البيئة الصحية يمكن أن تنقذ آلاف الأرواح سنوياً في إقليم شرق المتوسط
15 آذار/مارس 2016 | القاهرة – تشير تقديرات جديدة أصدرتها منظمة الصحة العالمية إلى أن ما يُقدَّر بنحو 000 854 شخص، أي ما يعادل حالة وفاة واحدة من كل خمس وفيات من إجمالي الوفيات في الإقليم، توفوا في عام 2012 نتيجة المعيشة أو العمل في بيئة غير صحية في إقليم شرق المتوسط. وتسهم عوامل الخطر البيئية، مثل تلوث الهواء والماء والتربة، والتعرُّض للمواد الكيميائية، وتغيُّر المناخ والأشعة فوق البنفسجية، في حدوث أكثر من 100 مرض وإصابة.
ويكشف الإصدار الثاني من تقرير "الوقاية من المرض من خلال البيئات الصحية: تقييم عالمي لعبء المرض الناجم عن المخاطر البيئية"، أنه منذ نشر الإصدار الأول من التقرير قبل عِقْد من الزمان، ارتفعت الوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية، التي ترتبط في المقام الأول بتلوث الهواء والتعرُّض للمواد الكيميائية، بحيث وصلت إلى 450 000 وفاة سنوياً في الإقليم. وبناءً على ذلك، يربو الآن عدد الوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية، مثل السكتة الدماغية وأمراض القلب والسرطان والأمراض التنفسية المزمنة، عن نصف مجموع الوفيات الناجمة عن البيئات غير الصحية.
وفي الوقت نفسه ، انخفضت الوفيات التي تسببها الأمراض المعدية، مثل الإسهال والملاريا، والتي ترتبط غالبا بسوء نظم معالجة المياه والصرف الصحي وإدارة النفايات. ويُعزَى هذا الانخفاض إلى عوامل أهمها الزيادة في فرص الحصول على المياه المأمونة الصالحة للشرب وتحسين خدمات الصرف الصحي وانخفاض أعداد الأسر التي تستخدم الوقود الصلب للطهي، إلى جانب تحسن فرص الحصول على خدمات التمنيع والناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات وتوفر الأدوية الأساسية. وبالرغم من هذا الانخفاض، لايزال عبء الأمراض المعدية يشكل باعثاً كبيراً للقلق لدى العديد من بلدان الإقليم بما فيها البلدان المتأثرة بالاضطرابات المدنية والأزمات.
ويقول الدكتور علاء الدين العلوان، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط: "يُعزَى أكثر من خمس عبء الأمراض السارية والأمراض غير السارية والإصابات في إقليمنا إلى مخاطر بيئية يمكن تعديلها". وأضاف الدكتور العلوان "لقد وضعنا بالتعاون مع الدول الأعضاء استراتيجية إقليمية حول الصحة والبيئة للحد من تلك المخاطر في بيوتنا وفي المدن وأماكن العمل. والآن تحتاج بلداننا إلى البدء في تنفيذ هذه الاستراتيجية من أجل توفير بيئات صحية لسكانها وتقليص عدد الوفيات والأمراض التي يمكن تجنبها".
والتأثير الأكبر للمخاطر البيئية إنما يقع على الأطفال الصغار وكبار السن، فقد وجد التقرير أن الأطفال دون الخامسة وكذلك البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 50-75 عاما هم الأكثر تأثراً بهذه المخاطر. فمن يتأثرون بالتهابات الجهاز التنفسي السفلي وأمراض الإسهال معظمهم من الأطفال دون سن الخامسة، في حين أن أكثر من يتأثرون بالأمراض غير السارية والإصابات هم كبار السن.
الأسباب الأولى للوفيات المرتبطة بالبيئة في الإقليم
بعد البحث في أكثر من 100 فئة من فئات المرض والإصابة، يخلص التقرير إلى أن الغالبية العظمى من الوفيات المرتبطة بالبيئة يقدر أنها نتيجة لأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل السكتة الدماغية وأمراض القلب الإقفارية، على النحو المبين في الجدول أدناه:
|
الترتيب |
المرض |
عدد الوفيات الناجمة عن المخاطر البيئية سنوياً |
|
1 |
أمراض القلب الإقفارية |
169272 |
|
2 |
الإصابات غير المتعمدة |
157469 |
|
3 |
السكتة الدماغية |
126762 |
|
4 |
التهابات الجهاز التنفسي |
77633 |
|
5 |
أمراض الإسهال |
75939 |
|
6 |
أنواع السرطان |
68192 |
|
7 |
أمراض الجهاز التنفسي المزمنة |
51540 |
|
8 |
حالات حديثي الولادة |
38304 |
|
9 |
السل |
18611 |
|
10 |
أمراض القلب الناجمة عن ارتفاع ضغط الدم |
174 9 |
يستشهد التقرير باستراتيجيات أثبتت فعاليتها لتحسين البيئة والوقاية من الأمراض. وعلى سبيل المثال، فإن استخدام التقانات والوقود النظيف للطهي المنزلي والتدفئة والإضاءة من شأنه أن يقلل التهابات الجهاز التنفسي الحادة، والأمراض التنفسية المزمنة، وأمراض القلب والأوعية الدموية والحروق. كما أن أمراض الإسهال ستقل كثيراً من خلال زيادة فرص الحصول على المياه المأمونة الصالحة للشرب ونظم الصرف الصحي الملائمة وتعزيز غسل اليدين. كما أن تحسين وسائط المواصلات الحضرية والتخطيط الحضري، وبناء مساكن تحقق الكفاءة في استخدام الطاقة سيسهم في تقليل الأمراض المرتبطة بتلوث الهواء وتعزيز النشاط البدني الآمن.
وفي إطار مبادرة المدن الصحية، تشجع منظمة الصحة العالمية الحكومات المحلية على إدماج قضايا الصحة في جميع جوانب السياسة العامة. وعلى سبيل المثال، فإن إمارة الشارقة، بدولة الإمارات العربية المتحدة، هي أول مدينة صحية بالإقليم اتخذت تدابير لتحسين نظام الرعاية الصحية والبنية الأساسية للرعاية الاجتماعية. ويجري حالياً، بالشراكة مع القطاع الخاص، تقديم حلول مستدامة في مجال إدارة البيئة والموارد وقد خفضت الشارقة معدل النفايات التي تصل للمطامر إلى الصفر تقريباً من خلال تحويل 100٪ من النفايات عن طريق إعادة التدوير والتحويل إلى طاقة.
وتعمل حالياً منظمة الصحة العالمية مع الدول لاتخاذ إجراءات بشأن كل من تلوث الهواء في الأماكن المغلقة والهواء الطلق. وسوف تقترح منظمة الصحة العالمية أثناء انعقاد جمعية الصحة العالمية في أيار/ مايو المقبل خارطة طريق لتحقيق استجابة عالمية مُعزَّزة يقدمها القطاع الصحي وتهدف إلى الحد من الآثار الصحية الضارة لتلوث الهواء.
لقراءة التقرير كاملاً:
http://www.who.int/quantifying_ehimpacts/publications/preventing-disease/en
لمزيد من المعلومات:
في عمَّان
الدكتور باسل اليوسفي
منظمة الصحة العالمية،
هاتف : 5524655 -6-962+
موبايل :-6746746، -79-962+
في القاهرة
رنا صيداني
منظمة الصحة العالمية
هاتف: 20222765552+
موبايل +201099756506+
بوادر أمل بعد 5 سنوات: منظمة الصحة العالمية تزيد استجابتها وصولاً إلى عدد أكبر من الناس في سوريا
خمس سنوات مرت منذ بدء الصراع في سوريا، ولا يزال ملايين الناس في شتى أنحاء البلاد يعانون من محدودية فرص الحصول على الرعاية الطبية الأساسية بسبب الصراع المستمر وتدهور النظام الصحي. أكثر من 11 مليون شخص يحتاجون المساعدة في مجال الصحة التي يعجز العديد من المستشفيات والعيادات الصحية الأولية على توفيرها بالقدر الكافي. فيما اتخذ أكثر من 4.8 مليون شخص من البلدان المجاورة وما وراءها ملجأً لهم.
خلال الأسبوع الماضي، وبعد توقف هش للأعمال العدائية، تحسنت قليلا فرص وصول منظمة الصحة العالمية وشركائها إلى عدد أكبر من المرضى في عشر من المناطق المحاصرة البالغ عددها 18 منطقة. وقد تم تسليم الأدوية واللقاحات والمستلزمات الطبية من خلال القوافل الإنسانية المشتركة بين الوكالات إلى مضايا المحاصرة، والزبداني، والفوعة، وكفريا، والمعضمية، وكفر بطنا، عين ترما، وجسرين، وسقبا، وحمورية في شرق الغوطة والمناطق التي يصعب الوصول إليها في حلب بما في ذلك حلب الشرقية، وعزاز، وعفرين.
ومع ذلك، لا يزال إعاقة توريد الأدوية والمستلزمات الجراحية مستمراً. فقد استبعدت خلال الزيارة الأخيرة لشرق الغوطة، المضادات الحيوية وأدوية الأمراض المزمنة من القائمة النهائية. في عام 2015، أبلغت منظمة الصحة العالمية عن 9 حوادث استبعاد لأدوية من قوائم قافلة المستلزمات الطبية المخصصة لحمص وحلب ومحافظات ريف دمشق، مما حرم هذه الحوادث أكثر من 140 ألف شخص من الدعم الطبي الحيوي.
وعلقت اليزابيث هوف، ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا قائلة: "إننا نحث جميع أطراف النزاع على السماح بتضمين الإمدادات الطبية والجراحية في قوافل المساعدات الإنسانية المرسلة إلى المناطق المحاصرة، إذ أن تقويض فرص وصول الرعاية الجراحية في وقتها له عواقب خطيرة وطويلة المدى على صحة الأفراد والمجتمعات. ومن دون الحصول على الأدوية الأساسية بصفة دائمة، يتعرض المصابون بأمراض مزمنة لخطر المضاعفات الحرجة والموت". وأضافت هوف: "تجدد منظمة الصحة العالمية دعواتها إلى أطراف النزاع لرفع الحصار، والسماح لقوافل الإغاثة بالوصول للمجتمعات المحلية في جميع أنحاء البلاد بشكل مستمر ودون عوائق".
عمل منظمة الصحة العالمية:
منذ عام 2012، ازداد العدد السنوي من المعالجات التي قدمتها منظمة الصحة العالمية من مليون إلى 17٬200٬000 لسد النقص في الأدوية والمستلزمات الطبية. وفي عام 2015، تم تسليم ما يقرب من ثلث (30٪) الإمدادات التي قدمتها منظمة الصحة العالمية إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها، والمناطق المحاصرة التي تسيطر عليها المعارضة.
وتعمل منظمة الصحة العالمية حاليا بشكل وثيق مع 67 منظمة غير حكومية (مقابل 10 في عام 2012) للمساعدة في الوصول إلى المزيد من الأشخاص بخدمات الرعاية الصحية الأولية والثانوية والرعاية الخاصة بالصدمات والرضوض، والأدوية الأساسية والمستلزمات الطبية والجراحية وخدمات التوليد.
لقد غادر أكثر من نصف القوى العاملة الصحية البلاد بسبب انعدام الأمن. ولسد هذه الفجوة، قامت منظمة الصحة العالمية بتدريب أكثر من 000 20 من المديرين والعاملين في مجال الصحة في أنحاء سوريا في عام 2015.
وفي عام 2012، أقامت منظمة الصحة العالمية 100 موقع للإبلاغ عن فاشيات الأمراض. وازداد عددها الآن لما يقرب من 1000 موقع إبلاغ، يرفع ثلثها التقارير من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. وقد سمح هذا النظام لمنظمة الصحة العالمية برصد فاشيات الأمراض والتأهب والتصدي السريع لها في شتى أنحاء سوريا.
وبالإضافة إلى ذلك، أسست منظمة الصحة العالمية نظاماً يسمى "رسم خرائط الموارد الصحية وإتاحتها" وذلك للإبلاغ عن حالة المستشفيات والمراكز الصحية في جميع أنحاء البلاد، وذلك من حيث حالة التشغيل، وسهولة الوصول، والبنية الأساسية ومستوى التوظيف. وقد توسع النظام ليشمل حتى الآن، المستشفيات العمومية والمراكز الصحية والمرافق الصحية التي تديرها المنظمات غير الحكومية بدعم من منظمة الصحة العالمية. وفي الوقت الحاضر، فإن 100٪ من المستشفيات العمومية البالغ عددها 113 مستشفى و 97٪ من المراكز الصحية العمومية البالغ عددها 1783 مركزاً صحياً تقدم تقاريرها إلى هذا النظام في جميع أنحاء البلاد.
لمزيد من المعلومات:
Tarik Jašarević
Media Relations
World Health Organization
Mobile: +41 793 676 214
Tel: +41 22 791 5099
E-mail:
Rana Sidani
Senior Communication Officer
Media and Communications
WHO Regional Office for the Eastern Mediterranean
Direct: +20 2 22765552
Mobile: +20 1099756506
E-mail:
المنظمة تحث دول شرق المتوسط على تعزيز تدابير التأهُّب والاستجابة لعدوى فيروس زيكا
2 آذار/مارس 2016 – دعا المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط إلى جولتين من الاجتماعات الطارئة شارك بهما ممثلون من وزارات الصحة في الإقليم بهدف تبادل المعلومات حول عدوى فيروس زيكا والحالات الصحية ذات الصلة، ومناقشة تنفيذ تدابير الصحة العمومية للاستعداد لأي انتشار محتمل للفيروس في الإقليم والتصدي له.
ولم يتم الإبلاغ حتى تاريخه عن أي حالة إصابة بفيروس زيكا في أي بلد في الإقليم، سواء من خلال الانتقال المحلي للفيروس أو وفادته عن طريق المسافرين العائدين من بلد ينتشر فيه فيروس زيكا. ومع ذلك، لا يزال الإقليم عرضة للخطر نظراً لوجود البعوضة الزاعجة التي تنقل الفيروس إلى البشر في ثمانية من بلدان الإقليم هي جيبوتي ومصر وعُمان وباكستان والمملكة العربية السعودية والصومال والسودان واليمن.
وقد اختتمت الجولتَان بالاتفاق على مجموعة من التوصيات للتنفيذ العاجل من أجل الحفاظ على الإقليم خالياً من عدوى فيروس زيكا، ومستعداً للاستجابة لحالات الإصابة به حال وقوعها. وتضمّنت التوصيات ما يلي:
• تعزيز ترصد الأمراض للكشف المبكر عن أي حالة عدوى بفيروس زيكا، وإبلاغ منظمة الصحة العالمية فور حدوث هذه الحالات؛
• إنشاء مراكز التشخيص المختبري لتعزيز قدرات الكشف عن عدوى فيروس زيكا، بما في ذلك إقامة روابط مناسبة مع المختبرات المرجعية الخارجية لفحص العينات؛
تعزيز برامج مراقبة الحشرات خاصة في المناطق الساخنة التي تشمل نقاط الدخول لاستباق حدوث تجمعات كثيفة من البعوض واكتشافها واستهداف هذه المناطق بوسائل مكافحة نواقل الأمراض؛
تنفيذ تدابير ملائمة في نقاط الدخول، مثل رش وسائل النقل القادمة من بلد يعاني من انتقال نشط لفيروس زيكا للقضاء على الحشرات؛
توعية المسافرين إلى المناطق التي ينشط فيها الفيروس من خلال إصدار دلائل إرشادية مناسبة لحماية أنفسهم من الإصابة بالفيروس؛
حث المجتمعات للحفاظ على المنازل والمناطق المحيطة بها خالية من مواقع تكاثر البعوض من خلال تطبيق الرسائل والاستراتيجيات المناسبة عن التواصل المتعلق بالمخاطر بما يلائم الثقافة المحلية والممارسات السلوكية، وتزويد المجتمعات المحلية بالمعرفة المناسبة والمعلومات والأدوات اللازمة لحماية أنفسهم من لدغات البعوض .
تحديد وإنشاء شبكة من الخبراء والمختبرات المرجعية في الإقليم، وتنظيم دورات تدريبية لدعم الدول الأعضاء في مجالات مراقبة الحشرات، ومكافحة نواقل الأمراض، والتقصي الميداني والكشف المختبري وكذلك بناء القدرات على المدى الطويل للوقاية من الأمراض الفيروسية ومكافحتها.
كما تم خلال جولتي الاجتماع الاتفاق على وضع خطة إقليمية لتعزيز التأهب والاستعداد لمنع دخول فيروس زيكا إلى الإقليم، والاكتشاف المبكر للحالات الناجمة عن السراية المحلية في المناطق عالية المخاطر. وسوف تنفذ منظمة الصحة العالمية هذه الخطة خلال الشهور الستة المقبلة في الإقليم بالتعاون مع وزارات الصحة وسائر الشركاء في مجال الصحة على الصعيدَيْن الإقليمي والدولي.
لمزيد من المعلومات، يرجى التواصل مع:
رنا صيداني
مسؤولة وحدة الإعلام
وحدة الإعلام والاتصال
المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط
مباشر: +20222765552
الجوال: 1099756506+20
البريد الإلكتروني:
المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية يدعو إلى تمويل عاجل للاستجابة الصحية في سوريا
القاهرة، 3 آذار/مارس 2016 - يستمر تدهور الوضع الصحي في سوريا ليس يوماً بعد يوم، وإنما ساعة تلو الأخرى. وكما هو الحال في أوقات الصراعات، فالمدنيون الأبرياء هم من يدفع الثمن غالياً، إذْ لا يحصل نحو ثلثي السوريين على مياه آمنة، مما يدفع بهم في وجه خطر الإصابة بأمراض مثل التيفويد والكوليرا. وهناك نحو 300 ألف امرأة حامل في شتى أنحاء البلاد لا يحصلن على الرعاية التي يحتاجونها من أجل التمتع بحمل آمن وصحي. وهناك، كل شهر، ما يزيد على 30 ألف شخص يحتاجون إلى المعالجة من الإصابات. أما المصابون بالأمراض المزمنة فيلقون حتفهم جراء مضاعفات من السهل السيطرة عليها في ظل أوضاع طبيعية، ذلك في وقت لا تصل فيه اللقاحات المنقذة للحياة إلى نصف الأطفال. وهناك طفل من بين كل أربعة أطفال يواجه مخاطر الإصابة باضطراب صحي نفسي له آثار طويلة الأمد.
وبرغم تلك الاحتياجات الـمُلحَّة، فإن أكثر من نصف مرافق الرعاية الصحية في البلاد إما مغلقة أو لا تعمل بكامل طاقتها، وتواجه نقصاً في الأدوية المنقذة للحياة والأدوية الأساسية. وقد فرَّ أكثر من نصف المهنيِّين الصحيِّين من البلاد، بينما يواجه من تبقَّى منهم خطر التعرُّض للهجوم بين الحين والآخر. ومع تواصل الصراع، يتزايد عدد من يفقدون أرواحهم كل يوم، ليس بسبب العنف فحسب، وإنما يصبح الناس هناك ضحايا لنظام صحي واهن ومهترئ لم يعد قادراً على تزويدهم باحتياجاتهم من الخدمات الصحية كي يبقوا على قيد الحياة. وخلاصة ذلك أن ملايين الأرواح أضحت في دائرة الخطر.
وفي وقت سابق من هذا العام، اجتمعت الجهات المانحة الدولية في لندن، معلنةً التزامها تجاه مساعدة السوريين داخل الأراضي السورية وفي دول الجوار المتأثرة بالصراع الدائر هناك. ومع ذلك، وبعد مضي شهر تقريباً، لم تزل منظمة الصحة العالمية وشركاء الصحة في انتظار وصول تمويل طالما اشتدت الحاجة إليه. ونقص التمويل لن يؤدِّي سوى إلى زيادة أعداد الوفيات التي يمكن تجنُّبها: ففي مقابل كل مليون دولار لا يحصل عليه القطاع الصحي، يُترك ما يزيد على 230 ألف شخص بلا رعاية صحية. وهذه الإصابات بالأمراض والخسائر في الأرواح التي نحن في غنى عن حدوثها لا ينبغي لنا السماح باستمرارها.
ولذا، فإني أحثّ الجهات المانحة الدولية على الوفاء بالتزاماتها والعمل على سدّ الثغرات التمويلية التي يعانيها القطاع الصحي، حيث تشتد الحاجة حالياً إلى 437.21 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الصحية المتنامية. فمن دون دعم، سوف يُترك ملايين الناس المتأثرين بالأزمة عاجزين عن الحصول على احتياجاتهم من الخدمات الصحية، مما يفاقم من حجم هذه المأساة الإنسانية المدمرة.
الدكتور علاء الدين العلوان
مدير منظمة الصحة العالمية
لإقليم شرق المتوسط