كلمة رئيسية تُلقيها الدكتورة حنان حسن بلخي المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط في مؤتمر ومعرض البحرين الدولي للصحة العامة

6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2025، المنامة

أصحابَ المعالي والسعادة،

الفريق الدكتور الشيخ محمد بن عبد الله آل خليفة، رئيس المجلس الأعلى للصحة،

الدكتورة جليلة بنت السيد جواد حسن، وزيرة الصحة،

الزملاء الأعزاء والشركاء الكرام،

إنه لمن دواعي سروري البالغ أن أنضم إليكم في مؤتمر ومعرض البحرين الدولي الأول للصحة العامة.

ويعكس هذا الحدثُ القيادةَ القوية والتفكير الاستشرافي وروح التعاون التي تتمتع بها البحرين، حيث يجمع هذا الملتقى الخبراء والشركاء من أجل تبادل المعرفة، وتحفيز الابتكار، وبناء مجتمعات أوفر صحة.

وأتقدَّم بخالص التهنئة إلى حكومة البحرين، والمجلس الأعلى للصحة، ووزارة الصحة على قيادتهم الحكيمة وشراكتهم المستمرة في النهوض بالصحة العامة.

وفي عام 2024، أكدت البحرين من جديد ريادتها الإقليمية خلال مؤتمر القمة العربية الثالث والثلاثين من خلال إعلان البحرين، الذي دعا إلى تحسين الرعاية الصحية للسكان المتضررين من النزاع، وإتاحة الأدوية الأساسية، والنهوض بصناعة إقليمية قادرة على الصمود في مجال المستحضرات الصيدلانية واللقاحات.

وتعتز منظمة الصحة العالمية بالشراكة معكم في النهوض بتلك الأولويات المشتركة في جميع أنحاء إقليم شرق المتوسط، مسترشدةً بمفهوم بسيط ولكنه عميق الأثر، ألا وهو ضمان تمتُّع كل شخص، في كل مكان، بحياة موفورة الصحة.

ويسترشد عملنا في إقليم شرق المتوسط بثلاثة أهداف رئيسية -وهي تعزيز الصحة، وتوفيرها، وحمايتها- على النحو الوارد في برنامج العمل العام الرابع عشر للمنظمة.

ونسعى إلى تحويل هذه الأهداف العالمية إلى إجراءات ملموسة من خلال خطتنا الاستراتيجية التنفيذية الإقليمية. وتساعد مبادراتُنا الرئيسية الثلاث -المتعلقة بالحصول المنصف على الأدوية، والاستثمار في القوى العاملة الصحية، والتصدي لتعاطي مواد الإدمان- البلدانَ على تعزيز نُظُمها، وتحقيق نتائج ملموسة للناس والمجتمعات المحلية.

غير أن سُبُل المُضي إلى الأمام لا تخلو من تحديات. حيث يواجه إقليمنا أزمات معقدة ومتداخلة، منها الصراعات وحركات النزوح، والأثر المتنامي لتغير المناخ، وعدم الاستقرار الاقتصادي، وتراجع التمويل العالمي بما يهدد المكاسب التي تحققت بشق الأنفس.

ومع كل تلك الضغوط، لا تزال قدرة دولنا الأعضاء على الصمود والتضامن قوية.

وقد أكدت الدورة الثانية والسبعون للَّجنة الإقليمية، التي عُقدت مؤخرًا في القاهرة، هذا التصميم، من خلال اعتماد قرارات بشأن تعافي النُّظُم الصحية، والأطفال غير الحاصلين على أي جرعة من اللقاح، والرعاية الملطفة، وسلامة المختبرات، وتغيُّر المناخ والصحة.

وتتقدَّم البحرين الصفوف باعتبارها نموذجًا بارزًا للتقدم. فمنذ استجابتها الشاملة لجائحة كوفيد-19 - الموثقة بوصفها دراسةَ حالةٍ لمنظمة الصحة العالمية-  وصولًا إلى إنجازاتها في القضاء على الحصبة والحصبة الألمانية والحفاظ على التغطية بالتمنيع بنسبة تجاوزت 95%، تواصل البحرين إظهار تميُّزها في مجالَي التأهب والاستجابة.

إن دعمكم لشبكات الترصُّد الإقليمية لشلل الأطفال والأمراض المعدية الأخرى أمر بالغ الأهمية لدعم جهود منظمة الصحة العالمية، لاستئصال شلل الأطفال من آخر إقليم يتوطن فيه المرض في العالم.

ويتضح من مبادرات البحرين الرائدة في مجال الصحة العامة -ومنها فوز المنامة بلقب أولِ عاصمةٍ في الإقليم تُصنَّفُ مدينةً صحيةً، وفوز محافظة العاصمة بلقب أول محافظة صحية، وإدخال لقاح فيروس الورم الحليمي البشري للفتيات والفتيان على حد سواء، وتسمية سبع جامعات معززة للصحة - يتضح اتباعها لنهجٍ يشمل المجتمع بأسره، ويضع الوقاية والابتكار والتعليم في صميم الصحة.

وفيما نتطلع معًا إلى مستقبل أفضل، ما تزال منظمة الصحة العالمية ملتزمة التزامًا راسخًا بدعم البحرين وجميع الدول الأعضاء في تحقيق نتائج حقيقية وقابلة للقياس في مجالَي الصحة والإنصاف.

ومن خلال تعاوننا وتكاتفنا -عبر القطاعات ومع الشركاء الكرام- يمكننا بناء نُظُم صحية أقوى وأكثر إنصافًا وقدرة على الصمود لحماية كل مجتمع، وضمان مستقبل أوفر صحة للجميع.