
27 تشرين الأول/ أكتوبر 2025 - يُبيِّن التقرير المرحلي السنوي الأول عن الإطار الاستراتيجي لتنفيذ خطة التمنيع لعام 2030 في إقليم شرق المتوسط التقدُّمَ الـمُحرَز والتحديات المُلحَّة في مجالي الإنصاف في توزيع اللقاحات والوقاية من الأمراض.
وتتوخى خطة التمنيع لعام 2030 بلوغ عالمٍ يستفيد فيه الجميع، في كل مكانٍ وفي كل الإعمار، استفادةً كاملةً من اللقاحات لتحسين الصحة والعافية. وتهدف الخطة إلى الحفاظ على المكاسب التي تحققت بشقّ الأنفس في مجال التمنيع، والتعافي من الاضطرابات الناجمة عن جائحة كوفيد-19، وتحقيق مزيد من النتائج من خلال عدم تخلف أحد عن الرَكب، في أي وضع أو أية مرحلة من مراحل الحياة. ويُوجِّه الإطار الاستراتيجي بلدان الإقليم نحو وضع نُظُم تمنيع أقوى، وتوسيع نطاق التغطية باللقاحات، وزيادة الإنصاف في إتاحة اللقاحات، لا سيما في المناطق المتضررة من النزاعات والمناطق التي يصعب الوصول إليها.
وفيما يلي بعض نتائج التقرير المرحلي.
الوقاية من الأمراض
تم القضاء على فيروس شلل الأطفال في 20 بلدًا وأرضًا في الإقليم ويبلغ عددها 22 بلدًا وأرضًا، دون تغيير منذ عام 2019. وانضمت مصر إلى البحرين وجمهورية إيران الإسلامية وعُمان في القضاء على الحصبة والحصبة الألمانية. ومع ذلك، شهد الإقليم زيادة في فاشيات الكوليرا والحصبة وفيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاحات بين عامي 2019 و2024.
الإنصاف
في حين أُدخِل 41 لقاحًا جديدًا في أنحاء الإقليم منذ عام 2019، منها لقاحات كوفيد-19 في جميع البلدان، ارتفع عدد الأطفال الذين لم يتلقوا أي جرعات من مليونين في عام 2019 إلى 2.8 مليون طفل في عام 2024. وانخفضت التغطية الروتينية بالجرعة الأولى من اللقاح المضاد للدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي (DTP1) من 89٪ في عام 2019 إلى 85٪ في عام 2024.
بناء برامج تمنيع قوية
انخفضت التغطية بالجرعة الثالثة من اللقاح المضاد الدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي (DTP3) من 84% في عام 2019 إلى 79% في عام 2024. وظلت نسبة التغطية بالجرعة الثانية من اللقاح المحتوي على الحصبة (MCV2) عند 75%، وانخفضت نسبة التغطية بالجرعة الثالثة من اللقاح المتقارن للمكورات الرئوية (PCV3) من 56% إلى 53%. وارتفعت نسبة التغطية بلقاح فيروس الورم الحليمي البشري إلى 1% في عام 2024 بعد أن كانت 0% في عام 2019.
ويتتبَّع التقريرُ التقدمَ المُحرَز في الأولويات الاستراتيجية السبعة لخطة التمنيع 2030.
ووفقًا للأولوية الاستراتيجية الأولى (برامج التمنيع من أجل الرعاية الصحية الأولية/ التغطية الصحية الشاملة)، أصبح لدى جميع البلدان البالغ عددها 22 بلدًا الآن فرق استشارية تقنية وطنية معنية بالتمنيع، واستوفت 19 بلدًا (86%) معايير الأداء، ووجود استراتيجية تمنيع وطنية صالحة في 17 بلدًا (77%).
وفي إطار الأولوية الاستراتيجية الثانية (الالتزام والطلب)، ارتفع عدد البلدان التي لديها قوانين تمنيع داعمة إلى 17 بلدًا (77%)، وإن كان عدد البلدان التي تنفذ استراتيجيات سلوكية أو اجتماعية أقل، إذ انخفض إلى 10 بلدان (45%).
ويكشف التقدم المُحرَز في تنفيذ الأولوية الاستراتيجية الثالثة (التغطية والإنصاف) عن نتائج متفاوتة. فقد انخفض عدد البلدان التي حققت 90% أو أعلى من المناطق والأحياء فيها نسبة 90% أو أعلى من التغطية بلقاح الدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي (DTP3) من 5 إلى 3 بلدان. وانخفض عدد البلدان التي حققت 100٪ من المناطق والأحياء فيها نسبة 95٪ أو أعلى من التغطية بالجرعة الأولى (MCV1) والجرعة الثانية (MCV2) من اللقاح المحتوي على الحصبة من 4 بلدان إلى بلدين.
وفي إطار الأولوية الاستراتيجية الرابعة (المراحل العمرية والإدماج)، ارتفع عدد البلدان التي أدخلت اللقاح المضاد لفيروس الورم الحليمي البشري من بلدين (9%) إلى 7 بلدان (32%)، وتتصدر البلدان ذات الدخل المرتفع هذا الترتيب.
ولا يزال الإبلاغ عن الأولوية الاستراتيجية الخامسة (الفاشيات والطوارئ) محدودًا. وفي حين زادت الفاشيات، لم تنشر بيانات الاستجابة للتطعيم إلا 3 بلدان بشأن 960 فاشية من فاشيات الحصبة.
وفي إطار الأولوية الاستراتيجية السادسة (العرض والاستدامة)، فمن بين البلدان الستة التي أبلغت عن بيانات تمويل اللقاحات، أظهرت 4 بلدان استقرار الإنفاق أو زيادته.
وشهدت الأولوية الاستراتيجية السابعة (البحوث والابتكار) زيادة عدد البلدان التي لديها برنامج عمل وطني لبحوث التمنيع من بلدين في عام 2019 إلى 5 بلدان في عام 2024.
وتسلط نتائج التقرير الضوء على بعض التقدم، إلى جانب الثغرات التي تتطلب اهتمامًا عاجلًا. ويشير التقرير إلى العديد من العقبات الرئيسية التي تعوق التقدم، مثل جودة البيانات والفجوات في الإبلاغ، وانعدام الأمن والقيود المفروضة على إيصال المساعدات الإنسانية، وارتفاع نسبة التردد في أخذ اللقاحات، لا سيما بعد جائحة كوفيد-19، وتزايد تكرار حدوث الفاشيات بسبب تأخر الاستجابة، ومحدودية الحصول على اللقاحات الجديدة في العديد من البلدان ذات الدخل المتوسط.
سُبُل المُضي قُدُمًا
للبقاء على المسار الصحيح نحو تحقيق أهداف خطة التمنيع لعام 2030، تدعو المنظمة البلدان إلى ما يلي:
تنفيذ استراتيجيات لتطعيم جميع الأطفال الذين لم يتلقوا أي جرعات تطعيم أو الذين تلقوا تطعيمًا جزئيًا حتى سن 5 سنوات؛
ضمان تقديم استمارة الإبلاغ المشترك الإلكترونية السنوية والتقارير المرتبطة بها في الوقت المناسب، وتقديم تقارير شهرية عن التغطية بالتمنيع على المستوى دون الوطني إلى المنظمة؛
التحقيق في فاشيات الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات والاستجابة لها على الفور، وتوثيق المعلومات وتبادلها مع المنظمة؛
سرعة تنفيذ أساليب مواجهة الاخْتِطار الشديد بجودة عالية في البلدان التي لم تتخلص بعد من تيتانوس الأمهات والمواليد؛
التعاون مع المنظمة لإعداد التقارير المرحلية وتقديمها للتحقق من القضاء على الحصبة والحصبة الألمانية؛
الاستفادة من موارد مكافحة شلل الأطفال لتعزيز التمنيع الروتيني وتحقيق أهداف خطة التمنيع لعام 2030؛
إنشاء نُظُم لتحسين جمع البيانات والإبلاغ عن الفاشيات والطوارئ في إطار الأولوية الاستراتيجية الخامسة (الفاشيات والطوارئ).
وقد أظهر الإقليم إمكانية إحراز تقدم، ولكن يلزم اتخاذ إجراءات عاجلة لسد الفجوات في مجال الإنصاف والوقاية من حدوث انتكاسات في الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات.
وهذا التقرير المرحلي من ضمن وثائق الدورة الثانية والسبعين للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، التي عُقِدَت في الفترة من 15 إلى 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2025.