كلمة افتتاحية تُلقيها الدكتورة حنان حسن بلخي المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط في حلقة عمل حول تعزيز تنفيذ البرامج الصحية والإنسانية

9 تشرين الثاني/ نوفمبر 2025

أسعد الله صباحكم جميعًا بكل خير،

يسعدني أن أشارككم اليوم احتفالنا بمرور عشر سنوات تقريبًا على التعاون المثمر بين منظمة الصحة العالمية ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.

فمنذ إنشائه في عام 2015، كان هذا المركز حليفًا ثابتًا لمنظمة الصحة العالمية ولشعوب إقليمنا، وعمل بكل تراحُم والتزام ومهنية لبثِّ الأمل في النفوس حين تسلَّل إليها اليأس.

لقد نفَّذنا معًا 32 مشروعًا في 11 بلدًا، ووصلنا إلى ما يقرب من 100 مليون شخص بالأدوية الأساسية واللقاحات والخدمات المنقِذة للأرواح.

وعبر هذه الشراكة، جرى بالفعل استثمار أكثر من 725 مليون دولار أمريكي في الأدوية الأساسية واللقاحات والمعدات والخدمات الصحية، إلى جانب 20 مليون دولار أخرى يجري التخطيط لاستثمارها.

وقد حققنا معًا أثرًا ملحوظًا، بدءًا من تعزيز الاستجابة للفاشيات ودعم المستشفيات في البيئات الهشة إلى ضمان وصول إمدادات كوفيد-19 إلى المناطق التي يتعذَّر الوصول إليها. والمحصلة هي إنقاذ ملايين الأرواح، والوقاية من الأمراض، وتعافي المجتمعات المحلية.

ومع ذلك، وكما يحدث في أي مشروع طموح، واجهنا صعوبات منها: التأخر في الشراء، والتفاوت في سرعة تنفيذ المشاريع، والحاجة المتكررة لتمديد المواعيد أو تغيير الخطط.

وتعكس تلك المؤثرات الواقع المعقَّد للعمل في سياق الأزمات، حيث تكون الضوابط المفروضة على إمكانية الوصول، والقيود الأمنية، والنُّظُم المحمَّلة بالأعباء في كثير من الأحيان بمثابة اختبار لسرعة استجابتنا.

ومن شأن حلقة العمل هذه أن تمنحنا فرصة لنتأمل بصدق ونفكر فيما أنجزناه بنجاح، وما عانينا منه، وكيف نستطيع معًا تحسين أدائنا.

وعلى مدى اليومين القادمين، سنركز على ابتكار حلول عملية، من قبيل تسريع الشراء، ودعم الإبلاغ، وتحسين التنسيق والتواصل، وإكساب عملياتنا المشتركة مزيدًا من الكفاءة والقدرة على التنبؤ.

ومما يسعدني كذلك، هو أن الفرق المعنية بالشؤون القانونية والمالية والمشتريات من كلا الجانبين ستعمل معًا، فالشراكات لا تتعزز من خلال وضع أهداف مشتركة فحسب، بل أيضًا من خلال وضوح مسار العمل والتفاهم المتبادل.

وفيما نتطلع قُدُمًا لمستقبل أفضل، دعونا نجدِّد التزامنا بهذه الشراكة التي تقوم على الشفافية والمساءلة، واعتقادنا الجماعي بأن الصحة تقع في صميم كل استجابة إنسانية.