30 أيلول/ سبتمبر 2025
الزملاء والأصدقاء الأعزاء، والشركاء الكرام،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
شكرًا لكم على حضور هذه الحلقة المهمة اليوم.
هذه هي المرة الأولى التي يُخصِّص فيها مؤتمر القمة العالمي للصحة النفسية حلقةَ عمل للاضطرابات الناجمة عن تعاطي مواد الإدمان، مع الإقرار بأنها أحد تحديات الصحة العامة الرئيسية التي لها آثار بعيدة المدى على الصحة والتنمية والأمن البشري.
ففي العام الماضي، تعاطى المخدرات 316 مليون شخص على مستوى العالم. وأما في إقليم شرق المتوسط، فيرتفع معدل الانتشار والإعاقة بوتيرة أسرع من المتوسط العالمي. وعواقب ذلك ليست مُجرد أرقام تُحصى، بل هي أُسر تتفكك، وشباب يفقدون حياتهم، ومجتمعات محلية تتحمل عبء الوصم والإهمال.
كما أن تعاطي مواد الإدمان والصحة النفسية أمران لا ينفصلان. وحينما يتقاطعان، يتضاعف خطر الانتكاس والإدخال إلى المستشفى والوفاة المبكرة. ومع ذلك، يفتقر نحو نصف البلدان إلى الخدمات المتخصصة للأشخاص الذين يعانون من كلتا الحالتين. وكثيرًا ما يُعاقَب هؤلاء المتضررون، بدلًا من تقديم الرعاية لهم. وهذا أمر يجب أن يتغير.
ولهذا السبب، حرص إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط على جعْل تعاطي مواد الإدمان من الأولويات. ويستند نهجنا إلى ثلاث ركائز، وهي الوقاية وتعزيز الصحة، وإدماج العلاج في التغطية الصحية الشاملة، والنهوض بالسياسات المُسنَدة بالبيِّنات بدلًا من الإجراءات العقابية. وقد بدأ تنفيذ مبادرتنا الرئيسية بإجراء حوارات رفيعة المستوى بشأن السياسات، وتشكيل فريق استشاري تقني إقليمي، والمشاركة النشطة للمجتمع المدني والأشخاص أصحاب التجارب الشخصية.
وحلقة العمل هذه فرصة لبناء الزخم. وسنعمل معًا على تبادل الابتكارات والممارسات الجيدة، واستكشاف سُبل لإدماج الخدمات في شتى السياقات الإنسانية والإنمائية، والنظر في كيفية تسريع الاستثمار لوتيرة التغطية بالوقاية والعلاج. ومن المهم أن حلقة العمل ستُحدِّد مجموعة من الأولويات لإدراجها في الإعلان المشترك لمؤتمر القمة.
ومن خلال الاستثمار في الابتكار، والتوسع في الخدمات المتكاملة، وتضافر القوى عبر الحدود، يمكننا أن نستعيض عن الوصم بالدعم، وعن اليأس بالتعافي، وعن الضعف بالقدرة على الصمود.