13 تشرين الأول/ أكتوبر 2025 - إن تعاطي مواد الإدمان يؤثر على الملايين في جميع أنحاء إقليم شرق المتوسط، ويؤثر على الأسر والمجتمعات والنُظُم الصحية. وعواقبه بعيدة المدى بالنسبة للأفراد والأُسَر والمجتمعات، من الإدمان وحالات الصحة النفسية إلى الأمراض المُعدية.
واستجابةً للتحدي المتزايد من تحديات الصحة العامة في جميع أنحاء إقليم شرق المتوسط، أطلقت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط مبادرة إقليمية رئيسية لتسريع استجابة الصحة العامة لتعاطي مواد الإدمان، وقد أقرتها اللجنة الإقليمية لشرق المتوسط في دورتها الحادية والسبعين في تشرين الأول/ أكتوبر 2024.
وتهدف هذه المبادرة على وجه التحديد إلى الحد من المراضة والوفيات عن طريق منع بدء تعاطي مواد الإدمان بين الفئات السكانية المُعَرَّضة للمخاطر، وتوسيع نطاق توافر الخدمات وإمكانية الحصول عليها، ودعم السياسات واللوائح المتوازنة بدلًا من الاعتماد على نُظُم العقاب، مثل السجن، التي غالبًا ما تؤدي إلى تفاقم الإقصاء الاجتماعي والتكاليف التي تتكبدها نُظُم الصحة والعدالة الجنائية.
ولتسريع وتيرة تنفيذ هذه المبادرة، عُقد حوار رفيع المستوى بشأن السياسات في أبو ظبي في شباط/ فبراير 2025. وتمخض هذا الحوار بشأن السياسات عن توافق في الآراء لتعزيز التنسيق والتعاون بين القطاعات استنادًا إلى الآليات القائمة مثل التحالف الصحي الإقليمي، وتقديم الإرشاد المُوَجَّه والدعم إلى البلدان مع مراعاة السياق والاحتياجات والموارد في كل بلد.
وأُطلق تحالف إقليمي للصحة النفسية والوقاية من تعاطي مواد الإدمان في تموز/ يوليو 2025 لإشراك منظمات المجتمع المدني وضمان الشمولية والمشاركة مع أصوات أصحاب التجارب الشخصية في النهوض بأهداف المبادرة وتعزيز الإجراءات التعاونية في جميع أنحاء الإقليم، في حين أُنشئ الفريق الاستشاري الاستراتيجي والتقني المعني بالصحة النفسية وتعاطي مواد الإدمان لتوجيه البلدان في وضع سياسات ولوائح وخدمات مسندة بالبيّنات وتعزيز البحوث الإقليمية بشأن تعاطي مواد الإدمان.
وبمناسبة انعقاد الدورة الثانية والسبعين للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية، علينا أن نعترف بأنه على الرغم من إحراز بعض التقدم، ولكن لا تزال هناك تحديات تحتاج إلى استثمارات مناسبة في حلول مستدامة ومسندة بالبيّنات لتحسين حصائل الصحة العامة بشكل كبير وتعزيز الاستقرار الاجتماعي للأجيال المقبلة. والمبادرة الرئيسية أكثر من مجرد جهد إقليمي، فهي تدعو إلى اتخاذ إجراءات جماعية حاسمة للتصدي لواحد من أكثر تحديات الصحة العامة إلحاحًا في عصرنا، لكنه تحدٍ مُهمَل.