الدكتور سيد أبو بكر رسولي، مسؤول الطوارئ الصحية ومدير الأحداث، عملية المنظمة الطارئة للاستجابة لزلزال هرات، أفغانستان
الحلقة الثانية

30 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 - كانت الساعة قد تجاوزت 11 صباحًا بقليل يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023. وكعادتي في عطلة نهاية الأسبوع، كنت مسترخيًا في المنزل بمقاطعة هرات. وفجأة، شعرت بزلزال قوي. كان الزلزال أقوى من المعتاد مما دفع جميع أفراد أسرتي إلى القفز فورًا ليهرعوا إلى الخارج.
اتصلت فورًا بالمستشفى الإقليمي في مدينة هرات، وهو أكبر مستشفى في المنطقة الغربية بأكملها، الذي يلجأ إليه عادةً معظم المصابين للعلاج في حالات الطوارئ. أخبرتني إدارة المستشفى أن بعض المصابين قد حُجزوا في المستشفى بالفعل للعلاج.
بادرت بالتحقق من كفاية مخزوننا من الأدوية، ثم طلبت من أمين مخزن المنظمة أن يزود المستشفى الإقليمي بما يلزمها، ثم هرعت مسرعًا إلى هناك بملابسي المنزلية، تاركًا أسرتي في الشارع. فبصفتي مهنيًا صحيًا ومن المختصين بالعمل الإنساني، كان عليّ الاختيار بين أسرتي والمرضى. وقد اخترت المرضى لأنهم كانوا أكثر حاجة لي في تلك اللحظة.
وفي المستشفى، بدأت أتلقى تقارير رسمية وغير رسمية تفيد بأن مقاطعة زندا جان، التي تبعد 45 كيلومتراً تقريبًا عن مركز هرات، قد دُمرت بالكامل. وبحلول نهاية ذلك اليوم الأول بعد الزلزال، وصل أكثر من 500 جريح إلى المستشفى الإقليمي، ونُقل أكثر من 120 جثمان إليها. وتحولت كل حدائق المستشفى إلى عنابر مؤقتة.
وفي المساء، كان العديد من الأفراد والمنظمات في المستشفى لتوزيع الطعام والبطاطين على المرضى والقائمين على رعايتهم. وكان ذلك المنظر مطمئنًا جدًا، فقد كنا كلنا يدًا واحدة. كان هناك تراحم ومساعدة من الجميع. وظللت في المستشفى مع الأطباء والزملاء حتى منتصف الليل لأطمئن على تقديم الرعاية إلى جميع المرضى.
وفي اليوم التالي، توجهت إلى المناطق المتضررة. وجدت الناس من كل حدب وصوب يندفعون نحو تلك المناطق ومعهم الفؤوس والمعاول لإنقاذ العالقين تحت الأنقاض وإخراج المتوفين. لم أصدق عيني! كانت قرى بأكملها قد تحولت إلى تراب. شعرت بخوار قوتي، ولم أعد أقوى على الوقوف. كنت أحتاج إلى الجلوس كل بضع دقائق لاستعادة بعض من قوتي. كان الدمار يفوق الخيال.
ولكني مدير الأحداث في منظمة الصحة العالمية، ومسؤولياتي فرضت علي بذل كل ما في وسعي لدعم الآخرين. أخذت بعض الزملاء معي إلى المنزل حتى نستمد بعض القوة من الصحبة. ساعد كل واحد منا الآخر ليرفع من روحه المعنوية ويعزز حالته النفسية. كل واحد من زملائي كان بجانب المتضررين الذين يحتاجون إليه.
منذ اللحظات الأولى بعد الزلزال، أدركت أن أهلي في موقع الزلزال يحتاجونني، وكان علي أن أكون هناك معهم. لقد عانى بلدي وأهلي كثيرًا، وبصفتي من القائمين على العمل الإنساني، فإن مسؤوليتي الأساسية هي أن أفعل كل ما بوسعي من أجلهم.
نداء تمويل لعدة بلدان: الأرض الفلسطينية المحتلة ومصر ولبنان والجمهورية العربية السورية والأردن

27 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 - منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تسببت الأزمة المتصاعدة في إسرائيل والأرض الفلسطينية المحتلة في وقوع أعداد كبيرة من القتلى والمصابين بين المدنيين.
وفي قطاع غزة، أدت الغارات الجوية ونقص الإمدادات الطبية والأغذية والمياه والوقود إلى استنزاف النظام الصحي الذي كان يعاني من نقص الموارد من قبل ذلك. فالمستشفيات تعمل بما يتجاوز طاقتها بسبب تزايد أعداد المرضى، فضلًا عن المدنيين النازحين الذين يلتمسون المأوى في تلك المستشفيات. وقد تأثر تقديم الخدمات الصحية الأساسية تأثرًا بالغًا، بدءًا من رعاية الأمهات والمواليد وانتهاءً بعلاج الحالات المزمنة.
ويعاني المدنيون معاناة بالغة بسبب التصعيد الأخير للأعمال العدائية في الأرض الفلسطينية المحتلة؛ فهناك آلاف من القتلى والمصابين، وأكثر من 1.4 مليون إنسان تشردوا. ولم تسلم الرعاية الصحية من ذلك. فقد وقع 171 هجومًا على الرعاية الصحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أسفرت عن مقتل 493 إنسانًا وإصابة 387 آخرين. ومن بين هذه الهجمات، أصاب 56 هجومًا المرافق الصحية، وأصاب 130 هجومًا العاملين الصحيين، وذلك حتى 24 تشرين الأول/ أكتوبر 2023. والنظام الصحي على وشك الانهيار، وحياة مزيد من المدنيين معرضة للخطر بسبب تضاؤل فرص الحصول على الخدمات الصحية والمياه النظيفة والغذاء والوقود، مع العلم أن نظام الرعاية الصحية كان يعاني من الضعف من قبل ذلك. والنزوح الجماعي إلى الملاجئ التي تفتقر إلى الموارد الكافية سيؤدي إلى تفشي الأمراض. وقد امتد تصاعد الأعمال العدائية بالفعل إلى الضفة الغربية والقدس الشرقية وحدود إسرائيل مع لبنان والجمهورية العربية السورية، مع وجود احتمال لانتقاله إلى بلدان أخرى في المنطقة منها الأردن وجمهورية إيران الإسلامية والعراق.
وتحتاج المنظمة على وجه السرعة إلى ما يقدر بنحو 80 مليون دولار أمريكي لتلبية الاحتياجات الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، لا سيما في غزة، وللتأهب لمواجهة أي حالات طوارئ قد تحدث في مصر ولبنان والجمهورية العربية السورية والأردن حتى نهاية عام 2023. وستتوسع المنظمة في تقديم خدمات رعاية الرضوح والطوارئ، وتحافظ على توافر الخدمات الصحية الأساسية وعلاج الحالات المزمنة، وتضع تدابير لترصد الأمراض ومكافحة الفاشيات (لا سيما في مواقع النزوح)، وتضمن التنسيق، بما في ذلك التنسيق من خلال عمل المجموعة الصحية
للاطلاع على النداء كاملًا، اضغط هنا:
https://www.emro.who.int/opt/priority-areas/occupied-palestinian-territory-health-crisis-2023.html
https://www.emro.who.int/images/stories/palestine/WHO_Funding_Appeal_oPt_027_Oct_2023.pdf?ua=1
إمدادات صحية من المنظمة تتحرك باتجاه غزة

21 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، القاهرة، مصر - بدأت أربع شاحنات تحمل إمدادات صحية من المنظمة في التحرك باتجاه معبر رفح الحدودي في طريقها إلى غزة.
وتشمل الإمدادات أدوية ولوازم لعلاج الرضوح تكفي 1200 إنسان، و 235 حقيبة محمولة للرضوح لتثبيت حالة المصابين وهم في أماكنهم، فضلًا عن أدوية لعلاج الأمراض المزمنة تكفي 1500 إنسان، وأدوية أساسية وإمدادات صحية تكفي 300 ألف إنسان لمدة ثلاثة أشهر.
وتتعاون المنظمة مع جمعيتي الهلال الأحمر المصري والفلسطيني لضمان مرور هذه الإمدادات بالغة الأهمية بأمان، وتوصيلها إلى المستشفيات والمرافق الصحية.
وداخل غزة، وصلت المستشفيات بالفعل إلى نقطة الانهيار بسبب نقص الأدوية واللوازم الطبية واستنزافها.
ولذلك، فإن هذه الإمدادات تمثل طوق نجاة للمصابين بجروح خطيرة أو أمراض، مزمنة وغير مزمنة، بعد معاناة مريرة دامت أسبوعين تقلصت فيهما فرص الحصول على الرعاية وحدث نقص شديد في الأدوية واللوازم الطبية.
وتدعو المنظمة إلى حماية قوافل المساعدات وفرق العمل الإنساني في غزة في أثناء عملهم لضمان تسليم هذه الإمدادات بأمان إلى الأماكن التي هي في أشد الحاجة إليها.
تجدر الإشارة إلى أن الإمدادات المتجهة حاليًا إلى غزة لا تكفي لمجرد البدء في تلبية الاحتياجات الصحية المتزايدة في ظل استمرار تصاعد الأعمال العدائية، وهناك حاجة ماسة إلى عملية إغاثة أوسع نطاقًا تتوفر لها الحماية اللازمة.
وقد هبطت أمس طائرة ثانية في العريش قادمةً من الإمارات العربية وتحمل إمدادات إنسانية تبرعت بها المنظمة الدولية للهجرة، واليونيسف، والهلال الأحمر الإماراتي، ومنظمة الصحة العالمية. وتشمل الإمدادات من المنظمة أدوات ومعدات جراحية تكفي 1000 إنسان، إضافةً إلى خيام وخزانات مياه.
ومن المقرر أن تهبط في العريش في وقت لاحق هذا الصباح طائرة أخرى تحمل إمدادات من المنظمة تشمل الأدوية، واللوازم والأدوات الجراحية، ومحاليل التسريب الوريدي، والمطهرات، والمضادات الحيوية، وخزانات المياه، والخيام.
ومع توقع وصول المزيد من الإمدادات إلى مصر في الأيام المقبلة لإرسالها إلى غزة، تدعو المنظمة إلى تعزيز العملية الإنسانية واستمرارها وتوفير الحماية اللازمة لها للحد من الوفيات ومن المعاناة قدر المستطاع.
حلقة عمل لاستعراض مشروع تحسين القدرة على الرصد في الأوضاع الإنسانية الهشة
المشاركون خلال حلقة العمل. مصدر الصورة: وحدة معلومات الطوارئ الصحية وتقييم المخاطر بمنظمة الصحة العالمية
19 تشرين الأول/أكتوبر 2023 - عقد المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط حلقة عمل في محافظة الإسكندرية بمصر في أيلول/سبتمبر 2023 لاستعراض تنفيذ مشروع لتحسين القدرة على الرصد في الأوضاع الإنسانية الهشة في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط. وشارك في حلقة العمل التي استمرت 3 أيام عن هذا المشروع لبناء القدرات عاملون في مكاتب المنظمة ومسؤولون عن التنسيق بوزارات الصحة من 4 بلدانٍ وأراضٍ. كما حضر الاجتماع العديد من العاملين في المقر الرئيسي للمنظمة والمكتب الإقليمي.
واختيرت الأرض الفلسطينية المحتلة والصومال وسوريا واليمن للمشاركة في المرحلة التجريبية للمشروع بسبب التحديات الفريدة التي تواجهها في رصد الاستجابة. وتشمل هذه التحديات الطابع المُجزَّأ لجهود جمع البيانات، التي أدت في الماضي إلى عدم الاتساق في المنهجيات والمؤشرات. وقد جعل ذلك من الصعب مقارنة البيانات وتحليلها على نطاق جهود الاستجابة والبلدان/الأقاليم، ومن المحتمل أن يعيق جودة البيانات بوجه عام.
وكانت حلقة العمل استعراضًا مُهمًا للمشروع الذي بدأ في عام 2022 للتصدي للتحديات التي تواجه رصد الاستجابة في الأوضاع الإنسانية الهشة ومواجهتها على وجه التحديد، وتعزيز آليات رصد الاستجابة وتقييمها. كما سيزود المشروع صانعي القرار بمعلومات موثوقة لتوجيه تدابير الاستجابة التي تتسم بالكفاءة والفعالية.
كما شارك ممثلون عن بلدان أخرى، بما في ذلك من خارج الإقليم، في حلقة العمل لاستكشاف إمكانية تكرار المشروع. وكان جنوب السودان وأوكرانيا من بين البلدان المُمَثَّلَة.
المشاركون يستمعون إلى أحد الزملاء وهو يتحدث خلال حلقة العمل. مصدر الصورة: وحدة معلومات الطوارئ الصحية وتقييم المخاطر بمنظمة الصحة العالمية
وشارك المشاركون في حلقة العمل في مناقشات متعمقة بشأن مختلف الجوانب والتحديات المتصلة بالمشروع. كما استعرضوا نتائج تقييم المرحلة التجريبية، التي ركزت على جدوى مؤشرات الأداء الرئيسية على المستوى القُطري؛ وقدرات البلدان/ الأراضي؛ ونُظُم المعلومات الصحية القائمة. وبحث المشاركون أيضًا ارتباط المشروع بصنع القرارات بشأن الاستجابة للطوارئ.
ومن خلال حلقة العمل، وُضعت اللمسات الأخيرة على خطط عمل محسوبة التكاليف لبدء تنفيذ المشروع في 4 بلدان وأراضٍ. وقد وضع ذلك تلك البلدان والأراضي على المسار الصحيح لتفعيل المشروع وتحقيق تغيير إيجابي في جهود الاستجابة التي تبذلها.
وتشمل الخطط كذلك مختلف الإجراءات التي ستعالج تجزؤ جمع البيانات؛ وعدم وجود مؤشرات موحدة؛ وعدم اتساق المنهجيات؛ والمخالفات في تحليل البيانات واستخدام البيانات من أجل اتخاذ الإجراءات. وعلاوة على ذلك، تشمل الخطط إجراءات لتعزيز مصادر البيانات وبناء القدرات وجودة البيانات وتعزيز تبادل البيانات والتعاون. وستساعد هذه الإجراءات 4 بلدان وأراضٍ على تحسين قدرتها على رصد الاستجابة بشكل فعّال.
ويرسي نجاح هذه المرحلة التجريبية الأساس لتوسيع نطاق المشروع المحتمل ليشمل أقاليم أخرى من أقاليم المنظمة. ويمكن تطبيق الدروس المستفادة وأفضل الممارسات التي جرى تحديدها خلال حلقة عمل الاستعراضية لتعزيز القدرة على رصد الاستجابة في الأوضاع الإنسانية الهشة في جميع أنحاء العالم.