التمنيع: التقدم المُحرَز والتحديات في إقليم شرق المتوسط

27 تشرين الأول/ أكتوبر 2025 - يُبيِّن التقرير المرحلي السنوي الأول عن الإطار الاستراتيجي لتنفيذ خطة التمنيع لعام 2030 في إقليم شرق المتوسط التقدُّمَ الـمُحرَز والتحديات المُلحَّة في مجالي الإنصاف في توزيع اللقاحات والوقاية من الأمراض.
وتتوخى خطة التمنيع لعام 2030 بلوغ عالمٍ يستفيد فيه الجميع، في كل مكانٍ وفي كل الإعمار، استفادةً كاملةً من اللقاحات لتحسين الصحة والعافية. وتهدف الخطة إلى الحفاظ على المكاسب التي تحققت بشقّ الأنفس في مجال التمنيع، والتعافي من الاضطرابات الناجمة عن جائحة كوفيد-19، وتحقيق مزيد من النتائج من خلال عدم تخلف أحد عن الرَكب، في أي وضع أو أية مرحلة من مراحل الحياة. ويُوجِّه الإطار الاستراتيجي بلدان الإقليم نحو وضع نُظُم تمنيع أقوى، وتوسيع نطاق التغطية باللقاحات، وزيادة الإنصاف في إتاحة اللقاحات، لا سيما في المناطق المتضررة من النزاعات والمناطق التي يصعب الوصول إليها.
وفيما يلي بعض نتائج التقرير المرحلي.
الوقاية من الأمراض
تم القضاء على فيروس شلل الأطفال في 20 بلدًا وأرضًا في الإقليم ويبلغ عددها 22 بلدًا وأرضًا، دون تغيير منذ عام 2019. وانضمت مصر إلى البحرين وجمهورية إيران الإسلامية وعُمان في القضاء على الحصبة والحصبة الألمانية. ومع ذلك، شهد الإقليم زيادة في فاشيات الكوليرا والحصبة وفيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاحات بين عامي 2019 و2024.
الإنصاف
في حين أُدخِل 41 لقاحًا جديدًا في أنحاء الإقليم منذ عام 2019، منها لقاحات كوفيد-19 في جميع البلدان، ارتفع عدد الأطفال الذين لم يتلقوا أي جرعات من مليونين في عام 2019 إلى 2.8 مليون طفل في عام 2024. وانخفضت التغطية الروتينية بالجرعة الأولى من اللقاح المضاد للدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي (DTP1) من 89٪ في عام 2019 إلى 85٪ في عام 2024.
بناء برامج تمنيع قوية
انخفضت التغطية بالجرعة الثالثة من اللقاح المضاد الدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي (DTP3) من 84% في عام 2019 إلى 79% في عام 2024. وظلت نسبة التغطية بالجرعة الثانية من اللقاح المحتوي على الحصبة (MCV2) عند 75%، وانخفضت نسبة التغطية بالجرعة الثالثة من اللقاح المتقارن للمكورات الرئوية (PCV3) من 56% إلى 53%. وارتفعت نسبة التغطية بلقاح فيروس الورم الحليمي البشري إلى 1% في عام 2024 بعد أن كانت 0% في عام 2019.
ويتتبَّع التقريرُ التقدمَ المُحرَز في الأولويات الاستراتيجية السبعة لخطة التمنيع 2030.
ووفقًا للأولوية الاستراتيجية الأولى (برامج التمنيع من أجل الرعاية الصحية الأولية/ التغطية الصحية الشاملة)، أصبح لدى جميع البلدان البالغ عددها 22 بلدًا الآن فرق استشارية تقنية وطنية معنية بالتمنيع، واستوفت 19 بلدًا (86%) معايير الأداء، ووجود استراتيجية تمنيع وطنية صالحة في 17 بلدًا (77%).
وفي إطار الأولوية الاستراتيجية الثانية (الالتزام والطلب)، ارتفع عدد البلدان التي لديها قوانين تمنيع داعمة إلى 17 بلدًا (77%)، وإن كان عدد البلدان التي تنفذ استراتيجيات سلوكية أو اجتماعية أقل، إذ انخفض إلى 10 بلدان (45%).
ويكشف التقدم المُحرَز في تنفيذ الأولوية الاستراتيجية الثالثة (التغطية والإنصاف) عن نتائج متفاوتة. فقد انخفض عدد البلدان التي حققت 90% أو أعلى من المناطق والأحياء فيها نسبة 90% أو أعلى من التغطية بلقاح الدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي (DTP3) من 5 إلى 3 بلدان. وانخفض عدد البلدان التي حققت 100٪ من المناطق والأحياء فيها نسبة 95٪ أو أعلى من التغطية بالجرعة الأولى (MCV1) والجرعة الثانية (MCV2) من اللقاح المحتوي على الحصبة من 4 بلدان إلى بلدين.
وفي إطار الأولوية الاستراتيجية الرابعة (المراحل العمرية والإدماج)، ارتفع عدد البلدان التي أدخلت اللقاح المضاد لفيروس الورم الحليمي البشري من بلدين (9%) إلى 7 بلدان (32%)، وتتصدر البلدان ذات الدخل المرتفع هذا الترتيب.
ولا يزال الإبلاغ عن الأولوية الاستراتيجية الخامسة (الفاشيات والطوارئ) محدودًا. وفي حين زادت الفاشيات، لم تنشر بيانات الاستجابة للتطعيم إلا 3 بلدان بشأن 960 فاشية من فاشيات الحصبة.
وفي إطار الأولوية الاستراتيجية السادسة (العرض والاستدامة)، فمن بين البلدان الستة التي أبلغت عن بيانات تمويل اللقاحات، أظهرت 4 بلدان استقرار الإنفاق أو زيادته.
وشهدت الأولوية الاستراتيجية السابعة (البحوث والابتكار) زيادة عدد البلدان التي لديها برنامج عمل وطني لبحوث التمنيع من بلدين في عام 2019 إلى 5 بلدان في عام 2024.
وتسلط نتائج التقرير الضوء على بعض التقدم، إلى جانب الثغرات التي تتطلب اهتمامًا عاجلًا. ويشير التقرير إلى العديد من العقبات الرئيسية التي تعوق التقدم، مثل جودة البيانات والفجوات في الإبلاغ، وانعدام الأمن والقيود المفروضة على إيصال المساعدات الإنسانية، وارتفاع نسبة التردد في أخذ اللقاحات، لا سيما بعد جائحة كوفيد-19، وتزايد تكرار حدوث الفاشيات بسبب تأخر الاستجابة، ومحدودية الحصول على اللقاحات الجديدة في العديد من البلدان ذات الدخل المتوسط.
سُبُل المُضي قُدُمًا
للبقاء على المسار الصحيح نحو تحقيق أهداف خطة التمنيع لعام 2030، تدعو المنظمة البلدان إلى ما يلي:
تنفيذ استراتيجيات لتطعيم جميع الأطفال الذين لم يتلقوا أي جرعات تطعيم أو الذين تلقوا تطعيمًا جزئيًا حتى سن 5 سنوات؛
ضمان تقديم استمارة الإبلاغ المشترك الإلكترونية السنوية والتقارير المرتبطة بها في الوقت المناسب، وتقديم تقارير شهرية عن التغطية بالتمنيع على المستوى دون الوطني إلى المنظمة؛
التحقيق في فاشيات الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات والاستجابة لها على الفور، وتوثيق المعلومات وتبادلها مع المنظمة؛
سرعة تنفيذ أساليب مواجهة الاخْتِطار الشديد بجودة عالية في البلدان التي لم تتخلص بعد من تيتانوس الأمهات والمواليد؛
التعاون مع المنظمة لإعداد التقارير المرحلية وتقديمها للتحقق من القضاء على الحصبة والحصبة الألمانية؛
الاستفادة من موارد مكافحة شلل الأطفال لتعزيز التمنيع الروتيني وتحقيق أهداف خطة التمنيع لعام 2030؛
إنشاء نُظُم لتحسين جمع البيانات والإبلاغ عن الفاشيات والطوارئ في إطار الأولوية الاستراتيجية الخامسة (الفاشيات والطوارئ).
وقد أظهر الإقليم إمكانية إحراز تقدم، ولكن يلزم اتخاذ إجراءات عاجلة لسد الفجوات في مجال الإنصاف والوقاية من حدوث انتكاسات في الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات.
وهذا التقرير المرحلي من ضمن وثائق الدورة الثانية والسبعين للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، التي عُقِدَت في الفترة من 15 إلى 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2025.
النهوض بالرعاية التلطيفية في إقليم شرق المتوسط

26 تشرين الأول/ أكتوبر 2025، القاهرة، مصر - بعد عرض ورقة تقنية شاملة عن الرعاية التلطيفية خلال الدورة الثانية والسبعين للّجنة الإقليمية لشرق المتوسط، أقرت الدول الأعضاء القرار ش م/ل إ72/ق-4، الأمر الذي يشير إلى تحوّل كبير في كيفية دعم الإقليم للأفراد الذين يعانون أمراضًا تقصّر الأعمار وضعفًا وحالات مزمنة.
وجاء اعتماد هذا القرار بعد عرضٍ قدمته الدكتورة لمياء محمود، المستشارة الإقليمية للوقاية من الأمراض غير السارية، سَلَّطَ الضوءَ على حاجة 2.4 مليون شخص في جميع أنحاء الإقليم إلى الرعاية التلطيفية كل عام، ولكن أقل من 1% منهم يتحصلون عليها. وهذه الفجوة ناجمة عن الأزمات الإنسانية، وعدم توفر بعض الأدوية الأساسية، والتصوُّر الخاطىء عن الرعاية التلطيفية بإنها تٌعنى برعاية نهاية الحياة فقط.
وعَرَضَ القرارُ المُقترَحُ الضرورات الأخلاقية والعلمية والاقتصادية وراء توسيع نطاق توفير الرعاية التلطيفية. وقد حثَّ الدولَ الأعضاء على ما يلي:
إدماج الرعاية التلطيفية في الاستراتيجيات الصحية الوطنية وحزم المنافع؛
ضمان إتاحة الأدوية الأساسية، ومنها الأدوية الأفيونية الفموية؛
إلزام التدريب الأساسي في مجال الرعاية التلطيفية لجميع المهنيين الصحيين؛
الاعتراف بالتدريب المتقدم والخبرة التخصصية في الرعاية التلطيفية؛
إعطاء الأولوية للرعاية المنزلية والمشاركة المجتمعية؛
وضع أطر للرصد باستخدام مؤشرات الأداء الرئيسية والبحوث.
الرعاية التلطيفية تخفف من المعاناة، وتحسن نتائج العلاجات المستهدفة للمرض، وتعزّز رضا المرضى وأُسَرهم. والإدماج المبكر للرعاية التلطيفية يُكسِب العاملين الصحيين المهارات الأساسية في التواصل ، والقدرات اللازمة لعلاج الأعراض، ويمنحهم طريقة تفكير تضع المريض محور الإهتمام، فيؤدي ذلك إلى تعزيز العمل الجماعي، والعدالة، والإنصاف، واشراك المريض في القرارات، وهي قِيَمٌ ينبغي أن يرتكز عليها كل نظام صحي.
ولا يمكن للرعاية التلطيفية أن تنجح في غياب نَهجٍ يشمل النظام بأكمله. فيجب أن تكون جزءًا لا يتجزأ من الرعاية الصحية على جميع المستويات، من المستشفيات التخصصية إلى عيادات الرعاية الصحية الأولية والمنزلية. وتشمل الاهتمام باستمرارية الرعاية، والتصدي للمفاهيم الخاطئة، وتأهيل الأسر ودعمها وهي ترعى أحباءها. ويجب أن يكون العاملون الصحييون على دراية تامة بفوائد الرعاية التلطيفية، وأن يحيلوا المرضى إلى هذه الخدمة عندما يحتاجون إليها، وليس عند استنفاد سبل العلاج الأخرى.
وتشير الدراسات إلى أن الإدماج المبكر للرعاية التلطيفية يمكن أن يقلل نفقات الرعاية الصحية بنسبة تصل إلى 30٪.
التزام إقليمي
جاء هذا القرار بعد مشاورات مكثفة مع الدول الأعضاء في الإقليم وعددها 22 دولة، وتَضَمَّنَ تعليقات وملاحظات في 6 مجالات هي: الحوكمة، وتقديم الخدمات، والمشاركة المجتمعية، والأدوية، والتعليم، والرصد. ويستند القرار إلى الأسس التي أرساها قرار جمعية الصحة العالمية 67-19 (2014) وأحدث المنشورات، ومنها العدد الخاص من المجلة الصحية لشرق المتوسط (2022) وتقرير مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (2024).
وقد اعتمد وزراء الصحة وممثلو البلدان من جميع أنحاء الإقليم هذه الورقة التقنية التي تعرض الجهود الوطنية الرامية إلى إدماج الرعاية المُلطِّفَة في النظم الصحية:
شَدَّدَ الأردن على القدرة على الصمود في مواجهة الأزمات، لا سيما بالنسبة للاجئين؛
رأت الإمارات العربية المتحدة أن الرعاية المُلطِّفَة حق، وتخطط للتوسُّع لإدماجها في الرعاية الأولية؛
يتجه العراق إلى التحوّل من العلاج فقط إلى الرعاية، بتعزيز التدريب والإتاحة؛
سلطت الكويت الضوء على برنامجها للرعاية المُلطِّفَة المنزلية للأطفال ودعت إلى التعاون الإقليمي؛
حَثَّت مصر على العمل المنسق والتمويل المستدام والمجتمعات المحلية الرحيمة؛
أقرت باكستان بالتحديات العامة التي تواجه النُظُم، ولكنها أدرجت الرعاية التلطيفية في خطتها الصحية الوطنية؛
أكَّدت عُمان على الإصلاحات التشريعية واهمية دعم المنظمة؛
عرضت البحرين وجمهورية إيران الإسلامية والمغرب والمملكة العربية السعودية التقدم المُحرَز بشأن الأطر والرقمنة والتطبيب عن بُعد ونُظُم الرعاية المتكاملة.
وأيَّدَ السودان التنفيذ العملي على الرغم من تعدد الأولويات؛ واقترح لبنان مصطلحات أعَمَّ ورعاية منزلية أقوى؛ ودعا الاتحاد الدولي لرابطات طلبة الطب إلى إلزامية التعليم الأساسي والتعاون في مجال الرعاية التلطيفية؛ وشدد الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان على إدماج الرعاية التلطيفية في الرعاية الأولية والاستجابات الإنسانية؛ وشجعت الشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية "إمفنت" النماذج المجتمعية، وحَثَّ تحالف مكافحة الأمراض غير السارية على رصد الإتاحة المُنصِفَة. وشاركت روسيا خبراتها الوطنية في مجال قانون الرعاية التلطيفية ونظامها التدريبي، في حين شدد مجلس الشباب التابع لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط على دعم الصحة النفسية وبرنامج المواساةم وبناء قدرات الشباب.
وقد دَلَّت هذه الأفكار مجتمعةً على قوة الالتزام الإقليمي بإدماج الرعاية التلطيفية بوصفها حجر الزاوية للرعاية الصحية الكريمة والمنصفة.
وقالت الدكتورة حنان حسن بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط: "الرعاية التلطيفية ليست تحديًّا، بل حل. فلنضمن حصول المحتاجين إلى الرعاية التلطيفية في هذا الإقليم على الرعاية التي يحتاجون إليها".
"إن المكتب الإقليمي على أهبة الاستعداد لدعم الدول الأعضاء في بناء القدرات وإصلاح اللوائح التنظيمية وضمان عدم معاناة أي مريض دون داعٍ. لقد حان وقت العمل".
النهوض برعاية مريضات سرطان الثدي في إقليم شرق المتوسط

لا يزال سرطان الثدي يتصدر أنواع السرطان التي تصيب النساء في إقليم شرق المتوسط. ومن المؤسف أن نساء كثيرات لا يُشَخَّصن إلا في مرحلة متأخرة، عندما تكون خيارات العلاج محدودة ونتائجها غير محمودة. والكشف المبكر يمكن أن يُغيّر كل ذلك.
وسرطان الثدي يمكن الشفاء منه. فعند اكتشاف سرطان الثدي مبكرًا وعلاجه كما يجب، تتجاوز معدلات البقاء على قيد الحياة 80%. وهذا يعني إنقاذ الأرواح، والحفاظ على وحدة الأسرة، وتأمين المستقبل للنساء وأسرهن.
وتقدم المبادرة العالمية لمكافحة سرطان الثدي خارطة طريق واضحة تركز على ما يلي:
الكشف المبكر
التشخيص في الوقت المناسب
التدبير العلاجي الشامل
وبتأييد اللجنة الإقليمية لنداء القاهرة للعمل، تؤكد منظمة الصحة العالمية والدول الأعضاء والشركاء من جديد الالتزام بالإنصاف والابتكار والرعاية التي تركز على المرضى.
ويُتيح هذا التأييد فرصةً قويةً للتحرك نحو تحقيق الغايات 60-60-80. وهذه غايات طموحة ولكن يمكن تحقيقها من خلال الأهداف التي حددتها المبادرة العالمية لمكافحة سرطان الثدي:
60%
تشخيص من حالات الإصابة بسرطان الثدي في مرحلة مبكرة
60%
تشخيص من المريضات في الوقت المناسب
80%
تحقيق معدل للبقاء على قيد الحياة بالنسبة لمن تلقين العلاج
غير أن السياسات وحدها ليست كافية. فمن الضروري إشراك جميع الأطراف المعنية، ولا سيّما أصحاب التجارب الشخصية، في عملية اتخاذ القرار لضمان تحقيق حصائل فعالة وشاملة تلبي الاحتياجات الحقيقية والواقع.
وفي غياب التدخلات الموسَّعة، ستصل الخسائر الاقتصادية الناجمة عن سرطان الثدي إلى 408 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2050. ومع ذلك، فإن الاستثمار في التشخيص المبكر والعلاج الشامل يحقق عائدًا مُقنِعًا يتراوح بين 6.4 و7.8 دولارات أمريكية لكل دولار أمريكي مُستَثمَر.
والخروج بتوصيات عملية تتماشى مع خريطة طريق المبادرة العالمية لمكافحة سرطان الثدي ونداء القاهرة للعمل، ويمكن للبلدان تنفيذها لتحقيق التركيز على المريضات في رعاية سرطان الثدي في جميع أنحاء إقليمنا.
أرقام أساسية
1. سرطان الثدي: النوع الأكثر انتشارًا بين النساء في الإقليم
Bيُعدُّ سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعًا وفتكًا بين النساء في إقليمنا. وهذا يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة ومُنَسَّقَة لتحسين الكشف المبكر وإتاحة الرعاية الجيدة.
2. المبادرة العالمية لمكافحة سرطان الثدي: الغايات 60–60–80
تحدد المبادرة العالمية لمكافحة سرطان الثدي أهدافًا طموحة ولكن قابلة للتحقيق:
- 60% تشخيص من حالات الإصابة بسرطان الثدي في مرحلة مبكرة
- 60% تشخيص من المريضات في الوقت المناسب
- 80% تحقيق معدل للبقاء على قيد الحياة بالنسبة لمن تلقين العلاج
3. معدل 80% للبقاء على قيد الحياة قابلٌ للتحقيق
عند اكتشاف سرطان الثدي مبكرًا وعلاجه كما يجب، تتجاوز معدلات البقاء على قيد الحياة 80%، — وهذا يؤمّن المستقبل للنساء وأسرهن.
4. كل دولار أمريكي يُستَثمَر في سرطان الثدي يحقق عائدًا مُجديًا يتراوح بين —6.4 و7.8 دولارات أمريكية.
التزام البلدان بمكافحة سرطان الثدي
في مطلع عام 2025، اجتمع راسمو السياسات وقادة الصحة والخبراء من مختلف أنحاء العالم في القاهرة لمناقشة الاستراتيجيات الرامية إلى سد الفجوة في الإنصاف وتسريع وتيرة الابتكار في مجال رعاية سرطان الثدي.
وانطلاقًا من هذه المداولات، أُطلِق نداء القاهرة للعمل، الذي حدَّد مجموعة من الالتزامات الرئيسية لدفع عجلة التقدُّم الـمُحرَز في جميع أرجاء الإقليم. وهو بمثابة إطار عملي وموحد لتحفيز الشراكات وتوسيع نطاق التدخلات المُثبَتة والفعالة والمسندة بالبيِّنات والمبتكرة، بما يضمن عدم إهمال أي امرأة. ويمثل هذا النداء خطوة ملموسة نحو النهوض بالتضامن الإقليمي والعمل الجماعي المستدام من أجل صحة المرأة وعافيتها في جميع أنحاء الإقليم وخارجه.
وخلال الدورة الثانية والسبعين للجنة الإقليمية (15-17 تشرين الأول/ أكتوبر 2025)، اعتمد 21 بلدًا من بلدان إقليم شرق المتوسط نداء القاهرة للعمل. وأكدت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها من جديد التزامهم بدعم الدول الأعضاء في تنفيذ نداء القاهرة للعمل، والمضي قُدمًا نحو عهد جديد من التضامن الإقليمي والتعاون العالمي في مجال رعاية مريضات سرطان الثدي.
وعلى هامش الدورة الثانية والسبعين للجنة الإقليمية، التقت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية الدكتورة حنان حسن بلخي ببعض الناجين من السرطان والمناصرين لمكافحته ورعاية مرضاه من جميع أنحاء الإقليم.
إكرام، مناصرة لمريضات سرطان الثدي من المغرب: "ما لم يصبح لأصحاب التجارب الشخصية طابعٌ مؤسسيٌّ، فإن وجودهم سيظل رمزيًا وبلا قدرة على التأثير في السياسات والقرارات".
روابط ذات صلة
إعادة البناء على نحوٍ أفضل: الدول الأعضاء تصدر قرارًا بشأن تعافي النُظُم الصحية
تؤكد الوفود على الحاجة إلى رؤية جماعية وعمل متماسك لإعادة بناء النظم الصحية في البلدان المتضررة من الحروب والنزاعات المديدة
16 تشرين الأول/ أكتوبر 2025، القاهرة، مصر - اعتمدت الدول الأعضاء في إقليم شرق المتوسط قرارًا بشأن تعافي النظم الصحية في الأوضاع الهشة والمتأثرة بالنزاعات في اجتماع الدورة الثانية والسبعية للجنة الإقليمية في القاهرة، مصر. وشددوا على أن النهوض بالنظم الصحية في مجالي التعافي وإعادة البناء في البلدان المتأثرة بالحروب والنزاعات المديدة يتطلب رؤيةً جماعيةً وعملًا متماسكًا.
وشددت الوفود على نَهج الربط بين العمل الإنساني والتنمية والسلام للتمكين من الانتقال الفعال من الاستجابة للطوارئ إلى التعافي، وشددت على أن التعافي المستدام يتطلب استراتيجية واضحة وتمويلًا طويل الأجل يمكن التنبؤ به. وحُثَّت البلدان الأكثر استقرارًا في الإقليم على دعم تنفيذ القرار والإشراف عليه، إذ يعزز ذلك التضامن الإقليمي.
وشملت التعديلات التي أُدخِلَت على القرار نصوصًا لتأمين الدعم المالي اللازم لتعافي النظام الصحي وبناء القدرة على الصمود.
وسَلَّطت الدول الأعضاء الضوء على التحديات المُلحّة التي تتطلب اتخاذ إجراءات موحدة، ومنها هجرة ذوي الكفاءة من القوى العاملة الصحية، والحاجة المُلحّة إلى استمرار الإمدادات الطبية وتوزيعها توزيعًا مُنصِفًا، وإدماج الدعم النفسي الاجتماعي في جميع جهود التعافي.
كما دعت الدول الأعضاء إلى توفير الرعاية الصحية المجتمعية التي تركز على الناس والاستخدام المسؤول للرقمنة والذكاء الاصطناعي لتحسين الخدمات. وبالإضافة إلى ذلك، حُدِّدَت خدمات الصحة النفسية وبناء الثقة والشفافية والعدالة الاجتماعية عواملَ محورية لتعزيز القدرة على الصمود، وإعداد المجتمعات المحلية للأزمات، والنهوض بالأمن الصحي والتغطية الصحية الشاملة.
وشَدَّدَت الدول الأعضاء والشركاء على أهمية المساعدة التقنية التي تقدمها المنظمة من أجل التعافي في الأوضاع الهشة والمتضررة من النزاعات. وطلب القرار من المديرة الإقليمية إنشاء منصة تنسيق إقليمية لتنسيق جهود التعافي والجمع بين البلدان لتبادل الخبرات والتجارب.
وأيَّدَت المنظمات الطبية المستقلة، ومنها تلك التي تركز على السرطان والناعور، القرار وأسهمت في المناقشات، كما فعلت الاتحادات التي تمثل طلاب الطب والرعاية الذاتية.
إعادة البناء على نحو أفضل
إن تعافي النُّظم الصحية ضرورةٌ استراتيجية. ولا يُقصَد بالتعافي الاقتصار على استعادة القدرات التي فقدها النظام الصحي، بل يمتد أيضًا إلى وضع تصوُّر جديد للنظام الصحي وإعادة بنائه ليصبح أقوى وأكثر إنصافًا وأكثر قدرة على تحمُّل الواقع السابق والصدمات المستقبلية على حدٍ سواء، ومُصممًّا خصيصًا لتلبية الاحتياجات الخاصة للبلدان والمجتمعات المحلية.
إن تعافي النظام الصحي جسرٌ يوصلنا إلى السلام. فالنُظُم المنُصفة والقادرة على الصمود تُسهم في شرعية الدولة وثقة المجتمع، وهذا يساعد على إصلاح النسيج الاجتماعي الذي مزقته الأزمة. وعندما تكون جهود التعافي شمولية وتسير وفقًا توجيه قيادة وطنية وتستجيب للاحتياجات المحلية، فإنها تساعد في التخفيف من العوامل المسببة للهشاشة والنزاع. وعندئذ تصبح الرعاية الصحية ليس مجرد خدمة، بل أساسًا للوفاق والقدرة على الصمود والسلام على المدى الطويل.
وإذ يُقرُّ القرار بحجم التحدي، فإنه يدعو إلى اتباع نَهجٍ أفضلَ لإعادة البناء يلبي الاحتياجات الفورية والدوافع الأساسية للنزاع والهشاشة، مع النهوض في الوقت نفسه بالتغطية الصحية الشاملة والأمن الصحي.
ترجمة توافق الآراء إلى إجراءات
إن القرارات وحدها ليست كافية. والمطلوب الآن هو الإرادة السياسية، والتمويل المستدام، وأن تعمل الدول الأعضاء والمنظمة والشركاء - لا سيما في البيئات المُعقَّدَة والمُهمَلة - على دعم الاستقرار في البلدان المتضررة من النزاعات.
ولقد أثبت إقليم شرق المتوسط من قبل أن التعافي أمر ممكن، ولو في ظل الهشاشة الشديدة. ومُهمتنا الآن هي ضمان إضفاء الطابع المؤسسي على عمليات التعافي، والتخطيط لها وتوفير الموارد اللازمة لها.

























