الذكاء الاصطناعي في مجال الطوارئ الصحية: منظمة الصحة العالمية تنهض باستخبارات الصحة العامة والترصُّد من خلال الابتكار

الذكاء الاصطناعي في مجال الطوارئ الصحية: منظمة الصحة العالمية تنهض باستخبارات الصحة العامة والترصُّد من خلال الابتكار

10 كانون الأول/ ديسمبر 2025، القاهرة، مصر - عقد برنامج منظمة الصحة العالمية الإقليمي للطوارئ الصحية أول حلقة عمل في الإقليم الأسبوع الماضي في عَمّان لإطلاق مجموعة أدوات إدارة معلومات جميع الأخطار وبناء المعرفة بالذكاء الاصطناعي لإدارة المعلومات في حالات الطوارئ.

وتُشير المبادرة، التي يقودها المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط - بدعم من مركز برلين والمقر الرئيسي للمنظمة - إلى مرحلة جديدة في إدارة المعلومات في حالات الطوارئ، مع التركيز على السرعة والاتساق والاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي.

وضمت الحلقة ممثلين من 20 بلدًا في جميع أنحاء الإقليم، بما في ذلك وزارات الصحة، وأفرقة المكاتب الإقليمية والقُطرية التابعة للمنظمة، وخبراء تقنيين في مجال الذكاء الاصطناعي ونظم المعلومات الصحية. ومن بين المنظمات الشريكة المشاركة المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، ومعهد روبرت كوخ، والجامعة الأمريكية في بيروت، ومؤسسة قطر الخيرية، والمركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات في الأردن، ومراكز الخليج والكويت والمملكة العربية السعودية للوقاية من الأمراض ومكافحتها. 

وقد صُممت مجموعة أدوات إدارة معلومات جميع الأخطار لجعل إدارة المعلومات في حالات الطوارئ أسرع وأكثر وضوحًا واتساقًا. وهي تُبسّط إعداد المنتجات الأساسية للمعلومات المتعلقة بالطوارئ، ومنها التقييمات السريعة للمخاطر، وخطط الاستجابة، وأدوات الرصد، وتقارير الحالة.

وعلى مدار حلقة العمل، استعرض المشاركون المنتجات من بدايتها إلى نهايتها، واختبروا النماذج وتدفقات العمل تحت الضغط، وقدموا تعليقات مفصلة يُسترشد بها في عملية التحسين وبدء الاستخدام على الصعيد الإقليمي. وأعربت عدة بلدان عن اهتمامها الشديد ببدء استخدام هذه الأدوات على الصعيد الوطني.

وكان أحد العناصر الرئيسية لحلقة العمل هو برنامج معرفة مبادئ الذكاء الاصطناعي، وقد نُفذ ذلك البرنامج بالاشتراك مع المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها. وركزت الجلسات على المهارات العملية في حالات الطوارئ، ومنها نشر أدوات الذكاء الاصطناعي واستخدامها بشكلٍ مسؤول، وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي وحوكمته، والتحقق من المخرجات، وضمان الجودة، وفهم المجالات التي يمكن أن يضيف فيها الذكاء الاصطناعي قيمة، والمجالات التي لا غنى فيها عن التحليل البشري. وحظي الجمع بين الاستعراض التقني لمجموعة أدوات إدارة معلومات جميع الأخطار والجلسات التطبيقية عن مهارات الذكاء الاصطناعي بقبول جيد من جميع المجموعات.

وقال الدكتور توماس موليه، مدير المجال البرنامجي لبرنامج الطوارئ الصحية للاستخبارات والترصُّد وإدارة الفاشيات في المكتب الإقليمي لشرق المتوسط: "إن حلقة العمل هذه علامة فارقة. وللمرة الأولى، نقرن بين منصة لإدارة المعلومات تعتمد على الذكاء الاصطناعي والمهارات العملية التي تحتاجها البلدان لاستخدام هذه التقنيات بحكمة. وقد تكون مجموعة أدوات إدارة معلومات جميع الأخطار ابتكارًا من ابتكارات المكتب الإقليمي، ولكن هذا الأسبوع أظهر أن البلدان مستعدة لدفع هذا الابتكار إلى الأمام".

وكان أحد المحاور الرئيسية لهذا الأسبوع ضمان تمتع المشاركين من جميع وزارات الصحة وأفرقة منظمة الصحة العالمية والمنظمات الشريكة بالمهارات والثقة اللازمة لاستخدام الذكاء الاصطناعي بأمان واتساق في سير العمل المتعلق بالمعلومات في حالات الطوارئ.

وقالت الدكتورة لاورا إسبينوزا، خبيرة الاستخبارات الوبائية في المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها: "نحن بحاجة إلى التوصل إلى تفاهم مشترك، ولغة مشتركة، بين خبراء الصحة العامة وخبراء الذكاء الاصطناعي. وعلاوة على ذلك، نحتاج إلى النظر في احتياجاتنا وفهم مشكلاتنا، والبحث عن حلول يمكنها حل تلك المشكلات".

وأوضح المشاركون الخطوات المُقبلة بوضوح. وتشمل هذه الخطوات وضع اللمسات الأخيرة على النماذج، وإعداد حزمة أولية للبلدان التي تُعجّل باعتماد هذه الأدوات، ووضع آلية إقليمية لضمان الجودة وإجراءات تشغيل موحدة، وإطلاق جماعة ممارسة إقليمية معنية بالذكاء الاصطناعي لدعم الحوار المستمر بين النظراء. وستقدم مراكز المتابعة الإلكترونية دعمًا إضافيًا للبلدان التي تستعد لإطلاق هذه الأدوات.