اليوم الدولي للمرأة في عام 2024: الاستثمار في المرأة لتسريع وتيرة التقدم
8 آذار/ مارس 2024 - بمناسبة اليوم الدولي للمرأة في عام 2024، أُطلِقت دعوةٌ إلى الاستثمار في صحة النساء والفتيات وعافيتهن وتمكينهن في جميع مناحي الحياة. ويشارك المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط في احتفال العالم بهذا اليوم الدولي هذا العام تحت شعار "الاستثمار في المرأة لتسريع وتيرة التقدم".
ولهذه الدعوة أهميةٌ بالغة في إقليم المنظمة لشرق المتوسط، حيث تتأثر نساء الإقليم بالآثار الناجمة عن العديد من حالات الطوارئ والأزمات، سواء أكانت طوارئ وأزمات طبيعية أم مِن صُنع الإنسان. وذلك إلى جانب مختلف التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية والمُحدِّدات البيئية والصحية والاجتماعية والسلوكية التي تؤثر عادة في صحة المرأة.
ويضم الإقليم بيئات شديدة التنوع، وهو ما يتضح في الحصائل الصحية للمرأة. فتتراوح وفيات الأمهات من 7 وفيات إلى أكثر من 600 وفاة في كل 100 ألف ولادة حية. ويتفاوت أيضًا معدل انتشار فقر الدم بين الفتيات والنساء البالغات سن الإنجاب (من 15 إلى 49 سنة) تفاوتًا كبيرًا بين بلدان الإقليم وأراضيه، إذ يتراوح بين 23% وأكثر من 60%.
وأما متوسط العمر المتوقع للنساء -وهو مؤشر غير مباشر على صحة النساء- فقد تأثر تأثرًا شديدًا بالأزمات الكثيرة في الإقليم، إذ يتراوح بين 57 و82 سنة حسب البلد أو الأرض، وهو فرق شاسع يبلغ 25 سنة.
وقد زادت الآن أكثر من أي وقت مضى أهمية الاستثمار في المرأة، فالأزمات الجارية تضع المجتمعات المحلية تحت ضغط متزايد، وتُزيد من تفاقم التفاوتات الحالية. ولكن الاستثمار في صحة المرأة يواجه عقبات كثيرة، منها فجوات في تخصيص الموارد وعوامل ثقافية واجتماعية واقتصادية. كما أن انعدام الأمن يعوق تقديم الخدمات الصحية التي تشتد الحاجة إليها، ويُعرِّض النساء والفتيات لمخاطر أكبر.
وفي حالات الطوارئ، يزدادُ العنفُ القائمُ على النوع الاجتماعي، وتتضرَّر خدمات الصحة الإنجابية وصحة الأمهات. وتشير التقديرات إلى أنَّ احتمال وفاة النساء (ومنهن العاملات الصحيات) والأطفال عند وقوع الكوارث يزيد بمقدار يصل إلى أربع عشرة مرةً عن احتمالِ وفاة الرجال.
وتحسين صحة المرأة في الإقليم أمر ممكن. وتشمل التجارب الناجحة تحقيق انخفاض بنسبة 50% في معدل وفيات الأمهات في شتى أنحاء الإقليم بين عامَي 2000 و2020. وكانت مصر قد شهدت أحد أكبر 10 انخفاضات نسبية في هذا المعدل على مستوى بلدان العالم خلال هذه الفترة، إذ انخفض معدل وفيات الأمهات فيها من 79 إلى 17 وفاة في كل 100 ألف ولادة حية.
ويتطلب الاهتمام بصحة المرأة بذل جهود متضافرة من جانب جميع القطاعات الحكومية، فضلًا عن آلية لتحديد أولويات تخصيص الموارد المحدودة المتاحة تحديدًا منهجيًّا. ويلزم أيضًا زيادة مشاركة المرأة بنشاط في الجهود الرامية إلى التأهب للكوارث والتصدي لها.
وأما التحديات الناجمة عن أوضاع الإقليم فتشمل الأوضاع السياسية غير المستقرة، وحالات الطوارئ المستمرة، والنظم الصحية الهشة، وعدم الحصول على الرعاية الصحية أو تدني جودتها.
وللتصدي لهذه التعقيدات، يتّبع المكتب الإقليمي نهجًا شاملًا لتحسين صحة المرأة والنهوض بها على نحو يحقق التوازن بين تعزيز الصحة والتصدي لعبء الأمراض في جميع مراحل العمر. ويشمل ذلك، على سبيل المثال، بذل جهود لمعالجة سرطانات النساء، ولتلبية احتياجات الصحة النفسية، ولمعالجة تعاطيهن منتجات التبغ، ولدعم النساء ذوات الإعاقة، وغير ذلك من القضايا الصحية الملحة.
ويُعدُّ اليوم الدولي للمرأة فرصةً للاعتراف بالدور المهم الذي تؤديه النساء في تقدُّم المجتمع، وبالأخطار والمخاطر التي يتعرضن لها في جميع مراحلهن العمرية. ويجب على جميع الأطراف المعنية أن تتكاتف من أجل الاستثمار في المرأة وتمكينها وضمان حقها في الصحة.
إصلاحات التمويل الصحي اللازمة للنهوض بالتغطية الصحية الشاملة

5 آذار/ مارس 2024، الرباط، المغرب - لا يزال تحقيق التغطية الصحية الشاملة أمرًا بالغ الأهمية في عالمٍ يواجه تحديات عديدة. ويفتقر أكثر من نصف سكان العالم - أي 4.5 مليار شخص تقريبًا - إلى إمكانية الحصول على الرعاية الصحية الأساسية بصورةٍ كاملة. ومن بين هذا العدد، يعاني أكثر من ملياري شخص من صعوبات مالية في الحصول على الرعاية الصحية الأساسية.
وتُعدُّ الفئات الأشدّ فقرًا والأكثر تعرضًا للتمييز والتهميش على الصعيد العالمي هي الفئات الأكثر تأثرًا بأوجه عدم المساواة الاجتماعية والعقبات التي تحول دون الحصول على الرعاية الصحية، ويؤثر ذلك على صحتهم وعافيتهم تأثيرًا كارثيًا.
وسَّلَطت الدكتورة حنان حسن بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، الضوء على الكفاح في هذا المجال على الصعيد الإقليمي، فقالت: "إن تحسين فرص الحصول على الرعاية الصحية والمنتجات الطبية في إقليم شرق المتوسط لا يُحرز تقدمًا سريعًا كما هو الحال في الأقاليم الأخرى للمنظمة، ولدينا تفاوتات كبيرة بين الدول الأعضاء وداخلها".
وأضافت الدكتورة حنان بلخي قائلةً: "تتمثل إحدى أولوياتي الرئيسية في سد هذه الفجوة من خلال التصدي للتحديات التي تواجه القوى العاملة الصحية وسلسلة الإمداد في الإقليم. ولن يكون ذلك ممكنًا بدون تحسين كفاءة التخطيط وتخصيص الميزانيات والإنفاق على الصحة".
ويواجه شخصٌ واحدٌ من بين كل 8 أشخاص في الإقليم ضائقة مالية بسبب تكاليف الرعاية الصحية، وينفق أكثر من 10% من دخله على نفقات الرعاية الصحية التي يتحملها بنفسه. وقد واجه أكثر من نصف بلدان الإقليم وأراضيه حالات طوارئ في السنوات الأخيرة، ويوجد حاليًا 19 حالة طوارئ مُصنَّفة. وتتزايد أيضًا الأمراض غير السارية في الإقليم، مما يزيد من إجهاد النُظُم الصحية.
وهناك حاجة إلى نَهج متعدد الأوجه لمعالجة هذه القضايا. إن إصلاح التمويل الصحي وتعزيزه أمران ضروريان. وينبغي أن يسترشد هذا العمل بالقرار ش م/ل إ69/ق-4 الصادر عن اللجنة الإقليمية لشرق المتوسط ولجنة لانسيت العالمية للصحة بشأن تمويل الرعاية الصحية الأولية. ومن الأهمية بمكان إعطاء الأولوية للإنصاف والحماية المالية والتغطية الصحية الشاملة.
ولتحقيق ذلك، من الضروري تعزيز كفاءة التخطيط وتخصيص الموارد والإنفاق. ومن ثمَّ، فإن هذا الاجتماع، الذي يضم المكتب الإقليمي وشركائه ومنهم الصندوق العالمي والبنك الدولي، يجمع وزراء الصحة والمالية والتنمية الاجتماعية، إلى جانب الشركاء والمانحين المعنيين في مجال التنمية، من أجل تعزيز اتباع نهج أكثر تكاملًا وفاعليةً للتمويل الصحي. وسيساعد ذلك على ضمان تعبئة الموارد الكافية وتخصيصها بمزيد من الكفاءة والإنصاف في جميع جوانب الرعاية الصحية في الإقليم. ولم يكن هذا الاجتماع ليُعقَد إلا بفضل الدعم المُقدَّم من وزارة الصحة المغربية.
لقد حان الوقت لكي تتكاتف البلدان والشركاء والناس لتحقيق التغطية الصحية الشاملة وذلك من خلال إتاحة الخدمات الصحية وتيسير الحصول عليها بمستوىً مقبول وجودة عالية للجميع في كل مكان.
روابط ذات صلة
لجنة لانسيت العالمية للصحة بشأن تمويل الرعاية الصحية الأولية
اليوم العالمي للسمنة 2024 :الصيام والوقاية من السمنة

4 آذار/ مارس 2024، القاهرة، مصر - يوافق هذا اليوم احتفالنا باليوم العالمي للسمنة 2024، وهو بمثابة فرصة لتسليط الضوء على الحاجة إلى الحديث عن السمنة والشباب. فالسمنة تشكل قضية صحية رئيسية في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، حيث يعاني أكثر من نصف النساء (53%)، ونصف الرجال (45%) تقريبًا، وكذلك 8% من الأطفال والمراهقين في سِن المدرسة، من السمنة على نحو مثير للقلق، في حين يعاني 20.5% من زيادة الوزن.
وإذا لم تُتخذ أي إجراءات لمعالجة السمنة، فمن المتوقع أن تزيد تلك المعدلات.
ويتزامن اليوم العالمي للسمنة هذا العام مع شهر رمضان المبارك. وتقدم فترة الصيام اليومية، الممتدة من الفجر إلى غروب الشمس، طريقة منظمة لإعادة ترتيب علاقة المرء بالطعام، وتُعد فرصة سانحة لاكتساب عادات صحية يمكن أن تؤدي إلى فقدان منتظم للوزن، ومن ثَم، تحسين العافية.
وتشير البيِّنات إلى أن الصيام يمكن أن يؤثر إيجابيًّا على الصحة، بما في ذلك من خلال تعزيز الجهاز الهضمي وتحسين كفاءته. ويمكن أيضًا أن يساعد على ضبط مستويات الدهون والسكر في الدم، ومن ثَم، خفض ضغط الدم والكولسترول وتحسين صحة القلب.
وللاستزادة من الآثار الإيجابية، ينبغي أن يقترن الصيام باتباع نظام غذائي صحي. ومن المهم تجنُّب العادات الغذائية غير الصحية التي تؤثر سلبًا على الصحة، وتسبب صورًا مختلفة من سوء التغذية، لا سيَّما السمنة.
وتحدث السمنة عندما يُخزِّن الجسم الدهون الزائدة التي قد تُلحق الضرر بالصحة. ويمكن أن تنشأ هذه الحالة المعقدة من عدة عوامل، مثل اتباع نظام غذائي عالي السعرات الحرارية، وقلة النشاط البدني، والعامل الوراثي، وبعض الحالات الصحية. ويمكن أن تزيد السمنة احتمالَ الإصابة بأمراض القلب والسكري والسكتة وبعض أنواع السرطان. وكذلك يمكن أن تؤثر على الصحة النفسية، وهو ما يؤدي إلى مشاكل مثل الاكتئاب والشعور بعدم احترام الذات.
وبحلول عام 2035، من المتوقع أن تؤثر السمنة على أكثر من 1.9 مليار شخص على مستوى العالم، أي ما يقرب من 25% من سكان العالم. وتشمل تلك التوقعات حدوث ارتفاع مذهل يصل إلى 100% في معدل سمنة الأطفال، وحدوث أثر اقتصادي يبلغ قدره 4.32 تريليونات دولار أمريكي، بسبب العواقب الصحية المرتبطة بالسمنة.
والتماسًا للاستفادة القُصوى من الصيام خلال شهر رمضان للتخلص من الوزن الزائد وتعزيز الصحة بشكل عام، توصي منظمة الصحة العالمية بالإرشادات الغذائية التالية:
اشرب السوائل قبل تناول الطعام. اشرب الكثير من السوائل قبل وجبة الإفطار لتجنب حدوث التجفاف. والماء هو أفضل اختيار. ويمكنك تناول العصير والحليب أيضًا، ولكن قلِّل تناوُلَ المشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من السكر والسعرات الحرارية.
استمتِع بتناول وعاء من الحساء. الحساء خيار رائع لكسر الصيام، لأنه يحافظ على ترطيبك، ويُمدِّك أيضًا بقدر هائل من الفيتامينات والمعادن. اختر الحساء الغني بالمغذيات؛ مثل الخضراوات والطماطم والعدس، وتجنَّب الحساء المُحتوي على القشدة. ويُعدُّ الحساء البارد، مثل الجازباتشو (حساء الطماطم البارد)، خيارًا جيدًا في الطقس الدافئ.
تناوَل الخضراوات. الخضراوات مليئة بالفيتامينات والمعادن والألياف. والسَّلَطات المتنوعة الألوان صحية أكثر، إذ يشير كل لون من ألوانها إلى أنواع مختلفة من المغذيات. حاوِلْ أن تتناول حصتين من الخضراوات في كل وجبة، بما في ذلك كوب من الخضراوات الورقية النيئة، أو نصف كوب من الخضراوات النيئة الأخرى.
اختر الكربوهيدرات المفيدة للصحة. يجب أن تحتوي وجبة الإفطار على كربوهيدرات معقدة ومفيدة للصحة. ويمكن أن يكون الأرز البني، والمعكرونة المصنوعة من الحبوب الكاملة، وخبز الحبوب الكاملة، والبطاطس، والبرغل، خيارات مناسبة في هذا السياق. وتشكل الكربوهيدرات المعقدة مصدرًا رائعًا للألياف والمعادن وكذلك الطاقة.
تناوَل البروتين الخالي من الدهون. من المهم جدًّا في وجبة الإفطار تناوُل البروتينات الصحية الخالية من الدهون؛ مثل لحوم الأبقار والحليب والزبادي والبيض والجبن والسمك والدواجن. وتحتوي تلك المواد على مجموعة متنوعة من الأحماض الأمينية، وهي ضرورية للحفاظ على كتلة العضلات وإنتاجها.
تمهَّل أثناء تناول وجبتك. تناوُل كمية كبيرة من الطعام دفعةً واحدةً وبسرعة يمكن أن يسبب عُسر الهضم ومشاكل أخرى في المعدة. أما تناوُل حصص صغيرة وببطء فهو أنفع لصحتك العامة، وهو أفضل طريقة لتلافي زيادة الوزن.
تجنَّب الأطعمة العالية المحتوى من الدهون، والصوديوم، والسكر. تجنَّبْ تناوُل الأطعمة المقلية، واستبدِل بها الأطعمة المخبوزة، أو المطهوَّة على البخار، أو الكثيفة المَرَق، أو المشوية. واستخدِم الأعشاب والتوابل بديلًا عن الملح. وتناوَل الفواكه التي تحتوي على السكريات الطبيعية بديلًا عن الحلويات أو الكعك، أو المخبوزات الأخرى التي تحتوي على السكر المُكرَّر أو المُحلِّيات الصناعية.
واظِب على ممارسة روتين معتدل من التمارين الرياضية. قد تشعر بالتعب في الأيام القليلة الأولى من الصيام، لذا، لا تضغط على نفسك لممارسة التمارين الرياضية بقوة. جرِّب أن تواظب على ممارسة تمارين أهدأ قليلًا وأخف تأثيرًا بدلًا من ذلك، مثل المشي بنشاط بعد غروب الشمس مباشرة وقبل الفجر مباشرة.
نصائح لصيام آمِن للأفراد المعرضين لمخاطر شديدة
قد يكون الصيام خطوة نحو اتباع نمط حياة أكثر توازنًا وصحة لكثير من الناس. لكن يتعيَّن على كل من يعاني من حالة صحية؛ مثل الأمراض القلبية أو ارتفاع ضغط الدم أو السكري، أن يلتمس المشورة الطبية قبل الشروع في الصيام. وينبغي أيضًا على النساء الحوامل والمُرضِعات استشارة أطبائهن.
وهناك كثير من المسلمين الذين يعانون من حالات صحية تزداد خطورتها مع الصيام، ومع ذلك يقررون صيام شهر رمضان، رغم إعفائهم من ذلك. ومن المهم بمكان اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة أثناء الصيام لحماية صحة الأفراد وسلامتهم.
اليوم العالمي للسمع لعام 2024: دعوة عالمية لتغيير المواقف
مع اقتراب اليوم العالمي للسمع في 3 آذار/ مارس 2024، يستعد المجتمع العالمي لتبنِّي شعاره "تغيير المواقف: لنجعل العناية بالأذن والسمع متاحةً للجميع!". وستحتفل المجتمعات في جميع أنحاء العالم بهذا اليوم العالمي الذي يهدف إلى تعزيز الوعي بفقدان السمع، ويدعو إلى العناية بالأذن. ويدعونا شعار هذا العام إلى إعادة النظر في نهجنا إزاء صحة السمع، نظرًا للحاجة الملحة إلى تحسين الإتاحة وزيادة الشمولية.
ففقدان السمع مشكلة صحية عالمية واسعة الانتشار وتُصيب جميع الأعمار، ولكن يُقلَّل من شأنها في أغلب الأحيان. ففي إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، يعاني حاليًّا 78 مليون شخص من فقدان السمع. وأكثر من مليونَي طفل في الإقليم ممن تتراوح أعمارهم بين يوم واحد و15 عامًا يعانون من فقدان السمع المسبِّب للإعاقة، ويحتاجون إلى إعادة تأهيل للحد من آثاره السلبية على حياتهم. ومن المتوقع أن يعاني 194 مليون شخص في الإقليم من مشكلات في السمع بحلول عام 2050.
ويعيش ما يقرب من 80% من المصابين بفقدان السمع في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، ويفتقر معظمهم إلى إمكانية الحصول على خدمات التدخل الضرورية. ولا تقتصر الآثار السلبية لفقدان السمع غير المعالَج على الأفراد فحسْب، بل تتعدى إلى الأسر والمجتمعات المحلية والمجتمعات كلها.
وعلى الصعيد العالمي، تفرض تكلفة فقدان السمع غير المُعالَج (بما في ذلك الرعاية الصحية، وخسارة الإنتاجية، والتحديات التعليمية) عبئًا اقتصاديًّا يبلغ حوالي تريليون دولار أمريكي سنويًّا. وفي إقليم شرق المتوسط وحده، يكلف فقدان السمع المجتمعات 30 مليار دولار أمريكي سنويًّا.
ومع ذلك، فقد ثبت أن تدخلات رعاية الأذن والسمع فعالة من حيث التكلفة. وهناك حاجة إلى استثمارات إضافية سنوية بمبلغ يقل عن 0.90 دولار أمريكي للفرد لتوفير خدمات رعاية الأذن، ويبشِّر هذا الاستثمار، على مدى 10 سنوات، بعائد يناهز 7 دولارات أمريكية عن كل دولار يُنفَق.
وتمثِّل هذه الأرقام تذكيرًا مؤثرًا بالحاجة الملحة إلى إيلاء الأولوية لصحة الأذن والسمع. ويُعَدُّ الاستثمار في توسيع نطاق إتاحة خدمات رعاية الأذن والسمع أمرًا بالغ الأهمية. وشعار اليوم العالمي للسمع لعام 2024، وهو تغيير المواقف، يؤكد أهمية أن تكون العناية بالأذن والسمع متاحة ومتيسرة للجميع. وينطوي ذلك على كسر الحواجز التي تحول دون الحصول على الخدمات، بما في ذلك القيود المالية، وقلة الوعي، والوصم الاجتماعي فيما يتعلق بصحة السمع.
وينطوي تغيير المواقف أيضًا على التحول نحو تدابير استباقية للكشف المبكر والتدخلات الرامية إلى الحد من آثار فقدان السمع. وتشمل هذه التدابير فحص المواليد والرضع على جميع مستويات النظام الصحي. ويُعَد تعزيز الفحوص المنتظمة للسمع، ودمج فحص السمع في تدخلات الرعاية الصحية الروتينية خطوتين حاسمتين أخريين نحو تمتُّع السكان بصحة أفضل.
وتهيئة بيئة شاملة للجميع في مختلف الأماكن، مثل أماكن التعليم والعمل، أمر أساسي لصحة وعافية الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع. وتساعد التسهيلات -مثل توفير خدمات الترجمة بلغة الإشارة، والتكنولوجيات المساعِدة، والسياسات الداعمة- على ضمان ازدهار الأشخاص المتعايشين مع فقدان السمع أكاديميًّا ومهنيًّا واجتماعيًّا على جميع المستويات.
معًا، نستطيع أن نجعل العناية بالأذن والسمع متاحةً للجميع.
روابط ذات صلة
العناية بالأذن والسمع في إقليم شرق المتوسط
موجز سياسات بشأن الرعاية المتكاملة للأذن والسمع التي تركز على الناس
الرعاية الأولية للأذن والسمع: دليل تدريبي
قرار جمعية الصحة العالمية (ج ص ع70-13): الوقاية من الصمم وفقدان السمع