16 تشرين الأول/ أكتوبر 2025، القاهرة، مصر - اجتمع وزراء الصحة وكبار المسؤولين في وزارات الصحة من جميع أنحاء إقليم شرق المتوسط في 15 تشرين الأول/ أكتوبر 2025 لحضور الاجتماع الرابع عشر للجنة الفرعية الإقليمية المعنية باستئصال شلل الأطفال والتصدي لفاشياته، الذي عُقِد أثناء الدورة الثانية والسبعين للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط في القاهرة.
ولإقليم شرق المتوسط أهميةٌ محوريةٌ في جهود الاستئصال العالمية. فعلى مدى العقود الثلاثة الماضية، تمكنت جميع الدول الأعضاء من استئصال شلل الأطفال باستثناء دولتين. وقد نجحت جميع الدول الأعضاء في وقف فاشيات شلل الأطفال مرارًا، وعززت تأهبها واستجابتها للفاشيات، ووسَّعت نطاق الحصول على التطعيم، وحشدت الموارد المحلية لحماية الأطفال من فيروس شلل الأطفال. ولا تزال أفغانستان وباكستان، وهما آخر بلدين يتوطن فيهما فيروس شلل الأطفال البري، تُكثفان جهودهما لوقف سريان العدوى. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات مستمرة تتطلب اهتمامًا مستمرًا، منها صعوبة الوصول إلى بعض المناطق، وانعدام الأمن - الذي يدفع السكان إلى التنقُّل - وتفاوت جودة حملات التطعيم.
وقَدَّمَ الدكتور حامد جعفري، مدير برنامج استئصال شلل الأطفال والأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات في الإقليم، في تحديثٍ تقني من إعداده، لمحةً عامةً عن التقدم المُحرَز، وسلَّط الضوء على التضامن الإقليمي القوي والإرادة السياسية القوية التي تحقق النتائج. وأثنى على الدول الأعضاء لتعاونها وعدم التسامح مطلقًا مع انتقال أي فيروس من فيروسات شلل الأطفال، وأكَّدَ على أهمية تكثيف الحكومات والشركاء للجهود على نحو عاجل لضمان الوصول إلى كل طفل ووقف سراية الفيروس إلى الأبد.
وأكَّد الدكتور جعفري على التحديات التي تشمل انخفاض التمويل الدولي، واستمرار سريان فيروس شلل الأطفال في المناطق التي يتعذَّر الوصول إليها في الإقليم، وذلك في وقتٍ يزداد فيه تعقيد النزاعات والأزمات الإنسانية في العديد من البلدان. وشَدَّدَ على أن للجنة الفرعية دورٌ حاسمٌ في تيسير إتاحة وسائل القضاء على هذا المرض، وحشد الالتزام السياسي، وتأمين الموارد المالية المحلية والدولية.
وفي كلمته أمام اللجنة الفرعية، أكد سعادة السيد منصور بن إبراهيم بن سعد آل محمود، وزير الصحة في قطر والرئيس المشارك للجنة الفرعية، على الحاجة المُلحّة إلى الاستفادة من الموسم القادم لانخفاض انتقال فيروس شلل الأطفال البري، وقال: "الأشهر الستة المقبلة ستكون حاسمة في جهودنا الجماعية للقضاء على شلل الأطفال إلى الأبد".
ونيابةً عن سعادة السيد أحمد بن علي الصايغ، وزير الصحة ووقاية المجتمع والرئيس المشارك للجنة الفرعية، أشار الدكتور حسين الرند، وكيل الوزارة المساعد للصحة العامة ونائب وزير الصحة ووقاية المجتمع في الإمارات العربية المتحدة، إلى الظروف المُعقَّدة التي يواجهها الإقليم في مجال الصحة العامة، فقال: "في هذه الظروف تحديدًا، تشيد الإمارات العربية المتحدة بالجمع الاستراتيجي بين برامج شلل الأطفال والبرنامج الموسَّع للتمنيع، فمن شأن هذا النَهج أن يُسرّع وتيرة استئصال شلل الأطفال، وأن يُعزز التمنيع الروتيني على المدى الطويل".
ويمتد الدعم الإقليمي من المناصرة الرفيعة المستوى إلى الاستثمارات المالية المستدامة، وهي استثماراتٌ ضروريةٌ للقضاء على شلل الأطفال في هذه المنطقة الجغرافية البالغة الأهمية، ولتعزيز النظم الصحية على حد سواء. وفي وقتٍ سابقٍ من هذا العام، انضمت المملكة العربية السعودية إلى المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال بوصفها جهة مانحة رئيسية، حيث التزمت بتقديم 500 مليون دولار أمريكي للجهود العالمية لاستئصال شلل الأطفال. وتأتي هذه المساهمة في وقت حيوي، إذ يبدأ البرنامج في تنفيذ خطة عمل جديدة مُنَسَّقّة للقضاء على سراية شلل الأطفال وسط عجز واسع النطاق في التمويل.
وقال السيد عبد الله القويزاني، ممثل المملكة العربية السعودية: «إن المملكة العربية السعودية تُثني على تنفيذ مبادرة "تحدي القضاء على شلل الأطفال" في أفغانستان، التي تفخر المملكة بالمشاركة في رعايتها. وتُسهم المبادرة في تعزيز خدمات التمنيع الروتيني وتحسين جودة حملات التطعيم ضد شلل الأطفال. والمملكة العربية السعودية تُعرب عن تقديرها لهذه الجهود المتضافرة التي تنهض بهدفنا المشترك المتمثل في عالمٍ خالٍ من شلل الأطفال".
وأكدت الدول الأعضاء من جديد التزامها بتحقيق خلو الإقليم من شلل الأطفال، وحددت خطوات لتعزيز التأهُّب والمساءلة على الصعيد الوطني، وتقوية الاستجابة للفاشيات والتنسيق عبر الحدود، واستمرار الحملات العالية الجودة التي تصل إلى جميع الأطفال. ودعت أيضًا إلى مواصلة التمويل الدولي وحشد التمويل المحلي لضمان عدم تأثر جهود الاستئصال بتخفيضات التمويل العالمية.
وأكد الدكتور كريس إلياس، رئيس مجلس مراقبة شلل الأطفال، متحدثًا نيابةً عن شركاء المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، أن الأشهر الستة المقبلة بالغة الأهمية للحفاظ على الدعم العالمي والاستفادة من الفرص الوبائية الحالية للقضاء على شلل الأطفال. وأقرَّ بظروف التنفيذ المتزايدة التعقيد، لكنه شدد على أن الهدف لا يزال في المتناول. وأثنى الدكتور إلياس على العاملين الصحيين لتفانيهم في بيئات مليئة بالتحديات، وشكر المانحين - ومنهم المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة - على قيادتهم وشراكتهم المستمرة، وحَثَّ الجميع على مواصلة المسيرة.
وفي ختام الاجتماع، أثنت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، على الدول الأعضاء والجهات المانحة، بمن فيهم أعضاء الروتاري، لجهودها الكبيرة. وأكدت للدول الأعضاء أن استئصال شلل الأطفال يأتي على رأس أولويات منظمة الصحة العالمية، ودعت جميع البلدان إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية للقضاء على شلل الأطفال في الإقليم.
وجاء اجتماع اللجنة الفرعية في أعقاب اجتماع "متحدون للقضاء على شلل الأطفال"، وهو اجتماع رفيع المستوى عُقد في 14 تشرين الأول/ أكتوبر وجَمَعَ الحكومات والشركاء والبعثات الدبلوماسية للنظر في التقدم الإقليمي المُحرَز والأولويات المستقبلية. وفي 16 تشرين الأول/ أكتوبر، أشرَكَت جلسةٌ مخصصةٌ الجهات التنفيذية الراعية لمبادرة "تحدي القضاء على شلل الأطفال"، وهي مبادرة التمويل القائمة على النتائج لدعم استئصال شلل الأطفال وتعزيز النظم الصحية في أفغانستان.
وستجتمع اللجنة الفرعية مرة أخرى في أوائل عام 2026 لاستعراض التقدم المُحرَز نحو مستقبلٍ خالٍ من شلل الأطفال في اجتماعها الخامس عشر. وأثناء الاجتماع المُقبل، ستقترح الأمانة إجراءات لاستلهام روح التوصيات الصادرة عن المجلس العالمي للرصد، وعرضها على أعضاء اللجنة الفرعية.