يوم العمل للقضاء على سرطان عنق الرحم: لأول مرة في التاريخ يمكن القضاء على أحد أنواع السرطان!

يحتفل العالم في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 بمرور ثلاث سنوات على التعاون العالمي مع الناجيات والقادة والمُناصرين من أجل القضاء على سرطان عنق الرحم. ويتيح ذلك فرصةً للاحتفال بالالتزام العالمي واستعراض التقدم المُحرَز في مسار القضاء على هذا المرض بهدف بلوغ حد أدنى للإصابة بهذا النوع من السرطان يقل عن 4 نساء لكل 000 100 امرأة في السنة. وقد حفز ذلك حركةً اجتماعيةً وشَجَّع على تقليد سنوي يجمع بين المجتمعات في جميع أنحاء العالم من أجل "يوم العمل للقضاء على سرطان عنق الرحم".
ويُثيرُ سرطان عنق الرحم قلقًا صحيًا في جميع أنحاء العالم. ويودي سرطان عنق الرحم بحياة 000 300 امرأة في جميع أنحاء العالم سنويًا، وتحدث 90% من الحالات والوفيات في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط. وعلى الصعيد الإقليمي، يأتي سرطان عنق الرحم في المرتبة السادسة بين أكثر أمراض السرطان شيوعًا بين النساء في إقليم شرق المتوسط. وفي عام 2020، شُخِّصت نحو 89800 امرأة بسرطان عنق الرحم في الإقليم، وتُوفيت بسبب هذا المرض أكثر من 47500 امرأة.
ويمكن الوقاية من سرطان عنق الرحم وعلاجه. ويُعدُّ سرطان عنق الرحم أحد أنواع السرطان القابلة للعلاج إذا شُخِّص واكْتُشف مبكرًا وجرى تدبيره علاجيًّا على نحو فعَّال. ويمكن كذلك تقديم التدبير العلاجي للسرطانات المُشخَّصة في مراحل متأخرة باستخدام العلاج المناسب وتقديم الرعاية الملطفة.
ويُعدُّ التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري من أكثر الطرق فعاليةً ومأمونيةً للوقاية من سرطان عنق الرحم، وينبغي أن يكون متاحًا للفتيات في كل مكان. ويوصَى بإعطاء لقاح فيروس الورم الحليمي البشري لجميع الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 9 سنوات و14 سنة للوقاية من الإصابة بسرطان عنق الرحم في مرحلة لاحقة من حياتهن. ويمكن إعطاء التطعيم في جرعة واحدة أو جرعتين للفئات العمرية الأصغر التي تتراوح بين 9 سنوات إلى 14 سنة، وجرعتين إلى 3 جرعات لمنقوصات المناعة.
وفي عام 2020، أصدرت الدول الأعضاء في المنظمة تكليفًا مُهمًا وتعهدت بالقضاء على سرطان عنق الرحم بوصفه إحدى مشكلات الصحة العامة، ولأول مرة عقد 194 بلدًا العزمَ على استئصال أحد أنواع السرطان. ومن خلال اتباع نهجٍ شاملٍ للوقاية من سرطان عنق الرحم وتحرِّيه وعلاجه، يمكن القضاء عليه بوصفه مشكلة صحية عامة في غضون جيلٍ واحد. ويؤكد قادة العالم والشركاء والنشطاء والناجيات من سرطان عنق الرحم والمجتمع المدني من جديد التزامهم بالقضاء على سرطان عنق الرحم عن طريق العمل.
وتتلاءم الاستراتيجية الإقليمية للتخلص من سرطان عنق الرحم لإقليم شرق المتوسط مع السياق الإقليمي، وتحدد خمسة مجالات عمل استراتيجية هي: تعزيز الوقاية الأولية من خلال تسريع إدخال لقاح فيروس الورم الحليمي البشري وتحسين التغطية؛ وتحسين فحص عنق الرحم وعلاج مرحة ما قبل السرطان؛ وتخفيف عبء المعاناة الناجمة عن سرطان عنق الرحم عن طريق تحسين توافر خدمات التشخيص المبكر والعلاج وإعادة التأهيل والرعاية المُلَّطفة؛ وتعزيز النُظُم الصحية لضمان تقديم خدمات عالية الجودة على نحو يتسم بالتكامل والكفاءة والإنصاف عبر ركائز التطعيم والفحص والعلاج، ونُظُم الرصد والتقييم المناسبة والفعالة؛ وأخيرًا تحسين التواصل والدعوة والتعبئة الاجتماعية لمواجهة التردد في أخذ اللقاحات، وزيادة الوعي بالوقاية والعلاج، وتحسين تقبّل التشخيص. ويمثِّل الإجراءان الاستراتيجيان الأخيران عنصري تمكين شاملَين ملائمَين للإقليم، كما أن لهما أهمية بالغة لتحسين التكامل العام للخدمات والحصائل الصحية، مع دعم تحقيق الأهداف الصحية والإنمائية ذات الصلة داخل الإقليم.
بيان المدير الإقليمي في المؤتمر الصحفي الخاص بالأسبوع العالمي للتوعية بمقاومة مضادات الميكروبات لعام 2023
15 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 -
على مدار الأعوام الخمسين الماضية، شهدت النُّظُم الصحية في إقليم شرق المتوسط تحولًا أدى إلى تحسين الحصائل الصحية. وقد أسهمت القدرة على الوقاية من العدوى وعلاجها بنجاح وبتكلفة معقولة، إلى جانب عوامل أخرى، إسهامًا كبيرًا في هذا التقدُّم. وانخفضت وفيات الأطفال إلى أكثر من النصف - حيث كان معدل وفيات الأطفال الأقل من 5 سنوات 99 وفاة لكل 1000 في عام 1990، ووصل ذلك المعدل إلى 45 وفاة لكل 1000 في عام 2021. كما أن النُّظُم الصحية القوية تحد بفعالية من انتشار الأمراض السارية، وتعمل على القضاء عليها. فيمكن الآن إجراء العمليات الجراحية وعلاج السرطان بأمان وباستخدام مضادات حيوية فعالة لإدارة خطر العدوى.
ولكن الصدمة التي تنهال علينا اليوم كالصَّاعقة أن كل هذه المكاسب مُعرَّضة للخطر، إذا أصبحت الأدوية غير فعالة في مكافحة المِكروبات المُسببة للعدوى. فمقاومة مضادات الميكروبات ليست تهديدًا مستقبليًّا، بل بدأت بالفعل تتسبب في أضرار جسيمة للصحة. وعندما لا نتمكن من إدارة خطر العدوى، يموت مزيد من الناس، ويتعرض مزيد منهم للعدوى المزمنة والمعاناة، وترتفع تكاليف الرعاية الصحية.
وغالبًا ما يُشار إلى مقاومة مضادات الميكروبات على أنها تسونامي صامت. فنادرًا ما تُسجَّل مباشرةً على أنها سبب من أسباب الوفاة، ولكن لدينا الآن تقديرات موثوق بها للعبء الذي نواجهه. وتشير تقديرات العبء العالمي للأمراض إلى أن إقليم شرق المتوسط في عام 2019 شهد 431 ألف حالة وفاة ناجمة عن مقاومة المضادات الحيوية من ضمن وفيات إنتان الدم، وأن 115 ألف حالة منها تُعزى مباشرةً إلى المقاومة الجرثومية.
وتشير البيانات التي جُمعت من خلال نظام المنظمة للترصُّد العالمي لمقاومة مضادات الميكروبات واستخدامها إلى أن مستويات المقاومة في شتى أنحاء إقليم شرق المتوسط أعلى منها في أي إقليم آخر من أقاليم المنظمة أو أعلى من المتوسط العالمي. ولدينا تفسيرٌ لهذه النتيجة المؤسفة: فاستخدامنا للمضادات الحيوية يُعتبَر الأعلى، ويزداد بسرعة أكبر، في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ولكن يسرني أن هناك التزامًا سياسيًّا متزايدًا بالتصدي لهذا التهديد. وفي عام 2022، وقَّعت الدول الأعضاء على بيان مسقط في المؤتمر الوزاري العالمي الثالث الرفيع المستوى بشأن مقاومة مضادات الميكروبات الذي عُقد في عُمان، وينطوي هذا البيان على الالتزام بالحد من استخدام المضادات الحيوية في إنتاج الغذاء وضمان استخدامها على النحو الملائم في مجال صحة الإنسان. ونتطلع إلى مزيد من المناقشات الرفيعة المستوى في عام 2024، في كلٍّ من الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة والمؤتمر الوزاري العالمي الرابع الرفيع المستوى بشأن مقاومة مضادات الميكروبات في المملكة العربية السعودية.
وقد قدَّمت المنظمةُ الدعمَ إلى البلدان والأراضي لإرساء الأساس اللازم للبرامج الساعية إلى مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات، وتعزيز الوقاية من العدوى ومكافحتها. وفي إطار هذا النظام، يُبلِغ الآن 19 بلدًا وأرضًا منظمةَ الصحة العالمية ببيانات الترصُّد الخاصة بمقاومة مضادات الميكروبات به.
وانطلاقًا من هذه الأسس الراسخة، يجب علينا الآن أن نتوسع في العمل على نطاق أكبر من خلال الوقاية من العدوى وتشخيصها والتدبير العلاجي لها.
أولًا: الوقاية من العدوى تجعلنا نقلل الحاجة إلى المضادات الحيوية. فنظافة المستشفيات والوقاية الجيدة من العدوى ومكافحتها من الأمور التي تمنع انتشار العدوى، وتمنح العاملين الصحيين الثقة، لكي لا يسرفوا في وصف المضادات الحيوية.
ثانيًا: تحسين التشخيص يجعلنا نتفادى الاستخدام العشوائي للمضادات الميكروبات. ويبدأ ذلك باتباع نهج سريري جيد وإتاحة الاختبارات التشخيصية الرئيسية.
ثالثًا: لا بد لنا من العلاج على نحو مناسب. وتُقسِّم المنظمةُ الآن المضادات الحيوية إلى ثلاث فئات: فئة متاحة، وفئة خاضعة للمراقبة، وأخرى يجب الحفاظ عليها على سبيل الاحتياط. ويَستخدم هذا التصنيفُ المُسمى "AWaRe" الإشارات الخضراء والصفراء والحمراء لتمييز هذه الفئات عند اختيار المضادات الحيوية. ونشرت المنظمةُ كتابًا لتصنيف المضادات الحيوية وفقًا لفئات الإتاحة والمراقبة والاحتياط وأصدرت تطبيقًا هاتفيًّا للغرض نفسه من أجل تقديم إرشادات بشأن التدبير العلاجي للمتلازمات المعدية الشائعة في مرافق الرعاية الصحية الأولية والمستشفيات. فكثيرٌ من الحالات المرضية لا يحتاج إلى العلاج بالمضادات الحيوية. وفي حالة الحاجة إلى مضادات حيوية، غالبًا ما تكون هذه المضادات الحيوية من الفئة "المتاحة"، وهي المضادات الحيوية الأقدم والأرخص والأكثر مأمونية، والأقل ميلًا إلى التسبب في حدوث مقاومة. وتوصي المنظمةُ بأن تكون 60% من جميع المضادات الحيوية المُستخدمة في أي بلد من هذه الفئة المُشار إليها باسم فئة المضادات الحيوية "المتاحة". ولا يزال الطريق طويلًا أمام كثير من بلداننا في الإقليم لبلوغ هذه الغاية.
وقد تباطأ التقدم خلال جائحة كوفيد-19، وزاد الاستخدام غير الملائم للمضادات الحيوية. إلا أن الجائحة أكدت أهمية الوقاية من العدوى ومكافحتها، وحفَّزت على إحراز تطورات فعلية في هذا المجال: فيوجد الآن برنامجٌ للوقاية من العدوى ومكافحتها لدى 17 بلدًا وأرضًا من بلدان الإقليم وأراضيه الاثنين والعشرين. ومن واجبنا أن نحافظ على استمرار هذا الزخم.
وبينما نحن نتحدث الآن، فإن قلوبنا ووجداننا مع جميع المتضررين من الطوارئ المُعقَّدة في شتى أنحاء الإقليم، ولا سيما الصراع المتصاعد في الأرض الفلسطينية المحتلة. ولا بد من التركيز على العلاج المُنقذ للأرواح والمساعدة الإنسانية، ولكن علينا ألا ننسى أنه في الصراعات التي وقعت على مر التاريخ، قتلت حالات العدوى أشخاصًا أكثر ممَّن قتلتهم الرضوح المباشرة. ولذلك، يجب علينا أن نبني في برامجنا نُظُمًا فعالة للوقاية من العدوى وتشخيصها وعلاجها في البيئات الهشة والضعيفة والمتضررة من النزاعات.
وقبل أن أختتم حديثي، أود أن أذكر أيضًا أن خطر مقاومة مضادات الميكروبات لا يقتصر على البشر فحسب. فلا بد من العمل الجماعي لمكافحة ظهور مقاومة مضادات الميكروبات وانتشارها بين الحيوانات وفي قطاع الإنتاج الغذائي. وهذا النهج الذي يشمل قطاعات صحة الإنسان وصحة الحيوان والزراعة والبيئة يُسمى "نهج الصحة الواحدة". وقد شهدت جميع هذه القطاعات إساءة استعمال المضادات الحيوية على نطاق واسع. وتُهدِّد مقاومة مضادات الميكروبات صحة الحيوان والإنتاج الغذائي، فضلًا عن صحة الإنسان. وتُعدُّ الجهود الموحدة للحد من الاستخدام غير الملائم للمضادات الحيوية والتصدي لمقاومة مضادات الميكروبات خير مثال على رؤيتنا الإقليمية: "الصحة للجميع وبالجميع".
اليوم العالمي للسكري لعام 2023: ضمان حصول مرضى السكري على الرعاية
14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، القاهرة، مصر - يحتفل العالَمُ اليومَ في كل مكان باليوم العالمي للسكري. وإلى جانب زيادة الوعي بالسكري بوصفه إحدى قضايا الصحة العامة العالمية، يهدف هذا الحدث إلى تسليط الضوء على ما يجب فِعله، على المستويين الجماعي والفردي، لتمكين المرضى من الحصول على خدمات أفضل للوقاية من هذا المرض وتشخيصه وعلاجه.
ويُركِّز اليوم العالمي للسكري هذا العام على إتاحة الرعاية لمرضى السكري، ولا سيما الوقاية من النمط الثاني من مرض السكري والمضاعفات المرتبطة بالسكري. وتحقيقًا لهذه الغاية، تُشدِّد منظمة الصحة العالمية على ضرورة الإتاحة المنصفة للرعاية والأدوية والتكنولوجيات الأساسية، ويشمل ذلك زيادة الوعي بالطرق التي يمكن أن يتبعها المصابون بالسكري ليقللوا إلى أدنى حد من خطر حدوث مضاعفات. وليس هذا حقًّا أساسيًّا من حقوق الإنسان فحسب، بل هو أيضًا أحد المُحدِّدات الحاسمة لعافية المتعايشين مع السكري وجودة حياتهم.
والسكري مشكلةٌ رئيسيةٌ من مشكلات الصحة العامة التي تؤثر على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم. ويسبب السكري مجموعة من الاعتلالات الصحية الخطيرة، منها العمى والفشل الكلوي والنوبات القلبية والسكتة الدماغية وبتر الأطراف السفلية. ومن عام 2000 إلى عام 2019، حدثت زيادة بنسبة 3% في معدلات الوفيات الموحَّدة حسب السن الناجمة عن السكري. وفي البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا، ارتفع معدل الوفيات الناجمة عن السكري بنسبة 13%. وفي عام 2019، انضم السكري إلى قائمة أكثر 10 أسباب للوفاة على مستوى العالم.
ولا يُستثنى إقليم شرق المتوسط من ذلك الاتجاه العالمي. فالسكري أحد الشواغل الكبرى في مجال الصحة العامة في الإقليم، إذ يوجد 73 مليون بالغ مصاب بالسكري، أيْ 1 من كل 6 بالغين. وهذا هو أعلى معدل انتشار للسكري على مستوى جميع أقاليم المنظمة. وفي الوقت نفسه، وصلت عوامل الخطر ذات الصلة، مثل النظام الغذائي غير الصحي والخمول البدني والسمنة، إلى مستويات تُنذر بالخطر في الإقليم.
ويوجد قصور في إحراز تقدُّم في إقليم شرق المتوسط في التصدِّي للسكري بوصفه إحدى مشكلات الصحة العامة. كما أن الآثار الاجتماعية والاقتصادية المتنامية لهذا المرض على المجتمعات المحلية والنظم الصحية والتنمية تُهدِّد قدرة البلدان على تحقيق الغاية 3-4 من غايات أهداف التنمية المستدامة، ألا وهي خفض الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير السارية بمقدار الثلث بحلول عام 2030.
ومع ذلك، يمكن في الغالب الوقاية من النمط الثاني من السكري، إذ يمكن أن يؤدي النظام الغذائي الصحي والنشاط البدني والحفاظ على وزن صحي للجسم وتجنب تعاطي التبغ إلى الحد من خطر الإصابة بالسكري، ومن ثَم الوقاية من الإصابة بالنمط الثاني من السكري أو تأخير ظهوره. وأكثر من 95% من مرضى السكري مصابون بالنمط الثاني من السكري، الذي كان يُعرف سابقًا باسم السكري غير المعتمد على الأنسولين أو سكري البالغين. وحتى وقت قريب، كان هذا النوع من السكري لا يظهر إلا لدى البالغين، ولكنه الآن أصبح يظهر بشكل متزايد لدى الأطفال أيضًا.
وقال الدكتور أحمد بن سالم المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط: «إن تشخيص السكري والتدبير العلاجي له على مستوى الرعاية الصحية الأولية أمرٌ بالغ الأهمية من أجل التدخل المبكر والتدبير العلاجي الفعَّال، لضمان تحقيق حصائل صحية أفضل، وللحد من عبء المضاعفات على المدى البعيد. والرعاية الخاصة بالسكري تمدُّ المرضى بدعم شامل، فتُحسِّن التدبير العلاجي للسكري والعافية بوجه عام».
والتشخيص المبكر للسكري من خلال اختبارات بسيطة يسمح بالتدبير العلاجي لآثاره والوقاية منها في الوقت المناسب، ويُمكِّن الأفراد من التحكم في صحتهم. ويتطلب التدبير العلاجي للسكري الحصول على رعاية متعددة التخصصات. فلا يحتاج المرضى إلى ممارسين عامِّين فحسب، بل يحتاجون أيضًا إلى ممرضين وأخصائيين وخبراء تغذية ومُثقِّفين صحيين، فضلًا عن الدعم الصحي النفسي.
وأكدت الدكتورة رنا الحجة، مديرة إدارة البرامج، أن «المصابين بالسكري أكثر عُرضة للنوبات القلبية والسكتات الدماغية بمقدار يتراوح من ضعفين إلى ثلاثة أضعاف. ويزيد معدل انتشار الفشل الكلوي المتأخر الناجم عن السكري بمقدار يصل إلى 10 أضعاف لدى المصابين بالسكري مقارنةً بغير المصابين به. ويُعد اعتلال الشبكية الناجم عن السكري أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بالعمى، إذ يتسبب في 2.6% من حالات العمى على مستوى العالم، ويؤدي الاعتلال العصبي إلى زيادة خطر الإصابة بقرحة القدم، والعدوى، واحتمالية الاضطرار إلى بتر الأطراف».
وتسعى المنظمة إلى تعزيز ودعم اعتماد تدابير فعالة تهدف إلى ترصُّد السكري ومضاعفاته والوقاية منهما ومكافحتهما، لا سيما في البُلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
وأضافت الدكتورة رنا الحجة أن «المتعايشين مع السكري يحتاجون إلى رعاية طويلة الأمد تراعي احتياجاتهم الخاصة، وتكون استباقية ومستدامة. وحين نعطي الأولوية للتدخل المبكر، نستطيع التخفيف من أثر السكري على الأفراد وتعزيز أثر الصحة العامة بوجه عام».
وللرعاية الصحية الأولية دور حاسم في تنظيم وتقديم خدمات الرعاية الصحية اللازمة لاكتشاف السكري ومضاعفاته وعلاجهما في مراحل مبكرة.
وشدَّد الدكتور أحمد المنظري على أن «الرعاية الجيدة لمرضى السكري حقٌّ، لا امتياز. فجميع المصابين بالسكري يستحقون الحصول على ما يحتاجون إليه من خدمات وأدوية بتكلفة ميسورة. وحصول مريض السكري على الرعاية يؤدي إلى تمتُّعه بحياة أطول وصحة أوفر. ومن خلال تقديم الرعاية المناسبة، يمكن أن يتحول السكري إلى حالة قابلة للعلاج، بدلًا من أن يؤدي إلى الإصابة بالعمى، وبتر الأطراف، والفشل الكلوي وغيرها من المضاعفات الخطيرة. وضمان إتاحة الرعاية لمرضى السكري أمر بالغ الأهمية لتحقيق رؤيتنا الإقليمية: الصحة للجميع وبالجميع».
ومن أجل مساعدة البُلدان على التصدي للسكري، يُركِّز المكتب الإقليمي على دعمها لتنفيذ الحزمة التقنية لمبادرة هارتس. وقد وضعت المنظمة هذه الحزمة الشاملة لتعزيز الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري ومكافحتها من خلال العلاج المُسنَد بالبيِّنات، وإدارة المخاطر، وتعزيز النُّظُم الصحية. وتعكف حاليًّا عدة بلدان في الإقليم على تنفيذ هذه الحزمة التقنية.
ملاحظة إلى المحررين:
احتفاءً باليوم العالمي للسكري لعام 2023، بادر المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط إلى تنظيم ندوة إلكترونية إعلامية باعثة على التفكير مدتها 3 ساعات بعنوان "إتاحة الأدوية والرعاية لمرضى السكري: استخدام حُزم منظمة الصحة العالمية كعوامل تمكينية".
وستُعقد الندوة عبر الإنترنت يوم 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، من الساعة 12:00 إلى الساعة 15:00 (بتوقيت القاهرة).
ويهدف هذا اللقاء إلى توفير منصة لتبادل المعلومات بين الدول الأعضاء، والمقر الرئيسي للمنظمة، والمكتب الإقليمي والمكاتب القُطرية، والخبراء. ويهدف كذلك إلى تقديم أفضل الممارسات لدعم تنفيذ إطار العمل الإقليمي بشأن الوقاية من السكري ومكافحته.
وتهدف الندوة الإلكترونية إلى:
إطلاع الحاضرين على آخر المستجدات بشأن الوضع الحالي للسكري، وإلقاء الضوء على النُّهُج الناجحة لتقديم الرعاية لمرضى السكري في إقليم شرق المتوسط؛
واستعراض استخدام الحزمة التقنية لمبادرة هارتس التي وضعتها المنظمة للحد من الإصابة بالسكري في الإقليم؛
والاستفادة من تجارب البُلدان في دمج الأمراض غير السارية في الرعاية الصحية الأولية.
وإلى جانب الاحتفال باليوم العالمي للسكري، فإن منظمة الصحة العالمية:
تُقدِّم مبادئ توجيهية علمية للوقاية من الأمراض غير السارية الرئيسية، ومنها السكري؛
وتضع حُزمًا تقنية، مثل مبادرة هارتس وحزمة التدخلات الأساسية في مجال الأمراض غير السارية، لدمج التدبير العلاجي للأمراض غير السارية في الرعاية الصحية الأولية لضمان توفير رعاية ميسورة التكلفة، ومتاحة، ومستمرة؛
وتضع القواعد والمعايير الخاصة بتشخيص السكري ورعاية مرضاه؛
وتزيد الوعي بوباء السكري العالمي؛
• وتترصَّد السكري وعوامل الخطر المرتبطة به.
وأطلقت المنظمة أيضًا الميثاق العالمي بشأن داء السكري في عام 2021. وتهدف هذه المبادرة العالمية إلى دعم التحسينات المستدامة لخدمات الوقاية من السكري ورعاية مرضاه، مع إيلاء تركيز خاص على دعم البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
وفي أيار/ مايو 2021، وافقت جمعية الصحة العالمية على قرار بشأن تعزيز الوقاية من السكري ومكافحته. وفي أيار/ مايو 2022، أقرت جمعية الصحة العالمية خمس غايات عالمية متعلقة بتغطية السكري وعلاجه من المقرر تحقيقها بحلول عام 2030.
توسيع نطاق قدرات الوقاية من العدوى ومكافحتها في الأماكن الهشّة والمتضرّرة من النزاعات والمُعرَّضة للخطر
25 تشرين الأول/أكتوبر 2023، زيارة ميدانية إلى قسم خدمات التعقيم المركزي المجهز تجهيزًا جيدًا في مستشفى الزرقاء، الأردن
يَمرُّ إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط بمرحلةٍ حاسمةٍ للاستفادة من الزخم الناتج عن الاستجابة لمرض كوفيد-19. ومن شأن تحويل القدرات التي جرى تعزيزها وتوسيع نطاقها مؤقتًا في البلدان والأراضي إلى قدرات وبرامج وشبكات دائمة أن يعزز الأمن الصحي والنُظُم الصحية في المستقبل.
ويُعد الوقاية من العدوى ومكافحتها أحد المجالات التي حقق فيها الإقليم مكاسب كبيرة خلال جائحة كوفيد-19. ولطالما كان الإقليم مُعرَّضًا لظهور فاشيات الأمراض والجوائح وسرعة انتشارها بسبب عوامل ديموغرافية وبيئية واجتماعية واقتصادية مختلفة. وتشمل هذه الفاشيات متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وأنفلونزا الطيور A (H5N1) والكوليرا وحمى الضنك.
وقبل جائحة كوفيد-19، كان 50% فقط من بلدان الإقليم وأراضيه (11 من أصل 22 بلدًا وأرضًا) قد أنشأت وحدة أو برنامج للوقاية من العدوى ومكافحتها، وكان 45% فقط (10 من أصل 22 بلدًا وأرضًا) قد وضعت مبادئ توجيهية وطنية للوقاية من العدوى ومكافحتها. ومنذ آذار/ مارس 2020، أنشأت 5 بلدان أخرى وحدة أو برنامجًا مخصصًا للوقاية من العدوى ومكافحتها (ليصل المجموع إلى 16 بلدًا من أصل 22 بلداً). وبحلول تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، كان 77٪ من البلدان والأراضي (17 من أصل 22 بلدًا وأرضًا) قد وضعت مبادئ توجيهية للوقاية من العدوى ومكافحتها.
وسيؤدي تحديد أولويات هذه المكاسب الكبيرة التي تحققت في معظم أنحاء الإقليم والحفاظ عليها إلى تعزيز تنفيذ الوقاية من العدوى ومكافحتها والتأهب للاستجابات في المستقبل. وسيؤدي ذلك في نهاية المطاف إلى دعم قدرة النُظُم الصحية على الصمود.
ولتوجيه هذه الجهود، نُظمت حلقة عمل تدريبية لمدة 10 أيام لمراكز الاتصال الوطنية المعنية بالوقاية من العدوى ومكافحتها في وزارات الصحة في 8 بلدان هشة ومتضررة من النزاعات ومُعرضة للخطر، وهي: أفغانستان وجمهورية إيران الإسلامية والعراق والأردن وليبيا والصومال وسوريا واليمن. وتواجه البلدان الهشة والمتضررة من النزاعات والمُعرضة للخطر تحديات فريدة من نوعها مثل البنية التحتية الصحية الممزقة أو المُدمَرة ونقص المياه المأمونة والإصحاح والنظافة العامة. وبالتالي، يتطلب تعزيز قدرات الوقاية من العدوى ومكافحتها في مثل هذه البيئات اتباع نهجٍ متميز.
18 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تمارين محاكاة ميدانية في مستشفى الحسين السلط الجديد في الأردن.
رَتَّبَ المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط هذا التدريب مع المركز التقني والسريري المعني بالوقاية من العدوى ومكافحتها، ومستشفى مدينة الملك عبد العزيز الطبية (وهو مركز متعاون مع المنظمة للوقاية من العدوى ومكافحتها ومقاومة مضادات الميكروبات في الرياض، المملكة العربية السعودية). وأُجرِي التدريب في عَمّان، الأردن، في الفترة من 16 إلى 26 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
حلقة العمل:
- قَدَّمَت أدوات ومؤشرات جديدة إلى القيادات الوطنية للوقاية من العدوى ومكافحتها لقيادة وتنفيذ المكونات الأساسية للوقاية من العدوى ومكافحتها بما يتماشى مع الاستراتيجية العالمية للمنظمة بشأن الوقاية من العدوى ومكافحتها؛
- ناقشت كيفية تعزيز تدخلات الوقاية من العدوى ومكافحتها أثناء التأهب للطوارئ الصحية والاستعداد والاستجابة لها؛
- أنشأت جماعة ممارسين إقليمية للوقاية من العدوى ومكافحتها.
واستُخدمت استراتيجيات تعليمية مختلفة، مع التركيز على المناقشات التفاعلية، والعمل الجماعي، وتمثيل الأدوار، وتبادل الخبرات القُطرية والدروس المستفادة، والزيارات الميدانية، وتمارين المحاكاة. وقد استمتع الدكتور جمال عابد كاظم، رئيس الوقاية من العدوى ومكافحتها في وزارة الصحة العراقية، بالتدريب وفرص التعارف: "لم تكن حلقة العمل مجرد تجربةً فريدةً للتعلم والخبرة العملية، ولكنها أتاحت لنا أيضًا فرصةً عظيمةً لبدء شبكة تعلم قوية مع الزملاء الآخرين على مستوى الإقليم".
وقُدِّم طلب إلى كل بلد من البلدان الثمانية أن تصمم مشروعًا صغيرًا ومستقلًا لتحسين الوقاية من العدوى ومكافحتها، على أن يبدأ في غضون شهرين إلى 3 أشهر من نهاية التدريب، لضمان النمو المستمر وتعزيز الشراكة القائمة بين المكتب الإقليمي والدول الأعضاء. وتهدف هذه المشاريع الصغيرة إلى تحويل التركيز الإقليمي من دعم تنفيذ التدريب على الوقاية من العدوى ومكافحتها إلى بناء القدرات الداخلية داخل البلدان.
وأوضحت الدكتورة إليزابيث تايلر، المستشارة الإقليمية بالإنابة لمقاومة مضادات الميكروبات والوقاية من العدوى ومكافحتها، بالمكتب الإقليمي، أهمية تنفيذ تدابير قوية للوقاية من العدوى ومكافحتها في المرافق الصحية حيث قالت: "لقد كانت فرصةً رائعةً للقاء الزملاء من الأقطار التابعة للمنظمة ومسؤولي التنسيق الحكوميين لقاءً مباشرًا وإجراء حوار صريح وبناء القدرات. وسيضمن ذلك دمج الوقاية من العدوى ومكافحتها وغيرها من برامج الصحة العامة الشاملة لعدة قطاعات، مثل المياه والإصحاح والنظافة العامة؛ ومقاومة مضادات الميكروبات؛ وحالات الطوارئ؛ وسلامة المرضى، وربطها جميعًا بنُظُم الرعاية الأولية والخدمات الصحية الأساسية من أجل رعاية أعلى جودةً وأكثرَ مأمونية."
16 تشرين الأول/أكتوبر 2023، كانت حلقة العمل التدريبية الإقليمية للوقاية من العدوى ومكافحتها في عَمّان، الأردن، محفلًا ممتازًا لمراكز الاتصال الوطنية المعنية بالوقاية من العدوى ومكافحتها في البلدان الهشة والمتضررة من النزاعات والمعرضة للخطر للتعلم من خبرات بعضها البعض وترسيخ مسار المضي قُدُمًا نحو تعزيز قدرات الوقاية من العدوى ومكافحتها في البلدان الهشة والمُعرَّضة للخطر في الإقليم.