المركز الإعلامي | الأخبار | منظمة الصحة العالمية وشركاؤها يُمِدُّون مستشفى الشفاء بالوقود، في حين تواجه بقية المستشفيات في غزة تهديدات متزايدة

منظمة الصحة العالمية وشركاؤها يُمِدُّون مستشفى الشفاء بالوقود، في حين تواجه بقية المستشفيات في غزة تهديدات متزايدة

أرسل إلى صديق طباعة PDF

WHO and partners bring fuel to Al-Shifa, as remaining hospitals in Gaza face growing threats

القاهرة، جنيف، القدس، 23 كانون الثاني/ يناير 2024 - أكملت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها يوم الاثنين بعثة أخرى محفوفة بالمخاطر لإعادة إمداد مستشفى الشفاء في غزة بالوقود، حيث لا يزال مئات الآلاف من الناس يعانون من انقطاع المساعدات. وفي جميع أنحاء قطاع غزة، تعاني المستشفيات القليلة المتبقية من ظروف أشد بؤسًا من أي وقت مضى، إذ تحول الأعمال العدائية في كثير من الأحيان دون وصول المرضى والإمدادات إليها، ولا يحصل العاملون الصحيون فيها إلا على قسط قليل من الراحة وإمدادات شحيحة.

وشملت هذه البعثة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وإدارة الأمم المتحدة لشؤون السلامة والأمن، ومنظمة أطباء بلا حدود.

وكانت آخر بعثة إنسانية أوفدت إلى شمال غزة في 12 كانون الثاني/ يناير.

وواجهت بعثة الأمس، التي سلمت 19000 لتر من الوقود إلى مستشفى الشفاء، تأخيرات عند نقطة التفتيش. وتضررت الطرق المؤدية إلى المستشفى بشدة، وخيَّم اليأس بوضوح على شمالي غزة في مشهد أحاط فيه آلاف المدنيين بمركبات الأمم المتحدة وشاحنات الوقود على أمل الحصول على الغذاء والماء، وهو ما أدى أيضًا إلى تأخير وصول البعثة.

وفي مستشفى الشفاء، وجدت البعثة أن أداء المستشفى قد تحسَّن منذ الزيارة الأخيرة التي جرت قبل عشرة أيام. إذ لوحظ انخفاض كبير في عدد النازحين من 40000 شخص إلى 10000 شخص. ويعمل هناك 120 عاملًا في مجالَي الصحة والرعاية، ويوجد 300 مريض. ويُجري المستشفى 5 إلى 10 عمليات جراحية يوميًّا، لا سيَّما حالات الرضوح التي تتطلب تقديم رعاية فورية.

ولا تزال الخدمات الأساسية، مثل مرافق المختبرات والتصوير بالأشعة، تعمل إلى جانب الرعاية الطارئة، ووحدة جراحية تضم ثلاث غرف عمليات، ووحدة للرعاية التالية للعمليات، ووحدة لغسيل الكلى. وهناك خطط لإعادة فتح وحدة للعناية المركزة تضم 9 أسرَّة خلال الأيام المقبلة.

ولا تتوافر خدمات الأمومة أو طب الأطفال، ويواجه المستشفى كذلك نقصًا في الأطباء المتخصصين، والأدوية، واللوازم الطبية مثل معدات تقويم العظام. ويمكن لتلك الوحدات أن تستأنف عملها، ولكنها ستحتاج إلى إمدادات مستمرة بالوقود والأكسجين، واللوازم الطبية، وغيرها من المساعدات.

وتعرضت محطة الأكسجين الأساسية بالمستشفى للدمار. ويعتمد المستشفى حاليًّا على محطة أقل قدرة.

ولا تزال سبعة مستشفيات من أصل 24 مستشفى تعمل في شمال غزة. ولكنها تعمل جزئيًّا، إذ تعاني من نقصٍ في عدد الموظفين الطبيين المتخصصين المطلوبين للتعامل مع حجم الإصابات وأنواعها، ولا يتوفر لديها ما يكفي من الأدوية والإمدادات الطبية أو الوقود أو المياه النظيفة أو الغذاء اللازم للمرضى أو الموظفين، على حد سواء. وبالإضافة إلى ذلك، فإن اثنين من مراكز الرعاية الصحية الأولية التابعة لوزارة الصحة في شمال غزة يعملان جزئيًّا، ولكنهما يفتقران إلى الإمدادات الأساسية، ومنها المحاقن واللقاحات اللازمة للتمنيع الروتيني.

أيضًا يُعرِّض تكثيف الوجود العسكري والأعمال العدائية في جنوب غزة حياة المرضى والعاملين الصحيين للخطر، ويقوِّض فرص الحصول على الرعاية الصحية. تلك الأعمال تعرقل بشدة حركة العاملين الصحيين وسيارات الإسعاف وشركاء الصحة من أجل إعادة إمداد المستشفيات، وهو ما يؤدي إلى تراجع أدائها. ويقول موظفو منظمة الصحة العالمية إن الوضع في المستشفيات في خان يونس «كارثي ويستعصي على الوصف».

وفي جنوب غزة، حيث من المعتاد أن يعمل 12 مستشفى، لا تزال 7 مستشفيات فقط تعمل جزئيًّا. وهناك مستشفيان آخران، هما مستشفى الخير ومجمع ناصر الطبي، يعملان بأقل قدر ممكن من الأداء، وبات من المُتعذِّر الوصول إليهما الآن.

ويساور منظمةَ الصحة العالمية قلقٌ بالغ إزاء التقارير الواردة عن مستشفى الخير، وهو مستشفى صغير تديره منظمة غير حكومية ويتسع لحوالي 30 سريرًا، ويواجه عمليات توغُّل عسكرية، ويُحتجز فيه العديد من العاملين الصحيين. ولم يعد في الإمكان التواصل مع المستشفى في الوقت الحالي.

وبسبب أوامر الإجلاء التي صدرت للأحياء السكنية المحيطة بمجمع ناصر الطبي -وهو أكبر مستشفى في الجنوب- ونظرًا لاستمرار الأعمال العدائية في محيط المستشفى، أفادت وزارة الصحة بأن أعدادًا كبيرة من الجرحى تفترش أرض المستشفى.

وأفادت منظمة يو كي ميد الخيرية، التي أوفدت فريقًا طبيًّا دوليًّا متخصصًا في حالات الطوارئ إلى مجمع ناصر الطبي، أنه لا يمكن لأحد دخول المرفق أو الخروج منه بسبب استمرار أعمال القصف بالقرب منه.

وتفيد التقارير بأن الموظفين الصحيين يحفرون قبورًا في المستشفيات بسبب الأعداد الكبيرة المتوقعة من الوفيات، والحاجة إلى التعامل مع الجثث. ولا ينبغي لمثل هذا الوضع المروع أن يحدث في أي مستشفى.

وتهدِّد الأعمال العدائية المحيطة بمستشفى الأمل بإخراج المرفق عن العمل، إذ تفيد التقارير بأن سيارات الإسعاف والمرضى المصابين لا يستطيعون الوصول إليه.

وتجدِّد المنظمة دعوتها إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وتوفير الحماية الفعلية للمدنيين ومرافق الرعاية الصحية، وضمان استمرار إمكانية إيصال المساعدات الحيوية إلى جميع أنحاء القطاع.


روابط ذات صلة

مزيجٌ قاتلٌ من الجوع والمرض يؤدي إلى مزيد من الوفيات في غزة

منظمة الصحة العالمية تدعو إلى حماية الحيز الإنساني في غزة بعد وقوع حوادث خطيرة في بعثة محفوفة بمخاطر عالية لنقل المرضى وتسليم إمدادات صحية

بعثة الأمم المتحدة المشتركة تنقل المرضى ذوي الحالات الحرجة من مستشفى الشفاء في غزة، في ظل استمرار القتال العنيف

مقتل موظفة بمنظمة الصحة العالمية في غزة

منظمة الصحة العالمية تشعر باستياء بالغ إزاء الهجوم الأخير الذي استهدف المستشفى الإندونيسي في غزة

المنظمة تفقد الاتصال بمستشفى الشفاء في غزة وسط تقارير عن تعرضه لهجمات

دعوة مشتركة من المديرين الإقليميين لصندوق الأمم المتحدة للسكان واليونيسف ومنظمة الصحة العالمية إلى تحرك فوري لوقف الهجمات على الرعاية الصحية في غزة

إجلاء بعض الأطفال المصابين بالسرطان من غزة للعلاج في مصر والأردن

Riارتفاع خطر انتشار الأمراض في غزة مع تعطل المرافق الصحية وشبكات المياه والصرف الصحي

منظمة الصحة العالمية: الهجمات على الرعاية الصحية في قطاع غزة غير مقبولة