كلمة افتتاحية تُلقيها الدكتورة حنان حسن بلخي المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط

14 تشرين الأول/ أكتوبر 2025

الملتقى الرفيع المستوى تحت شعار "متحدون للقضاء على شلل الأطفال" 

أصحاب المعالي والسعادة، والزملاء الأعزاء، والشركاء الكرام، والأصدقاء،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

يسرني أن أُرحِّب بكم جميعًا في هذا الملتقى الرفيع المستوى الذي ينعقد تحت شعار "متحدون للقضاء على شلل الأطفال" عشية انعقاد الدورة الثانية والسبعين للَّجنة الإقليمية لشرق المتوسط.

إن استئصال شلل الأطفال ما يزال على رأس أولويات منظمة الصحة العالمية.

 وكل تقدُّم تحقَّق على مر السنين إنما كان ثمرة تكاتُف الحكومات والعاملين الصحيين والمجتمعات المحلية والشركاء واستمرار ذلك حتى وصلنا إلى هذه المرحلة.  

ومن خلال اللجنة الفرعية الإقليمية المعنية باستئصال شلل الأطفال والتصدي لفاشياته، ضاعفت الدول الأعضاء التزاماتها المالية والسياسية والتقنية تجاه هذه القضية.  

وأنتهز هذه الفرصة لأتقدم بالشكر لجميع الشركاء والجهات المانحة، ولا سيما المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، على دعمهما المالي السخي، وقطر والكويت على ما تعهدتا به مؤخرًا.  

وأود أيضًا أن أعرب عن تقديري للدعم المتواصل الذي قدمه أعضاء الروتاري، الذين استمروا، أكثر من 30 عامًا، في مناصرة معركة القضاء على شلل الأطفال في جميع أنحاء العالم. 

وبرغم كل تلك الجهود والدعم، فإن اجتماعنا اليوم يأتي وإقليمنا ما يزال ينوء بعبء ما تبقَّى من هذا المرض.

ففيروس شلل الأطفال البري ما يزال متوطنًا في أفغانستان وباكستان، والفاشيات الأخيرة لفيروس شلل الأطفال المتحور في جيبوتي وغزة والسودان والصومال واليمن تُذكِّرنا بهشاشة المكاسب التي حققناها، وبأننا الآن في لحظة فارقة.  

إن خطة العمل الجديدة للمبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، التي أُعِدَّت بالتنسيق مع الدول الأعضاء والشركاء، تصوغ برنامج عمل يعزز المرونة والقدرة على الصمود والمساءلة، برنامجًا أكثر استعدادًا لمواجهة الواقع المعقَّد الذي نشهده اليوم.

ولكن نجاح ذلك البرنامج سيتوقف على استمرار الالتزام والمسؤولية المشتركة.

وفي مواجهة تقلُّص الميزانيات التي تتوزع على أولويات عالمية كثيرة، يجب أن نظل ثابتين على الدرب: هدفنا واحد، وتركيزنا على النتائج، وعزيمتنا راسخة لا تتزعزع للقضاء على شلل الأطفال إلى الأبد.  

وهذا المساء، سنعرض للدول الأعضاء وشركاء المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال والجهات المانحة جهودنا الجماعية لوقف انتقال فيروسات شلل الأطفال البرية والمتحورة، ولضمان عدم إصابة أي طفل آخر بشلل الأطفال.