بيان من الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني 2023

19 آب/أغسطس 2023، القاهرة، مصر - في هذا اليوم العالمي للعمل الإنساني، نجتمع لنُقدّر التفاني الذي لا يتزعزع والتعاطف من جانب المجتمعات المحلية والعاملين في المجال الإنساني والعاملين في الرعاية الصحية الذين يخدمون المحتاجين في جميع أنحاء العالم دون كلل.
ويتردد صدى شعار هذا العام "مهما كانت الظروف" بقوة ونحن نتأمل التحديات التي يواجهها العاملون في المجال الإنساني الواقعون في براثن الأزمات وجهودهم الرائعة للتخفيف من معاناة مَن حولهم.
ويتزامن اليوم العالمي للعمل الإنساني هذا العام مع أزمات وطوارئ لم يسبق لها مثيل في العالم، ويشهد إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أكثر تلك الأزمات والطوارئ بروزًا.
فقد ارتفع عدد المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية في الإقليم ارتفاعًا كبيرًا بنسبة بلغت 91% منذ عام 2020 بسبب جائحة كوفيد-19 والنزاعات والنزوح.
وهناك 127 مليون شخص في إقليمنا يحتاجون حاليًا إلى المساعدات الإنسانية، وهو ما يمثل 37% من المحتاجين إلى المساعدات على مستوى العالم. وفي السودان، ارتفع عدد المحتاجين إلى المساعدات بنسبة 57% منذ نيسان/أبريل 2023 نتيجة للحرب. وتشهد ثمانية بلدان - هي أفغانستان والعراق وليبيا والأرض الفلسطينية المُحتَّلة والصومال والسودان وسوريا واليمن - بالفعل أزمات ممتدة تفاقمت بسبب الصراع المسلح ونزوح السكان وفاشيات الأمراض والجوع والكوارث الطبيعية.
والأهم من ذلك أننا استجبنا في عامي 2022 و2023 لخمس من أكبر 10 كوارث طبيعية في العالم، بما في ذلك حالات الجفاف والفيضانات الهائلة والزلازل في القرن الأفريقي الكبير وباكستان وسوريا وأفغانستان.
ويشهد اثنا عشر بلدًا من بلدان الإقليم البالغ عددها 22 بلدًا صراعات مسلحة أدت إلى زيادة عبء الإصابات الشديدة والنزوح والهجمات على مرافق الرعاية الصحية. ونتيجةً للحرب في السودان، يكافح النظام الصحي الذي لحق به الدمار من أجل تلبية الاحتياجات المتزايدة باستمرار، وتواجه الفئات السكانية المُستضعَفة بالفعل تحديات تتعلق بالنزوح وانعدام الأمن الغذائي وفاشيات الأمراض الدائرة.
وفي عام 2023، يواجه الناس في إقليمنا تهديدًا يتمثل في وقوع 49 فاشية للأمراض، منها الكوليرا والحصبة وكوفيد-19 وغيرها من طوارئ الصحة العامة التي تثير قلقًا دوليًا.
ويُسهم تَعطُّل النُظُم الصحية في زيادة معدلات الاعتلال والوفيات بسبب الأمراض المُعدية وسوء التغذية ومضاعفات الولادة والأمراض غير المُعدية.
ويتزايد عبء هذه الطوارئ على المجتمعات المحلية والعاملين في مجال المساعدات الإنسانية والعاملين في مجال الرعاية الصحية، مما يضطرهم إلى العيش والعمل في ظل ظروف بالغة الصعوبة.
ولكن على الرغم من هذه التحديات الهائلة، فإنها لا تزال تُظهر روح التضامن والقدرة على الصمود التي ترسم ملامح إنسانيتنا المشتركة. فمن إطلاق مبادرات مجتمعية وتطوعية لدعم الاستجابة الصحية، وتوفير الرعاية الطبية الحيوية والتغذية، إلى توفير المياه النظيفة والوقود للمرافق الصحية، تنقذ المساهمات التي تتسم بإنكار الذات من جانب العاملين في مجال المساعدات الإنسانية وفي مجال الرعاية الصحية في إنقاذ الأرواح وبعث الأمل في أحلك الأوقات.
وبينما نحتفل بهذا اليوم، دعونا نحتفي أيضًا بذكرى أولئك الذين فقدوا أرواحهم في سعيهم لمساعدة الآخرين. ولنُعرب أيضًا عن امتناننا العميق للشُجعان الذين يواصلون العمل في الخطوط الأمامية في ظروفٍ صعبةٍ في كثيرٍ من الأحيان. فتفانيهم دليلٌ على عُمق الشفقة والأثر الذي يمكن أن يُحدِثه العمل الإنساني في حياة الملايين.
ولا يزال التزام المنظمة بدعم المبادرات الإنسانية التي تعطي الأولوية للصحة والعافية التزامًا راسخًا. ونحن نقف جنبًا إلى جنب مع مانحينا وشركائنا لتوفير الإمدادات الطبية الأساسية والخبرات والموارد اللازمة للاستجابة لحالات الطوارئ وبناء نُظُم صحية قادرة على الصمود.
ويواصل موظفونا العمل على أرض الواقع في حالات الطوارئ المتعددة في الإقليم، ويعملون دون كلل لضمان استمرار إمكانية الوصول إلى الخدمات الصحية، مهما كانت الظروف، بما يتماشى مع شعار اليوم العالمي للعمل الإنساني لهذا العام.
وفي هذه المناسبة، دعونا نجدد التزامنا بمسؤوليتنا المشتركة عن التمسك بمبادئ الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلال. ومن خلال العمل جنبًا إلى جنب، وفي ظل رؤيتنا الإقليمية "الصحة للجميع وبالجميع"، يمكننا بناءَ عالمٍ أكثر عدلًا وإنصافًا نحافظ فيه على حق كل فرد في الصحة والعافية.
اليوم العالمي للعمل الإنساني
19 آب/أغسطس 2023 - في اليوم العالمي للعمل الإنساني لعام 2023، شاركونا في رحلة تسلط الضوء على روح التضامن التي توحدنا جميعًا باستمرار. إننا نحتفل اليوم وكل يوم بالأشخاص الذين كرسّوا جهودهم في إقليمنا لإحداث أثر إيجابي في حياة المحتاجين إلى المساعدة. ونرجو أن تنضموا إلينا في تكريم هؤلاء الأبطال - وهُم يمثلون أعدادًا أكبر بكثير - الذين يلهموننا لبناءِ غدٍ أفضلَ يتمتع فيه الجميع بصحة وعافية أفضل، ويتحقق فيه الحصول على الرعاية الصحية بوصفها حقًا أساسيًا من حقوق الإنسان.
النظام الصحي في أفغانستان يعاني من نقصٍ حادٍ في التمويل، ويطلب دعم الجهات المانحة

17 آب/أغسطس 2023 - أطلقت منظمة الصحة العالمية تنبيهًا جديدًا يدعو إلى زيادة الاستثمار في تقديم خدمات الرعاية الصحية في أفغانستان، لا سيما في المناطق التي تعاني من نقص الخدمات ونقص شديد في الموارد وتعرضًا شديدًا للمخاطر وتأثرًا كبيرًا بها بسبب الأزمة الإنسانية المستمرة.
وبعد عقود من عدم الاستقرار الذي تفاقم بسبب الجفاف الشديد والكوارث الطبيعية، تواجه أفغانستان حاليًا أزمة إنسانية طويلة الأمد حيث يعيش الملايين من الناس في فقر أو انعدام فرص الحصول على الصحة والغذاء، مما يعرضهم لخطر شديد من سوء التغذية وفاشيات الأمراض. وتكشف خطة الاستجابة الإنسانية المنقحة لأفغانستان لعام 2023 عن زيادة مثيرة للقلق في عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة، حيث يحتاج 28.8 مليون شخص إلى مساعدة فورية، بعد أن كان العدد 18.4 مليون شخص قبل آب/ أغسطس 2021.
ويُسلط التنبيه الصادر عن منظمة الصحة العالمية الضوء على العواقب الوخيمة التي ستنجم عن استمرار نقص التمويل في نظام الرعاية الصحية في أفغانستان. وستحتاج المنظمة إلى تمويل إضافي قدره 125 مليون دولار أمريكي لمواصلة تقديم الاحتياجات الصحية الأساسية للفترة المتبقية من عام 2023.
اقرأ المزيد عن طلب دعم الجهات المانحة
تنبيه بشأن حالة الطوارئ الصحية الإنسانية في أفغانستان
بيان صادر عن مديري اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات بعد مرور أربعة أشهر على الحرب، قادة العمل الإنساني يحثون على العمل من أجل إنهاء الوضع المأساوي في السودان
15 آب/ أغسطس 2023، نيويورك/جنيف/روما - على مدى أربعة أشهر من الأحداث المروعة، عصفت حرب ضروس بشعب السودان ودمرت حياته ووطنه، وانتهكت حقوقه الإنسانية الأساسية.
فقد رأى الناس أحباءهم يُردَون بالرصاص أمام أعينهم. وتعرضت النساء والفتيات للاعتداء الجنسي.
وشهدت الأسر نهبًا لممتلكاتها وإحراقًا كاملًا لبيوتها. ويواجه الناس خطر الموت لتعذر حصولهم على خدمات الرعاية الصحية والأدوية.
والآن، وبسبب الحرب، يُصاب أطفال السودان بالهزال جرَّاء نقص الطعام والتغذية.
ومع تجدد القتال يومًا تلو الآخر، يُسلب السودانيون السلام الذي طالما اعتزوا به، والحياة التي كانوا أجدر بأن يحيوها، والمستقبل الذي كان يليق بهم.
فلنضع حدًّا لكل ذلك.
فبعد مرور أربعة أشهر من أعمال الترويع، يتوجه قادة المنظمات الإنسانية العالمية العاملة في السودان إلى جميع الأطراف بثلاث رسائل:
إلى شعب السودان: إن المجتمع الإنساني الدولي ملتزمٌ بمواصلة دعمكم، لا سيّما من خلال استجابة أولئك العاملين على المستوى المحلي، الذين بادروا إلى توفير الغذاء، والبذور، والمياه، والمأوى، والخدمات الصحية، والتغذية، والتعليم، والرعاية الطبية، والحماية للمحتاجين إليها منذ اليوم الأول. وسنواصل السعي من أجل الوصول إلى جميع الناس في جميع مناطق السودان لإغاثتهم بالإمدادات الإنسانية والخدمات الأساسية.
إلى أطراف النزاع: أوقفوا القتال. واحموا المدنيين. وامنحونا حق الوصول الآمن لهم دون أي قيود. وأزيلوا العوائق البيروقراطية. إن أعمال مهاجمة المدنيين، ونهب الإمدادات الإنسانية، واستهداف العاملين في مجال الإغاثة، واستهداف الأصول والبنية الأساسية المدنية، بما في ذلك المراكز الصحية والمستشفيات، وعرقلة المساعدات الإنسانية - محظورة بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وجميعها حدث بالفعل في السودان وفقًا للتقارير الواردة. وقد ترقى هذه الأعمال إلى مرتبة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
إلى المجتمع الدولي: ليس هناك مبرِّر للانتظار. فثمة أكثر من 6 ملايين سوداني يقفون على حافة المجاعة. وهناك أكثر من 14 مليون طفل يحتاجون إلى مساعدات إنسانية. وفرَّ أكثر من 4 ملايين شخص جرَّاء القتال، وهم بين نازحٍ داخليّ يجوب طول البلاد وعرضها ولاجئ يتنقل في أرجاء المنطقة كلها. وبدأ الوقت ينفد أمام المزارعين ليزرعوا المحاصيل التي سيتغذون عليها هم وجيرانهم. وأصبحت الإمدادات الطبية شحيحة للغاية. وبات الوضع خارجًا عن السيطرة. ويمكن لنداءيْنا الإنسانييْن أن يساعدا نحو 19 مليون شخص في السودان والبلدان المجاورة له. غير أن نسبة تمويلهما تزيد قليلًا على 27% فحسب. ونلتمس منكم تغيير هذا الوضع.
لقد حان الوقت لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح. ونحن ندعو إلى وقف فوري للأعمال العدائية. إن شعب السودان بحاجة إلى أن ينعم بالسلام والوصول المُنصف إلى الإغاثة الإنسانية. ويجب على المجتمع الدولي أن يضاعف جهوده اليوم، وأن يشارك على جميع المستويات، وأن يعمل على إعادة السودان إلى المسار الصحيح وإنهاء الحرب.
الأطراف الموقعة
السيد مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ بمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)
الدكتور شو دونيو، مدير عام منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)
السيدة صوفيا سبريشمان سينيرو، الأمينة العامة لمنظمة «كير» الدولية
السيدة شاهن أشرف، رئيسة المجلس الدولي للوكالات الطوعية بالإنابة، (منظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم).
السيدة ميريلا شوتيريكي، المديرة التنفيذية بالإنابة للمجلس الدولي للوكالات التطوعية
السيدة آن جودارد، الرئيسة التنفيذية والرئيسة بالإنابة لمنظمة InterAction.
السيد أنطونيو فيتورينو، المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة (IOM)
السيدة جادا ديوين ماكينا، الرئيسة التنفيذية لمنظمة Mercy Corps.
السيد فولكر تورك، المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
السيدة جانتي سوريبتو، الرئيسة والمدير التنفيذية لمنظمة «أنقذوا الأطفال» في الولايات المتحدة.
السيدة باولا جافيريا بيتانكور، مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان للنازحين داخليًّا.
السيد أخيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (برنامج الأمم المتحدة الإنمائي).
دكتورة ناتاليا كانم، المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)
السيد فيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
السيدة ميمونة بنت مُهد شريف، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (موئل الأمم المتحدة).
السيدة كاثرين ماري راسل، المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف).
السيدة سيما بحوث، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة.
السيدة سيندي ماكين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي.
الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية (WHO)
السيد ستيفن لوكلي، الرئيس والمدير التنفيذي بالنيابة ، منظمة «الرؤية العالمية الدولية».