معدلات الانتشار الموحَّدة حسب السن للاعتماد على القنَّب (0.19%)، وعلى الأمفيتامينات (0.25%)، والكوكايين (0.10%)، والمواد الأفيونية (0.22%)، الموجودة في هذا الإقليم، مماثلة للتقديرات العالمية في هذا الشأن. غير أن بالإقليم أعلى معدل انتشار للاضطرابات النفسية، وتحديداً الأمراض الاكتئابية واضطرابات القلق، في جميع أقاليم المنظمة. ويرجع ذلك بصورة شبه كلِّية إلى أوضاع الطوارئ المعقَّدة السائدة داخل هذا الإقليم. وفي حين أحرزت البلدان جميعها بعض التقدُّم، بصرف النظر عن مستوى الدخل الوطني، فلا تزال هناك فجوة علاجية ضخمة، بالنسبة للاضطرابات النفسية الوخيمة، تتراوح نسبتها بين 76% و85%.

وعلى الرغم من العبء الثقيل، ماتزال الصحة النفسية تفتقر إلى الاهتمام الكافي، سواء على المستوى السياسي أو مستوى الصحة العمومية، في حين يتأثر جميع جوانب الرعاية في هذا المجال بالوصم المرتبط بها، في ظل التمييز الواسع النطاق الذي يؤثر تأثيراً كبيراً على تطور الخدمة، وتقديمها، والاستفادة منها. ولطالما عانت الصحة النفسية من نقص مزمن في التمويل، الأمر الذي أدى إلى ندرة العاملين المتخصصين والخدمات المتخصصة في هذا المجال، كما أن مهارات كل من العاملين في مجال الصحة العامة، والقيادات في مجال الصحة النفسية، محصورة بشكل كبير في تقديم الرعاية.

وماتزال الرعاية المؤسسية هي النمط السائد لتقديم الرعاية في غالبية البلدان، وهذا يحد من القدرة على تنمية مهارات العاملين في مجال الصحة النفسية، كما يؤدى إلى انتهاكات لحقوق الإنسان. وهناك نقص في بيِّنات ومعلومات البحوث من داخل الإقليم لتعزيز التخطيط الاستراتيجي وتطوير الخدمة في هذا المضمار. ومع ذلك، فإن الصحة النفسية وتعاطي مواد الإدمان أخذاً يستقطبان مزيداً من الاهتمام على كلا الصعيدين العالمي والإقليمي، كما أن عدد البلدان التي تمر بأوضاع طوارئ معقدة يدفع إلى زيادة الحاجة إلى خدمات الدعم النفسي والاجتماعي، ويرفع من الطلب عليها.

وفي هذا السياق، أقرت اللجنة الإقليمية في عام 2015 إطار عمل إقليمياً مُسْنَد بالبيّنات، والذي أَعدّه المكتب الإقليمي بين عامي 2014 و2015 بالتشاور مع الدول الأعضاء وكبار الخبراء الدوليين والإقليميين، والهدف منه هو توسيع نطاق العمل في مجال الصحة النفسية وتفعيل خطة العمل الشاملة الخاصة بالصحة النفسية 2013 – 2020. وقد حدد إطار العمل الإقليمي أربعة مجالات للعمل هي: الحَوْكَمة والوقاية والرعاية الصحية والترصُّد.

وقد حقق بعض البلدان معدلات تقدُّم جيدة؛ ففي مجال الحَوْكَمة، أَعدّ بعض البلدان (الإمارات العربية المتحدة، الصومال، عمان، قطر، الكويت، لبنان)، أو قامت بتحديث استراتيجيات الصحة النفسية لديها وفقاً للغايات والمؤشرات العالمية. وقامت ثلاثة بلدان (الإمارات العربية المتحدة، وأفغانستان، والمملكة العربية السعودية) بمراجعة تشريعاتها ونُظمها الخاصة بالصحة النفسية وفقاً لأحكام اتفاقية الأمم المتحدة بشأن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وتم إعداد مقرر دراسي لدورة إقليمية حول القيادة في مجال الصحة النفسية، وقامت الجامعة الأمريكية في القاهرة باستضافة الدورة الأولى في أيلول/سبتمبر 2015.

وفي مجال الرعاية الصحية، قُدِّم الدعم في عدة مجالات، حيث أصبح لدى أكثر من نصف عدد بلدان الإقليم برامج فاعلة خاصة بسد الفجوات في مجال الصحة النفسية، تهدف إلى ردم الهوة العلاجية فيما يتعلق بمشكلات الصحة النفسية ذات الأولوية، من خلال إدماجها ضمن خدمات الرعاية الصحية الأولية. وقد شرع ثلاثة بلدان حتى الآن (الأردن، أفغانستان، ليبيا) في تنفيذ مشروع "الحق في الجودة"، استناداً إلى أحكام اتفاقية الأمم المتحدة بشأن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وذلك من أجل ضمان جودة الخدمات ومراعاة حقوق المرضى في مرافق الصحة النفسية. ومن ناحية أخرى، تم، بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، تعزيز الخدمات الخاصة باضطرابات تعاطي مواد الإدمان في كل من باكستان والعراق، من خلال بناء القدرات ودعم إنشاء مراكز خاصة بذلك. وأنشئت في باكستان خدمات للمعالجة ببدائل الأفيون، وتم التوسُّع فيها لتشمل بلداناً أخرى، في حين تم إعداد بروتوكول للحد من الأضرار في عُمان.

في غضون ذلك، تم، بالتعاون مع المقر الرئيسي للمنظمة والمنظمات الدولية غير الحكومية، تقديم الدعم للبلدان التي تواجه أزمات إنسانية في مجال الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي في حالات الطوارئ، وذلك من خلال تعزيز القدرات التقنية للمكاتب القُطرية، وأيضاً من خلال الدعم المباشر. وتم نشر النسخة العربية من حزمة تدريبية عن الإسعافات الأولية النفسية. ويتم حالياً إجراء اختبار ميداني لحزمة تدخلات نفسية واجتماعية يقدمها عاملون صحيون غير متخصصين، في حالات الطوارئ.

وفي مجال الوقاية، نُشرت النسخة العربية من التقرير العالمي الخاص بحالات الانتحار، والذي أطلق عام 2014. وأجري تقييم للموارد والقدرات المتاحة من أجل تشخيص ومعالجة اضطرابات طيف التوحد، وذلك بالتعاون مع المعهد الإيطالي للصحة العمومية ومنظمة "التوحد يتكلم" (Autism Speaks). وتم وضع حزمة تدريبية عن الصحة النفسية لطلاب المدارس في صورتها النهائية، وهي الآن في طور التجريب في عدد من البلدان، بينما يتم أيضاً وضع اللمسات الأخيرة على مواد تثقيفية عن المهارات الحياتية ومواد تدريبية عن مهارات الأبوة فيما يختص باضطرابات طيف التوحد.

وتم نشر إرشادات حول إنشاء نظم خاصة بتسجيل حالات الانتحار ومعلومات حول معالجة تعاطي مواد الإدمان، وتم كذلك إعداد مجموعة أساسية من مؤشرات الجودة بشأن رعاية مرضى الصحة النفسية ضمن خدمات الرعاية الصحية الأولية، وذلك في إطار المبادرة الإقليمية بشأن تدابير الجودة في الرعاية الصحية الأولية.

وستقوم المنظمة بتعزيز الروابط وأواصر التعاون مع الشركاء الإقليميين والعالميين من أجل تنفيذ أحكام إطار العمل الإقليمي في هذا الإقليم، ووضع بنود خطة العمل العالمية 2013 – 2020 موضع التنفيذ. كما ستعزز المنظمة من قدرتها على تقديم الدعم للبلدان لمراجعة السياسات والاستراتيجيات الوطنية وتطويرها، تمشياً مع خطة العمل العالمية، والتركيز على تعزيز القوى العاملة المتخصصة وغير المتخصصة، لضمان تقديم خدمات رعاية متكاملة ورفيعة الجودة في مجال الصحة النفسية. كما ستقود المنظمة جهود إعداد حزمة عن جوانب المعرفة في مجال الصحة النفسية، وحملة لمكافحة الوصم المرتبط بها وبتعاطي مواد الإدمان. وستواصل المنظمة دعمها للبلدان من أجل تعزيز خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي في حالات الطوارئ، كما ستقوم بتعزيز خدمات الصحة النفسية من خلال دعم الصحة النفسية لطلاب المدارس، والوقاية من الانتحار، وبرامج المعرفة في مجال الصحة النفسية.

 


الصفحة 71 من 93