16 كانون الثاني/يناير 2023 - في تشرين الأول/أكتوبر 2022، اجتمع الفريق الاستشاري التقني المعني بأفغانستان وباكستان في مسقط، عُمان، لإجراء استعراض شامل للجهود الجارية لاستئصال شلل الأطفال في البلدان المتبقية التي يتوطن فيها شلل الأطفال. وقدَّموا خلال الاجتماع الذي استمر 6 أيام إرشادات تقنية استراتيجية بشأن توجيه الجهود الرامية إلى النجاح في وقف انتشار فيروس شلل الأطفال في كلا البلدين في عام 2023.

برامج مكافحة شلل الأطفال تحرز تقدُّمًا كبيرًا رغم التحديات

وأقرَّ الفريق الاستشاري التقني بإنجازات برامج مكافحة شلل الأطفال على الرغم من الأزمة الإنسانية الطويلة الأمد في أفغانستان ومستويات الفيضانات غير المسبوقة في جميع أنحاء باكستان التي أثرت على ما يقرب من 33 مليون شخص. ويرجع التقدم المحرز إلى تضافر جهود جميع الأطراف المعنية على جميع المستويات، ووضع جدول زمني مكثف للتطعيم، وتحديد محاور برنامجية في الوقت المناسب لتغيير الوضع الوبائي، علاوة على الدعم الكامل من وكالات إنفاذ القانون والوكالات الأمنية في تنفيذ حملات التطعيم ضد شلل الأطفال.

وأحاط الأعضاء علمًا بالمستوى الرفيع من الالتزام السياسي المتواصل بشلل الأطفال في كلا البلدين. وفي أفغانستان، أتاحت الحملات التي نُظمت على الصعيد الوطني، منذ الانتقال السياسي، لبرنامج شلل الأطفال الوصول إلى ما يقرب من 10 ملايين طفل، منهم 3.5 ملايين طفل كان يتعذر الوصول إليهم في السابق. وفي باكستان، استُخدمت أنشطة مكثفة للتطعيم ونُهُج استراتيجية للوصول إلى الأطفال الذين لم يتلقوا التطعيم.

وأقر الفريق الاستشاري التقني أيضًا بالدور الاستراتيجي الذي تضطلع به مراكز عمليات الطوارئ في تعزيز التنسيق وتوفير الرقابة البرنامجية على الصعيدين الوطني والإقليمي.

الاتجاهات الوبائية المُبشرّة تفتح آفاقًا جديدة

تتيح التحسينات الملحوظة في الوضع الوبائي في أفغانستان وباكستان فرصةً سانحةً لوقف سراية فيروس شلل الأطفال البري. وفي باكستان، لا يتوطن الفيروس إلا في المناطق الجنوبية من إقليم خيبر باختونخوا، وفي أفغانستان أُبلغ عن كلتا الحالتين من المنطقة الشرقية. ومع ذلك، لم تُسجَّل أي سراية عبر الحدود في عام 2022.

وبالإضافة إلى الانتشار الجغرافي المحدود، فإن التنوع البيولوجي للمجموعات الجينية أيضًا في أدنى مستوياته على الإطلاق: فقد انخفض من 8 مجموعات في عام 2020 إلى مجموعتين في عام 2022 في أفغانستان، ومن 11 مجموعة في عام 2020 إلى مجموعة واحدة في عام 2022 في باكستان.

وعلاوةً على ذلك، لم يُكشَف عن فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 2 في أي من البلدين في العام الماضي. وقد ظهرت أعراض الشلل على آخر حالة إصابة بفيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 2 في أفغانستان في 9 تموز/يوليو 2021، بينما ظهرت أعراض الشلل على آخر حالة إصابة بفيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 2 في باكستان في 23 نيسان/أبريل 2021.

وبالنظر إلى الاتجاهات الوبائية المُبشرّة التي شهدها عام 2022، أشار الفريق الاستشاري التقني إلى إمكانية الوقف الكامل لفيروسات شلل الأطفال هذا العام. ومع ذلك، ولكي ينجح البرنامجان، اقترح الفريق الاستشاري التقني تحولات استراتيجية رئيسية في تصنيف المخاطر استنادًا إلى الاتجاهات الوبائية. وتشمل توصيات فريق الخبراء تكتيكات وإرشادات تقنية محددة السياق بشأن الأنشطة التي ينبغي أن تُمنَح الأولوية حتى منتصف عام 2023، عندما يلتقي الفريقان الاستشاريان التقنيان المعنيان بأفغانستان وباكستان مرة أخرى.

ويعيد هذا التصنيف الجديد تعريف المناطق الموطونة في أفغانستان وباكستان وإعادة تعيين حدودها من المناطق التي وقعت فيها الفاشيات وبقية أنحاء البلاد التي من المهم الحفاظ على مناعة الأطفال فيها. وبالإضافة إلى ذلك، يحدد هذا التصنيف الجديد المناطق المُعرّضة بشدة للخطر والمناطق التي تتبعها التي تمثل فئة المناطق المعرضة لمخاطر إضافية في باكستان، حيث قد تؤدي المستودعات الأساسية دورًا تاريخيًا في تحديد سريان العدوى في حال تجدُّد العدوى.

كما أقر الفريق الاستشاري التقني الجداول الزمنية لأنشطة التمنيع التكميلي ضد شلل الأطفال لعام 2023 لكل من أفغانستان وباكستان، وأكد على مواصلة التنسيق عبر الحدود بين البلدين، لا سيما في الممرات الرئيسية. وأخيرًا، شَجَّع الفريق الاستشاري التقني على مواصلة استخدام الاستراتيجيات لإدماج التواصل بشأن التغيير السلوكي الجنساني والاجتماعي في أنشطة البرنامج، للوصول إلى كل طفل.

رابط موضوع ذي صلة

تقارير اجتماعات الفريق الاستشاري التقني