بعثة الأمم المتحدة والهلال الأحمر المشتركة تُجلي 31 رضيعًا من مستشفى الشفاء في غزة بقيادة منظمة الصحة العالمية

19 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، جنيف/ القاهرة - أجْلَت بعثة ثانية مشتركة للأمم المتحدة وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بقيادة منظمة الصحة العالمية، 31 طفلًا من مستشفى الشفاء في شمال غزة إلى مستشفى آخر في جنوب غزة. وقد نُقل الأطفال المُصابون باعتلالات وخيمة في 6 سيارات إسعاف أمدَّها الهلال الأحمر الفلسطيني بما يلزم من مستلزمات وأطقم طبية. وشملت البعثة المشتركة أعضاء من دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام، واليونيسف، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا). ووُصفت البعثة من جديد بكونها بعثة شديدة المخاطر، نظرًا لاندلاع الأعمال القتالية بالقرب من المستشفى.
وقد سبق نقل هؤلاء الأطفال الخُدَّج من أصحاب الوزن المنخفض عند الولادة من وحدة حديثي الولادة في مستشفى الشفاء إلى منطقة أكثر أمانًا داخل المستشفى بسبب انقطاع التيار الكهربائي اللازم لتشغيل أجهزة دعم الحياة وتنامي المخاطر الأمنية المُحدقة بالمستشفى. وقد تُوفِّي بالأمس والليلة الماضية طفلان قبل حدوث الإجلاء. (يُلاحظ أنه كان هناك 33 طفلًا يتلقوْن الرعاية حتى أمس، وفقًا للتحديث الصادر عن وزارة الصحة).
وقد نجحت جهود نقل هؤلاء الأطفال إلى وحدة الرعاية المركزة لحديثي الولادة في مستشفى الهلال الإماراتي للولادة في جنوب غزة، حيث يجري الآن تقييم حالتهم والعمل على استقرارها. ويقول الأطباء في المستشفى إن جميع الأطفال يعانون من حالات عدوى خطيرة نتجت عن قصور الإمدادات الطبية واستحالة مواصلة تنفيذ تدابير مكافحة العدوى في مستشفى الشفاء. وهناك أحد عشر طفلًا حالتهم حرجة.
ومن المُؤسف أن هؤلاء الأطفال لم يكن لديهم من يرافقهم من ذويهم، نظرًا لكون المعلومات المتوافرة عنهم لدى وزارة الصحة محدودة، والوزارة غير قادرة حاليًّا على العثور على أفراد أسرهم المقربين. كما أُجلِيَ ستة عاملين صحيين و10 من أفراد أسرهم ممن كانوا يحتمون بالمستشفى.
وقد أصبح الإجلاء، الذي طلبه العاملون الصحيون والمرضى خلال البعثة المشتركة بالأمس، ضروريًّا، حيث لم يعد مستشفى الشفاء قادرًا على العمل بسبب نقص المياه النظيفة، والوقود، والإمدادات الطبية، والأغذية، وغيرها من المواد الأساسية، فضلًا عن تصاعد وتيرة الأعمال العدائية. ولا تزال المنظمة تشعر بقلق بالغ إزاء سلامة المرضى والعاملين الصحيين الباقين في مستشفى الشفاء واحتياجاتهم الصحية، إلى جانب المستشفيات القليلة التي تعمل بصورة جزئية في الشمال وتواجه خطر الإغلاق الوشيك.
وينبغي استعادة مستشفى الشفاء، الذي كان فيما سبق أكبر مستشفيات الإحالة وأكثرها تقدمًا في غزة، وكذلك سائر المستشفيات، بالكامل من أجل تقديم الخدمات الصحية التي تمسُّ الحاجة إليها في غزة.
وقد قاد بعثة اليوم لفيف من كبار موظفي منظمة الصحة العالمية، بمن فيهم اختصاصي طبي وطبيب، وممثلون عن اليونيسف، ودائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام، والأونروا، على النحو المُشار إليه أعلاه. وضمت البعثة موظفين طبيين من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إلى جانب سيارات الإسعاف التابعة للجمعية. وتعرب المنظمة عن امتنانها لشراكتهم، وللدعم المُقدَّم من سائر وكالات الأمم المتحدة في إطار ما يُعرف بوحدة العمل في الأمم المتحدة.
وتأتي هذه العملية المعقدة والبالغة الخطورة، والتي تحدث في منطقة تشهد صراعًا متأججًا، في أعقاب بعثة تقييم أُوفِدت بالأمس، الموافق 18 تشرين الثاني/ نوفمبر، وضمت خبراء في مجال الصحة العامة، واختصاصيين في اللوجستيات، وموظفين أمنيين من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، وإدارة شؤون السلامة والأمن في الأمم المتحدة، ودائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام/ مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، والأونروا، ومنظمة الصحة العالمية. وقد جرى التنسيق لبعثة اليوم مع جيش الدفاع اﻹسرائيلي والسلطات الفعلية.
ولا يزال هناك أكثر من 250 مريضًا و20 عاملًا صحيًّا في مستشفى الشفاء، وجميعهم يطلبون الإجلاء الفوري. وتتواصل جهود التخطيط لإجلاء المرضى المتبقين، وأسرهم، والعاملين في الرعاية الصحية. وبالنظر إلى القيود الأمنية واللوجستية المعقدة المفروضة على المستشفى، سيستغرق إتمام عمليات الإجلاء هذه عدة أيام. وستُعطى الأولوية للمرضى المحتاجين إلى الغسيل الكُلوي والبالغ عددهم 22 مريضًا، بالإضافة إلى 50 مريضًا يعانون من إصابات في العمود الفقري. وتعيد المنظمة تأكيد احترامها للعاملين الصحيين الذين واصلوا تقديم الرعاية لمرضاهم في ظروف صعبة لا يمكن أن يتخيلها عقل، وما بذلوه في سبيل ذلك من تفانٍ، وأداء مهني، وإنسانية، وشجاعة.
وتجدد منظمة الصحة العالمية نداءها لبذل جهود جماعية لوضع حد للأعمال العدائية والكارثة الإنسانية في غزة. ونحن ندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، واستمرار تدفق المساعدات الإنسانية على نطاق واسع، ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى جميع المحتاجين، والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن، الذين يحتاج كثير منهم إلى تلبية احتياجاته الطبية الضرورية، ووقف الهجمات على مرافق الرعاية الصحية وغيرها من البِنَى الأساسية الحيوية.
يُرجى الاطلاع على البيان الصادر عن منظمة الصحة العالمية أمس للحصول على معلومات إضافية عن الوضع المزري في مستشفى الشفاء.
روابط ذات صلة
المنظمة تفقد الاتصال بمستشفى الشفاء في غزة وسط تقارير عن تعرضه لهجمات
إجلاء بعض الأطفال المصابين بالسرطان من غزة للعلاج في مصر والأردن
ارتفاع خطر انتشار الأمراض في غزة مع تعطل المرافق الصحية وشبكات المياه والصرف الصحي
منظمة الصحة العالمية: الهجمات على الرعاية الصحية في قطاع غزة غير مقبولة
منظمة الصحة العالمية تحذر: المستشفيات في قطاع غزة على وشك الانهيار
الأسبوع العالمي للتوعية بمقاومة مضادات الميكروبات لعام 2023: الوقاية من العدوى وتحسين استخدام مضادات الميكروبات للتأكد من أنها لا تزال فعالة
18 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، القاهرة، مصر - مع بدء الأسبوع العالمي للتوعية بمقاومة مضادات الميكروبات لعام 2023 اليوم، يُشدِّد المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط على الحاجة الملحَّة إلى التصدي للتهديد الناتج عن مقاومة مضادات الميكروبات.
فمقاومة المضادات الحيوية تُهدِّد الرعاية الصحية في إقليم شرق المتوسط. وحالات العدوى المقاومة للأدوية تزداد يومًا بعد يوم شيوعًا وانتشارًا بوتيرة أسرع. ويؤدي سوء استعمال المضادات الحيوية والإفراط في استعمالها مع البشر والحيوانات وفي الإنتاج الغذائي إلى ظهور أنماط جديدة من المقاومة. فتُستخدم حاليًّا المضادات الحيوية بدلًا من التشخيص الدقيق والعلاج المناسب، وفي غياب تدابير فعالة للوقاية من العدوى ومكافحتها، مثل المياه النظيفة والإصحاح والنظافة العامة، وهو ما يُعرِّض سلامة الناس للخطر، ويضغط على النُّظُم الصحية، ويهدر الموارد في نهاية المطاف.
وقد أوضح الدكتور أحمد بن سالم المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، قائلًا: "إن رعايتنا الطبية تعتمد بشدة على المضادات الحيوية، ولذلك يجب أن تظل فعالة. ويجب علينا حماية مستقبل الرعاية الصحية وضمان عافية مجتمعاتنا. ويتطلب ذلك تحسين أسلوب استخدامنا لمضادات الميكروبات في العلاج".
والمهنيون الطبيون الشباب، الذين يمثلون قوتنا العاملة الصحية المستقبلية، سيكونون الأشد تضررًا خلال حياتهم المهنية بسبب زيادة حالات العدوى المقاومة للأدوية، وبمقدورهم أن يساعدوا على تحسين ممارسات وصف المضادات الحيوية. وقد أصدرت للتو منظمةُ الصحة العالمية كتاب المنظمة لتصنيف المضادات الحيوية (الإتاحة والمراقبة والاحتياط)، من أجل تقديم إرشادات بشأن استخدام المضادات الحيوية لأكثر من 30 عدوى شائعة. ويُصنَّف كل مضاد حيوي حسب إمكانية "إتاحته" أو "مراقبته" أو الحفاظ عليه على سبيل "الاحتياط". واعتماد تصنيف "الإتاحة والمراقبة والاحتياط" يتطلب جميع الجهات الفاعلة في النظام الصحي.
وأضاف الدكتور أحمد المنظري قائلًا: "أدعو جميع العاملين الصحيين إلى الاستخدام المسؤول لمضادات الميكروبات، وعدم وصف المضادات الحيوية إلا عند الضرورة، وفقًا للمبادئ التوجيهية الوطنية وكتاب المنظمة لتصنيف المضادات الحيوية. وأحث أيضًا عامة الناس على عدم تناول المضادات الحيوية إلا عندما يصفها مهنيٌّ صحي. إن مستقبل مضادات الميكروبات في أيدي العاملين في الرعاية الصحية وعامة الناس. واغتنام هذه الفرصة هو بالضبط ما نعنيه بالصحة للجميع وبالجميع".
ملاحظة إلى المحررين:
مضادات الميكروبات، ومنها المضادات الحيوية ومضادات الفيروسات ومضادات الفطريات ومضادات الطفيليات، هي أدوية تُستخدم للوقاية من العدوى وعلاجها لدى البشر والحيوانات والنباتات. وتحدث مقاومة مضادات الميكروبات عندما تتغير البكتريا والفيروسات والفطريات والطفيليات مع الوقت، ولم تعد تستجيب للأدوية، وهو ما يزيد صعوبةَ علاج حالات العدوى، ويرتفع معه خطر انتشار الأمراض، والإصابة بالأمراض الوخيمة، والوفاة.
وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أن مقاومة مضادات الميكروبات تندرج ضمن التهديدات العالمية العشرة الأولى للصحة العامة التي تواجه البشرية. وقد صدر عن المؤتمر الوزاري العالمي الثالث الرفيع المستوى بشأن مقاومة مضادات الميكروبات، الذي عُقد في مسقط بعُمان عام 2022، بيان مسقط الذي تعهدت فيه الدول الأعضاء بالحد من استخدام مضادات الميكروبات في مجال صحة الحيوان والإنتاج الغذائي، وباستخدام المضادات الحيوية على نحو أنسب في مجال صحة الإنسان.
وإضافةً إلى الوفاة والإعاقة، يمكن أن تؤدي مقاومة مضادات الميكروبات إلى إطالة أمد المرض، وإطالة مدة الإقامة في المستشفى، والحاجة إلى أدوية أكثر تكلفة، فضلًا عن التحديات المالية التي تواجه المرضى.
لمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على صحيفة الوقائع الصادرة عن منظمة الصحة العالمية بشأن مقاومة مضادات الميكروبات.
منظمة الصحة العالمية تقود بعثة إنسانية مشتركة شديدة الخطورة إلى مستشفى الشفاء في غزة
في 18 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، دخل فريق الأمم المتحدة المشترك المعني بتقييم الشؤون الإنسانية، بقيادة منظمة الصحة العالمية، إلى مستشفى الشفاء في شمال غزة. وضم الفريق خبراء في مجال الصحة العامة، وموظفي شؤون لوجستية، وموظفي أمن من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، وإدارة الأمم المتحدة لشؤون السلامة والأمن، ودائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام/مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، ومنظمة الصحة العالمية. مصدر الصورة: منظمة الصحة العالمية
18 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 - زار فريق الأمم المتحدة المشترك المعني بتقييم الشؤون الإنسانية، بقيادة منظمة الصحة العالمية، في وقتٍ سابقٍ اليوم، مستشفى الشفاء في شمال غزة لتقييم الوضع على أرض الواقع وإجراء تحليلٍ سريعٍ له، وتقييم الأولويات الطبية، ووضع خيارات لوجستية لمزيد من البعثات. وضم الفريق خبراء في مجال الصحة العامة، وموظفي شؤون لوجستية، وموظفي أمن من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، وإدارة الأمم المتحدة لشؤون السلامة والأمن، ودائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام/مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، ومنظمة الصحة العالمية.
وقد أُجري تنسيق البعثة مع جيش الدفاع الإسرائيلي لضمان المرور الآمن على طول المسار المتفق عليه. غير أن هذه العملية كانت شديدة الخطورة في منطقة نزاع نشطة، حيث تدور معارك عنيفة بالقرب من المستشفى.
وفي وقتٍ سابقٍ من ذلك اليوم، أصدر جيش الدفاع الإسرائيلي أوامر إجلاء إلى النازحين داخليًا الباقين البالغ عددهم 500 2 شخص كانوا يلتمسون اللجوء داخل المستشفيات. وكان هؤلاء، إلى جانب عددٍ من المرضى المتنقلين والعاملين في المستشفى، قد أخلوا المرفق قبل وصول الفريق.
وبسبب القيود الزمنية المرتبطة بالوضع الأمني، فلم يتَمَكَّن الفريق إلا من قضاء ساعةٍ واحدةٍ فقط داخل المستشفى، ووصف المستشفى بأنه "منطقة موت" ووصف الوضع بأنه "يائس". وكانت آثار القصف وإطلاق النار واضحة. وشاهد الفريق مقبرةً جماعيةً عند مدخل المستشفى وقيل له إن أكثر من 80 شخصًا قد دُفنوا هناك.
وقد أدى نقص المياه النظيفة والوقود والأدوية والغذاء والمساعدات الأساسية الأخرى على مدار الأسابيع الستة الماضية إلى توقف مستشفى الشفاء عن العمل بوصفه مرفقًا طبيًا؛ علمًا بأنه كان فيما مضى أكبر مستشفى إحالة في غزة وأكثر المستشفيات تقدمًا وتجهيزًا. ولاحظ الفريق أنه نظرًا للوضع الأمني، فقد استحال على الموظفين تولي إدارة النفايات بشكل فعّال في المستشفى. وكانت الممرات وأرضيات المستشفى مليئة بالنفايات الطبية والصلبة، مما زاد من خطر الإصابة بالعدوى. وكان المرضى والعاملون الصحيون الذين تحدثوا مع الفريق خائفين جدًا على سلامتهم وصحتهم، وطلبوا الإجلاء من المستشفى. ولم يعد بإمكان مستشفى الشفاء استقبال المرضى، ويجري الآن توجيه المصابين والمرضى إلى المستشفى الإندونيسي الذي يواجه ضغطًا شديدًا ويكاد لا يعمل.
وبقي في مستشفى الشفاء 25 عاملًا صحيًا و291 مريضًا، وتُوفي عددٌ من المرضى خلال اليومين إلى الثلاثة أيام الماضية بسبب توقف الخدمات الطبية. وكان من بين المرضى 32 طفلًا في حالة حرجة للغاية، بالإضافة إلى شخصين في العناية المركزة بدون تهوية، و22 مريضًا يخضعون للغسيل الكلوي تَعرَّضَت فرص حصولهم على العلاج المنقذ للحياة للخطر الشديد. والغالبية العظمى من المرضى ضحايا يعانون إصابات شديدة جرّاء الحرب، فكثير منهم مصابون بكسورٍ معقدةٍ وبتر أعضاء، وإصابات في الرأس، وحروق، وإصابات في الصدر والبطن، و29 مريضًا مصابين بإصابات خطيرة في العمود الفقري لا يستطيعون الحركة دون مساعدة طبية. ويعاني العديد من مرضى الرضوح من جروح شديدة العدوى بسبب غياب تدابير مكافحة العدوى في المستشفى وعدم توافر المضادات الحيوية.
وبالنظر إلى الحالة الراهنة للمستشفى الذي توقف عن العمل ولم يعد يتلقى مرضى جدد، فقد طُلب من الفريق إجلاء العاملين الصحيين والمرضى إلى مرافق أخرى. وتعكف المنظمة وشركاؤها على وضع خطط للإجلاء الفوري للمرضى المتبقين والموظفين وأسرهم على وجه السرعة. وعلى مدار 24-72 ساعة القادمة، وفي انتظار ضمانات المرور الآمن من أطراف النزاع، يجري الترتيب لبعثات إضافية لنقل المرضى على وجه السرعة من مستشفى الشفاء إلى مجمع ناصر الطبي ومستشفى غزة الأوروبي في جنوب غزة. ومع ذلك، تعمل هذه المستشفيات بالفعل بأكثر من طاقتها، وستزيد الإحالات الجديدة من مستشفى الشفاء من إرهاق الموظفين والموارد الصحية المثقلة بالأعباء.
ويساور المنظمةَ قلقٌ بالغٌ إزاء سلامة المرضى والعاملين الصحيين والنازحين داخليًا واحتياجاتهم الصحية، حيث يتواجدون في المستشفيات القليلة المتبقية التي تعمل جزئيًا في الشَمال، والتي تواجه خطر الإغلاق بسبب نقص الوقود والمياه والإمدادات الطبية والأغذية والأعمال العدائية المكثفة. ولا بد من بذل جهود فورية لاستعادة قدرة مستشفى الشفاء وجميع المستشفيات الأخرى على أداء وظائفها من أجل تقديم الخدمات الصحية التي تمس الحاجة إليها في غزة.
وتجدد منظمة الصحة العالمية نداءها لبذل جهود جماعية لوضع حد للأعمال العدائية والكوارث الإنسانية في غزة. ونحن ندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، واستمرار تدفق المساعدات الإنسانية على نطاق واسع، ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى جميع المحتاجين، والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن، ووقف الهجمات على مرافق الرعاية الصحية وغيرها من البِنَى الأساسية الحيوية. إن المعاناة الشديدة التي يعيشها شعب غزة تتطلب منّا أن نتصدى لها بشكلٍ فوري وملموس بإنسانية ورحمة.
روابط ذات صلة
المنظمة تفقد الاتصال بمستشفى الشفاء في غزة وسط تقارير عن تعرضه لهجمات
إجلاء بعض الأطفال المصابين بالسرطان من غزة للعلاج في مصر والأردن
ارتفاع خطر انتشار الأمراض في غزة مع تعطل المرافق الصحية وشبكات المياه والصرف الصحي
منظمة الصحة العالمية: الهجمات على الرعاية الصحية في قطاع غزة غير مقبولة
منظمة الصحة العالمية تحذر: المستشفيات في قطاع غزة على وشك الانهيار
قابل الأبطال الذين تقوم على أكتافهم جهودنا لمواجهة الطوارئ
الحلقة الثالثة

16 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 - أنا نيفين عطا الله، وأشغل منصب مدير العمليات في مركز الإمدادات اللوجستية التابع لمنظمة الصحة العالمية في دبي، بالإمارات العربية المتحدة. ودراستي للصيدلة يسَّرت مسيرتي المهنية، وأسهمت إسهامًا كبيرًا في الجهود الإنسانية. وكنت أعمل مُدرِّبةً في مجال الميكروبيولوجيا للعاملين في مجال التجزئة قبل أن أنضم إلى مستودع الأمم المتحدة للاستجابة للحالات الإنسانية في عام 2012، حيث وجدت شغفي الحقيقي في الاستجابة الإنسانية. وقد أُنشئ مركز الإمدادات اللوجستية التابع للمنظمة في دبي في عام 2015، وأمدني منذ ذلك الحين بكثير من الخبرات القيّمة في القطاع الإنساني.
والعمل الإنساني، بحكم طبيعته، كثيرًا ما ينطوي على العمل في بيئة صعبة ولا يمكن التنبؤ بها، ولا سيما في عالم محفوف بالكوارث الطبيعية والصراعات وفاشيات الأمراض. وتطرح إدارة إمدادات المستحضرات الصيدلانية في أي بيئة إنسانية عددًا هائلًا من التحديات الفريدة من نوعها، ابتداءً من تدبير أصناف من موردين محدودين، وصولًا إلى الحفاظ على ظروف التخزين المناسبة والتحكم في درجة الحرارة لكل صنف. ثم تأتي التحديات المتمثلة في تحسين كميات الطلبات المُجهَّزة مسبقًا مع ضمان العمر التخزيني الصحي، والتأكد من اتخاذ تدابير ضمان الجودة، والتعامل مع اللوجستيات المعقدة المرتبطة باللوائح المتنوعة في مختلف البلدان.
ومركز الإمدادات اللوجستية التابع للمنظمة في دبي يبعث الأمل في نفوس ملايين المحتاجين إلى المساعدات الصحية في جميع أقاليم المنظمة الستة. وقد تعلمتُ دروسًا حياتية قيِّمة من عملي في هذه العمليات، التي كان آخرها النقل الفوري للأدوية المنقذة للأرواح إلى العريش من أجل توصيلها في نهاية المطاف إلى قطاع غزة لدعم منظمة الصحة العالمية ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) وغيرها من الوكالات الإنسانية.
وقد تعلمتُ التحلي بالمرونة والقدرة على التكيف، والبحث عن حلول إبداعية للمشكلات مع مواصلة التركيز في الأوقات الصعبة. وتتطلب الاستجابة الإنسانية التعاون مع مجموعات متنوعة من الناس، منهم العاملون في السلطات المحلية والوكالات الحكومية والمنظمات الإنسانية داخل دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها. وقد علَّمني ذلك أهمية التواصل والتعاون والتنسيق على نحو فعال لتحقيق أهدافنا المشتركة على نحو يُراعي الاعتبارات الثقافية ويتسم بالاحترام.
وكانت الاستجابة لطوارئ كوفيد-19 من أصعب الفترات في حياتي العملية. ففي الوقت الذي تمكَّن فيه الكثيرون من العمل عن بُعد والبقاء في أمان في منازلهم، كان على فريقنا أن يواصل الحضور الفعلي، ولساعات أطول، لضمان إيصال المساعدات ومعدات الوقاية الشخصية في الوقت المناسب. وقد زاد عبء العمل زيادةً كبيرةً، وزادت أيضًا المخاوف المتعلقة بصحة فريقنا وسلامته. كما أن الابتعاد عن المنزل لساعات أطول خلال هذا الوقت الحرج، ومواجهة مخاطر شخصية متزايدة، وتعريض أسرتي لتلك المخاطر نفسها - كل ذلك أضاف إلى بيئة عملنا طبقة أخرى من التعقيد والعناء.
ومما يزيد الأمر صعوبة ضرورة تحقيق التوازن بين العمليات الإنسانية ومسؤولياتي الشخصية، بصفتي زوجةً وأُمًّا أعتني ببيتي وبأولادي الشباب الثلاثة. ولكن علمي بمدى فعالية استجاباتنا الإنسانية يخفِّف بشدة التحدياتِ التي أواجهها.