المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية، الدكتورة حنان بلخي، تختتم زيارتها الأولى إلى باكستان

إسلام آباد، ٧ أيار/مايو 2024 –اختتمت الدكتورةُ حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، زيارتها الأولى لدولة باكستان. ولقد استمرت المهمةُ الموسعة خمسة أيام شملت زيارة إسلام أباد وبيشاور ولاهور، وضمت اجتماعات رفيعة المستوى مع مسؤولين حكوميين، وزيارات لمرافق صحية تدعمها المنظمة، والمشاركة في حملة التطعيم دون الوطنية ضد شلل الأطفال.
وكانت هذه أيضًا الزيارة الأولى للدكتور حنان بلخي ضمن الوفد الرفيع المستوى للمبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، برئاسة رئيس مجلس مراقبة شلل الأطفال، وبحضور ممثلين عن مراكز مكافحة الأمراض في الولايات المتحدة، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة، ومؤسسة الروتاري الدولية. واجتمع الوفدُ الرفيع المستوى المعنيُّ بشلل الأطفال مع رئيس وزراء باكستان، شهباز شريف، والدكتور مالك مختار أحمد بهارات، مساعد رئيس الوزراء لخدمات الصحة الوطنية، والوزراء الأوائل والأمناء العموم ووزراء الصحة في خيبر باختونخوا والبنجاب.
وقد اطلع الوفدُ المعني بشلل الأطفال على التقدم المحرز في برنامج القضاء على شلل الأطفال في باكستان وما واجهه من تحديات وما اتبعه من استراتيجيات، خاصة وأن باكستان أحد آخر بلدين على مستوى العالم يشهدان توطن سراية فيروس شلل الأطفال البري. وشدد الوفدُ على الحاجة الماسة إلى وصول حملات التطعيم إلى جميع الأطفال، وتعزيز التنسيق مع برنامج شلل الأطفال في أفغانستان، وتكثيف الجهود الرامية إلى تحسين التغطية بالتمنيع الروتيني.
وقالت الدكتورة حنان بلخي: "في حين قَطَعَتْ باكستان شوطًا كبيرًا في المجال الوبائي، مدعومة في ذلك بنظام قوي لترصد الأمراض، فإنه من الضروري مواصلة تعزيز وإدماج قدرات برنامج استئصال شلل الأطفال في برامج التمنيع الأساسية، وأن نواصل الإسهام في بناء قدرات أقوى للصحة العامة بوجهٍ عام".
وفي اجتماع مع مساعد رئيس الوزراء لشؤون الصحة الوطنية، سلَّطت الدكتورة حنان بلخي الضوءَ على المشهد الصحي المعقد في باكستان، مشيرة إلى فاشيات الأمراض المتكررة التي تفاقمت بسبب الفيضانات في السند وبلوشستان. ولقد ناقشت أيضًا مبادراتها الرئيسية الجديدة للإقليم، التي تهدفُ إلى ضمان إتاحة منصفة للأدوية وإدارة فعالة لسلسلة الإمداد، وتعزيز الاستثمار في القوى العاملة الصحية، والتصدي لتعاطي المواد.
وأكَّدت الدكتورةُ حنان بلخي التزام منظمة الصحة العالمية بتعزيز نُظُم الرعاية الصحية الأولية والحدّ من الأمراض السارية مثل العدوى بفيروس العَوَز المناعي البشري والأمراض غير السارية مثل السكري، مع الإشارة إلى تقديرها لإمكانات باكستان على سلسلة الإمداد الطبي.
وفي خيبر باختونخوا، اطَّلعت الدكتورة حنان بلخي على مبادرات المنظمة التي تهدف إلى تعزيز نُظُم الرعاية الصحية الأولية والنهوض بالتغطية الصحية الشاملة في إقليم مُعرَّض لكوارث صحية ومناخية متعددة، بالإضافة إلى توطن سراية فيروس شلل الأطفال البري فيه. وتطرقت الدكتورة إلى تدريبٍ، في بيشاور، على النظام المتكامل لترصد الأمراض والتصدي لها، وافتتحت مركز الرعاية المركزة لحديثي الولادة، ومركز التغذية، ومنطقة الانتظار في مستشفى المقاطعة الرئيسي في هاريبور.
وأوضحت الدكتورة حنان بلخي قائلة "إن عدد وفيات الأطفال الحديثي الولادة المبلغ عنها في باكستان يزيد على 50% من إجمالي تلك الحالات في إقليم شرق المتوسط". وأضافت: "ستؤدي مرافق هذا المركز دورًا مهمًا في معالجة الثغرات في حصول الأطفال على رعاية حديثي الولادة في المجتمع المحلي الذي يخدمه المركزُ".
وبالإضافة إلى زيارة المرافق الصحية التي تدعمها المنظمة، تحدثت الدكتورة حنان بلخي أيضًا مع القائمات بالتطعيم في المستوصف المدني في بيشاور. وتعرَّفت خلال ذلك على طبيعة عمل العاملات الصحيات والقائمات بالتطعيم المجتمعي اللاتي يتنقلن من منزل إلى منزل في أثناء كل حملة من أجل إيصال لقاح شلل الأطفال والمستضدات الأخرى.
وعلقت الدكتورة على ذلك بقولها: "كان من دواعي سروري أن أشارك مع النساء في الميدان في دعم جهود التمنيع الروتيني في بيشاور. وتبين لي أن دافعهن الأول في ذلك مواجهة تلك التحديات الهائلة، ولكم كان ذلك ملهمًا. فدورهن لا يقتصر على إعطاء اللقاحات فحسب؛ بل إنهم يثقفن الأمهات ومقدمي الرعاية ويدعمونهن بما يقدمن من معلومات صحية بالغة الأهمية".
وفي لاهور، اطّلعت الدكتورة حنان بلخي على مبادرات صحية مبتكرة لتعزيز معدلات التمنيع الروتيني في جميع أنحاء المقاطعة، وصولاً إلى القرى النائية في البنجاب، وهو ما يتحقق باستخدام العيادات الصحية المتنقلة والاعتماد على نظم إدارة البيانات الرقمية في التخطيط الدقيق وتسجيل المواليد.
والتقت الدكتورة حنان بلخي كلاً من الدكتور لو دابينغ، ممثل منظمة الصحة العالمية، والسيد سانجاي ويجيسيكيرا، المدير الإقليمي لليونيسف لجنوب آسيا، والسيد محمد يحيى، منسق الأمم المتحدة المقيم في إسلام آباد. ولقد ناقشوا الوضع الاقتصادي والمالي بالغ الصعوبة في البلاد، والقضايا الإنسانية، ومجالات الدعم المتبادل لتحسين الرعاية الصحية التي يمكن الوصول إليها واستئصال شلل الأطفال في أفغانستان وباكستان. وجرى التأكيد على أن تحقيق شراكات أقوى، ضمن مبادرة وحدة العمل في الأمم المتحدة، مسألة جوهرية وأساسية في التصدي للتحديات المتعددة الأوجه التي يواجهها بلدٌ يزيد عدد سكانه على 220 مليون نسمة.
وزارت الدكتورةُ حنان بلخي أيضًا المختبرَ المرجعي الإقليمي لشلل الأطفال في المعاهد الوطنية للصحة في إسلام أباد. وهناك اطلعت على ما تقدمه مختبرات فيروس شلل الأطفال والفيروس العَجَلي المعتمدة من منظمة الصحة العالمية والمختبر دون الإقليمي للحصبة والحصبة الألمانية من دعمٍ لترصُّد الأمراض في باكستان وأفغانستان. وركزت في مناقشاتها مع الدكتور محمد سلمان، الرئيس التنفيذي للمعهد الوطني للصحة، على الأهمية الشديدة لمقاومة مضادات الميكروبات.
والتقت الدكتورة حنان بلخي موظفي المنظمة، خلال زيارتها للمكتب القُطري هناك، وتم التبرع بإمدادات صحية لمراكز الاتصال الوطنية في مقاطعتَي خيبر باختونخوا وآزاد جامو وكشمير من أجل النهوض بالتغطية الصحية الشاملة. ووجهت الدكتورةُ الشكر للفريقِ القُطري على عمله في الاستجابة السريعة لحالات الطوارئ، وتعزيز البنية التحتية الصحية، وتقديم الدعم الحاسم لبناء القدرات من أجل تعزيز القوى العاملة الصحية في باكستان.
وقالت الدكتورةُ حنان بلخي، المديرُ الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط: "إن منظمةَ الصحة العالمية ملتزمة بدعم الرؤية الصحية الوطنية لباكستان، وتهدف إلى تحقيق التغطية الصحية الشاملة من خلال خدمات منصفة ومستدامة. وسيظل دعمنا راسخًا لا يتزعزع في سعينا الحثيث للحد من المخاطر المحدقة بالصحة العامة، واستئصال شلل الأطفال، وتعزيز النظام الصحي في باكستان من خلال تكثيف التنسيق وحشد الموارد العالمية والإقليمية والوطنية".
التوغل في رفح سيزيد الوفيات والمراضة زيادة كبرى وسيوهن نظامًا صحيًا متداعيًا بالفعل

القدس/ القاهرة/ جنيف - تعرب منظمةُ الصحة العالمية عن قلقها العميق من أن تؤدي عملية عسكرية واسعة النطاق في رفح إلى حمام دم؛ فأكثر من 1.2 مليون شخص قد لاذوا بهذه المنطقة، وكثير منهم لا يمكنهم الانتقال إلى مكان آخر.
وإن موجة تشريد جديدة سوف تسبب تفاقم الاكتظاظ، وخفض فرص الحصول على الغذاء والمياه والخدمات الصحية وخدمات الصرف الصحي، الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى زيادة تفشي الأمراض، واشتداد الجوع، وفقدان المزيد من الأرواح.
وبالنسبة إلى النظام الصحي، فإنه لا يعمل حاليًا سوى 30% من مراكز الرعاية الصحية الأولية و33% من مستشفيات غزة، البالغ عددها 36 مستشفى، وهذه المنشآت تعمل بشكل جزئي، تحت وطأة هجمات متكررة، وفي ظل نقص الإمدادات الطبية الحيوية والوقود وعجز في أعداد العاملين.
وفي إطار جهود الاستعداد للطوارئ، تعمل المنظمةُ وشركاؤها على استعادة الخدمات الصحية وإعادة تنشيطها على وجه السرعة، وتعتمد في ذلك على عدة وسائل، منها مثلاً توسيع نطاق الخدمات وتجهيز المستلزمات مسبقًا في أماكن بعينها، ولكن النظام الصحي المتداعي بالأساس لن يكون قادرًا على مواجهة ما قد ينجم عن التوغل في رفح من زيادة كبيرة وسريعة في الإصابات والوفيات.
ويوجد في رفح الآن ثلاثة مستشفيات تعمل بشكل جزئي هي مستشفى النجار ومستشفى الهلال الإماراتي ومستشفى الكويت. وبمجرد احتدام القتال في جوار هذه المستشفيات فإنه سيكون من غير الآمن أن يحاول المرضى وطواقم العمل والإسعاف الوصول إليها، وسرعان ما ستتوقف عن العمل وتخرج من الخدمة. وأما مستشفى غزة الأوروبي، الموجود في شرق خان يونس، الذي يعمل حاليًا كمستشفى إحالة من المستوى الثالث للمرضى ذوي الحالات الحرجة، فهو أيضًا عرضة للخطر لأن التوغل قد يتسبب في عزله تمامًا وعندئذٍ سيتعذر الوصول إليه. وعلى ذلك، فإنه لن يتبقى في الجنوب سوى ستة مستشفيات ميدانية ومستشفى الأقصى في المنطقة الوسطى، الذي سيكون مستشفى الإحالة الوحيد.
وكجزء من الجهود المستمرة للاستعداد للطوارئ، استكملت المنظمةُ وشركاؤها وفريق عمل المستشفى المرحلةَ الأولى من إعادة تأهيل مجمع ناصر الطبي، ومن ذلك عمليات التنظيف والتأكد من عمل المعدات الأساسية. والآن، وبشكل جزئي، عاد إلى العمل كل من قسم الطوارئ، وتسع غرف عمليات، ووحدة العناية المركزة، وجناح الولادة، ووحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، وقسم العيادات الخارجية، ويوجد موظفون وطنيون إلى جانب فرق الطوارئ الطبية.
ولتخفيف العبء عن المستشفيات، تعكف منظمةُ الصحة العالمية وشركاؤها على إنشاء مراكز صحية أولية ونقاط طبية إضافية في خان يونس، والمنطقة الوسطى، وشمال غزة، بالإضافة إلى التجهيز المسبق للإمدادات الطبية في هذه الأماكن من أجل تمكين هذه المرافق من اكتشاف الأمراض السارية وغير السارية وعلاجها وعلاج الجروح. وجارٍ العمل على إنشاء مستشفى ميداني جديد في منطقة المواصي في رفح.
وأُنشئ مستودعٌ كبير تابع للمنظمة في دير البلح، ونُقل إليه قدرٌ كبير من الإمدادات الطبية من مستودعات المنظمة في رفح؛ نظرًا إلى أنه قد يتعذر الوصول إلى مستودعات رفح في أثناء التوغل. وستساعد هذه التدابير على ضمان النقل السريع للإمدادات إلى خان يونس والمنطقة الوسطى وشمال غزة إذا ما اقتضت الحاجة ذلك.
وفي الشمال، تعمل منظمةُ الصحة العالمية وشركاؤها على تكثيف الجهود الرامية إلى توفير المستلزمات مرة أخرى وتوسيع نطاق الخدمات في مستشفيات كمال عدوان والأهلي والعودة، بالإضافة إلى دعم نقل المرضى ذوي الحالات الشديدة إلى المستشفيات، حيث يمكنهم الحصول على العلاج الذي يحتاجون إليه لإنقاذ حياتهم. هذا ويجري وضع خطط لدعم إعادة تأهيل مستشفى أصدقاء المريض، مع التركيز على خدمات طب الأطفال.
ورغم خطط الطوارئ والجهود المبذولة في هذا الصدد، تحذر منظمةُ الصحة العالمية من أنه من المتوقع وقوع أعداد كبيرة من الوفيات والمراضة في حالة التوغل العسكري.
وتدعو منظمة الصحة العالمية إلى وقف إطلاق نار فوري ودائم وإزالة العقبات التي تحول دون إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى غزة وفي أنحائها بالمستوى المطلوب.
وإضافة إلى ذلك، تدعو المنظمة إلى احترام مكانة الرعاية الصحية. وأطراف الصراع بحوزتهم إحداثيات المرافق الصحية؛ لذا من الضروري حماية هذه المرافق حماية فعالة وإتاحتها للمرضى والعاملين الصحيين والشركاء. ويجب أيضًا ضمان سلامة العاملين الصحيين والإنسانيين، فأولئك الذين يسعون لإنقاذ الأرواح ليس عليهم تعريض حياتهم للخطر.
خمسون عامًا من التأثير البارز لبرنامج التمنيع الموسَّع في مجال الصحة العالمية
24 نيسان/ أبريل 2024، القاهرة، مصر - يتزامن أسبوع التمنيع العالمي هذا العام مع الاحتفال بمرور الذكرى السنوية الخمسين لبرنامج التمنيع الموسَّع. ولقد حقق ذلك البرنامج أثرًا عظيمًا في صوْن الصحة العالمية، حتى إنَّ اسمه قد تحوَّل من «برنامج التمنيع الموسع» إلى «البرنامج الأساسي للتمنيع».
فمنذ عام 1974، أضاءت هذه المبادرة التي أطلقتها المنظمة الطريقَ أمام البلدان لاستخدام اللقاحات من أجل بذل كل المساعي الإنسانية الممكنة، لحماية صحة جميع الأطفال وعافيتهم في كل مكان.
وقد أكدت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، على أهمية إتاحة اللقاحات على نحوٍ منصفٍ في قولها: «لقد كان لبرنامج التمنيع الموسَّع دورٌ فعالٌ في إنقاذ ملايين الأرواح في جميع أنحاء العالم، عبر تزويد الأطفال باللقاحات الأساسية التي توصي منظمة الصحة العالمية بالحصول عليها للوقاية من الأمراض التي يمكن توقِّيها باللقاحات. وأحث الحكومات والجهات المانحة والشركاء الآخرين على التركيز على ضمان الإتاحة المنصفة لجميع تلك اللقاحات المنقذة للأرواح».
ويُعزى الفضلُ إلى برنامج التمنيع الـمُوسَّع في إحراز بلدان إقليم شرق المتوسط لتقدم ملحوظ في مجال استحداث لقاحات جديدة، والوصول إلى مزيد من الأطفال من خلال حملات التطعيم، بالرغم من الصراعات والكوارث وغيرها من حالات الطوارئ التي تعصف بالإقليم. وقد نجحت حملات التطعيم التي أجراها البرنامج في الإقليم في تجنُّب حدوث ما يُقدَّر بنحو 25مليون وفاة تراكمية، وهو ما أدى إلى تحقيق مكاسب صافية قدرها 1.5 مليارا سنة تراكمية من التمتع بصحة كاملة على مدى خمسين عامًا مضت.
وقد بدأ برنامج التمنيع المُوسَّع في عام 1974 بجدول زمني تضمَّن لقاحات لستة أمراض؛ واليوم، يوفر الجدول الزمني الحماية من 13 مرضًا يمكن الوقاية منها باللقاحات.
وفي الوقت الحالي، نفَّذ كل بلد وأرض من بلدان الإقليم وأراضيه حملات للتطعيم بلقاحَي التهاب الكبد B والمستدمية النزلية من النمط «ب» (اللقاح الخماسي التكافؤ). ويحصل ثلثا الأطفال في الإقليم على لقاحات مضادة للمكورات الرئوية والفيروسات العَجَلية. وتمكَّن 17 بلدًا حتى الآن من القضاء على تيتانوس الأمهات والمواليد، واستطاعت 4 بلدان أيضًا التخلص من الحصبة والحصبة الألمانية. ومنذ عام 2000، حال التلقيح ضد الحصبة وحده دون وقوع أكثر من 9 ملايين وفاة في إقليم شرق المتوسط.
وتعمل منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع شركائها دون كلل أو ملل، للوصول إلى ملايين الأطفال لضمان حصولهم على اللقاحات المنقذة للحياة التي يحتاجون إليها. وشدَّدت الدكتورة حنان على ذلك بقولها: «معًا، نستطيع توسيع نطاق فوائد التمنيع المنقذة للحياة لتشمل كل ركن من أركان إقليم شرق المتوسط - الأمر الذي يضمن تمتُّع جميع الناس بعمر طويل».
ويكتسي الاستثمار الجاري في البنية الأساسية للتمنيع أهمية مماثلة. وفي أسبوع التمنيع العالمي هذا، تدعو منظمة الصحة العالمية جميع الحكومات وراسمي السياسات وأصحاب المصلحة إلى الالتزام من جديد بالاستثمار في نُظُم تمنيع متينة يمكنها الوصول إلى كل طفل وكل مجتمع.
وفي هذا السياق، تقول الدكتورة حنان مجدَّدًا: «إن رحلتنا لن تتوقف عند هذا الحد. فبينما نتأمل المعالم البارزة التي حققناها في الماضي، نتطلع أيضا بعزم متجدد إلى تحقيق ما يماثلها في المستقبل. لذا، ندعوكم إلى مشاركتنا في الاحتفال بالذكرى السنوية الخمسين لبرنامج التمنيع الموسع، اعترافًا منا بما تملكه اللقاحات من قدرة على التغيير».
ملاحظات إلى المحررين:
برنامج التمنيع الموسَّع، وهو مبادرة أطلقتها منظمة الصحة العالمية في عام 1974، هو مسعى عالمي لضمان إتاحة اللقاحات المنقذة للحياة لكل طفل على نحوٍ منصفٍ، بغضِّ النظر عن موقعه الجغرافي أو وضعه الاجتماعي والاقتصادي. وعلى مدار العقود الخمسة الماضية، تطور البرنامج وحقق إنجازات مضيئة أعادت تشكيل المشهد الصحي العالمي.
وتُعدُّ الذكرى السنوية الخمسون لبرنامج التمنيع الموسع هذا العام لحظة فارقة في تاريخ الاحتفال بإنجازات البرنامج، إذ تسلط الضوء على تأثيره من حيث إنقاذ الأرواح، وتحفيز الجهود المتجددة لتعزيز أنشطة التمنيع الروتيني.
اقرأ المزيد عن الذكرى الخمسين لبرنامج التمنيع الموسَّع.
روابط ذات صلة
بيان افتتاحي تلقيه مديرة إدارة البرامج في المؤتمر الصحفي لأسبوع التمنيع العالمي، 29 نيسان/ أبريل 2024
الضيوف الكرام، والزملاء الأعزاء، والإخوة الإعلاميون،
أهلًا ومرحبًا بكم في هذا المؤتمر الصحفي للاحتفال بأسبوع التمنيع العالمي الذي يتزامن، في هذا العام، مع مرور 50 عامًا على إنشاء البرنامج الموسَّع للتمنيع.
وهذه المبادرة، حينما أطلقتها منظمة الصحة العالمية في عام 1974، بدأت بسلسلة محدودة من اللقاحات المضادة لستة أمراض فقط من أمراض الطفولة. أما الآن، فإن البرنامج الموسَّع للتمنيع يوفر الحماية من 13 مرضًا من الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، وهو ما يدل على التقدم المذهل الذي أحرزته هذه المبادرة.
وهنا في إقليم شرق المتوسط، أُنقذت أرواح أكثر من 25 مليون شخص بفضل قوة اللقاحات.
ولا تقتصر فوائد التمنيع المُنقذة للأرواح على مرحلة الطفولة، فقد أدخلت بلدانٌ كثيرةٌ لقاحاتٍ أحدثَ تحمي من الالتهاب الرئوي والإسهال، بل من بعض أنواع السرطان.
كما أن لقاحات كوفيد-19 وفَّرت الحماية لملايين الناس من جميع الأعمار والخلفيات في جميع أنحاء الإقليم. وما كان ذلك ليتحقق لولا الشراكة الراسخة مع الشركاء في مجال التمنيع، مثل اليونيسف وتحالف غافي للقاحات، ولولا التزام دولنا الأعضاء.
وهذه الإنجازات مصدر فخر كبير لنا. ولكن لا يزال يتعين تحقيق المزيد.
فلا تزال الإتاحة المُنصفة للتمنيع تحديًا رئيسيًّا. وعلينا أن نصل إلى كل طفل في كل مجتمع، ومنهم الأطفال الذين فاتتهم الجرعات بسبب الصراع أو النزوح أو ضعف النُّظُم الصحية.
كما أن توسيع نطاق فوائد اللقاحات لتشمل جميع مراحل العمر أمرٌ بالغ الأهمية. وعلينا أن نضمن استمرار حماية كل شخص بإضافة لقاحات جديدة إلى جداول التمنيع الوطنية.
فلنؤكد من جديد، في هذا الأسبوع العالمي للتمنيع، التزامنا بالتمنيع. فإن بمقدورنا أن نحمي الجميع من المرض، وأن نبني مستقبلًا أوفر صحةً.
وأود أن أتوجه بتحية خاصة إلى الزميلين الكريمين المشاركَيْن في حلقة النقاش اليوم:
مارك روبين، نائب المدير الإقليمي لمكتب اليونيسف الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتاباني مافوسا، المدير الإداري للبرامج القُطرية، بأمانة تحالف غافي.
فلنتكاتف معًا لنسد الثغرة، ونصل إلى كل طفل وكل مجتمع، ونبني مستقبلًا يحظى فيه الجميع بالحماية بفضل قوة اللقاحات.
شكرًا لكم.