WHO launches AI-powered all-hazards toolkit to accelerate health emergency response (2)

15 أيار/ مايو 2025، القاهرة، مصر - أطلق المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط ابتكارًا تاريخيًا يهدف إلى تحويل كيفية تأهُّب البلدان للطوارئ الصحية والاستجابة لها.
وتستفيد مجموعة أدوات إدارة معلومات جميع الأخطار (AIM) من الذكاء الاصطناعي التوليدي للحد بشكل كبير من الوقت اللازم لإصدار وثائق الاستجابة الحاسمة الأهمية من أسابيع إلى دقائق مع الحفاظ في الوقت نفسه على جودة تقنية عالية ودرجة عالية من الملاءمة للسياق. وقد أعدَّ مجموعة الأدوات هذه فريق الطوارئ الصحية في المكتب الإقليمي لشرق المتوسط بدعمٍ من مجموعة خبراء التعامل مع حالات الطوارئ في مؤسسة نوركاب النرويجية (جزء من المجلس النرويجي للاجئين) والمركز العالمي لتحليل معلومات الجوائح والأوبئة التابع لمنظمة الصحة العالمية في برلين.
وتفرض حالات الطوارئ المتعددة والمديدة، التي تتراوح بين فاشيات الأمراض والنزوح والصدمات المرتبطة بالمناخ والنزاعات، ضغوطًا هائلةً على النُظُم المُثقَلة بالأعباء في جميع أنحاء الإقليم. وتستجيب مجموعة أدوات إدارة معلومات جميع الأخطار (AIM) لهذه الحاجة المُلحّة عن طريق تزويد منظمة الصحة العالمية والسلطات الصحية بآلية سريعة وموثوقة ومراعية للسياق لتوجيه عملية اتخاذ القرارات في حالات الطوارئ منذ بداية الأزمة.
وتنطلق مشاركة المنظمة في الاستجابة للطوارئ من خلال عملية منظمة لاتخاذ القرار ترتكز على إطار المنظمة للاستجابة للطوارئ. ويشمل ذلك تقييم المخاطر وتخطيط الاستجابة ورصد الأثر بما يتماشى مع القدرات ومَواطن الضعف وآليات التنسيق العالمية القائمة مثل مجموعة الأمم المتحدة الصحية التي تقودها منظمة الصحة العالمية. وعلى الرغم من أن هذه الخطوات ضرورية لضمان الجودة والمساءلة، فإنها غالبًا ما تستغرق وقتًا طويلًا.
وتُوظّف مجموعة أدوات إدارة معلومات جميع الأخطار (AIM) الذكاءَ الاصطناعي في مراحل رئيسية من هذه العملية، وهو ما يُمكّن أفرقة منظمة الصحة العالمية من:
- إتاحة الإرشادات التقنية وتنظيمها من جانب المنظمة والشركاء؛
- تنظيم أطر الاستجابة التي تتمحور حول أهداف وإجراءات ومؤشرات محددة بوضوح؛
- تكييف الوثائق الأساسية تلقائيًا، بما في ذلك تقييمات المخاطر وخطط الاستجابة، بحيث تكون مناسبة لبلدان وأخطار محددة؛
- تحديد الثغرات المحتملة وضمان الاكتمال التقني في ظل القيود الزمنية.
ومن خلال ذلك، تُمكّن مجموعة الأدوات الخبراء من التركيز على التحليل الرفيع المستوى واتخاذ القرار الاستراتيجي بدلًا من إنتاج الوثائق، وتسريع الاستجابة المبكرة بشكل كبير مع الحفاظ على الالتزام بمعايير المنظمة.
وقال الدكتور أحمد زويتن، مدير البرنامج الإقليمي للطوارئ بالإنابة: "في ظروف تضاؤل الموارد، يُطلب منا باستمرار أن نُحسّن أداءنا بموارد أقل، وأن نستمر في تلبية الاحتياجات المتزايدة في جميع أنحاء الإقليم". "ولا تقتصر مجموعة أدوات إدارة معلومات جميع الأخطار على السرعة فقط. إنها أداة تغيير هائل في كيفية استخدام المعرفة، وتحويل الإرشادات العالمية إلى إجراءات آنية خاصة بكل دولة، ومدعومة بالذكاء الاصطناعي. وهذه هي الطريقة التي نساعد بها البلدان على الاستجابة على نحو أسرع وأذكى وبقدر أكبر من الدقة في الأوقات التي تكون فيها هذه الاستجابة أكثر أهمية".
وقد أظهرت مجموعة الأدوات قيمتها بالفعل في السيناريوهات الواقعية، إذ أنتجت تحليلات سريعة للحالات وأطر للاستجابة تعكس حقائق معقدة مثل ضعف النُظُم الصحية والقيود المفروضة على إيصال المساعدات الإنسانية.
وقد اختيرت مجموعة الأدوات هذه بوصفها مبادرة رئيسية في معرض أسبوع الأمم المتحدة 2.0 المقبل الذي يعرض الابتكار الرقمي على نطاق منظومة الأمم المتحدة لدعم عمليات أكثر مرونة وقائمة على البيانات ومؤثرة.
ويمثل هذا الإصدار المرحلة الأولى من طموح المكتب الإقليمي لشرق المتوسط الأوسع نطاقًا. وستشمل الإصدارات المقبلة من مجموعة أدوات إدارة معلومات جميع الأخطار بيانات صحية آنيّة، وستدعم تطوير سير العمل وإجراءات التشغيل الموحدة، وستزيد من تعزيز الاستعداد والقدرة على الصمود على الصعيد الإقليمي.
إن إطلاق مجموعة الأدوات هذه ليس مجرد إحراز تقدم تكنولوجي، بل أكثر من ذلك بكثير. وهي خطوة إلى الأمام لضمان عدم تخلف أي مجتمع عن الرَكب في أوقات الأزمات. ومن خلال إحداث تحوّل في كيفية تطبيق المعارف في حالات الطوارئ، يساعد المكتب الإقليمي البلدان على العمل بوتيرة أسرع وأكثر فعالية عند تعرّض الأرواح للمخاطر. ومع تزايد الأزمات تعقيدًا وتواترًا، يؤكد هذا الابتكار التزامًا مشتركًا بحماية الفئات الأشد ضعفًا، وتعزيز النُظُم الصحية، وضمان قيام كل استجابة على ركائز الإنصاف والبيّنات والتضامن.
الزيارة الرسمية الأولى للمديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية إلى المغرب

12 أيار/ مايو 2025، الرباط، المغرب - اختتمت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الدكتورة حنان حسن بلخي أول زيارة رسمية للمغرب، في الفترة من 5 إلى 7 أيار/ مايو 2025. وتمثل الزيارة خطوة كبيرة في تعزيز التعاون بين منظمة الصحة العالمية وحكومة المغرب.
ورَكَّزَ اجتماع الدكتورة حنان مع وزير الصحة والحماية الاجتماعية معالي السيد أمين التهراوي على تعزيز التعاون في إطار استراتيجية التعاون القُطري 2023-2027. وأعربت الدكتورة حنان عن دعم المنظمة لإصلاحات النظام الصحي في المغرب وطموحاته لتوسيع نطاق التغطية الصحية الشاملة، وأشادت برؤية المغرب الرامية إلى تعزيز الصحة والسيادة في مجال الأدوية في البلد والإقليم.
واعترافًا بدور المغرب الاستراتيجي بوصفها جسرًا يمتد بين المنظمة وبلدان الإقليم، أكَّدت الدكتورة حنان على الحاجة إلى زيادة التعاون لإطلاق مبادرات جديدة. وأبرز الطرفان أهمية تعزيز الشراكة بين المغرب والمنظمة لتحقيق الأهداف المشتركة في الصحة العامة، وتطوير النُظُم الصحية الإقليمية، والالتزام بالمبادئ التوجيهية للمنظمة بشأن الوقاية من الأوبئة والأمن الدوائي.
وتعزيزًا للمبادرة الرئيسية التي أطلقتها المديرة الإقليمية بشأن توسيع نطاق الإتاحة المُنصِفة للمنتجات الطبية العالية الجودة، التقت الدكتورة حنان السيد يونس هلالي، مدير مختبر ماريبو لتصنيع اللقاحات. وأشادت الدكتورة حنان بخطط المغرب لإنتاج اللقاحات محليًا لتحقيق السيادة في مجال الأدوية.
والتقت المديرة الإقليمية أيضًا مدير الوكالة المغربية للأدوية والمنتجات الصحية الأستاذ سمير أحيد وفريقه، وزارت المختبر الوطني لمراقبة جودة الأدوية لمعرفة المزيد عن خططهم للتصنيع المحلي للأدوية.
وستواصل منظمة الصحة العالمية دعمها في الوقت الذي يبني فيه المغرب جهازه التنظيمي ويضع سياسة دوائية وطنية للنهوض بإتاحة أدوية مأمونة وعالية الجودة وحماية الصحة العامة.
وقد أتاحت زيارة لميناء طنجة المتوسط الفرصة للدعوة إلى تعزيز إمكانات المرفق لدعم إتاحة الأدوية والمعدات الطبية على الصعيد الإقليمي، والاعتراف بالوحدة الوطنية لمراقبة الصحة على الحدود بوصفها مركزًا متعاونًا. فهي تُشكِّل نظامًا إيكولوجيًا لا يقتصر دوره على تعزيز الأمن الصحي للمغرب فحسب، بل ينطوي على إمكانات كبيرة لخدمة إقليم شرق المتوسط الأوسع نطاقًا بتوفير اللقاحات والأدوية والمنتجات الطبية الأخرى المنقذة للحياة بمستوى عالٍ من الجودة.
وخلال زيارة للموقع الخافر لمقاومة مضادات الميكروبات في مستشفى الشيخ زايد في الرباط، بالمغرب، التقت الدكتورة حنان الدكتور عادل أبابو مدير المستشفى وفريقه المتخصص الذي قدَّمَ عرضًا عن عمله في ترصُّد مقاومة مضادات الميكروبات. وأشادت الدكتورة حنان بتعزيز فريق العمل لنهج الصحة الواحدة من خلال إجراءات جماعية مع وزارتي الزراعة والبيئة.
وفي مركز جوادي الحضري للرعاية الصحية الأولية، التقت الدكتورة حنان الدكتور عبد المولى بولعميزات، المدير الجهوي للصحة في الدار البيضاء، وفريق متخصص من العاملين الصحيين الذين يقدمون خدمات الرعاية الأساسية للمجتمع المحلي، ومنها خدمات التمنيع، والرعاية الصحية للأمهات والأطفال، ودعم الحالات المزمنة. وقد أتاحت زيارة المعهد العالي للمهن التمريضية والتقنيات الصحية الفرصة لرؤية تعاون منظمة الصحة العالمية مع الشركاء المحليين لدعم المبادرة الرئيسية التي تهدف إلى بناء قوى عاملة صحية قادرة على الصمود وملائمة للغرض المتوخى منها ومستدامة في جميع أنحاء إقليم شرق المتوسط.
وزارت الدكتورة حنان مركز «Les Orangers» للأمومة، وهو مركز متعاون مع منظمة الصحة العالمية بشأن الصحة الجنسية والإنجابية والتدريب والبحوث. ويقدم المركز خدمات صحة الأمهات والمواليد وتنظيم الأسرة، ويقدم التدريب لأفراد القوى العاملة الصحية من المغرب وبلدان أفريقية أخرى.
وبحثت الدكتورة حنان في اجتماعاتها مع الدكتور سالم المالك، المدير العامة للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، ومع فريق الأمم المتحدة القُطري، الفرص المتاحة لتعزيز الشراكات بين مختلف المنظمات للنهوض بالصحة في جميع السياسات وتعميق التعاون بشأن القدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، والصحة النفسية والرفاه الاجتماعي، والتعليم والشباب، والمشاركة المجتمعية.
وقد أتاحت الزيارة واللقاءات التي استمرت 3 أيام مع كبار المسؤولين المغاربة والشركاء المحليين فرصةً لمختلف الأطراف لإعادة تأكيد التزامها المشترك بالنهوض بأهداف الصحة وتعزيز قيادة المغرب في جميع أنحاء إقليم شرق المتوسط وأفريقيا وخارجها.
كلمة افتتاحية تلقيها الدكتورة حنان حسن بلخي المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط المنتدى العربي لتطوير صناعة الأدوية واللقاحات
12 أيار/ مايو 2025
سعادة الدكتورة جليلة بنت السيد جواد حسن، حفظها الله،
الضيوف الكرام،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يشرفني أن أشارك معكم في هذا المنتدى الرفيع، الذي يجسد التزامًا راسخًا من مملكة البحرين، وجامعة الدول العربية، ومنظمة الصحة العالمية، بالإتاحة المنصفة للأدوية الأساسية، والارتقاء بصناعة المستحضرات الصيدلانية واللقاحات في ربوع إقليمنا.
وأود أن أشيد، مع خالص التقدير، بالدور الريادي لمملكة البحرين وجامعة الدول العربية في تضمين مبادئ جوهرية ضمن إعلان البحرين الصادر عن القمة العربية الثالثة والثلاثين، التي تستهدف الارتقاء بالرعاية الصحية للمجتمعات المتأثرة بالنزاعات، وتيسير سبل الحصول على الأدوية والعلاجات الأساسية، وتعزيز قدرة الصمود لدى صناعة الأدوية واللقاحات في أرجاء الإقليم.
ولطالما كان حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة نصيرًا للنهوض بالصحة في منطقتنا العربية - حيث دعا جلالته إلى تحقيق الاعتماد على الذات إقليميًا في مجال الأدوية وإنتاج اللقاحات.
السيدات والسادة،
تواجه النظم الصحية في شتى أنحاء إقليم شرق المتوسط تحديات بالغة الخطورة، لا سيما في الأوضاع المتضررة من النزاعات، إذ يقوض غياب الإنصاف في الحصول على الأدوية الأساسية جهود الحفاظ على الأمن الصحي الإقليمي.
وتتجلى العقبات الرئيسية التي تعترض سبيل نظمنا الصحية في شح الكوادر الماهرة، وقصور البنية التحتية، وتفتت البيئات التنظيمية. وعلاوةً على ذلك، لا يمكن ضمان جودة الأدوية أو مأمونيتها باستمرار في العديد من البلدان.
ولا يزال الإنتاج المحلي محدود النطاق، وخصوصًا فيما يتعلق باللقاحات والمواد المتماثلة بيولوجيًا والمنتجات البيولوجية الأخرى. وتعاني البحوث من
شح التمويل، في حين أن الاعتماد على الواردات يجعل سلاسل الإمداد عرضةً للاضطراب، ويزيد الأعباء المالية، ويوجه القيمة الاقتصادية إلى الخارج.
وفي الوقت ذاته، تفتقر مرافق الصحة العامة إلى ما يقرب من نصف الكمية اللازمة من الأدوية الأساسية المنخفضة التكلفة. وهناك الملايين من الناس الذين يضطرون إلى الإنفاق من أموالهم الخاصة، حتى لا يحرموا من العلاج. وفي الأوضاع الهشة لا يتوافر كثير من الأدوية، حتى الأساسية منها.
واستجابةً لهذه التحديات الـملحة، أطلقت المنظمة مبادرةً إقليميةً بشأن توسيع نطاق الحصول المنصف على المنتجات الطبية، واستراتيجيةً لتعزيز الإنتاج المحلي للقاحات.
ونحن بدورنا ندعم الدول الأعضاء من خلال تقديم الخبرة التقنية، وتحسين الأطر التنظيمية، وتحديث سلاسل الإمداد، وتعزيز آليات الشراء المجمع لتعزيز الإنصاف والقدرة التفاوضية.
فقد حققت هيئة الدواء المصرية مستوى النضج الثالث للقاحات والأدوية.
ويعد تحقيق مستوى النضج الثالث وما فوقه شرطًا مسبقًا لمنظمة الصحة العالمية للاختبار المسبق لصلاحية اللقاحات، وهو ما سيضمن استدامة القدرة المحلية على إنتاج اللقاحات من خلال الوصول إلى الأسواق العالمية.
وحققت الهيئة العامة للغذاء والدواء بالمملكة العربية السعودية مستوى النضج الرابع، وتعد حاليًا إحدى السلطات التنظيمية الوطنية الرائدة عالميًا في مجال الأدوية واللقاحات.
وتشارك كل من مصر وتونس في برنامج منظمة الصحة العالمية لنقل تكنولوجيا الرنا المرسال. وشرع المغرب في تصنيع اللقاحات من خلال شراكة مثمرة بين القطاعين العام والخاص، الأمر الذي يؤكد التزامه الراسخ بتعزيز القدرات المحلية لإنتاج اللقاحات.
وكل هذا تقدم يبعث فينا الأمل من جديد، ورغم ذلك، لا يزال الطريق أمامنا طويلًا.
إن حضور مصنعي المستحضرات الصيدلانية الدوليين والإقليميين في هذا المحفل اليوم يعكس زخمًا متناميًا نحو شراكات مثمرة بين القطاعين العام والخاص، يمكنها أن تدفع عجلة التغيير الحقيقي.
وإنني أتطلع بكل اهتمام إلى توثيق أواصر تعاوننا المشترك لضمان إتاحة أدوية ولقاحات أكثر وفرةً، وأعلى جودةً، وأكثر مأمونيةً للجميع في كل ربوع إقليمنا العزيز.
كلمة افتتاحية تلقيها الدكتورة حنان حسن بلخي المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط في الندوة الإلكترونية حول اليوم الدولي لكادر التمريض
12 أيار/ مايو 2025
أسعد الله صباحكم جميعًا بكل خير، وأرحب بكم أجمل ترحيب في هذه المناسبة المميزة.
في احتفالنا باليوم الدولي لكادر التمريض، نتوجه بخالص التقدير والعرفان للعاملين في هذا المجال الحيوي لتفانيهم المتواصل، وصمودهم المثالي، ودورهم القيادي البارز في إقليم شرق المتوسط والعالم أجمع.
فكوادر التمريض والقبالة في نُظمنا الصحية هم حجر الأساس، إذ يمثلون أكثر من نصف القوى العاملة الصحية عالميًّا.
واليوم، نلقي الضوء على التقرير الثاني عن "حالة التمريض في العالم"، في محطة فارقة تسبق بخمس سنوات الموعد المرتقب لتحقيق أهداف التنمية المستدامة العالمية.
ويُبرِز التقرير الإنجازات المضيئة التي تحققت، ولا سيما الزيادة في عدد العاملين بمجال التمريض عالميًّا، بينما ينبهنا إلى التحديات الكبيرة التي ما زالت تواجه جهودنا المشتركة.
والقوى العاملة في التمريض ركيزة أساسية لتحقيق الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة بشأن «الصحة الجيدة والرفاه» بحلول عام 2030، خصوصًا فيما يتعلق بالتغطية الصحية الشاملة وتعزيز الرعاية الصحية الأولية.
ورغم ذلك، فإن التقدم الذي نشهده ما زال يسير بإيقاع أبطأ مما نطمح إليه. وبدون إجراءات محددة وفعَّالة، سوف تستمر فجوات القوى العاملة في مجال التمريض إلى ما بعد عام 2030، لا سيما في الأقاليم الأكثر ضعفًا.
ويأتي إقليم شرق المتوسط حاليًّا في المرتبة الثانية في أدنى كثافة للعاملين في التمريض عالميًّا - بمعدل 15.5 فقط لكل 10000 شخص، مقارنةً بالمتوسط العالمي البالغ 37.1.
ومما يبعث على القلق أن إقليمنا وحده قد يشكل ما يقارب رُبع النقص العالمي في كوادر التمريض بحلول عام 2030.
إننا نواجه اليوم حقائق مؤلمة لا يمكن تجاهلها: فهناك تراجع مستمر في ظروف العمل، وفجوات متزايدة في برامج التعليم والتدريب، وهشاشة في الأطر التنظيمية، ومظاهر متعددة لغياب الإنصاف، وزيادة في ظاهرة هجرة الكفاءات التمريضية.
ويزيد وطأةَ التحديات أن إقليمنا يتعرض لأكثر من 60% من الهجمات التي تُوجَّه إلى المرافق الصحية على الصعيد العالمي.
وتتطلب هذه الظروف الاستثنائية استثمارات استراتيجية موجهة بدقة، عميقة الأثر، ومستدامة في مجالات التوظيف والتعليم والقيادة وتطوير منظومات تقديم الخدمات الصحية.
وفي هذا السياق، فإن المبادرة الإقليمية الرئيسية بشأن الاستثمار في قوى عاملة صحية قادرة على الصمود محفِّز أساسي لتسريع وتيرة الجهود المبذولة وتعزيز فعاليتها؛ إذ تتبنى المبادرة نهجًا شاملًا لتعزيز الاستثمار في القوى العاملة الصحية، مع إيلاء اهتمام خاص بالرعاية الصحية الأولية والوظائف الأساسية للصحة العامة.
وتدعم المبادرة أيضًا أنماط الإنفاق المبتكر والفعَّال الذي يوسع نطاق الحصول على الرعاية الصحية، ويرفع القدرة على الاستجابة للطوارئ، ويضمن استدامة النظام الصحي على المدى البعيد، عن طريق كوادر مؤهلة تأهيلًا عاليًا، وتتمتع بالمرونة الكافية للتكيف مع المتغيرات.
وتسعى المبادرة أيضًا إلى تعميق أواصر التضامن الإقليمي، وتحفيز الدول على تعزيز التعاون المشترك عبر منصات تبادل المعرفة والخبرات والموارد المتاحة. وتأتي كوادر التمريض والقبالة في صميم تلك الجهود الطموحة، وهو الموقع الذي ينبغي أن تتبوأه دائمًا.
إن آفاق التحول الإيجابي في هذا المجال الحيوي تبدو واعدة ومليئة بالإمكانات الهائلة. فالإحصاءات تشير إلى أن 56% من العاملين في قطاع التمريض بالإقليم هم دون سن 35 عامًا، وهُم جيل شاب ومتحمس، يتمتع بالتزام عميق، ويمتلك مقومات القيادة الواعدة.
والأكثر إلهامًا أن 73% من هذه الكوادر من النساء، ويتولى كثير منهن بالفعل مناصب قيادية مؤثرة، ستُسهم في رسم ملامح مستقبل نُظمنا الصحية.
وأودُّ في ختام كلمتي أن أتقدم بجزيل الشكر والامتنان لدولة الإمارات العربية المتحدة على مشاركتها الكريمة في استضافة هذه الفعالية الاستراتيجية، وأشيد بروح التعاون المثمر الذي يجمع قيادات التمريض في مختلف أرجاء إقليمنا.
ويسرني بوجه خاص الإنصات إلى أصوات كوادر التمريض الشابة والوافدة حديثًا إلى المجال خلال جلسات اليوم الثرية بالنقاش.
فرؤيتكم المتجددة، وخبراتكم المتنوعة، وطاقاتكم الحيوية تمثل ركائز أساسية لبناء مستقبل أكثر قوة وإنصافًا وشمولًا. ويقع على عاتقنا جميعًا واجب الاستثمار فيكم، وتوفير كل سُبل الحماية لكم وتمكينكم، لتواصلوا دوركم الرائد في بناء نُظم صحية متطورة ومستدامة.
شكرًا لكم.