13 تشرين الأول/ أكتوبر 2025 - الرعاية المُلطّفة تساعد الأشخاص على التعامل مع الألم، والتكيّف مع الضغوط النفسية الوجدانية، والاستفادة القصوى من الحياة عند مواجهة تحديات صحية خطيرة. وهي أيضًا تدعم الأسر، وتقدم التوجيه والطمأنينة والإحساس بالقدرة على التصرف أثناء الأوقات العصيبة.
والأرقام تبعث على القلق في إقليم شرق المتوسط الذي يتعايش فيه ملايين الأشخاص مع أمراض خطيرة. وتشير التقديرات إلى أنه من أصل 2.4 مليون شخص يحتاجون إلى الرعاية المُلطّفة في الإقليم، لا يحصل عليها إلا 1% فقط. وفي الوقت نفسه، هناك ما يقرب من 500,000 طفل في الإقليم يعانون ويحتاجون إلى الرعاية الملطفة، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى الإصابات والحالات الخِلقية.
وتُقدَّم الرعاية الملطفة أساسًا إلى مرضى السرطان، حيثما توفرت، لكن يمكن تقديمها أيضًا لتخفيف أي معاناة مرتبطة بالصحة. ومن المفاهيم الخاطئة الشائعة الأخرى عن الرعاية الملطفة أنها تُقَدَّم لرعاية الأشخاص في نهاية العمر فحسب. وفي حين أن الرعاية في مرحلة الاحتضار عاملٌ حيويٌّ في الواقع، فإن الرعاية الملطفة هي نَهج أوسع نطاقًا وأكثر شمولًا. إنها فلسفة رعاية تعالج الشخص بشكلٍ كامل، فهي تشمل علاج الأعراض الجسدية، والضغط النفسي، والتحديات الاجتماعية، والاحتياجات الوجدانية.
ويمكن أن يؤثر هذا الدعم الشامل تأثيرًا إيجابيًّا على مسار المرض، وهذا يؤدي إلى تحسين الالتزام بالعلاج، وتعزيز النتائج السريرية، وتحسين جودة الحياة. والأهم من ذلك، أن جودة الحياة ليست ترفًا؛ فالتحرر من الألم والمعاناة حقٌ أساسيٌّ من حقوق الإنسان. ويمكن أن يكون الألم والضيق النفسي دون تدابير للتخفيف منهما كالتعذيب.
إن تمكين المهنيين الصحيين من تقديم الرعاية الملطفة الأساسية يعزز قدرتهم على التدبير العلاجي للحالات السريرية المعقدة، ويعزز التعاون، ويقوي ديناميكيات الفريق. ولا يقتصر النفع المحقق من هذا النَهج على المرضى فحسب، بل يُسهم أيضًا في تهيئة بيئة عمل أفضل صحة وأكثر دعمًا.
والرعاية الملطفة ليست مكلفة بطبيعتها. فكل ما تتطلبه هو التخطيط المدروس، واستثمار الوقت، وتنمية المهارات. ومع تزايد إدماج الرعاية الملطفة وتعظيم الاستفادة منها، يمكن تحقيق وفورات كبيرة في التكاليف الطبية. والأهم من ذلك أنه بدون الحصول على أدوية تسكين الألم الأساسية عن طريق الفم، لا يمكن تقديم الرعاية الملطفة بفعالية.
ولذا، ثمة حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة.
ومنظمة الصحة العالمية تحثُّ الحكومات والقيادات الصحية على اتخاذ إجراءات عاجلة. وتشمل أهم التوصيات ما يلي:
إدماج الرعاية الملطفة في الخطط الصحية الوطنية والتغطية الصحية الشاملة؛
تدريب العاملين الصحيين، بدءًا من الاختصاصيين إلى مقدمي الرعاية المجتمعية؛
إتاحة الأدوية الأساسية، لا سيّما أدوية تسكين الألم؛
توسيع نطاق الخدمات المجتمعية بحيث تكون الرعاية أقرب إلى المنزل؛
الاستثمار في البحوث والبيانات لفهم الاحتياجات وتتبع التقدم المُحرَز.
ويمكن أن تساعد هذه الخطوات على تخفيف المعاناة وتحسين نوعية الحياة وضمان عدم تخلف أحد عن الرَكب.
وهناك ورقة تقنية - *من التحديات إلى الحلول: الرعاية الملطفة في إقليم شرق المتوسط - ضمن الوثائق المقدمة للمناقشة خلال الدورة الثانية والسبعين للجنة الإقليمية لشرق المتوسط.
وتؤكد هذه الورقة مجددًا التزام منظمة الصحة العالمية بدعم بلدان إقليم شرق المتوسط في سعيها إلى بناء نُظُم فعالة للرعاية الملطفة تلبي احتياجات سكانها وتساعد على ضمان عدم تحمل أي شخص للألم والمعاناة بلا داعي.