التغذية السليمة مهمة للغاية خلال العامين الأولين من حياة الطفل. فهي تضمن نموه الصحي، وتعزز جهازه المناعي وتحسّن نموه المعرفي. كما أنها تقلل من خطر إصابته بفرط الوزن أو السمنة أو بالأمراض المُعدية أو بأمراض مزمنة لاحقًا في حياته.

لذا، امنحوا أطفالكم أفضل بداية ممكنة في التغذية. حافظوا على الاقتصار على الرضاعة الطبيعية للطفل خلال الأشهر الستة الأولى من حياته، ثم أكملوا حليب الأم بمجموعة متنوعة من الأطعمة الطازجة وغير المصنعة يوميًا لإمداد الطفل بجميع الفيتامينات والمعادن والألياف الغذائية والبروتين ومضادات الأكسدة التي يحتاجها. إن اتباع نظام غذائي متنوع يحتوي على مزيج ملوّن من الفواكه والخضروات والحبوب والبروتينات (كالفاصوليا والمكسرات والبذور واللحوم والدجاج والأسماك والبيض) سيحافظ على قوة الجهاز المناعي للطفل. وتُعَدُّ الخضروات الورقية الخضراء الداكنة، والفواكه، والخضروات ذات اللون البرتقالي أو الأصفر، جيدة لا سيّما للمناعة.

وتأكدوا من أن أطفالكم يشربون كمية كافية من الماء، ولا تعطوهم السكر والدهون والملح لتقليل خطر إصابتهم بفرط الوزن والسمنة وأمراض القلب والسكتة والسكري وأنواع معينة من السرطان.

وإذا شككتم بإصابتكم أنتم أو أطفالكم الرضع أو الصغار بفيروس كوفيد-19 أو تأكدتم من ذلك، فاتبعوا إجراءات الحماية الأساسية الموضحة أدناه للوقاية من هذا الفيروس وغيره من الفيروسات المسببة للبرد والإنفلونزا.

اقتصروا على الرضاعة الطبيعية لأطفالكم

يجب أن تبدأ الأم في إرضاع طفلها في غضون ساعة واحدة من الولادة، وأن تستمر في الاقتصار على الرضاعة الطبيعية خلال الأشهر الستة الأولى من عمره.

على الأم أن تواصل إرضاع طفلها من الثدي حتى يبلغ عمر سنتين على الأقل.

بدءًا من عمر 6 أشهر، يبدأ تكميل حليب الثدي بأطعمة متنوعة تكون كافية وآمنة وكثيفة بالمغذيات. تأكدوا من عدم إضافة الملح والسكر لهذه الأطعمة التكميلية.

إذا تأكدتم أو اشتبهتم في الإصابة بفيروس كوفيد-19، فاستخدموا القناع الطبي عند الاقتراب من الطفل، واغسلوا اليدين جيدًا بالصابون أو بالمطهر قبل ملامسة الطفل وبعدها، ونظفوا وعقموا أي سطح تلمسونه روتينيًا.

إذا كانت الأم مريضة مرضًا شديدًا بكوفيد-19 أو تعاني من مضاعفات أخرى تمنعها من رعاية الطفل أو الاستمرار في إرضاعه مباشرة من الثدي، فعليها أن تعصر الحليب من الثدي لتقديمه للطفل بأمان.

وإذا كنتِ في حالة سيئة للغاية وغير قادرة على الإرضاع من الثدي أو عصر الحليب من الثدي، استكشفي إمكانية إعادة إدرار حليب الثدي (إعادة الإرضاع من الثدي بعد التوقف عن الإرضاع لفترة)، أو اللجوء إلى الأم المرضعة (امرأة أخرى ترضع أو ترعى طفلك)، أو استخدام الحليب البشري المتبرع به. ويعتمد الأسلوب الذي تتبعينه على سياقكِ الثقافي وتفضيلاتكِ الشخصية والخدمات المتاحة لكِ.

قَدِّموا لأطفالكم طعامًا طازجًا وغير مُصنَّع

قَدِّموا لأطفالكم الفواكه، والخضروات، والبقوليات (مثل العدس والفاصوليا)، والمكسرات، والحبوب الكاملة (مثل الذرة غير المعالجة، والدخن، والشوفان، والقمح، والأرز البني، أو الدرنات النشوية، أو الجذور مثل البطاطا) والأطعمة حيوانية المصدر (مثل اللحوم، والأسماك، والبيض، والحليب).

بالنسبة للفاكهة، يحتاج الأطفال في عمر بين 2 و 3 سنوات إلى كوب واحد من الفاكهة يوميًا. ويحتاج الأطفال في عمر بين 4 سنوات و 13 سنة إلى كوب ونصف من الفاكهة يوميًا. وتحتاج الفتيات في عمر بين 14 و 18 سنة إلى كوب ونصف من الفاكهة يوميًا، بينما يحتاج الأولاد في العمر نفسه إلى كوبين.

وبالنسبة للخضروات، يحتاج الأطفال في عمر بين 2 و3 سنوات إلى حوالي كوب من الخضروات النيئة أو المطبوخة يوميًا. ويحتاج الأطفال في عمر بين 4 و 8 سنوات إلى كوب ونصف من الخضار يوميًا. وتحتاج الفتيات في عمر بين 9 و13 سنة إلى كوبين من الخضروات يوميًا، بينما يحتاج الأولاد إلى كوبين ونصف. وتحتاج الفتيات في عمر بين 14 و 18 عامًا إلى كوبين ونصف من الخضار يوميًا ، بينما يحتاج الأولاد إلى 3 أكواب. نوّعوا في تناول الخضروات لتشمل الخضروات الورقية الخضراء والخضروات ذات الألوان الزاهية الحمراء والبرتقالية والبقوليات.

بالنسبة للبروتين، قدموا حصتين إلى ثلاث حصص يومية (ثلاث حصص للطفل النباتي). وينبغي تقديم الأسماك مرتين على الأقل في الأسبوع، على أن تكون إحداها الأسماك الدهنية (مثل السلمون أو السردين أو الماكريل أو السلمون المرقط). وتُعدُّ المكسرات بروتينات، ويوصى بها للأطفال الذين تجاوزوا عمر 5 سنوات.

بالنسبة للحليب، قدموا ثلاث حصص يوميًا. والأطفال تحت عمر سنتين يجب أن يتناولوا حليبًا كاملًا أو زبادي كاملًا. والأطفال الذين يتناولون الطعام جيدًا يمكن إعطاؤهم بعد عمر عامين الحليب نصف منزوع الدسم. أما الحليب منزوع الدسم أو بنسبة دسم 1٪ فهو غير مناسب كمشروب للأطفال أقل من عمر 5 سنوات. ويمكن للمنتجات المدعمة بفيتامين (د) أن تُسهم إسهامًا مفيدًا في ما يتناوله الطفل.

بالنسبة لعصير الفاكهة والفاكهة المجففة، يجب ألا يحصل الأطفال دون عمر 6 سنوات على أكثر من نصف كوب من العصير يوميًا - وتأكدوا أنها عصائر فاكهة 100٪، وليست مشروبات لعصائر مضاف إليها السكر. بعد عمر 7 سنوات، يجب إبقاء استهلاك العصير أقل من 355 مليلتر يوميًا. إن نصف كوب من الفاكهة المجففة يعادل كوبًا كاملًا من الفاكهة العادية. والفاكهة الطازجة هي أفضل خيار.

وبالنسبة للوجبات الخفيفة، اعطوا الطفل الخضراوات النيئة والفواكه الطازجة، بدلاً من الأغذية المكتظة بالسكريات أو الدهون أو الملح.

تأكدوا من عدم الإفراط في طهي الخضروات والفواكه، فهذا يفقدها الفيتامينات المهمة

عند استخدام الخضروات والفواكه المعلبة أو المجففة، اختاروا الأنواع التي لا تحتوي على ملح أو سكر.

الحرص على أن يشرب الطفل ماءً كافيًا كل يوم

الماء ضروري للحياة. فهو ينقل المواد الغذائية والمركبات في الدم، وينظم درجة حرارة الجسم، ويتخلص من النفايات، ويخفف ويسهّل حركة المفاصل.

احرصوا على أن يشرب الطفل 8-10 أكواب من الماء يوميًا. وهذا يشمل الماء من جميع المصادر مثل المشروبات والأطعمة الأخرى.

الماء هو أفضل خيار، ولكن يمكنكم أيضًا إعطاء الطفل مشروبات أخرى (مثل الحليب غير المحلى)، والفواكه والخضروات التي تحتوي على الماء (مثل الخيار، والطماطم، والسبانخ، والفطر، والبطيخ، والبروكولي، وكرنب بروكسل، والبرتقال، والتفاح، والتوت الأزرق)، لكن تجنبوا إعطاءهم عصائر الفاكهة المحلاة، والشرابات، ومركزات عصير الفاكهة، والمشروبات الغازية والمشروبات بنكهة الفواكه لأنها تحتوي على السكر.

احرصوا على تناول أطفالكم لدهون صحيةfats

تأكدوا من تناول الطفل للدهون غير المشبعة (مثل الموجودة في الأسماك، والأفوكادو، والمكسرات، وزيت الزيتون، وفول الصويا، والكانولا، وعباد الشمس، وزيوت الذرة) بدلاً من الدهون المشبعة (مثل الموجودة في اللحوم الدهنية، والزبدة، وزيت جوز الهند، والقشدة، والجبن، والسمن، والشحم).

اعطوا الطفل اللحوم البيضاء (مثل الدواجن) والأسماك، فهي عادة منخفضة الدهون مقارنة باللحوم الحمراء.

تجنبوا إعطاء اللحوم المصنعة لأنها غنية بالدهون والملح.

لا تعطوهم الدهون المتحولة المُنتَجَة صناعيًا (الموجودة في الأغذية المصنعة، والوجبات السريعة، والأطعمة الخفيفة، والأطعمة المقلية، والبيتزا المجمدة، والفطائر، والكوكيز، والسَمْن النباتي، والمعجون الغذائي القابل للفرد).

الحد من تناول الطفل للملح والسكر

عند الطهي وتحضير الطعام للطفل، قللوا كمية الملح والتوابل الغنية بالصوديوم (مثل صلصة الصويا وصلصة السمك)

قللوا كمية الملح التي يتناولها كل فرد يوميًا لأقل من 5 جرامات (حوالي ملعقة واحدة صغيرة)، وتناولوا الملح المعالج باليود.

لا تعطوا الطفل طعامًا يحتوي على كمية كبيرة من الملح والسكر (مثل الوجبات الخفيفة).

لا تعطوا الطفل المشروبات الغازية أو الصودا والمشروبات الأخرى الغنية بالسكريات (مثل عصائر الفاكهة والعصائر المركزة، والشراب المركز، والحليب المُنكَّه، ومشروبات لبن الزبادي)

تذكروا: الفاكهة الطازجة أفضل خيار للطفل، وليست الوجبات الخفيفة المحلاة مثل البسكويت، والكعك، والشوكولاته.

طهي الطعام‬ بالمنزل

اطبخوا وجباتكم في المنزل لتحسنوا جودة النظام الغذائي لأسركم. فالطعام المطبوخ في المنزل أصح وأكثر تغذية للأطفال في مرحلة النمو من الطعام الذي تحصلون عليه خارج المنزل ويحتوي على سعرات حرارية عالية، لأنكم تعرفون تماماً مكونات ما تأكلون في المنزل. وهناك الكثير من المواد الغذائية المنتجة خارج المنزل تحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية والملح والدهون والسكر، مما يزيد خطر إصابة الطفل بفرط الوزن أو السمنة بالإضافة إلى الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب، والسكتة، والسكري، وبعض أنواع السرطان في مرحلة لاحقة من حياته.

كما أن اصطحاب الأطفال لتناول الطعام في الخارج أثناء فاشية كوفيد-19 يزيد من مخالطتهم للآخرين ويزيد فرصة تعرضهم للفيروس. إذا تناولتم الطعام في الخارج، فعلى كل فرد أن يحافظ على مسافة لا تقل عن متر واحد بينه وبين أي شخص يسعل أو يعطس. وهذا الأمر ليس ممكنًا دائمًا في الأماكن الاجتماعية المزدحمة مثل المطاعم والمقاهي. فقد تسقط قطرات من رذاذ المصابين على الأسطح وعلى أيدي الأشخاص (مثل العملاء والموظفين) ، ونظرًا لكثرة القادمين والمغادرين، فلن يُعرف إذا كانت الأيدي تُغسل بانتظام ولمدة كفاية، ولن يعرف إذا كانت الأسطح تنظف وتعقم بالسرعة الكافية.

لذا فإن الطعام المطبوخ في المنزل خلال هذه الفاشية وما بعدها هو أفضل خيار لكم ولأطفالكم. اجعلوا الطهي في المنزل ممتعًا لهم حتى يأكلوا غذاءً صحيًا ومغذيًا غنيًا بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة. وشجعهم على اختيار طعامهم، ومساعدتكم في اختيار المكونات، ومشاركتكم في عملية صنع القرار.

تدابير الحماية الأساسية

إذا اشتبهتم أو تأكدتم من إصابتكم أو إصابة الطفل الرضيع أو الصغير بفيروس كوفيد-19، فاتبعوا هذه الإجراءات الوقائية الأساسية. من المهم أن يتبع كل فرد منكم هذه الإجراءات قبل الاتصال ببعضكم البعض وبعده.

اغسلوا اليدين بانتظام غسلًا شاملًا بالصابون والماء أو نظفوهما بمطهر كحولي.

غطوا الفم والأنف بالمرفق المعقوف أو بمناديل ورقية عند السعال أو العطس، ثم تخلصوا من المناديل المستعملة على الفور. علموا أطفالكم أن يفعلوا الشيء نفسه.

تجنبوا لمس العين الأنف والفم (لأن اليدين تلمسان أسطحًا كثيرة وقد تلتقطا منها الفيروسات).

إذا ظهرت لديكم أو لدى أطفالكم أعراض تنفسية مثل ضيق التنفس، فيجب أن يرتدي المصاب قناعًا طبيًا.

إذا ساءت حالتكم أو حالة أطفالكم الصحية فابقوا في المنزل حتى تتعافوا بالكامل، حتى إذ كانت الأعراض خفيفة مثل الصداع وسيلان الأنف الطفيف.

إذا ظهرت الحمى والسعال وصعوبة التنفس، فالتمسوا المشورة الطبية فورًا فقد تكون بسبب عدوى الجهاز التنفسي أو غيرها من الحالات الخطيرة. اتصلوا بالعيادة أو المستشفى مسبقًا - ولا تزوروا العيادة أو المستشفى دون اتصال مسبق.

على كل فرد أن يبتعد مسافة متر واحد على الأقل عن أي شخص يسعل أو يعطس.

استمروا في الاطلاع على آخر تطورات فيروس كوفيد-19 واتبعوا نصائح مقدمي الرعاية الصحية لحماية أنفسكم والآخرين من الفيروس.

تقديم المشورة والدعم النفسي والاجتماعي

أثناء فاشية كوفيد-19 قد يصعب كثيراً الحصول على طعام مغذٍ في المنزل بسبب حظر الخروج، وقد تزداد الطلبات الملقاة على عاتق الآباء ومقدمي الرعاية. إذا تعسر عليك الأمر تجاه الأطفال ومسؤوليات التغذية، فالتمس المشورة والدعم النفسي الأساسي أو الدعم الغذائي العملي. يمكنك الحصول على الدعم من متخصصي الرعاية الصحية المدربين تدريبًا مناسبُا، وأيضاً من المستشارين والأقران في المجتمع. كما يمكنك الحصول على الدعم بشأن إطعام الرضع والأطفال في المنزل خلال فاشية كوفيد-19 من خلال منصات الإعلام الرقمي والإذاعي والاجتماعي الموثوق بها.

النشرات والرسومات التوضيحية والبطاقات الاجتماعية

نشرة عن تغذية الرضع وصغار الأطفال أثناء فاشية كوفيد-19  (العربية)

رسم توضيحي عن تغذية صغار الأطفال أثناء فاشية كوفيد-19  (العربية)

بطاقات اجتماعية عن تغذية صغار الأطفال أثناء فاشية كوفيد-19 (العربية)