3 كانون الأول/ ديسمبر 2025
الزملاء الأعزاء والشركاء الكرام،
أسعد الله صباحكم بكل خير، وأشكركم على الانضمام إلى هذا الاجتماع المهم للتحالف الصحي الإقليمي.
ويسرني أن أرحب بالمديرين الإقليميين لصندوق الأمم المتحدة للسكان، واليونيسف، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، والبنك الدولي. فمشاركتكم دليل على التزامنا الجماعي بتحسين إتاحة المنتجات الطبية العالية الجودة في جميع أنحاء إقليم شرق المتوسط.
وعلى مدار السنوات القليلة الماضية، ولا سيما خلال جائحة كوفيد-19، رأينا بوضوح كيف أن عمليات الشراء والإنتاج والتنظيم تمثل العمود الفقري لأمننا الصحي. فحين يكون أداؤها جيدًا، تستطيع البلدان إدارة أزماتها والاستمرار في تقديم خدماتها الأساسية. أما حين يتعطل أداؤها، يكون التأثير فوريًّا وشديدًا.
وينطبق ذلك بوجه خاص على إقليمنا. فعلى الرغم من أننا نمثل أقل من 10% من سكان العالم، فقد استأثرنا بأكثر من نصف حجم المشتريات العالمية للمنظمة في عامي 2024 و2025. وإن دل ذلك على شيء فهو يدل على أمرين: ضخامة احتياجاتنا، وضرورة تعزيز نظمنا لنصبح أكثر قدرة على الصمود وأكثر اعتمادًا على الذات.
ولذلك فإن مبادرتنا الرئيسية بشأن توسيع نطاق الحصول المنصف على المنتجات الطبية تركز على ثلاث ركائز رئيسية:
- سلاسل الشراء والإمداد ذات الكفاءة،
- والنظم الرقابية القوية،
- والقدرة الإنتاجية المحلية المتينة.
ولهذه المجالات الثلاثة أهمية محورية مطلقة لضمان إتاحة المنتجات الطبية في الوقت المناسب.
فأولًا، سيساعد تحسينُ سلاسل الشراء والإمداد البلدانَ على الحصول على أسعار أفضل، وجودة أعلى، والتأكد من وصول المنتجات الأساسية إلى المرافق عند الحاجة إليها، بما في ذلك عن طريق آلية الشراء المجمَّع للمكتب الإقليمي لشرق المتوسط.
وثانيًا، لا غنى عن النُّظُم الرقابية القوية لتسريع الحصول على الموافقات دون المساس بسلامة المنتجات. والتقدُّم الذي نشهده – بدءًا من التقدُّم الذي أحرزته المملكة العربية السعودية لتكون أول سلطة مُدرَجة في قائمة المنظمة في الإقليم، وصولًا إلى التقدُّم الذي أحرزته مصر والمغرب وباكستان وتونس – يبرهن على ما يمكن تحقيقه عندما تستثمر البلدان في قوتها التنظيمية. وتشكل مبادرة المواءمة الجديدة لشمال أفريقيا خطوة مشجعة أخرى في الاتجاه الصحيح.
وثالثًا، يكتسي توسيع نطاق الإنتاج المحلي - "من الإقليم وإليه" - أهمية حيوية لتحقيق القدرة على الصمود على المدى البعيد. ويتجه مزيد من البلدان نحو إنتاج اللقاحات، وتكنولوجيا الرنا المرسال، وتصنيع الأدوية الأساسية، مما يساعد على تقليل الاعتماد على سلاسل الإمداد العالمية.
ومن أجل إحراز تقدم في جميع هذه الميادين، سيكون التعاون عبر هذا التحالف نقطة تغيير حاسمة. ومن خلال العمل معًا وتبادل الخبرات ومواءمة جهودنا، يمكننا بناء نظام أقوى وأكثر استدامة يُعجِّل بإتاحة المنتجات الطبية الأساسية ويحسِّن الحصائل الصحية للجميع في إقليمنا.