29 أيلول/ سبتمبر 2025 - اعتمدت اللجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية في دورتها الثامنة والستين في تشرين الأول/ أكتوبر 2021 قرارًا بشأن «بناء مجتمعات قادرة على الصمود من أجل تحسين الصحة والعافية في إقليم شرق المتوسط». ويرسم القرار خارطة طريق لاتخاذ الإجراءات اللازمة وإنشاء حيز ومنصات للحوكمة لإشراك المجتمعات المحلية والمجتمع المدني ليكونوا شركاء فاعلين في مجال الصحة والعافية. وتنطوي خارطة الطريق على توجهات وإجراءات استراتيجية مسندة بالبيّنات بشأن مشاركة المجتمع المحلي والمجتمع المدني.
ويُسلّط أحدث تقرير مرحلي عن تنفيذ خارطة الطريق الضوءَ على عدة تطورات رئيسية، بدءًا من إشراك ممثلي المجتمع المحلي والمجتمع المدني، وتخطيط الأصول المجتمعية، وصولًا إلى إضفاء الطابع المحلي على نهوج المشاركة المجتمعية، وتعزيز التعاون والتواصل، وتنفيذ برنامج منظمة الصحة العالمية للمدن الصحية.
وكان للدعم التقني دورٌ محوريٌّ في إنشاء لجان صحة مجتمعية في العديد من بلدان الإقليم. وتعمل اللجان المعنية بصحة المجتمع في المغرب وعُمان وباكستان وتونس على إتاحة فرصة أكبر للناس للإسهام في تقييم الاحتياجات ورسم ملامح الخدمات الصحية. وتساعد هذه اللجان المجتمعات المحلية على تبادل الأفكار والتأثير على القرارات بحيث تلبي الاحتياجات الحقيقية. وقد أظهر كلٌ من المغرب وتونس على وجه الخصوص أن المشاركة المُجدية يمكن أن تؤدي إلى حصائل صحية أفضل.
ويُيسِّر برنامج المنظمة للمدن الصحية التنسيق المتعدد القطاعات لتحسين الصحة والعافية على مستوى المدن. ويُشرك القادة المحليون السكان في تقييم الاحتياجات والتخطيط لمستقبل أوفر صحة. وقد بدأ الآن تشغيل منصة إلكترونية جديدة هي الموقع الإلكتروني للشبكة الإقليمية للمدن الصحية، ويُسهِّل ذلك على المجتمعات تبادل الأخبار والدروس والنجاحات. ومن خلال تيسير المشاركة المجتمعية وإجراء تقييمات للاحتياجات وتنسيق جهود التخطيط، فإن المحليات في جميع أنحاء إقليم شرق المتوسط، في البحرين ومصر والأردن وجمهورية إيران الإسلامية والكويت ولبنان والمغرب وعُمان وباكستان وقطر والمملكة العربية السعودية وتونس والإمارات العربية المتحدة على سبيل المثال لا الحصر، تُحرز تقدمًا ملحوظًا في البرنامج.
ويجري حاليًا تنفيذ مشروع إقليمي للتوصيف من أجل التعرُّف على منظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية النشطة. وهذا يساعد البلدان على فهم المنظمات التي تحدث فرقًا وكيفية دعمها. ويساعد هذا العمل التأسيسي في بلدان مثل باكستان في تحديد الأطراف التي يمكنها أن تُسهم ومجال إسهامها وما يُمكن أن تُسهم به، وبذلك ضمان عدم إغفال أي شركاء مهمين.
وتُبذل الجهود أيضًا لفتح قنوات الاتصال، وتساعد البلدان على ضمان الاستماع إلى آراء المستفيدين من الخدمات واستخدامها في رسم ملامح خدمات صحية أفضل، وتعزيز الثقة المتبادلة لربط المجتمعات بالنظم الصحية، وبناء الثقة.
ويتيح إدماج ممثلي المجتمعات المحلية في عضوية اللجان المتعددة القطاعات إسهامهم المباشر في القرارات التي تؤثر على أحيائهم ومؤسساتهم. وتعمل اللجان الصحية على مستوى المناطق في المغرب وعُمان وباكستان وتونس على تعزيز القيادة والعمل المحليين تعزيزًا كبيرًا.
وسيُقَدَّم أحدث تقرير مرحلي عن بناء مجتمعات قادرة على الصمود من أجل الصحة والعافية في إقليم شرق المتوسط ضمن الوثائق المقدمة إلى المشاركين في الدورة الثانية والسبعين للجنة الإقليمية لمناقشتها واستعراضها.
والمنظمة وشركاؤها ملتزمون بدعم الناس في جميع أنحاء إقليم شرق المتوسط في سعيهم إلى رسم ملامح مستقبلٍ أوفرَ صحةً وأكثرَ قدرةً على الصمود من خلال تمكين المجتمعات وإشراكها.