المركز الإعلامي | الأخبار | بيان مديرة منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط بشأن شلل الأطفال

بيان مديرة منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط بشأن شلل الأطفال

أرسل إلى صديق طباعة PDF

جمعية الصحة العالمية الثامنة والسبعون، جنيف، 19-27 أيار/مايو 2025

بند جدول الأعمال:17-5

الوثيقة: ج4/78

السيد الرئيس/ السيدة الرئيسة، أصحاب المعالي والسعادة، المدير العام،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

في عام 1988، قطعنا على أنفسنا عهدًا باستئصال شلل الأطفال، ولكن العالم وقتئذٍ كان مختلفًا.

أما اليوم، فإن الصراعات وتغيُّر المناخ والضغوط الاقتصادية كلها عوامل تصعِّب مهمتنا.

ومع ذلك، فما يزال بإمكاننا تحقيق هدفنا.

فمنذ عام 1988، نجحنا في تقليل حالات شلل الأطفال بنسبة 99.9%، وفي القضاء على فيروس شلل الأطفال البري في خمسة من أقاليم المنظمة، وفي وقاية أكثر من 20 مليون إنسان من الشلل.

ولكن الخطوات الأخيرة هي الأصعب، ونسبة 99.9% غير كافية.

لا تزال أفغانستان وباكستان آخر جبهتين في الحرب ضد شلل الأطفال، ولكنهما يحرزان تقدمًا حقيقيًّا.

وفي الأماكن التي تواجه فاشيات لنُسخ متحورة من فيروس شلل الأطفال -وتشمل جيبوتي والأرض الفلسطينية المحتلة والصومال والسودان واليمن- نعمل على تكثيف جهود التطعيم، وتعزيز نُظم الترصد لحماية كل طفل.

ولكن إعطاء قطرتين لكل طفل لم يصبح سهلًا كما كان من قبلُ.

ففي غزة، أتاح لنا وقْف إطلاق النار في شباط/فبراير 2025 زيادة عدد الأطفال الذين وصلنا إليهم بمقدار 46 ألف طفل مقارنةً بحملات التطعيم السابقة. ولكن اشتداد الهجمات ومنْع وصول المساعدات وحرمان المجتمعات من المياه والغذاء والأدوية أوقَفَ تنفيذ جولة التطعيم الرابعة.

أصحابَ المعالي والسعادة،

على الرغم من تناقص الموارد، فإننا ننجز العمل المطلوب.

ونعطي الأولوية لتطعيم الأطفال في المناطق المهدَّدة بمخاطر شديدة، وتمكين العاملات الصحيات من الوصول إليهم، والحفاظ على النُّظم اللازمة للكشف عن الفيروس ووقْفه.

ولكن البرنامج يعاني من نقص في التمويل.

وبرغم الدعم السخي الجديد من بلدان مثل المملكة العربية السعودية، فإن المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال تواجه تخفيضًا في ميزانيتها بنسبة 40% في عام 2026.

إننا الآن على رأس مفترق طرق؛

وإما أن نوفر الآن الاستثمارات اللازمة لتحقيق هدفنا، أو نخاطر بعودة ظهور شلل الأطفال عالميًّا ليتسبب في شلل عشرات الآلاف من الأطفال.

الوقت ليس في صالحنا؛

وكلما تأخر الاستئصال، زادت التكاليف على النُّظم الصحية وزاد التراجع في ثقة الجمهور، وزاد الثمن الذي يدفعه الأطفال الذين ما زالوا معرَّضين للخطر.

وعلينا أن نتكاتف معًا لتحقيق هدفنا، وليتحول شلل الأطفال إلى ماضٍ وقصة نجاح نرويها.

شكرًا لكم.