13 تشرين الأول/ أكتوبر 2025 - تتعرض النُّظم الصحية في أنحاء إقليم المنظمة لشرق المتوسط إلى ضغوط هائلة. ففي نيسان/ أبريل 2025، أثَّرَت 16 حالة طوارئ مُصنَّفة على ملايين الأشخاص في الإقليم، منهم نحو 115 مليون شخص في حاجة ماسة إلى الخدمات الصحية والدعم الإنساني. ومن النزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية إلى فاشيات الأمراض وتغيُّر المناخ والانهيار الاقتصادي، تدفع هذه الأزمات المتداخلة المؤسسات الصحية إلى أقصى حدودها، وتترك المجتمعات مُعَرَّضة للخطر.
وثمة تراجعٌ يحدث الآن في التقدم الذي أُحرِزَ بشِقِّ الأنفس نحو تحقيق الأهداف الصحية الرئيسية، لا سيما التغطية الصحية الشاملة والأمن الصحي. كما أن البنية الأساسية المتضررة، والعاملون الصحيون النازحون، وتَعَطُّل سلاسل الإمداد كلها عوامل تزيد من صعوبة حصول الناس حتى على الرعاية الأساسية.
إن تعافي النظم الصحية لا يقتصر على إعادة بناء المرافق الصحية. فهو ليس عملًا يُنجَز بعد الأزمة. بل يجب أن يبدأ في أثناء الأزمة. وينطوي ذلك على استعادة الخدمات الأساسية، وإعادة بناء الثقة، وإنشاء نظم أكثر قدرة على الصمود أمام الصدمات في المستقبل. وفي الأوضاع الهشة والمتأثرة بالنزاعات، لا بد من تسريع وتيرة التعافي من أجل تحقيق الاستقرار والسلام وتحقيق الأهداف الإنمائية وحماية الأرواح.
وأمامنا فرصة لإعادة البناء على نحو أفضل، ومعالجة مواطن الضعف التي طال أمدها، وتعزيز الإنصاف، والحد من المخاطر في المستقبل. ويجب أن يركز التعافي على الناس وأن يكون شموليًّا ونابعًا من الواقع المحلي.
تعزيز التعافي الفعال
وتدعو المنظمة إلى اتباع المبادئ الرئيسية لتوجيه تعافي النظم الصحية في الإقليم.
- التدخل المبكر: ينبغي أن يبدأ التعافي مبكرًا، وغالبًا ما يكون جنبًا إلى جنب مع الاستجابة الإنسانية، وأن يكون مُصمَّمًا وفقًا لاحتياجات كل مجتمع محلي.
- المرونة ومراعاة ظروف النزاع: يجب أن تتكيف الاستراتيجيات مع الظروف المتغيرة وأن تراعي ديناميات البيئات الهشة.
- القيادة الوطنية والمحلية: ينبغي أن تتولى الجهات الفاعلة الوطنية والمحلية قيادة جهود التعافي، باستخدام نهج الربط بين العمل الإنساني والتنمية والسلام لإدارة المخاطر إدارةً شاملة.
ولدعم البلدان، وضعت المنظمة إطارًا تنفيذيًّا يمكن تكييفه لتعافي النظم الصحية يمكن إدماجه في الاستراتيجيات الوطنية واستخدامه في عمليات التعافي المتعددة القطاعات. ويستند إطار تعافي النظام الصحي إلى التجارب الإقليمية ويتسق مع برنامج العمل العام الرابع عشر للمنظمة والخطة الخطة التنفيذية الاستراتيجية لإقليم شرق المتوسط 2025-2028. كما أنه يدعم برنامج بناء القدرة على الصمود الذي ورد بيانه في الورقة التقنية للجنة الإقليمية، والذي يركز على النهوض بالتغطية الصحية الشاملة وتعزيز الأمن الصحي.
وقد صاغت المنظمة قرارًا يدعو إلى الالتزام المستمر بالتعافي كأساس للنظم الصحية القادرة على الصمود. ووُضعت إرشادات عملية لمساعدة الدول الأعضاء ومنظمة الصحة العالمية والشركاء على تنفيذ استراتيجيات التعافي بفعالية.
وسوف تستعرض الدورة الثانية والسبعون للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية ورقة تقنية حول تعافي النُظُم الصحية، ومن المتوقع أن تَبِتَّ في القرار المُقتَرَح.